
سقطت الأقنعة وهذا الملاذ الوحيد للأردنيين
جفرا نيوز -
حسين الرواشدة
من حق الأردنيين أن يتحدثوا، بأعلى صوت، عن دولتهم وهويتهم وإنجازاتهم، أن يقرأوا تاريخهم بعيونهم، وأن يقولوا كلمتهم في حاضرهم ومستقبلهم، لا يجوز لأحد، مهما كان، أن يغالب الأردنيين لينتزع منهم هذا الحق، أو يوزع عليهم صكوك «الشيطنة « لأنهم انتصروا لبلدهم وأنصفوه، نحن أمام مرحلة جديدة، سقطت فيها كل المظلات والأقنعة، الملاذ الوحيد الذي بقي للأردنيين هو الدولة، و لا إجابة عن سؤال: كيف ننجو؟ إلا في عنوان واحد، وهو الحفاظ على قوة الدولة الأردنية ومنعتها وصمودها.
هذا لا يعني، أبداً، أن ينسلخ الأردنيون عن جلدتهم العربية وإطارهم الحضاري وأفقهم الإنساني، لا يعني، أيضا، أن ينعزلوا عن محيطهم ، او أن لا يشتبكوا مع قضاياه ومع العالم ومستجداته، ما أقصده هو أن الوعي على الأردن، خاصة لدى جيل الشباب، يجب أن يتحرك نحو فكرة الدولة التي تم تشويهها، للأسف، بفعل تيارات وأحزاب وتنظيمات لم تؤمن أصلا بالدولة، واعتبرتها مجرد جغرافيا أو ساحة للصراعات السياسية، أو وليمة لاقتسام الحصص وتوزيع الغنائم.
الآن انتهت هذه الحقبة، أو يجب أن تنتهي، لا يجوز أن يظل الأردنيون -دون غيرهم من شعوب العالم -منقسمين على ولاءات دينية أو سياسية تعمل خارج إطار الدولة، او ممتدة خارج الحدود، لا يجوز، أيضا، أن يكون الأردن بنداً ثانياً على قائمة الأولويات والخطابات، أو أن يتحول إلى مجرد طلقة في بنادق البعض، أو بطاقة تعريف وقت الحاجة، الوعي على الدولة ومن أجلها هو الرسالة التي يجب أن تصل للجميع، وأن يلتزم بها الجميع أيضاً.
أعرف، تماماً، أننا أمام أخطار كبيرة مفتوحة على عدة جبهات ساخنة، وأن أعداءنا يتربصون بنا، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب، أعرف، أيضاً، أننا نعاني من مشكلات وأزمات داخلية وبحاجة إلى إصلاحات فورية، أعرف، ثالثاً، أن أمامنا اضطرارات قد تدفعنا للحركة في وسط رمال متحركة، وقد تستدعي تقديم ما يلزم من تنازلات، أعرف، رابعاً، أن ظهورنا أصبحت مكشوفة، حيث تفككت شبكة التحالفات وتراجعت المساعدات، (وسوى الروم خلفنا روم)، لكن ما لا يجب أن يغيب عن أذهاننا، دائماً وأبداً، هو أن الدولة الأردنية لديها ما يلزم من عناصر القوة وأوراقها، وأنها تمتلك من العلاقات والخبرات ما يضمن منعتها واستقرارها واستمرارها،
الثقة بالدولة، مهما كانت ملاحظاتنا على أداء الإدارات والمؤسسات، ومهما كانت خزانات المظلومية لدينا مزدحمة بالمواقف، وصور الغضب والعتب، هي الطريق الوحيد الذي يمكن أن نعبر من خلاله إلى شاطئ الأمان، هذه الثقة تستدعي التقاء إرادتي إدارات الدولة وقوى المجتمع على هدف واحد، وهو الانتصار (لا أقول الانحياز فقط) للأردن الدولة والوطن، كل من يغرد خارج هذا السرب تحت أي ذريعة سيكون صوتا نشازاً يصب في رصيد خارج السياق الوطني، كل من يستنكر الحديث عن الهوية الأردنية، أو التذكير بالتاريخ والإنجاز والبناة الأوائل من الأردنيين، والاعتزاز بالقيادة والمؤسسات، لا يضمر خيراً للأردن، ولا للأردنيين.
لكي نرسخ الثقة بالدولة، ونحرر هويتنا الأردنية من النقاشات المغشوشة، ونرفع علمنا الأردني بدون أن نسمع كلمة (لو )، ونحتفل بمناسباتنا الوطنية بعيدا عن المجاملات، ولكي نقرأ في تصريحات السياسيين على الشاشات ومقالات الكتاب عن الأردن ولأجله أكثر مما نقرأ عن قضايا خارج الحدود، ونجمع الأردنيين على أجندة الوطنية الحقة بلا مناكفات أو مشاكسات، نحتاج أن نتوافق، جميعاً، على «وصفة عاقلة»، يفرزها حوار وطني يعيد توجيه البوصلة إلى عنوان واحد هو الدولة الأردنية، وفق خريطة واضحة تضع الجميع، الإدارات الرسمية وقوى المجتمع، أمام مسؤولياتهم وواجباتهم، بلا تدخلات أو وصايات، وتضعنا، أيضاً، على سكة السلامة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 29 دقائق
- الغد
الأردن والسعودية يبحثان تطورات الأوضاع في غزة
التقى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، في الرياض الأربعاء، وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود. اضافة اعلان وبحث الوزيران خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات الأخوية الاستراتيجية بين البلدين، وتطوير التعاون في مختلف المجالات. كما بحث الصفدي وسمو الأمير فيصل الأوضاع الإقليمية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، والتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كاف وفوري إلى جميع أنحاء القطاع. وبحث الوزيران جهود اللجنة الوزارية المكلّفة من القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة بهذا الشأن، والتحضيرات القائمة لمؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده في شهر حزيران المقبل برئاسة مشتركة بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية. وثمّن الصفدي مواقف المملكة العربية السعودية الداعمة للمملكة ومسيرتها التنموية، وما توليه من رعاية للأردنيين العاملين والمقيمين في السعودية، لافتًا إلى أهمية ما يشهده التعاون بين المملكتين من نمو مستمر. وأكّد الصفدي وسمو الأمير فيصل استمرار العمل على زيادة التعاون الثنائي والتنسيق إزاء القضايا العربية والإقليمية والدولية تنفيذًا لتوجيهات القيادتين.


الغد
منذ 36 دقائق
- الغد
الأردن يتابع أنباء محاكمة السويد لمشتبه بتورطه بأسر وحرق الشهيد الكساسبة
مصدر حكومي: الأردن معني بتفاصيل محاكمة المشتبه به لخصوصية القضية المرتبطة في الشهيد الكساسبة اضافة اعلان وأكد المصدر "، أن الأردن معني بتفاصيل المشتبه به؛ لخصوصية القضية المرتبطة في الشهيد الكساسبة. وذكرت وكالة فرانس برس، الخميس، أنّ الادعاء السويدي، ينوي توجيه الاتهام إلى إرهابي سويدي مدان للاشتباه بتورطه في أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة في سوريا عام 2014 وحرقه داخل قفص. وأعلنت النيابة العامة السويدية في بيان أنها تعتزم توجيه اتهامات لمواطن سويدي يبلغ من العمر 32 عاما في 27 أيار بارتكاب "جرائم حرب وجرائم إرهابية خطيرة في سوريا". وستجري المحاكمة في الرابع من حزيران في ستوكهولم. في 24 كانون الأول 2014، أسقطت طائرة تابعة لسلاح الجو الأردني في سوريا وأسر تنظيم داعش الإرهابي الطيار في اليوم نفسه قرب مدينة الرقة. ومطلع كانون الثاني 2015، تم حرق الكساسبة حيا بعد احتجازه في قفص وبث التنظيم الإرهابي صورا للواقعة.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
محادثات لتعزيز الدفاعات السعودية بـ 200 طائرة مسيّرة
كشفت السفارة الأمريكية في الرياض أن السعودية تعد أكبر شريك للمبيعات العسكرية الأجنبية بالنسبة لأمريكا بمعاملات نشطة تقدر قيمتها بأكثر من 129 مليار دولار. وطبقاً لبيان منشور في موقع السفارة، أكدت الولايات المتحدة على التزامها بتعزيز شراكتها الدفاعية والأمنية مع الرياض، لافتة إلى أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وقّعتا أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ بقيمة ما يقرب من 142 مليار دولار، لتزويد السعودية بأحدث المعدات والخدمات القتالية من أكثر من اثنتي عشرة شركة دفاع أمريكية. البيان وصف أيضاً العلاقات الدفاعية مع السعودية بأنها «الأقوى في عهد الرئيس ترمب مما كانت عليه في أي وقت مضى»، مشيراً إلى أن «حزمة الاتفاقات التي جرى توقيعها في الرياض تعد أكبر صفقة تعاون دفاعي في تاريخ الولايات المتحدة، ودليلاً واضحاً على التزامنا بتعزيز شراكتنا». من جانب آخر، أعلن متحدث باسم شركة جنرال أتومكس ايرونوتكس سيستمز الأمريكية أن الشركة تجري محادثات مع السعودية بشأن شراء الرياض ما قد يصل إلى 200 طائرة مسيّرة (درون) من طراز MQ-9 ، في نطاق صفقة التسليح التي توصل إليها الرئيس دونالد ترمب خلال زيارته التاريخية للرياض من 13 الى 15 مايو الجاري. وقال المتحدث سي. مارك برينكلي لمجلة «برايكنغ ديفينس» أمس: ظللنا نجري محادثات مع الحكومة السعودية والبيت الأبيض منذ مدة بشأن صفقة يمكن أن تتضمن 200 طائرة مسيرة. وأضاف أن الصفقة قد تشمل طائرات أخرى من طراز MQ-9B سكاي غارديان، وسي غارديان. وفي إطار الزيارة التي وصفت بـ«التاريخية»، أثمرت نتائجها عن توقع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس الأمريكي دونالد ترمب وثيقة الشراكة الاقتصادية الإستراتيجية، فيما أكد الرئيس ترمب عقب انتهاء زيارته في الرياض: «لا أحد يستطيع كسر العلاقة القوية بين أمريكا والسعودية، ولدي علاقات قوية مع الملك سلمان، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان». إلى ذلك، أشاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بما توصلت إليه مباحثات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مع ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الأمير محمد بن سلمان من نتائج ترتقي بالعلاقات الثنائية إلى مستوى تاريخي غير مسبوق في العديد من القطاعات الحيوية المهمة، بما يعزز التكامل الاقتصادي للبلدين الصديقين.