
القمة العالمية للحكومات .. اجتماع وزاري يستشرف مستقبل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة العالمية
شهدت فعاليات القمة العالمية للحكومات 2025، تنظيم طاولة وزارية مستديرة حول أهداف التنمية المستدامة العالمية، بعنوان تصور عام 2045 لمسارات شاملة نحو التنمية المستدامة، جمعت نخبة من القادة والمسؤولين الحكوميين على المستويين العالمي والوطني، في حوار مفتوح، أكدوا خلاله التزامهم المشترك برسم إستراتيجيات طويلة الأمد تعتمد على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة لدعم أجندات التنمية العالمية.
وشددوا على ضرورة تبني نهج استباقي يقوم على الاستشراف الذكي والتخطيط الإستراتيجي لضمان تحقيق مستقبل أكثر استدامة وشمولية بحلول عام 2045.
جاء الاجتماع استجابةً للتحديات غير المسبوقة التي تواجه المجتمعات العالمية، ما يستدعي تعزيز الجهود الدولية وتحفيز خطوات عملية تتماشى مع الحوار العالمي والتركيز على التبادل المعرفي بين الوزراء والقادة الحكوميين، ووضع أجندة موحدة طموحة لدعم تحقيق التنمية الإنمائية لما بعد 2030، وذلك بحضور وزراء من عدة دول من ضمنها الهند وكندا وأوزبكستان وبروناي دار السلام والأردن وقيرغيزستان وكوسوفو وسيشل ومدغشقر ومالطا وجنوب أفريقيا والفلبين ومنغوليا ولاتفيا ، وممثلي منظمات دولية مثل الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (الـيونيسف).
وشهد الاجتماع حضوراً إماراتياً بارزاً، ضم كلاً من معالي حصة بوحميد مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، وأداره سعادة عبدالله ناصر لوتاه مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، نائب رئيس المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة، كما ضم كلاً من سعادة عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة، وسعادة رزان خليفة المبارك رئيسة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ورائدة الأمم المتحدة للمناخ، وسعادة محمد سعيد النعيمي وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، وسعادة الدكتورة شيخة الظاهري أمين عام هيئة البيئة - أبوظبي، وسعادة عمر السويدي رئيس دائرة المكتب التنفيذي والاستدامة في أدنوك، وسعادة الدكتور عامر شريف الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، والدكتورة منال تريم الرئيسة التنفيذية لمؤسسة نور دبي، وسعادة محمد الشامسي كبير مسؤولي الاستدامة والتغير المناخي في هيئة كهرباء ومياه دبي.
وناقش الاجتماع رفيع المستوى مخرجات تقرير التقدم المحرز في أهداف التنمية المستدامة الصادر عن الأمم المتحدة، الذي أشار إلى أهمية تجاوز العقبات الحالية والبدء في وضع رؤية عالمية شاملة تمتد لما بعد عام 2030، من خلال تعزيز الإستراتيجيات طويلة الأمد لمواجهة التحديات العالمية المتزايدة مثل التغير المناخي، والعدالة التكنولوجية، والتحولات الديموغرافية.
وقال عبد الله لوتاه، إن اللجنة الوطنية أطلقت منصة الطاولة الوزارية المستديرة للأهداف الإنمائية "XDGs 2045" في القمة العالمية للحكومات في رؤية طموحة تتجاوز عام 2030، وخطوة استباقية مستلهمة من إرث الأهداف الإنمائية للألفية وأهداف التنمية المستدامة، لتشكل قفزة نوعية نحو مستقبل مرن شامل ومستدام.
وأضاف أن المستقبل الذي نطمح إليه، لا يمكن أن يبنى بجهود فردية، بل بتكاتف الجميع ضمن أطر تشاركية مثمرة، نضع فيها الأساس لحراك عالمي تصبح فيه التنمية عادلة والفرص متاحة للجميع دون استثناء.
من جهته، قال معالي بلفور هيناو وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كولومبيا، إنه يمكن لآليات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، أن تكون سلاحاً قوياً في مواجهة الفقر، وتوفير تعليم مستدام، وضمان وصول الطاقة للجميع، بشرط توظيفها لخدمة الإنسانية ولإحداث تحول جذري، بدلاً من أن تصبح وسيلة لتعميق الفجوات الاقتصادية والاجتماعية.
من جهته قال معالي مختار باباييف، رئيس COP29، المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية لشؤون المناخ في أذربيجان، إن مواجهة أزمة المناخ تتطلب عقد شراكات فعالة، وعليه تم توظيف حلول عادلة في COP29 لتمويل التنمية المستدامة، وأثبتنا أن الدول يمكنها التوصل إلى اتفاق موحد، وأن الشراكات متعددة الأطراف قادرة على تحقيق نتائج إيجابية.
وأعرب عن فخره بمواصلة العمل جنباً إلى جنب مع دولة الإمارات بشأن الأولويات العالمية، لأننا معاً نصنع تأثيراً أكبر يفوق حدود الإمكانات الفردية.
في السياق ذاته، قالت سعادة رزان خليفة المبارك: "إن مسؤوليتنا في حماية الطبيعة ليست مجرد اعتبار اختياري في رحلتنا نحو التنمية العالمية؛ بل هي ركيزة أساسية لضمان استمرار تقدمنا ونجاحنا - من أجل المناخ، ورفاهيتنا، وصحة كوكبنا."
من جانبه أكد سعادة فرانشيسكو لا كاميرا، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة: "مع اقتراب عام 2030، من الواضح أننا لسنا على المسار الصحيح لتحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، حيث لا يزال الملايين يفتقرون إلى الوصول إلى الطاقة النظيفة. هناك حاجة إلى تحرك عاجل، وتعزيز التعاون، وحلول منهجية لدفع التقدم. تظل "إيرينا" ملتزمة بتشكيل مستقبل مستدام للطاقة للجميع."
واختتمت الطاولة المستديرة بدعوة من معالي حصة بوحميد مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي، للمجتمع الدولي لمواصلة العمل المشترك، مع التأكيد على أهمية إدماج جميع فئات المجتمع في عملية صياغة السياسات المستقبلية، وضمان أن تكون مسارات التقدم منصفة للجميع، وتم الإعلان خلال الاجتماع عن إطلاق استطلاع XDGs 2045 العالمي، ليمثل أداة تفاعلية تضمن أن تكون أجندة التنمية المقبلة مبنية على رؤية جماعية تعكس تطلعات المجتمعات حول العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 9 ساعات
- الاتحاد
دولة الإمارات تصون التراث العالمي
دولة الإمارات تصون التراث العالمي في إطار إيمانها بالتنوع الحضاري بوصفه سنة كونية وضرورة إنسانية تمهد الطريق نحو تعاون الأمم والحضارات والثقافات المختلفة لبناء عالم أفضل، تقدِّم دولة الإمارات العربية المتحدة الدعم لكل الجهود التي تسعى إلى حفظ التراث الإنساني، لأنها في الوقت الذي تمنح فيه موروثها أهمية كبرى بحكم ثرائه وعمقه وتنوع جوانبه ومجالاته، وكونه ركيزة أساسية من ركائز بناء الهوية الوطنية، تنظر بكل التقدير إلى الموروث الحضاري لكل الدول والشعوب الأخرى، وترى في الحفاظ عليه رسالة تتفق مع القيم التي اختارت العمل من أجلها. وفي هذا الإطار، جاء توقيع اتفاقية بين «هيئة الشارقة للكتاب» ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لرقمنة أرشيف المنظمة الدولية العالمي، بمنحة قدرها 6 ملايين دولار أميركي، الأربعاء 21 مايو 2025، وهي الاتفاقية التي جاءت تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بهدف حفظ الإرث الإنساني وحماية الوثائق العالمية وضمان استدامة الوصول إليه رقمياً، وقد كان حضور صاحب السمو حاكم الشارقة بنفسه توقيع الاتفاقية في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، إشارة إلى ما تحظى الاتفاقية به من قيمة معنوية، وكذلك إلى ضرورتها في اللحظة الراهنة. لقد تعرضت وثائق مهمة لـ«اليونسكو» إلى التلف بسبب عوامل مختلفة، وهو ما يهدد بالفعل تراثاً لكل دول العالم جمعته المنظمة منذ تأسيسها قبل ثمانية عقود. وتمت رقمنة 5% فقط من مجموع أرشيف «اليونسكو»، الذي يضم أكثر من 2.5 مليون صفحة من الوثائق، و165 ألف صورة فوتوغرافية نادرة، وآلاف الساعات من التسجيلات الصوتية والبصرية، التي توثق لحظات مفصلية في التاريخ الثقافي والتعليمي العالمي. ومن هنا فإن توقيع الاتفاقية يأتي في وقته تماماً، ويشير إلى قدرة دولة الإمارات ومؤسساتها على تحديد الأولويات وتوجيه جهودها إلى المكان الملائم في الوقت الملائم. وتمثل «اليونسكو» واحدة من المنظمات الدولية التي تهتم دولة الإمارات بالتعاون معها، انطلاقاً من تقاسم القيم ذاتها، إذ تعرف «اليونسكو» بنفسها بالقول إنها «وكالة متخصّصة مكرَّسة لتعزيز إنسانيتنا المشتركة من خلال تدعيم التربية والعلم والثقافة والاتصال»، و«تدعم عالماً يسوده قدر أكبر من المساواة والسلام»، وتعمل مع الدول الأعضاء في مجالات تشمل «حماية التنوع البيولوجي، والتعامل مع الذكاء الاصطناعي والنهوض بالتعليم الجيد وصون التراث وضمان الوصول إلى المعلومات الموثوق بها». ولا يحتاج الأمر إلى كثير من الجهد للقول بأن هذه المعاني ذاتها تمثل القيم التي التزمت بها دولة الإمارات منذ تأسيسها، وتكررت في أقوال قادتها وتوجيهاتهم، كما تُرجمت في الاستراتيجيات والخطط والوثائق والتشريعات، التي تبنتها الدولة ووضعتها موضع التطبيق. ويظهر ذلك جليّاً في «مبادئ الخمسين» التي تنص على أن «منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على الانفتاح والتسامح، وحفظ الحقوق وترسيخ دولة العدالة، وحفظ الكرامة البشرية، واحترام الثقافات، وترسيخ الأخوّة الإنسانية واحترام الهوية الوطنية». وانطلاقاً من هذه الأرضية، قدَّمت دولة الإمارات مساعدات مهمة إلى مشروعات كبرى لـ«اليونسكو»، دعماً لها في أداء دورها العالمي، وهو ما حدا بأودري أزولاي، المديرة العامة للمنظمة، إلى القول إن «الإمارات تلعب دوراً محورياً في التعاون الثقافي الدولي، سواء من خلال الأمم المتحدة أو مجموعة العشرين، ما يجعلها شريكاً أساسياً لليونسكو». ومن بين المشروعات البارزة التي كان دعم دولة الإمارات أساسيّاً لها، مبادرة «إحياء روح الموصل»، حيث تبرعت الإمارات بمبلغ 50.4 مليون دولار أميركي على مدى خمس سنوات لإعادة بناء مسجد النوري، والمئذنة الحدباء، وكنيستين في مدينة الموصل العراقية، في إطار جهود استعادة التراث الإنساني في المنطقة. كذلك دعمت الدولة إنشاء وتشغيل أكثر من 120 مدرسة تابعة لشبكة مدارس المنظمة الدولية حول العالم، مما يعكس التزامها بتوسيع فرص التعليم النوعي. ومن هنا، فإن اتفاقية رقمنة أرشيف «اليونسكو» إنما تمثل حلقة في سلسلة متّصلة من مبادرات إماراتية لصون التراث العربي والإسلامي والإنساني، من خلال مبادرات ومشروعات تُختار موضوعاتها وتوقيتاتها بعناية ووعي، وتحقق أهدافها كاملة، وتعزز مكانة الإمارات واحترامها لدى كل شعوب العالم ودوله. *صادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.


سكاي نيوز عربية
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- سكاي نيوز عربية
مخلفات القصف الإسرائيلي.. "حقول الموت الصامت" في جنوب لبنان
فمخلفات القصف الإسرائيلي الأخيرة تشكل معضلة مستمرة في لبنان ، لا تنحصر بتهديد الأرواح فحسب، بل تطال سبل العيش والكرامة والهوية. وبعد أكثر من عقدين على انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، لا تزال آلاف الألغام والقنابل العنقودية المزروعة في الأراضي تهدد السكان وتعيق استعادة دورة الحياة الطبيعية. ومع غياب المساءلة الدولية عن استخدام إسرائيل القنابل العنقودية والفسفورية، تبقى مسؤولية الحل على عاتق الدولة اللبنانية وشركائها الدوليين، وسط حاجة ماسة لتسريع وتيرة العمل على تطهير الجنوب وتوفير الدعم اللازم لذلك. أراض مزروعة بالخطر تقدر الأمم المتحدة أن إسرائيل زرعت ما لا يقل عن 40 ألف لغم على طول "الخط الأزرق" قبل انسحابها عام 2000، وبحسب إحصاءات حديثة للأمم المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن نحو 24 مليون متر مربع من الأراضي اللبنانية ما زالت ملوثة بمخلّفات حربية، معظمها في الجنوب، هي السبب وراء مقتل أو إصابة الآلاف منذ عام 1975. كما فاقم الأزمة الصراع الذي اشتعل على مدار أشهر بين إسرائيل و حزب الله ، تزامنا مع حرب غزة التي بدأت في أكتوبر 2023. هذه المساحات الملوثة، التي كانت يوما مصدرا للرزق، تحولت إلى أراض مهجورة، مزروعة بالخوف من الانفجارات المفاجئة. يقول المزارع أبو فارس زهرة من بلدة شبعا الحدودية لموقع "سكاي نيوز عربية": "هذه معاناة سكان بلدتنا، خصوصا منطقة القاطع في جبل الشيخ والوادي، وصولا إلى مزرعة بسطرة ونزولا نحو حلتا، حيث يمنعنا الخوف من الألغام من الاقتراب من أراضينا". وتابع: "لم نعد نزرع ولا نرعى مواشينا كما في السابق، لأن كل خطوة قد تكون الأخيرة". "أهالي الجنوب لا يطالبون بالكثير"، هذا ما أوضحه أحمد عثمان من بلدة الهبارية، الذي أضاف: "كل ما يريدونه هو أن يستعيدوا أراضيهم، وأن يعيشوا بأمان". كما تقول سهام من بلدة العديسة المدمرة: "نريد أن يركض أولادنا في الحقل من دون أن نخشى أن تطأ أقدامهم الموت". وفي ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تحاصر لبنان، تبقى الزراعة واحدة من فرص البقاء في الجنوب، لكن الألغام تقف بين الإنسان والأرض، وبين الحياة والموت. في إحدى القرى الجنوبية بمحافظة النبطية، يقف عمار، وهو شاب في الثلاثينيات من عمره، على ساق واحدة، بعد أن فقد ساقه اليسرى عام 2021 حين داس على لغم أثناء عمله في أرضه الزراعية. ويروي عمار معاناته لموقع "سكاي نيوز عربية"، قائلا وهو يشير إلى موقع الحادثة: "كأن الحياة توقفت هناك، عند صوت ذلك الانفجار". ويضيف: "بعد معاناة طويلة، حصلت على طرف صناعي بدعم من جمعية محلية، لكن مخاوفي لم تنته. ما زلت أسمع صوت الانفجار في رأسي، وما زلت أرى رفاقا يخشون العودة إلى أراضيهم". خطر التجاهل تلعب المجتمعات المحلية دورا مهما في الإبلاغ عن المناطق المشبوهة، ويؤكد مصدر مسؤول في فرق نزع الألغام لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "وعي السكان وتعاونهم هو خط الدفاع الأول ضد الحوادث، إذ إن الإبلاغ السريع قد ينقذ أرواحا ويمنع كوارث". ويتابع المصدر: "لكن كثيرا من القرى لا تزال تفتقر إلى التوعية الكافية، ولا يملك السكان بدائل اقتصادية تمنعهم من المخاطرة بالعمل في الحقول التي قد تكون مزروعة بالألغام". ويتحدث رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة هشام جابر، لموقع "سكاي نيوز عربية"، فيقول: "منذ عام 1998، يعمل المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، التابع للجيش، على إزالة الألغام ومخلفات الحروب". ويضيف جابر: "بحسب المركز، تم تطهير نحو 84 بالمئة من الأراضي الملوثة، إلا أن المساحات الأخطر ما زالت تنتظر الحل، خصوصا تلك التي لم تسلم خرائطها، مثل خرائط ألغام حرب 2006 التي ترفض إسرائيل تسليمها حتى اليوم". ويؤكد: "أكثر ما نواجهه اليوم على الأرض هو الذخائر العنقودية. عند العثور على أجسام مشبوهة، يتم إبلاغ الجيش اللبناني الذي يتعامل معها مباشرة بالتنسيق مع قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام (اليونيفيل) عند الحاجة". ويختم جابر حديثه قائلا: "رغم هذا التنسيق، تبقى المهمة شاقة، خصوصا في ظل طبيعة الأرض الوعرة، والحاجة إلى تقنيات دقيقة ومكلفة، وغياب خرائط دقيقة للأماكن المزروعة بالذخائر".


العين الإخبارية
٢٨-٠٤-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
2.5 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين الإمارات وبيرو.. نموذج للتعاون المثمر
أكد إلمر شيالر سالسيدو وزير خارجية جمهورية البيرو، على أن العلاقات التي تجمع بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة تمثل نموذجا ناجحا للجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز آفاق التعاون الثنائي في شتى المجالات الحيوية. وقال في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام"، إن مسيرة العلاقات الثنائية بين البلدين انطلقت في تسعينيات القرن الماضي، وشهدت تطورا ملحوظا تجسد في افتتاح قنصلية عامة لجمهورية بيرو في دبي عام 2010، تبعها اليوم خطوة بالغة الأهمية تمثلت في افتتاح سفارة في العاصمة "أبوظبي"، مشيرا إلى النمو المطرد في حجم التبادل التجاري السنوي بين البلدين، والذي وصل حاليا إلى حوالي 2.5 مليار دولار. وأضاف وزير خارجية بيرو، أن هذا التطور الكبير والملحوظ في العلاقات الثنائية يعكس الجهود الحثيثة التي بذلها رواد الأعمال من كلا الجانبين، مما أدى إلى تعزيز الحضور القوي للشركات الإماراتية في السوق البيروفية، مؤكداً أن البلدين يسعيان إلى ترسيخ هذه العلاقات وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة. وأكد إلمر شيالر سالسيدو، أن وجود إطار قانوني واضح ومستقر يسهم في تهيئة بيئة مواتية لرجال الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين، مشدداً على أهمية توفير قواعد واضحة تضمن الاستقرار وتكافؤ الفرص للجميع. وفي سياق آخر، تطرق وزير خارجية بيرو إلى الروابط الثقافية العميقة التي تجمع بين الشعبين، موضحا أن الثقافة البيروفية استمدت، عبر تأثيرات الثقافة الإسبانية، جزءا من رؤيتها للعالم من الحضارة العربية العريقة، وهو ما تجلى في وجود العديد من المفردات ذات الأصول العربية في اللغة الإسبانية، مؤكدا أن هذا التشابه يمثل عاملا مساعدا في تعزيز سبل التفاهم الثقافي والفكري بين الجانبين. وفي ما يتعلق بآفاق التعاون المشترك في مجالات التكنولوجيا والعلوم، لفت إلى المكانة العالمية المرموقة التي باتت تحتلها دولة الإمارات في ميادين المعرفة والبحث الأكاديمي، ولاسيما في الذكاء الاصطناعي، مبديا تطلع بلاده إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات الإماراتية لنقل هذا التميز الأكاديمي إلى بيرو. وأشار وزير الخارجية البيروفي إلى الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها بلاده في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، معربا عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع دولة الإمارات، التي تستضيف مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، للاستفادة من الخبرات الإماراتية في تطوير مشاريع الطاقة النظيفة. وفي ختام تصريحه، أعرب إلمر شيالر سالسيدو وزير خارجية جمهورية البيرو، عن خالص شكره وتقديره لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا، مؤكدا حرص بلاده الكامل على دفع مسيرة العلاقات الثنائية نحو مزيد من التقدم والازدهار والنماء في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك. aXA6IDgyLjIyLjIxMy45OCA= جزيرة ام اند امز CR