
ما مادة الكحول الميثيلي التي أودت بحياة 4 أشخاص في الأردن؟
ما هو الكحول الميثيلي (الميثانول)؟
عبدالله المومني - فتحت الحادثة المأساوية الأخيرة في محافظة الزرقاء، والتي راح ضحيتها أربعة أشخاص وأُسعف على إثرها آخر إلى المستشفى بحالة حرجة، تسليط الضوء على مادة شديدة الخطورة تُعرف باسم الكحول الميثيلي أو الميثانول.
بحسب ما كشف بيان الأمن العام حول أسباب الوفاة.
هذه المادة، التي تبدو للوهلة الأولى شبيهة بالكحول الإيثيلي (المستخدم المعقمات الطبية)، هي في حقيقتها سمٌ قاتل، وفهم طبيعتها الكيميائية وتأثيرها على الجسم البشري أمرٌ حاسم لتجنب مثل هذه الفواجع.
اقرأ أيضاً: الأمن العام يكشف سبب وفاة أربعة أشخاص في الزرقاء .. تفاصيل
ما هو الكحول الميثيلي (الميثانول)؟
الميثانول، المعروف أيضاً بـ "كحول الخشب" لأنه كان يُنتَج تاريخياً عبر التقطير الإتلافي للخشب، هو أبسط أنواع الكحولات.
وهو سائل شفاف، عديم اللون، ذو رائحة تشبه إلى حد كبير رائحة الكحول الإيثيلي (الإيثانول)، مما يجعله خادعاً بشكل خطير.
يُستخدم الميثانول على نطاق واسع في الصناعة كمذيب، وفي صناعة المواد البلاستيكية، والأصباغ، والدهانات، وسوائل تنظيف زجاج السيارات، ومانع التجمد، كما يُستخدم كوقود.
أبرز استخداماته الصناعية تشمل:
مذيب صناعي: يُستخدم في صناعة الدهانات، والورنيش، والأحبار.
إنتاج مواد كيميائية أخرى: يعتبر مادة أولية لإنتاج مواد هامة مثل الفورمالديهايد وحمض الخليك.
وقود: يُستخدم كوقود عالي الأوكتان في محركات السباقات وفي بعض التطبيقات كوقود بديل.
مانع للتجمد: يُضاف إلى سوائل تبريد السيارات وسوائل تنظيف الزجاج الأمامي لمنعها من التجمد.
لماذا الميثانول سام وقاتل؟ آلية التسمم
يكمن الخطر القاتل للميثانول في طريقة تعامل جسم الإنسان معه.
عند دخول الميثانول إلى الجسم، يبدأ الكبد في استقلابه (Metabolism) عبر سلسلة من التفاعلات الكيميائية، محولاً إياه إلى مركبات شديدة السمية:
التحول إلى فورمالديهايد: يقوم إنزيم "نازعة هيدروجين الكحول" (Alcohol Dehydrogenase) في الكبد بتحويل الميثانول إلى الفورمالديهايد، وهي نفس المادة المستخدمة في التحنيط وحفظ الأنسجة، وتُعرف بأنها مادة مسرطنة.
التحول إلى حمض الفورميك: يتم تحويل الفورمالديهايد بسرعة إلى حمض الفورميك (Formic Acid).
هذا الحمض هو المسؤول المباشر عن معظم التأثيرات السامة للميثانول.
حمض الفورميك يقوم بالآتي:
يُسبب الحماض الأيضي (Metabolic Acidosis): يرفع حموضة الدم إلى مستويات خطيرة، مما يعطل وظيفة الخلايا في استخدام الأكسجين.
يهاجم العصب البصري: يستهدف حمض الفورميك خلايا العصب البصري والشبكية بشكل خاص، مما يؤدي إلى التهاب وتلف دائم، وينتهي بالعمى الذي لا يمكن علاجه.
يُدمر الجهاز العصبي المركزي: يُلحق الضرر بالدماغ وأعضاء حيوية أخرى كالكلى والبنكرياس.
أعراض التسمم بالميثانول
عادةً ما تكون هناك فترة كمون (تأخير) تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة قبل ظهور الأعراض الخطيرة، وهي الفترة التي يستغرقها الجسم لتحويل الميثانول إلى حمض الفورميك.
الأعراض الأولية (قد تشبه السُكْر):
غثيان وقيء.
صداع ودوخة.
آلام حادة في البطن.
ضعف عام وشعور بالارتباك.
الأعراض الخطيرة والمتأخرة:
اضطرابات في الرؤية: هي العلامة الأكثر تمييزاً، حيث يشكو المريض من زغللة، أو رؤية ضبابية تشبه "العاصفة الثلجية"، أو حساسية شديدة للضوء، وقد تتطور بسرعة إلى عمى كلي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبرني
منذ 40 دقائق
- خبرني
بعد وفاة 4 أشخاص في الزرقاء .. اختصاصي اردني يوضح خطورة الميثانول
خبرني - علق اختصاصي علم النفس والإدمان، الطبيب الأردني عمر الفاعوري، على حادثة وفاة أربعة أشخاص في محافظة الزرقاء، والتي أعلنت مديرية الأمن العام أنها ناجمة عن التسمم بمادة "الكحول الميثيلي". وبيّن الفاعوري أن مادة الميثانول تُعدّ نوعًا من الكحول، لكنها تختلف عن الإيثانول المستخدم في المشروبات الكحولية الشائعة، موضحا أن الميثانول مادة سامة تُستخدم في صناعة المنظفات والمواد الصناعية. وأشار إلى أن تناول ملعقتين فقط (حوالي 30 ملليلتراً) من الميثانول قد يؤدي إلى تسمم شديد وربما الوفاة. وأضاف أنه في حال ظهور أعراض مثل الصداع، الدوخة، أو الغثيان، يجب على الشخص التوجه فورًا إلى المستشفى، مؤكدًا وجود مضاد سمية خاص بهذه المادة. تاليا الفيديو عبر موقعنا : #الاردن #خبرني — خبرني - khaberni (@khaberni) June 29, 2025

سرايا الإخبارية
منذ 19 ساعات
- سرايا الإخبارية
ما هي مادة الكحول الميثيلي التي أودت بحياة 3 أشخاص في الأردن؟
سرايا - أكّد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام أن نتائج الفحوصات المخبرية أظهرت أن الوفيات الثلاث التي وقعت في مدينة الزرقاء، بالإضافة إلى إصابة رابعة، نتجت عن التسمم بمادة الكحول الميثيلي (الميثانول)، وهي مادة كحولية سامة لا تصلح للاستهلاك البشري. ويُعرف الكحول الميثيلي، أو الميثانول، بأنه سائل عديم اللون يُستخدم عادة كمذيب صناعي أو في تصنيع الوقود، ويُعد سامًا بدرجة عالية، حيث يمكن أن يسبب أعراضًا حادة تشمل الدوار، التقيؤ، فقدان البصر، وقد يؤدي في حالات التسمم الحاد إلى الوفاة، وفقًا للمراجع الطبية العالمية مثل منظمة الصحة العالمية (WHO) والمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH). ما هي استخدامات الكحول الميثيلي؟ يُستخدم الميثانول في عدد من التطبيقات الصناعية والتجارية، منها: كمذيب في صناعة الأصباغ والدهانات. في تصنيع الوقود والمذيبات العضوية. في إنتاج البلاستيك والمطاط الصناعي. كمادة خام في تصنيع مواد كيميائية أخرى مثل الفورمالدهيد. يُستخدم أحيانًا في الكحول الصناعي (denatured alcohol) لإضافة طعم وخواص غير صالحة للشرب تمنع استهلاكه البشري. ويُحذر المختصون من تناول الميثانول حتى بكميات ضئيلة، لكونه يتحلل داخل الجسم إلى مركبات شديدة السمية تؤثر على الجهاز العصبي والبصري والكلى. وكانت الأجهزة الأمنية قد فتحت تحقيقًا موسعًا بالتنسيق مع الطب الشرعي والمختبرات الجنائية، بعد الإبلاغ عن الحالات الأربع التي أُسعفت في أوقات متفرقة، وتبيّن من خلال التحاليل وجود نسب مرتفعة من هذه المادة السامة. وأكدت مديرية الأمن العام عدم تسجيل أي إصابات جديدة منذ صباح يوم الجمعة، فيما لا تزال التحقيقات جارية للوقوف على ملابسات الحادثة.


رؤيا
منذ 21 ساعات
- رؤيا
ما مادة الكحول الميثيلي التي أودت بحياة 4 أشخاص في الأردن؟
ما هو الكحول الميثيلي (الميثانول)؟ عبدالله المومني - فتحت الحادثة المأساوية الأخيرة في محافظة الزرقاء، والتي راح ضحيتها أربعة أشخاص وأُسعف على إثرها آخر إلى المستشفى بحالة حرجة، تسليط الضوء على مادة شديدة الخطورة تُعرف باسم الكحول الميثيلي أو الميثانول. بحسب ما كشف بيان الأمن العام حول أسباب الوفاة. هذه المادة، التي تبدو للوهلة الأولى شبيهة بالكحول الإيثيلي (المستخدم المعقمات الطبية)، هي في حقيقتها سمٌ قاتل، وفهم طبيعتها الكيميائية وتأثيرها على الجسم البشري أمرٌ حاسم لتجنب مثل هذه الفواجع. اقرأ أيضاً: الأمن العام يكشف سبب وفاة أربعة أشخاص في الزرقاء .. تفاصيل ما هو الكحول الميثيلي (الميثانول)؟ الميثانول، المعروف أيضاً بـ "كحول الخشب" لأنه كان يُنتَج تاريخياً عبر التقطير الإتلافي للخشب، هو أبسط أنواع الكحولات. وهو سائل شفاف، عديم اللون، ذو رائحة تشبه إلى حد كبير رائحة الكحول الإيثيلي (الإيثانول)، مما يجعله خادعاً بشكل خطير. يُستخدم الميثانول على نطاق واسع في الصناعة كمذيب، وفي صناعة المواد البلاستيكية، والأصباغ، والدهانات، وسوائل تنظيف زجاج السيارات، ومانع التجمد، كما يُستخدم كوقود. أبرز استخداماته الصناعية تشمل: مذيب صناعي: يُستخدم في صناعة الدهانات، والورنيش، والأحبار. إنتاج مواد كيميائية أخرى: يعتبر مادة أولية لإنتاج مواد هامة مثل الفورمالديهايد وحمض الخليك. وقود: يُستخدم كوقود عالي الأوكتان في محركات السباقات وفي بعض التطبيقات كوقود بديل. مانع للتجمد: يُضاف إلى سوائل تبريد السيارات وسوائل تنظيف الزجاج الأمامي لمنعها من التجمد. لماذا الميثانول سام وقاتل؟ آلية التسمم يكمن الخطر القاتل للميثانول في طريقة تعامل جسم الإنسان معه. عند دخول الميثانول إلى الجسم، يبدأ الكبد في استقلابه (Metabolism) عبر سلسلة من التفاعلات الكيميائية، محولاً إياه إلى مركبات شديدة السمية: التحول إلى فورمالديهايد: يقوم إنزيم "نازعة هيدروجين الكحول" (Alcohol Dehydrogenase) في الكبد بتحويل الميثانول إلى الفورمالديهايد، وهي نفس المادة المستخدمة في التحنيط وحفظ الأنسجة، وتُعرف بأنها مادة مسرطنة. التحول إلى حمض الفورميك: يتم تحويل الفورمالديهايد بسرعة إلى حمض الفورميك (Formic Acid). هذا الحمض هو المسؤول المباشر عن معظم التأثيرات السامة للميثانول. حمض الفورميك يقوم بالآتي: يُسبب الحماض الأيضي (Metabolic Acidosis): يرفع حموضة الدم إلى مستويات خطيرة، مما يعطل وظيفة الخلايا في استخدام الأكسجين. يهاجم العصب البصري: يستهدف حمض الفورميك خلايا العصب البصري والشبكية بشكل خاص، مما يؤدي إلى التهاب وتلف دائم، وينتهي بالعمى الذي لا يمكن علاجه. يُدمر الجهاز العصبي المركزي: يُلحق الضرر بالدماغ وأعضاء حيوية أخرى كالكلى والبنكرياس. أعراض التسمم بالميثانول عادةً ما تكون هناك فترة كمون (تأخير) تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة قبل ظهور الأعراض الخطيرة، وهي الفترة التي يستغرقها الجسم لتحويل الميثانول إلى حمض الفورميك. الأعراض الأولية (قد تشبه السُكْر): غثيان وقيء. صداع ودوخة. آلام حادة في البطن. ضعف عام وشعور بالارتباك. الأعراض الخطيرة والمتأخرة: اضطرابات في الرؤية: هي العلامة الأكثر تمييزاً، حيث يشكو المريض من زغللة، أو رؤية ضبابية تشبه "العاصفة الثلجية"، أو حساسية شديدة للضوء، وقد تتطور بسرعة إلى عمى كلي.