
لقاء بوتين وزيلينسكي في تركيا...هل من ضمانات لعقده؟
المركزية - أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه سيلتقي نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الخميس المقبل في تركيا، في ما قد يمثل منعطفا كبيرا في الأزمة الأوكرانية، مؤكدا أنه سينتظر الرئيس الروسي في تركيا الخميس.
في المقابل وبعد أقل من 24 ساعة على انتهاء احتفالات روسيا بـ"يوم النصر" على النازية، ورفض الكرملين عرض كييف وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، خرج بوتين بمقترح، داعيا إلى استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا في تركيا، دون شروط مسبقة.
كما أشارت المعلومات المتداولة الى ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي يقوم بجولة خليجية، قد يتوجه إلى تركيا لحضور اجتماع محتمل بين الرئيسين الروسي والأوكراني. فهل يحصل اللقاء؟ وهل بدأ العد العكسي لإنهاء الصراع الروسي – الاوكراني؟
مصادر مطلعة على الموقف الروسي تستبعد عبر "المركزية" توجّه بوتين الى تركيا للقاء زيلينسكي، وتؤكد أن روسيا أبلغت تركيا استعدادها في المقابل لإرسال لجان تتفق على الشروط أولًا ومن ثم بعدها يصار الى الحديث عن قمة.
وتؤكد المصادر ان المسألة غير واضحة حتى الساعة، لكن الأكيد أن بوتين لن يذهب للقاء زيلينسكي مقابل لا شيء، وبالتالي زيارة بوتين إلى تركيا لم تُحسَم حتى الساعة.
ووضعت المصادر قول زيليسنكي بأنه سينتظر بوتين في تركيا في خانة المناورات.
وعن قول بوتين بأنه مستعد للتفاوض من دون شروط مسبقة، تجيب المصادر: الرئيس الروسي يقول بأنه لا يضع شروطاً مسبقة للتفاوض مع اوكرانيا. حتى بالنسبة للهدنة التي اقترحوها لمدة 30 يوما، وضع بوتين شرطا للموافقة عليه، وهو عدم إرسال أسلحة أو ذخائر أو معدات الى اوكرانيا، كي لا يكون هدف وقف إطلاق النار مساعدة اوكرانيا على التقاط أنفاسها وتسليحها من جديد، لأن وضع الاوكران حاليا سيء عسكريا في حين ان الروس يتقدمون في المعارك.
وتلفت المصادر الى ان روسيا ترفض أي تهديد، خاصة ما أعلنه الاوكران بأن الاوروبيين سيفرضون عقوبات على موسكو في حال لم توافق على وقف النار. هذا الامر رفضته روسيا رفضا قاطعا، معتبرة ان لا يمكن الحديث مع روسيا بلغة التهديد.
أما بالنسبة للمفاوضات بين البلدين، فأكدت روسيا أنها مستعدة للجلوس على طاولة المفاوضات شرط عدم الانسحاب من المناطق الأربعة التي انضمت الى روسيا، عدم دخول اوكرانيا في أي حلف خاصة حلف شمال الاطلسي الناتو، وأن تصبح اوكرانيا بلدًا حياديًا كسويسرا.
العميد المتقاعد جورج نادر يؤكد لـ"المركزية" ان "الحرب بين اوكرانيا وروسيا هي بين معسكرين قديمين الشرقي والغربي، خاصة ان اوكرانيا تقع على حدود روسيا وتضم أقاليم شرقية كـ"دونيتسك" و"لوغانسك"، تحوي ثروات دفينة من فحم حجري ومعادن، وتضم مجموعات روسية، لذلك تحلم روسيا منذ زمن بعيد بضم هذا القسم من اوكرانيا، إضافة الى شبه جزيرة القرم. بالعودة الى العام 2014 عندما ضمت روسيا القرم كان هناك سكوت عالمي لأن روسيا عضو دائم في مجلس الامن ولها الحق في وضع "فيتو"، لهذا فإن أي قرار يُتخذ في مجلس الامن يطال دولة عظمى من الدول الخمس يُسقَط هذا القرار، لذلك تشجعت روسيا بهذا القرار وأخذت الأقاليم الشرقية إضافة الى جزيرة القرم".
ويضيف: "الامور ليست سهلة، لم أكن أتوقع ان تستمر الحرب ثلاث سنوات، وأن تصمد اوكرانيا. صحيح ان كييف تحظى بدعم أميركي واوروبي لكن ليس بالبشر بل بالعتاد والسلاح والذخيرة والمال. وقد تكبدت اوكرانيا خسائر كبيرة بمئات الالاف بين قتلى وجرحى ومفقودين. اليوم مع إدارة ترامب، أتصور ان اللعبة ستتبدل، أولا لأن الرئيس الاميركي قال بأنه سيوقف الحرب في اوكرانيا، وكانت من اولى إعلاناته الاساسية، وقد رأينا تصرّفه مع زيلينسكي بعكس تصرف الرئيس السابق جو بايدن تماما. لذلك اتصور ان اوكرانيا اليوم تشعر بأنها وحيدة مع الاتحاد الاوروبي الذي لا يمكنه ان يواجه روسيا بدون الولايات المتحدة الاميركية، لذلك، تجد اوكرانيا نفسها مجبرة على التفاوض، وحتى على التنازل عن الأقاليم المحتلة من قبل روسيا اكان جزيرة القرم ام الأقاليم الشرقية، مقابل بقائها كدولة. كما ان لروسيا شرطا أساسيا هو عدم انضمام اوكرانيا الى "الناتو" لأن الحرب عندها تصبح مع اوروبا وليس مع اوكرانيا فقط".
ويرى نادر ان "كل هذه التعقيدات يواجهها ترامب، ولا ننسى ان لروسيا حلفاء بشكل مباشر ككوريا الشمالية والصين، والأخيرة تُعتَبر العدو التجاري الاكبر للولايات المتحدة وقد رأينا الضرائب التي وضعها ترامب والضرائب المضادة، وأصبح في وضع بين أن يتفرغ لحربه التجارية مع الصين والانتهاء من الحرب في اوكرانيا، وما الخطوات التي سيقوم بها، خاصة وان الاتحاد الاوروبي سيواجهه بمسألة أن اوكرانيا دولة مُعتَدى عليها، وكيف سيجعلها تتنازل عن الاقاليم. وفي الوقت عينه يريد ترامب مواجهة الصين لكنه لا يستطيع ذلك منفردا. وبالتالي، علينا ان نرى الى أين ستؤدي كل هذه التعقيدات، وننتظر الايام المقبلة لنرى ما الذي يمكن ان يفعله ترامب في موضوع اوكرانيا، وهل يحله كما ينوي او كما قرر أي بأن تتنازل اوكرانيا عن الأقاليم المحتلة من قبل روسيا، وبالتالي يفتح ترامب صفحة مع موسكو ويتفرّغ للصين او تستمر الحرب وتبقى في حال استنزاف مباشر لكل من الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة ايضا واوكرانيا؟"
ويختم: "لا ننسى ان بوتين فرض على اوكرانيا التفاوض من دون شروط، فكيف ذلك؟ اوكرانيا دولة محتلة ومعتدى عليها، لكن بما انها في وضع لا تُحسَد عليه، فهي مضطرة للتفاوض من دون شروط حتى لو للتنازل عن الأقاليم لأنها تتكبد خسائر كبيرة، وستكون الخسائر أكبر من دون الدعم الاميركي".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 2 ساعات
- الميادين
بعد السيطر على بلدات جديدة.. روسيا تنشئ "منطقة عازلة" على الحدود مع أوكرانيا
أعلن ياروسلاف ياكيمكين، رئيس المركز الصحافي لقوات مجموعة "الشمال" التابعة للقوات الروسية، أنّ العسكريين الروس، وبعد استعادة مقاطعة كورسك بالكامل من القوات المسلحة الأوكرانية في 26 نيسان/أبريل الماضي، يقومون بإنشاء "منطقة أمنية عازلة" على طول الحدود الروسية مع أوكرانيا. وقال ياكيمكين: "بعد استعادة مقاطعة كورسك، تنفذ وحدات من القوات الروسية مهمة قتالية لإنشاء منطقة أمنية على طول الحدود الدولية الروسية". وأضاف أنه "خلال الأسبوع الماضي وحده، تمّ تحرير بلدتي مارينو ولوكنيا في مقاطعة سومي، كما حققت القوات المسلحة الروسية تقدماً كبيراً في مدينة فولتشانسك بمقاطعة خاركوف". وتابع: "في الوقت الحاضر، تواصل القوات الروسية التقدم إلى الأمام كل يوم، ودفع العدو بعيداً عن حدود الدولة لإنشاء منطقة صحية نظيفة، وضمان سلامة السكان المدنيين في المناطق الحدودية الروسية". اليوم 17:22 اليوم 13:01 وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعلن في وقت سابق، أنّ القوات المسلحة الروسية تعمل حالياً على إنشاء "منطقة عازلة".وقال بوتين، خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية، عبر تقنية "الفيديو كونفيرنس": "لقد قلت بالفعل، إنه تمّ اتخاذ قرار بشأن إنشاء المنطقة الأمنية العازلة اللازمة على طول الحدود.. قواتنا المسلحة تعمل حالياً على تنفيذها". وقبل أيام، زار بوتين مقاطعة كورسك لأول مرة منذ تحريرها من قوات كييف. كما زار محطة كورسك للطاقة النووية الثانية التي هي قيد الإنشاء، وعقد اجتماعاً مع رؤساء بلديات منطقة كورتشاتوف في المقاطعة، وفق ما أفاد به الموقع الرسمي للرئاسة الروسية "الكرملين". وأكّد الرئيس الروسي في وقت سابق أنّ "مغامرة نظام كييف في كورسك فشلت بشكل كامل"، مشدداً على أنّ "الهزيمة الكاملة للعدو في مقاطعة كورسك الحدودية، تهيئ الظروف لمزيد من الأعمال الناجحة للقوات المسلحة الروسية في مناطق أخرى مهمة من الجبهة". وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها، في وقت سابق، أنه بعد تحرير مقاطعة كورسك، تستمر القوات الروسية بإنشاء "حزام أمني" في المناطق الحدودية لمقاطعة سومي.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 4 ساعات
- القناة الثالثة والعشرون
تفاصيل تعرض بوتين لـ"هجوم ضخم" في كورسك
انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... أعلن الجيش الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين تعرض لهجوم خلال زيارته أخيراً إلى مقاطعة كورسك، التي كانت تحت السيطرة الأوكرانية قبل أن تستعيدها موسكو. وقال الفريق يوري داشكين، وهو قائد فرقة دفاع جوي روسية، إن بوتين تعرض لـ"هجوم ضخم" وإن مروحيته كانت في "مركز هجوم واسع النطاق للطائرات المسيرة المعادية". وأشار القائد العسكري في تصريح لقناة روسيا1، نقلت بعضاً منه وكالة "سبوتنيك"، إلى أن الجيش الروسي "صد الهجوم الضخم، وضمن سلامة الرئيس بشكل كامل". وكان بوتين حطّ، يوم الأربعاء الماضي، رحاله في مقاطعة كورسك الروسية، للمرة الأولى منذ تحريرها من احتلال قوات نظام كييف، حسبما أفادت الوكالة. كما زار بوتين محطة كورسك للطاقة النووية الثانية، وهي قيد الإنشاء حاليا، وعقد اجتماعا مع رؤساء بلديات منطقة كورتشاتوف في المقاطعة، حسبما أفاد موقع الكرملين الرسمي. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


النهار
منذ 5 ساعات
- النهار
لماذا تخشى روسيا والصين "قبة" ترامب؟
يستفز مشروع "القبة الذهبية"، الذي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنشاءه لحماية أراضي الولايات المتحدة، روسيا والصين. فالمشروع سيطلق سباقاً لتسليح الفضاء ويجبر موسكو وبكين على اللحاق به. يقول ترامب إن الغاية من "القبة الذهبية"، اعتراض الصواريخ والمسيّرات، التي يمكن أن تستهدف الأراضي الأميركية. وهي تجربة تحاكي مشروع الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان مع مبادرة الدفاع الاستراتيجي أو ما أطلق عليه في حينه "حرب النجوم". مشروع ريغان، شكل مساً بمعاهدات استراتيجية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، التي كانت قائمة على مبدأ التدمير المتبادل. أي أن لا أميركا ولا الاتحاد السوفياتي كان في إمكانه المبادرة إلى شن ضربة أولى، من دون أن يتلقى رداً. "حرب النجوم" كانت ترمي إلى توفير مظلة واقية من الصواريخ السوفياتية العابرة للقارات، قبل أن يصار إلى صرف النظر عن المشروع، نظراً إلى التشكيك بجدواه فضلاً عن التكاليف الباهظة التي يتطلبها. لكن المشروع ترك تأثيره على الاتحاد السوفياتي الذي كان مرغماً على زيادة موازنته الدفاعية لمجاراة الإجراء الأميركي، ما انعكس سلباً على الموازنة السوفياتية. وبذلك، شكل سباق التسلح الفضائي أحد الأسباب، التي قادت بطريقة غير مباشرة إلى انهيار الاتحاد السوفياتي. وبرغم أن الكرملين اعتبر أن "القبة الذهبية" شأن "سيادي" أميركي، لكنه أكد على أن التواصل مع واشنطن في شأنها يبقى "أمراً ضرورياً". وإذا كان الرد الروسي قد اتسم بشيء من التحفظ من دون إثارة ترامب، وذلك لأسباب تتعلق بالانفتاح الذي يبديه الرئيس الأميركي على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سياق السعي إلى وقف الحرب الروسية-الأوكرانية، فإن الموقف الصيني كان أكثر حدة، إذ اعتبرت بكين أن "القبة الذهبية" مشروع من شأنه "تقويض الاستقرار العالمي"، داعية الولايات المتحدة إلى التخلي عنه. و"قبة" ترامب يشبهها البعض بـ"القبة الحديدية" الإسرائيلية، مع فارق وظيفة كل من النظامين. "القبة" الإسرائيلية مخصصة للصواريخ قصيرة المدى والمسيّرت، بينما النظام الأميركي هدفه اعتراض الصواريخ البعيدة المدى. وبطيعة الحال، لا يوجد سوى لدى روسيا والصين وإلى حد ما كوريا الشمالية صواريخ يمكنها أن تطاول الأراضي الأميركية. وهذا السبب الذي يثير القلق لدى موسكو وبكين. أن تملك أميركا وسيلة لاعتراض الصواريخ التي تستهدفها، يعني تلقائياً أن في إمكانها أن تشن ضربة ضد روسيا أو ضد الصين، وتستطيع في الوقت نفسه صد الرد الآتي من هاتين الدولتين. وهذا ما يبعث على القلق، وسيجبر روسيا والصين على التفتيش عن وسائل إما لاختراق "القبة" الأميركية، أو الشروع في تشييد كل من الدولتين قبتين خاصتين بهما، تقيهما من الضربة الأميركية. في بعض النواحي، يعد مشروع "القبة الذهبية"، وكأنه نوع من التصعيد الأميركي في مواجهة الصين، التي تتهمها الولايات المتحدة بتطوير ترسانتها من الرؤوس النووية والصواريخ العابرة للقارات. وتصنف كل مراجعات الأمن القومي الأميركي الصادرة في السنوات الأخيرة، الصين كخطر استراتيجي أول، يهدد الولايات المتحدة على المدى البعيد. وترامب الذي تعهد بتعزيز الجيش الأميركي وزيادة قدراته، يأخذ في الاعتبار، احتمال اندلاع صدام عسكري مع الصين، بسبب جزيرة تايوان وبحر الصين الجنوبي. وبعد التصدي الصيني للحرب التجارية، التي أعلنها ترامب على الصين واضطراره للجلوس مع المسؤولين الصينيين والبحث معهم عن وسائل لتهدئة وول ستريت، يدفع الرئيس الأميركي نحو مشروع "القبة الذهبية"، على رغم كلفته العالية التي تصل إلى 175 مليار دولار بينما يقدرها البعض بما يزيد عن 500 مليار دولار. ومهما يكن من أمر، التنافس الدولي سواء كان تجارياً أم عسكرياً، فإنه يعرض العلاقات الدولية، ولا سيما بين القوى العظمى للتدهور والذهاب نحو سيناريوات غير متوقعة.