
خامنئي سيدفع الثمن.. أول تعليق من وزير الدفاع الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية التي استهدفت تل أبيب
خامنئي سيدفع الثمن.. أول تعليق من وزير الدفاع الإسرائيلي على الهجمات الإيرانية التي استهدفت تل أبيب
صحيفة المرصد: علق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على الهجمات الإيرانية التي استهدفت منشآت حيوية في تل أبيب صباح اليوم الخميس.
وقال في تدوينة عبر صفحته الرسمية بمنصة "إكس": خامنئي يجلس في أعماق الملجأ المحصن ويوجه نيرانه مباشرة نحو المستشفيات والمباني السكنية في إسرائيل، هذه من أخطر جرائم الحرب، وخامنئي سيدفع ثمن جرائمه.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو أصدرا تعليمات للجيش بتكثيف الضربات ضد الأهداف الاستراتيجية في إيران وضد الأهداف الحكومية في طهران، لإزالة التهديدات عن إسرائيل وزعزعة نظام الملالي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
5 سيناريوهات افتراضية تنتظر سقوط النظام الإيراني
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على إيران، ووسط التكهنات بتدخل أميركي، تبرز العديد من السيناريوهات الافتراضية في حال أدت الحملة العسكرية إلى سقوط النظام الإيراني بقيادة المرشد علي خامنئي، ومعظمها مرتبط بحركات المعارضة الإيرانية المنقسمة في الداخل والخارج بين جماعات وفصائل أيديولوجية، نستعرض في ما يلي أبرزها: 1. عودة الحكم الملكي وتصدير رضا بهلوي يبرز ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي المقيم في الولايات المتحدة كأحد الأصوات المعارضة للنظام الإيراني منذ مغادرته إيران في 1979 بعد سقوط نظام والده، وقد يحظى بدعم داخلي وخارجي لمحاولة إعادة النظام الملكي أو تأسيس نظام دستوري جديد. على رغم ذلك، يواجه هذا الخيار عقبات تتمثل في قلة القبول الشعبي للحكم الملكي بعد عقود من التغييرات، وكذلك التحديات المرتبطة بالهوية الوطنية والسيادة. فبعد أيام من اندلاع الحرب، كشف بهلوي عن خطة انتقالية مدتها 100 يوم تحضيراً لليوم التالي لسقوط النظام، وقال في مقطع فيديو نشره عبر منصة "إكس" إن "الجمهورية الإسلامية انتهت وهي في طريقها إلى السقوط، وقلل من مخاوف الفوضى بعد سقوط النظام، قائلاً "لن تنزلق إيران إلى حرب أهلية أو حالة من عدم الاستقرار. نحن مستعدون لإقامة حكومة وطنية وديمقراطية من الشعب الإيراني ولمصلحته". لكن بهلوي المستند إلى رصيد عائلته السياسي لا يحظى بقبول شرائح عديدة في الداخل الإيراني، كما يشير الأكاديمي المختص في الشأن الإيراني نبيل العتوم قائلاً إن شعبية بلهوي محدودة بخاصة بين الشباب والفقراء والطبقات المتدينة، فعلى رغم حضوره الإعلامي في الخارج والدعم الذي يلقاه من بعض اللوبيات الإيرانية في المنفى، إلا أنه يفتقر إلى تنظيم فعّال داخل البلاد. وتجلّت شعبية بهلوي الضئيلة في ردود الفعل العنيفة ضد خطابه المتصالح مع الحرب الإسرائيلية على بلاده، إذ انتقد بعض المعارضين بهلوي لوصفه الهجمات بأنها "فرصة ذهبية" لإطاحة النظام، وطالبوا بوقف الحرب، رافضين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن "معركة إسرائيل ليست مع الشعب الإيراني". 2. صعود "مجاهدي خلق" وتصدير مريم رجوي على الضفة الأخرى تبرز منظمة "مجاهدي خلق" ووجهها السياسي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تقوده مريم رجوي صاحبة الوجود النشط في العواصم الأوروبية، لكنها مثل بهلوي لا يزال وجودها في الداخل ضعيفاً، مما يعكس تحدي اليوم التالي لسقوط النظام، وهو غياب الزعيم القادر على قيادة التغيير كما يقول الباحث في الشأن الإيراني هاني سليمان، مشيراً إلى إشكاليات تتعلق بالشرعية والشعبية، فبينما تحظى رجوي بقبول نسبي في الداخل وتاريخ من النضال، فإنها لا تحظى بإجماع واسع. رجوي التي تناهض نظامي الشاه والملالي قالت في خطاب أمام البرلمان الأوروبي يوم الثلاثاء 17 يونيو (حزيران) إن الحرب الإسرائيلية تمثّل بداية مرحلة خطيرة في وضع إيران وتحوّلات المنطقة، لافتةً إلى أن الحرب الحقيقية "بدأت قبل 44 عاماً، وتحديداً في 20 يونيو 1981، وهي حرب الشعب الإيراني ومقاومته ضد حكم الفاشية الدينية، وحلّها الوحيد هو إسقاط هذا النظام على يد الشعب والمقاومة الإيرانية". وذكرت رجوي أن تغيير النظام يجب أن يكون على يد الشعب والمقاومة الشعبية، مشيرةً إلى أن "الحل لا يمكن في المساومة أو الحرب"، مضيفةً بأن "هناك بديلاً يملك برنامجاً واضحاً وسجلاً طويلاً من النضال المتواصل ضد هذا النظام الديني الاستبدادي، وهو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يدخل عامه الرابع والأربعين هذا العام". وفيما لا تبدي بعض أطياف المعارضة حماسة لعودة نظام الشاه وصلات رضا بهلوي مع إسرائيل، يبدي كثيرون أيضاً توجساً من منظمة "مجاهدي خلق" التي وقفت إلى جانب العراق ضد إيران خلال الحرب بين 1980 و1988. وعُرفت المنظمة بتنفيذ هجمات ضد حكومة الشاه وأهداف أميركية في السبعينيات قبل أن تختلف مع الفصائل الأخرى، وتنقلب على النظام الإيراني الحالي. وهي أول من كشف علناً في عام 2002 عن امتلاك إيران برنامجاً سرياً لتخصيب اليورانيوم، لكن الحركة لم تظهر أي علامة تذكر على أي وجود نشط داخل إيران لسنوات. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) 3. التغيير من الداخل عبر نجوم "الحركة الخضراء" من السيناريوهات المطروحة لما بعد سقوط النظام الإيراني أن تتبنّى قوى خارجية نهجاً يهدف إلى إحداث التغيير من الداخل عبر دعم شخصيات إصلاحية كانت يوماً ما جزءاً من النظام، لكنها اصطدمت به لاحقاً بسبب مواقفها المعتدلة. وفي هذا السياق، تبرز شخصيات "الحركة الخضراء" وعلى رأسها مير حسين موسوي، رئيس الوزراء السابق في عهد الخميني، ومهدي كروبي، رجل الدين البارز ورئيس البرلمان السابق. وقد فُرضت عليهما الإقامة الجبرية منذ عام 2011، بعد قيادتهما للاحتجاجات التي اندلعت عقب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2009، والتي اتُّهمت فيها الحكومة بتزوير النتائج لمصلحة محمود أحمدي نجاد ضد موسوي. كانت تلك الاحتجاجات الخضراء أكبر موجة احتجاجية تشهدها إيران منذ عام 1979، وتصدى لها النظام بالقمع. وعلى رغم تراجع زخم "الحركة الخضراء" بفعل التضييق الأمني، لا تزال رموزها تتمتع برصيد معنوي وشعبي، بخاصة في أوساط الطبقات الباحثة عن بديل إصلاحي لا ينتمي للمشروع الثوري المتشدد ولا للمطالب الانفصالية أو المسلحة. لكن هذا السيناريو لا يخلو من تحديات، فنجاح التيار الإصلاحي في قيادة المرحلة الانتقالية يتطلب توحيد الصفوف الداخلية، وكسب شرعية شعبية واسعة، وبناء تحالفات سياسية ومدنية قوية داخل إيران وخارجها. كذلك يحتاج إلى تجاوز حالة الانقسام وفقدان الثقة التي خلفتها سنوات من الإقصاء والتهميش، فضلاً عن مواجهة الشكوك المحيطة بعلاقة هذه الرموز السابقة بالنظام نفسه. 4. ثورة الأقليات العرقية تتكوّن إيران من تركيبة سكانية متعددة الأعراق والمذاهب، من أبرزها الأكراد، والبلوش، والعرب، والتركمان، والآذريون، إلى جانب الأقليات الدينية مثل السنّة والبهائيين. في حال سقوط النظام الحالي، يُطرح سيناريو محتمل يتمثل في سعي بعض هذه الأقليات إلى انتزاع نفوذ أكبر داخل النظام الجديد، أو حتى المطالبة بالحكم الذاتي أو الانفصال الجغرافي، بخاصة في المناطق ذات الغالبية العرقية. لكن غياب القيادة المؤثرة بحسب مراقبين قد يفتح الباب أمام نزعات انفصالية تهدد وحدة إيران، وهو سيناريو ربما تدفع نحوه واشنطن وتل أبيب لإشغال طهران عن تهديد مصالحهما. ويعتقد العتوم الذي تخرج بدرجة الدكتوراه في العلوم السياسية في جامعة طهران أن أي تغيير جذري مرجّح أن ينتج من تحالف بين قوى داخلية متعددة، قومية، يسارية، إصلاحية، وربما شخصيات من داخل النظام نفسه، مشيراً إلى أن الحرب والضربات على الداخل الإيراني قد تؤدي إلى انهيار السيطرة المركزية وخلق فراغ سياسي. وإذا تدخلت واشنطن عسكرياً، فقد تنهار مؤسسات الحرس وتفتح الباب أمام إعادة تشكيل النظام. ويشير العتوم إلى أنه في ظل الانهيار الاقتصادي والحرب، قد يعاود الخطاب اليساري الظهور بقوة بخاصة في صفوف العمال والطلبة، لافتاً إلى أن التيارات اليسارية تعاني من التشرذم وقلة التأثير العملي، لكنها قد تلعب دوراً تحريضياً في التظاهرات أو الإضرابات. كما قد تتحالف مع قوى قومية أو ديمقراطية أو حتى إسلامية إصلاحية ضد الحرس الثوري والنظام الديني. 5. الفوضى والنموذج العراقي في حال سقوط النظام الإيراني، قد تدخل البلاد مرحلة من الفوضى السياسية والأمنية تشبه إلى حد كبير ما جرى في العراق بعد عام 2003، فقد شكّل سقوط نظام صدام حسين لحظة فراغ سياسي عميق، لم تُواكبه خطة واضحة لإدارة المرحلة الانتقالية، ما أتاح المجال لظهور فصائل متناحرة على أسس طائفية وعرقية ومناطقية. في إيران، يهدد تنوعها السكاني وتاريخ التوترات بين المركز والأطراف بتكرار هذا المشهد، وربما بشكل أكثر تعقيداً واتساعاً، ولذلك يحذر الانعزاليون من أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترمب من مغبة التدخل العسكري. من أبرز ملامح هذا السيناريو هو تفكك مؤسسات الدولة المركزية، خصوصاً الجيش والحرس الثوري، مما قد يفتح الباب أمام انتشار السلاح وظهور ميليشيات محلية أو مدعومة خارجياً، تتصارع على السلطة أو النفوذ في المناطق المختلفة. في ظل غياب سلطة موحدة، قد تتوزع إدارة البلاد وفق اعتبارات طائفية أو عرقية، ما يؤدي إلى نظام محاصصة لا يُنتج إلا حكومات ضعيفة وعاجزة عن فرض القانون أو النهوض بالاقتصاد. ويحذر سليمان من أن دفع إسرائيل والولايات المتحدة باتجاه سيناريو تغيير النظام يحمل تعقيدات سياسية كبيرة، فالمشهد الإيراني داخلياً منقسم عرقياً وقومياً، ولكل مكون تطلعاته السياسية في السلطة والموارد. ويخشى أن يقود غياب توافق على بديل واضح إلى فوضى داخلية بدلاً من تحقيق الاستقرار. وأخيراً، فإن تدخل القوى الإقليمية والدولية سيكون شبه مؤكد في هذا السياق، سواء عبر دعم فصائل محددة، أو سعياً للسيطرة على موارد إيران أو موقعها الجيوسياسي. هذا التدخل، كما في الحالة العراقية، قد يفاقم الأزمة بدلاً من حلّها، ويدخل البلاد في دوامة من الصراع المزمن.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
علي خامنئي... رجل بلا ظل
تناديه فئة كبيرة من أنصاره بالسيد القائد والولي الفقيه، وهو رأس نظام حكم لا يشبه أي نظام آخر. يستمد حكمه من قدسية منحها مؤسسو النظام له ووضعت في الدستور الذي تغير في عهده بإضافة وصف "المطلق" لمنصبه، ويصبح المنصب "ولاية الفقيه المطلقة". يقول الدستور الإيراني أن الحكم لله ومن بعده للرسول فأئمة الشيعة ثم يناط الحكم بولي الفقيه. ومن هنا يصف النظام المعارضين لحكمه بالمحاربين لحكم الله. رجل بلحية بيضاء وخدين متوردين دوماً، ويد يسرى ترتفع وتهدد، فيما تظهر خواتمه بألوان مختلفة بحسب الصورة. فتعلق الصورة في أذهان الكبار والصغار، وتترسخ لاحقاً مدعمة بأفكار عن الرجل. خطابي تقليدي وهو يتفاعل مع جمهوره، وكلماته لا تبعث الحماسة لدى المشاهد، يختارها بعناية، ويتحدث بوتيرة بطيئة نسبياً. يستعمل كثيراً تعابير مثل "الأعداء" و "الاستكبار العالمي"، و"الهيمنة الغربية"، ويصوّر الصراع بأنه بين الخير (محور المقاومة) والشر (الأنظمة الغربية). يصف إسرائيل بـ "ورم طفيلي… لا يمكن أن يدوم وسنقتلع جذوره"، ويقول عن الولايات المتحدة، "لا تثقوا بأميركا والناتو… اعتمدوا فقط على الله وثقوا في شعبكم…". السيد علي الحسيني الخامنئي والمُرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية منذ 4 يونيو (حزيران) 1989، صاحب خطاب عقائدي، يسعى لصياغة وعي أيديولوجي طويل المدى، يعتمد على: تثبيت مشروعية النظام، بناء عقل جمعي، والحفاظ على هيبة القيادة. ويفعل ذلك من خلال خطاب جامع بين الدين والسياسة والتاريخ والمظلومية، يوجه غالباً إلى الداخل، ولكن بخطاب يُفهم في سياق إقليمي إسلامي، ويستشهد بالقرآن الكريم، وأبيات من الشعر الفارسي التقليدي. عادة ما يظهر المرشد علي خامنئي في وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، وهو يستقبل ضيوفه جالساً في قاعة استقبال بسيطة على مفروشات قديمة، كأي رجل دين متواضع، وعفيف، وزاهد، كما يصفه شركاؤه في السلطة، باعتباره "أسطورة حية تمشي على قدمين"، وتعيش حياة "العفة والنزاهة"!. صنفته مجلة "فوربس" كواحد من أقوى الشخصيَّات في العالم. ويعتبر آخر ما تبقى من مجموعة روح الله الخميني التي استولت على السلطة بعد عام 1979. وفي بداية تشكيل نظام "الجمهورية الإسلامية"، كان خامنئي سياسياً مهمشاً وغير بارز، إلا أنه سرعان ما أصبح من الشخصيات المقربة جداً من الخميني بعد القضاء على منافسيه. وفي نهاية الأمر، استطاع أكبر هاشمي رفسنجاني، ومن خلال خدعته المعروفة التي مررها على مجلس الخبراء، أن يجلس خامنئي على كرسي مرشد النظام. السجن سجن خامنئي مرات عدة، منها مع سجين سياسي يساري ومع ناشط أرمني شيوعي ينتمي لحزب "تودة" وسجناء أحوازيين كانوا يسعون إلى استقلال عربستان. ويقول خامنئي في مذكراته "إن السجين محيي الدين آل ناصر كان يعلمه الإنجليزية في سجن قزل في طهران أوائل الستينيات من القرن الماضي، وتعرف على الشعر الشعبي الأحوازي من سجين آخر اسمه سيد باقر النزاري، وقد أصدرت سلطات نظام الشاه حكم الإعدام بحق محيي الدين آل ناصر وعيسى المذخور ودهراب أشميل الذين كانوا معتقلين مع خامنئي بتهمة تأسيس تنظيم يعرف باسم "حركة تحرير عربستان"، ونفذ حكم الإعدام بحقهم في مدينة الأحواز عام 1964. ونفى الأمن خامنئي إلى محافظة بلوشستان التي تقطنها غالبية سنية أواخر عام 1977، حيث تمتع هناك باستضافة الشعب البلوشي الذي احتضنه ودعمه عاطفياً ومعنوياً، وفق ذكرياته التي نشرها على موقعه. ويكتب الصحافي والناقد السينمائي هوشنك أسدي الذي كان معتقلاً مع خامنئي في زنزانة واحدة زمن الشاه، "أنه كان نحيفاً مرحاً ثرثاراً يمقت بعض الروائيين الإيرانيين الذين ينعتهم بالعبثيين، ويحبذ الشاعرين الخراسانيين أخوان ثالث وشفيعي كدكني". ويذكر أسدي في مذكراته "أن خامنئي قال له ذات مرة في السجن الانفرادي إنه إذا وصل الإسلام إلى السلطة فلن تذرف عيون المظلومين الدموع"، وأخبرني مُنظّر الحركة الإصلاحية سعيد حجاريان الذي كان نائباً لوزارة الاستخبارات الإيرانية في فترة رئاسة خامنئي للبلاد، "أنه ذات مرة دخل عليه في مكتبه الرئاسي ورآه يقرأ كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني بالعربية". بات وحيداً منذ توليه الحكم في ثمانينيات القرن الماضي، عمد بمساعدة الحرس الثوري، إلى تشكيل أذرع لإيران في المنطقة، تحارب وتدافع عنها بالوكالة. لكن منذ أن هاجمت "حماس" المدعومة من طهران إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بدأ نفوذ خامنئي الإقليمي يضعف مع توجيه تل أبيب ضربات موجعة للجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة، من "حماس" في غزة إلى "حزب الله" في لبنان والحوثيين في اليمن وفصائل شيعية في العراق. كما أطيح بالرئيس السوري بشار الأسد، حليف إيران الوثيق، نهاية 2024. ومع سلسلة الاغتيالات الطويلة التي تنفذها تل أبيب، يبدو أن الرجل بات وحيداً بعدما قضت إسرائيل على كل قيادات الصف الأول في "حماس" و"حزب الله" و"الحرس الثوري". تجاوز المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي خلال العقود الثلاثة الأخيرة سلسلة من التحديات، إلا أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة غير المسبوقة قد تكون أكثر هذه الأزمات خطورة على استمرار الجمهورية الإسلامية وعلى سلامته الشخصية. ولا أحد يعرف حالياً أين يتواجد، علماً أن مكان إقامته لطالما كان معروفاً إلى جانب القصر الرئاسي في طهران. منذ أن خلف الخميني بعد وفاته عام 1989، قاد خامنئي إيران عبر عقوبات شديدة وتوتر شبه متواصل مع العالم، كما واجه احتجاجات قوبلت بقمع شديد، وكان آخرها الحراك "امرأة، حياة، حرية" في 2022-2023. خلال فترة رئاسته للجمهورية (من 1981 إلى 1989)، قام بما لا يقل عن 15 زيارة رسمية إلى الخارج. شملت هذه الرحلات دولاً مثل سوريا، ليبيا، الجزائر، تنزانيا، زيمبابوي، أنغولا، موزمبيق، يوغوسلافيا، رومانيا، الصين، كوريا الشمالية، باكستان، الهند، والولايات المتحدة (حيث ألقى كلمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك). كما أدى مناسك الحج عام 1979. ومنذ تعيينه مرشداً أعلى عام 1989، لم يسجل له أي سفر رسمي خارج إيران، أو أقله لم يُعلن عن ذلك بشكل علني. أمضى آية الله علي خامنئي ما يقرب من أربعة عقود كزعيم أعلى لإيران في بناء قوة إقليمية شيعية تنافس الدول السنية وتعادي الولايات المتحدة وإسرائيل بشدة، بينما يسحق الاضطرابات المتكررة في الداخل. قوبل خامنئي بالرفض في البداية باعتباره ضعيفاً وخليفة غير محتمل لمؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل، آية الله روح الله الخميني صاحب الحضور الطاغي، إلا أنه أحكم قبضته بثبات ليصبح صانع القرار في إيران بلا منازع. لم يكن خامنئي نال لقب آية الله في ذلك الوقت، ومنذ ذلك الحين عاش في ظل معلمه الخميني. وأسس جهازاً أمنياً هائلاً لبسط سلطته في سعيه لفرض سلطته الدينية. وهيمن على الرؤساء المنتخبين المتعاقبين للبلاد، وروج للتكنولوجيا النووية التي أثارت قلق المنطقة المحيطة. تنازلات خامنئي يحكم خامنئي (86 سنة) إيران منذ عام 1989، يتمتع المرشد الأعلى بصلاحيات تجعل له الكلمة الأخيرة في كافة القرارات العليا في الدولة. وعلى رغم أن المسؤولين المنتخبين يديرون الشؤون اليومية، لا تمضي البلاد في أي سياسة رئيسية ولا سيما تلك المتعلقة بالولايات المتحدة من دون موافقته الصريحة. ويمزج خامنئي في أسلوبه للقيادة بين الصرامة الأيديولوجية والنهج العملي الاستراتيجي. ويبدي تشككاً كبيراً في الغرب، بخاصة في الولايات المتحدة، التي يتهمها بالسعي إلى تغيير النظام لكنه يبدي استعداداً للتنازل عندما يكون مصير الجمهورية الإسلامية على المحك. ويسمح مفهوم "المرونة البطولية"، الذي تحدث عنه خامنئي للمرة الأولى عام 2013، بتنازلات محسوبة بعناية لتحقيق أهدافه في محاكاة لقرار الخميني عام 1988 قبول وقف إطلاق النار في الحرب مع العراق بعد ثماني سنوات من اندلاعها. كان تأييد خامنئي الحذر للاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته إيران مع ست قوى عالمية لحظة أخرى من هذا القبيل لأنه رأى أن تخفيف العقوبات ضروري لاستقرار الاقتصاد وتعزيز قبضته على السلطة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبصفته صاحب الكلمة الفصل في نظام إيران المعقد القائم على حكم رجال الدين والديمقراطية المحدودة، سعى خامنئي منذ فترة طويلة إلى ضمان ألا يكون لأي جماعة، حتى من بين أقرب حلفائه، ما يكفي من النفوذ لتحديه هو أو موقفه المناهض للولايات المتحدة. ونظراً لافتقاره إلى مؤهلات الخميني الدينية، لجأ خامنئي مراراً إلى الهيكل الأمني المعقد في البلاد المؤلف من الحرس الثوري المتشدد وقوة الباسيج شبه عسكرية الدينية التي تضم مئات الآلاف من المتطوعين، لإخماد أي معارضة. واستثمر مليارات الدولارات في الحرس الثوري لعقود للمساعدة في تمكين الفصائل الشيعية في العراق ولبنان واليمن ودعم الأسد في سوريا. وتمكن الحرس الثوري من سحق الاحتجاجات التي تفجرت بعد إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران عام 2009 وسط اتهامات بتزوير الانتخابات. وكان خامنئي قد أيّد انتخابه قبل أن يتحداه أحمدي نجاد بطموح جامح. قوبل خامنئي بالرفض في البداية باعتباره ضعيفاً وخليفة غير محتمل لمؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل، آية الله روح الله الخميني صاحب الحضور الطاغي، إلا أنه أحكم قبضته بثبات ليصبح صانع القرار في إيران بلا منازع. وفي عام 2022، لم يتهاون خامنئي في الاعتقالات وأحياناً تنفيذ أحكام الإعدام بحق متظاهرين غاضبين بعد وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني. ويرسم باحثون خارج إيران صورة لخامنئي تظهره رجلاً صاحب فكر صارم متحفظاً يخشى الخيانة، وهو قلق أججته محاولة اغتياله في يونيو (حزيران) 1981 التي أدت إلى إصابته بشلل في ذراعه اليمنى. ووفقاً لسيرته الذاتية الرسمية، تعرض خامنئي نفسه لتعذيب شديد عام 1963 عندما كان عمره 24 سنة وقضى أول فترة من عدة عقوبات سجن بسبب أنشطته السياسية في ظل حكم الشاه. وبعد الثورة الإسلامية عندما تولى منصب نائب وزير الدفاع، صار خامنئي مقرباً من الحرس الثوري خلال الحرب مع العراق (1980-1988) التي قتل خلالها مليون شخص من البلدين. وفاز خامنئي برئاسة الجمهورية الإسلامية بدعم من الخميني، وكان اختياره خليفة له مفاجئاً نظراً لافتقاره إلى شعبية الخميني ومؤهلاته الدينية الفائقة. يقول كريم سجادبور من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي إن "صدفة تاريخية" حولت "رئيساً ضعيفاً إلى زعيم أعلى ضعيف في البداية، ثم إلى واحد من أقوى خمس شخصيات إيرانية في المئة عام الأخيرة". في المقابل، يقول أراش عزيزي الباحث في جامعة بوسطن، "خامنئي في خريف حكمه، في سن 86 سنة، ولم يعد يمسك بقسم كبير من القيادة اليومية للنظام التي باتت بأيدي فصائل مختلفة تتنافس من أجل المستقبل". ويضيف "هذه الآلية كانت جارية أساساً، وكل ما تفعله الحرب الحالية أنها تسرعها". ويوضح عزيزي "من المحتمل أن تكون لديهم خطتهم الخاصة لتغيير النظام، سواء بتقديم دعم أو شبه دعم لانقلاب داخل النظام، أو بمواصلة الاغتيالات على أعلى المستويات على أمل أن يقود ذلك إلى ما يشبه تغييراً في النظام". ويرى كريم سجادبور الباحث في معهد كارنيغي للسلام الدولي، أن خامنئي يواجه "معضلة افتعلها بنفسه"، وهو بات يفتقر إلى "البصيرة الجسدية والمعرفية لقيادة إيران في حرب تكنولوجية متطورة". مخصصات يحصل المرشد الإيراني وفق الدستور على تخصيصات هائلة من الموازنة السنوية تذهب لـ"بيت المرشد" ومكتبه الخاص والمؤسسات التابعة له والتي لها موازنة بالمليارات من موازنة الدولة العامة. كما يهيمن المرشد الايراني على مؤسسة عملاقة تعرف باسم "هيئة تنفيذ أوامر الإمام الخميني" أو ما تعرف اختصاراً بـ"ستاد". في البداية، كانت عبارة عن هيئة مصادرة العقارات والأراضي التي تعود لـ "مناهضي الثورة والنظام" سواء من المعارضين لنظام ولاية الفقيه أو بقايا حكم الشاه. كما صادرت الهيئة أراضي وعقارات عامة لا مالك لها، وقامت بمصادرتها لمصلحة بيت المرشد ومؤسساته المتشعبة وتجني له نحو 100 مليار دولار بين ثروة في حسابات سرية وأصول، غير خاضعة للرقابة ولا تدفع أية ضرائب. صنفته مجلة "فوربس" كواحد من أقوى الشخصيَّات في العالم. ويعتبر آخر ما تبقى من مجموعة روح الله الخميني التي استولت على السلطة بعد عام 1979. وتم تصنيف "ستاد" من قبل وزارة الخزانة الأميركية على قائمة العقوبات منذ عام 2013. وتقوم "ستاد" بالاستثمارات في مجالات المال والنفط والاتصالات، وبدعم رئيس السلطة القضائية السابق في إيران، صادق لاريجاني، الذي يرأس حالياً مجلس تشخيص مصلحة النظام، والمتهم بفتح 63 حساباً سرياً لجمع الكفالات المالية للمتهمين قضائياً، وهي ملفات 40 مليون مواطن وتدر له أرباحاً بينما يتم مصادرة أغلبها لمصلحة شخص لاريجاني. أما المؤسسة العملاقة الأخرى التي يهيمن عليها خامنئي، فهي مؤسسة "آستان قدس رضوي" التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، وتعتبر إحدى المؤسسات الكبرى التابعة للصناديق الخيرية الضخمة التابعة بدورها لمؤسسة "بنياد" وهي من المؤسسات الاقتصادية الضخمة التابعة لبيت المرشد، والمعفاة من الضرائب وتشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد غير النفطي الإيراني تصل أموالها إلى 20 في المئة من إجمالي الدخل الوطني. يحكم خامنئي (86 سنة) إيران منذ عام 1989، يتمتع المرشد الأعلى بصلاحيات تجعل له الكلمة الأخيرة في كافة القرارات العليا في الدولة. وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو (2019)، وصف قادة النظام الايراني بـ"عصابة المافيا"، خلال خطاب له أمام الجالية الإيرانية في كاليفورنيا، حيث تطرق إلى قائمة من السرقات وعمليات الاختلاس ونهب الثروات التي قام بها المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي ورجال دين آخرون ومسؤولون كبار في النظام. وسلط بومبيو الضوء على الفساد المستشري على أعلى المستويات في الحكومة الإيرانية، ووصف آيات الله الحاكمين بأنهم "مهتمين بجني الثروات أكثر من الدين". وينظر العديد من الإيرانيين بالفعل إلى الدولة على أنها نظام فاسد وديكتاتوري، وهو ما سيبرزه اختيار خامنئي المحتمل لخليفته. وهذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل بعض الإيرانيين غير راضين عن قيادته. فقد دمرت العقوبات الغربية المرتبطة بالبرنامج النووي للبلاد اقتصادها. وربما كان أكبر تهديد لحكمه هو تطبيق القوانين الإسلامية الصارمة- التي ازدادت صرامة في السنوات الأخيرة- مما أدى إلى تنفير النساء والشباب. وقد شهدت الجمهورية موجات عدة من الاحتجاجات الشعبية في السنوات الأخيرة، كان آخرها بعد وفاة مهسا أميني عام 2022، التي اعتُقلت بتهمة عدم تغطية شعرها في الأماكن العامة. قُتل أكثر من 500 شخص واعتقلت القوات الحكومية 22 ألف شخص في حملة قمع عنيفة ضد الاحتجاجات. التحضير للخلافة يعتقد خامنئي أن عملية اختيار الخليفة، مشروع شخصي أكثر من كونها مرتبطة بعلاقات السلطة فحسب، بل مشروع يجب أن تكون مخرجاته استمراراً لإرثه القيادي من دون أي نقص وفي الاتجاه نفسه تماماً. ومن الطبيعي أن ينشغل المرشد بنفسه في ترتيب عملية انتقال السلطة، وأن يعمل من أجل وصول شخصية تكون قادرة على متابعة السياسة والنهج الذي عمل لأكثر من ثلاثة عقود على إرسائه ورتب آليات السلطة على أساسه بعد توليه القيادة خليفة لولي الفقيه والقائد المؤسس، وكان آخرها هندسة مجلس خبراء القيادة الجديد من خلال إبعاد الأشخاص الذين يخاف منهم أن يتحولوا إلى مصدر قلق وإزعاج، وقد يعرقلون انسيابية عملية انتقال القيادة إلى خليفته ضمن الخطوط والخطط التي رسمها. في سياق متصل، أوردت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، تحليلاً للباحثين سعيد غولكر وكسرى عربي يفيد بأن إقصاء رجل الدين المتشدد حسين طائب من رئاسة الذراع الاستخبارية للحرس الثوري الإيراني يندرج ضمن خطة أوسع ينفذها المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي لإحلال جيل جديد من المتشددين محل الجيل القديم في المفاصل الرئيسة للبلاد، علماً أن طائب كان مقرباً من نجل المرشد مجتبى خامنئي، والتحق بالحرس الثوري في مرحلة باكرة من الثورة التي جرت عام 1979. ويشير الباحثان إلى أن خامنئي "وضع هذه الخطة لإعداد الجمهورية الإسلامية للعقود المقبلة واستكمال مشروع شخصنة السلطة الذي بدأ منذ اللحظة التي أصبح فيها المرشد الأعلى عام 1989، وكجزء من إضفاء الطابع الشخصي على السلطة سعى خامنئي إلى تنصيب جيل جديد من المتعصبين لضمان استمرار أيديولوجيته المتشددة بعد مماته، فمنذ عام 2019 شهدنا اتجاهاً لاستبدال عدد من الرؤساء الأمنيين والعسكريين، بما في ذلك القائد العام للحرس الثوري الإيراني وقائد الباسيج ورئيس حرس الحماية التابع للحرس الثوري الإيراني ورئيس المقر الأمني في ثارالله، وهو أهم مركز أمني في الحرس الثوري، ومن الأمثلة الأحدث عهداً على هذا الاتجاه التغييرات الهيكلية التي طرأت على الشرطة الوطنية في البلاد التي أصبح قائدها الآن أكثر قوة بكثير". يحصل المرشد الإيراني وفق الدستور على تخصيصات هائلة من الموازنة السنوية تذهب لـ"بيت المرشد" ومكتبه الخاص والمؤسسات التابعة له والتي لها موازنة بالمليارات من موازنة الدولة العامة. وأشار التحليل إلى أن خامنئي باستبدال طائب "يحاول إسقاط عصافير عدة بحجر واحد. أولاً، على رغم أن طائب كان موالياً لخامنئي إلا أن اعتباره واحداً من أقوى الشخصيات الإيرانية في حد ذاتها هدد مشروع إضفاء الطابع الشخصي على السلطة من قبل المرشد الأعلى، ويلقي استبداله الضوء على الحال الذهنية لخامنئي الذي يعاني جنون العظمة على ما يبدو". وأضاف "يحاول المرشد في الوقت نفسه تطهير منظمة الاستخبارات التابعة للحرس من التسلل الأجنبي، ولهذا السبب اختير محمد كاظمي، الرئيس السابق لوحدة مكافحة التجسس التابعة للحرس الثوري الإيراني، لخلافة طائب، ولكن أيضاً من خلال استبدال كاظمي، وهو جنرال عسكري، بطائب، وهو رجل دين، يسعى خامنئي إلى جعل منظمة الاستخبارات أكثر كفاءة ونجاحاً في عملياتها، ويأتي ذلك بعد عدد من الإخفاقات المحرجة، مثل المؤامرة الإرهابية لقتل مواطنين إسرائيليين في تركيا. خليفة خامنئي كلما اختفى خامنئي لفترة طويلة، يتكهن الناس بأن المرشد الأعلى أصبح في عداد الأموات. لكن الرجل البالغ من العمر 86 سنة، لا يزال يعمل ويتخذ قرارات ويصرح ويهدد بالقصف والمواجهة. عندما زار ضريح الرضا عام 2022، وهو موقع مقدس شيعي في مدينة مشهد الإيرانية، أخبر المسافرين معه، أنها قد تكون آخر رحلة له من هذا النوع. وفي المستقبل غير البعيد سيتعين على مجلس خبراء القيادة أن يعينوا مرشداً أعلى جديداً. ولكن حتى الآن لم يكشف خامنئي على الملأ عن اسم وريثه المفضل. ومع مرور الوقت فإن معظم المرشحين الذين كان ينظر إليهم ذات يوم باعتبارهم منافسين لهم حظ وافر بخلافته، قد خرجوا من دائرة الاهتمام، لكنَّ هناك مرشحاً ذا حظوظ كبيرة، وهو مجتبى خامنئي، نجل المرشد الأعلى. ويمارس مجتبى، رجل الدين البالغ من العمر 56 سنة، سلطة سياسية كبيرة، ويتلاعب بالانتخابات لمساعدة مرشحيه المفضلين. وكان حلفاء خامنئي الأب يروجون لمجتبى بوصفه الزعيم الذي تحتاج إليه البلاد. فقد أشادوا به كفقيه ومفكر إسلامي متميز. وأشاروا في الوقت نفسه إلى أنه رجل حداثة قادر على القضاء على الفساد، وإصلاح الاقتصاد الراكد في البلاد، وتهدئة عامة الناس الغاضبين. يعرف مجتبى تفاصيل الأمور أفضل من أبيه، وهو على ارتباط مع مجموعة من رجال الأمن الذين يهيمنون على الحكومة ومجلس النواب والاقتصاد والشأن السياسي، ويتمتعون بقدر من القوة حيث لا يمكن لخامنئي التحرك من دون إرادتهم. ولا شك في أن خامنئي الأصغر يتمتع بخبرة في السياسة الإيرانية، بيد أن تدخلاته فيها كانت على الدوام تقريباً تصب في مصلحة المتشددين. فعندما فاز الإصلاحي محمد خاتمي بمنصب الرئاسة عام 1997، قاوم مجتبى الرئيس الجديد بكل ما أوتي من قوة. وبالتعاون مع حلفائه في الحرس الثوري الإيراني، نجح في منع خاتمي من رفع القيود السياسية والاجتماعية. فأغلقوا الصحف الإصلاحية، وسجنوا الناشطين والمعارضين، بل إن خاتمي احتج علناً على تصرفاتهم، قائلاً "حكومتي تواجه أزمة مختلقة كل تسعة أيام". يقول الدستور الإيراني أن الحكم لله ومن بعده للرسول فأئمة الشيعة ثم يناط الحكم بولي الفقيه. ومن هنا يصف النظام المعارضين لحكمه بالمحاربين لحكم الله. وفي بعض الأحيان كان مجتبى أكثر تطرفاً من والده. ففي الانتخابات الرئاسية لعام 2005 دعم خامنئي الأكبر ودائرته الداخلية ترشيح علي لاريجاني، وهو أحد أركان النظام. إلا أن مجتبى وشركاءه نجحوا في ترجيح كفة الانتخابات لمصلحة أحمدي نجاد. ولتحقيق ذلك عمدوا إلى تزوير الأصوات، بما في ذلك تقديم بطاقات اقتراع مزورة. ويتمتع مجتبى خامنئي بسيطرة متعددة الأوجه على المؤسسات الأمنية والعسكرية في النظام الإيراني. ومع تأسيس استخبارات الحرس الثوري في عام 2009، أصبحت لديه منظمة استخباراتية وأمنية تحت تصرفه، وتمكنت من تهميش دور وزارة الاستخبارات "اطلاعات" إلى حد كبير. خفايا حياة خامنئي كشف المخرج الإيراني محسن مخملباف، خبايا حياة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي الشخصية والعائلية في فيلم وثائقي، وقدم حقائق صادمة عن حياة الترف التي يعيشها برفقة أبنائه، واستغلالهم للثروة خدمة لمصالحهم الشخصية. وكتب أنه استقى معلوماته من موظفين سابقين في بيت المرشد وعملاء سابقين لوزارة الاستخبارات الإيرانية، فروا خارج البلاد في فترات مختلفة، وذكر أن خامنئي تغير حتى في سلوكياته إذ استبدل تدخين السجائر العادية بالغليون. تعرض الفيلم لكثير من الانتقادات، علماً أن الحياة البسيطة والمتواضعة للمرشد، معروفة لكثيرين، بخاصة حين يستقبل ضيوفه، والمبالغة التي قدمها العمل الوثائقي، لا تعكس بالضرورة حياة رجل دين بهذه الشهرة والمرتبة الدينية. يقول جومو كيانتا مؤسس كينيا الحديثة "حين جاء المبشرّون إلى أرضنا، كانوا يحملون بأيديهم الكتاب المقدس، ونحن كنا نملك الأرض. بعد سنوات عدة، حملنا نحن الكتاب المقدس، وصارت أرضنا بأيديهم". بهذه العبارة يبدأ المخرج الإيراني المنفي فيلمه الوثائقي "خفايا حياة خامنئي" الذي عرى فيه شخصية مرشد الثورة، وقدمها للناس على حقيقتها، مسقطاً عنها كل الإضافات المقدسة التي نسجها خامنئي بنفسه أو بمساعدة جهازه الاستخبارتي الأمني. يظهر الفيلم أن خامنئي يعيش حياة ترف وله هوايات مثل كثيرين، ويعيش حياة يمكن أن يعتبرها بعص الإيرانيين ناتجة من تصرفه بأموال الشعب. والفيلم يفضح كيفية تبذيره أموال الشعب على نفسه وعائلته وحاشيته وجيوشه المنتشرة في المنطقة، فيما الفقر والعوز يهددان البلاد. كان مخملباف صديقاً لآل خامنئي، قبل أن ينقلب عليهم، ويفر هارباً من بطشهم إلى أفغانستان عقب انتخاب الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد عام 2005. ينظر العديد من الإيرانيين بالفعل إلى الدولة على أنها نظام فاسد وديكتاتوري، وهو ما سيبرزه اختيار خامنئي المحتمل لخليفته. وهذا ليس السبب الوحيد الذي يجعل بعض الإيرانيين غير راضين عن قيادته. ويكشف الفيلم أن المرشد ليس سوى "شاه" آخر، مع فارق غير بسيط، هو أن الشاه المخلوع كان متصالحاً مع فساده، بينما الشاه الجديد يدّعي الزهد، ويأكل أفخر أصناف الطعام، وينفق ملايين الدولارات على اقتناء الخيول النادرة، فضلاً عن هوايته في جمع الخواتم، وأعماله التجارية العابرة للحدود، وسيطرته على الأسواق في بلاده من النفط، وحتى تجارة الرز. ومن مظاهر الترف والبذخ التي يشير إليها الفيلم، أن لدى خامنئي مئة من الخيل قيمتها 40 مليون دولار، وما يشبه مغارة "علي بابا" التي تحتوي على خواتم وعقيق بملايين الدولارات، وأسطولاً من السيارات، ولديه 17 سيارة ضد الرصاص، و1200 سيارة حديثة. ولا يتناول خامنئي بحسب إدعاءات الفيلم، لحم الدجاج والبط أبداً، بل ينصحه أطباؤه بتناول لحم طيور الدراج والسمان والنعام لخلوها من الدهون والكوليسترول. من جهة ثانية، يسيطر المرشد وأبناؤه- بشكل كامل- على قطاعي النفط والغاز في إيران، كما يحتكرون قطاع التسليح العسكري من روسيا والصين حصرياً، ويمتلكون أكثر الأسهم في شركات تصدير واستيراد كبرى، فضلاً عن وكالة شركة "بي أم دبليو" الألمانية للسيارات الفارهة، وعقود استثمار تجارية باسم "العتبة الرضوية المقدسة" في دبي وألمانيا والعراق وجنوب أفريقيا وفنزويلا ولبنان والصين. مرض خامنئي مضى على فترة حكم خامنئي 36 سنة، ولم ترشح تفاصيل كثيرة عن طبيعة مرضه، لكن سبق أن تحدث عدد من كبار المسؤولين عن معاناته من المرض كما بث التلفزيون الرسمي لقطات من مراجعاته للمستشفى وخضوعه لعدد من العمليات الجراحية. وصرح الطبيب الخاص بعائلة المرشد علي رضا مرندي سابقاً، بأن "سن القائد ليس قليلاً، لكن ولله الحمد أنه سالم، وفي بعض الأوقات نوصيه بتناول كمية أكبر من الفاكهة". وعلي رضا مرندي كان وزيراً للصحة عندما كان علي خامنئي يتولى منصب رئيس الجمهورية، واستمر بمنصبه خلال ولاية أكبر هاشمي رفسنجاني، ويقدمه الإعلام الرسمي بمسمى "رئيس فريق أطباء مرشد النظام". وذكر موقع إذاعة "فردا" (الغد) "صوت أوروبا الحرة" التي تبث من براغ أن خامنئي خضع لأربع عمليات جراحية. كانت الأولى بعدما تعرض لمحاولة اغتيال عام 1981 بانفجار قنبلة أثناء خطابه في مسجد بطهران، إذ انفجرت قنبلة زرعت في جهاز تسجيل صوت وضع أمامه، وتعرض خامنئي لجروح في الكتف وفقد الحركة في يده اليمنى، كما تعرضت شبكة العصب في يده إلى أضرار يعانيها حتى الآن. كان خامنئي وقتها في الـ42 من عمره، وخضع لعملية جراحية معقدة امتدت لساعات طويلة وعلى مراحل متعددة لاحتواء ما يمكن من الأضرار التي لحقت به جراء محاولة الاغتيال. كما خضع خلال الأعوام الماضية إلى عدد من العمليات الجراحية، منها عملية في المرارة والبروستات والقلب. يفرض النظام الإيراني تعتيماً شديداً على الأمراض الجسمية والنفسية لمرشد النظام، ولم يسمح بتداول الحديث عن خليفته لكن أطباء ومقربين منه تحدثوا أحياناً عن بعض معاناته. وفي عام 1998 تعرض مرشد النظام لوعكة قلبية وتستر النظام على مرضه لمدة 23 عاماً حتى كشف رفسنجاني عنه في كتاب مذكراته. ومن خلال المذكرات بدا أن رفسنجاني نفسه لم تكن بحوزته معلومات عن طبيعة مرض خامنئي، إذ قال إنه سمع أخباراً مختلفة عن توصية الأطباء له بضرورة الاستراحة والابتعاد عن الأعمال الحكومية. "فيسبوك" و"إنستغرام" دانت إيران إغلاق شركة "ميتا" صفحات للمرشد الأعلى علي خامنئي على منصاتها للتواصل الاجتماعي، معتبرة ذلك "انتهاكاً" لحرية التعبير و"إهانة" لملايين من متابعيه. وكانت الشركة المالكة لمنصات عدة أبرزها "فيسبوك" و"إنستغرام"، أعلنت في فبراير (شباط) 2024، إغلاق صفحات المرشد الأعلى على هاتين المنصتين على خلفية "انتهاكها مراراً" قواعدها في شأن "المنظمات والأشخاص الخطرين". وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن "حجب الصفحات الإعلامية لقائد الثورة الإسلامية لا يشكل انتهاكاً لحرية التعبير فحسب، بل أيضاً يمثل إهانة للملايين من المتابعين لموقف سماحته وأخباره". ووصل عدد متابعي صفحة خامنئي على "إنستغرام" خمسة ملايين شخص. وأتى إغلاق الصفحات في خضم الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل، العدو اللدود لإيران، وحركة "حماس" التي تساندها طهران. وتعد منصتا "فيسبوك" و"إنستغرام" من أكثر التطبيقات شعبية في إيران، على رغم أنهما محجوبتان من قبل السلطات، ولا يمكن استخدامهما سوى من خلال "شبكة افتراضية خاصة" (في بي أن). سيرة ولد علي جواد حسيني خامنئي في مدينة مشهد بمحافظة خراسان، شمال شرقي إيران، يوم 8 سبتمبر (أيلول) 1939، وسط أسرة فقيرة ومن عائلة تشتهر بالعلم والأدب. تعود أصول أجداده إلى مدينة تفرش وسط إيران، لكنهم هاجروا إلى منطقة أذربيجان الإيرانية ثم إلى النجف. والده تركي أذري هاجر من تبريز إلى مشهد، ولهذا السبب يتقن علي خامنئي اللغة التركية جيداً، وكان جده من العلماء الشيعة الأذريين في النجف. أما والدته خديجة ميردامادي فأصولها من مدينة أصفهان، وكانت حافظة للقرآن الكريم. يعد خامنئي الثاني بين 8 إخوة، ثلاثة منهم- بمن فيهم هو- علماء متخصصون في العلوم الشرعية الإسلامية وفق المذهب الشيعي، تزوج عام 1964 وله 6 أبناء هم مصطفى ومجتبى ومسعود وميثم وبشرى وهدى. يقول عن نفسه في مذكراته إنه عاش طفولة عسيرة، وإنه مرت عليهم ليال لم يجدوا فيها ما يأكلون، ويضيف أن والدته كانت تخيط له ولإخوانه ما يرتدون من ملابس أبيه البالية. منذ توليه الحكم في ثمانينات القرن الماضي، عمد بمساعدة الحرس الثوري، إلى تشكيل أذرع لإيران في المنطقة، تحارب وتدافع عنها بالوكالة. ويكتب في موقعه الرسمي "لقد قضيت طفولتي في عسرة شديدة بخاصة أنها كانت مقارنة لأيام الحرب. وعلى رغم أن مشهد كانت خارجة عن حدود الحرب، وكان كل شيء فيها أكثر وفوراً وأقل سعراً نسبة إلى سائر مدن البلاد، إلا أنَّ وضعنا المادي كان بحيث لم نكن نتمكّن من أكل خبز الحنطة... أتذكّر بعض ليالي طفولتي أنه لم يكن في البيت شيء نأكله للعشاء، فكانت والدتي تأخذ النقود- الّتي كانت جدتي تعطيها لي أو لأحد أخواني أو أخواتي أحياناً- وتشتري بها الحليب أو الزبيب لنأكله مع الخبز. كانت مساحة بيتنا الذي ولدت وقضيت خمس سنوات من عمري فيه بين 60 إلى 70 متراً، في حيّ فقير بمشهد وفيه غرفة واحدة وسرداب مُظلم وضيّق. وعندما كان يحلّ علينا ضيف. وبما أنَّ والدي عالم ومرجع لشؤون الناس، فكان دائم الضيوف. كان علينا الذهاب إلى السرداب حتى يذهب الضيف. وبعد فترة اشترى بعض المريدين لوالدي قطعة أرض بجوارنا وألحقوها ببيتنا، فاتسّع البيت إلى ثلاث غرف". بدأ خامنئي منذ سن الرابعة دراسته في الكتاب، حيث تعلم القراءة وبدأ حفظ القرآن الكريم، كما علمته أمه الشعر والأدب الفارسي والفنون الإسلامية الإيرانية منذ صغره. درس المرحلة الابتدائية في مشهد حتى الصف الخامس، ثم بدأ بدراسة الدروس الحوزوية (الدينية) عند والده وعالم الدين جليل حسيني سيستاني. انتقل إلى مدينة النجف عام 1958 مع والده، وهناك تتلمذ على يد عدة مراجع منهم محسن الحكيم وأبو القاسم الخوئي، ومحمود شاهرودي. عاد إلى مشهد عام 1964 بعد أن فقد أبوه بصره، وبدأ هناك بتدريس العلوم الفقهية والتفسير للطلاب الشباب، عند أستاذه القديم ميلاني. وفي تلك الفترة بدأ يروج بين طلابه لفكرة إسقاط نظام الشاه، واستطاع تجنيد الكثير منهم ممن شاركوا من بعد في الثورة التي أسقطت هذا النظام عام 1979. يجيد خامنئي لغات عدة، ولديه إلمام واسع بالشعر والأدب، وروى مقربون منه أن ناشطاً يسارياً شيوعياً أرمينياً كان يعلمه الإنجليزية في سجن قزل بطهران أوائل ستينيات القرن الماضي. أدت علاقات خامنئي الواسعة مع المثقفين العلمانيين في إيران إلى تطرف آرائه بشأن الولايات المتحدة، نظراً لأن هذه الأوساط كانت معارضة للولايات المتحدة بشدة بعد انقلاب عام 1953، وبعد تأييد الولايات المتحدة للشاه وقمعه التالي للمعارضين، وكما قال صديق خامنئي الشاعر مهدي إخوان ثالث، في أحد الأبيات: "لن أنسى أننا كنا شعلة، وهم أطفأونا بالماء". تحدث خامنئي عن دور الولايات المتحدة في انقلاب عام 1953 مرات عدة، وتستمر الذكرى تتردد لديه حتى الآن. فكر الإخوان وشخصية الخامنئي هناك العديد من العوامل التي أثرت في شخصية آية الله علي خامنئي وفي مقدمتها اطلاعه على فكر جماعة الإخوان المسلمين، وبخاصة كتب وأفكار سيد قط. وعلى رغم تردد خامنئي على الأوساط الثقافية العلمانية قبل الثورة، وكونه طالباً للثقافة الغربية بصورة عامة، فإنه كان أولاً وقبل كل شيء عالم دين يكرس ذاته لتحقيق تغيير اجتماعي بما يتفق مع تعاليم الدين، وفي هذا الصدد، كان سيد قطب، المفكر والمنظر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين، هو من استولى على قلب خامنئي في شبابه. وفي عام 1966 ترجم خامنئي كتاب سيد قطب: "المستقبل لهذا الدين" للغة الفارسية، وكتب مقدمة للترجمة يصف فيها قطب بـ "المفكر المجاهد" الذي أثبت في كتابه "أن العالم سيتَّجه نحو رسالتنا، وأن المستقبل لهذا الدين". في عهد علي خامنئي، الذي أصبح "مرشداً" بعد وفاة الخميني، باتت نظريات سيد قطب تُدَرَّس في مدارس الإعداد العقائدي لـ "الحرس الثوري الإيراني"، كما برز نفوذ لمرجعيات دينية مثل آية الله مصباح يزدي، وهو الأستاذ الروحي لأحمدي نجاد، الذي لا يخفي إعجابه بسيد قطب وتأثره به. قرأ خامنئي في شبابه لكتاب إيرانيين مثل محمد علي جمال زاده وصادق شوباك وصادق هدايت، ولكنه شعر بأنهم يتوارون أمام الكتاب الكلاسيكيين الغربيين من فرنسا وروسيا وبريطانيا. وأثنى على ليو تولستوي وميخائيل شولوخوف وأمثال أونوريه دي بلزاك وميشال زيفاغو، ولكنه يعتبر فيكتور هوغو الأفضل. وفي تصريحات لبعض مسؤولي شبكة التلفزيون الحكومية الإيرانية عام 2004، قال خامنئي "في رأيي، إن رواية البؤساء لفيكتور هوغو أفضل رواية كتبت في التاريخ. طبعاً لم أقرأ جميع الروايات المكتوبة في التاريخ، لكنني قرأت العديد من الروايات المتعلقة بأحداث قرون مختلفة". شعر خامنئي بأن الروايات تمنحه بصيرة نافذة إلى الواقع العميق في حياة الغرب، حتى إنه نصح جمهوراً من الكُتاب والفنانين عام 1996 قائلاً "اقرأوا روايات بعض الكتاب ذوي الاتجاهات اليسارية، مثل هوارد فاست. اقرأوا عناقيد الغضب الشهيرة التي ألفها جون ستيانبيك... وانظروا كيف تتحدث عن موقف اليسار وكيف تعامل معهم الرأسماليون في مركز الديمقراطية". الخميني أطلقت الشرارة الأولى لعمله السياسي المعادي لنظام الشاه من خلال دوره في حركة نواب صفوي، وأيضاً بعد رحلة إلى مشهد عام 1952 وإلقائه خطابات ثورية ملهبة للمشاعر هناك. التقى خامنئي للمرة الأولى زعيم الثورة الخميني عام 1957 حيث تتلمذ عليه وتأثر بأفكاره، كما التقى برفيق دربه كما يصفه علي أكبر هاشمي رفسنجاني في السنة نفسها بمدينة كربلاء وسط العراق. وبعد سنتين التقيا مجدداً في مدينة قم حيث كانا يدرسان العلوم الدينية، واستأجرا منزلاً وعاشا معاً لسنوات عدة، كما استمرت هذه العلاقة بين عائلتيهما حتى وفاة رفسنجاني عام 2017. عام 1977 اختير عضواً في لجنة من 11 شخصاً شكلها الخميني لإصلاح الحوزة العلمية في قم وتحضير أرضيتها سياسياً للانقلاب على الشاه، وأدى ذلك لتأسيس جمعية العلماء المجاهدين التي تحولت في ما بعد إلى الحزب الإسلامي الجمهوري. كانت هذه الجمعية تعمل على تجنيد طلاب العلوم الدينية وتوعيتهم سياسياً ليكونوا نواة لحركة مستقبلية لإسقاط نظام الشاه، واستطاع جهاز "السافاك" كشفها وإلقاء القبض على بعض أعضائها عام 1964، واستطاع خامنئي الفرار، ولكن اعتقل في مشهد عام 1965 وحكم عليه بالسجن 6 أشهر. عاد خامنئي إلى تحركاته السياسية بمجرد الخروج من السجن، وسُجن مجدداً بسبب خطاباته ومحاضراته المعارضة للشاه، كما عاد إلى مشهد عام 1978 ليقود الحركة الثورية ضد نظام الشاه بمحافظة خراسان. أسس مع آخرين منهم محمد بهشتي، رفسنجاني، موسوي أردبيلي، الحزب الجمهوري الإسلامي الذي سيطر في ما بعد على القرار السياسي في البلاد لعدة سنوات، إلى أن تم حله عام 1987 بقرار من الخميني. في 26 يونيو (حزيران) 1981 تعرض لمحاولة اغتيال من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، الذين زرعوا قنبلة في جهاز تسجيل وضع أمامه وهو يخطب في جامع أبي ذر بطهران، ونجا منها، لكنه أصيب بجروح بليغة وتمزقت أعصاب يده اليمنى وأصيبت بالشلل، فاضطر لترك المنبر مدة طويلة. شارك خامنئي أيضاً متطوعاً على جبهة القتال بمنطقة الأهواز في الحرب العراقية- الإيرانية، التي امتدت من 1980 إلى 1988، وكان ممن أقنعوا الخميني بضرورة تشكيل "مجمع تشخيص مصلحة النظام" لفض الخلافات بين مؤسسات الدولة. عام 1987، ذهب خامنئي في رحلته الوحيدة إلى الولايات المتحدة من أجل المشاركة بصفته رئيس دولة إيران في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي خطابه، تحدث عن العلاقة بين إيران وأميركا. في نهاية 1989 وبعد وفاة قائد الثورة الاسلامية آيه الله الخميني في 4 يونيو (حزيران) 1989، اختير خامنئي ليكون المرشد الأعلى لإيران، وباتت آراءه حيال سياسة الولايات المتحدة الأميركية أكثر حدة. وقبل ذلك تولى العديد من المهام والمسؤوليات، كما ألف أكثر من 40 كتاباً في الفقه والدين والشريعة والتنظير السياسي والترجمة.


الأمناء
منذ ساعة واحدة
- الأمناء
نتنياهو يتوعد إيران بعد "ضربة سوروكا".. وكاتس يهدد خامنئي
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن إيران "ستدفع ثمنا باهظا" بعدما أصاب صاروخ مستشفى سوروكا في جنوب إسرائيل. وذكر نتنياهو في منشور على إكس: "هذا الصباح، أطلق الطغاة الإرهابيون الإيرانيون صواريخ على مستشفى سوروكا في بئر السبع وعلى مدنيين في وسط البلاد. سنجعل الطغاة في طهران يدفعون ثمنا باهظا". وفي السياق، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن المرشد الإيراني علي خامنئي "سيتحمل المسؤولية" بعد الهجوم الصاروخي الذي أصاب مستشفى في جنوب الدولة العبرية، مؤكدا أنه أوعز بـ"تكثيف الضربات" على إيران. وقال كاتس في بيان: "هذه بعض من أخطر جرائم الحرب، وخامنئي سيتحمل المسؤولية عن أفعاله". وأضاف: "أمرنا (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأنا) الجيش بتكثيف الضربات ضد الأهداف الاستراتيجية في إيران وضد البنية التحتية للطاقة في طهران من أجل القضاء على التهديدات ضد دولة إسرائيل وهزيمة" النظام الإيراني. ماذا حدث؟ تعرضت مستشفى سوروكا الرئيسية بجنوب إسرائيل، الخميس، لإصابة مباشرة من صاروخ إيراني، مما تسبب في " ضرر بالغ". وذكر رجال الإنقاذ أن هجوما إيرانيا بالصواريخ استهدف إسرائيل، بما في ذلك "إصابة مباشرة" لمبنى مستشفى سوروكا. وقال متحدث باسم مستشفى سوروكا في بئر السبع إن المستشفى تعرضت "لضرر بالغ" في أجزاء مختلفة، مضيفا أن أشخاصا أصيبوا في الهجوم. وطالب المستشفى الأشخاص بعدم القدوم إليها لتلقى العلاج. وأفادت وسائل إعلامية إسرائيلية بأن مواد خطيرة تسربت جراء استهداف مستشفى "سوروكا" في بئر السبع بالنقب بصواريخ إيرانية. وحسب صحيفة "معاريف" فإنه عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي أصاب المستشفى تم الاشتباه في تسرب مواد خطرة، في الطابق العلوي من المبنى، وقد بدأت الشرطة بإجلاء السكان من موقع الحادث. من جانبه، أعلن الإسعاف الإسرائيلي عن 30 مصابا على الأقل جراء سقوط صواريخ على مناطق عدة في إسرائيل.