logo
مفاعل نواف سلام الحكومي

مفاعل نواف سلام الحكومي

العربيةمنذ 4 ساعات

هل ارتكب وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي "معصية" في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء عندما اقترح ان تأخذ الحكومة موقفاً من كلام الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم يرفض البيان الصادر عن الأخير والذي لوّح مجددًا بتدخل "الحزب" عبر لبنان نصرة للنظام الإيراني؟
أتى البيان الصادر عن رئيس الحكومة نواف سلام بعد الجلسة التي انعقدت برئاسته بجواب على هذا السؤال بما أوحى أن الوزير رجيّ قد ارتكب فعلًا مثل هذه "المعصية" لأنه طالب بموقف حكومي جامع ردًّا على قاسم وعدم الاكتفاء بتبرير سلام الذي قال إنّه سبق واتخذ هذا الموقف وهذا يكفي. لكن وزير الخارجية لم يقتنع بتبرير رئيس الحكومة فقال إن موقف سلام كان فرديًا وهو لا يمنع أن تتخذ الحكومة مجتمعة موقفًا حاسمًا.
وردت تفاصيل عدّة حول هذه الواقعة في صحف أمس السبت والتي يمكن العودة اليها. لكن لا بد من القول إنّها الواقعة الأولى من نوعها وبخاصة في جلسة ترأسها نواف سلام الذي اكتسب في الشهور الأخيرة نجومية بسبب اتخاذه مواقف متقدّمة من ملف سلاح "حزب الله" ما دفع أنصار الأخير في واقعة مدينة كميل شمعون المشهورة الى الهتاف ضدّه واتهامه بانه "صهيوني".
واكتسب وزير الخارجية بدوره وقبل أي مسؤول في السلطة التنفيذية التي انبثقت عن عهد الرئيس جوزاف عون، منذ بداية العام الجاري، شهرة متقدّمة بأنه رافع لواء تطبيق القرار 1701 بلا لفّ ولا دوران كي ينجح تطبيق وقف اطلاق النار الذي فتح مسارًا لعودة السلام الى لبنان. ويحتاج المرء الى جهد لتعداد المرّات التي شنّ فيها "الحزب" وشلّة الممانعة حملات على رجي لأنه قال بوضوح كامل بنزع سلاح "حزب الله" على كل الأراضي اللبنانية.
ساد اقتناع حتى واقعة الجلسة الأخيرة في السراي أن رجلَي القرار 1701 بامتياز هما سلام ورجي. فهل حدث أمر ما بدّل اتجاهات رياح السلطة التنفيذية على مستوى الرئاسة الثالثة؟
يأمل محبّو السلطة التنفيذية عمومًا وسلام خصوصًا، أن يكون ما حصل في السراي أخيرًا سحابة صيف وتمضي في سبيلها لكي تنقشع الرؤية مجدّدًا سياسيًا ووطنيًا. لكن هؤلاء المحبين واجهوا مجددًا امتحانًا مع رئيس الحكومة نفسه الذي سبق له وخاض مواجهة في جلسة الحكومة التي ترأسها الرئيس عون وانتهت الى تعيين كريم سعيد حاكمًا لمصرف لبنان بعد طرح تعيين الأخير على التصويت فكان سلام ومؤيدوه من الوزراء، من الخاسرين.
ماذا لو تصرّف سلام في الجلسة الأخيرة للحكومة، كما فعل في جلسة تعيين المركزي وقبل بإعطاء الفرصة للتصويت على ما اقترحه رجي ولو أدّى ذلك الى خسارة صاحب الاقتراح ومن أيّده من الوزراء؟
جاء الجواب من بيان سلام بعد الجلسة ليقول أمورًا يجب توضيحها من أجل مستقبل العمل الحكومي، الذي سيواجه تجارب ربما تكون أشدّ وأدهى من تجربتَي جلستَي تعيين حاكم المركزي واقتراح وزير الخارجية.
يقول بيان سلام الآتي: "استغرب رئيس الحكومة نواف سلام الكلام المنسوب إلى أحد الوزراء بأنّه رفض أن تصدر الحكومة موقفًا ضدّ توريط لبنان في الحرب الدائرة، بينما كان الرئيس سلام قد شدّد أكثر من مرّة على أنّ الموقف اللبناني ثابت في رفض زجّ لبنان أو إقحامه بأي طريقة من الطرق في الحرب الإقليمية الدائرة"، مذكّرًا بأن "مواقفه تعبّر عن سياسة الحكومة، وهو المخوّل دستوريًا النطق باسمها". وطالب الجميع بـ "الترفّع عن المزايدات في هذه الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد".
واستتبع البيان أسئلة وهي:
-يقول سلام إنه "شدّد أكثر من مرّة أنّ الموقف اللبناني ثابت في رفض زجّ لبنان او إقحامه بأي طريقة من الطرق في الحرب الإقليمية الدائرة". فهل من ضير أن يشدّد مرّة أخرى، ولكن هذه المرّة في موقف صادر عن الحكومة التي يترأسها؟
-يقول سلام إنّ "مواقفه تعبّر عن سياسة الحكومة، وهو المخوّل دستوريًا النطق باسمها". هل نفهم من ذلك أنّه ممنوع على وزير في الحكومة أن يطرح أمرًا ما له علاقة بـ"سياسة الحكومة" باعتبار أن هذا شأن ليس له علاقة به بل يتصل برئيس الحكومة المخوّل دستوريًا النطق باسمها"؟
-يقول سلام في ختام بيان للجميع بـ "الترفّع عن المزايدات في هذه الظروف الدقيقة التي تمرّ بها البلاد". هل هناك غير رجي مقصود بـ"المزايدات"؟ واذا كان وزير الخارجية هو من يقصده بيان سلام، فهل صارت المطالبة بموقف جامع للحكومة بالردّ على بيان الأمين العام لـ"حزب الله" تدخل في باب "المزايدات"؟ وحبّذا لو يقل لنا سلام ما هي "المناقصات" عندئذ.
لا نحتاج الى شهادات علميّة كالتي يحملها سلام كي نقول بلا تردّد أن رجي كان على حق في اقتراحه. ولم يقل أحد منذ أن أبصر دستور لبنان النور قبل قرن تقريبًا أن رئيس الحكومة هو "المخوّل" وحده ولا يحقّ لسواه أن يتطرّق الى أخطر شأن يتّصل بكيان هذا البلد أي شأن السلم والحرب الذي أكد نعيم قاسم في بيانه الأخير انه لا يزال حزبه هو "المخوّل" بشأن السلم والحرب في لبنان.
ما رأيك يا دولة الرئيس أن تقول لكلّ اللبنانيين إنّه لا يحق لهم دعوة الحكومة وفي أول جلسة تعقدها الحكومة أن تصدر بيانًا وفق اقتراح الوزير رجي برفض بيان نعيم قاسم جملة وتفصيلًا والتأكيد على أن قرار السلم والحرب هو حصريًا قرار الدولة. هل ستقول لهم، إنك "المخوّل" ونقطة على السطر؟
حقًّا، إن واقعة الجلسة الحكومة الأخيرة كانت بمثابة "مفاعل حكومي" كشف عنه سلام يجري فيه تخصيب مواقف لم نسمع بها من قبل!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماذا أكل الطير من خبز إسرائيل؟
ماذا أكل الطير من خبز إسرائيل؟

عكاظ

timeمنذ ساعة واحدة

  • عكاظ

ماذا أكل الطير من خبز إسرائيل؟

بعد أقل من أربعة أشهر يُكمل الصراع في منطقة الشرق الأوسط عامه الثاني، حيث انطلق بهجمة من حماس في السابع من أكتوبر، وتمدد ليشمل لبنان واليمن وصولاً إلى إيران، والاستهدافات الأمريكية الأخيرة لمنشآتها النووية. ولعل التفاصيل اليومية للأحداث وما يرافقها من تحليلات طويلة على شاشات التلفزة، أغرقت الموضوع بسيل من التحليلات الدقيقة منها، ومنها كذلك الخاضعة للخيال العلمي أو الأمنيات الشخصية تجاه طرف أو آخر، وأعتقد أن التحليل السياسي يستلزم العودة خطوة للوراء والنظر حول الآثار الاستراتيجية لهذا الصراع. ولعلنا ننظر إلى الآثار المترتبة على إسرائيل في ثلاثة مستويات خاصة على المستوى المتوسط والبعيد، فبالنظر إلى سمعة ومصداقية إسرائيل في أمريكا والغرب عامة، كمستوى أول له تفريعات ثلاثة، هي السمعة في الإعلام، وفي الجامعات، وفي الرأي العام بالمجمل. نجد أن الإعلام الغربي تعاطف مع إسرائيل كثيراً بعد السابع من أكتوبر وتعرّضها للهجوم وأسر عدد من مواطنيها. لكن مع تزايد الجرائم الإنسانية في القطاع تحولت دفة التغطية لتركز أكثر على الدمار والأزمة الإنسانية في غزة (كما تشير تقارير الأمم المتحدة UN ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا UNESCWA). وتزايدت تساؤلات وسائل الإعلام الغربية حول الأهداف العسكرية الإسرائيلية، وطريقة تعاملها مع المساعدات، خاصة بعد وأد الأونروا وتحويل المساعدات لسلاح تجويع، مما أدى في كثير من الأحيان إلى عناوين رئيسية وافتتاحيات أكثر انتقاداً بدءاً من أواخر عام 2023 وطوال عام 2024. وعلى مستوى الرأي العام تشير استطلاعات رأي متعددة ذات مصداقية (مثل غالوب، ويوغوف، وبيو) إلى تراجع ملحوظ في شعبية إسرائيل في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، خاصة بين الشباب بالرغم من التعاطف الشعبي نحو إسرائيل في بداية الصراع، ولعبت الصور والتقارير عن معاناة المدنيين في غزة، دوراً كبيراً في تآكل الدعم وازدياد وتيرة الاحتجاجات. وصولاً إلى عام 2024، حيث اجتذبت المظاهرات الداعمة للفلسطينيين حشوداً غفيرة في العواصم الغربية، مما يشير إلى تحول كبير في الرأي العام مقارنة بالصراعات السابقة. هذا الأمر امتد للمحور الثالث لسمعة تل أبيب، وذلك على أرض الجامعات التي شهدت مظاهرات خاصة في الولايات المتحدة وبريطانيا، وشهدنا نشاطاً طلابياً ومن أعضاء هيئة تدريس للمطالبة بسحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بإسرائيل، وإدانة علنية للسياسات الإسرائيلية. وكان لافتاً إصدار العديد من إدارات الجامعات بيانات أكثر توازناً مقارنةً بالصراعات السابقة، التي كانت تختزل بإجراءات تأديبية قاسية، وهو ما يعكس البيئة الاستقطابية والنقاش الواسع حول حرية التعبير. المستوى الثاني المهم بعد سمعة إسرائيل خاصة في الغرب، هو مدى الاقتناع العالمي بالسردية الفلسطينية مقارنة بالإسرائيلية، خاصة على مستوى حل الدولتين التي تمسكت به المملكة مساراً أوحد للسلام، عبر مبادرات عدة من مؤتمر فاس في 83 وصولاً إلى المبادرة العربية في 2002 خلال قمة بيروت. ولعل أهم المنجزات في هذا الملف تحت دوي المدافع، هو ارتفاع عدد الدول التي تعترف بفلسطين منذ بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023، ومنها النرويج وإسبانيا وأيرلندا التي اعترفت بفلسطين في عام 2024، ليرتفع العدد من 138 دولة (في نوفمبر 2023) إلى 147 دولة اليوم، مما يعني أن 9 دول إضافية اعترفت بفلسطين بعد بدء الحرب الأخيرة. يضاف إلى ذلك التلميحات الفرنسية والبريطانية حول ذلك، والمساعي الدبلوماسية السعودية والدولية المكثفة ومنها مؤتمر حل الدولتين الذي كان مجدولاً في 17 من الشهر الجاري في نيويورك، بقيادة فرنسية سعودية وأرجئ تبعاً للأحداث الجارية، وسيسعى بطبيعة الحال لزيادة عدد الدول التي تعترف بحل الدولتين. ونختم بالأثر الإستراتيجي الثالث على إسرائيل جرّاء صراع العامين، المرتبط بالهجرة من وإلى إسرائيل حيث أشارت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أن عدد الإسرائيليين العائدين من الخارج انخفض بنسبة 21% بين أكتوبر 2023 ومارس 2024 (8,900 عادوا، مقارنةً بـ 11,200 في العام الذي سبقه). ووصفت صحيفة «جيروزاليم بوست» هذا الرقم بأنه «هجرة قياسية»، مشيرةً إلى أن 40,600 شخص غادروا إسرائيل خلال العام، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البلاد. وبتحليل الأرقام أكثر بالنظر إلى الفئات العمرية والمستوى التعليمي للمهاجرين من تل أبيب نجد أن الأعمار راوحت بين حوالى 40% من المهاجرين بين 20 و39 عاماً، وحوالى 28% تراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً، كما يبلغ متوسط عمر المهاجر الإسرائيلي حوالى 30 عاماً. بالإضافة إلى ذلك، يميل المهاجرون من إسرائيل إلى الحصول على مستويات تعليمية أعلى، حيث حصل حوالى 60% منهم على شهادات جامعية، ويحمل حوالى 25% منهم جنسية مزدوجة. قد تكون نار الفرن مشتعلة والبارود يزكم الأنوف والدخان يثير ضباباً أمام العيون، لكن هذا لا يعني أن الطير لم يأكل من خبزك. أخبار ذات صلة

مصر والسعودية والبحرين تؤكد أهمية وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران
مصر والسعودية والبحرين تؤكد أهمية وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران

مباشر

timeمنذ 3 ساعات

  • مباشر

مصر والسعودية والبحرين تؤكد أهمية وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران

القاهرة- مباشر: أجرى وزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبدالعاطي، اليوم السبت، اتصالين هاتفيين مع وزيري خارجية المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين، في إطار التنسيق والتشاور المستمر بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة. تناولت المباحثات التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران وما يحمله من تداعيات خطيرة على الأمن والسلم الإقليميين، حيث أكد الوزراء خلال الاتصالين ضرورة الوقف الفوري للتصعيد ووقف إطلاق النار، مع التشديد على أن الحلول السياسية والدبلوماسية تُمثل السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. كما شدد الجانبان على أهمية احترام سيادة الدول ومبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وضرورة تضافر الجهود لتفادي انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية..

أول حرب كاملة بين كيان الاحتلال وإيران منذ عقود
أول حرب كاملة بين كيان الاحتلال وإيران منذ عقود

العربية

timeمنذ 4 ساعات

  • العربية

أول حرب كاملة بين كيان الاحتلال وإيران منذ عقود

بعد عقود من الحروب الجزئية وحروب الوكالة، دخل إيران وكيان الاحتلال في صدام عنيف كان حتميا بين المشروعين لكنه كان يتأجل لاسباب شتى منذ سنوات. فإيران التي خاضت من أجل مشروعها الاقليمي العديد من المعارك والحروب عبر شبكة حلفائها من التنظيمات العسكرية غير النظامية في المنطقة، تجد نفسها لأول مرة تقاتل بنفسها ولوحدها بعد ان تمكنت تل ابيب من توجيه ضربات أدت إلى تحييد وإضعاف القدرات العسكرية لحلفاء إيران في المنطقة بعد احداث السابع من اكتوبر بحربها ضد المقاومة الفلسطينية في غزة وحملتها على حزب الله اللبناني ونجاحها في إخراجه من أي جهد عسكري لمساندة إيران بعد تكبيله باتفاق وقف إطلاق النار نوفمبر 2024. وشكل نجاح الثورة السورية في إسقاط نظام الرئيس بشار الاسد، نقطة الارتكاز الرئيسية للمشروع الإيراني، خسارة إستراتيجية هائلة أضعفت هيكل المحور الإيراني بأكمله. كل هذه المعطيات، إضافة إلى تحييد أي دورعسكري للميليشيات العراقية الموالية لطهران ومحدودية التأثيرالعسكري للحوثيين في المواجهة المحتملة، أدت إلى انكماش إيران وتحولها من موقف الهجوم والمبادرة الذي امتلكته لسنوات إلى موقف الدفاع ورد الفعل، بعد فقدانها لخطوطها الدفاعية الأولى التي كانت تشكل لسنوات عامل تعطيل وتأجيل للمواجهة المباشرة مع كيان الاحتلال بنفسها. تل أبيب، وهي الطرف الآخر في المواجهة المباشرة، تمر أيضا في حالة غير مسبوقة من الحروب والمعارك التي خاضتها لعقود، فكيان الاحتلال يخوض لأول مرة منذ 1973 حربا كاملة مع جيش نظامي يمتلك ما لا يمتلكه كل الذين قاتلهم الكيان منذ آخر حرب نظامية في عام 1973، فمنذ تلك الحرب اعتادت تل ابيب على خوض حروب مع منظمات عسكرية غير نظامية تضمن لها التفوق الجوي والحصانة لمجالها الجوي من أي هجمات جوية أو صاروخية، فخاضت حروبا ضد الفصائل الفلسطينية في جنوب لبنان عامي 1978 و1982 وحرب استنزاف ضد «حزب الله» بجولات معارك في 1996 و2006 و2023، وعدة مواجهات مع فصائل المقاومة الفلسطينية منذ 2009 وحتى اليوم. وحتى بعد تمكن حزب الله والمقاومة الفلسطينية من استخدام سلاح الصواريخ، كان كيان الاحتلال قد تمكن من تطوير أنظمة الدفاع الجوي مثل نظام القبة الحديدية ومثيلاته الأخرى، تحولت معها المواجهات العسكرية التي خاضتها تل ابيب إلى فرص لاستعراض التفوق التكنولوجي وتحقيق نجاحات عسكرية بالقضاء على القيادات النشطة التي قد تشكل خطورة عليها. هذه المرة يمر كيان الاحتلال بحالة غير مسبوقة من الشعور بمخاطر الحرب واثارها، فقد انتقل الموت والدمار من «الاخر» الى ما بينهم لأول مرة، في تجربة لم يشهدوها منذ اكثر من 50 عاما، فنظام القبة الحديدية الذي ضمن لكيان الاحتلال الحصانة الجوية في مواجهات سابقة مع صواريخ حماس و«حزب الله» التقليدية، يعجز في أول تجربة ميدانية بمواجهة الصواريخ الإيرانية فرط الصوتية الفتاكة والمدمرة. وبعد سلسلة طويلة من الحروب الجزئية التي خاضها كيان الاحتلال دون أثمان وتكاليف، صار الموت يمشي على قدميه جنوبا وشمالا في تل أبيب الكبرى وحيفا وبئر السبع، وتحول سكانها إلى ضيوف دائمين في الملاجئ والاقبية بعدما كانوا يتابعون أحداث حروبهم السابقة من البيوت والمقاهي. مما لاشك فيه أن لأي مواجهة عسكرية كبرى آثارا سياسية كبيرة بعد انقضائها، وسيكون على دول الاقليم حتمية التفاعل والتعامل معها، فبالقدر الذي كشفت عنه هذه المواجهة الكبرى عن صيرورة الصراعات في الاقليم، فقد أعطت فرصة حقيقية لدول الإقليم الأخرى لاسيما العربية منها في تحليل وتشخيص مكامن القوة والضعف لدى طرفي المواجهة استعداداً لاستحقاقات المستقبل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store