
53 عاما على رحيل محمد كريم شيخ المخرجين الثائر لمصلحة العمل السينمائي.. رفض تحكم الصهيونيون في سوق الفيلم.. وغاب عن عالمنا قبل كتابة تاريخ السينما المصرية
محمد كريم ، شيخ المخرجين ورائد من رواد السينما المصرية، ثائر دائما ضد مصلحة الفنون لمصلحة السينما وعاش منتقدا لأوضاعها، كان متشائما من مستقبل السينما، هو أول مخرج سينمائي مصري حين أخرج فيلما صامتا "زينب"، وأول من حول أفلامنا إلى أفلام ناطقة، قدم فاتن حمامة وهي طفلة فى يوم سعيد، رحل في مثل هذا اليوم 27 مايو عام 1972.
عاش المخرج محمد كريم حياته مثالًا للفنان الملتزم بفنه، وهو أيضًا صاحب مبادئ لم يحيد عنها طوال حياته، إنه فنان يحترم فنه ويرفض أن يخلط بين الفن والتجارة أخذ على نفسه عهدًا بعدم الابتذال منذ بداية مشواره السينمائي، فقد عاش طوال حياته فقيرًا بالرغم من مكانته الرفيعة فنيًا.
7 أفلام مع محمد عبد الوهاب
عن بداياته الفنية يقول المخرج محمد كريم: منذ أن أصبحت مخرجا سينمائيا وأنا أتقاضى أكبر أجر يحصل عليه مخرج، وقد ارتبطت عجلتي بعجلة الفنان العظيم محمد عبد الوهاب، وكان عبد الوهاب ينتج كل عامين فيلما واحدا، ذلك أن وزير ماليته هو أحد أصحاب شركة بيضافون، يجمع رأس المال الذي دفع في الفيلم الأول أولا ثم يفكر في عمل الفيلم الثاني، وبهذه الطريقة ضاع شباب عبد الوهاب وضاع شبابي لأننا لم نقدم على مدى خمسة عشر عاما سوى سبعة أفلام فقط وكان يجب أن يكونوا أربعة عشر فيلما على الأقل.
المخرج محمد كريم
عرف عن المخرج محمد كريم أنه يرفض أي عيوب في وجه الممثل عند اختياره لأداء أي دور مهما كان، فهو يشترط مواصفات خاصة في الوجه، فمثلا عندما استعان بالممثلة بهيجة حافظ لبطولة فيلم "زينب" 1932 طلب منها تخسيس وزنها وأعد لها برنامجا لذلك، وعندما بدأ يوسف وهبي الاستعداد لتقديم فيلم عن مسرحيته "أولاد الذوات" أصر أن يسافر للخارج لتصليح أنفه المقوس لتصبح أول جراحة تجميلية لفنان مصري، كما اشترط على المطرب محمد فوزي إجراء تجميل لشفته العليا لتصغيرها قبل تصوير فيلم "أصحاب السعادة "حيث يقوم بدور شاب تغرم به البنات.
محمد كريم ويوسف وهبي وصداقة طويلة بعد أولاد الذوات
ولد المخرج محمد كريم عام 1896 بحارة الهدارة حي عابدين بالقاهرة، عشق التمثيل والسينما وانبهر بها وهو صغير بعد أن شاهد فيلمي: أسرار نيويورك، فانتوماس، فبدأ شراء كاميرا فوتوغرافية من مصروفه الخاص، وجعل من سطح بيته ستديو يمارس فيه هواية تصوير نفسه وهو يمثل ويقلد الفنانين، وعشق أيضا القراءة في مجال السينما حتى إنه كتب مقالات عن السينما في الصحف والمجلات الفنية، كما قام أيضًا بترجمة ونشر الأخبار الفنية من بعض المجلات السينمائية الأجنبية التي كانت تصله من الخارج، حيث كان يراسل أكثر من خمس عشرة شركة سينمائية أوروبية.
مصاحبا الفنان يوسف وهبي، سافر محمد كريم إلى المانيا وفي برلين استطاع أن يلتحق بستوديوهات "أوفا" السينمائية، حيث عمل في قسم المونتاج. وفي خلال عام فقط استطاع أن يصبح أحد مساعدي المخرج الألماني "فريتز لانج"، مما أكسبه خبرة ودراية بفن الإخراج السينمائي هو ويوسف وهبى. وعـاد محمد كريم إلى القـاهرة بعد غياب دام سـبع سنوات، ومعه زوجته الألمانية التي أصبحت فيما بعد مساعدته في جميع أفلامه.
اشهر افلام كريم مع يوسف وهبى
أخرج محمد كريم للسينما فيليمن كل منهما يحمل اسم زينب عن قصة الدكتور محمد حسين هيكل، لكن الفيلم الأول فيلم صامت أُنتج عام 1930، والثاني فيلم ناطق أنتج عام 1952، أخرج للموسيقار محمد عبد الوهاب سبعة أفلام منها يوم سعيد، ممنوع الحب، يحيا الحب، الوردة البيضا، لست ملاكا، رصاصة في القلب.
يتحكم الصهاينة في أسواق الفيلم
من أهم آراء محمد كريم، أن اليهود الصهيونيون يتحكمون في أسواق الفيلم المصري في العالم، وذلك لأن 95% من سوق الأفلام في العالم يتحكم فيه اليهود، كما يرى أن المخرجين في مصر يستحقون جميعا عمل تماثيل من ذهب مكافأة على ما قدموه من أفلام بإمكانياتهم المحدودة، أما المنتجين ففيهم من يستحق قطع رقبته. وعن أزمة السينما بصفة عامة قال: السينما ليست في أزمة بالمعنى الذي يردده الجميع، فالأزمة أزمة نقد أولا؛ لأن بعض نقادنا تعودوا على الهدم.
مشروع لم يكتمل
قبل وفاته بأربع سنوات، قدمت له الدولة منحة تفرغ لكتابة تاريخ السينما المصرية، حيث عكف على البحث والدراسة معتمدًا في ذلك على ذكرياته وذكريات أصدقائه المقربين إليه.
ومات قبل أن يكمل كتابة هذا التاريخ الذي عُهد بتكملته إلى المخرج أحمد كامل مرسي، حصل على وسام الدولة للفنون من الدرجة الأولى وكرمته الدولة بمنحه معاشا استثنائيا مدى الحياة، ومنح بعد رحيله جائزة الدولة التقديرية تقديرا لدوره كأول سينمائي مصري.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موجز مصر
منذ 2 ساعات
- موجز مصر
اليوم.. ذكرى ميلاد فاتن حمامة سيدة الشاشة التى صنعت من الفن ضميرًا
اليوم الثلاثاء هو عيد ميلاد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ذات الوجه الجميل والموهبة الفريدة. ومن خلال أدوارهم، يمكننا تتبع حياة الفتيات والنساء المصريات في كل مرحلة من مراحل حياتهن. ولدت فاتن أحمد حمامة في 27 مايو 1931 ونشأت في عائلة مهتمة بالفن. وكان لوالدها أحمد أفندي حمامة ووالدتها زينب هانم دور كبير في رعاية موهبتها. أحبت التمثيل منذ أن شاهدت فيلم 'صديق الباشا' وهي في الخامسة من عمرها. بدأت رحلة فاتن حمامة في عام 1940 عندما فازت بمسابقة أجمل طفل. ونشرت صورتها وهي ترتدي زي الممرضة في مجلة الاثنين. اختارها المخرج محمد كريم لدور 'أنيسة' في فيلم 'يوم سعيد' مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، ودفع لها أجرًا قدره عشرة جنيهات. ولم ينس محمد كريم اكتشافه العبقري فعاد وقدمه مرة أخرى عام 1944 في فيلم 'رصاصة في القلب' أيضاً مع الفنان محمد عبد الوهاب. وأعاد تقديمها عام 1946 في فيلم 'دنيا'. آمن عميد المسرح العربي يوسف وهبي بموهبتها ورشحها لدور في فيلم 'ملاك الرحمة' ثم في فيلم 'القناع الأحمر'. نصحها بالالتحاق بمعهد الدراما، وكانت أصغر طالبة في السنة الأولى. امتدت مسيرتها الفنية لأكثر من ستة عقود، ظهرت خلالها في 97 فيلمًا ومسلسلين تلفزيونيين وعملت مع 34 مخرجًا مشهورًا. قدمها حسن الإمام في 12 فيلماً أغلبها ميلودرامية، بينما ساعدها زوجها الأول عز الدين ذو الفقار في الانتقال إلى الأدوار الرومانسية ومنح أدائها بعداً جديداً. أما المخرج يوسف شاهين فقد منحها سمات مختلفة في أفلامهما الستة مجتمعة، مما قادها إلى آفاق فنية أعمق وأكثر تنوعاً. وكانت أيضًا بطلة أشهر أفلام كمال الشيخ، وعملت مع المخرج صلاح أبو سيف في خمسة أفلام جسدت فيها صورة المرأة المصرية في الخمسينيات. ومع ذلك، يبقى تعاونها الأكثر شهرة وتأثيراً مع المخرج هنري بركات، الذي لعبت معه الدور الرئيسي في 16 فيلماً. ومن خلال هذه الأفلام نجح في كسر الأنماط التقليدية وتصوير المرأة في السينما المصرية بشكل أكثر ليبرالية وواقعية. لعبت أول أدوارها كفتاة مضطهدة في أربعينيات القرن الماضي، على سبيل المثال في 'اليتيمين' و'ظلمني القوم' و'ابن النيل'. وفي الخمسينيات من القرن العشرين، تطورت لتصبح فتاة رومانسية حالمة، كما في فيلمي 'موعد للحب' و'أيامنا الجميلة'. وفي ستينيات القرن العشرين، تطورت لتصبح فنانة تعاملت بعمق وشجاعة مع القضايا الاجتماعية، على سبيل المثال في 'دعاء الكروان'، و'الحرام'، و'الباب المفتوح'، و'لا وقت للحب'. لقد برعت في تجسيد جميع أنواع الشخصيات النسائية، مما أكسبها لقب 'سيدة الشاشة' لسبب وجيه. لقد رأت كل امرأة مصرية في أدوارها انعكاسًا لنفسها وحياتها وأحلامها وتحدياتها، ووجد كل رجل فيها صفات أخته وزوجته وحبيبته وجارته وصديقته، متجسدة في صدق ووفاء نادرين. تميزت فاتن حمامة بقدرتها الفائقة على التنويع، وتجسيد الشخصيات المختلفة بمرونة ملحوظة ومهارة فنية كبيرة. ثمانية من أفلامها موجودة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية. مثلت مصر في العديد من المحافل الدولية وشاركت كعضو لجان تحكيم في مهرجانات موسكو وكان والبندقية وطهران وجاكرتا والإسكندرية والمغرب. كانت فاتن حمامة بارعة في تحويل الأدب إلى صور حية. ويضم أكبر عدد من الروايات المتحولة إلى أفلام، بما في ذلك الأعمال الأدبية لكبار الكتاب أمثال تولستوي، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، وإحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس، ولطيفة الزيات، وغيرهم. تزوجت لأول مرة عام 1947 وهي في السادسة عشرة من عمرها من المخرج عز الدين ذو الفقار، إذ كانت الطالبة معجبة بالأستاذ. انفصلا بعد سبع سنوات وفي عام 1955 تزوجت من الممثل عمر الشريف بعد أن اعتنق الإسلام من أجلها. ورغم طلاقهما، تظل قصتهما واحدة من أشهر قصص الحب في تاريخ السينما. وفي عام 1977 تزوجت من الدكتور محمد عبد الوهاب أستاذ الأشعة بمستشفى قصر العيني، بعد صداقة بدأت في سبعينيات القرن الماضي. استمر زواجهما حتى وفاتها. وفي السنوات الأخيرة من مسيرتها الفنية، ظهرت في أفلام ذات أدوار معقدة، مثل 'أرض الأحلام' و'يوم مرير… يوم حلو'، وكذلك في مسلسلات مثل 'ضمير السيدة حكمت' و'وجه القمر'. لقد ناضلت دائمًا ضد الظلم ورفضته، وكانت بالنسبة للعديد من النساء المصريات بمثابة باب مفتوح يؤدي إلى طريق مسدود. إنه الخط الرفيع بين الرومانسية والإغراء. قدمت الأدوار الرومانسية بطريقة راقية ومميزة للغاية، مما أعطى للسينما المصرية تجسيدًا مذهلاً لمعنى الحب الرقيق الحلو دون إثارة أو خروج عن المألوف. إن سيرة فاتن حمامة ليست مجرد قصة فنانة عظيمة، بل هي درس شامل في الالتزام والرقي والإبداع. لم تكن مجرد ممثلة فحسب، بل كانت ظاهرة ثقافية وإنسانية وإبداعية شكلت وجدان أجيال بأكملها، ولا تزال شخصية بارزة في الذاكرة الفنية لمصر والعالم العربي حتى يومنا هذا. توفيت فاتن حمامة في 17 يناير 2015، بعد أن صنعت من الفن ضميرًا، ومن السينما لغة اجتماعية وإنسانية راقية. وعلى الرغم من الخسائر، ظلت وفية لمبادئها. المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)


الدستور
منذ 8 ساعات
- الدستور
"الوثائقية" تطرح برومو ترويجي جديد لفيلم "فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية"
طرحت القناة الوثائقية برومو دعائي جديد للفيلم الوثائقي 'فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية'، استعدادا لعرضه بشكل حصري على شاشتها خلال الفترة المقبلة. ويقدم الفيلم الوثائقي "فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية"، المرتقب، رؤية شاملة لمسيرة الفنانة الراحلة فاتن حمامة، أحد أبرز الأسماء في تاريخ السينما العربية، مستعرضًا محطات حياتها منذ الميلاد مطلع ثلاثينيات القرن العشرين، وحتى تحوّلها إلى رمز من رموز الفن المصري والعربي. ويروي الموسيقار عمر خيرت خلال البرومو العديد من الكواليس حول علاقته الفنية والإنسانية للنجمة الراحلة فاتن حمامة. تفاصيل وثائقي فاتن حمامة.. سيدة الشاشة العربية ويستعرض الفيلم على الظهور السينمائي الأول لحمامة في فيلم "يوم سعيد" أمام موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، والذي بشّر حينها بميلاد نجمة ذات جاذبية خاصة، سترافقها على مدار عقود من الإبداع والتميّز، لتُتوَّج عن جدارة بلقب "سيدة الشاشة العربية". ويعتمد العمل الوثائقي على شهادات من أفراد العائلة وعدد من الفنانين والنقاد البارزين، إلى جانب مواد أرشيفية نادرة، لإبراز كيف لعبت فاتن حمامة دورًا محوريًا في تناول قضايا اجتماعية شائكة، ومساهمتها الفعلية في الدفع نحو تعديلات تشريعية فارقة، من خلال اختياراتها الفنية وأدوارها المؤثرة التي رسخت في وجدان الجمهور العربي. كما يناقش الفيلم السر وراء اختيار فاتن حمامة كنجمة للقرن العشرين، ويفتح ملف دورها الوطني، لا سيما خلال تصديها لممارسات جماعة الإخوان الإرهابية، ومواقفها الشجاعة في الدفاع عن الفن والهوية الثقافية لمصر. بدأت فاتن حمامة مسيرتها في سن مبكرة، عندما كانت في التاسعة من عمرها، حيث شاركت لأول مرة في فيلم "يوم سعيد" عام 1940 مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، كانت هذه البداية الشرارة التي أشعلت شغفها بالفن، ليبدأ الجمهور في التعرف عليها ويدركون موهبتها المميزة، في البداية كانت تقدم أدوارًا طفولية، ولكن مع مرور الوقت تطورت، وسرعان ما أصبحت واحدة من أبرز الأسماء في السينما المصرية.


الموجز
منذ يوم واحد
- الموجز
فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي جمعت بين الجمال والموهبة وتزوجت ثلاثة رجال
ولدت في السنبلاوين وحصلت على لقب ملكة جمال الأطفال في سن السادسة.. تُعد السنبلاوين بمحافظة الدقهلية ، لأسرة متوسطة حيث كان والدها موظفاً في وزارة التربية والتعليم، ولديها شقيقان هما منير ومظهر وشقيقتها ليلى، ويرصد لا يفوتك وفي سن السادسة، حصلت لقب ملكة جمال الأطفال ، وكان ذلك دافعاً لوالدها لاصطحابها إلى المسرح لمشاهدة فيلم من بطولة آسيا داغر ، لتبدأ منذ تلك اللحظة رحلتها مع عالم التمثيل. انطلاقتها السينمائية مع محمد كريم عرضت الطفلة فاتن حمامة على المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة لفيلمه الجديد "يوم سعيد"، وبالفعل نالت إعجاب الجمهور بأدائها، ما فتح أمامها باب الشهرة. شاركت بعد ذلك في فيلم "رصاصة في القلب" عام 1944، وتوالت أعمالها حتى أصبحت نجمة أفلام الخمسينيات والستينيات، ومن أبرز أفلامها: "دعاء الكروان"، "نهر الحب"، "الأستاذة فاطمة"، و"إمبراطورية ميم". مسيرة فنية تجاوزت 100 عمل خلال مشوارها الفني، شاركت فاتن حمامة في أكثر من 100 عمل سينمائي وتلفزيوني، وتحولت إلى أيقونة تمثيلية تعبر عن المرأة المصرية بمختلف حالاتها. كما خاضت تجربة الإنتاج في أفلام مثل "الحب والدموع" (1955) و"أغنية الموت" (1973). وكان آخر أعمالها مسلسل "وجه القمر" عام 2000، قبل أن تعتزل التمثيل وتبتعد عن الأضواء. زيجاتها الثلاث وقصص الحب في حياتها تزوجت فاتن حمامة ثلاث مرات، الأولى من المخرج عز الدين ذو الفقار عام 1947، وأنجبت منه ابنتها نادية، واستمر زواجهما حتى 1954. وقد وصفها ذو الفقار بأنها "المعجزة الثالثة في القرن العشرين"، بعد أم كلثوم وعبد الوهاب. أما زواجها الثاني فكان من الفنان العالمي عمر الشريف الذي ارتبطت به منذ عام 1954 وحتى 1974، وأنجبت منه ابنها طارق . وفي سنواتها الأخيرة، تزوجت من الطبيب المصري محمد عبد الوهاب ، وعاشت معه حتى وفاتها. خروج فاتن حمامة الي خارج مصر في عهد جمال عبد الناصر خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، اتخذت فاتن حمامة قرارًا صعبًا بمغادرة مصر بين عامي 1966 و1971، بسبب ما وصفته لاحقًا بـ"الضغوط السياسية" والمضايقات التي تعرضت لها آنذاك. فقد عانت من تضييق على حريتها الشخصية، وتم منعها من السفر والمشاركة في مهرجانات دولية، ما دفعها إلى اتخاذ قرار المغادرة بعد فترة طويلة من التحضير والتخطيط. تنقلت خلال تلك الفترة بين بيروت و لندن ، وشعرت بأن الوضع الداخلي لم يعد يسمح لها بالعمل بحرية أو الأمان. وقد صرّحت في لقاء صحفي أنها لم تهرب من عبد الناصر نفسه، بل من بعض من كانوا حوله، ممن حاولوا فرض تعاون لم تكن تقبله. وأضافت أن عبد الناصر، برغم قسوته في إدارة بعض الأمور، كان رجلاً وطنيًا نزيهًا لم يسرق البلاد، لكنها انتقدت بعض ممارسات نظامه، خاصة بعد انفصال سوريا عن مصر ، والذي اعتبرته نقطة تحوّل في مسار حكمه. في تلك الفترة، بادر عبد الناصر إلى محاولة إعادتها إلى مصر، وطلب من رموز الصحافة والفن إقناعها بالعودة، واعتبرها "ثروة قومية"، وكان قد منحها وسامًا تكريميًا في أوائل الستينيات، إلا أن فاتن لم تعُد إلى أرض الوطن إلا بعد وفاته، في عام 1971. وتحدثت لاحقًا عن معاناتها في الغربة، قائلة إن هزيمة 1967 كانت من أصعب اللحظات التي مرت بها، حيث كانت تقيم آنذاك في لندن، ووصفت حال المصريين هناك بأنهم كانوا يشعرون بالغربة والانكسار، وكأن منازلهم تحولت إلى ملاجئ للألم والحزن. وقبيل عودتها إلى مصر، تواصل معها الكاتب الكبير يوسف إدريس ، الذي شجعها على العودة وأخبرها أن أم كلثوم ستقف إلى جانبها وتحميها من أي مضايقات. ورغم مخاوفها من صعوبة التنقل وقتها دون تصاريح رسمية، جاءها دافع العودة من موقف إنساني بسيط: لقاء عابر مع سيدة مصرية في سيارة أجرة عبّرت لها عن مدى اشتياق الجمهور لها. كانت كلمات تلك السيدة كفيلة بإشعال الحنين بداخلها، فقررت العودة فورًا إلى وطنها دون قيد أو شرط، واستقلت أول طائرة إلى القاهرة في عام 1971. وفاتها وتكريمها بعد الرحيل رحلت فاتن حمامة عن عالمنا في 17 يناير 2015 عن عمر ناهز 83 عامًا. لم يُعلن عن سبب الوفاة، لكن رحيلها ترك فراغًا كبيرًا في الوسط الفني، وحظيت جنازتها بحضور شعبي ورسمي واسع. إرث فني خالد ستبقى فاتن حمامة رمزًا للفن الرفيع، حيث كانت أول من خرج بالبطولة النسائية عن النمط التقليدي، وقدمت أدوارًا عميقة تعكس قضايا المرأة والمجتمع. لقبها عمر الشريف بـ"الممثلة الأولى في مصر"، ولا تزال سيرتها مصدر إلهام لكل فنانة تحلم بالتألق على الشاشة. اقرأ أيضًا: