
كيف غذّت أكاذيب وسائل التواصل الاجتماعي اندفاعًا نحو الحرب بين الهند وباكستان؟
سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على انتشار المعلومات المضللة إلى القنوات الإخبارية الرئيسية في ما يسميه الخبراء "حربًا معلوماتية مقصودة" بين الهند وباكستان.
واشارت الصحيفة في تقرير صادر لها الى انه بينما كانت الصواريخ والطائرات المسيّرة تتقاطع في سماء الليل فوق الهند وباكستان في وقت سابق من هذا الشهر، كانت هناك حرب أخرى غير مرئية تدور في الفضاء الرقمي.
عملية سيندور وتصاعد الهجمات
فبعد وقت قصير من إعلان الحكومة الهندية عن عملية "سيندور" – الهجوم العسكري ضد باكستان، الذي جاء ردًا على هجوم نفذه مسلحون في كشمير وحمّلت نيودلهي مسؤوليته لإسلام آباد – بدأت تقارير مزعومة عن هزائم باكستانية كبيرة تنتشر على الإنترنت.
ما بدأ كمزاعم متفرقة على منصات التواصل الاجتماعي مثل X، تحول بسرعة إلى ضجيج إعلامي ضخم على شكل "أخبار عاجلة" و"حصريات" بثّتها كبرى البرامج الإخبارية في الهند.
وبحسب هذه المنشورات، زُعم أن الهند أسقطت عدة طائرات باكستانية، وأسرت طيارًا باكستانيًا، واستولت على ميناء كراتشي، بل وحتى احتلت مدينة لاهور الباكستانية. ومن بين الأكاذيب أيضًا أن قائد الجيش الباكستاني تم اعتقاله وأن انقلابًا وقع.
وانتشرت تغريدة تقول: "سنتناول الإفطار في روالبندي غدًا" – في إشارة إلى المدينة التي تضم مقر القيادة العامة للجيش الباكستاني.
وقد أُرفقت هذه الادعاءات بمقاطع فيديو لانفجارات ومبانٍ مدمرة وصواريخ تُطلق في السماء، إلا أن المشكلة كانت في أن جميعها مزيفة.
"اتجاه عالمي في الحروب الهجينة"
في 10 مايو، أُعلن عن وقف لإطلاق النار أعاد البلدين من حافة حرب شاملة، بعد تصعيد هو الأخطر منذ عقود بين الخصمين النوويين.
وكانت شرارة النزاع قد اندلعت بعد أن فتح مسلحون النار على موقع سياحي في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية، مما أدى إلى مقتل 26 شخصًا، معظمهم من السيّاح الهنود. وقد اتهمت الهند باكستان، بينما نفت إسلام آباد أي تورط.
لكن رغم توقف الاشتباكات العسكرية، وثّق محللون وناشطون ومدققو حقائق ما وصفوه بـحرب معلوماتية متكاملة عبر الإنترنت.
كما انتشرت المعلومات المضللة على نطاق واسع داخل باكستان، حيث قامت الحكومة هناك برفع الحظر عن منصة X قبل اندلاع النزاع بقليل، ليتم استخدامها فورًا لنشر الأخبار الكاذبة، وإن لم يكن بنفس كثافة ما حدث في الهند.
شاركت وسائل الإعلام الباكستانية وشخصيات حكومية وصحفيون بارزون في نشر محتوى مزيف، مثل مزاعم كاذبة عن أسر طيار هندي، أو وقوع انقلاب في الجيش الهندي، أو أن الضربات الباكستانية دمرت الدفاعات الهندية بالكامل.
كما تم تداول تقارير زائفة عن هجوم سيبراني باكستاني شل شبكة الكهرباء في الهند، وادعاءات بأن الجنود الهنود رفعوا الرايات البيضاء استسلامًا. واُستخدمت محاكاة ألعاب الفيديو لنشر محتوى يظهر "العدالة الباكستانية" ضد الهند.
"واجهة رقمية جديدة للحرب"
في تقرير صدر الأسبوع الماضي عن منظمة المجتمع المدني The London Story، تم تفصيل كيف أصبحت منصتا X وفيسبوك "بيئة خصبة لروايات الحرب، وخطاب الكراهية، والمعلومات المضللة العاطفية"، وكيف ساهمتا في "تحفيز النزعات القومية" في كلا البلدين.
وردًا على ذلك، قالت متحدثة باسم شركة ميتا، المالكة لفيسبوك، إن الشركة اتخذت "خطوات ملموسة لمكافحة انتشار المعلومات الكاذبة"، شملت إزالة المحتوى وتحديده وتقليل انتشاره بناءً على تقييم المدققين.
لكن الباحث جويجيت بال، الأستاذ المشارك في كلية المعلومات بجامعة ميشيغان، أشار إلى أن حجم التضليل في الهند تجاوز أي سابقة، مضيفًا: "هذا لم يكن مجرد دعاية قومية عادية، بل كان بإمكانه دفع دولتين نوويتين إلى شفا الحرب."
ويرى المحللون أن هذه الأزمة تمثل مرحلة جديدة في ساحات القتال الرقمية، حيث تُستخدم حملات تضليل تكتيكية لتوجيه السرد الإعلامي وتصعيد التوترات – وهو ما يُذكّر بأساليب مشابهة رُصدت خلال بدايات الحرب الروسية-الأوكرانية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


24 القاهرة
منذ 6 ساعات
- 24 القاهرة
دراسة صادمة: الحرب الإسرائيلية على غزة تطلق انبعاثات تفوق ما تنتجه 100 دولة
قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن البصمة الكربونية للحرب الإسرائيلية على غزة، تفوق خلال أول 15 شهرًا، الانبعاثات السنوية المسببة للاحتباس الحراري في 100 دولة، ما يزيد من تفاقم حالة الطوارئ المناخية العالمية، إلى جانب الخسائر البشرية الهائلة، وفقًا لدراسة جديدة. دراسة صادمة عن حرب غزة الدراسة، التي حصلت عليها صحيفة الجارديان بشكل حصري، تشير إلى أن التكلفة المناخية طويلة الأمد لتدمير غزة وإزالتها وإعادة بنائها قد تتجاوز 31 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهي كمية تفوق مجمل انبعاثات الغازات الدفيئة لعام 2023 الصادرة عن كل من كوستاريكا وإستونيا، ومع ذلك، لا توجد أي التزامات على الدول للإبلاغ عن انبعاثاتها العسكرية إلى هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة. وذكرت أن العدوان الإسرائيلي المستمر، والحصار، ورفض الامتثال لأحكام المحاكم الدولية، يعكس مدى عدم التكافؤ بين آلية الحرب لدى الطرفين، فضلًا عن الدعم العسكري والطاقة والدبلوماسي غير المشروط تقريبًا الذي تتلقاه إسرائيل من حلفائها، بما فيهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وتشير الدراسة إلى أن انبعاثات وقود حماس وصواريخها لا تمثل سوى حوالي 3000 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل 0.2% فقط من الانبعاثات المباشرة الناتجة عن النزاع، في حين أن 50% من الانبعاثات جاءت من استخدام الأسلحة والدبابات والعتاد العسكري الإسرائيلي. ويشير التقرير إلى أن حرق الوقود الأحفوري يسبب فوضى مناخية، تؤدي إلى كوارث مناخية متطرفة ومتزايدة القوة، تدفع أعدادًا قياسية من الناس إلى النزوح، وتُعد منطقة الخليج من أكثر المناطق عرضة للكوارث المناخية، مثل الجفاف، والتصحر، والحرارة الشديدة، وهطول الأمطار غير المنتظم، وتدهور البيئة، وانعدام الأمن الغذائي، وشح المياه. ونُشرت الدراسة على شبكة البحوث الاجتماعية، وتُعد جزءًا من حركة متنامية تهدف إلى تحميل الدول والشركات المسؤولية عن التكاليف البيئية والمناخية للحروب والاحتلال، بما في ذلك الأثر طويل الأمد على الأراضي ومصادر الغذاء والمياه، إلى جانب عمليات التنظيف وإعادة الإعمار بعد النزاعات. وهي التحليل الثالث والأشمل حتى الآن لفريق من الباحثين في المملكة المتحدة والولايات المتحدة حول التكلفة المناخية للحرب خلال أول 15 شهرًا، والتي أودت بحياة أكثر من 53،000 فلسطيني، وتسببت في دمار واسع للبنية التحتية وكارثة بيئية، وتقدم الدراسة أيضًا لمحة جزئية أولى عن التكلفة الكربونية للنزاعات الإقليمية الأخيرة التي شاركت فيها إسرائيل. وتقدّر الدراسة أن التكلفة المناخية طويلة الأمد للدمار العسكري الإسرائيلي في غزة، إضافة إلى الاشتباكات مع اليمن وإيران ولبنان، تعادل شحن 2.6 مليار هاتف ذكي أو تشغيل 84 محطة طاقة تعمل بالغاز لمدة عام كامل، ويشمل هذا الرقم ما يُقدر بـ 557،359 طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن بناء شبكة أنفاق حماس، وجدار الحديد الإسرائيلي خلال فترة الاحتلال. واستؤنف القتل والتدمير البيئي في غزة عندما خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد شهرين فقط، لكن من الممكن أن تُستخدم نتائج هذه الدراسة في المستقبل لتقدير تعويضات محتملة. وقالت آستريد بوينتس، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة، إن هذه الدراسة المحدثة تبرز الحاجة العاجلة لوقف الفظائع المتصاعدة، وضمان امتثال إسرائيل وجميع الدول للقانون الدولي، بما في ذلك قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وأشارت إلى أن ما نشهده، سواء سُمي إبادة جماعية أم لا، يهدد الحياة في غزة، وينتهك حقوق الإنسان في المنطقة، بل وعلى مستوى العالم من خلال تفاقم التغير المناخي. وخلصت الدراسة، التي تخضع حاليًا لمراجعة من قِبل مجلة One Earth العلمية، إلى أن أكثر من 99% من حوالي 1.89 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون الناتجة بين هجوم 7 أكتوبر 2023 ووقف إطلاق النار المؤقت في يناير 2025، يُعزى إلى القصف الجوي والاجتياح البري الإسرائيلي لغزة. كما أوضحت أن قرابة 30% من هذه الانبعاثات نتجت عن إرسال الولايات المتحدة 50،000 طن من الأسلحة والإمدادات العسكرية إلى إسرائيل، معظمها نُقل عبر طائرات وسفن شحن من مخازن في أوروبا، و20% أخرى ناتجة عن طلعات الاستطلاع والقصف الجوي الإسرائيلي، والدبابات، والوقود المستخدم في المركبات العسكرية، وكذلك إنتاج وتفجير القنابل والمدفعية. وكانت الطاقة الشمسية تولد ما يصل إلى ربع كهرباء غزة، وهي من أعلى النسب عالميًا، لكن أغلب الألواح ومحطة الكهرباء الوحيدة في القطاع دُمّرت أو تضررت، وتعتمد حاليًا على مولدات تعمل بالديزل، أصدرت وحدها أكثر من 130،000 طن من الانبعاثات، أي 7% من مجمل الانبعاثات الناتجة عن النزاع. كما أن أكثر من 40% من إجمالي الانبعاثات جاء من نحو 70،000 شاحنة مساعدات سمحت إسرائيل بدخولها إلى غزة، وهي كمية اعتبرتها الأمم المتحدة غير كافية إطلاقًا لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية لـ 2.2 مليون فلسطيني نازح يعانون من الجوع. ولفتت الجارديان إلي أن العبء الكربوني الأكبر سيكون ناتجًا عن إعادة إعمار غزة، التي دمرتها إسرائيل تاركةً ما يقدر بـ 60 مليون طن من الأنقاض السامة، وتشير التقديرات إلى أن تكلفة إزالة الأنقاض ثم إعادة بناء 436،000 شقة سكنية، و700 مدرسة، ومسجد، وعيادة، ومكتب حكومي، إلى جانب 5 كم من الطرق، ستولد حوالي 29.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، أي ما يعادل انبعاثات أفغانستان بالكامل في عام 2023. وقد تم تعديل هذا الرقم إلى أقل من تقديرات سابقة بسبب مراجعة لحجم المباني السكنية، حسب الجارديان. قالت زينة آغا، المحللة السياسية في شبكة السياسات الفلسطينية الشبكة إن هذا التقرير تذكير صادم وهائل بالتكلفة البيئية لحملة الإبادة التي تشنها إسرائيل على الكوكب وشعب محاصر، وأضافت أن هذه أيضًا حرب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين قدموا موارد عسكرية غير محدودة تقريبًا لإسرائيل لتمضي في تدميرها لأكثر الأماكن كثافة سكانية على وجه الأرض، ما يُظهر الأثر المزعزع للاستقرار الذي تسببه الدولة الاستيطانية الإسرائيلية، وعلاقتها الوثيقة بالمجمع الصناعي العسكري الغربي. وأدت الحرب في غزة أيضًا إلى توترات إقليمية دامية، وتشير الدراسة إلى أن الحوثيين في اليمن أطلقوا حوالي 400 صاروخ باتجاه إسرائيل بين أكتوبر 2023 ويناير 2025، ما ولد حوالي 55 طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، في حين أن الرد الجوي الإسرائيلي أنتج انبعاثات تزيد بنحو 50 مرة. وكانت دراسة سابقة قد وجدت أن الانبعاثات من الشحن البحري ارتفعت بنحو 63% بعد إغلاق الحوثيين لممر البحر الأحمر، ما أجبر السفن على اتخاذ طرق أطول. وفي تبادلين كبيرين لإطلاق الصواريخ بين إسرائيل وإيران، قُدرت الانبعاثات بحوالي 5،000 طن مكافئ من ثاني أكسيد الكربون، أكثر من 80% منها بسبب إسرائيل، أما في لبنان، فقد نتج عن القصف الإسرائيلي أكثر من 90% من 3،747 طن من الانبعاثات، في حين لم تتسبب صواريخ حزب الله سوى في 8%، وتُعادل البصمة الكربونية لإعادة إعمار 3،600 منزل دُمرت في جنوب لبنان الانبعاثات السنوية لدولة سانت لوسيا. واستندت الدراسة إلى منهجية متطورة تُعرف بـ الإطار الموسع من النطاق الثالث، الذي يهدف إلى احتساب الانبعاثات المباشرة وغير المباشرة للحروب، والتي عادة ما تغيب عن تقارير المناخ والنزاعات العالمية، ويشمل ذلك تدهور التربة، والحرائق، وتدمير البنية التحتية، ونزوح السكان، والمساعدات، وتغيير مسارات الشحن والطيران المدني. واعتمد الباحثون على مصادر مفتوحة، وتقارير إعلامية، وبيانات من منظمات إغاثة مستقلة مثل وكالات الأمم المتحدةؤ ويُرجّح أن تكون التكلفة البيئية الحقيقية أعلى بكثير، نظرًا للحصار الإعلامي الإسرائيلي، وصعوبة الوصول إلى بيانات حول الأراضي الزراعية المدمرة، والتصحر، والمعالجة البيئية، والحرائق، وغيرها من الآثار التي تطلق كميات ضخمة من الكربون. يقول فريدريك أوتو-لاربي، أحد مؤلفي الدراسة والمحاضر في مركز لانكستر للبيئة، إن هذا النزاع يُظهر أن الأرقام كبيرة جدًا وتتجاوز الانبعاثات الكلية للعديد من الدول، ويجب احتسابها ضمن أهداف التخفيف من التغير المناخي بدقة. وأضاف بن نيمارك، المحاضر في جامعة كوين ماري في لندن وأحد المشاركين في إعداد الدراسة، أن على الجيوش أن تدرك أن أمنها الوطني وقدرتها العملياتية تتعرض للخطر بسبب التغير المناخي الذي تتسبب فيه بنفسها، وأظهرت أبحاث سابقة أن الانبعاثات العسكرية ترتفع مع زيادة الإنفاق العسكري. وقد ارتفع ميزانية الجيش الإسرائيلي في عام 2024 إلى 46.5 مليار دولار، وهو أكبر ارتفاع في العالم، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، ووفقًا لإحدى المنهجيات، بلغ إجمالي الانبعاثات العسكرية الإسرائيلية الأساسية في العام الماضي، باستثناء تكاليف النزاع المباشرة وإعادة الإعمار، حوالي 6.5 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وهو أكثر من البصمة الكربونية لدولة إريتريا، التي يبلغ عدد سكانها 3.5 مليون نسمة. ومع ذلك، فإن قواعد الأمم المتحدة الحالية تجعل الإبلاغ عن البيانات العسكرية المتعلقة بالانبعاثات طوعيًا، ويقتصر على استخدام الوقود، رغم أن تأثير تدمير غزة على المناخ سيشعر به العالم بأسره، ولم يسبق للجيش الإسرائيلي، كمعظم الجيوش حول العالم، أن قدّم بيانات انبعاثاته إلى الأمم المتحدة. وقالت هديل إخميّس، رئيسة مكتب التغير المناخي في هيئة جودة البيئة الفلسطينية، إن الحروب لا تقتل الناس فقط، بل تطلق مواد كيميائية سامة، وتدمّر البنى التحتية، وتلوث التربة والهواء والمياه، وتُسرّع من الكوارث البيئية والمناخية، كما تعطل الحرب جهود التكيّف مع التغير المناخي وتعيق إدارة البيئة، مشيرة إلى أن عدم احتساب انبعاثات الكربون يُعد ثغرة سوداء في نظام المحاسبة، تسمح للحكومات بالإفلات من جرائمها البيئية. إسرائيليون يغلقون معبر كرم أبو سالم ويمنعون شاحنات المساعدات من الدخول إلى غزة الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة للمواطنين في غزة والشمال


الدستور
منذ 8 ساعات
- الدستور
حظر مجلة "الإيكونوميست".. كيف تواجه فيتنام الإعلام الغربي؟
حظرت السلطات الفيتنامية أحدث إصدار مطبوع من مجلة The Economist الذي يظهر فيه الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي "تو لام" على غلاف المجلة، في خطوة جديدة تعكس استمرار الرقابة الصارمة على الإعلام في الدولة ذات الحزب الواحد. الغلاف حمل صورة لـ"تو لام" بنجوم في عينيه، مع عنوان رئيسي يقول: "الرجل صاحب الخطة لفيتنام"، ومقال فرعي تحت عنوان: "رجل الحزب الصلب يجب أن ينقذ قصة النجاح الآسيوية الكبرى". تحولات اقتصادية كبيرة وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فقد شهدت فيتنام تحولات اقتصادية كبيرة خلال العقود الأخيرة، حيث أصبحت مركزًا صناعيًا مهمًا، وكانت من أسرع الاقتصادات نموًا في آسيا خلال العام الماضي، غير أن اقتصادها المعتمد على التصدير، خصوصًا إلى الولايات المتحدة، يواجه تهديدًا مباشرًا من تعريفة جمركية بنسبة 46% أعلن عنها دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام. وتناول مقال The Economist ضرورة تحديث فيتنام لاستراتيجيتها الاقتصادية، محذرًا من أنه "إذا فشل لام"، ستظل فيتنام مجرد مركز إنتاج منخفض القيمة فاتته لحظة التحول"، مضيفًا أن الإصلاحات الناجحة "قد تنقل 100 مليون فيتنامي إلى العالم المتقدم، لتخلق محرك نمو آسيوي جديد". لكن، وفقًا لما نقلته وكالتا رويترز وبلومبرج، فقد أبلغ موزعون لم يُكشف عن أسمائهم أنهم لم يتمكنوا من الحصول على النسخة المطبوعة من المجلة، أو أنهم تلقوا أوامر بعدم توزيعها. وقال مسؤول تنفيذي في شركة التوزيع "نغاي موي" لـرويترز إنه تم إصدار أمر لهم بـ"تمزيق الغلاف والمقال المتعلق بلام"، قبل أن يتلقوا لاحقًا أمرًا نهائيًا "بعدم بيع العدد على الإطلاق". وصرح موظف في شركة توزيع أخرى، جلوبال بوك كوربوريشن، كذلك أن وزارة الإعلام الفيتنامية أصدرت قرارًا بحظر العدد. ورفضت وزارة الخارجية الفيتنامية ومجلة The Economist التعليق فورًا على هذه الأنباء. في وقت سابق من هذا الشهر، أمرت السلطات الفيتنامية مزودي خدمة الإنترنت بحظر تطبيق المراسلة تلغرام، متهمة إياه بعدم التعاون في جهود مكافحة الجريمة. ووفقًا لوثيقة داخلية نقلتها رويترز، فإن العديد من المجموعات في تلغرام "يُعتقد أنها أُنشئت من قبل معارضين ينشرون وثائق مناهضة للحكومة". ووفقًا للتقرير فقد تعرف فيتنام بسيطرتها المشددة على الإعلام وقمعها للمعارضة. وتحتل المرتبة 173 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود"، التي تصف فيتنام بأنها "من أكبر سجون العالم للصحفيين". وقالت ألكسندرا بيلاكوسكا، مسؤولة المناصرة في مراسلون بلا حدود: "من الواضح أن السلطات الفيتنامية تعتبر الصحافة الحرة تهديدًا لحكمها الأحادي، وستبذل كل ما في وسعها لإسكات الأصوات المستقلة". وأضافت أن اعتقال الصحفية "فام دوان ترانغ" لأكثر من خمس سنوات، هو مثال صارخ على قمع الحريات. وختمت بالقول: "بينما تسعى فيتنام لتوثيق علاقاتها مع الديمقراطيات من أجل تعزيز اقتصادها، يجب على المجتمع الدولي أن يغتنم هذه الفرصة لوضع حقوق الإنسان وحرية الصحافة في صلب المفاوضات".


الدستور
منذ 11 ساعات
- الدستور
تأثير كارثي.. الحرب الإسرائيلية على غزة تُفاقم أزمة المناخ العالمية
كشفت دراسة جديدة، أن البصمة الكربونية لأول 15 شهرًا من الحرب التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على غزة ستكون أكبر من الانبعاثات المسببة للاحترار العالمي التي تطلقها مئة دولة بشكل فردي سنويًا، ما يزيد من تفاقم أزمة المناخ العالمية إلى جانب العدد الهائل من الضحايا المدنيين. وبحسب الدراسة، التي نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإنن التكلفة المناخية طويلة الأمد لتدمير غزة وإزالتها ثم إعادة إعمارها قد تتجاوز 31 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون (tCO2e)، وهي كمية تفوق الانبعاثات السنوية المجمعة لكوستاريكا وإستونيا في عام 2023. ورغم ذلك، لا يوجد التزام على الدول بالإبلاغ عن الانبعاثات العسكرية للأمم المتحدة في إطار اتفاقيات المناخ. القصف الاسرائيلي المكثف والحصار أظهر القصف الإسرائيلي المكثف، والحصار، ورفض الامتثال لأحكام المحاكم الدولية، مدى اختلال توازن القوة العسكرية بين الطرفين، فضلًا عن الدعم العسكري والطاقة والدبلوماسي غير المشروط تقريبًا الذي تحظى به إسرائيل من حلفائها مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وأشارت الدراسة، إلى أن وقود الصواريخ الذي استخدمته حماس أنتج ما يقارب 3000 طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يمثل 0.2% فقط من إجمالي انبعاثات النزاع المباشرة، في حين أن 50% من الانبعاثات جاءت نتيجة استخدام الجيش الإسرائيلي للأسلحة والدبابات والذخائر. وقال الباحثون، إن إحراق الوقود الأحفوري يؤدي إلى فوضى مناخية، إذ تتسبب الأحداث المناخية المتطرفة في تهجير أعداد قياسية من الناس، وتعد منطقة الخليج من أكثر المناطق عرضة للكوارث المناخية مثل الجفاف والتصحر والحر الشديد، إلى جانب تدهور البيئة وندرة الغذاء والمياه. نُشرت الدراسة عبر شبكة "Social Science Research Network"، وهي جزء من حركة متزايدة تطالب بمحاسبة الدول والشركات على الأضرار البيئية والمناخية الناتجة عن الحروب والاحتلال، بما في ذلك تدمير الأراضي والمياه والغذاء، وأعمال التنظيف وإعادة الإعمار بعد النزاع. وتُعد الدراسة هي التحليل الثالث والأشمل من نوعه حول تكلفة النزاع من منظور مناخي، حيث قُتل أكثر من 53000 فلسطيني، وتعرضت البنية التحتية لأضرار كارثية. كما تقدم الدراسة نظرة أولية على الكلفة الكربونية لصراعات إسرائيل الإقليمية الأخرى. ويقدّر الباحثون، أن التكلفة المناخية طويلة الأمد لتدمير إسرائيل لقطاع غزة، إضافة إلى المواجهات الأخيرة مع اليمن وإيران ولبنان، تعادل شحن 2.6 مليار هاتف ذكي أو تشغيل 84 محطة كهرباء تعمل بالغاز لمدة عام. ويشمل هذا الرقم أيضًا انبعاثات من بناء شبكة أنفاق حماس وحاجز "الجدار الحديدي" الإسرائيلي خلال فترة الاحتلال. واستؤنف القصف والتدمير البيئي في غزة، بعد أن خرقت إسرائيل الهدنة الأحادية بعد شهرين فقط، إلا أن هذه البيانات قد تساعد مستقبلًا في حساب مطالبات التعويض. قالت أسترِد بوينتس، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالحق في بيئة صحية 'تُظهر هذه الدراسة مدى الحاجة العاجلة إلى وقف الجرائم المتصاعدة وضمان التزام إسرائيل وجميع الدول بالقانون الدولي، بما في ذلك قرارات المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية'. وتابعت:"وسواء وصفنا ما يحدث بالإبادة الجماعية أم لا، فإن التأثير الكارثي على الحياة في غزة يتجاوز الحدود المحلية ويهدد حقوق الإنسان عالميًا بسبب تفاقم التغير المناخي". من أبرز نتائج الدراسة: أكثر من 99% من الانبعاثات (1.89 مليون طن) بين أكتوبر 2023 ويناير 2025 جاءت من القصف الجوي والاجتياح البري الإسرائيلي لغزة، 30% من الانبعاثات نتجت عن إرسال الولايات المتحدة 50,000 طن من الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، 20% أخرى من الانبعاثات جاءت من مهام الاستطلاع والقصف الجوي الإسرائيلي، واستخدام الدبابات، وصناعة وتفجير الذخائر. كانت الطاقة الشمسية تولد حتى 25% من كهرباء غزة، لكنها دُمرت بالكامل تقريبًا، وأصبحت المولدات التي تعمل بالديزل هي المصدر الرئيسي للكهرباء، ما أطلق 130,000 طن من الغازات الدفيئة. 70,000 شاحنة مساعدات دخلت غزة عبر إسرائيل، مسببة أكثر من 40% من إجمالي الانبعاثات رغم أن الأمم المتحدة وصفت هذه الكمية بأنها غير كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية. لكن أكبر أثر مناخي سيأتي من إعادة الإعمار. فقد قُدرت كمية الأنقاض السامة بنحو 60 مليون طن. وإزالة هذه الأنقاض ثم إعادة بناء:436,000 شقة سكنية، 700 مدرسة ومسجد وعيادة ومؤسسة حكومية، 5 كيلومترات من الطرق، ستولد 29.4 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون – أي ما يعادل الانبعاثات السنوية لأفغانستان. ووصفت زينة آغا من شبكة السياسات الفلسطينية "الشبكة"، التقرير بأنه:"تذكير مرعب بالثمن البيئي لحملة إسرائيل الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وبدور الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في تمكينها." كما شملت الدراسة تقييمًا للتوترات الإقليمية:أطلق الحوثيون 400 صاروخ على إسرائيل، مسببة 55 طنًا من الانبعاثات، في حين أن الرد الإسرائيلي تسبب في انبعاثات تعادل 50 ضعفًا، كما أن المواجهات بين إسرائيل وإيران أسفرت عن 5,000 طن من الانبعاثات، 80% منها إسرائيلية. تبادل القصف بين إسرائيل وحزب الله في لبنان أدى إلى 3,747 طنًا من الانبعاثات، 90% منها ناتجة عن قنابل الجيش الإسرائيلي. وقالت هديل إخميّس، رئيسة مكتب التغير المناخي في سلطة جودة البيئة الفلسطينية:"الحروب لا تقتل البشر فقط، بل تطلق مواد سامة، وتدمر البنية التحتية، وتلوث التربة والهواء والمياه، كما تعرقل التكيف المناخي وإدارة البيئة. تجاهل الانبعاثات الكربونية هو فجوة سوداء في المساءلة تسمح للحكومات بالإفلات من جرائمها البيئية".