logo
نُهيلة الراحِلي تتوج ملكة جمال العرب بأمريكا لعام 2025

نُهيلة الراحِلي تتوج ملكة جمال العرب بأمريكا لعام 2025

المستقلة/-شهدت ولاية أريزونا الأمريكية مساء السبت حفلًا أسطوريًا لتتويج نُهيلة الراحِلي بلقب ملكة جمال العرب بأمريكا لعام 2025، لتبدأ فصلًا جديدًا في مسيرتها كسفيرة للجمال والثقافة العربية في الولايات المتحدة والعالم.
وُلدت نُهيلة (25 عاماً) في المغرب ونشأت فيه ، حيث برز شغفها بالرياضة منذ سن مبكرة ، بالتوازي مع تفوقها الدراسي وحصولها على جوائز عديدة للتميز الأكاديمي. ورغم ما واجهته من تحديات ثقافية ومجتمعية، أصرت على المضي في تحقيق طموحاتها بدعم أسرتها، لتنتقل إلى الولايات المتحدة وتنضم إلى فريق ألعاب القوى في جامعة أزوسا باسيفيك ، حيث أحرزت ستة ألقاب وطنية ونالت لقب All-American ، في الوقت الذي أتمت فيه ثلاث درجات جامعية في تخصصات مختلفة، وتتابع حاليًا دراسة ماجستير إدارة الأعمال (MBA) .
حصلت نُهيلة إلى جانب التاج على جائزة مالية قدرها 10,000 دولار بالإضافة إلى خاتم من الألماس كهدية مقدمة من مجوهرات بيسان في كاليفورنيا تقديرًا لتميزها وتألقها في هذه النسخة من المسابقة.
تكرّس نُهيلة وقتها أيضًا للعمل المجتمعي، إذ تقوم بتعليم اللغة العربية للأطفال في أحد المساجد المحلية، وتشارك في أنشطة تطوعية لخدمة الفئات المحتاجة في المجتمع. كما تقدم الإرشاد للطلاب الرياضيين العرب، دعمًا لهم في التوفيق بين مسيرتهم الأكاديمية والرياضية وتجاوز العقبات الثقافية.
وأكد المنتج والمخرج العالمي أشرف الجمل ، رئيس المنظمة العربية الأمريكية المنظمة للمسابقة ، أن الهدف من هذه المسابقة هو إبراز نموذج المرأة العربية المتميزة القادرة على تمثيل ثقافتها عالميًا، والمشاركة في مبادرات خيرية وإنسانية تخدم قضايا المرأة والأطفال واللاجئين العرب.
وأعربت نُهيلة عن فخرها بهذا التتويج، مشيرة إلى أن حملها للقب سيكون منصة لتعزيز صورة المرأة العربية أمام المجتمع الأمريكي والعالمي، ومساعدة اللاجئين العرب والأطفال المرضى، وتمكين الفتيات العربيات من تحقيق أحلامهن بثقة وإصرار.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خاتم جورجينا: لمَ كل هذا الهوس؟
خاتم جورجينا: لمَ كل هذا الهوس؟

شفق نيوز

timeمنذ 16 ساعات

  • شفق نيوز

خاتم جورجينا: لمَ كل هذا الهوس؟

في إحدى ليالي عام 2016، كانت الفتاة البالغة 22 عاماً تهمّ بمغادرة متجر غوتشي في مدريد حيث تعمل كبائعة بعد انتهاء دوام عملها، عندما التقت بشاب "وسيم للغاية". هذه اللحظة كانت كافية لتغيّر حياة جورجينا رودريغز إلى الأبد، وتقلبها رأساً على عقب على الفور. إذ إن ذلك الشاب الوسيم لم يكن سوى كريستيانو رونالدو، لاعب كرة القدم البرتغالي الشهير عالمياً، والذي كان في ذلك الوقت لاعباً في ريال مدريد (يلعب حالياً في فريق النصر السعودي). منذ ذلك الحين، جمعتهما علاقة حب حوّلتها من بائعة ملابس فاخرة ليس بوسعها شراؤها على الأرجح، إلى إحدى أكثر الشخصيات ثراءً وشهرةً في عالمنا اليوم. منذ دخولها إلى عالم الأضواء قبل نحو تسع سنوات حتى لحظة طلب رونالدو يدها يوم أمس، عندما انتشرت صورة خاتم الخطوبة الماسي بسرعة قياسية على الإنترنت، تحجز جورجينا رودريغز مكانة متقدمة جداً بين المشاهير حول العالم، حيث يمكن القول إنها ظاهرة فريدة للهوس الجماهيري بحياة المشاهير. فما أن نشرت جورجينا صورةً لد رونالدو ويدها التي يزينها خاتم ألماس مع تعليق "نعم، في هذه الحياة وفي كل حيواتي"، حتى اجتاحت الإنترنت أخبارٌ ومنشورات حول الموضوع. وانصرفت بعض المنصّات والصفحات لتقدير سعر الخاتم الذي يعتقد البعض أنه يتراوح بين بين 10.9 و13 مليون دولار أمريكي، ويُعتقد أنه من طراز "كارتييه 1895" الكلاسيكي بوزن 40 قيراطاً على الأقل! ولكن ما سرّ الهوس الاستثنائي بهذه المرأة وحياتها؟ ولماذا تحتلّ أخبارها هذا الحيّز من الاهتمام والمتابعة؟ قصّة "سندريلا" معاصرة غالباً ما يجري تصوير قصة حياة جورجينا كقصة "سندريلا" معاصرة. فهي جاءت من خلفية متواضعة مثلنا جميعاً، لكن حدثاً دراماتيكياً طرأ بلقائها كريستيانو رونالدو، غيّر وجه حياتها "العادية" إلى الأبد. يغذّي هذا التحوّل الكبير حلماً موجوداً على نطاق واسع لدى الناس قوامه قصص النجاح التي تبدو في معظم الأحيان مستحيلة. ينجذب الناس إلى قصّة التحوّل من الفقر إلى الثراء الفاحش، خصوصاً إذا كانت تنطوي على عنصر الرومانسية مع شخصية تحظى بإعجاب عالمي مثل رونالدو. ها هي إذاً قصة سندريلا التي قرأناها وشاهدناها مرات عدة في الطفولة، تتحوّل إلى حقيقة، ما قد يمنح أملاً لأشخاصٍ كثيرين ينتظرون "فرصة" مماثلة. كما تندرج قصة جورجينا الملهِمة في سردية "نظام الجدارة" الذي يهيمن على العالم حالياً، حيث يجري إخبارنا باستمرار أننا "سنصل حتماً إذا ما عملنا بشكل كافٍ لتحقيق ذلك"، أو في حالة جورجينا، إذا عثرنا على الشريك/ الأمير "المناسب". استعراض الثروة والرفاهية على إنستغرام يتابع حساب جورجينا رودريغز أكثر من 68 مليون متابع. يهتم هؤلاء بمشاهدة صور وتحديثات جورجينا باستمرار، لكونها تجسّد أسلوب حياة يحلم به الكثيرون. عالم البذخ والرفاهية الذي توثّقه على حسابها بين الماركات الفارهة والإجازات في أغلى أماكن حول العالم، يجعل حياتها وحياة شريكها تحت المجهر باستمرار. ففي الثقافة التي تهيمن على عالم اليوم، هذا المستوى من الحياة يساوي السعادة وتحقيق الذات ويثير رغبة لدى المشاهد في محاكاة هذا النموذج، أو على الأقلّ جانباً منه. صعود جورجينا إلى صدارة الشهرة والتقدير يعكس أيضاً كيف غيّرت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل جذري طريقة تعاطينا مع الثروة والشهرة. وجودها المستمر على إنستغرام، حيث تشارك صورها وتمنح متابعيها نافذةً على حياتها الشخصية مع شريكها، يجيب على فضولهم من دون أن يرويه كلّه، فيأسرهم ويضمن عودتهم للمزيد من الفرجة. العرض المستمر للثروة يضمن اهتمام وانتباه المتابعين الباحثين عن أسطورة واقعية ومعاصرة، تقدّمها لهم المنصات الرقمية التي تجعلهم يشعرون لبعض الوقت أنهم جزء من هذه الحياة "المثالية". شعبية كرة القدم و"تأثير الهالة" حسناً، ولكن هناك الكثير من الشخصيات التي تتمتع بثراء فاحش من دون أن تحظى بهذا الهوس. فلماذا هي بالذات؟ تلعب شعبية لاعبي كرة القدم العالميين مثل رونالدو دوراً مهماً في هذا الاهتمام الكبير بجورجينا. إذ إن الشهرة والثراء اللذين يحيطان بلاعبي الصف الأول يخلقان نوعاً مما يسمّى "تأثير الهالة" (Halo effect) حول شركائهم، مما يعزّز مرئيّتهم واهتمام الجمهور بهم. و"تأثير الهالة" هو ظاهرة نفسية تؤثر فيها الانطباعات العامة عن الشخص على كيفية إدراكنا لأبعاده وصفاته الأخرى. بمعنى آخر، إذا نظرنا إلى شخص بشكل إيجابي في مجال ما، فإننا نميل إلى الافتراض بأنه يتمتع بصفات إيجابية في مجالات أخرى أيضاً، حتى من دون وجود دليل على ذلك. على سبيل المثال، بما أنه يُنظر إلى كريستيانو رونالدو كلاعب رياضي ناجح وموهوب ومحبوب، قد ينظر الناس أيضاً إلى شريكته، جورجينا، بشكل أكثر إيجابية ببساطة بسبب ارتباطها به. وهذا يخلق صورة مضخّمة لها، حيث قد يتم تجاهل صفاتها وإنجازاتها الشخصية لمصلحة علاقتها بنجم كرة القدم. كما أن كرة القدم تُعدّ الرياضة الأكثر شعبية في العالم، ويتمتع رونالدو، كأحد أعظم نجومها، بقاعدة جماهيرية عابرة للقارات. وتمتد شهرته إلى ما هو أبعد من الرياضة، مما يجعله أيقونة عالمية. هذا المستوى من الاعتراف سيشمل بشكل طبيعي أي شخص مرتبط به. فعلى الرغم من عملها على صنع مسيرة مهنية خاصة بها كعارضة أزياء ومؤثرة، يظلّ ارتباطها برونالدو هو ما يضعها في الصفّ الأول للمشاهير، ويخضِع حياتها للبقاء تحت أنظار الجمهور. تسليع "اللايف ستايل" تلعب صناعة الترفيه الحالية دوراً كبيراً في تشكيل انتباه الجمهور من خلال إعطاء الأولوية للمواضيع السطحية، غالباً على حساب المحتوى الأعمق والأكثر معنى. مع صعود المنصات الرقمية مثل إنستغرام وتيك توك ويوتيوب، أصبح الترفيه سريعاً ومجزّأً ويعتمد بشكل كبير على الصور، مما يعزز المحتوى الجذاب سريعاً على حساب المادة أو المضمون. مع هيمنة ثقافتي إنستغرام وتيك توك، تحوّلت حياة المشاهير إلى سلع للاستهلاك السريع، ما يعزز التركيز على الجمال والثراء والفخامة. كذلك تعزز ثقافة تلفزيون الواقع والمشاهير هذا الهوس بالحياة الشخصية، وقد حظيت جورجينا بسلسلة تلفزيون واقع على نتفليكس بعنوان "أنا جورجينا" (إنتاج 2022). وفي نظام المرئية هذا، القائم على الإشباع الفوري واللحظات "الجميلة" القابلة للمشاركة، يتعزز الانشغال العام بالمواضيع الخفيفة والسريعة التي لا تطلّب حضوراً أو جهداً ذهنياً، ويصبح أكثر صعوبة يوماً بعد يوم. الاختلاف الثقافي هناك أيضاً عامل محلّي يمكن الإشارة إليه لفهم ظاهرة الهوس بجورجينا، في منطقتنا على وجه الخصوص. فبالنسبة للكثيرين في المجتمعات العربية والإسلامية المحافظة، يمكن اعتبار أن كون جورجينا تعيش مع كريستيانو رونالدو كصديقة له منذ سنوات، من دون التزام قانوني أو ديني رسمي بالزواج، هو أمر غير تقليدي أو حتى مثير للجدل. ويمكن القول إن نمط حياة هذا الثنائي يثير الفضول ويؤدي إلى ردود فعل مختلفة. لذلك رأينا الكثير من التعليقات والنكات والميمز حولهما مع كل ظهور إعلامي لهما في السنوات الأخيرة، وصولاً إلى الحدث الأخير الذي شغل العالم. وقد يضيف هذا العامل طبقة أخرى لهذا الانجذاب الواسع بحياة رونالدو – رودريغز، حيث يهتم الناس بالتناقض الكبير بين قيمهم ومعاييرهم الثقافية الخاصة وبين قيم العالم المعولم الذي يهيمن عليه مشاهير مثل الثنائي الأوروبي.

صمم ضريح الامام الحسين (ع) وتبرع بمليون دولار.. وفاة الفنان الايراني محمود فرشجيان
صمم ضريح الامام الحسين (ع) وتبرع بمليون دولار.. وفاة الفنان الايراني محمود فرشجيان

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 4 أيام

  • وكالة أنباء براثا

صمم ضريح الامام الحسين (ع) وتبرع بمليون دولار.. وفاة الفنان الايراني محمود فرشجيان

توفي الفنان والرسام الإيراني الشهير محمود فرشجيان، أحد أبرز فناني المنمنمات في العصر الحديث، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 95 عامًا. ويُعدّ فرشجيان، المولود في 25 فبراير 1929 بمدينة أصفهان، من أعلام الفن الإيراني المعاصر، حيث عُرف بأسلوبه المميز الذي جمع بين تقاليد المنمنمات الكلاسيكية والابتكار الفني الحديث، ما أسهم في تعريف العالم بهذا الفن العريق. من أبرز أعماله الفنية: مساء عاشوراء أو عصر عاشوراء الخالدة، خلق الإنسان، اليوم الخامس من الخلق، ضامن الغزال، وكوثر، وهي لوحات احتفظت بها متاحف مرموقة في إيران وخارجها. كما أقام معارض في مختلف أنحاء العالم، وحصل على أوسمة وجوائز رفيعة، بينها جائزة الفنون من الدرجة الأولى وعضويات فخرية في أكاديميات فنية دولية. كان الراحل قد نُقل إلى المستشفى مؤخرًا إثر تدهور حالته الصحية، ودخل في غيبوبة قبل أن يفارق الحياة صباح الجمعة. وقد ترك إرثًا فنيًا يعتبره كثيرون علامة فارقة في مسيرة الفن الإيراني، إذ أعاد إحياء المنمنمات برؤية معاصرة وأثرى الساحة التشكيلية بأعمال ستظل حاضرة في الذاكرة الثقافية والفنية لسنوات طويلة. ويذكر ان محمود فرشجيان صمم شباك ضريح الامام الحسين عليه السلام. إذ طُلب منه تصميم الضريح، فاشترط أن يكون أجره مليون دولار. وعندما أتم العمل واستلم الشيك، وضعه مباشرة في شباك الإمام.

قيامة زياد .. سر الثقب الأسود الذي فتحه بعد إعلان وفاة زياد رحباني فدخلنا فيه
قيامة زياد .. سر الثقب الأسود الذي فتحه بعد إعلان وفاة زياد رحباني فدخلنا فيه

موقع كتابات

timeمنذ 6 أيام

  • موقع كتابات

قيامة زياد .. سر الثقب الأسود الذي فتحه بعد إعلان وفاة زياد رحباني فدخلنا فيه

خاص: بقلم- وائل السمري: لا أدري أي سر هذا الذي اجتمع عليه العالم العربي بعد موت ابن الرحبانة البار؟ كل القضايا الساخنة أصبحت أكثر برودة كل المواضيع العاجلة وقفت في خانة الانتظار ليمَّر هذا الموت بما يُناسبه من حياة. أهي حالة من الرفض الطبيعي لموت الإنسان؟ أم حالة من الاستقبال المهيّب لمولد الأسطورة؟ فزيائيًا.. مات زياد رحباني في السادس والعشرين من الشهر الجاري. واقعيًا.. عاش زياد رحباني في هذا التاريخ وسيعيش. كان هذا التاريخ موعدًا ثانيًا لقيامة زياد. الملايين من المحيط إلى الخليج يفتشون في حياة الرجل وألحانه وموسيقاه وأعماله المسرحية ولقاءاته التلفزيونية وحواراته الإذاعية ومقالاته الصحافية. كل هذه الحيوات عشتها يا ابن فيروز؟ كل هذا النشاط كنت؟ أتساءل وبعض السؤال إجابة، كيف عاش حينما مات، وكيف مات وقت أن كان حيًا؟ والإجابة التي وجدتها بعد عشرات الساعات التي قضيتها معه منذ الرحيل هي الصدق. نعم، الصدق هو الإجابة، وهو أيضًا إكسير الحياة، الذي شربه زياد في حياته وأذاقنا منه بالرحيل. كان زياد رحباني شُحنة من الصدق، صادقًا مع نفسه صادقًا مع من حوله. حينما رأى أن حياته استحالت في بيت أبيه، تركه غير نادمٍ على شيء، يعيش في الغربة أفضل من أن يعيش في الريبّة. وحينما استحالت حياته مع حبيبته، تركها، نعم، يعيش وحيدًا أفضل من أن يعيش كاذبًا. كان صادقًا في كل ما يفعل، لذلك أغضب الكثيرين. أغضب أمه التي رأت أن كلامه في السياسة والحياة يكسر ألواح الثلج التي فرضها الرحبانية على أنفسهم. كثيرًا ما أشبَّهه بديونيسيوس، إله المرح الهارب من جبل الأولب. حالة التأليه هذه لا تُناسبه، هو ملك صعلوك، فاجومي شريف، إنسان مرهف في بيت يتعلم أعضاؤه الصمت بدلًا من أن يتعلموا الكلام. لكن للمفارقة الكبيرة، كلما أمعن زياد في إنسانيته، كلما وضع حجرًا في أسطورته الشخصية. لدينا الآن رحبانية، ولدينا زياد. لكل منهما أثر وعلامة، ولكل منهما طريق وطريقة. كان زياد شيخ نفسه. مهرجًا دون مساحيق، شيخًا دون مسبّحة، راهبًا دون نذور، حكيمًا دون عصا أو لحية. بسيطًا حد الأسطورة، يُقابل كل العادات المتوارثة بسخرية تليق بعارف، رجته أمه، وأمه هي فيروز، ابنة النور والصحو والمهابة: تزوج يا بني.. أريد أن أحمل طفلك، فرد عليها بكل صدق صادم: أتخافين من أن تنقرض العائلة؟ فقالت نعم، ثم رد: الديناصورات انقرضت. تحكي أخته أنهم حينما كانوا صغارًا كان زياد يسَّخر البيت كله لمشاريعه الفنية، وكان كثيرًا ما يوقظهم في الخامسة صباحًا ليصور فيلمًا، وإذا تطلب المشهد بعض دموع، كان يضع في أعينهم قطرات الليمون الحارقة لتدمع أعينهم، فالمهم عنده النتيجة وليست الطريقة. من يتأمل في حياة زياد رحباني يرى أن هذا الطفل لم يُغادر زياد أبدًا، كانت: 'المهم النتيجة' هي شعار حياته، يصحو في الخامسة صباحًا كل يوم، ليعمل ويُجرب، يجلس على البيانو سبع ساعات يوميًا يُجرب نوتات مختلفة يبحث عن نغمة أو لحن، يدّون ما يستطيع وينسى ما ينسى، لكن النتيجة كانت أمامه دائمًا. يُغلق في غرفته بضع ساعات، لكي لا يهرب منه الوقت، فلديه الكثير، ولا يُريد أن يفلت منه الزمن، وكأنه يُردد قول محمود درويش 'وأنا أريد أريد أن أحيا فلي عمل على هذه السفينة'. هو صعلوك أيضًا لا يُريد الحياة وفقًا للتوقيت المحلي لأي عالم، يُريد أن يعيشها على طريقته فحسّب، يحكي أصحابه عن أنه ذات يوم وجد معه مليون دولار، فاجتمع بهم وقال ومنح منهم ما منح، ثم سدّد بعض الديون عليه وعلى أصحابه، ووزع بعض الهبات، ثم دفع مقدمات عدة مشاريع موسيقية، وفي اليوم التالي عاد زياد بلا أموال كالعادة، وهو كان كما يُردد دائمًا: 'آخر همي المصاري' وفعلًا كانت آخر همه، بل أن جميع محبيه كانوا يشفقون عليه من كرمه الزائد وعطاياه التي لا تحد، كأنه كان متوحدًا مع أمير الصعاليك 'عروة ابن الورد' الذي يُضّرب به المثال في الجود والكرم، حين قال: إِنّي اِمرُؤٌ عافي إِنائِيَ شِركَةٌ وَأَنتَ اِمرُؤٌ عافي إِنائِكَ واحِدُ أَتَهزَأُ مِنّي أَن سَمِنتَ وَأَن تَرى بِوَجهي شُحوبَ الحَقِّ وَالحَقُّ جاهِدُ أُقَسِّمُ جِسمي في جُسومٍ كَثيرَةٍ وَأَحسو قَراحَ الماءِ وَالماءُ بارِدُ ذات يوم كان زياد يمَّر بضائقة مادية، باب الخروج من هذه الضائقة مكتوبٍ عليه: '60 ألف دولار' ولم يكن يملك منها شيء، وفي نفس الوقت عرض عليه أن يُشارك في لجان تحكيم برامج اختيار الأصوات، وفي الوقت الذي كان أكبر نجوم العالم العربي يتقاضون 500 ألف دولار عرضت القناة على زياد مليون ونصف المليون دولار، ولما رفض زادته 250 ألف فرفض أيضًا، وهنا ضرب أصدقاؤه ألف كفٍ على كف، لكنه ضحك ولسان حاله يقول: 'يحلها الحلال'. هذا هو الفنان الصادق الذي يعيش كما يُريد، لا كما يُراد له أن يعيش، مواقفه دفع ثمنها كلها، لا يهمه أن تغضب أمه أو تغضب حكومته أو يغضب أصدقاؤه، مواقفه السياسية أكبر من أن تُحصيّها مقال، لكنه كان صادقًا في كل ما يقول، أو على الأقل: 'يحكي ضميره' كما يقول اللبنانيون. ضميره هذا هو الذي جعله لا يقبل بأنصاف الحلول، ولا يُريد أن يعمل عملًا غير كامل، وحينما ضاق عليه الحال في لبنان اختفى عن الأنظار، حتى شك الجميع في مصيّره، لكن وراء هذا الاختفاء حكاية. كنت أعرف هذه الحكاية منذ ما يقرب من 15 عامًا، لكني تمنّيت أن أنساها من فرط الألم، أو على الأقل تمنّيت أن يكون الذي أخبرني بها كاذبًا مفتريًا، وملخص القصة أن زياد أثناء هذا الاختفاء كان يعمل في أحد المطاعم أو الفنادق في إحدى الدول الخليجية، يعزف على البيانو في المساء، مثله مثل أي 'بيانيست' في مطعم أو فندق. كنت أريد أن أفقد ذاكرتي جزئيًا، لتَّمحى هذه المعلومة من رأسي، لكني للأسف عثرت على لقاء أجري معه سرد فيه هذه القصة بكل نُبلٍ وشموخ، وقال إنه ظل لسنتين يعمل في هذا العمل، ليُنفق على نفسه بعد أن سدَّت أمامه الأبواب، حينما ظن الجميع إنه اختفى. هكذا رفض زياد أن يعيش عيشة الملوك وأن يتزيا بأزياء الصعاليك الشرفاء، لكنه أبدًا لا يُغامر باسمه وتاريخه، يأكل من عمل يده، ولا يلبس ثوب الرياء. في أحد لقاءاته سأله المذيع: إذا قيل لك إنك ستموت بعد يوم ماذا تفعل؟ رد زياد دون تفكير: بسرّع الوقت. وإذا كنت في مستشفى على أجهزة الإنعاش سأفصل الكهرباء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store