logo
صانعو الأفلام الشباب يروون تجاربهم في "قمرة" السينمائي

صانعو الأفلام الشباب يروون تجاربهم في "قمرة" السينمائي

الغد٠٩-٠٤-٢٠٢٥

منى أبو صبح
الدوحة- تفتح النسخة الحادية عشرة من ملتقى قمرة السينمائي؛ حاضنة المواهب السنوية من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، نافذة على تطور صناعة السينما المحلية، حيث يسير صانعو الأفلام الشباب نحو تقديم أول فيلم روائي طويل في قطر، إلى جانب التطرق إلى مواضيع تتحدى الصور النمطية.
اضافة اعلان
ومع احتضان 18 مشروعاً سينمائياً من قطر من قبل خبراء قمرة والمتخصصين في مجال السينما، يعكس تنوع هذه المشاريع مساهمة مؤسسة الدوحة للأفلام في بناء منظومة إبداعية مزدهرة في البلاد. ويؤكد صانعو الأفلام الشباب من قطر، بثقة: "خلال خمس سنوات، سيكون الوضع مختلفاً تماماً، وستعرض المزيد من الأفلام القطرية في صالات السينما المحلية".
ملتقى قمرة.. حاضنة
مشاريع صانعي أفلام
صانعة الأفلام القطرية الجوهرة آل ثاني، مخرجة فيلم "ساري وأميرة" (قطر)، المشروع الروائي الطويل في مرحلة الإنتاج والمشارك في قمرة 2025، تعمل حالياً على مشروع فيلم طويل آخر استغرق 10 سنوات في كتابة نصه. ولفتت الجوهرة إلى أن السينما العربية تشهد الآن "حالة من الاندفاع نحو التألق، ولها مكان في هذه الصناعة.
نادية الخاطر، ومشروعها "كالشهاب" (قطر) يدور حول شاعر محارب يدفع إلى مواجهة ماضيه، يشارك في قمرة. قالت: "أعمل مع الكثير من الشباب، وأرى أن قاعدة المواهب تتسع يوماً بعد آخر. لقد نمت ثقافة السينما في قطر بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يأتون اليوم بخبرات ومعرفة قوية. بعد خمس سنوات، ستكون الأمور مختلفة تماماً".
صناع أفلام شباب، ومنهم مريم المحمد، الطالبة في جامعة نورثويسترن في قطر، يدفعون أيضًا بحدود السرد إلى آفاق جديدة من خلال قصص قوية ومؤثرة. فيلمها "قضاء وقدر" (قطر) يتناول قصة شابة تتحدى القيود الاجتماعية ورفض والدتها، ساعية إلى الطلاق لاستعادة حريتها واستقلاليتها.
حصلت مريم المحمد على منحة من مؤسسة الدوحة للأفلام، وأضافت: "موضوع فيلمي شائع جداً، لكنه ليس من المواضيع التي يتم التحدث عنها كثيراً. أردت أن أسلط الضوء على هذه المشكلة وأدعو الناس للتفكير في أسباب الطلاق. الموضوع يحمل بعداً عالمياً أيضاً".
في فيلمه "جداري مينو" (قطر)، يوثق الدكتور جمال راشد الخنجي مغامرته في صيد أكبر تونة من نوع "دوغ توث". يقول الخنجي إنه يهدف من خلال الفيلم إلى طرح قضايا العلاقات العائلية من منظور رجل عربي، مشيرًا إلى أن "الحديث مع والدتي وأطفالي هو مما يحدث خلف الأبواب المغلقة. الفيلم يغوص في مساحات نادراً ما يتم التطرق إليها، وأردت كسر الصورة النمطية للرجل في هذه المنطقة. هناك رسائل عديدة غير مباشرة موجهة إلى المجتمع".
أما آمنة البنعلي، صانعة فيلم "داخل اللوحة البيضاء" (قطر)، فأشارت إلى أن صناعة الأفلام الروائية لطالما كانت حاضرة في ذهنها، وأن مؤسسة الدوحة للأفلام ساعدتها على "التدرب على تقنيات الكتابة والإخراج". يتناول فيلمها موضوع الصحة النفسية، وتقول: "ألاحظ أن العديد من الشباب أصبحوا مجمّدين بسبب انغماسهم في التكنولوجيا ووسائل التواصل، ما يشعرهم بالعجز والاكتئاب".
وتناقش إيمان ميرغني، صانعة فيلم "فيلا 187" (السودان، قطر)، موضوعا شخصيا يمس الذاكرة والمكان، متناولة ألم ترك منزل عاشت فيه عائلتها ثلاثين عامًا. تصف الفيلم بأنه "رسالة حب إلى الوطن، تظهر ما مرت به عائلتي. أركز فيه على الذكريات والعواطف المرتبطة بفكرة مغادرة المنزل".
في فيلمه الكوميدي "سالفة" (قطر)، يتناول محمد فخرو قصة مدون طعام قطري يشترك في تطبيق ذكاء اصطناعي يعده بالحصول على عدد أكبر من المتابعين. يقول فخرو "إن الفيلم يتناول التوقعات المجتمعية التقليدية حول من نكون اليوم، في مقابل الضغوط الرقمية التي تفرضها الاتجاهات العالمية".
أما فيلم "الفتى الحزين" (قطر) لـN&LS، فيحكي قصة فتى غارق في الحزن والذكريات المؤلمة. وأشارت صانعة الفيلم إلى أنها أول تجربة لها في إخراج فيلم رسوم متحركة، وقالت: "هذا الفيلم رحلة وجدانية تربط المشاهد بالصراعات الداخلية للشخصية، وتشدد على ضرورة التعاطف والتشافي". من القصص القطرية التي تناقلتها الأجيال، أبو فانوس (قطر، المغرب) من إخراج أميرة أبو جبارة وحورية الحداد، تتناول قصة جد مسن يسعى لحماية حفيده من وجود غامض ومخيف في الظلام.
ومن المشاريع الأخرى من قطر، مشروع غفلة (لبنان، قطر) لطوني الغزال، يدور حول صانع ساعات دقيق يسابق الزمن لصنع الساعة المثالية لابنته الوحيدة، و"غربلة" (اليمن، قطر) لأفنان تاج، يتناول قصة الخادمة المخضرمة سيتا، التي تبحث سرًا بين الأمتعة المكدسة لاستعادة تذكار ثمين قبل أن يفقد إلى الأبد. أما مشروع "أنا أنت" (لبنان، قطر) لميريام سلوم، فيستكشف كيف يتسرب الإرث النفسي عبر الأجيال، ويتجلى في جوانب مختلفة من الحياة، مما يؤدي إلى آثار مدمرة.
"بالفلسطيني" (الأردن، قطر) للمخرج عبادة جرابي، يتناول رحلة رجل يبحث عن منزل له ولعائلته، متناولاً تعقيدات الهوية والانتماء وتجربة اللجوء، بينما يتتبع أصوات الصمت (كولومبيا، الولايات المتحدة الأميركية، قطر) للمخرج سباستيان ديلاسياس، قصة ابن يكافح للتصالح مع مرض والدته، ومعنى الوطن المتغير عند عودته إلى الدوحة بعد خمس سنوات.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إنجازات عربية جديدة ببلوغ أعلى قمم العالم
إنجازات عربية جديدة ببلوغ أعلى قمم العالم

الدستور

time١٩-٠٥-٢٠٢٥

  • الدستور

إنجازات عربية جديدة ببلوغ أعلى قمم العالم

الرحالة الأردني عبدالرحيم العرجانتتوالى الإنجازات العربية لأصحاب الطموح الذين نفتخر بهم ببلوغ القمم الأربعة عشر الأعلى في العالم والتي تزيد على 8000 متر عن سطح البحر برفعهم الأعلام العربية بكل اعتزاز وإيصال رسائل إنسانية إلى شرفاء العالم عبر عدسات التصوير والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.الأربعة عشرة قمة ..لقد حبانا الله على سطح الأرض بأربعة عشرة قمة يزيد ارتفاعها على 8000 متر وهو الارتفاع المسمى بنقطة الموت، حيث يتدنى عندها الأوكسجين ليصل إلى درجات الإشباع الدنيا في الهواء المحفز الرئيسي لتحرير الطاقة في الجسم، الأمر الذي ينتج عنه اختلاف نسب التركيز ما بين التفكير ووظائف الجسم المتطلب حركتها للاستمرار بالمسير والتسلق لبلوغ القمة والعودة بسلام للمخيم العلوي بكل جبل، وقلة من المغامرين والقادة والمساعدين من استطاع النجاح دون الاستعاضة باستخدام الأكسجين المخزن بالإسطوانات المحمولة، أو يكون سببا كافيا للوفاة تجمدا في مكانه، وخلال الأيام الماضية استطاع عدد لا بأس به من المتسلقين العرب بلوغ عدد من القمم بنجاح معتزين بفخر برفع أعلام بلادهم وإيصال رسالتهم الإنسانية ورفع شعارات الداعمين الممولين لهذه الرحلات والمغامرة ومن المغامرين :الشيخة أسماء آل ثاني / دولة قطرومن قطر حققت الشيخة أسماء آل ثاني بلوغ قمة مكالو 8485 مترا وهي خامس أعلى قمة في العالم ليضاف إلى سجل إنجازاتها برفع العلم القطري عليها وشعار المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إضافة إلى قمة إيفرست وامادبلام لتكون أول امراة قطرية تبلغها، بالإضافة لتسجيلها لقب أول عربية تصعد قمة مناسلو ثامن أعلى قمم العالم.وقد بدأ آل ثاني شغف صعود الجبال منذ عام 2014 حين كانت ضمن مجموعة قطرية بلغت قمة كلمنجارو الأعلى في قارة أفريقيا ليتوالى بعدها العديد من الإنجازات الدولية بالوصول إلى القطب المتجمد الشمالي ضمن فريق نسوي دولي، وثاني امراة قطرية تبلغ قمة اكونكاجوا والبراوس في روسيا، كما شغلت آل ثاني عدة مناصب قيادية في مجال الرياضة والاهتمام الكبير بالإغاثة الإنسانية ودعم المبادرات الخيرية، وتعكف الآن على إكمال تحدي «جراند سلام اكسبلورر» ورحلتها إلى ما وراء الحدود.نيلي العطار / الجمهورية اللبنانيةبلغت العطار أيضا قمة مكالو 8485 مترا بجبال الهملايا ضمن فريق متعدد الجنسيات لتسجل بذلك أول فتاة عربية تقف عليها بعد أن دخلت كتاب جينس للأرقام القياسية بأعلى تكرار رياضي لرفع الجسد بدقيقة بواسطة الإتكاء بإصبعين من كل يد، وتسجيلها لقب أول إمرأة عربية تصل قمة كي تو ثاني أعلى القمم والأصعب في عالم التسلق الجبلي، وقد بلغت قمة إيفرست عام 2022 م بالإضافة لما يزيد على 25 قمة في محتلف أرجاء العالم منذ انخراطها بهذا المجال عام 2007 م والمشاركة في العديد من سباقات المارثون.وتحمل نيلي درجة الماجستير بالبحث العلمي من جامعة كنغستون بلندن ودرجة البكالوريوس بعلم النفس من الجامعة الأمريكية في بيروت وتمتهن التدريب الرياضي في دولة الإمارات حيث تقيم، وتعتبر من مؤثري وسائل التواصل الإجتماعي حيث يتابعها ما يزيد على 132 الف مشارك حقيقي مسجلين بحسابها على نافذة الإنستغرام.سعيد المعمري / الإمارات العربية المتحدةوبعد استعداد طويل استطاع المغامر الإماراتي سعيد المعمري بلوغ قمة كانشينجونغا 8586 مترا الأعلى في الهند والتي احتاجت لجهد 55 يوما وبذلك يكون أول مواطن إماراتي يحقق هذا الإنجاز على ثالث أعلى قمم العالم رافعا علم الدولة وصورة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وعلم وزارة الدفاع وهو أحد مرتباتها، بالإضافة لشعار مجموعة كالدس القابضة راعية الرحلة حاملاً شعار السلام والتسامح منادياً به كقيمة إنسانية نبيلة في المجتمع.وفي عام 2015 أكمل المعمري تحدي أعلى قمم القارات بالإضافة إلى قمة إيفرست عام 2012م جبل الطموح والتحدي وبلوغ القطبين الشمالي والجنوبي، ويعكف على إعداد كتابه المرجعي « قمة السلام» موثقا به ما أنجزه من قمم والبالغة 131 قمة حتى اليوم وبذلك يكون قد حقق رقما تاريخيا بإصراره وعزيمته وكتاب يستحق أن يترجم لكل لغات العالم.وتعتبر هذه الرياضة التي لا تعترف بعُمر من الرياضات الأصعب والتي تحتاج لقدرة جسدية فائقة تعزز بالتدريب والمثابرة وتكيف الجسم على نقص الأكسجين وتحمل ضغط الطبيعة والأثر النفسي لعزلة المكان واختيار المعدات المناسبة لكل مرحلة، التي ساعدت التقنية الحديثة على تخفيف وزنها وملائمتها للظروف الجوية القاسية، وخلال العام ثمة موسمان آمنان لصعود الجبال، الموسم الأول الشهر الرابع والخامس وهي ضمن فترة الربيع، والثانية بالشهر العاشر ومنتصف الشهر الحادي عشر وهي ضمن فترة الخريف التي تسكن بها الريح وتهدأ العواصف وتخف حدة التقلبات الجوية، كما تعتبر من أهم عناصر سياحة الإستكشاف والمغامرة حيث تعد مصدر دخل أساسيا لكثير من العاملين بها بشكل مباشر من قادة وحمالين، وهم بالعادة من السكان المحلين الذين يعول عليهم الكثير لتحقيق الإنجاز وشركات تنظيم رحلات عبر الحدود وتوفير طائرات مروحية للتزويد والإخلاء وتأمين المستلزمات وأدوات متخصصة باهظة الثمن، كما يعد مصدر دخل للدول من تخصيص رسوم لدخول المحميات والمواقع حيث تبلغ قيمة تصريح دخول منطقة مثل جبل إيفرست 15 ألف دولار للمرة الواحدة لما بعد مخيم القاعدة، لذلك يتطلب دعما حقيقيا للمغامرين وعشاق هذه الرياضة والتي تحتمل أيضا اللاعودة والدعم والتحفيز من أصحاب الإنجازات للأخذ بيد المستجدين وتقوية عزيمتهم والثناء عليهم بروح الرياضة والوازع والإنتماء الوطني.ومن أهم الإجازات الدولية التي سجلت لهذا العام فقد كانت للرحالة ميتش هاتشكرافت المقيم بتركواي فقد بلغ قمة العالم «إيفرست» بعد سباحة مسافة 35 كلم بالقنال الإنجليزي وعبور 19 دولة على متن دراجة هوائية قاطعا مسافة 11921 كلم وجري 875 كلم لبلوغ العاصمة النيبالية كتامندو و المسير مسافة 360 كلم منها لتسلق القمة تحت شعار «من البحر إلى الجبل».

جوني تو في "قمرة": على صناع الأفلام ألا يقلقوا من الذكاء الاصطناعي
جوني تو في "قمرة": على صناع الأفلام ألا يقلقوا من الذكاء الاصطناعي

الغد

time١١-٠٤-٢٠٢٥

  • الغد

جوني تو في "قمرة": على صناع الأفلام ألا يقلقوا من الذكاء الاصطناعي

منى أبو صبح الدوحة- قال خبير ملتقى قمرة السينمائي جوني تو "إن على صنّاع الأفلام ألا يقلقوا من الذكاء الاصطناعي. هناك اليوم العديد من القنوات المختلفة لمشاهدة الأفلام. ومع وتيرة التقدم التكنولوجي، ستتطور أنواع جديدة من البرمجيات. لكن كمبدعين في صناعة المحتوى، حتى في ظل وجود الذكاء الاصطناعي، لن تنتهي أدوارنا. سنظل باقين.. ولهذا، يجب على المخرجين الشباب أن يوسّعوا آفاقهم، أن ينظروا إلى آسيا، إلى العالم بأسره، إلى الشرق الأوسط، حيث تُنجز أعمال استثنائية". اضافة اعلان جاء ذلك خلال تقديمه للندوة السينمائية الأخيرة ضمن فعاليات ملتقى قمرة السينمائي، الحاضنة السينمائية للمواهب العربية والعالمية من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام. وأضاف: "أرى فرصًا عظيمة في الدوحة. لم آتِ إلى هنا من دون سبب وجيه. كل حقبة زمنية تتيح فرصًا مختلفة، وإذا لم تتغير وبقيت على حالك، سيكون من الصعب رؤية شيء جديد يحدث." وشدد جوني تو، أحد أبرز صُنّاع السينما وأكثرهم تأثيرًا في هونغ كونغ، على أهمية التطور المستمر والتعاون العابر للحدود في صناعة الأفلام. وأعرب جوني تو، الذي يقدّم الإرشاد للمواهب المشاركة في قمرة، عن إعجابه بأحد مشاريع الأفلام القطرية، وقال: "هذا مثال على كيفية تطور أساليب صناعة الأفلام. وكيف يمكن لأي صانع أفلام، في أي مكان في العالم، أن يتطور ليصبح مخرجًا عالميًا طالما توفرت له الفرص للاستمرار." وأشار تو، الذي تمتد مسيرته لأكثر من أربعة عقود وتشمل أكثر من 50 فيلمًا، إلى أن شغفه بالسينما كان رأسماله الحقيقي في بناء مسيرته المهنية. وأضاف: "على الرغم من أنّه كان أمامي أربع مسارات مهنية محتملة، من بينها أن أكون شرطيًا، لكنني بدأت كموظف مراسلات في محطة تلفزيون TVB، وهي أكبر محطة تلفزيونية في هونغ كونغ. كان الدافع هو الشغف. كنت مصممًا منذ البداية أن أصبح مساعد مخرج خلال خمس سنوات. واصلت مراقبة الآخرين وهم يصورون الأفلام. كنت أريد بشدة أن أصنع الأفلام." وأخرج تو العديد الأفلام العالمية الشهيرة من ضمنها "انتخابات"، "وحدة المهام الخاصة"، "حياة بلا مبدأ"، وأشار إلى أن شغفه بالسينما بدأ في سنّ مبكرة عندما كان في الثامنة من عمره فقط، قائلاً: "كان والدي يعمل في مستودع قريب من دار سينما، وكان يُسمح لي بالدخول إلى الكواليس، حيث كنت أشاهد الأفلام من خلف الشاشة. كنت مضطرًا إلى الالتفات من جانب إلى آخر لمتابعة المشاهد، ولكنني وجدت أن الأفلام شيء مذهل، أقرب إلى المعجزة." وأوضح أن العمل مع عمالقة السينما في هونغ كونغ خلال السبعينيات والثمانينيات كان له تأثير بالغ عليه. وقال في هذا الصدد: "كنت محظوظًا، لأن الناس في تلك الفترة كانوا متحمسين جدًا للسينما. وكان للمخرجين الحرية في ابتكار أنواع جديدة من الأفلام ومواضيع تهم الجمهور." وبعد بداياته الأولى، بدأ في إنتاج وإخراج أفلام من خلال شركته للإنتاج ميلكي واي إيميج التي أسسها بالشراكة مع واي كا-فاي. وأضاف: "كنت قد أخرجت عدة أفلام ناجحة على شباك التذاكر، وفي عام 1995 لم أقم بإخراج أي فيلم، وبدأت بالتفكير في مستقبلي. ومع تأسيس ميلكي واي، توصلت مع واي كا-فاي إلى اتفاق بأن كل فيلم ننتجه يجب أن يكون أصليًا ومتفردًا. وحتى اليوم، لا زلنا متمسكين بهذا المبدأ". ووصف جوني تو نفسه بأنه مخرج "يعمل بالبديهة والحدس"، موضحا أنه لا يعتمد على سيناريو مكتمل مسبقا، بل يكتب السيناريو بالتوازي مع عملية التصوير. وقال: "إذا كان السيناريو جاهزًا بالكامل، لا أعرف كيف أبدأ التصوير. وإذا انتظرت حتى يكتمل، أشعر وكأن الفيلم قد أُنجز فعليًا". قدّمت الندوة السينمائية لصانع الأفلام جوني تو لمحة عميقة عن أسلوبه في تنفيذ مشاهد الحركة المعقدة، حيث شرح كيفية تصوير مشهد متواصل يمتد لسبع دقائق دون أي قطع. وأضاف: "كنا نتدرّب مع الممثلين باستخدام عصيّ طويلة نُحاكي بها الكاميرات. الكاميرا الحقيقية لا تدخل إلا في اليوم الثالث، ويبدأ التصوير الفعلي في اليوم الرابع. يجب أن تكون كل حركة دقيقة، ولا مجال لوقوع خطأ ولو من ممثل واحد." وأشار تو إلى أنه لا يشارك الكثير من التفاصيل مع ممثليه قبل التصوير، وهو ما يفسر تكرار عمله مع نفس الطاقم التمثيلي، وقال: "ليست من عادتي أن أُضيّع الوقت في شرح التفاصيل للممثل. أراهم شركائي الصامتين الذين يفهمون أسلوبي. لهذا السبب لا يمكنني تصوير أفلامي إلا في هونغ كونغ، لأن طاقم التمثيل والفريق الفني يفهمون تمامًا طريقة عملي."

صانعو الأفلام الشباب يروون تجاربهم في "قمرة" السينمائي
صانعو الأفلام الشباب يروون تجاربهم في "قمرة" السينمائي

الغد

time٠٩-٠٤-٢٠٢٥

  • الغد

صانعو الأفلام الشباب يروون تجاربهم في "قمرة" السينمائي

منى أبو صبح الدوحة- تفتح النسخة الحادية عشرة من ملتقى قمرة السينمائي؛ حاضنة المواهب السنوية من تنظيم مؤسسة الدوحة للأفلام، نافذة على تطور صناعة السينما المحلية، حيث يسير صانعو الأفلام الشباب نحو تقديم أول فيلم روائي طويل في قطر، إلى جانب التطرق إلى مواضيع تتحدى الصور النمطية. اضافة اعلان ومع احتضان 18 مشروعاً سينمائياً من قطر من قبل خبراء قمرة والمتخصصين في مجال السينما، يعكس تنوع هذه المشاريع مساهمة مؤسسة الدوحة للأفلام في بناء منظومة إبداعية مزدهرة في البلاد. ويؤكد صانعو الأفلام الشباب من قطر، بثقة: "خلال خمس سنوات، سيكون الوضع مختلفاً تماماً، وستعرض المزيد من الأفلام القطرية في صالات السينما المحلية". ملتقى قمرة.. حاضنة مشاريع صانعي أفلام صانعة الأفلام القطرية الجوهرة آل ثاني، مخرجة فيلم "ساري وأميرة" (قطر)، المشروع الروائي الطويل في مرحلة الإنتاج والمشارك في قمرة 2025، تعمل حالياً على مشروع فيلم طويل آخر استغرق 10 سنوات في كتابة نصه. ولفتت الجوهرة إلى أن السينما العربية تشهد الآن "حالة من الاندفاع نحو التألق، ولها مكان في هذه الصناعة. نادية الخاطر، ومشروعها "كالشهاب" (قطر) يدور حول شاعر محارب يدفع إلى مواجهة ماضيه، يشارك في قمرة. قالت: "أعمل مع الكثير من الشباب، وأرى أن قاعدة المواهب تتسع يوماً بعد آخر. لقد نمت ثقافة السينما في قطر بشكل كبير خلال السنوات العشر الماضية، وهناك الكثير من الأشخاص الذين يأتون اليوم بخبرات ومعرفة قوية. بعد خمس سنوات، ستكون الأمور مختلفة تماماً". صناع أفلام شباب، ومنهم مريم المحمد، الطالبة في جامعة نورثويسترن في قطر، يدفعون أيضًا بحدود السرد إلى آفاق جديدة من خلال قصص قوية ومؤثرة. فيلمها "قضاء وقدر" (قطر) يتناول قصة شابة تتحدى القيود الاجتماعية ورفض والدتها، ساعية إلى الطلاق لاستعادة حريتها واستقلاليتها. حصلت مريم المحمد على منحة من مؤسسة الدوحة للأفلام، وأضافت: "موضوع فيلمي شائع جداً، لكنه ليس من المواضيع التي يتم التحدث عنها كثيراً. أردت أن أسلط الضوء على هذه المشكلة وأدعو الناس للتفكير في أسباب الطلاق. الموضوع يحمل بعداً عالمياً أيضاً". في فيلمه "جداري مينو" (قطر)، يوثق الدكتور جمال راشد الخنجي مغامرته في صيد أكبر تونة من نوع "دوغ توث". يقول الخنجي إنه يهدف من خلال الفيلم إلى طرح قضايا العلاقات العائلية من منظور رجل عربي، مشيرًا إلى أن "الحديث مع والدتي وأطفالي هو مما يحدث خلف الأبواب المغلقة. الفيلم يغوص في مساحات نادراً ما يتم التطرق إليها، وأردت كسر الصورة النمطية للرجل في هذه المنطقة. هناك رسائل عديدة غير مباشرة موجهة إلى المجتمع". أما آمنة البنعلي، صانعة فيلم "داخل اللوحة البيضاء" (قطر)، فأشارت إلى أن صناعة الأفلام الروائية لطالما كانت حاضرة في ذهنها، وأن مؤسسة الدوحة للأفلام ساعدتها على "التدرب على تقنيات الكتابة والإخراج". يتناول فيلمها موضوع الصحة النفسية، وتقول: "ألاحظ أن العديد من الشباب أصبحوا مجمّدين بسبب انغماسهم في التكنولوجيا ووسائل التواصل، ما يشعرهم بالعجز والاكتئاب". وتناقش إيمان ميرغني، صانعة فيلم "فيلا 187" (السودان، قطر)، موضوعا شخصيا يمس الذاكرة والمكان، متناولة ألم ترك منزل عاشت فيه عائلتها ثلاثين عامًا. تصف الفيلم بأنه "رسالة حب إلى الوطن، تظهر ما مرت به عائلتي. أركز فيه على الذكريات والعواطف المرتبطة بفكرة مغادرة المنزل". في فيلمه الكوميدي "سالفة" (قطر)، يتناول محمد فخرو قصة مدون طعام قطري يشترك في تطبيق ذكاء اصطناعي يعده بالحصول على عدد أكبر من المتابعين. يقول فخرو "إن الفيلم يتناول التوقعات المجتمعية التقليدية حول من نكون اليوم، في مقابل الضغوط الرقمية التي تفرضها الاتجاهات العالمية". أما فيلم "الفتى الحزين" (قطر) لـN&LS، فيحكي قصة فتى غارق في الحزن والذكريات المؤلمة. وأشارت صانعة الفيلم إلى أنها أول تجربة لها في إخراج فيلم رسوم متحركة، وقالت: "هذا الفيلم رحلة وجدانية تربط المشاهد بالصراعات الداخلية للشخصية، وتشدد على ضرورة التعاطف والتشافي". من القصص القطرية التي تناقلتها الأجيال، أبو فانوس (قطر، المغرب) من إخراج أميرة أبو جبارة وحورية الحداد، تتناول قصة جد مسن يسعى لحماية حفيده من وجود غامض ومخيف في الظلام. ومن المشاريع الأخرى من قطر، مشروع غفلة (لبنان، قطر) لطوني الغزال، يدور حول صانع ساعات دقيق يسابق الزمن لصنع الساعة المثالية لابنته الوحيدة، و"غربلة" (اليمن، قطر) لأفنان تاج، يتناول قصة الخادمة المخضرمة سيتا، التي تبحث سرًا بين الأمتعة المكدسة لاستعادة تذكار ثمين قبل أن يفقد إلى الأبد. أما مشروع "أنا أنت" (لبنان، قطر) لميريام سلوم، فيستكشف كيف يتسرب الإرث النفسي عبر الأجيال، ويتجلى في جوانب مختلفة من الحياة، مما يؤدي إلى آثار مدمرة. "بالفلسطيني" (الأردن، قطر) للمخرج عبادة جرابي، يتناول رحلة رجل يبحث عن منزل له ولعائلته، متناولاً تعقيدات الهوية والانتماء وتجربة اللجوء، بينما يتتبع أصوات الصمت (كولومبيا، الولايات المتحدة الأميركية، قطر) للمخرج سباستيان ديلاسياس، قصة ابن يكافح للتصالح مع مرض والدته، ومعنى الوطن المتغير عند عودته إلى الدوحة بعد خمس سنوات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store