logo
دروس الفشل الأمريكي في البحر الأحمر.. اليمن سيد الموقف!

دروس الفشل الأمريكي في البحر الأحمر.. اليمن سيد الموقف!

يمني برسمنذ 2 ساعات

ترسم معركة البحر الأحمر مساراً جديداً لمستقبل المنطقة، فالهيمنة الأمريكية على الدول عبر حاملات الطائرات لم تعد مجدية، لا سيما بعد نجاح التجربة اليمنية في إذلال هذه الحاملات وقطعها الحربية في البحار.
وبقراءة متأنية، فإن الولايات المتحدة الأمريكية، لا تنظر إلى البحر الأحمر، بكونه ممراً مائياً هامشياً، وإنما يقع في صلب استراتيجيتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهي منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية كانت من أكبر الدول المتواجدة فيه، ما عطل أي دور للدول العربية المشاطئة له، بل وجعلها عرضة للتدخلات الدولية المتزايدة.
ولا يقتصر الدور الأمريكي على حماية ملاحة العدو الإسرائيلي في هذا الممر المائي المهم، فلدى أمريكا من الأطماع ما يجعلها ترابط فيه لأمد طويل، فالبحر الأحمر واحد من أهم طرق الملاحة الرئيسية في العالم، كما يعد أقصر الطرق للمواصلات التجارية والعسكرية، ولذلك سعت واشنطن إلى زيادة قوتها البحرية، بهدف السيطرة على جزره ومضائقه، وعدم السماح لأية دولة منافسة لها بأن يكون لها موطئ قدم في هذه المناطق، ولا سيما الصين.
وبالنسبة لأمريكا أيضاً، فإن البحر الأحمر يربط بين أساطيلها المنتشرة في البحار والمحيطات، فهو يصل بين الأسطول السادس في البحر الأبيض المتوسط، والأسطول الخامس في منطقة الخليج وتحديداً في البحرين، بالإضافة إلى الأسطول السابع المتمركز في المحيط الهندي، حيث تعد هذه الأساطيل ضمن أبرز الأدوات لأمريكا في احتلال البلدان أو توجيه الضربات العسكرية المباشرة لها، فقد تم استخدامها في حرب الخليج الثانية، وفي غزو العراق، واحتلال أفغانستان، وفي تعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
ولهذا، فإن أي اختلال لانسيابية الحركة العسكرية بين هذه الأساطيل، يعرض أمريكا لمخاطر كبيرة، لا سيما وأن عجز أمريكا في العبور من البحر الأحمر يفصل هذه الأساطيل عن بعضها البعض، هذا من ناحية، ويجعل أمريكا عاجزة عن العبور إلى المحيط الهندي، والتوجه صوب بلدان مهمة جداً بالنسبة لها، مثل تايوان واليابان والهند وغيرها.
من هنا، تأتي أهمية العمليات اليمنية المساندة لغزة في البحر الأحمر، والتي لم يتم استيعابها حتى الآن من قبل المواطنين اليمنيين، والمتابعين للأحداث، فالقيادة اليمنية اختارت التوقيت المناسب للمعركة، وقد كانت رعاية الله حاضرة بكل قوة، وهي الأهم في الانتصار الكبير الذي تحقق لليمن أمام الأمريكيين، حيث تعرضت البحرية الأمريكية لضربات مسددة لم تشهدها من قبل، بحسب اعترافات الأمريكيين أنفسهم، وتمكن اليمن من أن يكون سيد البحر الأحمر بلا منافس.
لقد أدرك الأمريكيون أنهم في مأزق حقيقي، فعدوانهم على اليمن لم يضعف القدرات العسكرية اليمنية، وارتكاب المزيد من الجرائم بحق المدنيين، سيراكم من حالة الغضب والاستياء عليهم سواء داخل اليمن أو خارجه.. وهنا يقفز التساؤل الرئيس أمام الخبراء الأمريكيين والقادة: ماذا لو أصر اليمنيون على منع السفن والأساطيل الحربية الأمريكية من المرور في البحر الأحمر؟
الإجابة على التساؤل كانت المقدمة للتراجع الأمريكي، والبحث عن الوساطة العمانية لإقناع اليمن وقيادته بالتوقيع على اتفاق يفضي إلى وقف العدوان الأمريكي على اليمن، مقابل عدم التعرض للسفن الأمريكية، فالضرر على أمريكا هنا سيكون كبيراً إذا تم منعهم من المرور في البحر الأحمر.
نهاية عصر الهيمنة
الآن يقول الأمريكيون بكل وضوح: لقد هُزمنا في اليمن. ثم يتحدث نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بلا خجل، مؤكداً بأن 'عصر التفوق الأمريكي المطلق قد ولى'، وأن واشنطن تواجه تحديات جديدة ليس فقط في سباق التسلح بالأسلحة الفرط صوتية، ولكن أيضًا في مواجهة التكتيكات غير المتماثلة، والأسلحة منخفضة التكلفة كالطائرات المسيرة، والتي برزت فعاليتها بشكل واضح في معركة البحر الأحمر.
رسالة فانس، بطبيعة الحال، لم تكن موجهة للداخل الأمريكي فقط، وإنما هي مزدوجة لحلفاء أمريكا، من الأوروبيين، والعدو الإسرائيلي، فاليمن الذي استطاع تأديب الأمريكيين في البحر الأحمر، هو ذاته قادر على تكرار التجربة مع أية دولة غربية، وإغلاق البحر الأحمر أمام دول أوروبا، يعني عزل الشرق عن الغرب، وعزل قارة آسيا وأفريقيا عن أوروبا، ولهذا فإن الصراع في هذه المنطقة يحتاج إلى قرارات حكيمة، وعدم التهور أو الاستعجال، لا سيما وأن القوات المسلحة اليمنية نجحت في استغلال الموقع الجغرافي لليمن في كبح جماح الهيمنة الأمريكية والغربية على المنطقة، .
تبقى الرسالة الأهم، هي للدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر، فالتجربة اليمنية أثبتت فاعليتها في صناعة المتغيرات، ولو أن هذه الدول سلكت طريق اليمن، لما اضطرت المملكة السعودية أن تخضع وتذل لترامب، وتقدم له تريليونات الدولارات، ولديها من مقومات القوة ما يجعل أمريكا وأوروبا تأتي إليها صاغرة.
ويبقى درس الهزيمة الأمريكية في البحر الأحمر ملهماً لكل دول العالم، للخروج من حالة التبعية والخضوع لأمريكا، وهي رسالة مهمة لهذه الدول بإعادة قراءة الواقع من جديد، فاليمن اليوم غير يمن الأمس، والقيادة التي يجب أن تحظى بالاعتراف والتعامل معها هي الموجودة في صنعاء، ومن الغباء بعد كل هذه التطورات أن تتعامل دول العالم مع مجلس فاشل يسكن أعضاؤه في فنادق أقل من خمسة نجوم في الرياض.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السفير أمجد العضايلة: التنسيق العربي خط أحمر لحماية القضية الفلسطينية
السفير أمجد العضايلة: التنسيق العربي خط أحمر لحماية القضية الفلسطينية

بوابة ماسبيرو

timeمنذ 33 دقائق

  • بوابة ماسبيرو

السفير أمجد العضايلة: التنسيق العربي خط أحمر لحماية القضية الفلسطينية

قدم برنامج (بيت للكل) حلقة خاصة بمناسبة الذكرى 79 لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، حيث استضاف السفير أمجد العضايلة لتسليط الضوء على مسيرة البناء الوطني بعد الاستقلال، وتناول الحوار الإنجازات في المجالات الدستورية والعسكرية، إلى جانب تحليل التحديات الجيوسياسية التي واجهتها المملكة في ظل التحولات الإقليمية. أكد العضايلة أن الأردن استطاع بناء مؤسسات دولة حديثة رغم التحديات الكبيرة، وقال: "الدستور الأردني كان نقلة نوعية في ترسيخ الحريات والمشاركة السياسية، وجعل الأردن نموذجاً للاستقرار في محيط مضطرب." وتطرق إلى دور الجيش العربي كأحد ركائز الدولة، مشيراً إلى أن تعريب قيادة الجيش في عهد الملك الحسين بن طلال رحمة الله عليه كان قراراً تاريخياً عزز السيادة الوطنية، كما أن الجيش واصل أدواره الإقليمية والدولية في حفظ السلام والمساعدات الإنسانية. وحول التحديات الجغرافية، قال: "الموقع الجغرافي للأردن فرض علينا تحديات أمنية وسياسية كبيرة، خاصة مع الأزمات في الدول المجاورة، لكن السياسات القائمة على التوازن والعدالة الاجتماعية حافظت على استقرار المملكة." وفيما يخص القضية الفلسطينية، شدد على أن الأردن ظل وفياً لثوابته في دعم الحقوق الفلسطينية، ورفض أي محاولات للتهجير أو تصفية القضية، موضحًا أن التنسيق الأردني المصري الفلسطيني يشكل خطاً أحمر لحماية المقدسات والحقوق. واختتم حديثه بالتأكيد على أن الاستقرار الأردني لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج رؤية قيادة حكيمة وشراكة حقيقية بين القيادة والشعب، مع الحفاظ على الثوابت الوطنية رغم كل العواصف الإقليمية. يذاع برنامج (بيت للكل) يوم الجمعة الساعة الحادية عشرة مساءً، أسبوعيا بالبث المشترك في توقيت واحد على شاشة القناة الأولى والفضائية المصرية والقنوات العامة بفلسطين والأردن والعراق.

الإفتاء الليبية: إذا أراد بعض الناس ترك الأضحية وإرسال ثمنها إلى غزة فهذا أولى
الإفتاء الليبية: إذا أراد بعض الناس ترك الأضحية وإرسال ثمنها إلى غزة فهذا أولى

24 القاهرة

timeمنذ 35 دقائق

  • 24 القاهرة

الإفتاء الليبية: إذا أراد بعض الناس ترك الأضحية وإرسال ثمنها إلى غزة فهذا أولى

ناقش مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدار الإفتاء الليبية مسألة التبرع بثمن الأضحية لأهل غزة ، وتوجيه الناس لإرسال أثمان ضحاياهم إلى إخوانهم في غزة؛ نظرًا لاشتداد المجاعة هناكَ. وأوضح المجلس في بيان، أنه إذا أراد بعض الناس أن يترك الأضحية ويرسل ثمنها إلى غزة فهذا أوْلَى، ما دامَ الترك جزئيًّا من بعض الناس دون بعض، ولا ينتج عنه تعطيل شعيرة الأضحية بالكلية. التبرع بثمن الأضحية إلى أهل غزة وأضاف المجلس أن مَن اعتاد التضحية بأكثر مِن أضحية، فينبغي له الاكتفاءُ بواحدة، وإرسال ثمن الزائد إلى المحاصَرين، الذين يموت بعض أطفالهم جوعًا في غزة، موضحًا أن الأضحية سنة مؤكدة في حقّ من لا تُجحِفُ به ولا تُضيّق عليه، كما هو مقررٌ عند جمهور الفقهاء، وكان بعضُ الصحابة يتعمّدون عدم التضحية، ويظهرون ذلك، مخافة أن يحسب الناس أنها فرضٌ واجب. لن أسكت.. السجن 20 يوما لضابط إسرائيلي اعترض على استمرار حرب غزة بسبب حرب غزة.. صندوق النقد: مصر فقدت 7 مليارات دولار من إيرادات القناة والدخل السياحي لـ الأردن تراجع وجاء في بيان الإفتاء الليبية: لا يزالُ إخوانُنا في غزة يواجهونَ مؤامرةَ الحصارِ الخانق، والتجويعِ القاتل، وقد اجتمعتْ عليهم آلةُ القتل الصهيونية، وتآمُر النفاقِ العربي، ولم يبقَ لهم مُعينٌ إلَّا اللهُ تعالى، وكفَى بالله نصيرًا، ثمّ قلةٌ ممن وفقَهم الله للقيامِ بواجبِ النصرة والمعونة، حسبَ قدرتِهم المحدودة.

هويتنا والصراع الفكري في العصر الحديث (4)
هويتنا والصراع الفكري في العصر الحديث (4)

الكنانة

timeمنذ 43 دقائق

  • الكنانة

هويتنا والصراع الفكري في العصر الحديث (4)

هويتنا والصراع الفكري في العصر الحديث (4) بقلم : محمد فتحى شعبان الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي من لا نبي بعده ، أشهد لله بالوحدانية و لعبده محمدا بالرسالة وأنه خاتم النبيين والمرسلين ، بعثه الله بالحق وأنه بلغه وأنه تركنا علي الصراط المستقيم وتركنا أمة واحدة لا فرق بين أعجمي وعربي ولا ابيض ولا اسود إلا بالتقوى أما بعد : فما زال الحديث مستمر عن الهوية فإن كل جماعة أو أمة تعوزها الهوية المتميزة ليمكنها المعيشة و المحافظة علي وجودها ، فالهوية هي التي تحفظ سياج الشخصية وبدونها يتحول الإنسان إلي كائن تافه فارغ تابع مقلد ، وهي بالنسبة للمجتمع تعتبر الحصن الحصين الذي يتحصن به أبناؤه والنسيج الضام والمادة اللاصقة لبنائه ، فإذا فقدت تشتت المجتمع و تنازعته المتناقضات . ولقد أدركت الأمم أن قضية الهوية قضية محورية ، فإن من لم ينتبه إليها سيذوب حتما في ثقافة غيره و ستتلاشى مميزاته الخاصة ليكون ذيلا أو ذنبا ، ولذا فإن الأمم التي تريد البقاء هي التي تحافظ علي هويتها . وما زالت الأمم تتكالب و تتكاتف علي الأمة المسلمة لمحو الهوية الإسلامية للأمة وتركها للضياع ، ومن تلك المحاولات كانت محاولة إحلال القومية محل الهوية الإسلامية . * القومية والهوية الإسلامية تعريف القومية : القومية بمفهومها العام هي جمع الناس وفق روابط الدم والعرق والتاريخ واللغة ضمن كيان سياسي وهوية واحدة بعيدة عن خصائص العقيدة و غاياتها وفي تعريف آخر هي ارتباط الناس بأرضهم و ولائهم وانتمائهم إليها و إلي عادات وتقاليد الآباء والأجداد . وبهذا فإن القومية تخالف الهوية الإسلامية إذ أن الهوية الإسلامية الرابط بين أفرادها هو الإسلام فهو عقيدة وهوية وهي هوية شاملة لشعوب كثيرة من غرب الأرض إلي شرقها . القومية تعمل علي تفرقة الأمة فتجد أهل مصر ينادون بالقومية الفرعونية واهل العراق بالآشورية وأهل المغرب بالأمازيغية وأهل تركيا بالتورانية وأهل الجزيرة بالعربية وكل يمجد في قوميتة ويتناسون أن الإسلام قد جمع الجميع تحت راية واحدة ، تعمل القومية علي إثارة النزاعات والخلافات بين الأمة . ومن أخطر ما يمكن رصده من التحديات التي تواجه الهوية الإسلامية ١/ الغزو الفكري عقائديا و اقتصاديا و ثقافيا بشتي أنواع الغزو الإعلامي والدعائى . ٢/ تقليد المستعمر المحتل بل القابلية للاستعمار . ٣/ ضعف عناية الناس وتمسكهم بفقه السلف الصالح بل وتمسكهم و إعجابهم بتقاليد أخري . ٤/ استبدال الهوية الإسلامية بالهوية التورانية أو العربية القومية . ٥/ إعجاب الشباب بالنماذج التي لا تخدم أمتنا بل تفسد عقيدة وأخلاق الأمة المسلمة . ٦/ العلمانية وأثرها التخريبي الواضح بفصل الدين عن الدولة ٧/ توجه بعض فئات المجتمع وخاصة من الشباب نحو الأفكار الغربية و الانبهار بها وجعل الغرب قدوة لهم . ٨/ الهجمة الكبيرة من بعض من يسمون بالمثقفين في مجتمعاتنا علي الهوية الإسلامية ووصفها بالتخلف والرجعية . * يتبع بإذن الله .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store