
الحاج قليل والراكب كثير
-A A A+
الحاج قليل والراكب كثير
هكذا وصف الصحابة في زمنهم حج بعضهم، ويمكن ان يرجع ذلك إلى أمور عدة منها: 1-عدم خلوص النيات: النية مطية ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) تجديد النية وتعاهد المقاصد والوجهة لله عز وجل فـ « إنما الأعمال بالنيات « فالحج لغة القصد وهذا القصد لا يكون إلا من الله وإلى الله ولله وبالله « إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم، فالقاصد لبيت الله عليه التماس العزم والإرادة في طاعة وركن الحج لله عز وجل. 2- تعظيم الأعمال الظاهرة: الحج تعظم فيه أعمال الأبدان والقربات المالية وكذلك تتعاظم فيه أعمال القلوب. فالعبادة: هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة. فأمر العبادات الظاهرة معلوم بين الناس ؛ أما أعمال القلوب فهي خفية بين العبد وربه وهي تحتاج إلى مصلحات أعمال القلوب وهي الأعمال التي محلها القلب وأعظمها الإيمان بالله عز وجل ومنها التصديق الانقيادي والإقرار بالمحبة التي تقع في قلب العبد لربه ومعبوده والخوف والرجاء والإنابة والتوكل ونحوها. « إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم « وما أحوج الحجاج إلى رافعات الإيمان من مصلحات أعمال القلوب والبعد كل البعد عن مفسدات أعمال القلوب. 3- الانشغال بالمباحات: من مداخل إبليس الرجيم على العبد المؤمن حينما تلبسه بالطاعات والعبادات ؛ اشغالهم بما أباح الله من مطعم أو مأكل أو ملبس أو مركوب أو أشياء تعارفها الناس بينهم كالجوال ونحوه. والحج طاعة كلية في أيام معدودات والاتصال فيها الدائم مع الله مقصد مطلوب ومرغوب والابتعاد عن كل ما يكدر هذا التواصل المباشر. ومن شأن العبد الذي وفقه الله للطاعة أن ينغمس في الأعمال الصالحة حتى لا يرى إلا هي. ولله در القائل « إذا غرق القلب في المباح أظلم «. 4- البحث عن الرخص الشرعية: يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين ءامنوا ادخلوا في السلم كافة ) وعلى من أراد الحج أن يتلبس بالعزائم ويجتنب الرخصة دون مبررها وأسبابها ومقدماتها يقول الشاطبي: « فالأحرى بمن يريد براءة ذمته وخلاص نفسه الرجوع إلى أصل العزيمة « فالحج طاعة وعزيمة وبعض الحجاج سامحهم الله يظهر منهم تتبع الرخص والبحث عن السهولة والتيسير دون داعٍ ولهذا قال بعض السلف: « من تتبع الرخص فقد تزندق «. 5- فقدان الأولويات من القضايا الجوهرية هي ترتيب المهمات العاجلات المتعديات واهمال المهمل و المتمهل و القاصر. ولهذا قال العلماء تقديم العمل المتعدي نفعه إلى الغير على العمل القاصر نفعه على صاحبه. وذكر العلماء مثالاً عن ذلك من حج حجة الفريضة ؛ ويريد أن يحج حجة نافلة وكان الحج سيكلفه الكثير من المال فإن الأولى أن ينفق هذا المال على من يحتاج إليه كمساعدة للفقراء والمنكوبين والمعوزين وغيرهم. ووالله كيف نتنعم في نعم الدنيا وأهالينا في غزة تحت القصف والجوع وبالله هل يطيب لنا التلبس بالنوافل وغيرنا في غزة لا يقوى على القيام بالفرض لعدم الأمن و الأكل والشرب والملبس وتالله لتسألن يومئذ عن النعيم. فالله الله في أهل غزة ونصرتهم وامدادهم بالنصرة ورفع ما أصابهم ومددهم بالدعاء ودعمهم بما أرفل الله علينا من آلائه العظيمة ونعمه الجسمية. واختم بما قاله ابن الجوزي رحمه الله: « فرقة... اغتروا بالحج فيخرجون إلى الحج من غير خروج عن المظالم، وقضاء الديون، واسترضاء الوالدين، وطلب الزاد الحلال، وقد يفعلون ذلك بعد حجة الإسلام، ويضيعون في الطريق الصلاة والفرائض، ولا يحذرون في الطريق من الرفث والخصام....ثم يحضر البيت بقلب ملوَّث برذائل الأخلاق وذميم الصفات». @maffatih

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 16 ساعات
- العرب القطرية
الأوقاف تدعو إلى الإكثار من الأعمال المستحبة
الدوحة- قنا دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المسلمين إلى الإكثار من الأعمال المستحبة في يوم عرفة، من خلال الصيام والإكثار من الدعاء والذكر والتهليل والتكبير، والتوبة النصوح، والاستغفار، وقراءة القرآن الكريم، والصدقة، وعموم الأعمال الخيرية. كما حثت الوزارة، في بيان أصدرته أمس بمناسبة اقتراب يومي عرفة والأضحى المباركين، على أداء صلاة العيد في يوم الأضحى المبارك، والتكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وصلة الرحم، وزيارة الأقارب والأصدقاء، وإدخال السرور على الأهل والأطفال، والصدقة والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين. وفيما يلي نص البيان الصادر من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فإننا نعيش في هذه الأيام المباركة من شهر ذي الحجة، وخاصة ما نستقبل من يوم عرفة، ويوم الأضحى، وهما من أعظم الأيام عند الله تعالى، ولهما فضائل جليلة، وأعمال مستحبة. فضل يوم عرفة وما يتعلق به: يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، وهو يوم عظيم، له مكانة خاصة في الإسلام، فهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة) رواه مسلم. وهو يوم إكمال الدين، حيث نزل قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، كما أن دعاء يوم عرفة مستجاب، قال صلى الله عليه وسلم: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة) رواه الترمذي، ويستحب لغير الحاج صيام يوم عرفة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (صيام يوم عرفة، إني أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده) رواه مسلم. ومن الأعمال المستحبة في هذا اليوم المبارك الإكثار من الدعاء والذكر والتهليل والتكبير، والتوبة النصوح، والاستغفار، وقراءة القرآن الكريم، والصدقة، وعموم الأعمال الخيرية. فضل يوم الأضحى، والتقرب بالأضاحي: يوم الأضحى هو اليوم العاشر من ذي الحجة، وهو يوم العيد الأكبر للمسلمين، وهو يوم النحر، والأضحية فيه سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي من أفضل القربات في هذا اليوم المبارك. وتكون الأضحية من بهيمة الأنعام: الإبل والبقر والغنم (الضأن والماعز)، وأن تبلغ السن المعتبرة شرعاً، وأن تكون سليمة من العيوب المانعة، وأن تُذبح في الوقت المحدد شرعاً من بعد صلاة العيد إلى غروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق. ومن أعمال يوم الأضحى - كذلك - أداء صلاة العيد، والتكبير من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، وصلة الرحم، وزيارة الأقارب والأصدقاء، وإدخال السرور على الأهل والأطفال، والصدقة والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين. فإننا لهذا نهيب بالمسلمين جميعاً اغتنام هذه الفرصة من مواسم الخير، واستغلال هذين اليومين المباركين في الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار، وأداء العبادات والطاعات، والتوبة النصوح، وصلة الأرحام، والبر، والإحسان إلى الناس. وفّق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وتقبل من الجميع صالح الأعمال، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.


جريدة الوطن
منذ 16 ساعات
- جريدة الوطن
فرص لا تفوت.. في أيامٍ عظيمة
حين تشرق شمس شهر ذي الحجة، فإنها لا تشرق على أيام عادية، بل على أيامٍ اختارها الله من بين سائر العام، لتكون مواسم للخير، وميدانًا واسعًا لمن أراد أن يتقرب إليه، مهما كانت قدراته وظروفه. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر»، أي العشر الأولى من ذي الحجة، وهذا فضلٌ عظيم، لا ينبغي أن يمر علينا مرور الكرام. ولأن الله عز وجل كريمٌ رحيم، فقد فتح أبوابًا كثيرة للعمل الصالح في هذه الأيام، تناسب كل شخص حسب طاقته وقدرته. فإن لم تستطع الصيام، فلك أن تذكر الله كثيرًا، تهلِّل وتكبِّر وتحمد، فهذه عبادةٌ جليلة يغفل عنها كثيرون. وإن لم تستطع الحج، فلك أن تساهم في تفريج كربة محتاج، أو ترسل أضحيتك إلى من لا يجد قوت يومه. وإن لم يكن في وسعك الإنفاق، فتبسُّمك في وجه الناس صدقة، وكفّ أذاك عنهم عبادة، وإحسانك في عملك قربى إلى الله. الأعمال الصالحة ليست محصورة في العبادات الظاهرة فقط، بل حتى صِلة الرحم، وبرّ الوالدين، والدعاء بصدق للمسلمين، من أعظم القُربات. ولو خصصت من وقتك عشر دقائق فقط كل يوم لتقرأ شيئا من القرآن، أو تصلي ركعتين تطوّعًا، أو تراجع قلبك وتستغفر الله، فإنك تكون بذلك قد شاركت في هذا الموسم العظيم، ولم تُحرم خيره. كم من أناسٍ لا يستطيعون الصوم لأسباب صحية، أو لا يملكون المال للحج أو الأضحية، لكنهم أكثر الناس ذِكرًا لله، وأصدقهم دعاء، وأقربهم إلى ربهم خُلقًا ورفقًا بالناس، وهؤلاء هم الفائزون حقًّا. الفرص متاحة، والأبواب مفتوحة، والموسم قصير. فلا تجعل مشاغلك أو ضعفك يحرمك الأجر، واجعل لنفسك نصيبًا من هذه الأيام. ابدأ من اليوم، بخطوة واحدة، ولو يسيرة.. وستجد بركةً في وقتك، وطمأنينةً في قلبك، وسعةً في رزقك، بإذن الله. ولا تنسوا في هذه الأيام المباركة الدعاء لأهلنا في غزة، فالدعاء سهم لا يخطئ، وأقرب ما نكون فيه إلى ربنا حين نرفع أكفّنا نطلب نصرة لإخواننا، وفرجًا لكربهم، ورحمة لشهدائهم، وشفاءً لجرحاهم. فالدعاء في هذه الأيام عظيم الأثر، فاجعلوه في صدارة أعمالكم.


العرب القطرية
منذ 16 ساعات
- العرب القطرية
قطر الخيرية توفر مياه الشرب النظيفة لأكثر من 12500 شخص بباكستان
الدوحة - العرب في خطوة نوعية لمعالجة النقص المزمن في المياه بمناطق نائية في باكستان، تمكنت قطر الخيرية، بدعم أهل الخير في قطر، من إنشاء 17 محطة مائية تعمل بالطاقة الشمسية في إقليم السند، منها 9 محطات في منطقة خيرپور و8 في منطقة سانغار، بهدف وفير مياه شرب نظيفة وآمنة لأكثر من 12,750 شخصا. الطاقة المستدامة تأتي هذه المبادرة في إطار جهود قطر الخيرية في مجال المياه والإصحاح، وتهدف من خلالها إلى تسخير الطاقة المستدامة لتأمين المياه الصالحة للشرب للفئات الأكثر هشاشة، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص أو انهيار البنية التحتية التقليدية للمياه. ولا تزال مسألة الحصول على مياه شرب آمنة تمثل تحديا كبيرا في كل من منطقتي خيربور وسانغار. ففي خيربور، تُظهر التقديرات أن نحو 40% من المياه الجوفية ملوثة وغير صالحة للاستهلاك البشري، في حين أن 3 فقط من أصل 20 منظومة مياه عامة تعمل حاليا. بينما تتطلب المحطات المتوقفة عن العمل تكاليف باهظة لإعادة تأهيلها. أما في سانغار المجاورة، فإن ما يقارب نصف المياه الجوفية غير صالحة للشرب. تغير المناخ وبهذه المناسبة، أكد السيد فؤاد حسين شاه، نائب مفوض منطقة خيربور، على أهمية معالجة أزمة المياه في المناطق الريفية، خاصة في ظل موجات الحر الشديدة المرتبطة بتغير المناخ. وقال: «دعم المنظمات الإنسانية مثل قطر الخيرية ضروري لضمان وصول المياه النظيفة إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها»، معربا عن أمله في استمرار التعاون لدعم المجتمعات الضعيفة. أما على الأرض، فقد بدأت نتائج المشروع بالظهور بشكل ملموس، حيث يقول المستفيد رسول بَخش، البالغ من العمر 58 عاما من خيربور: «بسبب تلوث المياه، كنا نعاني من الأمراض مثل الإسهال والملاريا. أما اليوم يشرب أطفالنا ماء نظيفا ويستخدمونه حتى في الوضوء. الوضع تغيّر بالكامل بفضل قطر الخيرية.» وفي سانغار، تتحدث المستفيدة صوبيا آيات، عن معاناة قريتها خلال فيضانات 2022 التي قطعت عن سكانها مصادر المياه النظيفة: «اضطررنا إلى شرب المياه المالحة والملوثة، ما أدى إلى انتشار الأمراض. أما اليوم، فبفضل محطة المياه الشمسية التي أنشأتها قطر الخيرية، أصبح لدينا ولماشيتنا ماء نظيف. نحن ممتنون جدا لأهل الخير في قطر وقطر الخيرية». جدير بالذكر أن قطر الخيرية في عام 2024 وحده، تمكنت من إنشاء 106 مضخات يدوية، و14 محطة مياه شمسية، و12 محطة مياه شمسية عميقة، بالإضافة إلى دورات المياه، استفاد منها أكثر من 40,400 شخص. وتدعو قطر الخيرية أهل الخير من المواطنين والمقيمين إلى اغتنام فضل العشر الأوائل من ذي الحجة، والمبادرة في دعم المشاريع الخيرية، خاصة مشاريع المياه والإصحاح، لما تحمله هذه الأيام من مكانة عظيمة في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة. طرق التبرع وقد وفرت قطر الخيرية طرقا ميسّرة ومتنوعة للتبرع من خلال: موقع قطر الخيرية الالكتروني: التطبيق الرسمي: كما يمكن للراغبين في التبرع للحملة التواصل عبر خدمة «المحصل المنزلي» من خلال تطبيق قطر الخيرية للوصول إليهم حيثما كانوا، أو من خلال التواصل مع موظفي مركز الاتصال على الرقم: 44290000، أو عبر فروع قطر الخيرية ومحصليها في المجمعات التجارية.