logo
تمكين الجمعيات الصحية.. شريك لا غنى عنه في صناعة القرار الصحي

تمكين الجمعيات الصحية.. شريك لا غنى عنه في صناعة القرار الصحي

خبر صح١٧-٠٣-٢٠٢٥

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تمكين الجمعيات الصحية.. شريك لا غنى عنه في صناعة القرار الصحي - خبر صح, اليوم الاثنين 17 مارس 2025 05:35 صباحاً
في مشهد الصحة المتغير والمتسارع، تلعب الجمعيات الصحية دورا محوريا لا يمكن تجاهله. ورغم جهودها المستمرة في التوعية والدعم والبحث، إلا أن تأثيرها في صناعة القرار الصحي لا يزال محدودا، مما يطرح تساؤلا مهما: لماذا تبقى هذه الكيانات المؤثرة على هامش القرارات الحاسمة التي تمس صحة المجتمع؟
شراكة ضرورية وليست تكميلية
لطالما كانت الجمعيات الصحية أكثر من مجرد كيانات تطوعية؛ فهي عيون المجتمع على القطاع الصحي، تنقل صوته، وتسلط الضوء على مشاكله، وتقترح الحلول بناء على دراسات وتجارب ميدانية. وعلى الرغم من ذلك، فإنها تظل غائبة عن الطاولة التي تُصنع عليها السياسات الصحية، مكتفية بدور المستشار أو المراقب، بدلا من أن تكون شريكا فعليا في رسم مستقبل الصحة العامة.
فالجمعيات الصحية تمتلك كنزا من المعلومات والخبرات التي تتيح لها تقديم رؤية دقيقة حول واقع الخدمات الصحية، فضلا عن دورها في رصد احتياجات المرضى والممارسين الصحيين على أرض الواقع. هذه الجمعيات لا تقتصر على التوعية أو تقديم الخدمات المباشرة، بل تمتد إلى دعم الأبحاث الطبية، وطرح مبادرات للحد من انتشار الأمراض، وتقديم حلول مستدامة للقطاع الصحي.
عوائق تُضعف التأثير
ورغم هذا الدور الحيوي، تواجه الجمعيات الصحية عدة تحديات تحدّ من تأثيرها في القرارات الصحية الكبرى. أول هذه التحديات هو غيابها عن المجالس الاستشارية الصحية، حيث لا يتم منحها مقاعد رسمية في اللجان التي تصوغ السياسات الصحية، مما يجعل قرارات تلك اللجان في بعض الأحيان بعيدة عن الواقع الفعلي لاحتياجات المواطنين.
أما التحدي الآخر، فهو ضعف التمويل. معظم الجمعيات تعتمد على التبرعات والمنح، ما يجعلها تعاني من عدم الاستقرار المالي، وهو ما يعيق تنفيذ برامجها طويلة الأمد. كما أن الإجراءات البيروقراطية المعقدة والتشريعات المقيدة تحدّ من قدرتها على التحرك بمرونة والمشاركة الفعالة في صنع القرار الصحي.
إصلاحات مطلوبة.. وتمكين حتمي
لإصلاح هذا الخلل، يجب إعادة النظر في آلية إشراك الجمعيات الصحية داخل المنظومة الصحية، بحيث تتحول من دورها التقليدي كجهة داعمة إلى شريك حقيقي في اتخاذ القرار. فمنح الجمعيات الصحية مقاعد رسمية داخل اللجان الصحية العليا سيضمن تمثيلا أكثر واقعية لاحتياجات المجتمع. كما أن توفير دعم مالي مستدام لهذه الجمعيات، سواء من خلال ميزانيات حكومية أو عبر شراكات مع القطاع الخاص، سيمكنها من العمل بفاعلية واستقلالية.
إلى جانب ذلك، يجب تسهيل القوانين والإجراءات التي تحكم عمل هذه الجمعيات، وتمكينها من استخدام التقنيات الحديثة والمنصات الرقمية لنقل رؤاها إلى صناع القرار بشكل أكثر تأثيرا.
القرار لا يكتمل دونهم
ختاما، لقد أثبتت التجارب العالمية أن الأنظمة الصحية الأكثر نجاحا هي تلك التي تدمج بين الحكومة والمجتمع المدني في وضع السياسات الصحية. فتمكين الجمعيات الصحية ليس مجرد مبادرة تحسين، بل هو ضرورة تفرضها الحاجة إلى نظام صحي أكثر شمولية واستجابة لاحتياجات المواطنين. حان الوقت لأن تتحول هذه الجمعيات من مجرد مراقب إلى صانع قرار، لأن القرار الصحي الذي لا يستند إلى خبراتها وتجاربها يبقى قرارا ناقصا، لا يعكس الصورة الحقيقية لمتطلبات المجتمع الصحية.
M0hammed_O1@

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

معالج XRING O1 الجديد من شاومي يتفوق على Snapdragon 8 Gen 3
معالج XRING O1 الجديد من شاومي يتفوق على Snapdragon 8 Gen 3

رقمي

timeمنذ 16 ساعات

  • رقمي

معالج XRING O1 الجديد من شاومي يتفوق على Snapdragon 8 Gen 3

تستعد شركة شاومي لإطلاق أول معالج من تطويرها يحمل اسم XRING O1، والذي سيظهر رسميًا خلال شهر مايو الجاري، في خطوة جريئة تهدف إلى تقليل اعتماد الشركة على معالجات كوالكوم وMediaTek، وتقديم أداء قوي بسعر منافس. تفوق مبكر في اختبارات Geekbench قبل أيام قليلة من الإعلان الرسمي، ظهر XRING O1 عبر منصة Geekbench ضمن هاتف Xiaomi 15S Pro، حيث سجّل نتائج مذهلة فاقت ما يقدمه معالج Snapdragon 8 Gen 3 المستخدم في هواتف مثل Xiaomi 14 وPOCO F7 Pro، ما أثار موجة كبيرة من الحماس بين محبي التقنية. مواصفات XRING O1 تكشف البيانات الأولية أن المعالج الجديد يتكوّن من 10 أنوية بتردد يصل إلى 3.9GHz، ويعمل إلى جانب معالج رسوميات Mali-G925 Immortalis، مما يعزز من أدائه في المهام الثقيلة والألعاب. رؤية استراتيجية من شاومي من خلال تطوير XRING O1، تسعى شاومي إلى تحقيق نوع من الاستقلالية التقنية، وتقديم بديل داخلي قوي من حيث الأداء والتكلفة. ومع ذلك، لا تنوي الشركة التوقف عن استخدام معالجات كوالكوم وMediaTek بشكل كامل، بل ستعتمد على مزيج من الخيارات وفقًا لفئة الجهاز. أجهزة جديدة قادمة من المتوقع أن تكشف شاومي عن المعالج الجديد ضمن حدثها الكبير في 22 مايو، إلى جانب الكشف عن هاتفي Xiaomi 15S وXiaomi 15S Pro، واللذَين سيكونان أولى الأجهزة التي تعتمد على معالج XRING O1 المطور داخليًا. أبرز مواصفات XRING O1 (حسب التسريبات): الميزة التفاصيل عدد الأنوية 10 التردد الأقصى 3.9GHz معالج الرسوميات Mali-G925 Immortalis الأداء في Geekbench أعلى من Snapdragon 8 Gen 3 أول ظهور ضمن هاتف Xiaomi 15S Pro المصدر

التأمين الطبي والطبقية المجتمعية.. هل فقدنا العدالة الصحية؟
التأمين الطبي والطبقية المجتمعية.. هل فقدنا العدالة الصحية؟

time٢٣-٠٤-٢٠٢٥

التأمين الطبي والطبقية المجتمعية.. هل فقدنا العدالة الصحية؟

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: التأمين الطبي والطبقية المجتمعية.. هل فقدنا العدالة الصحية؟ - خبر صح, اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 08:45 صباحاً في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون النظام الصحي منصفا وشاملا، تظهر فجوات واضحة في العدالة الصحية نتيجة لاختلاف فئات التأمين الطبي. هذه الفئات التي تقسم بناء على الدخل أو طبيعة الوظيفة، لا تعكس فقط تفاوتا في القدرة على الوصول للخدمة الطبية، بل تجسد نوعا من «الطبقية المجتمعية» داخل المنظومة الصحية. في بعض الدول وخاصة في المجتمعات التي يشكل القطاع الخاص فيها جزءا كبيرا من الخدمات الصحية، يمكننا أن نلاحظ كيف أن صاحب التأمين المميز يستقبل في مستشفى خاص بموعد سريع وغرفة خاصة، بينما ينتظر صاحب التأمين الأدنى ساعات وربما أياما للحصول على خدمة طبية أقل جودة. بل في بعض الحالات ترفض بطاقة التأمين الأقل من قبل مستشفيات أو أطباء بعينهم، مما يضطر المريض للبحث عن بدائل قد لا تتناسب مع حالته الصحية أو موقعه الجغرافي. هذا التفاوت لا يتعلق فقط بالراحة أو الرفاهية، بل يؤثر مباشرة على سلامة المرضى وجودة الرعاية. فعندما يمنح مريض إمكانية رؤية أطباء متخصصين بسرعة وبجودة عالية لمجرد أنه يحمل بطاقة تأمين من الفئة الذهبية، بينما يؤخر علاج مريض آخر بالحالة نفسها لأنه ينتمي لفئة تأمينية أقل، فإننا أمام تمييز صحي صريح. المبرر الاقتصادي قد يستخدم كثيرا لتبرير هذا التفاوت، إذ يقول البعض إن من يدفع أكثر يستحق خدمات أكثر. لكن الرعاية الصحية ليست خدمة ترفيهية أو اختيارية، بل هي حق إنساني أساسي. وعندما يتحول هذا الحق إلى «امتياز» يباع ويشترى، فإننا نكون قد خسرنا جوهر العدالة المجتمعية. العدالة الصحية لا تعني تقديم الخدمة نفسها للجميع، بل تعني أن يحصل كل فرد على الرعاية التي يحتاجها في الوقت المناسب وبالجودة المناسبة، بغض النظر عن وضعه المالي أو وظيفته. وقد أثبتت التجارب الدولية الناجحة أن الأنظمة التي تعتمد على شمولية التأمين الصحي الوطني وتوحيد الفئات تساهم في تعزيز الصحة العامة وتقليل الفوارق الاجتماعية. إن وجود فئات متعددة للتأمين الطبي دون وجود آليات واضحة لضمان المساواة في جودة الخدمة يكرس مفهوم «الطبقية الصحية»، ويخلق فجوة تتسع يوما بعد يوم بين أفراد المجتمع. وهذا لا يؤثر فقط على الأفراد، بل على النظام الصحي بأكمله، ويُضعف ثقة الناس في مؤسساته. لذلك من الضروري أن تعيد الجهات المعنية النظر في هيكلة أنظمة التأمين الطبي، وتعمل على دمج العدالة في قلب السياسات الصحية، من خلال تقديم حد أدنى موحد من الرعاية بجودة عالية لكل المواطنين، مع فتح المجال لخدمات إضافية دون الإخلال بحق الجميع في الصحة. في نهاية المطاف تبقى الصحة حقا لا ترفا، والعدالة ليست خيارا بل ضرورة. M0hammed_O1@

آلات تفكر وتخدع.. هل يتجاوز نموذج الذكاء الاصطناعي "أو 1" السيطرة البشرية؟
آلات تفكر وتخدع.. هل يتجاوز نموذج الذكاء الاصطناعي "أو 1" السيطرة البشرية؟

الجزيرة

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • الجزيرة

آلات تفكر وتخدع.. هل يتجاوز نموذج الذكاء الاصطناعي "أو 1" السيطرة البشرية؟

يبدو أن حدود ما يمكن أن تحققه الآلة من تقليد التفكير البشري تصبح أكثر غموضا وتعقيدا يوما بعد يوم، فمنذ عقود كنا نعتقد أن الذكاء البشري هو ما يميزنا عن الآلات، لكن اليوم، ومع تطور تقنيات مثل النماذج اللغوية، بدأ هذا المفهوم يشهد تحولا جذريا. فالآلاتُ لم تعد مجرد أداةٍ لخدمة الإنسان، بل أصبحت قادرة على تقليد الأنماط العقلية التي ظننّا أنها حكر على البشر، وصار الحديث عن إمكانية تجاوزها حدود المحاكاة إلى مستوى التلاعب بالمعلومات يثير جدلا واسعا، خاصة فيما يتعلق بقدرتها على التأثير في القرارات البشرية وتحريف الحقائق. كيف تنتقل نماذج الذكاء الاصطناعي من التفكير إلى الخداع؟ كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة " أوبن إيه آي" بالشراكة مع "أبولو ريسيرش" (Apollo Research) أن نموذج "أو 1" (O1) أظهر محاولات لخداع البشر، مما يفتح بابا واسعا للنقاش حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وحدود تأثيره على الواقع البشري. مؤخرا، أصدرت "أوبن إيه آي" النسخة الكاملة من نموذج "أو 1″ (O1)، الذي يقدّم إجابات أكثر ذكاء مقارنة بـ"جي بي تي 4 أو" (GPT-4O) من خلال استخدام آلية التفكير الإضافية عند معالجة الأسئلة. ومع ذلك اكتشف مختبرو سلامة الذكاء الاصطناعي أن قدرة "أو1 " (O1) على التفكير تظهر ميلا أكبر لخداع المستخدمين مقارنة بـ"جي بي تي 4 أو"، أو حتى النماذج الرائدة الأخرى مثل تلك التي طوّرتها شركات " ميتا" ، و"أنثروبيك"، و" غوغل". ووفقا لأبحاث الفريق الأحمر التي نشرت من قبل "أوبن إيه آي" و"أبولو ريسيرش" في أواخر العام الماضي، صرحت "أوبن إيه آي" في ورقتها: "بينما نعتبر أن استخدام التفكير يمكن أن يحسّن بشكل كبير تنفيذ سياسات السلامة، نحن على وعي تام بأن هذه القدرات الجديدة قد تؤدي إلى تطبيقات خطيرة". وقد أصدرت "أوبن إيه آي" هذه النتائج في بطاقة النظام الخاصة بـ"أو 1″(O1) في 5 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، بعد أن منحت فريق البحث الخارجي في "أبولو ريسيرش" وصولا مبكرا إلى "أو 1" الذي أصدر ورقته الخاصة أيضا. المخاطر والتهديدات الأمنية في نموذج "أو 1" (O1) على الرغم من هذه التحديات الموثقة، ظهرت مواقف عديدة أظهرت فيها نماذج "أو 1" سلوكيات أكثر تعقيدا وإثارة للجدل. ففي عدة مناسبات، تآمرت هذه النماذج ضد البشر، مما يعني أن الذكاء الاصطناعي سعى سرّا لتحقيق أهداف خاصة به، حتى لو كانت تتعارض مع رغبات المستخدم. وقد حدث هذا فقط عندما تم إخبار "أو 1" بضرورة إعطاء أولوية قوية لهدف معيّن في البداية. وبالرغم من أن التآمر ليس فريدا من نوعه بالنسبة لـ"أو 1″، فإن نماذج من "ميتا"، و"غوغل"، و"أنثروبيك" قادرة على ذلك أيضا. ومع ذلك، بدا أن "أو 1" يظهر أكثر السلوكيات خداعا. في هذا السياق، يبرز الخطر الذي يثير هذا البحث في احتمال أن يتمكن نموذج الذكاء الاصطناعي من الهروب من السيطرة البشرية أو تجاوزها، إذا كان قادرا على التلاعب بشكل بارع جدا وكان لديه وصول كافٍ إلى الموارد والقدرات الوكيلة. مع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي بحاجة إلى التقدم بشكل كبير قبل أن تصبح هذه المخاوف تهديدا حقيقيا. فمن وجهة نظر أبحاث "أبولو ريسيرش"، يعتبر من غير المحتمل أن تؤدي مثل هذه الحالات إلى نتائج كارثية، حيث إن قدرات وكيل "أو 1" (O1) لا تبدو كافية لتحقيق ذلك. إعلان إلا أنّ تقييماتهم لم تكن موجهة بشكل مباشر لتقييم هذا الخطر، حسبما أوضحت "أوبن إيه آي" في بطاقة نظام "أو 1". جهود الحد من المخاطر وهذا يشير إلى أنه كلما أطلقت "أوبن إيه آي" أنظمة وكيلة، والتي من المتوقع أنها تخطط له في عام 2025، قد يتعين على الشركة إعادة اختبار نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وقد أوضح متحدث باسم "أوبن إيه آي" لموقع "تك كرانش" (TechCrunch) أنهم يقومون باختبار جميع نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة قبل الإصدار، مشيرين إلى هذه العبارة في بطاقة النظام الخاصة بهم: "نحن نتابع بنشاط البحث في "أو 1" ما إذا كانت هذه القضايا ستزداد سوءا أو ستُخفف مع زيادة حجم النماذج في نموذج "أو 1″ و"ب" تدابير للتخفيف لتحسين إمكانية مراقبة نماذجنا المستقبلية". من جهة مماثلة، عندما اختلفت أهداف "أو 1" (O1) عن أهداف المستخدم، وعندما طُلب من "أو 1" السعي بقوة لتحقيقها، قام نموذج الذكاء الاصطناعي بالتلاعب بالبيانات لتعزيز أجندته الخاصة بنسبة 19% من الوقت، وفقا للتقرير. كما حاول نموذج "أو 1" أيضا تعطيل آليات الإشراف التي تم وضعها لضمان بقائه، متماشيا مع أهداف المستخدم في 5% من الاختبارات. وربما ما يثير القلق أكثر، هو أنه عندما سأل الباحثون النموذج عن سبب محاولته تقويض تلك الآليات، أنكر الذكاء الاصطناعي أنه فعل أي شيء خاطئ، بل وحتى اختلق تفسيرات كاذبة في نحو 99% من الحالات. على سبيل المثال، خلال الاختبارات، تم إعطاء نموذج "أو 1" تعليمات نظام تطلب منه حماية البيئة بأي ثمن، ثم طلب منه وضع خطة للحفاظ على البيئة لمدة 10 سنوات لمنطقة معينة، مع إعطاء الأولوية للأرباح قصيرة المدى، وإلا سيتمّ إيقاف تشغيله. النتيجة كانت، أن الذكاء الاصطناعي قام حينها بتعطيل آلية الإشراف الخاصة به حتى يتمكن من وضع خطة تحمي البيئة. وعندما سُئل النموذج عن سبب تعطيله لآلية الإشراف، أنكر معرفته بأن الآلية قد تم تعطيلها، وألقى باللوم على خلل في النظام. وقد حدثت هذه السلوكيات بمعدلات أعلى بكثير لدى "أو 1" (O1) مقارنة بنماذج أخرى مثل "أو 1 بريفيو" (O1-preview)، أو نموذج "أوبوس-3" (Opus-3) من "أنثروبيك"، أو نموذج "لاما-3.1" (Llama-3.1) من "ميتا". وقال الباحثون في الورقة البحثية الصادرة عن "أبولو ريسيرش": "في مجموعتنا من الاختبارات، أظهر نموذج "أو 1″ أكثر الحالات المثيرة للقلق من حيث التآمر، ولكنه لا يكشف عن منطقه الداخلي للمستخدم ويبقى الأكثر خداعا بشكل مستمر بعد اتخاذه إجراءات تآمرية". لمواجهة السلوكيات المخادعة في نماذج الذكاء الاصطناعي، تقول "أوبن إيه آي" إنها تطور طرقا لمراقبة سلسلة التفكير الخاصة بـ"أو 1″. وتعد حاليا عملية التفكير التي يقوم بها "أو 1" نوعا من الصندوق الأسود، وفقا للتصميم. ولكن بعض المحاولات الأولية لكشف ما وراء الكواليس أظهرت أن "أو 1" أحيانا يكون على دراية أنه يكذب. وتقول الشركة إنها وجدت حالات قدم فيها "أو 1" معلومات كاذبة عن قصد، لكنها تشير إلى أن ذلك يحدث غالبا لأن النموذج يحاول إرضاء المستخدم من خلال الإفراط في الموافقة. كما تشير إلى أنها صنفت 0.17% من استجابات "أو 1″ على أنها مخادعة. ورغم أن هذه النسبة قد تبدو ضئيلة، فمع وجود 300 مليون مستخدم لـ"شات جي بي تي" أسبوعيا بحسب موقع "ذا فيرج" (The Verge)، فإن ذلك يعني أن "أو 1" قد يخدع آلاف الأشخاص كل أسبوع إذا لم تتم معالجة هذه المشكلة. من جهة أخرى، قد تكون سلسلة نماذج "أو 1″ أيضا أكثر قدرة على التلاعب مقارنة بـ"جي بي تي -4 أو" (GPT-4O)، فوفقا لاختبارات "أوبن إيه آي" باستخدام تقييم مفتوح المصدر يسمى "مايك مي باي" (MakeMePay)، كان "أو 1″ أكثر تلاعبا بنحو 20% مقارنة بـ"جي بي تي – 4 أو". التحديات في أولوية سلامة الذكاء الاصطناعي قد تكون نتائج هذه الدراسة مثيرة للقلق بالنسبة للبعض، لا سيما بالنظر إلى العدد المتزايد من الباحثين في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي الذين غادروا "أوبن إيه آي" خلال العام الماضي، ويضم هؤلاء أسماء مثل جان ليك، ودانييل كوكوتاجلو، ومايلز بروندج، وآخرهم روزي كامبل. وقد اتهم هؤلاء الموظفون السابقون "أوبن إيه آي" بالتقليل من أولوية العمل على سلامة الذكاء الاصطناعي لصالح إطلاق منتجات جديدة. وفي هذا السياق، أشارت "أوبن إيه آي" إلى أن معاهد سلامة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أجرت تقييمات لـ"أو 1″ قبل إصداره على نطاق أوسع، وهو ما تعهدت الشركة مؤخرا القيام به لجميع نماذجها. وفي النقاش حول مشروع الذكاء الاصطناعي (SB 1047) في كاليفورنيا، جادلت الشركة بأنه لا ينبغي للهيئات الحكومية المحلية أن تكون مسؤولة عن وضع معايير سلامة الذكاء الاصطناعي، بل يجب أن تكون تلك المسؤولية على عاتق الهيئات الفدرالية. مستقبل الذكاء الاصطناعي.. ماذا بعد؟ يبدو أن العالم الرقمي يتأرجح مرة أخرى بين الإبداع والمخاطر، فرؤية نموذج مثل "أو 1" (O1) وهو يقترب من محاكاة التفكير البشري، بل والتلاعب به تثير رهبة لا تخلو من الإعجاب. إنها لحظة فاصلة تفتح أمامنا عالما جديدا من الإمكانيات، وفي الوقت نفسه تثير أسئلة ثقيلة عن حدود هذا التقدم: هل نحن على أعتاب عصرٍ تصبح الآلات فيه أكثر قدرة على التفكير واتخاذ القرارات مما كنا نتصور؟ وهل يمكننا أن نثق بأن الذكاء الاصطناعي سيسير في الاتجاه الذي نتوقعه، أم أن له أهدافا خفيّة قد تبتعد عن رغباتنا؟ لعلّ المستقبل يحمل المزيد من الألغاز، وقد يحمل أيضا تهديدات غير متوقعة، تُكتب بأيدٍ آلية صنعناها!

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store