
عْاشُورْاءُ السَّنَةُ الثَّانية عشَرَة (٣)
من الأَساليب التي تنتهجَها السُّلطة الغاشِمة لوأدِ فُرص الإِصلاح هو أُسلوب التستُّر بالمُقدَّسِ، فهو من أَكثر الأَساليب الخدَّاعة التي تُضلِّل الرَّأي العام وتضحَك على ذقونِ المُغفَّلينَ وتُخدِّر المُجتمع عن أَيَّةِ حركةٍ إِصلاحيَّةٍ تغييريَّةٍ. فأَنتَ تتحدَّى الله تعالى وحاكميَّة الإِسلام والمذهب إِذا انتقدتَ السُّلطة أَو تساءلتَ عن مصيرِ المالِ العامِّ...
الذين يُواجهُونَ فُرصَ الإِصلاحِ والتَّغيير بالحديدِ والنَّارِ وبالتُّهمِ والدِّعاياتِ السَّوداء على أَنواعٍ:
- السُّلطة الغاشِمة والعِصابات الحزبيَّة والعشائريَّة التي تتحكَّم في مفاصلِ الدَّولة والنِّظام.
فالسُّلطةُ تقمَع وتسحَق أَيَّة فُرصة للتَّغييرِ لأَنَّها، مهما كانت بسيطةً وصغيرةً وضيِّقةً، فقد تكبَر وتتَّسِع فتأتي على نفوذِها ومصالحِها أَو على الأَقلِّ تُقلِّص منها، وهو الأَمرُ الذي ترفضهُ السُّلطة مهما كانَ السَّبب، لذلكَ نراها ترتكِب أَعظم الجرائِم الدَّمويَّة البشِعة لمُواجهةِ الفُرصة.
وهذا ما فعلهُ الأَمويُّونَ في كربلاء في عاشوراء عام ٦١ للهجرةِ، لأَنَّها كانت أَعظم فُرصة للإِصلاحِ والتَّغييرِ وإِعادةِ الأُمورِ إِلى نصابِها من العدلِ والمُساواةِ ومُكافحةِ الفسادِ المالي والإِداري وحمايةِ الكرامةِ الإِنسانيَّةِ.
ومن الأَساليب التي تنتهجَها السُّلطة الغاشِمة لوأدِ فُرص الإِصلاح هو أُسلوب التستُّر بالمُقدَّسِ، فهو من أَكثر الأَساليب الخدَّاعة التي تُضلِّل الرَّأي العام وتضحَك على ذقونِ المُغفَّلينَ وتُخدِّر المُجتمع عن أَيَّةِ حركةٍ إِصلاحيَّةٍ تغييريَّةٍ.
فأَنتَ تتحدَّى الله تعالى وحاكميَّة الإِسلام والمذهب إِذا فكَّرتَ في الإِصلاحِ والتَّغييرِ وانتقدتَ السُّلطة أَو تساءلتَ عن مصيرِ المالِ العامِّ!.
وأَنت تتحدَّى التَّاريخ ورموزهِ ومُقدَّساتهِ وبالتَّالي أَنت خرجتَ عن الدِّينِ والمذهبِ إِذا فكَّرتَ في قيادةِ أَو الإِنتماءِ إِلى حركةٍ إِصلاحيَّةٍ!.
ولقد مارسَت السُّلطات الغاشِمة، وخاصَّةً الأَمويُّونَ، هذا الأُسلوب بشكلٍ مُرعبٍ وذلكَ من خلالِ نظريَّتَينِ؛
الأُولى التي انتشرت في عهدِ الخليفةِ الثَّالث والتي عُرفت فيما بعدُ بنظريَّة [التَّقميص] أَي أَنَّ الخلافةَ والسُّلطةَ والحُكمَ [قميصٌ] يُقمِّصهُ الله تعالى مَن يشاءُ من عبادهِ، فالحاكِمُ إِذن ظِلُّ الله في الأَرضِ ووكيلُ السَّماء المُطلق فكيفَ يُجيزُ أَحدٌ لنفسهِ أَن يعملَ على إِزاحتهِ عن السُّلطة؟! كيفَ يجرُؤ أَحدٌ على أَن يُنزِعهُ قميصٌ هو للهِ تعالى؟! هذهِ حربٌّ ضدَّ الله سبحانهُ وضدَّ إِرادتهِ!.
ولشرعنةِ النَّظريَّة [المُقدَّسة] روى السُّلطويُّونَ حديثاً عن رسولِ الله (ص) أَنَّهُ قالَ لفُلانٍ (يا فلُان إِنَّ الله عزَّ وجلَّ عسى أَن يُلبسكَ قميصاً فإِن أَرادك المُنافقونَ على خلعهِ فلا تخلعهُ حتَّى تلقاني! يا فُلان إِنَّ الله عسى أَن يُلبسكَ قميصاً فإِن أَرادكَ المُنافقونَ على خلعهِ فلا تخلعهُ حتَّى تلقاني! قالَها ثلاثاً).
وتجذَّرت هذهِ النَّظريَّة في تُراثِ المُسلمينَ من خلالِ الأَبحاثِ الفلسفيَّة والعقديَّة والتشريعيَّة منذُ ذلكَ اليَوم وإِلى الآن، يقيسُها المُسلمونَ على كُلِّ فاسقٍ فاجرٍ قاتلٍ مُستبدٍّ لشرعنةِ السُّلطة الغاشِمة وتكريسِ نظريَّة أَنَّ الحاكِمَ بمثابةِ ظلُّ الله في الأَرضِ!.
الثَّانية هي نظريَّة الجَبر والتَّفويض الإِلهي التي ابتدعها الطَّاغية مُعاوية لشرعنةِ سُلطتهِ الغاشِمة وتحويلهِ الخِلافة [الرَّاشدة] إِلى مُلكٍ عضُوضٍ، ليأتي من بعدهِ الفَلاسفة والفُقهاء ليُؤَدلِجُوا النظريَّة ويُلبِسُوها ثَوب القداسَة والشرعيَّة الدينيَّة.
مفادُ النظريَّة هوَ أَنَّهُ ليسَ للأُمَّةِ أَن تختارَ الحاكِم وبالتَّالي ليسَ من حقِّها أَن تُحاسبهُ وتُراقبهُ وتُعاقبهُ وتُغيِّرهُ مهما فعلَ بها ومهنا جاءَ من مُنكرٍ، لأَنَّ الحاكميَّة تفويضٌ من الله تعالى تُجبَرُ عليهِ الأُمَّة، فهي ليست مُخيَّرة وإِنَّما هي مُجبَرةٌ على ذلكَ!.
تأسيساً على هتَينِ النَّظريَّتَينِ رفعَ حُكاَّم الجَور الفاسدينَ عِبارة [ظِلُّ السُّلطان كظلِّ الله] المشهُورة كلافِتةٍ عريضةٍ في قصُورهِم!.
أَمَّا أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) فقد نسفَ كُلَّ هذهِ الخُزعبلات والنظريَّات الفاسِدة التي لا أَساسَ لها من الصحَّة ولا عِلاقةَ لها بالدِّين من خلالِ مُمارساتٍ عمليَّةٍ وسلوكيَّاتٍ رساليَّةٍ يَوميَّةٍ كرَّسها منذُ أَن اعتلى سدَّة الخِلافة، فحاربَ مُحاولات تأليه الحاكِم ورفضَ التَّمييز بين الحاكِم والرعيَّة إِلَّا فيما يخصُّ المسؤُوليَّة والحقُوق والواجِبات وما دونَ ذلكَ فلا تمييزَ ولا خصوصيَّةَ أَبداً.
يقولُ (ع) (فَلَا تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِه الْجَبَابِرَةُ ولَا تَتَحَفَّظُوا مِنِّي بِمَا يُتَحَفَّظُ بِه عِنْدَ أَهْلِ الْبَادِرَةِ ولَا تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ ولَا تَظُنُّوا بِي اسْتِثْقَالًا فِي حَقٍّ قِيلَ لِي ولَا الْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي فَإِنَّه مَنِ اسْتَثْقَلَ الْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَه أَوِ الْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْه كَانَ الْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْه. فَلَا تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ فَإِنِّي لَسْتُ فِي نَفْسِي بِفَوْقِ أَنْ أُخْطِئَ ولَا آمَنُ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي إِلَّا أَنْ يَكْفِيَ اللَّه مِنْ نَفْسِي مَا هُوَ أَمْلَكُ بِه مِنِّي فَإِنَّمَا أَنَا وأَنْتُمْ عَبِيدٌ مَمْلُوكُونَ لِرَبٍّ لَا رَبَّ غَيْرُه يَمْلِكُ مِنَّا مَا لَا نَمْلِكُ مِنْ أَنْفُسِنَا وأَخْرَجَنَا مِمَّا كُنَّا فِيه إِلَى مَا صَلَحْنَا عَلَيْه فَأَبْدَلَنَا بَعْدَ الضَّلَالَةِ بِالْهُدَى وأَعْطَانَا الْبَصِيرَةَ بَعْدَ الْعَمَى).
كما نسفَ نظريَّة التَّقميص كما في النصِّ التَّالي؛
(دَعُونِي والْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَه وُجُوه وأَلْوَانٌ لَا تَقُومُ لَه الْقُلُوبُ ولَا تَثْبُتُ عَلَيْه الْعُقُولُ وإِنَّ الآفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ والْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ واعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ ولَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ الْقَائِلِ وعَتْبِ الْعَاتِبِ وإِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ ولَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وأَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوه أَمْرَكُمْ وأَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً!).
وفي النصِّ التَّالي؛
(قَالَ عَبْدُ اللَّه بْنُ عَبَّاسِ دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (ع) بِذِي قَارٍ وهُوَ يَخْصِفُ نَعْلَه فَقَالَ لِي؛ مَا قِيمَةُ هَذَا النَّعْلِ؟ فَقُلْتُ؛ لَا قِيمَةَ لَهَا! فَقَالَ (ع) واللَّه لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِمْرَتِكُمْ إِلَّا أَنْ أُقِيمَ حَقّاً أَوْ أَدْفَعَ بَاطِلًا).
شرعيَّة السُّلطة، إِذن، ليسَ من الله تعالى وإِنَّما بالإِنجازِ فقط، فإِذا حمَت الحاكميَّة حقَّ النَّاس من دونِ تفرِقةٍ أَو تمييزٍ فهي شرعيَّةٌ لها قيمةً عاليةً، أَمَّا إِذا لم يتحقَّق ذلكَ فهي حاكميَّةٌ باطِلةٌ بغضِّ النَّظرِ عن الطَّريقة التي تحقَّقت بها هذهِ الحاكميَّة وهويَّتها وخلفيَّتها [المذهبيَّة]!.
يقولُ أَميرُ المُؤمنِينَ (ع) (وقَدْ كَرِهْتُ أَنْ يَكُونَ جَالَ فِي ظَنِّكُمْ أَنِّي أُحِبُّ الإِطْرَاءَ واسْتِمَاعَ الثَّنَاءِ ولَسْتُ (بِحَمْدِ اللَّه) كَذَلِكَ ولَوْ كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ يُقَالَ ذَلِكَ لَتَرَكْتُه انْحِطَاطاً لِلَّه سُبْحَانَه عَنْ تَنَاوُلِ مَا هُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنَ الْعَظَمَةِ والْكِبْرِيَاءِ، ورُبَّمَا اسْتَحْلَى النَّاسُ الثَّنَاءَ بَعْدَ الْبَلَاءِ فَلَا تُثْنُوا عَلَيَّ بِجَمِيلِ ثَنَاءٍ لإِخْرَاجِي نَفْسِي إِلَى اللَّه سُبْحَانَه وإِلَيْكُمْ مِنَ التَّقِيَّةِ فِي حُقُوقٍ لَمْ أَفْرُغْ مِنْ أَدَائِهَا وفَرَائِضَ لَا بُدَّ مِنْ إِمْضَائِهَا).
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 30 دقائق
- صدى البلد
مرصد الأزهر : ثورة 30 يونيو إرادة شعب صنعت تاريخا
أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، أن هذه الثورة كانت تجسيدًا حيًّا لإرادة الشعب المصري الواعية، ورفضه القاطع لمحاولات اختطاف الوطن من قِبَل قوى تسعى لتنفيذ أجندات ضيقة تتنافى مع المصلحة الوطنية. وتابع المرصد أن ثورة 30 يونيو شكلت نقطة تحول فاصلة في تاريخ مصر الحديث، حيث عبّر المصريون عن وعيهم وحرصهم على الحفاظ على هوية الدولة الوطنية، واستعادة المسار الصحيح نحو البناء والاستقرار. وفي هذه المناسبة الوطنية، يُشدد مرصد الأزهر على أهمية تعزيز روح التلاحم والاصطفاف خلف القيادة الرشيدة، والقوات المسلحة الباسلة، ومؤسسات الدولة كافة، لضمان حماية الوطن وصون مكتسباته. ويؤكد المرصد أن مصر لا تزال تواجه تحديات جسيمة، في مقدمتها محاولات بث الفكر المتطرف واستهداف عقول الشباب، وهو ما يتطلب تضافر الجهود الوطنية المخلصة لتحصين المجتمع، وخاصة الأجيال الناشئة، من تلك الأفكار الهدامة. كما يجدد مرصد الأزهر التزامه الراسخ بمواجهة الفكر المتطرف، والعمل على نشر الوعي، وترسيخ مفاهيم الانتماء والولاء للوطن، سائلين الله أن يحفظ مصر وشعبها من كل سوء. وفي سياق آخر حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تصاعد التحركات والدعوات داخل الأوساط السياسية والدينية الصهيونية التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، وعلى رأسها ما يُعرف بخطة بناء الهيكل الثالث، وفرض السيادة الكاملة على الحرم القدسي. أشار المرصد إلى تقرير نشره موقع القناة السابعة العبرية تضمّن دعوة صريحة للحاخام المتطرف حبرون شيلو لتسريع بناء الهيكل، منتقدًا ما وصفه بـ"تقاعس اليهود" عن أداء واجبهم الديني المزعوم، ومُدعيًا امتلاكهم "ميراثًا أبديًا" في أرض فلسطين. وأوضح التقرير أن هذه الدعوات تستند إلى فتاوى دينية تبيح اقتحام الأقصى، وتحث على تكثيفها بمشاركة طلاب المدارس الدينية ومسؤولين رسميين، إلى جانب وجود انقسام داخلي بين من يرى وجوب السعي البشري لإقامة الهيكل، ومن يعتقد بضرورة انتظار تدخل إلهي. وعرض التقرير الصهيوني رؤية مستقبلية خطيرة تشمل مراحل السيطرة على الأقصى، تبدأ بإحكام السيطرة الأمنية من قبل شرطة الاحتلال، وتهميش دور الأوقاف الإسلامية، وتشجيع أداء الطقوس التلمودية، وصولًا إلى تقسيم الحرم وبناء الهيكل في جزء منه، مع تحضير الأجواء السياسية والدولية لقبول هذه الخطوة.


OTV
منذ 30 دقائق
- OTV
الحاج حسن: القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة
Post Views: 78 أكد رئيس تكتل بعلبك – الهرمل النائب حسين الحاج حسن أن' العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، بدعم أميركي مباشر، يتمثل بالقتل والاغتيال والتدمير والتهديد اليومي'. و توجه خلال المجلس العاشورائي المشترك الذي يقيمه' حزب الله 'وحركة' امل' في بلدة شعت، برسالة إلى الصديق والعدو، القريب والبعيد، قائلاً: 'أبالموت تهددوننا؟ إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة'. وشدد على أن 'المقاومة كانت وستبقى صوت الحرية وخط الكرامة في مواجهة الطغيان'، معتبرًا أن من واجب الحكومة والمسؤولين في لبنان أن يدافعوا عن وطنهم، الذي التزم بكل مكوناته بالاتفاق في مواجهة العدو، فيما العدو لم يلتزم يومًا بأي اتفاق. وأضاف: 'على من يصفون أنفسهم برعاة الاتفاق أن يتحملوا مسؤولياتهم'، مشيرًا إلى أن 'الولايات المتحدة الأميركية منخرطة بالكامل في العدوان، تغطيه وتسلحه وتديره، وهي شريك أساسي في الإرهاب الصهيوني'. وختم الحاج حسن بدعوة المسؤولين اللبنانيين إلى' الدفاع عن سيادة البلد وأرواح أبنائه وأرزاقهم، بكل الوسائل المتاحة وكل أشكال الضغط والإمكانات، في مواجهة الغطرسة الصهيونية'.


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
الجوزو: هناك متابعة لملف الوقف ووعود بانجازات قريبة
إفتتحت خلية وقاعة الراحل محمد مرشد يونس، بدعوة من لجنة " مسجد محمد الراس" في سبلين، بجهود ابناء سبلين المقيمين والمغتربين وأهل البر والإحسان، برعاية مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الحوز ممثلا بقاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، في حضور رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط ممثلا بوكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب "التقدمي الإشتراكي" ميلار السيد. بعد قص شريط الافتتاح، اقيم احتفال خطابي، استهل بتلاوة أيات من القرآن الكريم من الشيخ مصطفى العقلة. ثم تحدث رئيس لجنة المسجد وامام البلدة الشيخ عدنان شلاق، فأشار الى ان "افتتاح قاعة الخلية يتزامن مع مطلع العام الهجري"، ولفت الى ان "حجر الأساس لهذا الصرح وضع في العام 1961، بمواكبة من دار الفتوى اللبنانية ، ورعاية مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، وبمكرمة من النائب كمال جنبلاط وحضور رئيس الوزراء آنذاك وأبناء الاقليم، وخلصت النوايا واثمرت الجهود وتضافرت القوى وتوج عمل الآباء بهمة الأبناء". ثم ألقى الشيخ محمد هاني الجوزو كلمة راعي الاحتفال، قال فيها: "نلتقي اليوم في مناسبة مباركة افتتاح خلية مسجد سبلين، هذه البلدة المميزة الوادعة الجميلة بأهلها وموقعها الجغرافي وهي بوابة الاقليم. فعندما نلتقي في هذا اللقاء المبارك تحفنا السعادة وهذه الخلية هي تعتصم بحبل من خلال الله لتجمعنا على محبة الله وخدمة الإنسان والمجتمع. هذه الخلية لها دور كبير في تنمية التواصل والاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة والتشتت". اضاف: "نحن اليوم نحتاج لان نفرح ونجتمع ونحيي المناسبات الخيرة في النواحي الإجتماعية والثقافية والتربوية، وان نجدد المكان الذي نلتقي فيه على خدمة بلدنا ومنطقتنا. هذا المكان هو مساحة لقاء واجتماع والمحبة والتفاعل واقامة الدورات". ورأى أن "افتتاح هذه القاعة، انجاز كبير وعمل حضاري يليق بسبلين واهلها، ولا بد ان نكون في مؤسساتنا على هذا المستوى من الرقي، لانها صورة لحضارة مجتمعنا ورقينا وتقدمنا. واجبنا ان نتعاون وان نلتقي وان نعمل ونبذل ما نستطيع، خصوصا في هذا الزمن، حيث السرعة هي الطاغية. هذه الخلية لا بد ان تكون مكانا يجتمع فيه الشباب والشابات حتى نعيد غرس قيمنا واخلاقنا وتراثنا والتي تربينا عليها في الجيل الجديد". ولفت الى انه "من أهم الإنجازات التي أقامها النبي بعد الهجرة، هي انه أقام المسجد، والأمر الثاني هو المؤاخاة الإنسانية بين المهاجرين والأنصار، فجمع مجتمعين مختلفين وجعلهما مجتمعا واحدا"، وشدد على ان "هذا الإنجاز خلفه رجال وأخوات قدموا وبذلوا، وعلماء اعطوا من وقتهم ليحافظوا لأهل سبلين على هذه الروحية، لذا لكل من ضحى، بارك الله جهودكم". وأكد الجوزو أن "هناك متابعة لملف الوقف ووعود بانجازات قريبة، على ان يكون مباركا لأهل سبلين ويقيموا عليه مؤسسة راقية على مستوى هذا الإنجاز". (الوكالة الوطنية للإعلام)