
وزير الأوقاف يطمئن على إمام مسجد قنا بعد تعرضه لحادث طعن
وأكد الوزير خلال الاتصال متابعته المستمرة لحالة الإمام، موجهًا بتوفير الرعاية الطبية الكاملة حتى تمام شفائه، ومتمنيًا له دوام الصحة والعافية. وشدد على المكانة التي يحظى بها الأئمة، والدور الحيوي الذي يقومون به في أداء رسالتهم الدعوية، مؤكدًا أن الوزارة تولي أمنهم وسلامتهم أولوية قصوى، مع اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحمايتهم أثناء أداء واجبهم في خدمة بيوت الله ونشر قيم التسامح والوسطية.
وفاة مدير شئون القرآن الكريم بالأوقاف
وفي سياق آخر، نعى وزير الأوقاف صباح اليوم الخميس والد فضيلة الشيخ علي الدين أبو عوض، مدير الإدارة العامة لشئون القرآن الكريم بديوان عام الوزارة، مقدمًا خالص العزاء والمواساة إلى فضيلته وإلى أسرته الكريمة.
وتضرع الوزير إلى الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويرزقه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 37 دقائق
- نافذة على العالم
نافذة - نائب أمير الرياض يدشّن مشاريع تعليمية بقيمة تتجاوز مليار ريال
الخميس 14 أغسطس 2025 05:50 مساءً دشّن الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، في مكتبه بقصر الحكم اليوم، مشاريع الإدارة العامة للتعليم بمحافظات المنطقة لعام 2025، التي بلغت تكلفتها الإجمالية أكثر من مليار ريال، وشملت 314 مشروعًا يستفيد منها 188 ألف طالب وطالبة. ورفع الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على الدعم غير المحدود الذي يحظى به قطاع التعليم في مختلف مناطق المملكة على وجه العموم، ومنطقة الرياض على وجه الخصوص، مؤكدًا أن الاستثمار في التعليم ضرورة لبناء مستقبل مزدهر. وأعرب عن شكره لوزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان، وقيادات الوزارة، على جهودهم المتواصلة في تطوير البيئة التعليمية وخدمة الطلاب والطالبات، لترتقي لتطلعات القيادة الرشيدة أيدها الله.


الدستور
منذ 41 دقائق
- الدستور
إسرائيل الكبرى.. الخرافة الصهيونية التى لم ولن تتحقق!
حديث مجرم الحرب الصهيونى مؤخرا عن خرافة إسرائيل الكبرى مكانه الصحيح هو سلة مهملات التاريخ التى سوف تكون خاتمة حياة صاحب الحديث نفسه، لكننى أتوقع وأتمنى أن أرى تحركا مصريا رسميا قويا فى المحافل الدولية ضد هذا الهذيان الاستعمارى الصريح تاليا لبيان وزارة الخارجية المصرية. فى يومٍ من أيام القرن السادس عشر استيقظ رجل دين مسيحى ألمانى اسمه مارتن لوثر ليختلق أسطورة مسيحية صهيونية اسمها عودة أبناء الرب الحقيقيين – حسب تعبيره الحرفى – أو اليهود إلى ما أطلق عليه أرض المعاد أو أرض كنعان أو فلسطين تمهيدا لعودة السيد المسيح (س) ليحكم العالم ألف عام اسمها الألفية السعيدة. فكيف تمت بعد ذلك ترجمة الخرافة إلى حقيقة على الأرض؟ وكيف تمددت الخرافة فى عقول صانعيها والمنتفعين منها لكى تطمح وتطمع فى أرض مصر؟ وهل وُجِدت فى يوم من الأيام دولة أو مملكة بمسىمى - أو بالوصف الجغرافى - إسرائيل الكبرى؟ (1) استند مارتن لوثر – ومن بعده عتاة الصهيونية – إلى نصوص دينية، لكنه قرر تفسيرها بما يتفق وهواه وأغراضه الشخصية فى ذلك الوقت فى استمالة اليهود. كان اليهود يعتقدون أثناء إقامتهم قديما فى مصر (قصة موسى وفرعون) أن لهم حقا فى أرض كنعان بصفتهم من نسل إسحق من ذرية إبراهيم. حيث كان الوعد الإلهى أولا لذرية إبراهيم جميعا، ثم تم استبعاد ذرية إسماعيل من قبل الرب دون إبداء أسباب. فقد جاء فى سفر التكوين أن الرب قد خاطب إبراهيم خطابا مطولا جاء فى نهايته ذلك الوعد له ولذريته من بعده بالحق فى أرض كنعان (وعندما كان إبراهيم فى التاسعة والتسعين من عمره ظهر له الرب قائلا: أنا الله القدير، سر أمامى...) إلى أن نصل لهذا النص (وأجعل أمما تتفرع منك ويخرج من نسلك ملوك، وأقيم عهدى الأبدى بينى وبينك نسلك من بعدك جيلا من بعد جيل، فأكون إلها لك ولنسلك من بعدك، وأهبك أنت وذريتك من بعدك جميع أرض كنعان التى نزلت فيها غريبا ملكا أبديا وأكون لهم إلها) نحن نعلم أن الموطن الأصلى لسيدنا إبراهيم هو الحجاز ثم توجه شمالا إلى العراق ثم إلى كنعان ثم مصر وعاد إلى كنعان. ثم نصل لنص استبعاد ذرية إسماعيل من سفر التكوين..(أما إسماعيل فلقد استجبت لطلبك من أجله. سأباركه لاحقا، وأجعله مثمرا وأكثر ذرية جدا، فيكون لاثنى عشر رئيسا ويصبح أمة كبيرة. غير أن عهدى أبرمه مع إسحق الذى تنجبه لك سارة فى مثل هذا التوقيت من السنة القادمة.) طبقا لهذه النصوص اعتقد اليهود أثناء إقامتهم فى مصر أن أرضهم هناك فى أرض كنعان. هذه النصوص الدينية التى يؤمن بها معتنقو هذه الديانة، كانت موجودة بين أيديهم بالفعل طوال هذه القرون منذ طردهم من القدس عام 70 ميلادية وتوجههم إلى بلدان أخرى وحتى القرن السادس عشر، ونلاحظ فى هذه القرون عدم وجود أى حركة يهودية منظمة تحاول تحويل نصوص دينية إلى حقائق على الأرض كما فعلوا قديما أثناء إقامتهم فى مصر. هناك شىءٌ ما تغير فى رؤية اليهود لتلك النصوص جعلتهم يعتقدون أن أرض كنعان حق لهم ولذلك كانت رغبتهم الخروج من مصر إلى هناك، لكنهم ومنذ القرن الأول الميلادى وحتى القرن السادس عشر لم ينظروا لتلك النصوص تلك النظرة القديمة. كان الراسخ طوال تلك العقود بين المسيحيين، أن اليهود لا حق لهم فى العودة لأنهم لم يؤمنوا بالمسيح (س) وأنهم قد قتلوه، وأن وعد الله لهم بالعودة إلى أورشليم أو الحق فى الأرض قد انتهى تماما برفضهم للمسيح وأن شتاتهم هو عقابٌ إلهى نهائى وأن أمامهم خيارٌ واحد هو الاهتداء إلى المسيحية. وموقف الكنيسة الكاثولوكية كان واضحا طوال تلك قرون ويتلخص فى (الأمة اليهودية قد انتهت وأن الله قد طرد اليهود من أرض فلسطين عقابا لهم على صلب المسيح وأن النبوءات عن العودة إلى أرض المعاد إنما تشير لوقائع تاريخية أقدم وتعود لعصور ما قبل المسيح (س)، وأنها قد تحققت بالفعل بعد التدمير الأول للهيكل فى القرن السادس قبل الميلاد وهو ما يعرف بالسبى البابلى، وأن الذى أعادهم هو الملك الفارسى قورش حيث كان اليهود وقتها يؤمنون بالله ولم يكونوا قد اقترفوا جريمة رفض المسيح وصلبه.) (2) أى أننا لدينا نصٌ دينى له تفسيران، الأول وهو الذى استمر سائدا لقرونٍ طويلة ليس فقط بين ملايين المسيحيين، بل أيضا بين اليهود الذين كانوا يؤمنون بأن الشتات الذى يعيشونه عقب تدمير الهيكل الثانى – عام 70م - هو عقابٌ إلهى، وظلوا مقتنعين بهذه الفكرة لدرجة أنهم رفضوا الهجرة إلى فلسطين لمدة قرنين حتى بدأ إجبارهم عليها فى القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. وهذا هو الذى تغير بين موقفهم قديما أثناء إقامتهم فى مصر – حيث حرصوا على الذهاب إلى أرض كنعان - وبين القرون من الأول الميلادى وحتى السادس عشر الميلادى حيث لم يفكروا فى هذه الهجرة وحين عُرضت عليهم طواعية رفضوها! أما التفسير الثانى لنفس النص فهو عبارة عن أكذوبة - أو تفسير شخصى لأسباب خاصة - اختلقها مارتن لوثر ولم يؤمن بها لسنواتٍ غيره هو ومجموعة ساسة أوربيين انتهازيين حتى تم إجبار اليهود على تغيير معتقدهم الأول الذى ساد بينهم لمدة تزيد عن ألف وستمائة عام! هذا التفسير المنحرف لا يلزم أحدا الإيمان به، لأنه وبكل بساطة ليس كل من يحيا فوق الكرة الأرضية منذ ميلاد السيد المسيح (س) وحتى الآن يؤمن بالعهد القديم والجديد، فهناك المسلمون، وهناك أتباع الديانات الأخرى فى دول العالم كله، وهؤلاء جميعا لا يؤمنون لا بهذه النصوص ولا بتفسيراتها. تماما كما لا يؤمن بعقيدة عودة الخلافة لا المسيحيون ولا اليهود ولا كثيرٌ من المسلمين أنفسهم. وبخلاف ذلك، فغالبية المؤمنين بالكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد من أتباع غالبية الكنائس لا يؤمنون بما أتى به مارتن لوثر من انحرافات سياسية غلفها برداء دينى! إسرائيل الكبرى ليست إلا خرافة صهيونية ثانية تمت صياغتها فى منتصف القرن الماضى، كما تمت صياغة الخرافة الأولى – بحق العودة إلى أرض الميعاد - على يد مارتن لوثر. فبعد بأن قامت الدولة الصهيونية سال لعاب قادة الصهيونية على أراضى الدول الأخرى ففتشوا عن نصٍ آخر يتم امتطاؤه ووجدوا ضالتهم، لكنه هذه المرة نصٌ تلمودى وليس توراتى.. (وتجلى الرب فى حاران قائلا. قم فامض إلى أرض كنعان، أنت وامرأتك وكل من ولد فى بيتك، وكل النفوس التى اهتدت بكِ فى حاران، فلكَ أعطى الأرض من نهر مصر إلى حد النهر الكبير نهر الفرات)! وفى تفسيرات الصهيونية الاستعمارية أن هذه الأراضى تشمل من وادى الأردن إلى وادى النيل!) نص دينى تلمودى لم يتحقق قديما ولا حديثا ويريدون فجأة أن يجعلوا منه قدرا محتوما! ومن المثير للسخرية أن ما يعتبرونه وعدا إلهيا لم يتحقق فى ذروة قوة مملكتى يهودا والسامرا كما سنرى! أى أنه نصٌ دينى مشكوك فى مصداقيته بوقائع التاريخ! (3) بعيدا عن هذه التيه الدينى وأساطيره وخرافاته، وتاريخيا، هل وُجِدَ فى يوم من الأيام كيانٌ يمكن وصفه – اسما أو جغرافيا - بإسرائيل الكبرى؟ الإجابة قاطعة بالنفى. فى المناطق التى سميت فيما بعد بفلسطين التاريخية، توافدت تباعا إلى هناك ثلاث مجموعات سكانية، الأولى هجرات سامية عربية تعرف بالموجة الأمورية والكنعانية من شبه الجزيرة العربية وسواحل الخليج العربى، نزل الكنعانيون منهم ساحلَ الشام وجنوبه الغربى أو ما يعرف الآن بفلسطين، بينما نزل الأموريون أو العموريون داخل بلاد الشام وجنوبها الشرقى، ومما تم توثيق أسمائه من تلك القبائل (كنعانيون، اليبوسيين، أورسالم، المؤابيون والأنباط فيما بعد). المجموعة الثانية فى الظهور هى قبائل البلست وهم من الجنس الآرى، وقد قدموا فيما يعرف بهجرات شعوب البحر التى قصدت مصر وسواحل البحر المتوسط. من هؤلاء من استوطن - منذ القرن 13 قبل الميلاد - سواحلَ ما يعرف الآن بغزة. وهؤلاء من منطقة بحر إيجة وموطنهم الأصلى جزيرة كريت. تقريبا فى نفس هذه الفترة كان تسلل المجموعة الثالثة أو اليهود لأول مرة لمنطقة الشام، والذى بدأ فى شكل هجرات مسالمة، ثم ما لبثوا أن دخلوا فى مواجهات مسلحة مع المجموعتين السابقتين. دون الإغراق فى تفاصيل هذه المواجهات عبر العصور، يمكن القول أن أيا من هذه المجموعات الثلاث لم تستطع فرض حكمها وسيطرتها على كل مناطق فلسطين التاريخية مجتمعة، ولم تستطع أىٌ منها إقامة دولة موحدة تشمل كل هذه الأراضى. كانت الصورة دائما هى ممالك متناحرة، وأحيانا متحالفة فى ظروف تاريخية معينة لمحاولة غزو مصر. فترات التوحد السياسى كانت دائما تحت حكم إمبراطوريات كبرى منذ البدء حتى الاحتلال العثمانى. (4) ما يهمنا هنا أن النجاح الوحيد لليهود فى إقامة مملكة مستقلة خاصة بهم أو تحت حكمهم كان عام 1020قبل الميلاد تحت حكم الملك (شاؤل) والغريب أنهم قد اتخذوا من باقى القبائل جيشا! وبعد شاؤل هذا كان حكم سليمان الحكيم، وفى نهايات عهده انقسمت المملكة إلى مملكة الشمال أو (إسرائيل أو السامرا) وكان سكانها عباد أوثان، ومملكة الجنوب أو (يهودا) وحدث ذلك حوالى 922قبل الميلاد. استمرت مملكة اليهود المتحدة قبل هذا الانقسام ما يقل عن مائة عام، ولم تزد مساحتها فى أقصى اتساعٍ لها عن 120 ميلا طولا أى حوالى 190كم، و60 ميلا أى حوالى 96كم عرضا، ولم تكن هذه المساحة سوى قطعة من أرض فلسطين التاريخية. وهذه هى الفترة الملهمة للصهيونية حيث اتخذ شاؤل من (جبل صهيون) مقرا لحكمه، وبنى عليه قلعة من خشب الأرز اللبنانى. أى أن أقصى نجاح فى التاريخ اليهودى فى إقامة مملكة لم يكن سوى إقامة مملكة على هذه المساحة ولم يكن سوى حلقة من حلقات الصراع بينهم وبين باقى القبائل، ولم يحدث أبدا أن نجحوا فى إقامة (خرافة إسرائيل الكبرى) من النيل للفرات، ولم يحدث أن حكموا مصر طوال تاريخهم، وكان هذا فى ذروة توهج فكرة الحكم الدينى اليهودى على يد سليمان الحكيم! بعد الانقسام، استمرت مملكة الشمال أو إسرائيل لمدة مائتى عام حتى سقطت على يد الأشوريين عام 721 قبل الميلاد الذين حطموها واستبدلوا سكانها بآخرين هم (السماريون) والذين سيتم بعد ذلك تهويدهم بالقوة. أما مملكة الجنوب فلقد استمرت حوالى 130 سنة بعد سقوط مملكة الشمال حيث غزاها الملك البابلى نبوخذ نصر مرتين، مرة عام 579 قبل الميلاد حين سبى حوالى 12 ألف من سكانها، والمرة الثانية والأخيرة عام 587 قبل الميلاد حين دمرها تماما ودمر الهيكل وسبى آلاف اليهود وهو ما يعرف بالسبى البابلى أو السبى الأول أو التدمير الأول للهيكل. بعد أن أعادهم الملك الفارسى كورش، أعادوا بناء الهيكل عام 515 قبل الميلاد بعد صراعات قوية مع باقى القبائل، وأقاموا دويلة أخرى ستصبح جزءً أو مجرد ولاية من إمبراطوريات كبرى (إمبراطورية الفرس، ثم الإسكندر ثم البطالمة ثم السلوقيين وأخيرا الإمبراطورية الرومانية). (5) حين كانوا يتمتعون ببعض الحريات، كان يراودهم هوس فكرة أو أسطورة (الملك المخلّص) الذى سيحكم العالم – والتى لم ينجحوا حتى فى تحقيق بعضها بفرض حكمهم لكامل بلاد الشام فى ذروة قوتهم - فيقومون بالإضطرابات حتى تقوم الحكومات بقمع حركتهم، مثل حركة الأسرة المكابية 167 قبل الميلاد حين مارسوا العنف والدموية تجاه القبائل الأخرى وقاموا بتهويد العبيد والسوماريين وسكان الجليل بالقوة وبدأ القمع الرومانى تجاههم والذى انتهى بزوال ولايتهم وتدمير الهيكل للمرة الثانية والأخيرة عام 70 ميلادية. بعد ذلك لم تقم لهم دولة أو مملكة مستقلة، واستمر وجود بعضهم خارج أورشليم. ودخلوا مرحلة جديدة من تاريخهم اسمها مرحلة (الشتات). هذه الفكرة كانت دائما تزعزع استقرارهم وتحولهم إلى مخربين وتقود فى النهاية إلى القضاء على قوتهم وعلى ما حققوه من مكتسبات. فمثلا كانوا يعيشون بأعداد كثيفة فى ولايات الإمبراطورية الرومانية - وكانوا يتمتعون أحيانا بشبه حكم ذاتى فى ولايتهم فى جزء من أرض فلسطين التاريخية - فقاموا بإحداث فوضى واضطرابات عارمة فى كل ولاية عاشوا بها، واقترفوا مذابح كبرى وساهموا فى الخراب والدمار أينما حلوَا وذلك بسب هذا الاعتقاد بخرافة (المخلص اليهودى) الذى سوف يحكم بهم العالم. إرهاصات تحرك هذه الخرافة بين تجمعاتهم تبدأ مع تحقيقهم لمكتسبات أو قوة سواء فى العدد أو القوة الاقتصادية. وغالبا تكون هناك شخصية تطمع فى الحكم والنفوذ والسلطة من بين صفوفهم، تقوم هذه الشخصية بإشعال هذا الهوس مدعومة برجال دين يملكون بين أيديهم نصوصا تلمودية متناثرة أقرب للنصوص السرية كتبها جيلٌ سابق من الحاخامات يطلق عليهم الآباء الروحيون. هذه النصوص عبارة عن أفكار عنصرية تضع اليهود فوق باقى البشر، وتبيح لهم دماء وأموال كل غير اليهود. هذا التحالف بين تلك الشخصية الطامعة فى النفوذ والحكم وبين رجال الدين هؤلاء يكون الشرارة الأولى التى تتبعها نفس الفصول المكررة من هيجانهم واقترافهم جرائم وحشية ضد مدنيين من فلاحين وصناع وتجار دون التفرقة بين نساء ورجال وأطفال، ثم قيام الحكومات بمحاولة السيطرة عليهم، ويتبع ذلك سياسات انتقامية منهم تفرض عليهم إجراءات تسلبهم ما كانوا يتمتعون به من مزايا. فالتفوا حول (شمعون بن جيور) وهو الذى أشعل الاضطرابات فى أورشليم والتى انتهت بسقوطها وتدمير هيكلهم عام 70م وحرمانهم من دخولها بعد ذلك! وظهرت شخصية أخرى فى برقة، (لوكاس) ملكهم هناك الذى أقنعهم أنه هو المخلّص المنتظر، وأنه سوف يقودهم إلى النصر والسيطرة على العالم لأنهم جند الرب! فقاد جيوشه نحو قبرص ومصر يدمرون ويقتلون الإغريق والرومان والمصريين حتى أن المصريين توحدوا مع الرومان لوقف تلك الجرائم حتى انتصر المصريون انتصارا ساحقا مع الفرق الرومانية عام 117م، ومن شدة ما رآه المصريون ومن فرط فرحهم بانتصارهم فقد ظلوا يحتفلون بنصرهم فى البهنسا حتى عام 200م أى بعد الواقعة بأكثر من ثمانين عاما. وفى عام 425م، استدرج يهودُ الإسكندرية أقباطَها إلى صدامٍ مباشر حيث أذاعوا خبرا عن حريق بإحدى الكنائس. فلما ذهب المسيحيون المصريون لإخمادها هاجمهم اليهود. انتهت الواقعة بعد مواجهات دامية فوضوية بطرد اليهود من المدينة. ويلاحظ أنه بعد واقعة طردهم من أورشليم وتدمير الهيكل عام 70م، ورغم وجود نصوصهم الدينية بين أيديهم توارت فكرة الملك المخلص، كما لم يكن هناك أى وجود لهذه الفكرة الخرافية عن إسرائيل الكبرى، وغاية ما كانوا يطمحون إليه بعد طردهم من أورشليم أن يعودوا إليها حتى كزائرين! (6) بعد تلك الفترة، عاش اليهود كجاليات فى دول العالم شرقا وغربا، وبعض تلك الجاليات بقيت فى الشرق الأوسط فى الشام وفى مصر ودول شمال المغرب والأندلس وعاشت جالياتهم عصرها الذهبى فى حاضرة الخلافة العباسية فى بغداد حيث جمعوا تلمودهم البابلى وكانت هذه الجالية تحديدا هى مركز الثقل العلمى لجميع يهود العالم. ومع سقوط الأندلس، تم طردهم فتوجهت أعدادٌ منهم إلى شمال إفريقيا (تونس والجزائر والمغرب) وتركيا وأوروبا. كان ذلك فى نهايات القرن الخامس عشر. حملوا معهم إلى دول أوروبا تراثهم الدينى والعلمى وثرواتهم. لكنهم عادوا لسابق تاريخهم القديم، لم يقنعوا بالعيش فى سلام، وجنحوا إلى ممارساتٍ اقتصادية ألبت عليهم حكومات وشعوب أوروبا مثل اتجاههم إلى الربا بفوائد فاقت 40% فاستعان بهم الأمراء لاستغلال الشعوب من خلال قيامهم بمهام جمع الضرائب وإقراض المواطنين بفوائد باهظة. مع تلك المشاعر العدائية الأوروبية ضدهم بدأ التفتيش فى تاريخهم القديم والمذابح التى اقترفها أسلافهم ضد مسيحى الشرق، فكانت هناك موجة أوروبية عارمة ضد الوجود اليهودى فى أوروبا. وجد ساسة إنجلترا ثم باقى دول أوروبا الغربية فى رجل الدين المسيحى مارتن لوثر ضالتهم، فتحالفوا معه فى خلق أسطورة جديدة اسمها العودة إلى أرض الميعاد أو فلسطين. كان اتفاق مصالح يحقق لساسة أوروبا التخلص من اليهود، ويحقق لرجال الدين المسيحى - الذين وافقوا مارتن على خرافاته - السيطرة على المسيحيين فى أوروبا وجمع أموال كثيرة منهم بزعم المساعدة فى عودة السيد المسيح(س)! فى هذه المرحلة التاريخية الممتدة من القرن السادس عشر وحتى نهاية التاسع عشر، لم تكن (خرافة إسرائيل الكبرى) مطروحة، وكان الحديث فقط عن (العودة إلى أرض كنعان.) فى الواقع إن غالبية من عادوا بعد - أربعة قرون من موت مارتن لوثر - لا علاقة لهم باليهود القدامى لا من قريب أو جديد، وإنما هم عروق تركية ومغولية وفنلاندية يطلق عليهم إجمالا يهود الخزر. قدموا من آسيا عبر أراضى شمال بحر قزوين، وشكلوا مملكة قوية هى مملكة الخزر. كانوا وثنيين، ثم اعتنقوا اليهودية. استمرت هذه المملكة حوالى خمسة قرون حتى تمت هزيمتها على أيدى السلاف، وذابت فلولهم فى المجتمع الروسى ودول أوروبا الشرقية. فهؤلاء هم من يشكلون ما يزيد عن 80% من حركة الهجرة والاستيطان الصهيونية نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. أى أن الأمر كله – وحسب ما يقدمونه من نصوص دينية – هو عملية نصبٍ كبرى بدأها مارتن لوثر وقام بتكريسها فعليا ساسة أوروبا ورعتها بعد ذلك الحكومات الأمريكية المتعاقبة بأموال أغنياء الصهيونية. ويهود الشرق الذين كانوا مواطنين فى دول عربية أو شرق أوسطية هم أقرب ليهود العصور القديمة ممن أتوا من أزقة وحارات أوروبا الشرقية! (7) هذا السرد التاريخى الموجز - مع ما نعرفه عما حدث فى القرن العشرين - يقطع بعدة حقائق.. أولا أن اليهود لم ينجحوا أبدا فى إقامة مملكة كبرى لهم أو يحكمونها على غرار كل الإمبراطوريات القديمة. ثانيا لم يتغير سلوكهم السياسى أبدا ولم يخرج عن البداية المسالمة حتى يتكون لهم قوة ما، فتراودهم أوهام تحقيق خرافات تلمودية، وتداعب الفكرة خيال بعض قادتهم فيقودهم للقيام باضطرابات دموية عنيفة ضد من يجاورهم من مجموعات أو قبائل، ويثيرون الفوضى ويقومون بالنهب والسلب والحرق وارتكاب مجازر ضد الفلاحين وغير المقاتلين. ثالثا أنهم لم يحققوا انتصاراتٍ عسكرية بالمعنى العسكرى الصحيح فى مواجهة جيوش عسكرية نظامية. حيث هُزموا تقريبا فى كل المواجهات التى أعقبت قيامهم بالفوضى ضد السكان غير المسلحين. رابعا فيما يخص علاقتهم بمصر، فلقد كانوا يلجأون إليها بعد هزائمهم وتعرضهم لموجات عنيفة مثلما حدث عقب تدمير الهيكل مرتان. ولم يشفع للمصريين هذا، وقام اليهود بنفس الممارسات ضد المصريين حتى استطاع المصريون بالتعاون مع كتائب الجيش الرومانى هزيمة اليهود ووقف جرائمهم فى الإسكندرية وبعض قرى الدلتا وشمال الصعيد. خامسا لم يحدث فى أى فترة تاريخية أن كانت مصر من سيناء حتى النيل جزءً من مملكة يهودية أو يحكمها يهود سواء بمسمى إسرائيل أو غيرها. وفترة احتلال الهكسوس لمصر لا يمكن اعتبارها حكما يهوديا لمصر لأن قبائل الهكسوس كانت – بحسب معظم المؤرخين - مزيجا من قبائل بدوية عربية وعبرانية. بل على العكس فهناك رأى تاريخى معتبر أن هذه الفترة هى التى وقعت خلالها دراما فرعون وموسى والتى لم تكن سوى فصلا من صراعٍ بين قبائل الهكسوس، أى أن اليهود خلال فترة الهكسوس كانوا قبيلة منتهكة. سادسا فى العصر الحديث ومنذ بدء تنفيذ أسطورة العودة إلى أرض الميعاد وحتى الآن، فأقصى ما استطاعت الصهيونية إنجازه على أرض مصر كان احتلال سيناء، لكن هذا الاحتلال لم يمكنهم حتى من حكم سيناء، وكانت سنوات بقاء سيناء تحت الاحتلال هى سنوات مواجهة عسكرية بدأت بعد أيام من هذا الاحتلال. سابعا وكما نعرف الآن يقينا، فإن لقطة 5يونيو 67م لم تكن انتصارا عسكريا إسرائيليا على مصر، بل كانت تواطأ دوليا حتى من أقرب حلفاء مصر، ولم تحدث مواجهة عسكرية على الأرض. ومع أول مواجهات عسكرية فى حرب الاستنزاف حققت مصر انتصارات ساحقة حاولت إسرائيل عبثا إخفاءَها عمدا. (8) هناك عقدة تاريخية لدى اليهود من مصر، وهم يخشون مواجهتها مباشرة، وسوف تظل طريقتهم واحدة لا تتغير، وهى محاولة تفكيك الداخل المصرى عبر العملاء وعبر الإعلام. لقد استخدم اليهودُ الإعلامَ منذ فترة مبكرة فى تاريخهم القديم كما حدث فى الإسكندرية حين أذاعوا خبرا كاذبا بين مسيحيي المدينة عن حريق بإحدى كنائسها. وحديثا لا يمكن إنكار تميزهم فى استخدام هذا السلاح. هم يثقون به أكثر من ثقتهم بقدراتهم البشرية العسكرية، وأى إدارة مصرية يجب أن تعى هذه النقطة جيدا وأن تنفق فى الإعلام بسخاءٍ وبطرق علمية حديثة لأن النجاح فى استخدام هذا السلاح يمكنه أن يكفى مصر كثيرا من الخسائر البشرية والاقتصادية. هذا الإعلام والتميز الصهيونى به هو ما روج لأكذوبة كبرى اسمها القوة الإسرائيلية. وهو سبب ما نقرأه بين الأسطر من ملايين العبارات على ألسنة مواطنين من دول عربية يعتقدون أن الكون يتحرك بمشيئة صهيونية. بدأ هذا فى العصر الحديث مع تعمد الحركة الصهيونية نشر فظائعها ومذابحها بين الشعوب العربية. فى حرب 48م كانت قوات العصابات الصهيونية تجتاح القرى وتقتل الفلاحين بوحشية متعمدة ثم تترك للبعض منهم مجالا للهرب وهو ما عرف وقتها بمصطلحات (حرق الأرض وخطة حدوة الحصان.) تدخل القوات الصهيونية فتحيط القرية بشكل حدوة حصان مفتوحة، ثم تبدأ مجازرها ضد فلاحين عزل وتترك تلك الجهة مفتوحة يهرب من خلالها من يستطيع الهرب ليقص ما حدث لباقى القرى فيهرب سكانها. ما حققته العصابات الصهيونية فى تلك الحرب لم يكن تفوقا صهيونيا إنما تعبيرا عن تخلف الجيوش العربية الواقعة تحت الاحتلال. الهزيمة النفسية لشعبٍ ما تمنح نصرا مجانيا لإسرائيل. الخضوع خوفا أو تواطأ يضخم الأكذوبة. الحقيقة هى أنهم غير قادرين على الانتصار فى أى مواجهة عسكرية أو مواجهة حركة مقاومة وطنية حقيقية. الحقيقة أن مصر طردتهم من قناة السويس وسيناء بعد ست سنوات من احتلالٍ كاذبٍ كان جنودهم يخشون الخروج من تحصيناتهم حتى لا تطير رؤوسهم، فأى وهم يتحدثون عنه حين يتحدثون عن إسرائيل كبرى من النيل إلى الفرات؟! لقطة 5 يونيو 67م لن يسمح المصريون بتكرارها مهما يكن، فهى لقطة تحدث مرة واحدة فى التاريخ. ورغم حدوثها، ورغم توفر كل الظروف وقتها التى لن تحلم إسرائيل بتكرارها مرة أخرى، إلا أنهم فشلوا فى تحويلها لانتصار حقيقى! والانتصار الحقيقى لهم هو أن يحكموا جزءً من أرض مصر! حتى حركات المقاومة لم ينجحوا فى كبحها وهُزموا فى مواجهة انتفاضات الشعب الفلسطينى، وتم إجبارهم على توقيع اتفاقيات أوسلو، ولم ينجحوا إلا عبر وسطاء فلسطينيين من الإسلام السياسى فهؤلاء – وليس الصهاينة – هم من قصموا ظهر المقاومة بعد نجاحهم فى تقسيم الشعب الفلسطينى ذاته! (9) على ضوء هذه التفاصيل والحقائق كيف نفهم تصريحات سفاح الأطفال والنساء الأخيرة عن إسرائيل الكبرى وأنه يرى نفسه غير بعيد عن تحقيقها؟! أول ما يجب أن يعلمه المصريون أن هذا السفاح هو أول من يعلم أنه كاذبٌ وأفاق، وأنه لا يجرؤ على التفكير فى الاقتراب من الأرض المصرية. على المصريين أن يقرأوا التاريخ – قديمه وحديثه – جيدا وأن ينحوا كل تأثيرات الدعاية الصهيونية خلف ظهورهم. سفاح الأطفال والنساء – بتمهيد وتواطؤ من حركة الإخوان بفرعها الفلسطينى - يعلم أن كل نجاحه هو فى قتل النساء والأطفال، واغتيال شخصياتٍ لم تكن سوى نمور ورقية، وحتى هذه الاغتيالات لم تكن لتتم سوى بوجود آلاف العملاء، وسوى بتهافت بعض الدول وتضخيم ذاتها وهى فى داخلها دولٌ مؤسساتها متآكلة مخترقة حتى النخاع. الحقيقة الناصعة، لو أن هذا السفاح وكيانه ومن خلفه كانوا يقدرون على أن يفعلوا فى مصر ما فعلوه فى دول أخرى لما انتظروا لحظة واحدة. لو أن تلك القوة العظمى التى تمنح السفاح أسلحتها لقتل الأطفال طلبت منه الآن أن يقوم بجيشه بغزو مصر لرفض رفضا قاطعا لأنه يعلم الحقيقة ويعلم أن إقدامه على ذلك يعنى بشكل قاطع نهاية هذه الحلقة من حلقات التاريخ اليهودى كما انتهت حلقاته السابقة. ما حدث أن سياسيا فاسدا مرتشيا كان عمره السياسى قد انتهى إكلينيكيا وجد بعض الحاخامات يلتفون حوله ويحدثونه عن خرافاتهم التلمودية! أكاد أجزم بأنه فى خلوته مع أشخاص ما يقوم بالسخرية من هؤلاء وربما أطلق عليهم بعض النكات البذيئة، وإنه يعرف أن مكانهم الصحيح هو مصحة أمراض عقلية. لكنه قرر تقمص دوره على المسرح الصهيونى الإعلامى فقط وعلى طريقة من سبقه مثل شمعون بن جيور ولوكاس، فقرر أن يقوم بدور الملك المخلص على الهواء مباشرة. هو أجبن من أن يقرر تقمص هذا الدور على الطبيعة، ويعلم أن حدود إجرامه هو الحدود المصرية لأنه لا يرغب أن تكون نهاية هذه الحقبة من المُلك اليهودى على يده! أنا لا أخشى على مصر من هذه الأساطير الخرافية، لكننى أخشى عليها من سقوط بعض أبنائها فى شراك الإعلام الصهيونى، إما بتصديق أكاذيب التفوق الصهيونى، أو بالإنجرار خلف نموذج الإنقسام الفلسطينى الذى نفذته أذرع جماعات الإسلام السياسى. لكن على المصريين أيضا أن يجيدوا استخدام الإعلام شعبيا ورسميا. لنتخيل مثلا أن مسؤلا مصريا تنفيذيا تحدث عن احتلال مناطق مما يسمى الآن بإسرائيل، فماذا كان سيحدث؟ قطعا كانت كل محطات الإعلام ومنذ اللحظة الأولى تشن هجوما إعلاميا حادا ضد تلك الشخصية المصرية وكانت اتهامات معاداة الاسمية فى طريقها لاتخاذ أشكالا رسمية وربما دعاوى فى أروقة محاكم دولية..هذا ما يجب على المصريين فعله الآن أن تتحول عبارات هذا المعتوه إلى أسانيد فى أوراق رسمية يتم الدفع بها فى أروقة المحافل الدولية، وأن يقوم المصريون شعبيا وكما نقول بالعامية (يطلعوه على المسرح المصرى الشعبى!) فى مختلف وسائل التواصل. (10) نحن المصريون - سواء كنا مسلمين أو مسيحيين - لا نؤمن بالخرافات التلمودية. هى لنا مجرد هوس لمجموعات دينية متطرفة شأنها شأن من حرضوا على الحروب الصليبية أو من غزوا بلادٍ وشعوبٍ تحت راية الفتوحات الإسلامية. الصهيونية هى حركة استعمارية تتغلف برداء دينى تلمودى شأن كل حركات الاستعمار السابقة التى رفعت رايات دينية. والصهيونية - مقارنة بتلك الحركات الأخرى - هى الأفشل فى التاريخ. فالحروب الصليبية نجحت فى احتلال دول كبرى، والفتوحات العربية نجحت فى احتلال دول كبرى، أما الصهيونية فحتى الآن وبعد عقود طويلة ورغم ما تحصل عليه من مساندة مالية وعسكرية وسياسية فهى لم تنجح حتى فى حسم احتلالها لدولة واحدة هى فلسطين! فى مواجهة هذا النوع من الحركات الاستعمارية سيكون من الخطأ والسذاجة أن ننساق لشروحات دينية عبثية نحن نكفر بها فى الأساس. موقف المسلمون واضح وموقف كنيسة مصر واضح وثقه البابا شنودة رسميا فيما يخص الخرافات التلمودية. المواجهة المنطقية الوحيدة هى مواجهة القوة. مصر تدرك تماما أن أرضها مستهدفة.. القوة – وكما تكرر عشرات المرات فى التاريخ – هى المنطق الوحيد الذى تنساق له تشنجات اليهود المتصهينين حين تتلبسهم حالة الشعور بأنهم يمتلكون من القوة ما يجعلهم يفكرون فى إعادة خرافة الملك المخلص للحياة. القوة العسكرية والاقتصادية والشعبية والعلمية لدى مصر هى فقط الحق والقانون الذى ستنصاغ له صاغرة أساطين الصهيونية. لا ينبغى أن يتم استدراجنا للاستماع إلى خرافات لا تعنينا فى شىء، والسخرية منها هو رد الفعل المنطقى الوحيد. لقد سحق المصريون كل موجات الهوس اليهودية السابقة وكبارهم يعلمون ذلك جيدا. وفى كتاب (التقصير) الإسرائيلى الذى كُتب ونشر عام 74م وثق أن الحاخامات كانوا أكثرهم فزعا بعد الساعات الأولى من النصر المصرى لأنهم استرجعوا صفحات التاريخ هذه! على المصريين أن يفصلوا أنفسهم بشكلٍ تام عما يشاهدونه من مشاهد خنوعٍ وانبطاحٍ أمام هذه الأكذوبة المساه بإسرائيل لأن الذين صدم خنوعهم المصريين كانوا كذلك طوال تاريخهم، فلا جديد! سيكون خطأ مصريا كبيرا فى الوعى حين يضع المصريون أنفسهم رأسا برأس مع شعوبٍ أو مجموعات بشرية عربية آسيوية فيما يخص الصدام مع الصهيونية. فى الحقيقة فى الأمر خدعة. فالحقائق التاريخية تقول أن كثيرا من هؤلاء لم يكونوا فى يومٍ ما من القوة التى واجهت شطحات اليهود، بل على العكس فكثيرا ما حدث أن تحالف بعضهم مع قبائل يهودية ضد مصر. الخدعة حاول ويحاول تمريرها إلى العقل المصرى بعض من يحاولون استدراجنا لتديين مواجهتنا – نحن المصريين – ضد الصهيونية. الأمر يجب أن يكون محسوما فى مصر..مواجهتنا وطنية خالصة تتمثل فى الدفاع عن أرض مصر التى لن يتجرأ عليها الجيل الحالى من قادة الصهيونية. ما نراه من مشاهد فى الدول العربية الآسيوية المحيطة والمتداخلة مع الكيان هو مجرد مشاهد مكررة عبر التاريخ..يتناحرون وأحيانا يتحالفون لأنهم أبناء عمومة! أما مصر فموضعها وموقعها وشخصيتها وتاريخها وهويتها وأهدافها، كل ذلك مختلف! إسرائيل الكبرى مجرد خرافة لم تتحقق فى يومٍ ما ولن تتحقق.. وإن أرادوا اختبار مصر فمازال اليمُ موجودا، ومازالنا نصنع بجامات الكستور!

مصرس
منذ ساعة واحدة
- مصرس
الشيخ رمضان عبدالمعز: الإسلام جاء لرعاية مصالح الناس وحماية الأرواح
قال الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، إن الهدف الأسمى من رسالة الإسلام هو رعاية مصالح الناس والحفاظ على مقاصد الشريعة، موضحًا أن القرآن الكريم أكد على حرمة الدماء بقوله: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا". وأوضح الداعية الإسلامي، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن هذه المقاصد تشمل الحفاظ على الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال، وكذلك الأوطان، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان محبًا لوطنه ومدافعًا عنه. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثًا ويكره لكم ثلاثًا"، ومن بين ما يكرهه الله "قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال".وتابع عبدالمعز منتقدًا حوادث الطرق الناجمة عن الرعونة والإهمال، مؤكدًا أن الاستهتار بالأرواح جريمة، داعيًا السائقين إلى التأني والحلم، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناءة".وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم أصحابه حق الطريق حتى قبل وجود السيارات ووسائل النقل الحديثة، فقال: "أعطِ الطريق حقه"، مؤكدًا أن الحفاظ على النفس وحياة الآخرين واجب شرعي، وأن من أحيا نفسًا فكأنما أحيا الناس جميعًا، ومن قتل نفسًا فكأنما قتل الناس جميعًا.