logo
هل تنهى حرب إيران الحرب على غزة؟

هل تنهى حرب إيران الحرب على غزة؟

بوابة الأهراممنذ يوم واحد
تعرّض مقال الأسبوع الماضى للإجابة عن السؤال الخاص بما إذا كان قد زال خطر إسقاط النظام الإيرانى مع توقّف الحرب الإسرائيلية-الإيرانية أم لايزال هذا الخطر قائمًا.ويتعرّض مقال هذا الأسبوع لإجابة سؤال آخر من الأسئلة التى أثارتها حرب الأيام الإثنى عشر، وهى أسئلة كثيرة.وسؤال هذا الأسبوع هو حول ما إذا كانت حرب إيران ستعجّل بإنهاء حرب غزة أم لا.والسبب الذى دفعنى للتوقّف أمام السؤال عن العلاقة بين حربى إيران وغزة-هو ما لاحظته من استنتاج العديد من التحليلات الإسرائيلية والغربية والعربية أنه بعد وقف إطلاق النار مع إيران أصبح الطريق ممهدًا للتوصّل إلى صفقة فى غزّة تفضى إلى إنهاء الحرب على غزة، وتقطع الخطوة الأخيرة نحو الشرق الأوسط الجديد.
فعلى الرغم من الاختلاف بين هذه التحليلات حول بنود الصفقة ومدتها الزمنية ومدى شمولها لأطراف أخرى غير أطرافها المباشرة والدور العربى فيها..إلخ،إلا أن هناك اتفاقًا عامًا فيما بينها وبدرجة عالية من الثقة حول أن الضربات العسكرية الإسرائيلية/الأمريكية ضد إيران قد أضعفتها كثيرًا بما يجعل من غير الوارد أن تستمر فى دعم حركة حماس فى المستقبل.والحال هكذا فإن الظروف تبدو مواتية تمامًا لاقتناص الفرصة وإجبار حماس على قبول ما كانت ترفضه فى البداية،وهذه مسألة تحتاج إلى مناقشة.
من القواعد المستقرة فى علم الرياضيات أنه من السهل حلّ المعادلات ذات المجهول الواحد بعكس المعادلات ذات المجهولين فأكثر. وينطبق على معادلة حربى إيران - غزة صفة المعادلة متعددة العناصر المجهولة،ولذلك فإن أحدًا لا يستطيع ادعاء الثقة التامة فى صحة تحليلاته السياسية.فمبدئيًا هناك تضارب شديد فى تقييم أثر الضرر الذى ألحقته الحرب على إيران بمنشآتها النووية، وهو تضارب قائم بين أطراف الحرب كما أنه موجود فى داخل كل طرف. وعلى سبيل المثال أدلى رافائيل جروسى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أيام قليلة بتصريح من شأنه أن يؤدى إلى مزيد من غموض الصورة، إذ قال جروسى إنه يمكن لإيران أن تتمكن من العودة لتخصيب اليورانيوم فى خلال عدة أشهر.ومن المفهوم أن هناك أسبابًا كثيرة للتشكيك فى تصريح جروسي، أهمها أن الوكالة لم تفحص الواقع الإيرانى على الأرض، وأن عمل الوكالة تحيط به شبهة تسييس فلا ننسى أنه كان الذريعة التى استخدمَتها إسرائيل للاعتداء على إيران. لكن فى الوقت نفسه فإنه ليس من الموضوعية استبعاد هذا التصريح عند التفكير فى المستقبل، خصوصًا مع وجود عدة شواهد لافتة للنظر من قبيل عدم انبعاث أى إشعاعات من المواقع النووية الإيرانية التى تعرضت للهجوم، وما تردد عن نقل إيران اليورانيوم عالى التخصيب لمكان آمن، هذا فضلًا عن تفاوت معلومات المصادر الأمريكية ما بين التقليل من أثر الضربة الأمريكية وبين تضخيمها .فإذا لم يكن ممكنًا الجزم بتدمير البرنامج النووى الإيراني، فهل يمكن أن تقتنع إسرائيل وتقنع العالم بأنها أنهت مهمتها وأنها جاهزة لاستثمار هذا النجاح على الساحة الفلسطينية؟هذا أول مجهول.
على صعيد آخر، فإن الذى يلاحظ التطور فى سلوك شبكة حلفاء إيران فى المنطقة اعتبارًا من شهر سبتمبر الماضي، يدرك مدى الانضباط الذى ميّز هذا السلوك فى مواجهة العدوان الإسرائيلى المستمر على غزة، وذلك على الرغم من اشتداد ضراوة العدوان وتصاعده. فعلى مدى هذه الفترة تميزت الساحات اللبنانية والسورية والعراقية على التوالى بهدوء واضح يمكن إرجاعه إلى اعتبارات تتعلق بالمصلحة الوطنية لكلٍ من هذه الدول على حدة وعدم الرغبة فى التورط فى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.كما يرجع ذلك إلى رغبة إيران فى تهدئة الأوضاع الإقليمية وتهيئة الظروف المناسبة لإنجاح مفاوضاتها حول برنامجها النووى مع الولايات المتحدة الأمريكية. وفيما يتعلق بالساحة اليمنية التى مثَلَت الاستثناء وحافظَت على الاشتباك مع ساحة غزة، فإنها أجرت تعديلًا جذريًا على سياستها تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلى بإخراجها السفن الأمريكية من نطاق هجماتها الصاروخية. بقولٍ آخر، فإذا كان الدعم الإيرانى لحماس هو العامل الأساسى الذى يتحكم فى صمود الحركة، فإن هذا الدعم قد توقف قبل الحرب على إيران بفترة طويلة. والأهم من ذلك كله أن حركة حماس كبّدت إسرائيل فى مدينة خان يونس واحدة من أكبر الخسائر العسكرية التى منيت بها منذ القيام بعملية طوفان الأقصي، وكانت المفارقة أن هذه الخسارة أتت فى اليوم نفسه الذى كان يستعد فيه بنيامين نيتانياهو لإعلان انتصار دولته على إيران، مؤكدًا أن منشآتها النووية دُمرَت تمامًا وأن إسرائيل أوفت بوعدها. وعلى ضوء هذه المتغيرات يكون السؤال هو إلى أى مدى يصّح القول إن حماس تم إخضاعها بتأثير نتائج الحرب الإسرائيلية-الإيرانية؟ هذا مجهول ثان.
يضاف إلى ما سبق، وفى إطار مفاجآت الرئيس الأمريكى التى لا تنتهي استهجن دونالد ترامب الاستمرار فى المحاكمة القضائية لبنيامين نيتانياهو بتهمة الفساد، واعتبر ذلك من شأنه أن يؤثر سلبًا على عملية التفاوض مع حماس وإيران. ولن نتوقف هنا أمام كون هذا التهديد المبطّن الذى صدر عن «أكبر ديمقراطية» فى العالم للتأثير على الجهاز القضائى فى «أكبر ديمقراطية» فى الشرق الأوسط- ينطوى على تدخل أمريكى غير مسبوق فى الشئون الداخلية الإسرائيلية ويطيح بمبدأ العدالة وسيادة القانون- فهذه الدلالات على خطورتها البالغة ليست هى موضوع مقال اليوم.
لكن المهم فى الأمر هو ما نستخلصه من أن بقاء نيتانياهو فى منصبه- وليس هزيمة إيران- يعّد بمثابة الشرط الضرورى من وجهة النظر الأمريكية لإتمام التفاوض مع حماس من أجل إنهاء الحرب على غزة.على صعيد آخر تتصاعد حدة الانتقادات الداخلية سواء من جانب الجيش أو المعارضة السياسية فى إسرائيل لاستمرار حرب غزة دون أفق زمنى محدد لتحقيق أهدافها المعلنة: القضاء على حركة حماس وتحرير الرهائن.وهنا يثور السؤال المركّب التالى :إذا كانت قد توافرت الظروف الموضوعية لإنضاج تسوية سياسية فى غزة بعد النجاح الإسرائيلى فى تحجيم القدرات النووية الإيرانية، فبماذا يؤثر أن يكون على رأس حكومة إسرائيل بنيامين نيتانياهو أو يائير لابيد مثلًا، وأين موضع الحديث عن جدوى استمرار حرب غزة من حديث النصر الإسرائيلي؟هذا مجهول ثالث.
إن الربط بين حربى إيران وغزّة هدفه تهيئة مخرج لائق لإسرائيل من معركتها مع حماس بعد ما يقرب من عامين على اندلاعها . بمعنى أن نيتانياهو يحتاج إلى الترويج لانتصار ما قبل الذهاب إلى الصفقة التى تريدها الولايات المتحدة فى غزة، أما كون هذا الانتصار قد تحقق بالفعل على إيران فهذه سردية تحيطها مجاهيل كثيرة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الكابينت الإسرائيلي يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل
الكابينت الإسرائيلي يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل

مصرس

timeمنذ 21 دقائق

  • مصرس

الكابينت الإسرائيلي يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل

أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن مجلس وزراء الاحتلال «الكابينت»، سينعقد مساء اليوم، لمناقشة المفاوضات بشأن صفقة غزة، وذلك بعد تسلّمهم رد حركة «حماس» على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار. ونقل موقع «دنيا الوطن»، عن هيئة البث الإسرائيلية قولها إن «التعديلات المقترحة في رد حماس ستشكل تحديا لصانعي القرار الإسرائيلي».بدورها، قالت «القناة 13» العبرية، إنه «من المتوقع أن تدرس إسرائيل مطالب حماس بعمق وتبلور موقفا».وذكرت أن «التقديرات تشير إلى اعتزام تل أبيب إرسال وفد إلى الوسطاء بعد تلقي رد حماس»، موضحة أن «المفاوضات ستستمر حول بنود مثل إطلاق سراح الأسرى مقابل الرهائن وغيرها».وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة «إسرائيل هيوم» عن تقييم إسرائيلي، أن «الصعوبة الرئيسية في استمرار المحادثات ستكون خريطة انسحابات القوات الإسرائيلية من قطاع غزة».وأعلنت حركة المقاومة الفلسطينية «حماس»، مساء الجمعة، أنها سلمت ردها على مقترح وقف إطلاق النار في غزة للوسطاء، بعد إكمال المشاورات الداخلية مع الفصائل والقوى الفلسطينية.وأكدت في بيان لها أن الرد «اتسم بالإيجابية»، وأنها «جاهزة بجدية للدخول فورا في مفاوضات آلية التنفيذ».

طارق فهمى: إيران وإسرائيل فى "استراحة محارب" وحجم الخلاف بينهما كبير
طارق فهمى: إيران وإسرائيل فى "استراحة محارب" وحجم الخلاف بينهما كبير

فيتو

timeمنذ 37 دقائق

  • فيتو

طارق فهمى: إيران وإسرائيل فى "استراحة محارب" وحجم الخلاف بينهما كبير

أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه من المبكر القول بأن الحرب بين إيران وإسرائيل انتهت، لافتا إلى أننا نبدأ مرحلة جديدة من المواجهات ربما تكون عنوانها "استراحة محارب"، مشيرا إلى أن حجم القضايا محل الخلاف بين الطرفين كبيرة وعديدة. الحرب بين إيران وإسرائيل وأضاف استاذ العلوم السياسية، أن حجم القضايا بين الطرفين ترتبط بمستقبل ومسار البرنامج النووى الإيراني والبرنامج الصاروخى أيضا موضحا إلى أنه حتى الأن حدث تجاذب وان هناك تشكيك فى الضربة ورد بعدها الرئيس الأمريكي ترامب لكن هذا الأمر سيعلن بعد قليل. وتابع طارق فهمى، أن هناك مؤسسات فى أمريكا منها الكونجرس الامريكى وسيحضر الرئيس هناك ووزير دفاعه وسيتم سؤاله عن هذا الأمر فقد يكون هناك تجاذب هناك ربما يغير فى التعامل مع الملف الايرانى من قبل أمريكا. وأشار استاذ العلوم السياسية، إلى أن هناك مفاوضات ستجرى خلال الأيام المقبلة حول موضوع تخصيب اليورانيوم، مشيرا إلى أن هناك تفاصيل عديدة بالتالى سيكون هناك مشكلة متعلقة بالجانب الإيرانى. وأضاف فهمى أن المماطلة والتسويف فى الوقت استراتيجية إيرانية الجميع يعلمها موضحا أن أخطر أمر هو تهديد إيران بعد أن يكون قد تم الاستقرار الداخلى داخل إيران سيكون هناك بعض الحلول وهى ان ينسحبوا من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وأما أن يرفضوا التعامل مع الوكالة الدولية وهذا الرفض سيطرح كثير من الأمور المتعلقة بإدارة المشهد بالتالى ما زلنا فى المرحلة الأولى. العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران وأوضح فهمى: السؤال هنا، هل من الممكن أن تستأنف العمليات العسكرية بين إسرائيل وإيران؟، فهو أمر وارد،لافتا إلى أن أمريكا لن تنخرط فى عمل عسكرى كبير وقامت بالضربات الرمزية التى ضربت المفاعلات فى إيران، لكن لا نعلم ما الذى حدث هناك. وتابع، أمريكا ستترك إسرائيل لانه سيكون هناك مسارين للتعامل من إسرائيل مسار يقوده نتنياهو باستكمال النصر وهو تحدث عن مصير تاريخى ولكن إذا توتر الوضع الداخلى وتعالت نبرة أن ما تحقق كان ليس كثير وان ترامب خدع الجمهور الأمريكي والاسرائيلى من الممكن أن نتنياهو يقفز على موضوع المحاكمة إلى استكمال العمل العسكرى تجاه إيران. وأوضح طارق فهمى، أن الايرانين سيشتروا الوقت لاستتيعاب ما جرى وأيضا الايرانين لهم حسابات أخرى وموضوع شراء الوقت للوصول إلى العتبة النووية أو أن يقوموا بالخيار الأخير وهو عملية تفجير للتأكيد على امتلاكهم النووى وبالتالى يحسم الأمر ويتوقف وهى عملية تجربة نووية. وأكد استاذ العلوم السياسية، أن هناك قواعد فى التعامل مع النووى مثلما حدث مع الكوريين، موضحا أن المشهد لا يزال فى مراحله الأولى ولا يزال هناك سيناريوهات ومشاهد متعدده ونشوة الانتصار لدى الطرفين سيتم مراجعتها داخل أمريكا وداخل إسرائيل. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

القسام تنشر مشاهد استهداف مباشر لجنود الاحتلال في خان يونس
القسام تنشر مشاهد استهداف مباشر لجنود الاحتلال في خان يونس

يمني برس

timeمنذ ساعة واحدة

  • يمني برس

القسام تنشر مشاهد استهداف مباشر لجنود الاحتلال في خان يونس

نشرت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت، مشاهد توثق عملية نوعية استهدفت جنودا وآليات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ضمن سلسلة عمليات 'حجارة داود'. وأظهرت اللقطات المصورة مراحل الرصد والإعداد المسبق، ثم تنفيذ الهجوم المباشر على القوات المتوغلة في المنطقة. وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف بمقتل جندي وإصابة أربعة آخرين، بينهم قائد سرية، خلال هذه العملية. وتأتي هذه الهجمات في إطار رد المقاومة الفلسطينية على العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والذي خلف آلاف الضحايا ودمارا واسعا، وسط تجاهل مستمر لقرارات محكمة العدل الدولية والمطالبات الدولية بوقف الحرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store