logo
الصواريخ الباليستية أسلحة عابرة للقارات

الصواريخ الباليستية أسلحة عابرة للقارات

الجزيرةمنذ 6 أيام

أسلحة إستراتيجية تتبع مسارا منحنيا بعد الإطلاق، يبدأ بدفع قوي باستخدام وقود صلب أو سائل، ثم تحلق بسرعات عالية تصل إلى 24 ألف كيلومتر في الساعة، قبل أن تعود إلى الأرض بفعل الجاذبية. تختلف في مداها من قصيرة إلى عابرة للقارات، وغالبا ما تُجهز لحمل رؤوس نووية.
النشأة والتصنيع
كانت انطلاقة أول صاروخ باليستي في أثناء الحرب العالمية الثانية ، على يد المهندس الألماني فيرنر فون براون، الذي ابتكر صاروخ "في-2″، مستلهما قانون نيوتن الثالث لدفع الصاروخ.
ويعد صاروخ "في -2" من أوائل الصواريخ الباليستية، واستُخدم للمرة الأولى عام 1944 في قصف العاصمة البريطانية لندن.
عند الإطلاق، يولد المحرك قوة دفع هائلة مصحوبة بوهج شديد وسحابة دخانية كثيفة، وبعد نفاد الوقود ينفصل المحرك عن الجسم الرئيسي للصاروخ، الذي يواصل الطيران في مسار باليستي خارج الغلاف الجوي.
وعند بلوغ أقصى ارتفاع يبدأ الصاروخ في الهبوط بسرعة فائقة باتجاه هدفه، وفي أثناء هذه المرحلة قد يُطلق أهدافا وهمية لتشتيت الدفاعات الجوية، ثم يطلق الرأس الحربي.
وتمر الصواريخ الباليستية بـ3 مراحل رئيسية منذ لحظة الإطلاق وحتى إصابة الهدف:
تبدأ المرحلة الأولية فور إطلاق الصاروخ وتعتمد على قوة الدفع الناتجة عن احتراق الوقود سواء كان صلبا أو سائلا، لتوليد تسارع كبير يكفي لاختراق الغلاف الجوي، تستمر هذه المرحلة ما بين 3 إلى 5 دقائق وتنتهي بتوقف المحرك.
بعد ذلك، يدخل الصاروخ المرحلة الوسطى، وفيها يواصل الصعود من دون دفع إضافي حتى يبلغ أقصى ارتفاع في مساره، ثم يبدأ في الانحدار بفعل الجاذبية، تُعد هذه المرحلة الأطول زمنيا، وقد تمتد نحو 20 دقيقة في حالة الصواريخ بعيدة المدى.
وأخيرا في المرحلة النهائية ينفصل الرأس الحربي عن الجسم الرئيسي للصاروخ ويعود إلى الغلاف الجوي بسرعة هائلة، متجها نحو هدفه المحدد بدقة عالية، وتُختتم المرحلة بالانفجار أو الاصطدام، وغالبا لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة.
الأنواع
تصنف الصواريخ الباليستية إلى 4 أنواع رئيسية، بحسب مدى قدرتها على إصابة الأهداف:
الصواريخ الباليستية قصيرة المدى: هي التي لا يتجاوز مداها ألف كيلومتر.
الصواريخ الباليستية متوسطة المدى: لها القدرة على الوصول إلى أهداف تقع على مسافة تتراوح بين ألف و3 آلاف كيلومتر.
الصواريخ الباليستية طويلة المدى: يصل مداها من 3 آلاف إلى 5500 كيلومتر.
الصواريخ الباليستية العابرة للقارات: لها القدرة على عبور القارات وتجاوز الحدود الدولية، وإصابة أهداف تقع على مسافة تفوق 5500 كيلومتر.
القدرات العسكرية
تعد الصواريخ الباليستية من أعمدة القوة العسكرية الردعية في الإستراتيجيات الدفاعية الحديثة، نظرا لقدراتها التدميرية العالية وسرعتها الكبيرة وتنوع أنماط استخدامها.
يتكون الصاروخ الباليستي من محرك قوي وهيكل مزود بخزانات وقود إلى جانب أنظمة إلكترونية دقيقة ووحدات تحكم وحوسبة، إضافة إلى منظومات ملاحة واستشعار متطورة ورأس حربي يمكن تزويده بشحنات تقليدية أو كيميائية أو نووية وحتى بيولوجية.
يتطلب التصدي لهذه الصواريخ منظومات متطورة للرصد والاعتراض، تشمل أقمارا صناعية مزودة بحساسات دقيقة، وأنظمة تتبع قادرة على اكتشاف وملاحقة وهج الإطلاق والمسار الباليستي في الزمن الحقيقي، إلى جانب أنظمة قيادة وتحكم عالية الكفاءة وصواريخ اعتراض ذات سرعات فائقة.
وتعزز بعض الصواريخ الباليستية قدراتها بتقنية المركبات متعددة الأهداف، حينها يمكن لصاروخ واحد أن يحمل عدة رؤوس حربية تُطلق في مرحلة الهبوط لاستهداف مواقع متعددة، الأمر الذي يصعّب عمليات الدفاع والتصدي.
وبفضل هذا المزيج من القدرة التدميرية والسرعة والتكنولوجيا، تُستخدم الصواريخ الباليستية باعتبارها أداة ردع إستراتيجية فعالة، وتُطلق هذه الصواريخ من 3 منصات رئيسية: من البر (عبر الصوامع أو المنصات المتنقلة)، ومن الغواصات، ومن القاذفات الجوية.
الفرق بين الصواريخ الباليستية والفرط صوتية
تتميّز الصواريخ الفرط صوتية عن الصواريخ الباليستية بقدرتها على المناورة ومراوغة الدفاعات الجوية، إذ تستطيع التحليق بسرعات تتجاوز 5 أضعاف سرعة الصوت، مع قدرتها على تغيير مسارها في أثناء الطيران، حتى عند دخولها الغلاف الجوي، بخلاف الصواريخ الباليستية التي تتبع مسارا قوسيا ثابتا يخضع للجاذبية بمجرد نفاد وقودها، ما يجعل تحركها قابلا للتنبؤ والاعتراض بالحسابات الفيزيائية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أقوى عاصفة شمسية في 2025 تضرب الأرض فما نتائجها؟
أقوى عاصفة شمسية في 2025 تضرب الأرض فما نتائجها؟

الجزيرة

timeمنذ 2 أيام

  • الجزيرة

أقوى عاصفة شمسية في 2025 تضرب الأرض فما نتائجها؟

حسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأميركية، فقد أطلقت الشمس يوم 14 مايو/أيار 2025 توهّجًا من الفئة إكس 2.7، بلغ ذروته عند الساعة 08:25 صباحًا بتوقيت غرينتش. التوهج الشمسي هو انفجار هائل للطاقة يحدث في الغلاف الجوي للشمس، نتيجة إطلاق مفاجئ للطاقة المخزنة في الحقول المغناطيسية، خاصةً فوق مناطق على سطح الشمس تسمى "البقع الشمسية"، وهي مناطق تظهر في صور التلسكوبات داكنة على سطح الشمس، لأن درجة حرارتها أقل بقدر صغير من محيطها. ويؤدي هذا الانفجار إلى انبعاث إشعاعات قوية تشمل الأشعة السينية، الأشعة فوق البنفسجية، وأشعة غاما، بالإضافة إلى موجات راديوية. وتُصنّف التوهّجات حسب شدّتها إلى فئات تبدأ من "إيه" وتصل إلى "إكس"، حيث تُعتبر فئة "إكس" الأقوى، ويعد التوهج الأخير أقوى التوهجات التي انطلقت من الشمس خلال عام 2025. أثر محدود وتصل هذه الانبعاثات إلى الأرض لتتفاعل مع مجالها المغناطيسي، متسببة بشكل أساسي في ظاهرة الشفق القطبي الشهيرة، وهي أضواء ملونة تظهر في السماء في المناطق القريبة من القطبين. وتمر الشمس بدورة نشاط تستغرق نحو 11 سنة، تتراوح بين الحد الأدنى للنشاط والحد الأقصى للنشاط، وخلال فترة الحد الأقصى، تزداد عدد البقع الشمسية، وبالتبعية يزداد عدد التوهجات الشمسية. الدورة الشمسية الحالية، المعروفة باسم "الدورة الشمسية 25″، بدأت في ديسمبر/كانون الأول 2019 ومن المتوقع أن تستمر حتى عام 2030 تقريبًا، وتتميز هذه الدورة بزيادة ملحوظة في النشاط الشمسي مقارنة بالدورة السابقة، مع توقعات بأن تصل إلى ذروتها في 2025. وتسبّب هذا التوهّج الأخير في انقطاعات مؤقتة للاتصالات اللاسلكية على الجانب النهاري من الأرض، خاصة في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وبشكل خاص تأثّرت خدمات الاتصالات عالية التردد، المستخدمة في الطيران والملاحة والاتصالات البحرية. وقد انطلق التوهج الشمسي الأخير من بقعة شمسية سميت إيه آر 4087، والتي أطلقت بدورها عددا من التوهجات الشمسية الأخف مؤخرا. هل تؤثر التوهجات الشمسية على الإنسان؟ الغلاف الجوي والمجال المغناطيسي للأرض يعملان كدرع واقٍ، يمنعان معظم الإشعاعات الناتجة عن التوهجات الشمسية من الوصول إلى سطح الأرض، مما يجعل تأثيرها المباشر على صحة البشر ضئيلًا أو غير موجود على الإطلاق. وكانت بعض الدراسات قد أشارت إلى أن العواصف الشمسية قد تؤثر على الساعة البيولوجية للإنسان، ومع ذلك، لا يوجد اتفاق بين العلماء حول هذا الأمر، ولا توجد أدلة قاطعة على تأثيرات صحية خطيرة مباشرة. ويؤكد العلماء أن المخاطر تظهر بشكل أساسي في الارتفاعات العالية، مثل رواد الفضاء أو الطيارين في الرحلات القطبية، حيث يعتقد أنهم قد يكونون أكثر عرضة لتأثيرات الإشعاعات الشمسية، لذا يتم اتخاذ احتياطات خاصة في هذه الحالات. ما التأثير على الطقس؟ كما أن التوهجات الشمسية لا تسبب تغيرات مباشرة في الطقس اليومي مثل الأمطار أو درجات الحرارة. ويعتقد العلماء أن العامل الأساسي المؤثر في مناخ الأرض حاليا هو التغير المناخي، والذي يرفع من تطرف الظواهر المناخية مثل الموجات الحارة. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن النشاط الشمسي قد يؤثر على المناخ على المدى الطويل، مثل فترات التبريد أو الاحترار، ولكن هذه التأثيرات معقدة وتحتاج إلى مزيد من البحث لفهمها بالكامل، ولا يوجد حتى الآن اتفاق بين العلماء على صحتها. وبشكل أساسي يعمل نطاق "طقس الفضاء" حاليا على دراسة تلك التوهجات، بغرض أساسي وهو تأمين التكنولوجيا، حيث يمكن للتوهجات الشمسية أن تؤثر على الاتصالات اللاسلكية وأنظمة الملاحة والأقمار الصناعية، مما قد يؤدي إلى انقطاعات مؤقتة أو تشويش في الإشارات. تقوم وكالات الفضاء ومراكز الأرصاد الفضائية بمراقبة الشمس باستمرار، وفي هذا السياق يتم بتحديث أنظمة الحماية للأقمار الصناعية وشبكات الكهرباء، وتتخذ شركات الاتصالات والطيران احتياطات إضافية خلال فترات النشاط الشمسي المرتفع.

علماء يحسبون موعد نهاية الكون حتى تحلل آخر ذرة
علماء يحسبون موعد نهاية الكون حتى تحلل آخر ذرة

الجزيرة

timeمنذ 3 أيام

  • الجزيرة

علماء يحسبون موعد نهاية الكون حتى تحلل آخر ذرة

يتحلل الكون أسرع بكثير مما كان يُعتقد، بحسب نتائج حسابات أجراها 3 علماء هولنديين حول ما يُسمى بإشعاع هوكينغ، وقد حسبوا أن آخر بقايا النجوم تستغرق حوالي 10 أس 78 سنة لتتلاشى، وهذا أقصر بكثير من المدة المفترضة سابقا وهي 10 أس 1100 سنة. وهذا رقم كبير جدا لدرجة تفوق قدراتنا على تخيله، يعني هذا الرقم واحد وخلفه 78 صفرا، ولكتابته بالحروف فإنك بحاجة لتكرار كلمة مليار أكثر من 8 مرات. تبخر النجوم اقترح ستيفن هوكينغ عام 1975 أنه على عكس نظرية النسبية، يمكن للجسيمات والإشعاع الهرب من الثقب الأسود، لأنه على حافة الثقب الأسود، يمكن أن يتشكل جسيمان مؤقتان، وقبل اندماجهما، يُمتص أحدهما داخل الثقب الأسود ويهرب الجسيم الآخر. إحدى عواقب هذه العملية هي أن الثقب الأسود يتحلل ببطء شديد إلى جسيمات وإشعاع، أي أنه يتبخر، وهذا يتناقض مع نظرية النسبية لألبرت آينشتاين، التي تنص على أن الثقوب السوداء لا يمكن إلا أن تنمو. الفكرة كانت في البداية محصورة بالثقوب السوداء فقط، لكن العلماء الهولنديون، بحسب دراسة نشرت مؤخرا في دورية "جورنال أوف كوزمولوجي أند أستروبار تِكل فيزكس" أشاروا إلى أن الثقوب السوداء ليست فقط ما يمكنه التبخر، بل حتى النجوم النيوترونية والنجوم الأقزام البيضاء يمكن أن "تتبخر" أيضًا بالفكرة نفسها. إعلان وبناء على ذلك، قام الباحثون بحساب الزمن المطلوب لتبخر كل محتويات الكون، حسب حساباتهم الجديدة، فإن عمر الكون النهائي أقصر بكثير مما كنا نظن، والسبب في ذلك أن العلماء أخذوا بعين الاعتبار أن الإشعاع لا يحدث فقط من سطح الجسم، بل من مجاله الجاذبي كله. ووجد الباحثون أن النجوم النيوترونية والثقوب السوداء النجمية تستغرق المدة الزمنية نفسها للتحلل، وهي 10أس 67 سنة، كان هذا غير متوقع لأن الثقوب السوداء تتمتع بمجال جاذبية أقوى، مما يُفترض أن يُسرع تبخرها، لكن تبين من الدراسة أن الثقوب السوداء ليس لها سطح، فهي تُعيد امتصاص بعض إشعاعها الخاص، مما يُعيق العملية. الموت الحراري وتأتي تلك النتائج كمد للخطوط على استقامتها في سياق فرضية "الموت الحراري" للكون، وتمثل أحد السيناريوهات المحتملة لنهاية الكون، والفكرة هي أن الكون لن ينفجر فجأة، بل يموت بهدوء وبطء شديد، حيث يستنفد كل طاقته تدريجيًا حتى لا يتبقى شيء يمكن أن يتحرك أو يتغير. فبعد مليارات السنين، تستهلك النجوم وقودها (من الهيدروجين)، وتتحول إلى أقزام بيضاء، أو نجوم نيوترونية، أو ثقوب سوداء، وبالتالي لا تبقى أي نجوم تشع حرارة أو ضوءا، ولا يوجد شيء جديد يُولد، ومن ثم فإن الطاقة تُوزَّع تدريجيا بالتساوي في كل مكان. وفي هذا السياق فإن الكون يصل إلى حالة اسمها "توازن حراري، حيث لا فرق في درجات الحرارة بين مكان وآخر، ولا يمكن لأي عملية فيزيائية أن تستمر، لأن كل شيء توقف. البشر والقمر ولأن الباحثين كانوا يُجرون البحث على أي حال، فقد حسبوا أيضًا المدة التي تستغرقها أجسام نعرفها، مثل القمر أو جسم الإنسان، للتبخر عبر إشعاع يُشبه إشعاع هوكينغ، وظهر أنها تساوي 10أس 90 سنة. إعلان وبالطبع، يُشير الباحثون إلى وجود عمليات أخرى قد تُسبب اختفاء البشر والقمر أسرع من التقديرات المُتوقعة، ويجري ذلك على كل ما سبق من أجرام، لكن الحسابات هنا نظرية تماما، وفي النهاية فإنها لا تشكل خطرًا حقيقيًا أو وشيكًا. لكن لماذا يقوم العلماء بهذه الحسابات التي تبدو نظرية تماما وبلا أي فائدة؟ السبب تقني بحت، فهذه الحسابات تساعد العلماء على فهم إشعاع هوكينغ بشكل أعمق، وهو مثال على تفاعل بين الرياضيات والفيزياء الكمية وعلم الفلك.

الصواريخ الباليستية أسلحة عابرة للقارات
الصواريخ الباليستية أسلحة عابرة للقارات

الجزيرة

timeمنذ 6 أيام

  • الجزيرة

الصواريخ الباليستية أسلحة عابرة للقارات

أسلحة إستراتيجية تتبع مسارا منحنيا بعد الإطلاق، يبدأ بدفع قوي باستخدام وقود صلب أو سائل، ثم تحلق بسرعات عالية تصل إلى 24 ألف كيلومتر في الساعة، قبل أن تعود إلى الأرض بفعل الجاذبية. تختلف في مداها من قصيرة إلى عابرة للقارات، وغالبا ما تُجهز لحمل رؤوس نووية. النشأة والتصنيع كانت انطلاقة أول صاروخ باليستي في أثناء الحرب العالمية الثانية ، على يد المهندس الألماني فيرنر فون براون، الذي ابتكر صاروخ "في-2″، مستلهما قانون نيوتن الثالث لدفع الصاروخ. ويعد صاروخ "في -2" من أوائل الصواريخ الباليستية، واستُخدم للمرة الأولى عام 1944 في قصف العاصمة البريطانية لندن. عند الإطلاق، يولد المحرك قوة دفع هائلة مصحوبة بوهج شديد وسحابة دخانية كثيفة، وبعد نفاد الوقود ينفصل المحرك عن الجسم الرئيسي للصاروخ، الذي يواصل الطيران في مسار باليستي خارج الغلاف الجوي. وعند بلوغ أقصى ارتفاع يبدأ الصاروخ في الهبوط بسرعة فائقة باتجاه هدفه، وفي أثناء هذه المرحلة قد يُطلق أهدافا وهمية لتشتيت الدفاعات الجوية، ثم يطلق الرأس الحربي. وتمر الصواريخ الباليستية بـ3 مراحل رئيسية منذ لحظة الإطلاق وحتى إصابة الهدف: تبدأ المرحلة الأولية فور إطلاق الصاروخ وتعتمد على قوة الدفع الناتجة عن احتراق الوقود سواء كان صلبا أو سائلا، لتوليد تسارع كبير يكفي لاختراق الغلاف الجوي، تستمر هذه المرحلة ما بين 3 إلى 5 دقائق وتنتهي بتوقف المحرك. بعد ذلك، يدخل الصاروخ المرحلة الوسطى، وفيها يواصل الصعود من دون دفع إضافي حتى يبلغ أقصى ارتفاع في مساره، ثم يبدأ في الانحدار بفعل الجاذبية، تُعد هذه المرحلة الأطول زمنيا، وقد تمتد نحو 20 دقيقة في حالة الصواريخ بعيدة المدى. وأخيرا في المرحلة النهائية ينفصل الرأس الحربي عن الجسم الرئيسي للصاروخ ويعود إلى الغلاف الجوي بسرعة هائلة، متجها نحو هدفه المحدد بدقة عالية، وتُختتم المرحلة بالانفجار أو الاصطدام، وغالبا لا تتجاوز مدتها دقيقة واحدة. الأنواع تصنف الصواريخ الباليستية إلى 4 أنواع رئيسية، بحسب مدى قدرتها على إصابة الأهداف: الصواريخ الباليستية قصيرة المدى: هي التي لا يتجاوز مداها ألف كيلومتر. الصواريخ الباليستية متوسطة المدى: لها القدرة على الوصول إلى أهداف تقع على مسافة تتراوح بين ألف و3 آلاف كيلومتر. الصواريخ الباليستية طويلة المدى: يصل مداها من 3 آلاف إلى 5500 كيلومتر. الصواريخ الباليستية العابرة للقارات: لها القدرة على عبور القارات وتجاوز الحدود الدولية، وإصابة أهداف تقع على مسافة تفوق 5500 كيلومتر. القدرات العسكرية تعد الصواريخ الباليستية من أعمدة القوة العسكرية الردعية في الإستراتيجيات الدفاعية الحديثة، نظرا لقدراتها التدميرية العالية وسرعتها الكبيرة وتنوع أنماط استخدامها. يتكون الصاروخ الباليستي من محرك قوي وهيكل مزود بخزانات وقود إلى جانب أنظمة إلكترونية دقيقة ووحدات تحكم وحوسبة، إضافة إلى منظومات ملاحة واستشعار متطورة ورأس حربي يمكن تزويده بشحنات تقليدية أو كيميائية أو نووية وحتى بيولوجية. يتطلب التصدي لهذه الصواريخ منظومات متطورة للرصد والاعتراض، تشمل أقمارا صناعية مزودة بحساسات دقيقة، وأنظمة تتبع قادرة على اكتشاف وملاحقة وهج الإطلاق والمسار الباليستي في الزمن الحقيقي، إلى جانب أنظمة قيادة وتحكم عالية الكفاءة وصواريخ اعتراض ذات سرعات فائقة. وتعزز بعض الصواريخ الباليستية قدراتها بتقنية المركبات متعددة الأهداف، حينها يمكن لصاروخ واحد أن يحمل عدة رؤوس حربية تُطلق في مرحلة الهبوط لاستهداف مواقع متعددة، الأمر الذي يصعّب عمليات الدفاع والتصدي. وبفضل هذا المزيج من القدرة التدميرية والسرعة والتكنولوجيا، تُستخدم الصواريخ الباليستية باعتبارها أداة ردع إستراتيجية فعالة، وتُطلق هذه الصواريخ من 3 منصات رئيسية: من البر (عبر الصوامع أو المنصات المتنقلة)، ومن الغواصات، ومن القاذفات الجوية. الفرق بين الصواريخ الباليستية والفرط صوتية تتميّز الصواريخ الفرط صوتية عن الصواريخ الباليستية بقدرتها على المناورة ومراوغة الدفاعات الجوية، إذ تستطيع التحليق بسرعات تتجاوز 5 أضعاف سرعة الصوت، مع قدرتها على تغيير مسارها في أثناء الطيران، حتى عند دخولها الغلاف الجوي، بخلاف الصواريخ الباليستية التي تتبع مسارا قوسيا ثابتا يخضع للجاذبية بمجرد نفاد وقودها، ما يجعل تحركها قابلا للتنبؤ والاعتراض بالحسابات الفيزيائية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store