logo
'طنطورة'.. كلمات تاريخية في حب حضارات العلا

'طنطورة'.. كلمات تاريخية في حب حضارات العلا

الوئام١٦-٠٤-٢٠٢٥

عبدالجبار الخليوي – كاتب وروائي وصاحب العديد من الإصدارات الأدبية
تبدأُ رواية 'طنطورة' بحياة البطل 'يونس'، وهو شاب من قرية صغيرة تقع على الحدود التركية السورية، ينشأ في بيئة علمية محافظة حيث يلتحق بالجامع الأموي في دمشق للدراسة.
وتتطور حياة البطل عندما يضطر للعودة إلى قريته بعد وفاة والده المفاجئة لإدارة مزرعة العائلة. وتتطرق الرواية إلى قصة حب يونس مع الفتاة 'ميار'، التي عرفها منذ الطفولة، وبعد زواجه بها، شرع بتنفيذ وعده لها بأداء فريضة الحج.
وخلال رحلته للحج تتعرض زوجته لمرض شديد مما اضطره أن يستقر في منطقة قاع الحاج في العلا، وبعد وفاة زوجته بدأ البحث عن حياته الجديدة في العلا التي وجدها مكاناً غنياً بالتاريخ والحضارات، حيث اندهش من الآثار العريقة التي تعود لآلاف السنين.
وبدأت رحلته الاستكشافية في منطقة الحجر وجبل عكمة ودادان، حيث وقف أمام المنحوتات الصخرية والقبور التي تركتها بعض الحضارات السابقة، وتعرف على حياة هذه الحضارات العظيمة التي ازدهرت في المنطقة بمساعدة أهل العلا وحضوره لزيارات المستكشفين الأجانب للمنطقة.
لم يكن يونس يعرف سوى القليل عن هذه الحضارات، لكن مع الوقت، بدأ يتعمق في تاريخ حضارات الأنباط واللحيان والدادان وغيرهم الذين تركوا بصمتهم على هذه الأرض. وكذلك كان يسمع من أهل العلا عن بعض القصص الشعبية من أمثال الجن والأرواح التي تسكن الجبال والمقابر، مما زاد من شغفه بالمكان وفضوله لاكتشاف أسرار هذه المنطقة العريقة.
في العُلا، لم تكن الآثار وحدها ما لفت انتباه يونس، بل تفاعل الناس مع هذه الآثار وحفاظهم على تقاليدهم العريقة التي تمزج بين الحداثة والموروث.
جلس يونس مع كبار السن في البلدة القديمة الذين رووا له حكايات كثيرة ومنها ساحة الطنطورة، وهي الساعة الشمسية التي استخدمها أهل العُلا منذ قديم الزمان لتحديد الفصول وتوزيع المياه بين المزارعين.
وكانت هذه الحكايات تمثل حلقة وصل بين الماضي والحاضر، مما جعل يونس يشعر بأن العلا ليست مجرد مدينة أثرية، بل هي شهادة حية على تعاقب الحضارات وتجدد الحياة.
الرواية تُقدم مزيجاً من الحياة اليومية التقليدية والمعاناة التي تواجهها الشخصيات في ظل الظروف القاسية. وفي إطار أوسع، تسلط الرواية الضوء على بعض القضايا الاجتماعية مثل الزواج التقليدي، الصراعات العشائرية، وضغوط المجتمعات المحافظة، والتي تؤثر على قرارات الشخصيات وتحركاتهم. تتخلل الرواية مشاهد وصفية جميلة للطبيعة، حيث تستعرض الاختلاف الطبوغرافي وتنوع المزارع، كما تربط بين التراث الشعبي والقيم الدينية.
تتميز الرواية بأنها ليست مجرد قصة حياة فردية، بل هي انعكاس لواقع مجتمع متميز بالتقاليد والإختلافات الاجتماعية التي تتحكم في شؤون شخصيات الرواية. وخُتمت الرواية بمفاجأة لم يتوقعها القارئ!.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"مَكننة".. توطيد علاقة الفنان العربي بالتكنولوجيا
"مَكننة".. توطيد علاقة الفنان العربي بالتكنولوجيا

الشرق السعودية

time٢٥-٠٤-٢٠٢٥

  • الشرق السعودية

"مَكننة".. توطيد علاقة الفنان العربي بالتكنولوجيا

افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل، معرضه الفني الثاني "مَكننَة: أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي"، بالتنسيق المشترك بين التشكيليين والقيّمين الفنّيَين، هيثم نوار وآلاء يونس، وذلك في مقر المركز في الرياض. يقدم المعرض تاريخ فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، عبر أكثر من 70 عملاً فنياً، بمشاركة 50 فناناً من الروّاد العرب في هذا المجال. يستلهم عنوانه من الكلمة العربية "مَكْنَنَة"، التي تعني إحالة العمل إلى الآلة، أو أن تكون جزءاً منه، ليطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية تعامل الفنانين العرب مع التكنولوجيا، وكيف أعادوا صياغتها في قالب إبداعي، يتمحور حول الاحتياجات الرقمية، ومنطق الآلة، وصولاً إلى حفظ الذاكرة، والبيئات التخيلية. الفنان العربي والتكنولوجيا وأوضحت القيّمة الفنية على المعرض آلاء يونس لـ"الشرق"، "أن الفكرة تدور حول التنقيب في القرن العشرين، عن تجارب الفنانين العرب في استخدام تكنولوجيا عصرهم، فالمعرض يضم أعمالاً تعود إلى عام 1923، بينها فيلم أنيميشن مصري عُرض سابقاً في المقاهي وليس في صالات السينما، إضافة إلى تجارب رقمية رائدة في الثمانينات مثل أعمال الفنانة سامية حلبي". كما أشارت إلى أن المعرض يركز على كيفية تفاعل الفنانين مع التكنولوجيا المتاحة لهم، كل حسب موقعه وزمانه، موضحة أن اختيار اسم "مكننة" جاء من إحالة العمل إلى الآلة. فنانون وتجارب يشارك في المعرض فنانون من دول عربية عدّة، وتُعرض الأعمال المختارة ضمن 4 محاور رئيسة هي: المكننة، الاستقلالية، التموجات، والغليتش، وهي موضوعات تتقاطع فيها الهموم الفنية المتكررة عبر الأجيال، والجغرافيا، والأنماط التكنولوجية. فرصة نادرة الفنان الأردني رائد إبراهيم اعتبر أن تركيز المعرض على الفنون المرتبطة بالتكنولوجيا وفنون المستقبل، "هو ما يتقاطع مع طبيعة بعض الأعمال التي أقدّمها، حيث أستخدم المكوّنات الإلكترونية والميكانيكية لإنتاج أعمال فنية متحركة، مثل عملي المعروض بعنوان (مشوش)". مركز جذب للفنون المعاصرة اعتبر الفنان العُماني حسن المير، أن هذا النوع من الفعاليات "يمثّل إضافة ضرورية لمشهد الفنون في المنطقة العربية"، مشيراً إلى أن عمله المعروض، يتناول تحولات أنماط الحياة في منطقة الخليج، وتأثيرها على المجتمع والعمارة، حيث هجر كثير من الخليجيين بيوتهم التقليدية وانتقلوا إلى المدن الحديثة". أضاف: "الرياض اليوم أصبحت نقطة جذب للفنون الحديثة، ليس فقط في مجال الفنون البصرية، بل في مختلف الإبداعات الثقافية والمعمارية، هناك نهضة شاملة أراها جزءاً من مشروع متكامل للحياة المعاصرة". حراك ثقافي ورافد اقتصادي وأشار الصحافي الفني السعودي عبدر الرحمن الناصر، إلى أن هذا النوع من الفعاليات "يسهم في تعزيز السياحة الثقافية، وأن هذه المعارض ليست مجرد منصات للعرض، بل هي فضاءات للتفاعل الثقافي وتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات الإبداعية على مستوى المنطقة والعالم". وأكد أن المملكة أصبحت "وجهة للفنانين من العالم العربي والعالم أجمع، ليس فقط في الفنون البصرية، بل أيضاً في السينما والفنون الأدائية والموسيقى، وتأسيس بنية تحتية قوية للثقافة والفنون، مثل استوديوهات الإنتاج والمعارض المتخصصة، ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني". برنامج ثقافي متنوع يصاحب المعرض برنامج يتضمن ندوات حوارية، وعروضاً أدائية وأفلاماً، وورش عمل متخصصة، لتعزيز التفاعل المباشر مع الفنانين والمفكرين في مجال فنون الوسائط الجديدة. يذكر أن مركز الدرعية لفنون المستقبل، هو إحدى مبادرات وزارة الثقافة السعودية، وهو أول مركز يعنى بفنون الوسائط الجديدة والفنون الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

هل تحوّل الفن الرقمي إلى فقاعة اقتصادية أم مسار استثماري في العالم العربي؟
هل تحوّل الفن الرقمي إلى فقاعة اقتصادية أم مسار استثماري في العالم العربي؟

الاقتصادية

time٢٢-٠٤-٢٠٢٥

  • الاقتصادية

هل تحوّل الفن الرقمي إلى فقاعة اقتصادية أم مسار استثماري في العالم العربي؟

خلال افتتاح معرض "مكننة" في مركز الدرعية لفنون المستقبل الذي يُسلّط الضوء على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، يقف العمل "آرك" للفنان السعودي عبدالله راشد، كمرآة ساخرة وواقعية لسوق الفن الرقمي. في "خط زمني"، يعرض راشد شريطا رقميا مليئا بإعلانات مبيعات لأعمال فنية بقيم مبالغ فيها، محاكيا ذروة جنون الـNFT في 2021، حين غزت الإعلانات شاشات الفنانين أكثر من الأعمال نفسها. والمفارقة أن العمل الذي يسخر من سوق الـNFT، تحوّل هو نفسه إلى NFT وبيع بسعر مرتفع لأحد كبار مقتني الأعمال الرقمية! ليأتي السؤال هل تحوّل الفن الرقمي إلى فقاعة اقتصادية أم إلى مسار استثماري فعلي في العالم العربي؟ هنا تقول القيّمة الفنية آلاء يونس لـ"الاقتصادية"، إن الوسائط الجديدة تتيح للفنان إنتاج نسخ عدة من العمل نفسه، ما يفتح المجال لاقتناءه من قبل جمهور أوسع داخل بلده وخارجه. أضافت، أن هذه الإمكانية تؤثر بشكل مباشر في سعر العمل الفني وانتشاره، حيث توفر التكنولوجيا أدوات تساعد على تسويق الأعمال الفنية رقميا، دون أن تكون بالضرورة مرتفعة السعر، وهو ما يعزز من قابلية تداولها. في حين يرى الفنان السعودي أحمد ماطر، أن سوق الفن الرقمي تتبع إلى سوق الفن العالمية، وكأنها أشبه بالبورصة؛ ففي بعض الأحيان تشهد حضورا رائعا وطفرات كبيرة، وأحيانا أخرى تنخفض بطبيعة الحال. ويعتقد ماطر أن استمرارية المعارض، ونقاشات الفنانين، واهتمام جامعي الأعمال الفنية هي عوامل قادرة على تحريك هذه السوق ودعمها. يشير إلى أن الحديث لم يعد فقط عن سوق الفن، بل عن الاقتصاد الإبداعي، الذي يشمل مجالات أوسع وأكثر تنوعا، فهناك حراك فني وثقافي مهم جدا، بدأ يتسارع سواء في اقتناء الفنون أو في تمكين الفنانين من ممارسة أعمالهم الإبداعية في شتى المجالات. وبحسب ماطر، تتجه الفنون اليوم إلى اقتصاد أكثر تطورا وتداخلا مع معطيات الحياة، بحيث يصبح الفن محفزا على الابتكار وطرح ما هو جديد في شتى الصناعات. أما يونس، فتشير إلى أن الفكرة الأساسية وراء الأعمال مثل "خط زمني" لـ"آرك" عن موجة ظهرت لـ NFTs بأسعار مرتفعة وسريعة جدا، قبل أن تبدأ بالتراجع أو التحوّل إلى نماذج مختلفة من التفاعل الفني. وتطرقت إلى تجارب فنانين عرب خاضوا هذا المسار، مثل سامية حلبي التي عرضت أعمالا كـNFT، ووليد رعد الذي أنشأ منصة رقمية عالمية لتداول هذا النوع من الأعمال. بالعودة إلى ماطر، فقد تحدث عن مشاركته في مجموعة اشتغلت على أعمال من نوع "جنريتيف NFT"، حيث يمكن لأي شخص كتابة كود وإنتاج عمل فني متغيّر. ويشير إلى أن حضور الـNFT بدأ يتراجع مقارنة بفترات سابقة، لكنه يرى في الفن الرقمي بشكل عام وعدا أكبر وأكثر استقرارا للفنانين والمجال الإبداعي مستقبلا. رغم التحديات والتقلبات التي يشهدها سوق الفن الرقمي، يبدو أن المسار قد بدأ يتشكل ببطء، مدفوعا برغبة الفنانين والمقتنين في استكشاف إمكانيات جديدة تتجاوز المعايير التقليدية. وبين من يرى في الـNFT فقاعة انتهت ومن يراها تجربة تقنية قابلة للتطور، يبقى سؤال جوهري مطروحا: هل يستطيع الفن الرقمي في العالم العربي أن يثبت مكانته كأصل فني واقتصادي في آنٍ واحد، أم أنه لا يزال يبحث عن جمهوره الحقيقي؟

'طنطورة'.. كلمات تاريخية في حب حضارات العلا
'طنطورة'.. كلمات تاريخية في حب حضارات العلا

الوئام

time١٦-٠٤-٢٠٢٥

  • الوئام

'طنطورة'.. كلمات تاريخية في حب حضارات العلا

عبدالجبار الخليوي – كاتب وروائي وصاحب العديد من الإصدارات الأدبية تبدأُ رواية 'طنطورة' بحياة البطل 'يونس'، وهو شاب من قرية صغيرة تقع على الحدود التركية السورية، ينشأ في بيئة علمية محافظة حيث يلتحق بالجامع الأموي في دمشق للدراسة. وتتطور حياة البطل عندما يضطر للعودة إلى قريته بعد وفاة والده المفاجئة لإدارة مزرعة العائلة. وتتطرق الرواية إلى قصة حب يونس مع الفتاة 'ميار'، التي عرفها منذ الطفولة، وبعد زواجه بها، شرع بتنفيذ وعده لها بأداء فريضة الحج. وخلال رحلته للحج تتعرض زوجته لمرض شديد مما اضطره أن يستقر في منطقة قاع الحاج في العلا، وبعد وفاة زوجته بدأ البحث عن حياته الجديدة في العلا التي وجدها مكاناً غنياً بالتاريخ والحضارات، حيث اندهش من الآثار العريقة التي تعود لآلاف السنين. وبدأت رحلته الاستكشافية في منطقة الحجر وجبل عكمة ودادان، حيث وقف أمام المنحوتات الصخرية والقبور التي تركتها بعض الحضارات السابقة، وتعرف على حياة هذه الحضارات العظيمة التي ازدهرت في المنطقة بمساعدة أهل العلا وحضوره لزيارات المستكشفين الأجانب للمنطقة. لم يكن يونس يعرف سوى القليل عن هذه الحضارات، لكن مع الوقت، بدأ يتعمق في تاريخ حضارات الأنباط واللحيان والدادان وغيرهم الذين تركوا بصمتهم على هذه الأرض. وكذلك كان يسمع من أهل العلا عن بعض القصص الشعبية من أمثال الجن والأرواح التي تسكن الجبال والمقابر، مما زاد من شغفه بالمكان وفضوله لاكتشاف أسرار هذه المنطقة العريقة. في العُلا، لم تكن الآثار وحدها ما لفت انتباه يونس، بل تفاعل الناس مع هذه الآثار وحفاظهم على تقاليدهم العريقة التي تمزج بين الحداثة والموروث. جلس يونس مع كبار السن في البلدة القديمة الذين رووا له حكايات كثيرة ومنها ساحة الطنطورة، وهي الساعة الشمسية التي استخدمها أهل العُلا منذ قديم الزمان لتحديد الفصول وتوزيع المياه بين المزارعين. وكانت هذه الحكايات تمثل حلقة وصل بين الماضي والحاضر، مما جعل يونس يشعر بأن العلا ليست مجرد مدينة أثرية، بل هي شهادة حية على تعاقب الحضارات وتجدد الحياة. الرواية تُقدم مزيجاً من الحياة اليومية التقليدية والمعاناة التي تواجهها الشخصيات في ظل الظروف القاسية. وفي إطار أوسع، تسلط الرواية الضوء على بعض القضايا الاجتماعية مثل الزواج التقليدي، الصراعات العشائرية، وضغوط المجتمعات المحافظة، والتي تؤثر على قرارات الشخصيات وتحركاتهم. تتخلل الرواية مشاهد وصفية جميلة للطبيعة، حيث تستعرض الاختلاف الطبوغرافي وتنوع المزارع، كما تربط بين التراث الشعبي والقيم الدينية. تتميز الرواية بأنها ليست مجرد قصة حياة فردية، بل هي انعكاس لواقع مجتمع متميز بالتقاليد والإختلافات الاجتماعية التي تتحكم في شؤون شخصيات الرواية. وخُتمت الرواية بمفاجأة لم يتوقعها القارئ!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store