
هل تحوّل الفن الرقمي إلى فقاعة اقتصادية أم مسار استثماري في العالم العربي؟
خلال افتتاح معرض "مكننة" في مركز الدرعية لفنون المستقبل الذي يُسلّط الضوء على أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، يقف العمل "آرك" للفنان السعودي عبدالله راشد، كمرآة ساخرة وواقعية لسوق الفن الرقمي.
في "خط زمني"، يعرض راشد شريطا رقميا مليئا بإعلانات مبيعات لأعمال فنية بقيم مبالغ فيها، محاكيا ذروة جنون الـNFT في 2021، حين غزت الإعلانات شاشات الفنانين أكثر من الأعمال نفسها.
والمفارقة أن العمل الذي يسخر من سوق الـNFT، تحوّل هو نفسه إلى NFT وبيع بسعر مرتفع لأحد كبار مقتني الأعمال الرقمية! ليأتي السؤال هل تحوّل الفن الرقمي إلى فقاعة اقتصادية أم إلى مسار استثماري فعلي في العالم العربي؟ هنا تقول القيّمة الفنية آلاء يونس لـ"الاقتصادية"، إن الوسائط الجديدة تتيح للفنان إنتاج نسخ عدة من العمل نفسه، ما يفتح المجال لاقتناءه من قبل جمهور أوسع داخل بلده وخارجه.
أضافت، أن هذه الإمكانية تؤثر بشكل مباشر في سعر العمل الفني وانتشاره، حيث توفر التكنولوجيا أدوات تساعد على تسويق الأعمال الفنية رقميا، دون أن تكون بالضرورة مرتفعة السعر، وهو ما يعزز من قابلية تداولها.
في حين يرى الفنان السعودي أحمد ماطر، أن سوق الفن الرقمي تتبع إلى سوق الفن العالمية، وكأنها أشبه بالبورصة؛ ففي بعض الأحيان تشهد حضورا رائعا وطفرات كبيرة، وأحيانا أخرى تنخفض بطبيعة الحال.
ويعتقد ماطر أن استمرارية المعارض، ونقاشات الفنانين، واهتمام جامعي الأعمال الفنية هي عوامل قادرة على تحريك هذه السوق ودعمها.
يشير إلى أن الحديث لم يعد فقط عن سوق الفن، بل عن الاقتصاد الإبداعي، الذي يشمل مجالات أوسع وأكثر تنوعا، فهناك حراك فني وثقافي مهم جدا، بدأ يتسارع سواء في اقتناء الفنون أو في تمكين الفنانين من ممارسة أعمالهم الإبداعية في شتى المجالات.
وبحسب ماطر، تتجه الفنون اليوم إلى اقتصاد أكثر تطورا وتداخلا مع معطيات الحياة، بحيث يصبح الفن محفزا على الابتكار وطرح ما هو جديد في شتى الصناعات.
أما يونس، فتشير إلى أن الفكرة الأساسية وراء الأعمال مثل "خط زمني" لـ"آرك" عن موجة ظهرت لـ NFTs بأسعار مرتفعة وسريعة جدا، قبل أن تبدأ بالتراجع أو التحوّل إلى نماذج مختلفة من التفاعل الفني.
وتطرقت إلى تجارب فنانين عرب خاضوا هذا المسار، مثل سامية حلبي التي عرضت أعمالا كـNFT، ووليد رعد الذي أنشأ منصة رقمية عالمية لتداول هذا النوع من الأعمال.
بالعودة إلى ماطر، فقد تحدث عن مشاركته في مجموعة اشتغلت على أعمال من نوع "جنريتيف NFT"، حيث يمكن لأي شخص كتابة كود وإنتاج عمل فني متغيّر.
ويشير إلى أن حضور الـNFT بدأ يتراجع مقارنة بفترات سابقة، لكنه يرى في الفن الرقمي بشكل عام وعدا أكبر وأكثر استقرارا للفنانين والمجال الإبداعي مستقبلا.
رغم التحديات والتقلبات التي يشهدها سوق الفن الرقمي، يبدو أن المسار قد بدأ يتشكل ببطء، مدفوعا برغبة الفنانين والمقتنين في استكشاف إمكانيات جديدة تتجاوز المعايير التقليدية.
وبين من يرى في الـNFT فقاعة انتهت ومن يراها تجربة تقنية قابلة للتطور، يبقى سؤال جوهري مطروحا: هل يستطيع الفن الرقمي في العالم العربي أن يثبت مكانته كأصل فني واقتصادي في آنٍ واحد، أم أنه لا يزال يبحث عن جمهوره الحقيقي؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- مجلة سيدتي
جامع اللوحات ألكسندر ريّس: للفن الرقمي مستقبل مشرق في منطقتنا
بمنطقةِ «الحمرا» في بيروت، أسَّس ألكسندر ريّس، جامعُ اللوحاتِ الرقميَّة، «دي جان آرت جاليري» DiGen Art Gallery، الأوَّلُ للفنِّ الرقمي في لبنان. «سيدتي» جالت في المكان، وحاورت مؤسِّسها؛ ثمَّةَ متعةٌ في الحديثِ مع ألكسندر، فهو شابٌّ متحمِّسٌ للفنِّ الرقمي، ووسائطه، ونتاجاتِ المبدعين العربِ في المجال. يقولُ لنا عن تخصُّصه: «يتفاعلُ الجيلُ الجديدُ بقوَّةٍ مع هذا النوعِ من الفنِّ المُعدِّ باستخدامِ الآلة، كما يتقاربُ عاطفياً منه». ويرجعُ ريّس إلى تاريخِ الفنِّ الرقمي في العالم، وإلى مبدعين عبَّدوا الطريقَ له مثل فيرا مولنار، الفنانة التي تعدُّ عرَّابةَ هذا الفنِّ، وهي الراحلةُ عن دنيانا عن عمرٍ يناهزُ الـ 99 عاماً. ويوضحُ أن «أشكال التعابيرِ الأولى عن الفنِّ الرقمي، تحقَّقت من خلال البرمجةِ الإبداعيَّةِ حينما كانت الكمبيوتراتُ ضخمةً، ويشغلُ الواحدُ منها مساحةَ غرفةٍ، ودون شاشةٍ! بالتالي، للوصولِ إلى اللوحةِ الفنيَّةِ الرقميَّة، كان على الفنان أن يقضي وقتاً طويلاً، ويبذل جهداً كبيراً». يضيفُ: «تطوُّرُ هذا التعبيرِ الفني، تحقَّق عن طريق الذكاء الاصطناعي على هيئة صورٍ وفيديوهاتٍ»، ثمّ يغوصُ في الفنِّ الرقمي، وأصوله، ويستذكرُ قولاً للفنانِ البصري الأمريكي رومان فيروستيكو، مفاده بأن «الزخارف الهندسيَّة الإسلاميَّة، هي سلفُ فنِّ الخوارزمياتِ الحديث، ما يحثُّ على الإفادة من هذا التراثِ، لتكون العربُ في طليعةِ ثورةِ الفنِّ الرقمي». في الآتي، نصُّ الحوار مع ريّس. تقاطعُ الفنِّ والتكنولوجيا ما الأسبابُ التي دفعتك إلى تأسيسِ «دي جان آرت جاليري»؟ جذبني تقاطعُ الفنِّ والتكنولوجيا، لا سيما البرمجةُ الإبداعيَّةُ، وفنُّ الذكاء الاصطناعي ، وهما من الأساليبِ الفنيَّةِ التي أعتقدُ أنها تعكسُ عصرنا الراهن. مع ظهورِ معارضِ الفنِّ الرقمي في الولاياتِ المتحدة الأمريكيَّة وأوروبا، أدركتُ أن هناك فجوةً في الشرقِ الأوسط، وقادني شغفي بهذه الأشكالِ الفنيَّةِ إلى جلب تعبيراتٍ مبتكرةٍ عنها إلى المنطقة، ابتداءً من لبنان، موطني. جذور الفن الرقمي العربي ماذا عن جذورِ الفنِّ الرقمي العربي والتجاربِ الأولى فيه؟ يُقدِّرُ «دي جان آرت جاليري»، بعمقٍ، تاريخَ الفن الرقمي ، وفي هذا السياق، أمتلكُ أعمالاً فنيَّةً لروَّادٍ في المجالِ أمثال فيرا مولنار، ومانفريد مور، اللذين فتحَا الطريقَ لهذا الوسيطِ في ستينياتِ القرن الماضي، لكنْ الفنُّ الرقمي في العالم العربي، ليس موثَّقاً بشكلٍ جيدٍ! فبخلافِ بعض الشخصياتِ الملحوظةِ في المجال مثل سامية حلبي، هناك قليلٌ من الاعترافِ بالفنانين الرقميين العرب! لذا تمتدُّ مهمة «الجاليري» إلى البحثِ عن المساهمين الأقلّ شهرةً بالفنِّ الرقمي في منطقتنا، وتسليط الضوءِ عليهم. مَن هم المهتمُّون بالفنِّ الرقمي في العالمِ العربي؟ إضافةً إلى «دي جان آرت» في بيروت، هناك "جاليري" آخر للفنِّ الرقمي، أُسِّس في دبي منذ فترة، إلى جانبِ قسمِ الفنِّ الرقمي في معرضِ « آرت دب »"، الذي افتُتح قبل أعوامٍ قليلة، ويكتسبُ تدريجياً شهرةً وأهميَّةً. ألاحظُ أن الفنَّ الرقمي، يُمكِّن من جذب شريحة واسعة من الناس، لا سيما الجيل الجديد الذي قد يشعرُ بالصعوبةِ أمام تعقيداتِ الفنِّ المعاصر، وحصريَّةِ المعارضِ التقليديَّة، وكأنَّ الأخيرةَ موجَّهةٌ لفئةٍ معيَّنةٍ من الجمهور! سوق الفن الرقمي الـ NFTs، أي «الرموز غير القابلةِ للاستبدال»، هل تمثِّلُ الطريقةَ الوحيدةَ لتسويق الفنِّ الرقمي؟ الـ NFTs تكنولوجيا جديدةٌ، تستفيدُ من تقنيةِ «بلوك تشين»، أو «سلسلة الكتل» التي تدعمُ العملات المشفرة ، والمنتجاتِ ذات الصلةِ بها مثل الرموزِ غير القابلةِ للاستبدال، ما يُيسِّر عمليتَي تسويقِ وتسعيرِ أعمال الفنِّ الرقمي، مع ضمانِ المصداقية. إلى ذلك، بيعت أعمالُ الفنِّ الرقمي من خلال وسائلَ مختلفةٍ قبل ظهورِ تقنية NFTs، لكنْ مع الأخيرةِ، ازداد تملُّك الفنِّ الرقمي، ما أعاد الحياةَ إلى جزءٍ من الفنِّ، كان غالباً مُتجاهلاً، بصورةٍ جزئيَّةٍ، بسبب التحدِّياتِ المتعلِّقةِ بالتسويق والتسعير. المزاداتِ العالميَّة هل يؤثِّرُ وصولُ بعض الأعمالِ إلى المزاداتِ العالميَّة "كريستيز، مثلاً" في تطوُّرِ الفنِّ الرقمي؟ بالتأكيد. لقد قامت المزاداتُ بدورٍ حيوي في تعزيزِ الفضاءِ الخاصِّ بالفنِّ الرقمي. على سبيل المثال، خصَّصت «سوذبيز» فرعَ « ميتافيرس » للفنِّ الرقمي حصراً، ويشهدُ الفرعُ نمواً مستمراً. وإضافةً إلى المزادات، هناك متاحفُ عالميَّةٌ، أفسحت مساحاتٍ لعرض أعمالٍ، تنتمي إلى الفنِّ الرقمي مثل مركز «بومبيدو» في باريس، ومتحفِ الفنِّ الحديثِ في نيويورك «موما»، الذي عرضَ نتاجَ الفنانِ الرقمي رفيق أنادول، ما يشيرُ إلى الاعترافِ والدمجِ الأوسعِ للفنِّ الرقمي بالمؤسَّساتِ الفنيَّةِ المُعتمدة. حوارٌ بين الفنان والجهاز في ظل استخدامِ الذكاءِ الاصطناعي بالأعمالِ الفنيَّة، هل تنسبُ هذه الأعمالُ للفنانين، أم الذكاءِ الاصطناعي؟ دون الفنانِ، لن تكون هناك رغبةٌ بالفنِّ، أو رؤيةٌ خلفه، فالإنسانُ يملأ الجهازَ بالمعنى. كذلك يقومُ الفنانُ، الذي يستخدمُ الذكاء الاصطناعي واسطةً، بحوارٍ مع الجهاز، والأخيرُ أداةٌ مساعدةٌ له من أجل تحقيقِ أفكاره بالكامل. أيضاً يمكن أن يقدِّم الجهازُ مفهوماً عن الجمالِ، ويؤدي دوراً في العمليَّةِ الإبداعيَّةِ الفريدة، لذا يجبُ على الفنانِ التنقُّلُ بمهارةٍ في إطارِ هذا التفاعل. الفنّ الرقمي في المنطقة العربيّة كيف ترى مستقبلَ الفنِّ الرقمي في المنطقةِ العربيَّة؟ أتصوَّرُ مستقبلاً مُشرقاً للفنِّ الرقمي في منطقتنا، فهذا الفنُّ يتَّصلُ بصورةٍ عميقةٍ بأسئلةِ الإنسانِ المعاصرِ واهتماماته، كما يحصدُ إعجابَ مزيدٍ من الناس، وجامعي الفنِّ. تجدرُ الإشارةُ هنا إلى أن منطقتنا، من الناحيةِ التاريخيَّةِ، كانت تتبعُ غالباً الاتجاهاتِ الغربيَّة، لكننا نشهدُ في الوقتِ الراهن على مؤسَّساتٍ في المنطقةِ العربيَّة مثل «آرت دبي»، تتصدَّرُ المشهدَ في مجالِ الفنِّ الرقمي. إلى جانب ذلك، قد لا يعرفُ أشخاصٌ كثرٌ التاريخَ الغني لمنطقتنا، وتحديداً فنَّ الخوارزميات، في إطارِ الفن الإسلامي ، الذي يمثِّلُ أوَّل جذورِ الفنِّ الرقمي، وعليه تملأني الحماسةُ للإفادةِ من هذا التراثِ حتى نكون في طليعةِ ثورةِ الفنِّ الرقمي. ما ردُّك على الذين يُقلِّلون من قيمةِ الفنِّ الرقمي؟ سأردُّ عبر التأكيدِ، أن عديداً من أشكالِ الفنِّ، واجه تحدِّياتٍ في بداياتِ ظهوره، مثلاً انتقدت المؤسَّساتُ الفنيَّةُ التقليديَّة، ورفضت عرضَ لوحاتٍ لفنانين انطباعيين، ما دفعَ بهم إلى إقامةِ معارضَ بديلةٍ! بالمثل، كانت علبُ «حساء كامبل» الرمزيَّة لآندي وارهول، التي تعكسُ استهلاكيَّةَ الشعب الأمريكي، غير مفهومةٍ في البداية. نصيحتي لأي شخصٍ، يقتربُ من الفنِّ الرقمي، أن يحافظَ على عقلٍ مفتوحٍ، ويبقى فضولياً، وأن يطرحَ الأسئلةَ أيضاً. بخلاف ذلك، تمثِّلُ تصوُّراتنا السابقةُ قناعاً، يحولُ بيننا وبين تقديرِ الجمال الذي يكمنُ خلفها.


غرب الإخبارية
٢٧-٠٤-٢٠٢٥
- غرب الإخبارية
أفلام السعودية يثري صنّاع الأفلام السعوديين بتجارب النفط
المصدر - لم ينتهِ مهرجان أفلام السعودية الذي أسدل ستاره عنه العشرين مساء يوم الأربعاء إلا والمشاركين الجدد تصوروا متنوعين حول كيفية بناء أفكارهم وتنفيذ مشاريعهم المستقبلية، حيث أوصى العديد من المشاركين من خلال الشركات والندوات المتعددة التي تخلت عن المنظمة التي نظمته ، وبالشراكة مع مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي ( تكملة)، ودعم هيئة الأفلام، بأهمية معرفة لتسويق الأفلام ومصادرها التي دخلها إلى إنتاج إبداعي يحل نحو العالمية. الطريق إلى العالمية في ندوة بعنوان "الفكرة إلى العالمية: كيف تجد صناعة الأفلام طريقهم إلى المهرجانات العالمية وأسواقه" قدم المدير التنفيذي السابق لسوق مهرجان (كان) السينمائي جيروم بيلارد جمع من الابتكارات الرقمية والاقتراحات المهنية حول تسجيل الوصول إلى الجمهور العالمي، مشيرًا إلى أهمية التفكير في النجاح والفئة الرائدة منذ المراحل الأولى لإنتاج الفيلم، ومبينًا أن أبرز المنصات والخيارات التي أعلنت فرصة الوصول تفضلًا عن المنصات كبدائل فعالة. تسويق الفيديو فيما يستعرض المنتج محمد حفظي، في ورشة "توزيع وتسويق الأفلام الفنية"، أبرز أسس التسويق السينمائي، وتبرز أن مهرجانات باتت حيوية للتواصل المهني، دون مجرد منافسين على الجوائز. وأشار إلى أن التخطيط مسبقاً، بدأ الوقت والمهرجان المناسبين، وبدء العمل المستقل، عناصر اختاروا مباشرة لحضور الفيلم وفرص النجاحه، ووجه جديده لتصنيع الأفلام والمهتمين "هناك سوق راغب بالفرص والاختيار تتطلب التأملات البصرية والفكرية". المعاملات التجارية والتجارية الملهمة وفيه فرقة جديدة برزها ميشيل إياكاونو من جامعة ماكجيل، متخصص في معاهدات الإنتاج الناشئة فيها منصات مؤثرة و مؤثرة وتتطلب تأجيلها مع زيادة التفاعل والمشاركة من الجمهور، بالإضافة إلى تحقيق دخل متعدد الطبقات عبر وسائل متنوعة منها الاشتراكات، وإمكانية الوصول عبر كتابات غير لامعة للجزء ( NFT)، مصادر الدخل، وأهمية المجتمع المختص، مستشهدًا بالتجربة اليابانية كمثال على الإرث الثقافي، وطارحًا رؤى حديثة حول نماذج الريادة في صناعة السينما. سينما الهوية بين الإبداع والواقع وأقيمت جلسة حوارية تحت (سينما بين الإبداع والواقع) شاركت فيها عدد من صنّاع الأفلام الذين قدموا وجوههم حول مفهوم الهوية من تجاربهم الشخصية ومسيرتهم الفنية، تحدث فيها المخرج محمد السلمان عن رمزية الأشياء وتباين دلالاتها من ثقافة إلى أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الهوية لا تختزل في التعميم، بل تنبع من تجربة التجربة، بالتأكيد على أن حقوق العمل والزمني يسهم في تشكيل الهوية، واصفف أعماله للتعبير عن الخارج من الداخل وتاركة للمشاهدة مساحة للتساؤل والاكتشاف؛ بدلًا من تقديمها بشكل مباشر، مضيفًا أن الوصول إلى العالمية يبدأ من مصادر محلية، وأن لا يكون هو عالم أيقونات العالم للثقافة السعودية. عمق التجربة من أجل ذلك، أشترك الناقد السينمائي أندرو محسن إلى أندرو محسن مشاهدة الأفلام السعودية تساعد في بناء صورة مختلفة عن المحلي، واخترت أن تجلى في عمق التجربة الإنسانية، ولافتا إلى أن بعض الأفلام تكشف تفاصيلها لم تعرفها عن، وأن النظرة المتأنية قد تتحول فيلمًا بفكرة تعكس هوية، مشيدًا في نهاية حديثه باهتمام السعودي بالوسائط المتنوعة.


الشرق السعودية
٢٥-٠٤-٢٠٢٥
- الشرق السعودية
"مَكننة".. توطيد علاقة الفنان العربي بالتكنولوجيا
افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل، معرضه الفني الثاني "مَكننَة: أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي"، بالتنسيق المشترك بين التشكيليين والقيّمين الفنّيَين، هيثم نوار وآلاء يونس، وذلك في مقر المركز في الرياض. يقدم المعرض تاريخ فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي، عبر أكثر من 70 عملاً فنياً، بمشاركة 50 فناناً من الروّاد العرب في هذا المجال. يستلهم عنوانه من الكلمة العربية "مَكْنَنَة"، التي تعني إحالة العمل إلى الآلة، أو أن تكون جزءاً منه، ليطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية تعامل الفنانين العرب مع التكنولوجيا، وكيف أعادوا صياغتها في قالب إبداعي، يتمحور حول الاحتياجات الرقمية، ومنطق الآلة، وصولاً إلى حفظ الذاكرة، والبيئات التخيلية. الفنان العربي والتكنولوجيا وأوضحت القيّمة الفنية على المعرض آلاء يونس لـ"الشرق"، "أن الفكرة تدور حول التنقيب في القرن العشرين، عن تجارب الفنانين العرب في استخدام تكنولوجيا عصرهم، فالمعرض يضم أعمالاً تعود إلى عام 1923، بينها فيلم أنيميشن مصري عُرض سابقاً في المقاهي وليس في صالات السينما، إضافة إلى تجارب رقمية رائدة في الثمانينات مثل أعمال الفنانة سامية حلبي". كما أشارت إلى أن المعرض يركز على كيفية تفاعل الفنانين مع التكنولوجيا المتاحة لهم، كل حسب موقعه وزمانه، موضحة أن اختيار اسم "مكننة" جاء من إحالة العمل إلى الآلة. فنانون وتجارب يشارك في المعرض فنانون من دول عربية عدّة، وتُعرض الأعمال المختارة ضمن 4 محاور رئيسة هي: المكننة، الاستقلالية، التموجات، والغليتش، وهي موضوعات تتقاطع فيها الهموم الفنية المتكررة عبر الأجيال، والجغرافيا، والأنماط التكنولوجية. فرصة نادرة الفنان الأردني رائد إبراهيم اعتبر أن تركيز المعرض على الفنون المرتبطة بالتكنولوجيا وفنون المستقبل، "هو ما يتقاطع مع طبيعة بعض الأعمال التي أقدّمها، حيث أستخدم المكوّنات الإلكترونية والميكانيكية لإنتاج أعمال فنية متحركة، مثل عملي المعروض بعنوان (مشوش)". مركز جذب للفنون المعاصرة اعتبر الفنان العُماني حسن المير، أن هذا النوع من الفعاليات "يمثّل إضافة ضرورية لمشهد الفنون في المنطقة العربية"، مشيراً إلى أن عمله المعروض، يتناول تحولات أنماط الحياة في منطقة الخليج، وتأثيرها على المجتمع والعمارة، حيث هجر كثير من الخليجيين بيوتهم التقليدية وانتقلوا إلى المدن الحديثة". أضاف: "الرياض اليوم أصبحت نقطة جذب للفنون الحديثة، ليس فقط في مجال الفنون البصرية، بل في مختلف الإبداعات الثقافية والمعمارية، هناك نهضة شاملة أراها جزءاً من مشروع متكامل للحياة المعاصرة". حراك ثقافي ورافد اقتصادي وأشار الصحافي الفني السعودي عبدر الرحمن الناصر، إلى أن هذا النوع من الفعاليات "يسهم في تعزيز السياحة الثقافية، وأن هذه المعارض ليست مجرد منصات للعرض، بل هي فضاءات للتفاعل الثقافي وتبادل الخبرات وتعزيز الشراكات الإبداعية على مستوى المنطقة والعالم". وأكد أن المملكة أصبحت "وجهة للفنانين من العالم العربي والعالم أجمع، ليس فقط في الفنون البصرية، بل أيضاً في السينما والفنون الأدائية والموسيقى، وتأسيس بنية تحتية قوية للثقافة والفنون، مثل استوديوهات الإنتاج والمعارض المتخصصة، ينعكس بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني". برنامج ثقافي متنوع يصاحب المعرض برنامج يتضمن ندوات حوارية، وعروضاً أدائية وأفلاماً، وورش عمل متخصصة، لتعزيز التفاعل المباشر مع الفنانين والمفكرين في مجال فنون الوسائط الجديدة. يذكر أن مركز الدرعية لفنون المستقبل، هو إحدى مبادرات وزارة الثقافة السعودية، وهو أول مركز يعنى بفنون الوسائط الجديدة والفنون الرقمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.