
أبرز النقاط حول وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
حذر دونالد ترامب إسرائيل من تنفيذ مزيد من الهجمات على إيران، وذلك بعد ساعات من إعلانه أن وقفاً لإطلاق النار بين الطرفين قد دخل حيز التنفيذ.
واستخدم الرئيس الأمريكي لفظاً نابياً أثناء انتقاده للطرفين، وذلك بعدما تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة الولايات المتحدة وقطر.
يأتي ذلك بعدما أعلنت إسرائيل أن إيران قد أخلت بالاتفاق، متوعدةً بالرد "بضربات قوية".
ونفت إيران ما تردد عن إطلاقها صواريخ في اتجاه إسرائيل، فيما تعهد أعلى جهاز أمني في البلاد بالرد على أي عدوان إسرائيلي جديد.
وفيما يلي أهم ما نعرفه عن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
متى دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؟
بعد الخامسة صباحاً بقليل بتوقيت غرينتش الثلاثاء، أعلن ترامب أن وقف إطلاق النار قد دخل حيز التنفيذ.
"أرجوكم، لا تنتهكوه!"، هكذا ناشد الرئيس الأمريكي الطرفين في منشور على منصته تروث سوشيال.
وقالت الحكومة الإسرائيلية إنها وافقت على مقترح وقف إطلاق النار الأمريكي بعد الساعة السادسة صباحاً بتوقيت غرينتش الثلاثاء الماضي، وذلك بعدما أشارت إيران إلى أنها ستتوقف عن الهجوم إذا قامت إسرائيل بالمثل.
مع ذلك وبعد ساعات قليلة، اتهمت إسرائيل إيران بشن هجمات جديدة على أراضيها.
جاء ذلك بعد أن أطلقت إيران صواريخ على قاعدة أمريكية في قطر الاثنين الماضي، فيما قالت إنه ردٌ انتقامي على ضربات أمريكية استهدفت مواقعها النووية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
ماذا قال ترامب عن وقف إطلاق النار؟
في منشور على منصة تروث سوشيال، ناشد ترامب إسرائيل قائلاً: "لا تُسقِطوا تلك القنابل" على إيران.
وفي تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام أمام البيت الأبيض بعد ذلك بقليل، أعرب ترامب عن استيائه قائلاً إنه "غير راضي عن تصرفات إسرائيل".
وقال ترامب: "يبدو أن صاروخاً واحداً أُطلق عن طريق الخطأ بعد انتهاء المهلة، والآن إسرائيل ترد بقوة. على هؤلاء أن يهدأوا قليلاً."
وقال، وهو في حالة غضب شديد، يبدو أن البلدين لا يعرفان ما يفعلان.
لكنه قال في منشور آخر بعد قليل، إن "وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ".
كيف ردت إيران وإسرائيل؟
بعد مرور ساعتين على إعلان إسرائيل موافقتها على الهدنة، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد صواريخ أُطلقت من إيران.
واتهم يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، إيران "بانتهاك كامل" لشروط الاتفاق، مضيفاً أنه أصدر تعليمات للجيش "بمواصلة النشاط المكثف في استهداف طهران لإحباط أهداف النظام والبُنى التحتية الإرهابية".
ونفى الجيش الإيراني أنه أطلق صواريخ بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأكد الحرس الثوري الإيراني في وقت لاحق أنه "في اللحظات الأخيرة قبل فرض وقف إطلاق النار على العدو"، استهدف "مراكز عسكرية ولوجستية" داخل إسرائيل.
وذكرت وكالة أنباء تسنيم، المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، أن إسرائيل شنت "هجوماً عسكرياً من ثلاث مراحل" على أراضيها بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقال المجلس الأعلى للأمن الوطني في إيران في وقت سابق إن الهجمات الإسرائيلية "ستُقابل برد حاسم وحازم وفي الوقت المناسب من قِبل إيران".
هل تعرض وقف إطلاق النار لخروقات؟
اتهم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيران بإطلاق صواريخ باتجاه أراضيه بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ أمس الثلاثاء، وهو ما نفته طهران. وأضاف أن الجيش الإسرائيلي رد باستهداف "منظومة رادارات قرب طهران".
وكانت إيران وإسرائيل تتبادلان وقف إطلاق نار كثيف.
وقال الجيش الإسرائيلي إن البلاد تعرضت لعدد من الهجمات بين ليل الاثنين وصباح الثلاثاء الماضييْن. وذكرت طواقم الإنقاذ أن أربعة أشخاص قُتلوا وأُصيب 22 آخرون في مدينة بئر السبع.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن إيران أطلقت "دفعة أخيرة من الصواريخ" في اتجاه إسرائيل في ذلك الوقت.
وذكرت قناة التلفزيون الرسمي الإيراني خلال الليل أن العاصمة طهران شهدت أعنف اشتباكات في مجال الدفاع الجوي منذ اندلاع الحرب في 13 يونيو/ حزيران، فيما أفاد سكان تحدثوا إلى بي بي سي فارسي أنهم سمعوا دوي انفجارات عنيفة.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف ودمر منصات إطلاق صواريخ في غرب إيران، مشيراً إلى أنها كانت "جاهزة للإطلاق في اتجاه الأراضي الإسرائيلية".
وقالت طهران إن عالماً نووياً آخراً قُتل قبل دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
لماذا هاجمت إسرائيل إيران؟
شنت إسرائيل هجمات على مواقع نووية وعسكرية في إيران يوم الجمعة 13 يونيو/ حزيران، مدعيةً أن طهران باتت قريبة من امتلاك سلاح نووي.
وقالت إسرائيل إنها لم تجد بديلاً عن قصف إيران بعد تعثر المحادثات الدبلوماسية التي كانت تهدف إلى الحد من برنامج طهران النووي.
ونُفذت الحملة العسكرية الإسرائيلية في ظل تصاعد القلق الدولي من زيادة إيران لتخصيب اليورانيوم – وهو عنصر أساسي في تصنيع الأسلحة النووية.
مع ذلك، لا يوجد توافق دولي حول مدى اقتراب إيران من امتلاك سلاح نووي حتى الآن
وفي الأيام التالية، استهدفت إسرائيل بُنى تحتية إيرانية قالت إنها قد تُستخدم في "تطوير أسلحة نووية".
وانضمت الولايات المتحدة لاحقاً إلى الضربات الإسرائيلية، مستخدمةً ما يُعرف بقنابل اختراق التحصينات ضد موقع فوردو، وهي منشأة لتخصيب اليورانيوم تقع في عمق جبل خارج طهران.
وفي تحديث صدر أمس الثلاثاء، قال متحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية إن الضربات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 610 شخصاً وإصابة 4,746 آخرين منذ بداية الصراع.
ووفقاً لوزارة الصحة الإسرائيلية، قُتل أربعة أشخاص أمس الثلاثاء، ما رفع حصيلة القتلى منذ 13 يونيو/ حزيران إلى 28 شخصاً.
ما هي قدرات إيران النووية؟
تقول إيران إنها تدير برنامجاً نووياً سلمياً بالكامل لأغراض مدنية.
وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي من أن إيران قامت بتخصيب أكثر من 400 كيلوجرام من اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60% — وهي نسبة تقترب من مستوى الاستخدام العسكري، وتتجاوز بكثير ما يُستخدم للأغراض المدنية.
وتقول مصادر أمريكية إن الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد المواقع النووية الإيرانية عطلت بشكل كبير احتمالات تمكن طهران من تطوير سلاح نووي.
وقال حسن عابديني، نائب المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، إن المواقع الثلاثة التي استهدفتها الولايات المتحدة كانت قد أُخليت "منذ فترة"، مضيفاً أن إيران "لم تتعرض لضربة كبيرة لأن المواد كانت قد نُقلت بالفعل".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 3 ساعات
- وكالة أنباء براثا
تقييمات استخباراتية حول ضربة نووي إيران تشعل خلافات أمريكية
تسبب نشر تقييمات استخباراتية عن حجم الأضرار التي لحقت بالبرنامج النووي الإيراني في نشوب خلافات بالولايات المتحدة، وصلت إلى إطلاق اتهامات بـ"الخيانة"، حيث ذكرت شبكة "إن بي سي" أن تقييما سريا للهجمات الأميركية على إيران أحيل للكونغرس واطلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ سرا، كشف أن القصف أخر برنامج إيران النووي لأشهر لكنه لم يعطله. كذلك، ذكرت وكالة أسوشيتد برس إن تقريرا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية خلص إلى أن الضربة الأميركية التي استهدفت منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية الإيرانية "ألحقت أضرارا كبيرة بتلك المواقع، لكنها لم تؤد إلى تدمير كامل لها". وأوضح معدو التقرير أن "جزءا من اليورانيوم عالي التخصيب الإيراني نُقل من المواقع قبل الضربات، وبالتالي نجا منها، كما أن معظم أجهزة الطرد المركزي لم تتعرض لأضرار". وفيما يخص منشأة فوردو، التي تقع داخل نفق أسفل جبل على عمق يراوح بين 80 و90 مترا، أشار التقرير إلى أن مدخلها انهار وتضررت بعض البنى التحتية، إلا أن الهيكل الداخلي تحت الأرض لم يُدمر، حيث أشار مصدر تحدث إلى أسوشيتد برس إلى أن تقييمات سابقة كانت قد حذرت من محدودية فعالية أي ضربة ضد فوردو. وجاءت تلك النتائج مخالفة لتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين تحدثا عن أن البرنامج الإيراني "دُمر بالكامل". ونقل موقع أكسيوس عن السيناتور كريس فان هولن قوله إنه "قلق للغاية بسبب تحريف ترامب للمعلومات الاستخباراتية وتلاعبه بها". وردا على تلك التسريبات، قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن الشخص الذي سرب معلومات استخباراتية بشأن الضربات في إيران "ارتكب خيانة ويجب أن يعاقب". في حين وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن التقارير الإعلامية التي تحدثت عن تقييمات استخباراتية جديدة بأنها "كاذبة"، وأكد في تصريحات نقلتها مجلة بوليتيكو أن إيران أصبحت أبعد بكثير عن بناء الأسلحة النووية بعد الضربة الأميركية. بالمقابل، رفض البيت الأبيض نتائج تقرير وكالة استخبارات الدفاع بشدة، ووصفها بأنها "خاطئة تماما"، إذ ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في بيان "تسريب هذا التقييم المزعوم محاولة واضحة للنيل من الرئيس ترامب والتقليل من نجاح الطيارين الذين نفذوا المهمة بدقة كاملة لتدمير البرنامج النووي الإيراني". وأضافت "الجميع يعلم أن إسقاط 14 قنبلة بزنة 30 ألف رطل على الأهداف يعني دمارا شاملا". وفي تصريحات متكررة خلال الأيام الماضية، قال ترامب إن الضربة الأميركية على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان "دمرتها تماما"، وإن إيران "لن تتمكن أبدا من إعادة بناء منشآتها النووية". كما صرّح نتنياهو في خطاب متلفز أمس الثلاثاء "وعدتكم لعقود بأن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا، وبالفعل.. لقد دمرنا برنامج إيران النووي".


ساحة التحرير
منذ 3 ساعات
- ساحة التحرير
حرب الاثنا عشر يوما ومصير العرب!ميلاد عمر المزوغي
حرب الاثنا عشر يوما ومصير العرب! ميلاد عمر المزوغي في الثالث عشر من يونيو 2025 , شن الصهيونية هجمات عنيفة على ايران ,ساعدهم في ذلك دول المنطقة, بأنها كانت قاعدة متقدمة لحماية الصهاينة, فالمسيرات والصواريخ الايرانية كانت تخترق منظومات الدفاع الجوي لتلك الدول ربما يستهدف بعضها والبعض الاخر يصل اهدافه ولهذا السبب كنا نسمع بان ايران اطلقت مئات الصواريخ وهي تضع في حسبانها عمالة الانظمة العربية المطبعة لأجل البقاء في السلطة. لقد كانت الاثنا عشرا يوما كانت عصيبة على الايرانيين والصهاينة. للمرة الاولى يجد الصهاينة انفسهم في مجابه قوة خارقة ,الصهاينة ساسة وجمهور لم يهنؤوا بحياتهم تلك الايام اختبأوا في الملاجئ, غادر الالاف الارض المحتلة الى اوروبا طلبا للأمن والاستقرار الذي يفتقدونه, فالهجمات الايرانية طاولت كافة الارضي المحتلة التي بها مصانع اسلحة او مؤسسات عسكرية او مقرات تقدم الدعم اللوجستي اثناء الحرب. 12 يوما كانت كفيلة بان يعترف العدو بانه امام قوة, تبادله الهجمات وتحدث في بنيته دمارا لم يألفه على مدى تاريخه الاستيطاني لفلسطين ,فجميع الحروب التي خاضها الصهاينة كانت خارج 'اراضيهم',لقد انهكوا وخارت قواهم ويطلبون النجدة من ترامب الذي وجد نفسه مضطرا للتدخل, ليضع حدا للصراع وان بشكل مؤقت. تدخلت امريكا لأنها تدرك بان ما لدى الصهاينة من اسلحة وقنابل ليست قادرة على اختراق التحصينات التي تختبئ بها مراكز البحوث النووية ,لذلك استخدمت امريكا وكالعادة الطائرات المقنبلة B2 لاختراق تلك التحصينات علّها تثلج قلوب الصهاينة ومواليهم من العرب, الإيرانيون تحدثوا بانهم نقلوا معظم التجهيزات وما تم تخصيبه من يورانيوم الى اماكن اكثر امانا,كما يؤكدون بان الاضرار بمواقع الهجوم كانت غير بليغة. استهدفت ايران احدى القواعد الامريكية في قطر وهي الدولة الاكثر تفهما لمخاوف ايران وتقيم معها اوثق العلائق ,استهدفتها بعدة صواريخ, وبالتأكيد انها ابلغت قطر بانها لم تكن المستهدفة الرئيسية, بل امريكا التي تجثم على ارض قطر.كما قامت الفصائل الموالية لإيران في العراق باستهداف احدى القواعد الامريكية,ترامب وكعادته حاول ان يلعب دور الحكم بين المتبارييْن, وطلب منهما هدنة قد تفضي الى وقف الاقتتال لفترة اطول. ما يسعى اليه ترامب والغرب عموما الذين وقفوا الى جانب الصهاينة هي ان تعود ايران الى المحادثات بشان برنامجها النووي لانهم يدركون جيدا بان الضربات لم تؤثر كثيرا بمراكز الابحاث,ولانهم متيقنون بان المعدات واجهزة التخصيب جميعها صناعة محلية وان الخبراء تزخر بهم البلاد (ليس كحال بلداننا التي تعتمد على الاخرين في كل الامور الخاصة بالبحوث النووية وتوقفت مشاريعها النووية كـ العراق وليبيا ),فان استهدف بعضهم بالاغتيال او الخطف فانّ زملاء لهم سيكملون المشوار الذي سيجعل من ايران دولة محورية. هناك من يعتبر الحرب بين الصهاينة وايران مسرحية, نقول لم تكن كذلك بل لتحقيق أهداف. الصهاينة اخروا البرنامج النووي لبعض الوقت .الايرانيون حتما سيكونون أكثر اصرارا على إنتاج القنبلة النووية ,لانهم ادركوا تكالب الغرب عليهم, كما ان الحرب ساعدتهم في اكتشاف الخلايا النائمة المعارضة واماكن صناعة الاسلحة والمسيّرات التي وللأسف منتشرة في كل مكان, الحرب جعلت الإيرانيين يقفون خلف قادتهم, يحبطون مخططات الاعداء, المؤكد ان الحرب بمفهومها الشامل بين الطرفين لم تنتهي, لان كلا الطرفين يعتبر الطرف الاخر خصما لدودا وعنيدا له, بمعنى انها حرب وجود وليست حدود ,الايام حبلى بالمفاجئات. أما نحن يجب أن نبكي على خيبتنا, ندمر بلداننا بأموالنا التي نقدمها للغرب الاستعماري بحجة الاستثمار. لا باس من التذكير بحديث عميدة مراسلي البيت الأبيض 'هيلين توماس' المرأة التي فضحت الولايات المتحدة الأمريكية والكلام الممنوع من النشر حتى ماتت وتركت كلمة:(الدول العربية ستزول بالكامل..!!). 2025-06-25 The post حرب الاثنا عشر يوما ومصير العرب!ميلاد عمر المزوغي first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
منذ 3 ساعات
- ساحة التحرير
قمة الناتو في لاهاي:أزمة إيران وإسرائيل على جدول الأعمال!سعيد محمد
قمة الناتو في لاهاي: أزمة إيران وإسرائيل على جدول الأعمال فرضت الضربات الأمريكية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية نفسها على قمّة الناتو في لاهاي، حيث يناقش الزعماء التداعيات الأمنية. وبينما أشادت الترويكا الأوروبية بالعملية، دعت للعودة إلى المسار الدبلوماسي وحذّرت من تغيير النظام في طهران في وقت تزايدت فيه الشكوك حول مكان المواد المخصبة اللازمة لإنتاج سلاح نووي. سعيد محمد * فرضت الأزمة الناشبة في الشرق الأوسط بسبب العدوان الإسرائيلي / الأمريكي على إيران نفسها على جدول أعمال قمّة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي بهولندا، والتي تستمر ليومين. ومن المحتمل أن زعماء الدول ال32 أعضاء الحلف سينخرطون في نقاشات مستفيضة حول تداعيات القصف الأمريكي الأخير لثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسيّة لا سيما مع تردد أنباء عن نقل طهران أكثر من 400 كليو غرام من اليورانيوم إلى أماكن سريّة آمنة قبل الضربة. وهذه القمّة المجدولة منذ وقت طويل قد تكون حاسمة لمستقبل الحلف حيث يفترض أنّها ستتوصل إلى قرار بشأن مطالبة الرئيس الأمريكي للحلفاء برفع نسبة انفاقهم الدفاعي المستهدف إلى ما يعادل 5 بالمائة من الدخل القومي الإجمالي لكل منها – مقسّماً إلى 3.5 للدفاع التقليدي و1.5 للإنفاق على البنية التحتية والأمن السيبراني -، مقارنة بالهدف الحالي الذي يبلغ 2 بالمائة ولا يحققه فعلياً كثير من الدول الأعضاء. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في وقت متأخر مساء الإثنين عبر منصته تروث سوشال عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران من شأنه أن ينهي 'حرب الـ 12 يومًا' – على حد تعبيره. ويعتقد أن ترامب سيدفع على هامش القمّة حلفاءه الأوروبيين لا سيما في ترويكا فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى استعادة الزخم إلى المسار الدبلوماسي في سباق لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وعلى الرغم من أن القوى الأوروبية، وبخاصة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، أشادت بالعملية الأمريكية التي جاءت استكمالاً لحملة إسرائيلية مستمرة استهدفت البنية التحتية النووية الإيرانية، إلا أن مسؤولين أوروبيين تحدثوا للصحافة في أجواء لاهاي عن أملهم في أن يثني الزعماء الأوروبيّون ترامب عن أي محاولة لتغيير النظام في إيران، وهو احتمال ناقشه ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً في الأيام الأخيرة. وقد حثت القوى الأوروبيّة إيران على العودة الفورية إلى المفاوضات، وأعربت عن قلقها من أن إسرائيل استهدفت مواقع عرضية لا علاقة لها بالبرنامج النووي الإيراني. وفي هذا السياق حذر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من 'التقلبات' في المنطقة، مشجعاً إيران على 'العودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة'. وتساءل وزير الخارجية الألماني يوهان واديفول عما إذا كان من الممكن فعلياً إلغاء المعرفة النووية لطهران، مؤكداً على ضرورة استئناف الحوار إذ 'لا أحد يعتقد أنه من الجيد الاستمرار في القتال'. أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقد دعا إلى 'خفض التصعيد وإلى ممارسة إيران أقصى درجات ضبط النفس في هذا السياق الخطير، للسماح بالعودة إلى الدبلوماسية'. وأكد أن 'الانخراط في الحوار وتأمين التزام واضح من إيران بالتخلي عن الأسلحة النووية أمر ضروري لتجنب الأسوأ في المنطقة بأسرها. لا يوجد بديل'. وقال ماكرون إنه لا يوجد أساس قانوني للضربات الأمريكية على القواعد النووية الإيرانية، حتى لو كان تحييد البرنامج النووي الإيراني أمر 'مشروع'، مؤكداً أن 'فرنسا تشاطر هدف عدم رؤية إيران تحصل على سلاح نووي، لكننا اعتقدنا دائماً أنه يمكن القيام بذلك من خلال طريق دبلوماسي وتقني' متباعداً في ذلك عن موقف شريكه في الترويكا المستشار الألماني فريدريك ميرز الذي كان صريحاً في دعمه للقصف الأمريكي والهجمات الإسرائيلية على إيران، قائلاً إن طهران هي 'نظام الإرهاب في العالم'، وأنّه 'لا يرى سبباً لانتقاد ما بدأته إسرائيل قبل أسبوع ولا يوجد حتى الآن سبب لانتقاد ما فعلته أمريكا في نهاية الأسبوع الماضي'. ويبدو أن القوى الأوروبيّة على علم بتزايد الشكوك بين الخبراء حول فاعلية حملة القصف الأمريكية، التي أطلق عليها اسم 'عملية مطرقة منتصف الليل'، وادعاءات البنتاغون (وزارة الدّفاع الأمريكيّة) بأنها 'ألحقت أضراراً بالغة' بالبنية التحتية النووية الإيرانية. واعترف مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون تحدثوا لصحف بريطانية بأنه ليس من الواضح كمية المعدات والمواد الانشطارية التي تمكنت طهران من إنقاذها قبل استهداف مواقعها النووية الرئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان. وهناك تكهنات مخزون إيران من اليورانيوم المخصب البالغ 400 كيلوغرام بدرجة أقل قليلاً من مستوى القنبلة – 90 بالمائة – وهو جزء من مخزون إجمالي يزيد عن 8400 كيلوغرام، ومعظمه منخفض النقاء – قد نقل منذ وقت مبكر خارج المواقع التي استهدفها الأمريكيون وهو ما يدفع خبراء للاعتقاد بأن طهران لديها القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لعدة قنابل نووية في غضون أيام إذا اختارت ذلك، وبحد أقصى شهوراً أو عاماً. وأشار مايكل روبن، المسؤول السابق في البنتاغون والخبير بالشؤون الأمريكيّة في معهد أمريكان إنتربرايز، إلى أن ترامب 'تحدث مبكراً جداً' عن أن الولايات المتحدة 'قضت' على القدرة النووية الإيرانية 'بشكل كليّ وكامل' بضرباتها في عطلة نهاية الأسبوع. وقال: 'ربما نكون قد انتظرنا وقتاً طويلاً وأعطينا الإيرانيين الوقت لإخلاء مخزوناتهم من المواد المخصبة. إذا كان الأمر كذلك، فهذا يمثل فشلاً في القيادة'. ونقلت فايننشال تايمز اللندنية عن ريتشارد نيفيو، المسؤول الأمريكي الكبير السابق الذي عمل في إيران في إدارتي الرئيسين السابقين أوباما وبايدن قوله: 'سيكون من الحماقة القول بإن البرنامج (البرنامج النووي الإيراني) تأخر لأكثر من بضعة أشهر، إذ على أساس ما نعرفه في هذه المرحلة، لا أحد يعلم مكان اليورانيوم، وليس لدينا أي ثقة حقيقية في أن لدينا القدرة على الحصول هذه المعلومة في أي وقت قريب'. لكن ماركو روبيو، وزير الخارجية الأمريكي قلل من فرص نجاح إيران في تحريك اليورانيوم عالي التخصيب، وقال لشبكة سي بي إس: 'أشك في أنهم نقلوها، لأنه لا يمكن في الواقع تحريك أي شيء في الوقت الحالي، إذ في اللحظة التي تبدأ فيها شاحنة في القيادة إلى مكان ما، سيراها الإسرائيليون، ويستهدفوها ويدمروها'. وكان علي شمخاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى الإيراني، قد كتب على صفحته في موقع إكس: 'حتى لو تم تدمير المواقع النووية، فإن اللعبة لم تنته بعد فالمواد المخصبة والمعرفة الأصلية والإرادة السياسية تبقى'. وطورت الهند وباكستان وكوريا الشمالية أسلحتها نووية بالسرّ على الرغم من المراقبة والقيود المشددة من الولايات المتحدة. وبحسب مسؤولين إسرائيليين فإن نتنياهو سيصر تالياً على أن تسلم طهران أي كميّات من يورانيوم عالي التخصيب ليتم نقله وتخزينه خارج إيران في حال استئناف المفاوضات الإيرانية مع واشنطن أو مع الترويكا الأوروبيّة لمناقشة برنامج نووي سلمي للجمهورية الإسلامية. وقال يائير لبيد، زعيم المعارضة في إسرائيل، في حديث له أمس (الثلاثاء) مع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني – البرلمان -، إن العالم بالفعل 'مكان أكثر أماناً مما كان عليه قبل 12 يوماً' مرحباً بأنباء وقف إطلاق النار، لكنه شدد على أنه 'يجب ترجمته إلى اتفاق فعال'، بالنظر إلى مخاوف لا تزال تراود تل أبيب من أن إيران تمتلك مواد نووية عالية التخصيب، وقال 'ما زلنا نقيّم'. لندن 2025-06-25 The post قمة الناتو في لاهاي:أزمة إيران وإسرائيل على جدول الأعمال!سعيد محمد first appeared on ساحة التحرير.