
الذكاء الاصطناعي حاضر للمرة الأولى في ترجمة جلسات «قمة الحكومات»
استخدمت القمة العالمية للحكومات الذكاء الاصطناعي لترجمة عدد من الجلسات التي عقدتها، في سابقة بمسيرة القمة، حيث تعتبر المرة الأولى التي يتم فيها توظيف هذه التقنية لترجمة الجلسات في هذا الحدث السنوي العالمي.
وأكد عدد من المشاركين في القمة أن الذكاء الاصطناعي سيلقي بآثاره على الترجمة، وقد يؤدي إلى تراجع دور المترجم بسبب الاتكاء على التكنولوجيا، مشيرين إلى أن الترجمة الأدبية تحمل في طياتها الحفاظ على النص، وكذلك روحه، ما يتطلب التمتع بالذكاء العاطفي والحسّ الإنساني، وهو ما يفتقده الذكاء الاصطناعي، ما يعني أن الترجمة كمهنة غير مهددة على الإطلاق.
تهديد مباشر
وقال الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، إن الذكاء الاصطناعي له تأثير كبير على مهنة الترجمة، وقد يلغي دور المترجم، لكنه لا يعني بالضرورة تهديداً مباشراً أو استبدالاً تاماً للمترجمين البشر، مشيراً إلى أن تأثير الإلغاء يعتمد على طبيعة العمل وظروف السوق.
وأضاف، أن الذكاء الاصطناعي يعمل على تحسين الإنتاجية وتمكين المترجمين من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل الترجمة الآلية ChatGPT، وDeepSeek وغيرها بغرض تسريع عملهم، مما يسمح لهم بالتركيز على مراجعة الجودة وصقل النصوص بدلاً من البدء من الصفر، مشيراً إلى أن دور المترجم سيتقلص ولكن لن ينتهي.
وأوضح أن طبيعة العمل ستتحول، إذ بدلاً من الترجمة التقليدية، قد يصبح دور المترجم أكثر تركيزاً على التحرير والمراجعة لضمان الدقة والجودة، خاصة في النصوص المتخصصة مثل القانونية أو الأدبية، كما ستتحسن الترجمة الآلية من ناحية دقة الترجمة رغم أن الذكاء الاصطناعي يخطئ في بعض السياقات، إلا أنه يتطور مع مرور الزمن وبسرعة فائقة، ما يجعل الترجمة الآلية أكثر كفاءة، خصوصاً في النصوص العامة والتقنية.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيلغي مهنة المترجم في بعض الحالات فقط وهي: الترجمات البسيطة أو العامة إلا أنه في بعض الحالات المتخصصة تتطلب دقة ثقافية ولغوية عالية، مثل الترجمة الأدبية، والقانونية، والطبية، والتي يصعب على الذكاء الاصطناعي إتقانها بالكامل نظراً لوجود الذكاء الإدراكي للبشر.
من ناحيته قال الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، إن هناك حاجة إلى الفهم الثقافي والسياقي، قد لا يتقنها الذكاء الاصطناعي خلال ترجمته للنصوص، ولا يستطيع فهم النوايا العميقة والتلميحات الثقافية بنفس دقة البشر، كما أن الذكاء الاصطناعي قد يخطئ في التراكيب المعقدة أو المعاني المتعددة للكلمات أو العبارات المقصودة بشرياً.
وأكد أن الترجمة الأدبية أو التسويقية تتطلب إبداعاً في الصياغة، وهو ما لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تحقيقه بالكامل، وبصفة عامة فإن المترجم الآلي سيحل مكان المترجم البشري بنحو 95% من الترجمات.
بدوره قال الدكتور محمود موسي، أستاذ مساعد علوم الحاسب بجامعة هيريوت وات بدبي، إن الذكاء الاصطناعي يحدث تحولاً وتطوراً ملحوظين في مجال الترجمة، ولكن من الصعب أن يحل محل المترجمين البشريين بشكل كامل، ولا شك أن تقنية الذكاء الاصطناعي عززت كفاءة أدوات الترجمة المتاحة حالياً، مما يتيح للشركات والأفراد بترجمة كميات كبيرة من النصوص بسرعة وتساعد على توفير الوقت. ومع ذلك، لا يزال الذكاء الاصطناعي يواجه بعض التحديات من ترجمة اللغة بشكل دقيق يتسق مع السياق، بالإضافة إلى استخدام المصطلحات المتخصصة أو التقنية اللازمة، والتي تعتبر بالغة الأهمية في الترجمة المهنية والأدبية.
وعي ثقافي
وأضاف أنّ المترجمين البشريين يمتلكون مهارات أساسية لا يستطيع الذكاء الاصطناعي محاكاتها بشكل كامل، مثل الوعي الثقافي، والذكاء العاطفي، والقدرة على تكييف اللغة لتناسب سياق معين وجماهير محددة. في حين أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في الترجمة الروتينية والتقنية، فإن الصناعات والجهات التي تتطلب مستويات عالية من الدقة، مثل الترجمة القانونية والطبية والإبداعية، ستستمر في الاعتماد على الخبرة البشرية
وعلى عكس التيار السائد، أجمع مترجمون على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه أن يؤدي إلى اختفاء مهنتهم، بل على العكس، تمكن الاستفادة منه، لاسيما في الترجمة الآلية والعلمية، مع اعترافهم بأن التقنيات الحديثة ستترك أثرها بلا شك في مهنتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 5 ساعات
- البوابة
ثغرات أمنية في "ChatGPT" تهدد خصوصيتك.. تعرف عليها
أطلق ديمتري جروف، رئيس فريق البحث والتحليل العالمي في شركة كاسبرسكي بروسيا، تحذيرًا من وجود ثغرات أمنية خطيرة في برنامج المحادثة الذكي شات جي بي تي (ChatGPT)، موضحًا أن ملفات خبيثة يتم تحميلها من خلال هذه الثغرات قد تؤدي إلى اختراق خصوصية بيانات المستخدمين. هجمات رقمية متطورة وأكد جروف خلال فعاليات أسبوع أمن المعلومات الذي تنظمه الشركة في مدينة بوكيت التايلاندية، في الفترة من 22 إلى 25 مايو 2025 أن هذه الثغرات تُستغل من قبل جهات خبيثة لشن هجمات رقمية متطورة، تهدف إلى جمع المعلومات والتجسس على المستخدمين. وأشار جروف إلى أن هناك مجموعة تهديدات تُعرف باسم Jarkastealer تستهدف مستخدمي ChatGPT، حيث تقوم بالتقاط صور من أجهزة الضحايا وجمع بيانات حساباتهم على إنستجرام، في إطار هجوم منظم لسرقة الهوية الرقمية والتجسس الشخصي. البرمجيات مفتوحة المصدر في مرمى الفيروسات في سياق آخر، كشف خبير كاسبرسكي عن زيادة التهديدات الأمنية المرتبطة بالبرمجيات مفتوحة المصدر، حيث ارتفع عدد الفيروسات والملفات الخبيثة المصاحبة لها بنسبة 48% خلال عام 2024، ليصل إلى 14,197 تهديدًا عالميًا مقارنة بـ9,588 تهديدًا في عام 2023. وحذر ديمتري من تحول منصات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، إلى نقاط ضعف أمنية قد يستغلها المهاجمون الرقميون لسرقة البيانات. ومع تزايد استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر، ترتفع معها المخاطر، مما يستدعي تعزيز الوعي السيبراني واتخاذ إجراءات صارمة للحماية الرقمية.


البوابة
منذ 2 أيام
- البوابة
الثقافة تصدر «الذكاء الاصطناعي التوليدي» بهيئة الكتاب
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتابًا جديدًا بعنوان «الذكاء الاصطناعي التوليدي.. مسيرة التطور وآفاق المستقبل»، من إعداد الدكتور مجدي الجاكي، وتقديم الدكتور محمد فتحي عبد الهادي، وذلك ضمن إصدارات سلسلة دراسات مستقبلية. الثورة الرقمية يأتي هذا الإصدار في توقيت يشهد فيه العالم ثورة رقمية غير مسبوقة، حيث يأخذنا الكتاب في رحلة معرفية مشوقة عبر الزمن، نستعرض خلالها مراحل تطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، مرورًا بروبوتات المحادثة التفاعلية، وانتهاءً بتوقعات مستقبلية تحمل في طياتها إمكانيات هائلة. أسس نظرية يتناول الكتاب الأسس النظرية لمفهوم الذكاء الاصطناعي، مستعرضًا أنواعه وتطبيقاته المختلفة، بدءًا من الذكاء البسيط ووصولًا إلى النماذج المعقدة، مع تسليط الضوء على أبرز التحديات والفرص التي تواجه هذا المجال. وفي فصل خاص، يتعمق المؤلف في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، كاشفًا عن تاريخه وتطوره والتقنيات التي تقف وراءه، مشيرًا إلى مجالات تطبيقه التي تجمع بين الإبداع والابتكار، وتطرح أسئلة كبرى حول حدود التكنولوجيا المستقبلية تقنيات الذكاء الاصطناعي كما يخصص الكتاب فصولاً مفصلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي الرائدة مثل روبوتات المحادثة التفاعلية، وChatGPT، وGemini، حيث يقدم تحليلاً شاملاً لمراحل تطورها، واستخداماتها، ومميزاتها وعيوبها، إلى جانب توقعات حول الاتجاهات المستقبلية التي قد تغير شكل التفاعل البشري مع الآلة. مستقبل توليد النصوص ويختتم المؤلف كتابه بفصل حول "مستقبل توليد النصوص"، وهو المجال الذي يجمع بين الفن والعلم، موضحًا آليات توليد النصوص، ومجالات الإفادة منها، مع طرح توصيات للتعامل مع تحدياتها المحتملة. ويؤكد الكتاب أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد فكرة خيالية، بل أصبح واقعًا يفرض نفسه في مختلف نواحي الحياة، داعيًا القارئ إلى التأمل والاستعداد لعالم جديد تقوده التكنولوجيا والإبداع.


البوابة
منذ 4 أيام
- البوابة
خطوة مصرية على الطريق الصحيح للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي
اهتم المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي فى مصر، في وثيقته الأولي والثانية، باستعراض المبادرات التى يستهدفها من 2025 – 2030 من أجل الارتقاء بمجال الذكاء الاصطناعي فى مصر، من بينها إنشاء هيئة لتنظيم البيانات وتدشين قانون الذكاء الاصطناعي ودعم الشركات الناشئة وزيادة الخبراء العاملين فى هذا المجال فى مصر ودعمهم. ومنذ ستة أيام، حدث أمر مهم فى مستقبل الذكاء الاصطناعي فى مصر بإصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي تعليمات وتوجيهات مهمة فى الاجتماع الذي عقد الأربعاء الماضي 14 مايو بحضور الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة بضرورة الاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي فى تطوير منظومة الصحة ودراسة إمكانية تدريسه كمادة إلزامية . وهذه الخطوة الرئاسية مهمة للغاية من أجل الاستفادة من هذا المجال الخطير والحيوي الذي أصبح جزءاً أساسياً من تحركات دول العالم فى كافة المجالات.. ومن هنا نقترح الآتى: • ضرورة تدريس مادة الذكاء الاصطناعي لطلاب التعليم الأساسي بالمدارس الحكومية والخاصة والانترناشونال باعتبارها مادة إلزامية وتكون مادة نظرية وعملية وتدرس بشكل غير تقليدي حتي ننشئ جيلاً لديه الثقافة والقدرة ويمتلك الأدوات لمواجهة المستقبل . • تشكيل هيئة مستقلة تشرف على وضع منهج دراسة الذكاء الاصطناعي فى المدارس والجامعات يعتمد على أحدث التقنيات الحديثة ويتم تطوير هذا المنهج سنوياً . • ضرورة تدشين حوار مجتمعي حول دور الذكاء الاصطناعي فى صنع المستقبل فى مصر وإصدار توصيات يشارك فيها الخبراء بكافة المجالات ويتم دراستها وتنفيذها. • إنشاء إدارات مستقلة للذكاء الاصطناعي فى الوزارات والشركات والهيئات الحكومية تهدف لتحويل الأعمال الإدارية والفنية لشكل تقني مستقبلاً باستخدام الذكاء الاصطناعي. • الاستفادة من كليات الذكاء الاصطناعي بالجامعات المصرية بوضع رؤية لتعليم الذكاء الاصطناعي كمادة أساسية بكل الكليات النظرية والعملية للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي فى مجالاتهم. • ضرورة وضع برامج الذكاء الاصطناعي كتدريب أساسي فى جميع البرامج التدريبية فى الشركات الحكومية . • إنشاء قسم خاص بالذكاء الاصطناعي فى المكتبات العامة بالمحافظات ومكتبات الكليات يستفاد منها الطلاب والباحثين. وفى هذا الإطار، من المهم أن يشتمل المنهج الدراسى على شرح بسيط للفرق بين الذكاء الاصطناعي ونظام الذكاء الاصطناعي وتناول أمثلة مبسطة يفهمها الجميع حتي يتمكن اي شخص أثناء تعامله مع اي برنامج يدعم ادوات الذكاء الاصطناعي الفارق بينهما. وتشرح وثيقة مكتب دبي الذكي هذا الفرق بين الذكاء الاصطناعي ونظام الذكاء الاصطناعي بمثال بسيط هو "إذا استخدمت منشأة أوهيئة ربوتات الدردشة التى تتيح لجمهورها طرح الأسئلة الروتينية وحجز المواعيد مثلا وأي معاملات مالية ثانوية، وترد ربوتات الدردشة على استفسارات العملاء عن طريق أجابات مكتوبه مسبقاً فهذا هو ذكاء اصطناعي".. أما "إذا كانت ربوتات الدرشة أصبحت قادرة على معالجة الاستفسارات ذاتياً وتحليل النتائج والرد بشكل مبتكر وغير تقليدي معد له مسبقاً فهنا نكون أمام نظام ذكاء اصطناعي" . ويوضح هذا التعريف رغم بساطته أننا فى حاجة للمزيد من نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي وتعريفه فى بلادنا العربية فى ظل اعتقاد الكثير أن الذكاء الاصطناعي هو برنامج شات جي بي تي "ChatGPT" أو القيادة الذاتية للسيارات وتركيب الفيديوهات على اصوات المغنين!. وبعد.. إن أهتمام الدولة المصرية بالذكاء الاصطناعي بإنشاء المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2889 فى نوفمبر لسنة 2019، والأن في مايو 2025 بتعليمات الرئيس بالتأكيد على الاهتمام بالذكاء الاصطناعي بتدريسه كمادة دراسية والاستفاده منه فى المنظومات الصحية هو شئ يؤكد أننا نسير فى الاتجاه الصحيح، ولكن الأهم فى هذه المرحلة متابعة التنفيذ حتي نستطيع مواكب العالم من حولنا. * حاصل على دكتوراه فى حوكمة الذكاء الاصطناعي