
محمد السعودي: مع التوافق في صيدا على فريق وبرنامج عمل بلدي يحاكي تطلعات الناس
معه يكون الحديث متعة ، وفي حضرته لا تستطيع إلا أن تبتسم ولو كنت تحمل هموم الدنيا .. روحه المرحة رغم اتكائه على ستة وثمانين عاماً ، تنقلك بلحظة من الحديث الجدي بقضية ما الى قصة أو حكاية أو نادرة أو مثل صيداوي يردده أمامك، ليس تقليلاً من أهمية حديثك الجدي او الموضوع الذي تقصده فيه ، وانما هي العفوية في شخصيته التي تمنحك امتياز اكتشافها.
مع محمد السعودي يصبح الحديث كمن يغرف بكفه غَرفة ماء تلو أخرى من نهر جارٍ بهدوء.. لا الغارف يكتفي ولا النهر ينقص.. واضح شفاف.. صادق لا يجامل.
هو عميد رؤساء بلديات لبنان وعميد أعضاء المجالس البلدية ، صنع قصة نجاح وانجاز في العمل البلدي لم يقدّر لها أن تكتمل ، لكن يكفي أنه اذا ذكر الريس محمد السعودي يذكر معه عهد ذهبي في العمل البلدي عاشته مدينة صيدا خلال ولايته الأولى وخلال عامين من الثانية .. غادر رئاسة البلدية لكنه لم يغادر الشأن العام ولا قلوب الناس. نادراً ما يكون الشخص اكبر من الموقع .. وغالباً ما يحمل التواضع والقرب من الناس صاحبه الى ان يتربع في قلوبهم..
إستحقاق تأخر 3 سنوات !
نسأل الريس محمد السعودي عن الإستحقاق البلدي المنتظر في 25 أيار القادم ، فيجيب: هذا الاستحقاق كنا ننتظر اجراؤه منذ 3 سنوات، فقد كان يفترض أن تجرى الإنتخابات عندما انتهت ولاية المجالس البلدية . وأنا عندما انتهت الولاية الثانية للمجلس البلدي الذي كنت أتراسه، قدمت استقالتي ثم عدت عنها لمدة سنة..
وعما يعتز بأنه حققه على صعيد العلاقة مع مختلف مكونات المدينة ، يقول السعودي : عندما رجعت الى صيدا، قلت حينها أني آت اليها كمهندس يريد ان يخدم المدينة من خلال البلدية ، وليس كرئيس لها وكنت اطمح أن أكون مستشاراً وليس رئيساً !. وانا افتخر بأني طوال ولايتي الأولى والثانية كرئيس للمجلس البلدي استطعت أن أُبقي السياسة خارج أبواب البلدية ، ولم أكن منحازاً لطرف ضد آخر ، رغم أننا اتُهمنا بذلك، وتبين أننا كنا على مسافة واحدة من الجميع . لكن أكثر ما افتخر به هو أن القوى السياسية التي " ما كانت تحكي مع بعضها" صاروا يلتقوا أسبوعياً ودورياً في البلدية. المهم ان الجميع يعمل لمصلحة البلد وليس للمناكفات بين بعضهم .
بين ولايتين
ونسأله : كيف تقيّمون عمل وانجازات البلدية خلال الولايتين الأولى والثانية من عهدكم ؟ فيقول : الولاية الأولى، كانت غنية جداً بالإنجازات والمشاريع، ونفتخر بها، أما الولاية الثانية فـ" تنذكر وما تنعاد" ، ولست راضٍ عنها وطبعاً الأسباب كثيرة . فالأزمات التي توالت خلال الفترة الثانية كانت فوق احتمال أي بلدية، من تدهور قيمة الليرة وجائحة كورونا، ورغم ذلك كنا كبلدية الوحيدين في لبنان الذين حصلنا على موافقة ديوان المحاسبة لدفع مساعدات مالية للناس ابان ازمة الكورونا ، وتمكنا من توزيع 3 مليارات ونصف مليار على الناس .
مشاريع لم تستكمل
وعن المشاريع التي كان يتمنى استكمالها في عهده، يبدي السعودي أسفه لعدم تمكنه من استكمال المرفأ التجاري بغاطس عشرة امتار وأرصفة مكتملة ، والسبب هو أزمات البلد التي حالت دون ذلك . ويشير الى أن هناك أيضاً التصميم الذي وضعته بلدية برشلونة للمرفأ القديم والذي كان يحتاج لـ 10 ملايين دولار لتنفيذه، لكن ما حدث في لبنان تأثرت به كل المشاريع بما فيها مشاريع البلديات . "هذا بالإضافة أيضاً لعدم تمكننا من استكمال مشروع بناء المتحف التاريخي للمدينة" – على حد قوله .
وفي الشأن البيئي ، ورغم ما تحقق في ولايته الأولى من انجازي إزالة جبل النفايات وانشاء الحديقة العامة مكانه ، يعتبر السعودي أن ازمة النفايات عادت خلال السنوات الثلاث الأخيرة من الولاية الثانية بسبب الأزمة المالية ، حيث بقيت المدينة لفترة بدون مقاول جمع ونقل نفايات بسبب عدم موافقة ديوان المحاسبة . وكذلك تأثر أداء معمل النفايات بفارق العملة. ويقول : في ذلك الوقت وبعد ان انتهى العقد مع مقاول جمع النفايات استطعنا ان نمدد له بموافقة مجلس الوزراء في عهد الرئيس ميقاتي ، الذي احترمه كثيرا لأنه انسان عملي وساعدنا كثيراً في مدينة صيدا . وخلال الولاية الثانية لم نستطع ان نحصل على موافقة على تجديد العقد مع المقاول ، واصبحنا امام ازمة نفايات في كل المدينة ، واضطررنا ان نجمعها بمجهود ذاتي بجمع المال من خلال "حملة الأوفياء" حينها .
وعن النصيحة التي يوجهها للمجلس البلدي المقبل يقول السعودي: أن يستكملوا المشاريع التي لم يتسنّ لنا استكمالها ، واهم شيء وهو ما يزال " يحز" في نفسي لليوم أننا لم نتمكن من بناء فندق في صيدا .
أداء المجلس الحالي
ونسأل الريس السعودي: ما هو تقييمكم لأداء المجلس البلدي الحالي برئاسة الدكتور حازم بديع خلال السنتين الماضيتين ؟ ، فيجيب دون تردد : هاتان السنتان احداهما كانت سنة حرب،وكان أداء البلدية اكثر من رائع ، وما قاموا به في بلدية صيدا بالنسبة للنازحين من الجنوب وايوائهم في المدينة كان شيئاً عظيماً . وانا اعطي المجلس البلدي على ذلك علامة كبيرة . أما بالنسبة للعمل البلدي فقد كان جيداً وان بقي مجتزءاً بموضوع النفايات : المقاول يقوم بالجمع والنقل فقط لكن الكناسة "ما مشيت" .
وعما اذا كان يؤيد التوافق في الانتخابات البلدية في صيدا يقول السعودي : المهم أن يكون التوافق على فريق وبرنامج عمل بلدي منتج يحاكي تطلعات الناس. المطلوب ان يكون مجلساً فعالاً برئيسه وجميع أعضائه ويخصص الوقت الكافي للبلدية. أتمنى ان يكون شبيهاً بالمجلس الذي كان في الولاية الأولى من عهدي.
وبعيداً عن الاستحقاق البلدي، نسأل السعودي أين وجد نفسه أكثر ، في عالم الأعمال أو في العمل البلدي، فيجيب: كلاهما سيان بالنسبة، مع فارق انه في العمل البلدي يكون الواحد أكثر احتكاكاً مع الناس وقضاياهم

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ ساعة واحدة
- ليبانون 24
"صواريخ تهدد أميركا".. تهديد قائم وترامب يتحرّك
كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الخطوط العريضة لخطته لبناء نظام دفاع صاروخي حول الولايات المتحدة ، وهي الخطوة الأولى في مشروع ضخم ومذهل. ولم تُحدد بعد الجوانب الأكثر إثارة للاهتمام في البرنامج، المعروف الآن باسم " القبة الذهبية"، وهي: شكل النظام، ومن سيبنيه، وكيفية التحكم فيه، وما إذا كان سيحمي الأمريكيين من التهديدات الصاروخية من جميع أنحاء العالم. ويقول الكاتب في شؤون الأمن القومي في " نيويورك تايمز" دبليو. جيه. هينيغان إن ما نعرفه هو أن التكلفة لن تكون سهلة، أو سريعة، وأضاف: "من المؤكد أن المشروع سيستغرق جهداً طويل الأمد، ومليارات الدولارات، ويشمل أنظمة في الجو والبر والبحر والفضاء". وقدّر ترامب التكلفة الإجمالية بـ 175 مليار دولار، لكن مراجعة مكتب الميزانية في الكونغرس قدّرت أن العناصر الفضائية وحدها قد تصل إلى 542 مليار دولار لنشرها وتشغيلها على مدى السنوات العشرين المقبلة. وفي إشارة إلى صدمة الأسعار المتوقعة، خصص الكونغرس 25 مليار دولار للقبة الذهبية في ميزانية الدفاع للعام المقبل. ويُجري المقاولون العسكريون الأميركيون وشركات الصواريخ، بما في ذلك شركة "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك ، بالفعل استراتيجياتٍ للفوز بمنافساتٍ على عقود بناء النظام، وأنفقت الحكومة الأميركية ما يقارب 300 مليار دولار على أنظمة الدفاع الصاروخي على مدى العقود الأربعة الماضية. ويرى الكاتب أنه "ستكون هناك حاجةٌ إلى جيلٍ جديد من الرادارات وأجهزة الاستشعار والصواريخ الاعتراضية والأنظمة المرتبطة بها في إطار برنامج القبة الذهبية لكشف صواريخ الأعداء وتتبعها وتدميرها قبل أن تضرب، أي أن "القبة الذهبية" ليست برنامجاً منفرداً، بل من المرجح أن تتكون من 100 برنامج أو أكثر تُدمج معاً لتكوين درعٍ شاملٍ من الساحل إلى الساحل، ومن الحدود إلى الحدود، ضد الهجمات الجوية. وبمجرد بناء هذه المكونات، سيحتاج الجيش إلى طريقةٍ لتنظيم كل ذلك من خلال نظام قيادةٍ وتحكم. وصرح ترامب بأنه سيكتمل في غضون ثلاث سنوات، لكن مسؤولي الصناعة والمحللين يتوقعون أن تستغرق العناصر الفضائية وقتاً أطول بكثير. وذكر الرئيس أيضاً أن كندا ترغب في تغطية نظام القبة الذهبية، وأن قيادة البلاد ترغب في لعب دور، لكنه لم يُفصّل في هذا الشأن. ويأمل ترامب في تكرار ما يراه على أنه نجاحات خارجية للدفاعات الصاروخية داخل البلاد. وفي كانون الثاني، دعا أمره التنفيذي الأول إلى تكرار نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في الولايات المتحدة. وكرر الكاتب ما قاله سابقاً إن مساحة إسرائيل تعادل مساحة ولاية نيوجيرسي، والصواريخ التي تُطلق عليها غالباً ما تكون مقذوفات غير موجهة وبطيئة الحركة تُطلق من مكان قريب - وليست الصواريخ التي تمتد عبر العالم التي يخشاها المخططون العسكريون الأميركية أكثر من غيرها. وأوضحت وكالة استخبارات الدفاع الأسبوع الماضي التهديدات المتزايدة التي تواجه الولايات المتحدة من دول مثل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية في تقييم غير سري بعنوان "القبة الذهبية لأميركا". وصوّر الرسم البياني تشكيلة متنوعة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي تُطلق من الغواصات، وصواريخ كروز الهجومية البرية، والأسلحة الأسرع من الصوت القادرة على الوصول إلى سرعات تزيد عن خمسة أضعاف سرعة الصوت. ولا شك أن الولايات المتحدة معرضة لخطر الهجمات الصاروخية، ولكن من غير الواضح ما إذا كان نظام "القبة الذهبية" قادراً على سد هذه الثغرة باستخدام التكنولوجيا الحديثة. وحتى إذا ثبتت فعالية النظام من خلال الاختبارات، فسيُطلب من الكونغرس مواصلة تدفق التمويل بمليارات الدولارات سنوياً. وصرح ترامب بأنه "يُكمل المهمة" التي بدأها الرئيس رونالد ريغان في ثمانينيات القرن الماضي ببرنامجه للدفاع الصاروخي الفضائي الذي لم يُحقق نجاحاً كبيراً، وأطلق عليه اسم "حرب النجوم". أُلغي البرنامج بعد أن ثبتت صعوبة التغلب على التحديات التكنولوجية، على الرغم من سنوات من الجهد ومليارات الدولارات من الإنفاق الفيدرالي. وللإشراف على تطوير "القبة الذهبية"، عيّن ترامب الجنرال مايكل أ. غيتلين، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء الأميركية.


صوت لبنان
منذ ساعة واحدة
- صوت لبنان
واشنطن تضغط وبيروت تتجاهل الشروط... بين السلاح والإصلاح: ماذا وراء تأجيل زيارة مبعوثة ترامب إلى لبنان؟
أُثيرت تساؤلات واسعة في الأوساط السياسية والإعلامية حول خلفيات تأجيل زيارة مبعوثة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت. وبينما رُبط هذا التأجيل بتقارير صادرة عن صندوق النقد الدولي تدعو لإقرار قوانين مالية عاجلة، برزت معطيات تشير إلى أن الأسباب الحقيقية تتجاوز الاعتبارات الاقتصادية، وتتصل بشكل مباشر بالأوضاع السياسية والأمنية في لبنان، لا سيما ملف السلاح غير الشرعي والإصلاحات المتعثرة. في هذا الإطار، قال الصحافي علي حمادة: "الحديث عن تأجيل زيارة مبعوثة إدارة الرئيس ترامب، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت بسبب اطلاعها على تقديرات صندوق النقد الدولي، الذي يضغط باتجاه إقرار قوانين عاجلة تتعلق بالمسألة المالية، هو أمر غير صحيح". وأشار إلى أن "هذا الادعاء يُعدّ ترويجًا لرؤية داخلية لبنانية لا علاقة لها بمورغان أورتاغوس، إذ إن الموضوع مختلف تمامًا". ولفت حمادة في حديث لـ"VDLNews" إلى أن "الدليل على ذلك أن مورغان أورتاغوس، وقبل ساعات فقط من صدور خبر تأجيل زيارتها إلى لبنان، كانت قد صرّحت بأن لبنان ليس مضطرًا إلى طلب قروض من صندوق النقد الدولي، بل عليه فقط التنسيق معه، وأكدت أن الأهم من القروض هو جذب الاستثمارات". وأضاف: "تقديرات إدارة ترامب بخصوص لبنان تشير إلى ضرورة التخلي عن سياسة "الشحادة" واللجوء المستمر إلى القروض، وبدلاً من ذلك، يجب أن يتحول لبنان إلى بيئة حاضنة وجاذبة للاستثمارات". وأوضح أن ذلك يتطلب شرطين أساسيين: "الشرط الأول: "نزع سلاح حزب الله وكل الجماعات المسلحة، سواء اللبنانية أو الفلسطينية، المنتشرة على الأراضي اللبنانية، بالإضافة إلى مكافحة مصادر تمويل هذه الجماعات، مثل جمعية "القرض الحسن" والشركات المالية غير القانونية التي تعمل على تبييض أموال حزب الله، وأموال مهرّبة من سوريا، والتي يستغلها الحزب". وتابع: "نحن نتحدث هنا عن مبالغ ضخمة، تصل إلى نحو 7 أو 8 مليارات دولار، أما الشرط الثاني: "تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، سواء على صعيد قوانين المصارف أو تطبيق القوانين القائمة. فلبنان، في الحقيقة، لا يعاني من نقص في القوانين، بل من غياب في تنفيذها، لذلك، فإن الأساس ليس في إقرار قوانين جديدة بقدر ما هو في احترام وتنفيذ القوانين القائمة". واعتبر حمادة أن "الزيارة المقبلة للبنان ستتضمّن موقفًا صارمًا بخصوص موضوع سلاح حزب الله". وتابع: "رأيتم ماذا حدث أمس، حملة غارات جديدة من إسرائيل على عدد كبير من الأهداف التابعة لحزب الله في الجنوب والبقاع، والولايات المتحدة، والمجتمع الدولي، والعالم العربي، ينتظرون من الدولة اللبنانية أن تقوم بواجباتها وتنفّذ تعهداتها وتعمل على نزع سلاح حزب الله والجماعات المسلحة، أما التذرّع بالحوار، فهو غير مقنع إذا لم يُترجم إلى أفعال". وختم حمادة: "محاولة التلهي وجرّ الناس بحديث عن إصلاحات تروّج لها الحكومة، من رئيسها إلى وزرائها، فهذا الموضوع لن يمرّ لا في الداخل، ولا عند العرب، ولا لدى المجتمع الدولي".


صيدا أون لاين
منذ ساعة واحدة
- صيدا أون لاين
التحدّي كبير... وهذا ما كشفه وزير المال عن إعادة الودائع
تفقّد وزير المالية ياسين جابر مبنى الضريبة على القيمة المضافة في منطقة كورنيش النهر، حيث جال على أقسامه مطلعا على سير العمل، وعقد اجتماعا مع مدراء مديرية المالية العامة متحدثا أمامهم عن الخطوات التي هو ماض في القيام بها من أجل تحديث الإدارة وتطويرها لتسهيل سير المعاملات من جهة، ومن جهة ثانية نظرا لتعزيز الإنتاجية باعتبار المديريات التي يشغلها المبنى خصوصا الواردات والضريبة على القيمة المضافة، إضافة إلى مديريات المحاسبة العامة والصرفيات والخزينة التي تشكل العصب الرافد للدولة بالموارد المالية" . وقال الوزير جابر: "زيارتنا اليوم هي للتأكيد على أهمية هذا المبنى والذي بدأنا بجدية العمل على إعادة الحياة إليه. أعرف أنكم جميعا قدمتم في السنوات الماضية تضحيات، لأنه ومع الانهيار المالي الذي حصل في لبنان مرت فترة أصبحت معها حياة الموظف جحيما بسبب عدم تغطية قيمة الراتب ثمن صفيحة بنزين. فترة صعبة ومرت. واليوم هناك فجر جديد وإمكانية جدية للبدء ليس فقط ببناء المؤسسات فحسب كي نتمكن من بناء وطن، وإنما أيضا لتحسين أوضاعكم وأوضاع الشعب اللبناني الذي بمجمله ضحى وعانى العذاب مع الانهيار العام، وهذا لم يطل فقط القطاع العام، إنما أيضا القطاع الخاص والخدمات". أضاف: "بكل ثقة أقول، إن لبنان مليء بالكفاءات والشباب المثقف، والجامعات الرائدة وشبابنا منتشرون في كل أنحاء العالم، وهذا ما شاهدناه في خلال لقاءاتنا في اجتماعات الربيع في واشنطن، وفوجئنا أن هناك 400 شاب وصبية لبنانيين يعملون في الصندوق والبنك الدوليين، إضافة إلى العاملين في القطاع الخاص، لكننا للأسف نحن مقصرون. أينما ذهبنا في العالم نرى الكفاءات اللبنانية، اليوم جاء الوقت أن نركز الاهتمام على المساهمة في بناء بلدنا، إذ لا يجوز أن يجهد اللبناني ويحصل في المقابل على كم محدود من ساعات الكهرباء، فهل من الجائز أن ينفق بلد ملياري دولار سنويا للحصول على أربع أو خمس ساعات من الكهرباء، لا يوجد بلد في العالم يخسر فيه قطاع الكهرباء إلا نحن". وتابع: "اليوم حان الوقت لنبني البلاد سويا، علينا كل من مكانه أن نتعاون، وبالقدر الذي نعمل فيه ونجهد نتمكن من تحسين الأوضاع لكم كموظفين وللبلد بشكل أكبر، لذلك نطالب بالالتزام بالحضور خصوصا وأن العيون منصبة على وزارة المالية، باعتبارها بكل قطاعاتها ومؤسساتها من إدارة جمركية إلى الشؤون العقارية ومالية عامة هي المعنية بإعادة ترتيب أوضاع البلاد وإعادة تقوية مداخيل الدولة لتتمكن بدورها من تقديم ما عليها من واجب تجاه مواطنيها، وأنتم الوسيلة التي بواسطتكم تستطيع الدولة القيام بذلك ونأمل أن نحققهها قريبا". وأردف: "نتفهم ظروف الموظف المعيشية، لكن لتغيير هذه الظروف والواقع يجب أن تكون يدنا بيدكم لنعمل سويا على تحسين الأوضاع. أتفهم أن تكون ظروف عمل الموظف جيدة ولهذا بدأنا العمل على تأمين كل مستلزمات الراحة والمكان اللائق في كل المباني التابعة للوزارة، وكذلك تجهيزات المكننة والأنظمة الرقمية لنعطي إنتاجية أفضل، ونحن أمام تحد لإنجاز هذه الأمور بسرعة. وكلما تقدمنا بتحسين المداخيل صار بإمكاننا تكبير حجم الموازنة والتي سيكون من ضمنها حصة للموظف لجهة التحسن في الدخل، ونأمل بجهودكم أن نسجل نقلة نوعية في المرحلة المقبلة". وقال جابر: "اليوم لدينا رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة، ورئيس مجلس النواب يدركون حجم التحدي الكبير، والبرنامج الإصلاحي انطلق والقطاعات التي شكلت عبئا على الدولة يعاد اليوم هيكلتها بشكل كامل، سنشهد تعيين هيئات رقابية وتنظيمية جديدة، وخلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة المقبلة ستلمسون عملاً أو فعلاً، فالتعيينات انطلقت وكانت بدايتها مجلس الإنماء والإعمار وكانت التجربة الأولى والأمور ستسير تباعا". وكشف جابر انه "تقدم إلى مجلس الإنماء والإعمار/650/ طلب ترشيح وقطاع الاتصالات تقدم /530/ طلبا والكهرباء قرابة /350/ طلبا ستفتح باب التغيير الكبير وستعمل على إدخال القطاع الخاص كمواضيع الجباية والتوزيع في قطاع الكهرباء وحتى في الإنتاج، نقوم بتوقيع قروض كبيرة