
اللواء عبدالرحمن اللوم الوادعي... قـائد جسّد معنى الجهاد والثبات
ميلاد قائد من رحم المعاناة
ينتمي اللواء عبدالرحمن اللوم الوادعي إلى منطقة "وادعة" بمحافظة صعدة، تلك الأرض التي عرفت الصراع مبكرًا مع مشروع السلالة والكهنوت، فكان من أوائل الضباط الوطنيين الذين أدركوا خطر التمدد الحوثي، ومن أوائل من وقفوا بشجاعة ضد المد الطائفي، مؤمنًا بأن المعركة ليست مجرد نزاع سياسي، بل صراع وجود بين مشروع جمهوري حر ومشروع استعبادي إمامي.
قائد محور البقع.. عنوان للفداء والتضحية
حين تولّى قيادة محور البقع، كان الميدان في أمسّ الحاجة إلى قائدٍ يمتلك من الإيمان والعزيمة ما يمكنه من مواجهة عدو شرس متحصّن في الجبال ومتسلّح بدعم خارجي واسع. وقد أثبت اللواء الوادعي أنه الرجل المناسب في أصعب الظروف، حيث أعاد ترتيب صفوف الجيش في المنطقة، وأطلق عمليات عسكرية نوعية كبّدت المليشيات الحوثية خسائر فادحة، وكان له دورٌ محوري في كسر الخطوط الدفاعية الأولى للعدو.
بقيادة الوادعي، تحولت جبهة البقع من مجرد خط تماس إلى نقطة انطلاق للعديد من العمليات الناجحة، وكان المقاتلون يستمدون منه روح الثبات، حتى أن اسمه أصبح مرتبطًا في ذاكرة الجنود بالشجاعة والتقدّم والثقة بالنصر.
الوفاء للجمهورية.. عقيدة ومسار
لم يكن اللواء عبدالرحمن الوادعي مجرد قائد ميداني، بل كان يحمل عقيدة جمهورية صلبة، وكان يعتبر الدفاع عن الثورة والجمهورية شرفاً لا يعلوه شرف. تميّز بتواضعه، وحرصه على جنوده، وقدرته على استيعاب الجميع دون تمييز، فكان قائداً محبوبا ومهاباً في الوقت ذاته.
لم تغره المناصب، ولم يساوم على ثوابت الدولة، وكان حريصاً على نقل تجربته وخبرته العسكرية إلى القيادات الشابة، مؤمنًا أن المعركة طويلة وتحتاج إلى صناعة جيلٍ جديدٍ من القادة المؤهلين.
المواقف المشهودة
عرف عن اللواء الوادعي صدقه وصلابته، فكان في مقدمة الصفوف عند احتدام المعارك، لا يغادر الجبهة إلا ليعود إليها، وكان يرفض الخطابات الرنانة ويفضل العمل الميداني، وقدّم نموذجًا نادرًا في القيادة الرشيدة والمسؤولية الوطنية، وأثبت أنّ النصر لا يُصنع بالخطب، بل بالإيمان والعمل والتضحية.
وقد شهد له رفاق السلاح أنه كان أول من يتقدّم عند الهجوم وآخر من يتراجع عند الانسحاب التكتيكي، لا يطلب من رجاله ما لا يطبّقه على نفسه.
إرث خالد في ذاكرة الأحرار
رغم تنحيه عن قيادة محور البقع، إلا أن بصماته لا تزال حاضرة، ومسيرته تمثل مرجعًا حيًّا لكل من أراد أن يعرف كيف يكون القائد المجاهد. إن سيرة اللواء عبدالرحمن اللوم الوادعي لا تختصر في مرحلة، بل تمتد لتجسّد تجربة وطنية وإنسانية لا تُنسى.
فهو من أولئك القادة الذين لا تخلّدهم المناصب، بل تخلّدهم المواقف.... في زمنٍ عزّت فيه المواقف الثابتة، كان اللواء عبدالرحمن اللوم الوادعي ثابتًا كالجبل، نقيًا كالسيف، وفيًا كالعهد. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الجمهورية، ورايته خفّاقة في ميادين الشرف، ومثاله حيًّا لكل من أراد أن يسير في درب الكرامة والحرية.
رحم الله شهداء المعركة، وبارك الله في الأحياء الصامدين، وحفظ اليمن من كل شر، وأعاد للراية الجمهورية رجالها المخلصين، من طينة اللواء الوادعي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المجلس الانتقالي الجنوبي
منذ ساعة واحدة
- المجلس الانتقالي الجنوبي
الكثيري يُعزَّي الشيخ سالم محمد حزمي بلحاف بوفاة زوجته
بعث الأستاذ علي عبدالله الكثيري، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، برقية تعزية ومواساة إلى الشيخ سالم محمد حزمي بلحاف، عضو الجمعية الوطنية وذلك في وفاة المغفور لها بإذن الله تعالى زوجته. وعبر الكثيري في برقيته، عن خالص تعازيه وعظيم ومواساته إلى الشيخ سالم محمد بلحاف وأولاده، وأسرة الفقيدة ومشاطرته لهم أحزانهم في هذا المصاب الأليم. وابتهل رئيس الجمعية في ختام برقيته إلى المولى عز وجل أن يتغمد الفقيدة بواسع رحمته وعظيم مغفرته ورضوانه، وأن يسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

سعورس
منذ 3 ساعات
- سعورس
ماذا تعني سوريا للسعوديين؟
بفضل من العزيز الودود تم تأسيس المملكة العربية السعودية على يديّ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود –طيب الله ثراه–، بتوفيق من رب العزة والجلال على كتاب الله جل في علاه وسنة نبيه المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، فكانت مملكة عزٍ وشموخ، نهضت بحضارة الإسلام المعاصر من قلب فيافي نجد العذية إلى واحات الرياض الغنية، فأغنت أهلها وألقت بظلالها على دول الجوار محبة وإيماناً وأمناً، ووصلت ثمارها اليانعة إلى كل بقاع الدنيا، والتاريخ يقف شاهداً أميناً. ثم تعاقب على الحكم أبناؤه الملوك الكرام البررة، ولكل منهم إسهامات أشرقت لها صفحات التاريخ وكتبت بمداد الذهب في جبين الدهر، حتى أتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الملك المُرَسِّخ لجذور التأسيس، والمُمَكّن لانطلاقة التجديد. سيقف التاريخ مطولاً وسيسيل مداد المؤرخين بإسهاب منقطع النظير عنه؛ فانطلقت مرحلة التجديد في عهده بالأمير المجدد محمد بن سلمان -حفظه الله- فكان أميراً انتظره العالم بأسره، وحلماً تجسد حقيقة في شخص الأمير الملهم والقائد الفذ الهمام، فدشنت المشروعات التنموية والخطط الطموحة وإعادة صياغة العلاقات الدولية وتخطيط الاستراتيجيات العالمية، وما هي إلا بارقة من جوهر ثمين يكتنزه هذا الأمير الطموح. ولعلنا نقف عند حدث دولي وأمر عالمي ليس له نظير ولا يشابهه مثيل –وهو دولة سوريا– ، حينما ساهم سموه الكريم في إنقاذها من هلاك الحروب، فوظّف –حفظه الله– ثقله العالمي، وفكره السياسي، وحضوره البارع في وضع سوريا دولة وشعباً على المسار الذي يليق بها، وما استجابة رئيس أكبر وأقوى دولة بالعالم ثم تسارع الدول العظمى وسلاسة هذا التسارع لتعضيد هذه الإستجابة إلاّ دليل على عمل دؤوب، وجهد متواصل، وعزيمة لا تكل، وحزم لا يمل من أمير التجديد والتطوير، والذي ختمه سموه الكريم برمزية الامتنان التي غدت أيقونة عالمية، ودخلت التاريخ من أوسع أبوابه بكل اللغات. ثم توَّج سموه الكريم هذه الجهود السياسية والمبادرات الإنسانية بتوجيهه الكريم بانعقاد المنتدى الاستثماري السوري السعودي في قلب دمشق الشام ليعيد لها نبض العروبة والأصالة، والتي هي أهلٌ لها. منتدى استثماري اقتصادي ينعش العباد والبلاد، ويرسخ معاني الوقفة الصادقة ويبرهن على الوفاء في أبهى صوره، فبعد الدعم السياسي وضعها على مسار الدول المستقرة ضمن الأمم المتحدة ، تدفق الدعم الاستثماري السعودي السخي بتوجيه من القيادة العليا وإشراف مباشر من عراب رؤية 2030 ضرب أروع معاني الشهامة وأسمى دلالات الأخوة، من رجال الأعمال وأرباب الريادة والاستثمار السعوديين، تلبية لتوجيه ولي الأمر ونجدة لشعب سوريا الأبي، وتقديم كل ما يسهم في رفعة الإنسان وبناء الأوطان وعمارة الأرض، منطلقين من رؤية 2030 التي سيسطع نورها في كل العواصم العربية والإسلامية، ليشع نورها بركة ورحمة ومودة للبشرية جمعاء، في كل دول وأصقاع المعمورة. انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.


حضرموت نت
منذ 5 ساعات
- حضرموت نت
سفير اليمن لدى اليونيسكو: الحوثي يعيش حالة توجس وخوف
قال محمد جميح سفير اليمن لدى اليونيسكو، إن مليشيا الحوثي الإرهابية تعيش حالة من التوجس، تحاصرها مظالمها وشكوكها وخوفها، مؤكداً أنها 'تعلم يقيناً أنها مرفوضة شعبياً، ومنبوذة إقليمياً ودولياً، وتتصرف تصرفات من لا يثق بشيء، لا بمن حوله، ولا بالجمهور، ولا بالحاضر ولا المستقبل'. وأضاف جميح، في تغريدة على منصة 'إكس'، أن 'اليمن أكبر من كهنوت أولئك القائلين إن الله اختار عبد الملك واصطفاه وطهره'، لافتاً إلى أن الإجراءات التي أقدمت عليها الميليشيا تعكس هذا التخبط، بدءاً من إصدار حكم بإعدام نائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، أحمد علي عبدالله صالح، مروراً بأنباء اختطاف الأمين العام للحزب، غازي أحمد علي الأحول، وقيادات أخرى، وصولاً إلى محاصرة منزل رئيس الحزب صادق أمين أبو راس، والاستعراض الاستفزازي أمام منزل الشيخ الراحل عبدالله الأحمر. وأكد جميح أن هذه الممارسات تعكس حالة الارتباك والخوف التي تعيشها المليشيا، وتعري ازدواجية خطابها وسعيها لإقصاء كل صوت وطني لا يخضع لهيمنتها.