logo
الأردنيون يحتفلون بالذكرى الـ 26 لعيد الجلوس الملكي

الأردنيون يحتفلون بالذكرى الـ 26 لعيد الجلوس الملكي

الدستورمنذ 2 أيام

عمان- يحيي الأردنيون الاثنين الذكرى السادسة والعشرين، لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش، إذ يمضي الأردنيون، بقيادة جلالة الملك، قدما في مواصلة مسيرة البناء والتحديث والتطوير، ونصرة الأشقاء، وخدمة الأمة، وتحقيق الاستقرار والسلام.
ومنذ أن اعتلى جلالته العرش عام 1999، شهد الأردن تطورات مهمة في مسيرة بناء الدولة الحديثة وترسيخها، وتعزيز سيادة القانون، وتحقيق التقدم والنهضة والإنجاز بشتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وهو ما أكّد عليه جلالته في خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة العشرين في 18 تشرين الثاني 2024 بأن الهدف هو توفير الحياة الكريمة وتمكين الشباب وإعدادهم لوظائف المستقبل، إلى جانب ذلك، شهدت الرياضة الأردنية نقلة نوعية وإنجازات إقليمية وعالمية، في ظل الدعم الملكي للقطاعين الرياضي والشبابي، كان آخرها الإنجاز التاريخي بتأهل المنتخب الوطني لكرة القدم إلى نهائيات كأس العالم 2026، لأول مرة في تاريخه.
وتجسد الزيارات الملكية في المدن والقرى والبوادي الأردنية قرب جلالته من شعبه، كنهج هاشمي أصيل يعزز الوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي ضمن مفهوم الأسرة الأردنية الواحدة.
وبقي تطوير الأردن والبناء على الإنجاز وخدمة أبناء وبنات الشعب الأردني الوفي، أولوية جلالته، إذ يؤكد دوما اعتزازه بما حقق الأردنيون من إنجازات، وأنهم دائما على العهد، يد واحدة في تطوير الأردن وحمايته من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، والدفاع عن قضايا الأمة.
وتزامنت مع الزيارات الملكية لجميع محافظات المملكة العام الماضي وبمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، إطلاق جلالته مبادرات، كان من شأنها تحقيق نهضة تنموية في الحقول العلمية والتعليمية والصحية والصناعية والتنموية والإنتاجية، وتحفيز أفراد المجتمع، للاضطلاع بهذا الدور لتحقيق التنمية المستدامة.
وفي محافظة البلقاء افتتح جلالته في 10 كانون الأول 2024 مبنى نادي المتقاعدين العسكريين لتوفير خدمات اجتماعية ورياضية وثقافية للمتقاعدين العسكريين وعائلاتهم.
وعبر جلالته عن فخره بلقاء الأهل في محافظة الكرك في 28 تشرين الثاني 2024، مشيرا جلالته إلى أن الكرك غنية بالثروات، مثل البوتاس، وفيها مشاريع مهمة في الصناعة والزراعة والمياه، مؤكدا الاستمرار في تطوير الخدمات للأهل فيها، وكل المحافظات.
وافتتح فيها مركز البحث والتطوير والابتكار في شركة البوتاس العربية، الذي يهدف إلى إجراء دراسات حول سبل تطوير منتجات شركة البوتاس العربية والشركات والصناعات التابعة لها، فضلا عن الفرص الاستثمارية لمعادن البحر الميت.
وشهد جلالة الملك إطلاق استراتيجية الشركة للنمو في قطاعي الأسمدة والكيماويات المشتقة للأعوام (2024-2034)، وهي ضمن إحدى مبادرات رؤية التحديث الاقتصادي الهادفة لتعزيز مكانة الأردن كمصدّر رئيسي للأسمدة والكيماويات.
وشدد جلالته لدى لقائه وجهاء وممثلي أهالي محافظة الطفيلة في 16 تشرين الأول 2024 على ضرورة الاستفادة من الأماكن السياحية والطبيعية والأراضي الزراعية في محافظة الطفيلة، مبينا جلالته أهمية رفع مستوى الخدمات بالأماكن السياحية مثل محمية ضانا وقلعة السلع، لجذب عدد أكبر من الزوار.
وأشار إلى دور متحف الطفيلة الأثري في تعزيز النشاط السياحي، ودور مركز الخدمات الحكومية، الذي تم افتتاحه، في رفع مستوى الخدمات المقدمة لأبناء المحافظة، فضلا عن مشروع طاقة الرياح كنموذج للاستثمارات الناجحة بالمحافظة، والاهتمام بالأراضي الزراعية من خلال خطط عمل يشارك فيها الجميع لتعزيز الإنتاج الزراعي.
ولم تمض سوى أيام قليلة ليلتقي الملك أهل عجلون في قلعتها التاريخية في الأول من تشرين الأول الماضي، حيث أكد جلالته أهمية مشروع التلفريك في زيادة عدد زوار المحافظة، مؤكدا ضرورة استمرار تنفيذ المخطط الشمولي للمحافظة وتطوير البنية التحتية لجذب المستثمرين وتطوير المنتج السياحي لتوفير فرص العمل.
وبالتزامن مع إنجاز أولى مراحل التحديث السياسي، أعرب جلالة الملك خلال زيارته لمحافظة جرش في 17 أيلول الماضي عن الأمل في أن تكون الانتخابات النيابية الأخيرة نقطة انطلاق نحو حياة برلمانية حزبية برامجية تلبي طموحات الأردنيين، مؤكدا أن "جرش التاريخ والحضارة والأصالة التي حملت وجه الأردن للعالم".
ولا يمكن عزل خطط التحديث الاقتصادي عن التحديث السياسي في فكر جلالة الملك ورؤيته، إذ أكد جلالته الربط بين المجالين خلال لقائه وجهاء وممثلين عن أبناء محافظة الزرقاء في 14 أيار 2024.
وفي مأدبا، أشار جلالته لدى زيارتها في نيسان 2024 إلى أن المكانة التاريخية والدينية لهذه المدينة العريقة تدفع لتحقيق مزيد من الإنجازات في قطاع السياحة، مشيرا الى مكانة "جبل نيبو" الذي يمثل التاريخ والحضارة في بلدنا.
وخلال زيارته إلى محافظة المفرق في نيسان 2024، أشاد جلالته بالجهود التنموية المستمرة في جميع القطاعات، وبالأخص قطاع الزراعة، مشيرًا إلى الأهمية التاريخية لمدينة المفرق وموقعها الاستراتيجي على الطرق الدولية.
وقال جلالته لدى زيارته البادية الشمالية: "أنتم الأقرب على الحدود الشمالية والشرقية، وتعرفون حجم جهود نشامى الجيش العربي والأجهزة الأمنية لحماية البلد ومحاربة التهريب، وأبناؤكم من هؤلاء النشامى، الذين نعتز بهم".
وأكد جلالته خلال لقائه ممثلين عن أهالي المخيمات في الأردن في 8 نيسان 2024 في الديوان الملكي الهاشمي، أن الأردن القوي والمستقر هو الأقدر على مساندة الأشقاء العرب، خصوصا الأهل في فلسطين.
وأعرب جلالته خلال لقائه وجهاء وممثلين عن أهالي البادية الجنوبية بمنطقة وادي رم، عن سعادته بوجوده بين الأهل والعزوة في البادية الجنوبية، التي تزخر بمواقع سياحية مميزة وجميلة، مستذكرا فترة خدمته العسكرية في لواء الملك الحسين بن طلال المدرع الملكي/40، بالقطرانة.
وعبر جلالته خلال لقائه وجهاءها وممثلين عن أبناء البادية الوسطى، في 27 آذار 2024 الذي عقد في باحة قصر المشتى بمنطقة القسطل، مؤكدا أن الأردن تجاوز ظروفا ومراحل صعبة بهمة شعبه، وأن العالم يحترمه ويقدر مكانته ودوره، وأن مواقفه معروفة في الدفاع عن حقوق الأشقاء والوقوف معهم بظروفهم الصعبة.
وقال جلالة الملك عبدﷲ الثاني خلال لقائه وجهاء وممثلين عن أهالي محافظة معان في مقر الملك المؤسس، في 29 من شباط 2024، إن مدينة معان العزيزة بوابة الخير والمحطة الأولى لتأسيس المملكة، مشيرا إلى أن معان شهدت خلال السنوات الماضية العديد من المبادرات الملكية والإنجازات في مختلف القطاعات.
وأشار جلالته خلال لقائه وجهاء وممثلين عن أهالي محافظة العقبة في ساحة القلعة المطلة على خليج العقبة، في 28 شباط 2024، إلى أن تطوير العقبة كان حلما وفكرة قبل 25 عاما واليوم أصبحت واقعا بجهود الأردنيين المخلصين.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، حرص جلالة الملك باستمرار على تعزيز حضور الأردن الدولي وبناء جسور التعاون مع مختلف دول العالم، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وقيم المحبة والتسامح بين الشعوب.
وتهدف الجولات الملكية إلى الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية إلى حشد الدعم الدولي من أجل وقف إطلاق النار بغزة وحماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل دائم وكافٍ، والتأكيد أهمية إيجاد أفق سياسي يقود إلى تسوية شاملة تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وتوالت الإنجازات في عهد جلالته بارتقاء مستوى التعليم، والانتقال به إلى مستوى يتوافق مع التطورات العالمية المعاصرة وتلبية حاجات سوق العمل.
وهو ما أكّده جلالته لأبناء الوطن بمناسبة الذكرى الـ 25 ليوم الوفاء والبيعة وتسلم جلالته سلطاته الدستورية في السابع من شباط 2024: "على العهد واصلنا معا مسيرة بناء الأردن الحديث في مطلع القرن الحادي والعشرين، وعلى العهد مضينا على إرث الحسين وأجيال البناة والمؤسسين، وعلى العهد نمضي بعون ﷲ بمسؤولية لخدمة أجيال الحاضر والمستقبل، نحو هدف وطني نسير فيه بثقة وتصميم، للتحديث في مساراته الثلاثة السياسية والاقتصادية والإدارية".
وأولت القيادة الهاشمية أهمية لتحسين القطاع الصحي من خلال بناء مستشفيات جديدة وتطوير الخدمات الصحية في جميع أنحاء المملكة، وإطلاق برامج لتعزيز الحماية الاجتماعية وتحسين أوضاع الأسر ذات الدخل المحدود.
ويحرص جلالته على إثراء المسيرة الديمقراطية وتعزيز دور السلطة التشريعية كأساس في البناء الديمقراطي للدولة الأردنية.
وتنطلق الرؤية الملكية في مسارات التحديث الثلاثة: السياسي والاقتصادي والإداري من كونها مسارات متلازمة ومتكاملة، أفضت إلى تعزيز مسيرة الوطن الديمقراطية، وتوسيع مشاركة الشباب والمرأة.
وتحقيقاً لرؤية جلالته في تحسين ظروف ومستوى معيشة المواطنين، صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قانون صندوق الملك عبدﷲ الثاني للتنمية عام 2001، ليكون مؤسسة غير حكومية وغير ربحية تسعى إلى تحقيق التنمية في مختلف محافظات المملكة ومناطقها.
وفي عام 2006 تمت مأسسة المبادرات الملَكية تخطيطاً وتنفيذا في إطار السعي نحو تحقيق التكامل بين الجهود والخطط التنموية الحكومية، بإيلاء جميع المناطق اهتماماً ورعاية، وفي العام ذاته، تأسس مركز الملك عبدﷲ الثاني للتميز؛ بهدف نشر ثقافة التميز.
وأكد جلالة الملك عبدالله الثاني اعتزازه بلقائه الأهل في محافظة العاصمة في 18 كانون الأول 2024، قلب الأردن النابض والحاضن، والشاهدة على مسيرة بناء الوطن، فعمان لها مكانة في قلوب الأردنيين جميعا، تجمع التاريخ والعراقة والحداثة، وهي رمز للسلام والمحبة، وواحدة من العواصم الكبرى.
ويولي جلالته تعزيز مبادئ الحوكمة الرشيدة اهتماما، حرصا على بناء اقتصاد وطني حر، واستدامة التنمية الاقتصادية، ومكافحة الفقر والبطالة، وتوفير مناخ جاذب للاستثمار، وإطلاق مبادرات تهدف إلى تحقيق نهضة اقتصادية.
وتحرص رؤية جلالة الملك على جعل الأردن بوابة للمنطقة في مجالي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتجارة الإلكترونية، وتحويل الأردن إلى مجتمع معلوماتي يتمتع بكل ما تتطلبه تحديات الاقتصاد المعرفي العالمي، لتنعكس الرؤية بوضوح في كلمة جلالته في الجلسة التواصلية في قمة مجموعة السبع في 14 حزيران 2024، بأنه "عند النظر من أقاليمنا على امتداد البحر الأبيض المتوسط، لا يمكننا أن نتجاهل الفرص الهائلة المتاحة لنا لبناء المستقبل الذي تستحقه شعوبنا وتطمح إليه. فيمكننا أن نرى فرص إنشاء شبكات طاقة جديدة وموارد متجددة، وفرص التعاون المتقدم في مجال التكنولوجيا والابتكار، وفرص تحسين نوعية الحياة لجميع المواطنين من خلال الأمن الغذائي وأمن الطاقة، فضلا عن توفير فرص التوظيف والتعليم".
ويولي جلالة الملك، القائد الأعلى للقوات المسلحة، جل اهتمامه بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، ويحرص على أن تكون هذه المؤسسات في الطليعة إعدادا وتدريبا وتأهيلا.
وأشاد جلالته خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الأمن القومي في 7 كانون الأول 2024، بالجهود الكبيرة التي تقوم بها القوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي في الحفاظ على الأمن الوطني وأمن الحدود، مشيرا جلالته إلى الخطوات الضرورية التي تقوم بها لضمان حماية وتأمين الحدود الشمالية.
وتقديرا لدورهم وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن، أنعم جلالة الملك عبدﷲ الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في منطقة الغمر بمناسبة يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، في شباط 2024، بميدالية اليوبيل الفضي على مجموعة من المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى وعدد من الشهداء.
وقال جلالة الملك خلال لقائه مجموعة من رفاق السلاح المتقاعدين: "أنتم رمز الوفاء وقدوة الأجيال المقبلة".
كما جعل جلالته الإعلام والثقافة من المرتكزات الأساسية في رؤيته، لبناء مجتمع متقدم.
ويولي جلالته اهتماما كبيرا بالبيئة والزراعة كجزء لا يتجزأ من تحقيق التنمية المستدامة؛ إذ أطلق العديد من المبادرات التي تهدف إلى حماية البيئة وتعزيز القطاع الزراعي. وشهد العام الماضي إطلاق الأردن استراتيجية وطنية للترويج للمملكة، كمركز إقليمي لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر، وتدشين أول نظام معلومات وطني لإدارة الأمن الغذائي.
وتقديرا لجهود جلالته وإسهاماته في سبيل تحقيق الازدهار للشعوب وتعزيز التغذية وتحقيق الأمن الغذائي في المنطقة والعالم، وخاصة من خلال الجهود الأردنية الإنسانية في غزة، قدمت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لجلالة الملك في الرابع من حزيران الحالي ميدالية "أجريكولا" التي تُعطى تكريما للشخصيات العالمية البارزة والمؤسسات التي تقوم بدور استثنائي في مجال تعزيز الأمن الغذائي والتغذية، والحد من الفقر، وتحقيق التنمية الزراعية والريفية المستدامة.
ويواصل جلالة الملك الجهود المتعلقة بتوحيد الصف العربي، والدفاع عن القضية الفلسطينية، باعتبارها أولوية أردنية هاشمية لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي خضم الأزمة الإنسانية في غزة والضفة الغربية، يبرز تأكيد جلالته في لقاءاته مع قادة الدول وعبر منصات المنظمات الدولية وخطاباته في المحافل الدولية والعربية، على أهمية التحرك العاجل لوقف الكارثة الإنسانية في غزة.
ففي كلمة بالقمة العربية في دورتها العادية الثالثة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في البحرين في 16 أيار 2024 قال جلالة الملك عبدﷲ الثاني: "على الحرب أن تتوقف، وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية لينهي صراعا ممتدا منذ أكثر من سبعة عقود، ونمهد الطريق أمام أبنائنا وبناتنا في أمتنا العربية الواحدة لمستقبل يخلو من الحرب والموت والدمار، ولا بد من حشد الجهود الدولية لضمان عدم الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، أو تهجير الأشقاء الفلسطينيين".
وشدد جلالته على أن الأردن سيواصل حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
كما عقد جلالة الملك عبدالله الثاني في العقبة في 10 كانون الثاني 2024، قمة ثلاثية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث التطورات الخطيرة في غزة والمستجدات في الضفة الغربية.
وعلى الصعيد الدولي، ركز جلالته في كلمته في الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة 24 أيلول 2024 على أنه لا بد من ضمان حماية الشعب الفلسطيني، ويحتم الواجب الأخلاقي على المجتمع الدولي، أن يتبنى آلية لحمايتهم في جميع الأراضي المحتلة".
ويسطر الأردن منذ العدوان على غزة أروع صور التضامن مع الأشقاء الفلسطينيين، من خلال إدخال المساعدات الإنسانية والطبية والإغاثية برا وجوا لقطاع غزة، كما أطلقت المملكة جسرا جويا إنسانيا إلى القطاع.
وهو ما دعا إليه جلالته في كلمته في القمة العربية والإسلامية غير العادية في 11 تشرين الثاني 2024 بكسر الحصار على أهلنا في غزة لإنهاء الكارثة الإنسانية، ووقف التصعيد في الضفة الغربية والاعتداءات على الأماكن المقدسة، التي تضعف فرص السلام وتهدد أمن المنطقة كلها، وإيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية.
ولم يألُ جلالة الملك عبدالله الثاني جهداً على كل المنابر الدولية وفي كل لقاءاته مع قادة العالم لإبراز أهمية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وضمان قدرتها على تأمين الغذاء والدواء وخدمات التعليم والاحتياجات الإنسانية الأساسية الأخرى للشعب الفلسطيني إلى أن يتم حل المشكلة الفلسطينية من جذورها.
ويعكس منح جلالته وسام الاستقلال من الدرجة الأولى العام الماضي لـ (الأونروا) رسالة أردنية للعالم كله بأن هذه الوكالة الأممية جزء من القضية الفلسطينية ولا يجوز المساس بها إلا في إطار الحل النهائي ونيل الفلسطينيين حقوقهم الوطنية غير منقوصة.
وفي إطار جهود جلالته لدعم القضايا العربية وتثبيت أسس الأمن والاستقرار في المنطقة، عُقد، خلال شباط الماضي، لقاء جمع جلالة الملك عبدالله الثاني مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث تجلت خلاله المواقف الشجاعة والثابتة لجلالته إزاء الأزمات المتصاعدة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ورفضه تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وفي تجسيد لقيم الإنسانية والمحبة والسلام، شارك جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، 26 نيسان الماضي، مع قادة وزعماء من حول العالم في مراسم جنازة قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان.
وتواصل جلالة الملكة رانيا العبدالله منذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، جهودها في دعم المبادرات المساندة لرؤية جلالته بمختلف القطاعات، خاصة في مجالي التعليم والتنمية.
وتحافظ جلالتها من خلال تواصلها المستمر مع المواطنين في محافظات الأردن وقراه ومدنه، على رعاية مشاريع وأفكار أبناء وبنات المجتمعات المحلية لتشجيع الريادة النسائية والشبابية في القطاعات الإنتاجية والإبداعية والثقافية.
وتسعى جلالة الملكة إلى دعم كل ما يلبي أولويات المجتمعات المحلية وأفرادها ضمن عمل مؤسسي تحت مظلة عدد من المبادرات والمؤسسات التي تحظى بالرعاية الملكية السامية كمؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، ومؤسسة نهر الأردن، وصندوق الأمان لمستقبل الأيتام، والجمعية الملكية للتوعية الصحية ومتحف الأطفال، ومبادرة مدرستي وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين والمجلس الوطني لشؤون الأسرة.
كما تحرص جلالتها من خلال نشاطاتها الخارجية على إيصال الصوت والموقف الإنساني للأردن وفتح قنوات التعاون والتنمية بين المؤسسات الأردنية والدولية بدور يبني على جهود جلالة الملك ويستند إلى موقف الدولة الأردنية.
وكان صوت جلالة الملكة ودورها الإنساني حاضرا على الساحة الدولية من خلال عدد من اللقاءات، أبرزها مع السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية ميلانيا ترامب تناول الجوانب ذات الاهتمام المشترك كرعاية الأطفال والتعليم.
كما بحثت جلالتها خلال لقاء ودي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أهمية الاستثمار في مشاريع دعم التعليم وحماية الأسرة والأطفال التي تدعمها الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي في الأردن.
وواصلت جلالة الملكة نقل وتوضيح واقع الأوضاع الإنسانية في المنطقة وغزة على وجه الخصوص وتسليط الضوء على مأساة الأطفال والنساء هناك.
وامتد حضور جلالتها الدولي خلال العام الماضي لعدد من الفعاليات والمؤتمرات الدولية رفيعة المستوى كفعاليات منظمة إنقاذ الطفل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك والقمة السنوية لعالم شاب واحد في مونتريال وأعمال الدورة الخمسين من منتدى أمبروسيتي في إيطاليا والذي يستهدف صناع القرار ورواد الفكر والسياسة والإعلام، كما كان لجلالة الملكة حضور بارز في القمة الدولية لحقوق الأطفال التي استضافها الكرسي الرسولي في الفاتيكان، خلال شباط العام الحالي.
وتركز خطاب جلالة الملكة في المحافل الدولية تحت عناوين تحمل دعوات حماية الأطفال وحقهم في الحياة والحماية، والتحذير من خطورة فقدان الثقة بالقانون الإنساني الدولي نتيجة ازدواجية المعايير تجاه الأقليات والمستضعفين، ما يجر العالم نحو حالة من الفوضى.
وضمن جهودها المستمرة لنقل الصورة الوطنية المشرقة تواصل جلالة الملكة رانيا الترويج السياحي للأردن والدعوة لزيارته وعيش تجربة التعرف على إرثه التاريخي والثقافي الغني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجلوس الملكي: عهد يتجدد وأردن ينهض
الجلوس الملكي: عهد يتجدد وأردن ينهض

وطنا نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • وطنا نيوز

الجلوس الملكي: عهد يتجدد وأردن ينهض

د. سعيد محمد ابو رحمه فلسطين ـ غزة في التاسع من حزيران من كل عام، يحيي الأردنيون ذكرى عزيزة على قلوبهم، هي عيد الجلوس مع الملكي، الذي يُصادف تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية ملكًا للمملكة الأردنية الهاشمية في عام 1999، خلفًا للمغفور له الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه. يُجسد هذا اليوم لحظة انتقال سلس وسلسلة من الشرعية الدستورية، ويعبّر عن الاستمرارية في الحكم الهاشمي الذي قام على القرب من الشعب، والتفاني في خدمته، والحرص على استقرار الدولة وكرامة المواطن. عيد الجلوس ليس مجرد مناسبة بروتوكولية، بل هو مساحة وطنية للتأمل في ما تحقق، وفرصة لتجديد الالتزام بمسيرة التنمية والإصلاح. فمنذ اعتلائه العرش، قاد جلالة الملك عبدالله الثاني مراحل متعددة من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية، كما حمل الأردن بثبات في محافل العالم، مدافعًا عن القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وتمثل هذه المناسبة أيضًا تعبيرًا عن التلاحم بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني، حيث تتجلى في فعالياتها صور الولاء والانتماء، ويعلو فيها صوت الله، الوطن، الملك كنداء يجمع الأردنيين حول رمز وحدتهم وضمان أمنهم. إن عيد الجلوس الملكي هو مناسبة للاعتزاز، لكنه أيضًا دعوة للعمل والبناء، لاستكمال مسيرة الوطن بقيادة هاشمية ثابتة، نحو أردن أكثر ازدهارًا واستقرارًا، يكون فيه المواطن شريكًا حقيقيًا في صنع مستقبله. منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، حمل في فكره رؤية إصلاحية واضحة، تمزج بين ثوابت الدولة الأردنية واستحقاقات العصر. فقد عمل على تحديث بنية الدولة، ودعم مؤسساتها، ومأسسة القرار، إلى جانب تبني نهج الحوار الوطني في إدارة القضايا الداخلية. شهدت البلاد في عهده تحولات نوعية، خاصة في مجال تمكين الشباب، وتوسيع المشاركة السياسية، وتعزيز الحريات العامة، فضلاً عن التحولات الاقتصادية رغم التحديات الإقليمية والضغوط الاقتصادية العالمية. ورغم الظروف الصعبة التي أحاطت بالمنطقة، ظل الأردن واحة أمن واستقرار، وهو إنجاز يُحسب للقيادة وللشعب الذي التف حولها. لم يكن الأردن في عهد جلالة الملك منغلقًا على ذاته، بل كان فاعلًا على المستوى الإقليمي والدولي. فقد لعب الملك دورًا محوريًا في الدفاع عن القدس والمقدسات، وفي دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، والتأكيد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967. كما شكّل صوته المعتدل في السياسة الخارجية صوت الحكمة والعقل، داعيًا دائمًا للحلول السلمية، ومحذرًا من خطاب الكراهية والانقسام. إن في عيد الجلوس الملكي، لا يحتفل الأردنيون بمرور الأعوام، بل يحتفلون بإرث من العطاء والتجديد، ويجددون العهد على الوقوف خلف جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله، لمواصلة بناء وطن مزدهر، عزيز، ودائم السيادة. إنه يومٌ لتقدير الإنجاز، وتأكيد الانتماء، ورسم الأمل للمستقبل في ظل قيادة حكيمة جعلت الإنسان الأردني في صلب أولوياتها.

العين د. زهير ابو فارس : مناسبة الجلوس الملكي..استذكار للانجازات.. ووفاء للقائد المفدى!
العين د. زهير ابو فارس : مناسبة الجلوس الملكي..استذكار للانجازات.. ووفاء للقائد المفدى!

أخبارنا

timeمنذ 8 ساعات

  • أخبارنا

العين د. زهير ابو فارس : مناسبة الجلوس الملكي..استذكار للانجازات.. ووفاء للقائد المفدى!

أخبارنا : يحتفل شعبنا هذه الأيام "بباقة جميلة" من المناسبات الوطنية والدينية: منها الاستقلال ؛ وتعريب الجيش ؛ والثورة العربية الكبرى؛ وعيد الجلوس الملكي؛ وعيد الأضحى؛ وتأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم (لأول مرة في تاريخه) إلى المونديال ٢٠٢٦ . وهي مناسبات يتفاعل معها شعبنا بكل حيوية ونشاط وفرح . فالاعياد تعني الفرح دائما، مهما كانت ظروف الحياة ، كونها تعيد الحيوية للفرد والمجتمع، وتساهم في تجديدها وبث روح الأمل في مستقبل زاهر لوطننا وشعبنا ، وهي أيضا فرصة لاستذكار ماضي الآباء والاجداد ، والانجازات التي تحققت، ومسيرة البناء التي اوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن من منجزات وتميز ، وهي فرصة لترسيخ الوحدة مع بلدنا وقيادتنا ، والالتفاف حولها، وتجديد الأمل معها نحو مستقبل افضل لنا ولاجيالنا القادمة، إضافة إلى كونها مناسبة لتعزيز الشخصية الوطنية، أو إن شئتم ، الذات الوطنية. اما احتفالاتنا بذكرى الجلوس الملكي السادس والعشرين ، فهي مناسبة لاستعراض مسيرة الإنجازات المباركة لشعبنا ووطننا في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، وترسيخ حالة الولاء والوفاء للقائد والعرش المفدى ، الذي يقود بلدنا نحو التحديث والتقدم والازدهار. وهنا يمكن التوقف عند أبرز المحطات لهذه المسيرة المباركة: اولا: لقد تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية في ظروف اقليمية ودولية بالغة الخطورة والتعقيد ،ومنها: حرب الخليج ومالاتها ، واحداث الحادي عشر من أيلول ٢٠٠١ وتداعياتها، وتطورات القضية الفلسطينية، وتعقيداتها ، والازمة الاقتصادية العالمية، وانعكاساتها الإقليمية والدولية، و"تسونامي" ما سمي بالربيع العربي، وارتدادته على المنطقة والعالم، وجائحة كورونا التي قلبت العالم رأسا على عقب، وليس آخرها العدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس، إثر أحداث السابع من أكتوبر لعام ٢٠٢٣، والتي نسفت مصفوفة القيم الإنسانية من أساسها، وعرت وافقدت منظومة العلاقات الدولية من هذه القيم ، وجعلتها عاجزة أمام جريمة العصر التي لم تشهد البشرية، في عصرها الحديث ، مثيلا لها، ضد شعب يباد يوميا أمام نظر دول العالم"المتحضر"، الذي فقد قيمه بعد ان تجمدت مشاعره الإنسانية، وأصبح عاجزا عن رفض الظلم والانحياز للعدالة وحق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة. ثانيا: لقد استطاع جلالة الملك التعامل مع مجمل هذه القضايا والتحديات الاستثنائية بحكمة وثبات ورباطة جاش قل مثيلها، ووصل الليل بالنهار للحفاظ على مصالح الأردن العليا، وقيادة سفينة الوطن وسط هذه العواصف العاتية ، إلى بر الأمان، محافظا، في الوقت ذاته، على مواقفه المبدئية الإنسانية النبيلة، منتصرا ومنحازا إلى قيم العدالة والحقوق التاريخية الراسخة للشعوب، وفي مقدمتها، حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وبقي ثابتا على هذه المواقف المبدئية، على الرغم من الأخطار والتحديات الهائلة التي واجهته نتيجة ذلك . بل واستطاع ، ومن خلال نشاطات وجولاته عبر عواصم صنع القرار الدولي، ان يغير الكثير من السردية الاسرائيلية المضللة تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني، ولا يزال يمثل صوت الحق والعدالة ، والقيم الإنسانية الحقيقية، في عالم يعاني من فقدان لهذه القيم ، التي قامت عليها العلاقات الدولية لعقود طويلة. وهذا ما اكسب جلالته احترام وتقدير العديد من دول وشعوب العالم، باعتباره إنسانا حقيقيا وقائدا فذا لا يحيد قيد انملة عن قيم ومبادئ إنسانية لطالما امن بها، وهي المستمدة من رسالة الهاشميين التاريخية- احرار العرب وسادتهم. ثالثا: اما داخليا، فقد بقيت مصلحة الأردن العليا وشعبه الأصيل بوصلة الملك وأولى أولوياته ، التي لم يحد عنها يوما،بل كانت هاجسه اليومي لتوفير الحياة الافضل لابناء وبنات شعبه، محولا، بحنكته الفذة التحديات إلى فرص ،استطاع من خلالها، وفي أصعب الظروف، من تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز، في مختلف مسارات المشروع النهضوي الذي تبناه منذ تسلمه مقاليد الحكم. كما أن مشروع التحديث السياسي والاقتصادي والاداري، وكذا في المجالات الاجتماعية والثقافية والتنموية الأخرى ، الا دليل ساطع على ما نزعم. وهي إنجازات عظيمة لم تأت من فراغ، بل بجهود ملكية جبارة ، يسانده شعبه الأردني المعطاء ، في إطار المشروع الوطني للتحديث والتنمية الشاملة، الذي أطلقه ويقوده جلالة الملك، يساعده في كل ذلك عضده القوي ولي العهد- الفارس الهاشمي النبيل، هذا المشروع الذي يشهد ديناميكيات تجديدية واصلاحية لا تتوقف، للوصول إلى الأردن الانموذج، وفق الرؤى الملكية والنموذج الأردني في الإصلاح التدريجي، المنسجم مع واقعنا وتجربتنا الأردنية الفريدة، بعيدا عن القفزات غير المدروسة. وقد أثبتت تجربتنا صحة هذا النهج الملكي في التحديث والاصلاح،الذي تخضع مخرجاته، بشكل ديناميكي، للمراجعة والتقييم والتعديل. واخيرا، فإن احتفالات شعبنا ودرته- جيشنا الباسل، واجهزتنا الأمنية ، الساهرين على أمنه واستقراره، وحماية منجزاته، الملتفين حول قائدهم المفدى، تمثل مناسبة حقيقية لاستذكار مسيرة الإنجاز والتقدم والبناء المباركة في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده سمو الأمير الحسين في المملكة الهاشمية الرابعة، وهي وقفة لترسيخ الولاء والوفاء للعرش المفدى، وهي تجسيد لتجديد الأمل في بناء مستقبل زاهر للوطن الأردني وشعبه الأصيل ، والسير بخطى ثابتة نحو المستقبل المشرق، ان شاء الله.. ــ الراي

عصام قضماني : عيد الجلوس وهذا البلد
عصام قضماني : عيد الجلوس وهذا البلد

أخبارنا

timeمنذ 8 ساعات

  • أخبارنا

عصام قضماني : عيد الجلوس وهذا البلد

أخبارنا : نحتفل بعيد جلوس الملك عبدالله الثاني على العرش ونتأمل ما مضى ونتطلع إلى ما هو قادم. لكننا في الأثناء نراقب ما يدور حولنا والاهم هو تباين الاراء ووجهات النظر بيد ان اكثر ما يسترعي الانتباه هو الجهد الكبير الذي يبذله الملك للحفاظ على المملكة في ظل هذا الصخب وهذه العواصف وهذه المهددات، وهو أي جلالته يتحمل ويصبر على كل التشكيك وكل الظلم وكل الافتئات. هذا ما فعله المغفور له الحسين طيب الله ثراه فما إن انقشعت العيون حتى تبين للجميع كيف كان الحسين يعض على الجرح ويصبر. حتى تتمكن هذه السفينة من تجاوز المحن والصعاب وترسو قوية عزيزة. على أننا لا نريد أن نصبر في هذه المرة إلى أن تنقشع الغيوم وتتبدد الغيوم ولا نريد أن ينصفنا التاريخ بل سنقاتل من اجل الحقيقة اليوم وليس غدا. أما ما مضى في القريب.. فهذا البلد محدود الموارد والامكانات ما أن يفلت من أزمة حتى تداهمه اخرى وهكذا دواليك لكنه صامد وليس هذا فحسب بل يقدم ما يفوق قدراته ويصبر ويحتسب.. لا يكل هذا البلد عن المحاولة بالأمل والرجاء والجهد والإخلاص لأن ينطلق من عقاله نحو العالم ونحو البناء والإصلاح السياسي والاقتصادي، يناور هنا ويقاتل هناك ويهادن في مكان آخر. قلة الموارد فيه، حولت الإنسان إلى ثروة وهو كذلك قصة نجاح ببزوغ شمسها وسط الغيوم. لماذا الأردن في عيون الناس جميل آمن ومستقر يجترح المعجزات وفي عيون البعض منا ليس كذلك، لعل في إعجاب كثير من شعوب الأرض في قصة نجاحنا، واستقرارنا في صخب الجوار الذي لا يرحم، دروس لنا وعلنا نستمع إلى ما يقولون وعلنا نردد ما يبوحون به من مزايا فينا وفي بلدنا. سيستمر الأردن في سياسة الانفتاح ولن ينغلق على نفسه لكنه سيحتاج بين فترة واخرى إلى التجديد وإعادة ترتيب الأوراق في انتظار استتاب حالة اليقين وسيستأنف مشاريعه وكل أزمة تجعله اقوى.. وقد آن أوان التقاط الأنفاس.. لأن التنمية ستحتاج الى صفاء. كيف نجا الأردن وكيف لا يزال يتنفس بقوة رغم سحب الدخان القاتمة التي تملأ الاقليم, بصراحة أملك إجابة, لكنني أتركها للتأمل. وكل عام والأردن ومليكه وشعبه بخير..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store