logo

مظاهرات لوس أنجلوس.. حملات الترحيل تفجر احتجاجات غاضبة وتوتر سياسي متصاعد

الصباح العربيمنذ 5 ساعات

نفذت فرق الهجرة الفيدرالية، بمساندة عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي المدججين بالسلاح، سلسلة مداهمات منسقة صباح الجمعة في عدد من أحياء لوس أنجلوس ذات الغالبية اللاتينية، وتركزت أبرز العمليات داخل مصنع للملابس بمنطقة الأزياء، حيث دخل الضباط الموقع بهدف تنفيذ أوامر بترحيل عدد من المهاجرين والتحقيق في وثائق عمل مزوّرة، ما أشعل شرارة التوتر.
في غضون دقائق، تجمع العشرات أمام المصنع وبدأت الهتافات تتعالى عبر مكبرات الصوت، إذ حاول أحد المتظاهرين تحذير العمال من التعاون مع السلطات، في وقت واصلت فيه القوات الأمنية عمليات التفتيش، بينما سجل شهود عيان انتشارًا كثيفًا لعناصر مسلحة يرتدون سترات واقية داخل الأحياء المستهدفة.
مشاهد مصوّرة انتشرت بسرعة عبر المنصات الاجتماعية، أظهرت متظاهرًا يقطع الطريق أمام مركبة تقل عددًا من الموقوفين، في حين استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود التي كانت ترفض مغادرة المكان، ما أدى إلى اندلاع موجة من الاشتباكات استمرت يومين كاملين في شوارع المدينة.
ردًا على التصعيد، أمر الرئيس الأمريكي بنشر نحو ألفي عنصر من الحرس الوطني صباح الأحد، في خطوة وُوجهت بانتقادات حادة من مسؤولين ديمقراطيين في كاليفورنيا، حيث وصفها حاكم الولاية غافين نيوسوم بأنها محاولة متعمدة لتأجيج العنف، فيما اعتبرت رئيسة بلدية لوس أنجلوس الإجراء تهديدًا مباشرًا لأمن المجتمعات المحلية.
مع حلول مساء الأحد، تحولت لوس أنجلوس إلى مشهد فوضوي اتسم بأعمدة دخان متصاعدة من سيارات مشتعلة، وأصوات قنابل صوتية تصدح بين المباني، بينما استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين الذين احتموا بالحواجز الإسمنتية في أكثر من نقطة داخل المدينة.
في قلب الأحداث، روت ساديا برافو، وهي حارسة أمن ومهاجرة من الجيل الأول، أن رجال الأمن اقتادوا آباء من داخل قاعات المحكمة تاركين أطفالًا خلفهم، مشيرة إلى أن الظروف التي يواجهها المهاجرون قاسية وغير إنسانية، بينما أعربت عن خشيتها من أن تتحول التظاهرات إلى موجات عنف متصاعدة.
شاركت ماري كاريو في الاحتجاجات برفقة ابنتها الصغيرة، ورفعت الطفلة لافتة تطالب بالمساواة للجميع، بينما أكدت والدتها أنها تمثل صوت أقاربها وأصدقائها الذين يتخوفون من الحضور خشية الترحيل، معتبرة أن السكوت لم يعد خيارًا أمام هذه السياسات.
أعلنت وزارة الأمن الداخلي اعتقال 44 شخصًا في مداهمات الجمعة، ضمن حملة ترحيل تهدف إلى إخراج مليون مهاجر خلال عام، مع التركيز على أماكن العمل، حيث طالت الاعتقالات مناطق بالقرب من متاجر ومرافق تجارية في مدينة باراماونت، ذات الكثافة السكانية اللاتينية.
الاحتجاجات تصاعدت بشكل ملحوظ حول المراكز المؤقتة لاحتجاز المهاجرين، حيث رشق المحتجون المباني بالحجارة وزجاجات المولوتوف، فيما ردت القوات الفيدرالية باستخدام القنابل الغازية والرصاص المطاطي في محاولة للسيطرة على الوضع.
امتدت التظاهرات إلى يوم السبت، وشهدت مواجهات عنيفة استخدم فيها المحتجون الألعاب النارية والعربات المتنقلة لإغلاق الشوارع، كما رفع بعضهم أعلام المكسيك فوق سيارات مشتعلة، في مشهد غير مسبوق من حيث الحدة والاتساع.
المسؤولة عن الأمن الداخلي كريستي نويم نشرت تغريدة أكدت فيها عزمها على مواصلة العمليات، فيما أعلنت الإدارة الفيدرالية أن قرار نشر الحرس الوطني جاء دون تنسيق مع الحاكم المحلي، وهي الخطوة الأولى من نوعها منذ أكثر من نصف قرن، مما يؤكد الطابع السياسي للتصعيد.
المتحدثة باسم البيت الأبيض صرحت بأن سياسة الإدارة الحالية تقوم على الحزم مع كل من يواجه قوات الأمن بالعنف، في وقت يرى فيه مراقبون أن هذا النهج قد يؤدي إلى توسع دائرة الاحتجاجات على مستوى الولايات الأخرى.
من بين الأصوات المتظاهرة، حذر فيتالي نيفيس من أن نشر القوات قد يدفع إلى انتفاضة أوسع تتجاوز حدود كاليفورنيا، داعيًا إلى رفض عسكرة التعامل مع الحراك الشعبي.
شرطة كاليفورنيا أكدت أن التظاهرات بدأت تخرج عن السيطرة بعد ثلاثة أيام من اندلاعها، ودفعت بمزيد من وحدات الحرس الوطني إلى شوارع لوس أنجلوس لاحتواء الاحتجاجات، التي جاءت عقب إعلان الرئيس عزمه ترحيل أعداد غير مسبوقة من المهاجرين وإغلاق الحدود الجنوبية.
الإجراءات الأخيرة طالت أيضًا حملة الإقامة القانونية، ما زاد من غضب السكان المحليين، لا سيما في مدينة يسكنها عدد كبير من المهاجرين أو أبنائهم، وتدار من قبل مسؤولين ديمقراطيين يعارضون نهج الإدارة الاتحادية.
مساء الأحد، أظهرت لقطات استخدام الشرطة للخيول أثناء محاولات فض التظاهرات، وسط هتافات منددة بالسياسات الحكومية، بينما رُشق الضباط بالحجارة والزجاجات من قبل المحتجين في أكثر من منطقة.
في تلك الأثناء، نظم حزب الاشتراكية والتحرير وقفة أمام مبنى البلدية، بينما أغلق محتجون الطريق السريع 101 في قلب المدينة، ورفعوا لافتات رافضة لترحيل المهاجرين ومنددة بالأساليب الأمنية المتبعة.
تزامنًا مع الأحداث، اندلع حريق في عدة سيارات ذاتية القيادة تعود لشركة Waymo قرب مركز احتجاز في وسط المدينة، بحسب صور التقطتها وكالات الأنباء، ما يعكس تصاعد أعمال العنف المرافقة للاحتجاجات.
شرطة المدينة أكدت خلال مؤتمر صحفي تنفيذ سلسلة من الاعتقالات شملت 10 محتجين يوم الأحد و29 آخرين مساء السبت، متهمة المشاركين في التظاهرات بالتسبب في اضطرابات وخرق النظام العام.
من جانبه، وجّه حاكم كاليفورنيا انتقادات حادة للإدارة الفيدرالية، معتبرًا أن نشر الحرس الوطني تم دون سند قانوني، ويمثل تعديًا صريحًا على صلاحيات الولاية، مضيفًا أن هذه الخطوات تعكس نهجًا سلطويًا بعيدًا عن المعايير الدستورية.
نيوسوم كتب في منشور على "إكس" أن إدارة ترامب تعمدت إرسال القوات لإثارة الفوضى، مؤكدًا أن السلطات المحلية لم تطلب أي دعم أمني، بل فوجئت بتحركات غير منسقة زادت من تفاقم الوضع الميداني.
الرئيس الأمريكي من جهته طالب باتخاذ إجراءات صارمة بحق المتظاهرين، داعيًا قادة الأمن إلى فرض النظام ومعاقبة من وصفهم بـ"المجرمين"، وأكد أن أي تهديد للبلاد سيقابل برد قوي لا تهاون فيه.
القيادة الشمالية الأمريكية أعلنت عن نشر 300 عنصر من الحرس الوطني لحماية المرافق الفيدرالية، بينما خصص مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة قدرها 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات عن أحد المحتجين المتورطين في إصابة ضابط خلال المواجهات.
في خضم التوتر، صرّح وزير الدفاع بأن البنتاغون يدرس نشر قوات عاملة في حال تواصلت أعمال العنف، بينما اتهمت عمدة المدينة إدارة ترامب بإشعال التوتر، داعية إلى احتواء الغضب الشعبي دون الانجرار نحو الفوضى المتصاعدة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أردني يعرض شراء سيارة ترامب التسلا الحمراء
أردني يعرض شراء سيارة ترامب التسلا الحمراء

البشاير

timeمنذ 29 دقائق

  • البشاير

أردني يعرض شراء سيارة ترامب التسلا الحمراء

عرض مواطن أردني شراء سيارة ترامب التسلا الحمراء نوع S-Type، وقام بمخاطبة الرئيس الأمريكي مباشرة عبر بوابة الموقع الرسمي للبيت الأبيض. وفي حال تمت الموافقة على عملية البيع سيتم شحن السيارة الى الأردن، ودفع الرسوم الجمركية والضرائب ورسوم تسجيلها وترخيصها حسب الأصول. يذكر بأن السيارة موجودة الآن عند بوابة البيت الأبيض، وتم شراؤها من قبل الرئيس الأمريكي ترامب قبل حوالي الثلاثة أشهر في خطوة وصفت في حينه بالترويج لصناعات حليفه أيلون ماسك، مالك العلامة التجارية لسيارات تسلا. وكانت وسائل إعلام أمريكية تداولت تقارير حول ما سيفعله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيارة تيسلا التي اشتراها في مارس الماضي، بعد اندلاع الخلاف مع رجل الأعمال إيلون ماسك. ونقلت قناة 'إيه بي سي' عن مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية قوله: 'ترامب يدرس إما التبرع بها أو بيع سيارة تيسلا الحمراء التي اشتراها لدعم ماسك'. وكان ترامب قد كشف في مارس الماضي عن قيامه بشراء سيارة تيسلا – موديل إس حمراء، حيث عرض ماسك على الرئيس الأمريكي حينها كافة موديلات شركته. واشتعل الخلاف بين الطرفين يوم الخميس بعد انتقاد ماسك لمشروع الميزانية الذي اقترحه ترامب ووصفه بأنه 'إجراء مقزز'، ودعا رجل الأعمال إلى 'إسقاط مشروع القانون'، ليرد عليه ترامب بالتعبير عن خيبة أمله منه قائلا إنه 'قدم له الكثير'، قبل أن تأخذ الأمور منحى آخر، حيث قال ماسك أنه هو من ساعد ترامب على الفوز بالرئاسة وأن الجمهوريين حصلوا بفضله على الأغلبية في مجلسي الكونغرس. وأدت هذه المشادة إلى هبوط حاد في أسهم شركة تيسلا بنسبة 14% خلال تداولات يوم الخميس، قبل أن تعاود الارتفاع بنحو 5% في افتتاح تعاملات يوم الجمعة مستردة بذلك ثلث خسائرها.

حاكم كاليفورنيا يقاضي ترامب بسبب إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس
حاكم كاليفورنيا يقاضي ترامب بسبب إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس

بوابة الفجر

timeمنذ ساعة واحدة

  • بوابة الفجر

حاكم كاليفورنيا يقاضي ترامب بسبب إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس

أعلن حاكم كاليفورنيا أنه سيُقاضي الرئيس دونالد ترامب بسبب قراره إرسال الحرس الوطني إلى لوس أنجلوس وسط الاحتجاجات ضد سياسة الهجرة. وكتب الحاكم غافين نيوسوم عبر منشور في موقع التواصل الاجتماعي: "هذا بالضبط ما أراده دونالد ترامب. أشعل فتيل الأزمة، ثم حاول بشكل غير قانوني إضفاء طابع فيدرالي على الحرس الوطني. الأمر الذي وقّعه لا يقتصر على كاليفورنيا فحسب، بل سيمنحه القدرة على دخول أي ولاية والقيام بالشيء نفسه. نحن سنقاضيه". وفي وقت سابق، وخلال مقابلة مع قناة MSNBC، صرّح الحاكم بأنه يعتزم مقاضاة إدارة ترامب بسبب نشر الحرس الوطني الأمريكي لقمع الاحتجاجات في كاليفورنيا. وأضاف أن ضباط إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية لم ينسقوا إجراءاتهم معه. وتحولت حملة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) للكشف المهاجرين غير الشرعيين في وسط لوس أنجلوس يوم 7 يونيو إلى مواجهات مع المحتجين. وفي نفس اليوم، هدد حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم بأن الولاية قد تمتنع عن دفع الضرائب الفيدرالية ردًا على التخفيضات المحتملة في التمويل الفيدرالي من إدارة ترامب. وفي 8 يونيو، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أنه سيتم نشر قوات الحرس الوطني البالغ عددها ألفي فرد في المدينة بسبب الاحتجاجات. وذكرت الشرطة في بيان نشر على منصة "إكس": "حاول سائقا دراجتين ناريتين اختراق الحواجز عند تقاطع ألاميدا وتيمبل. وأصيب شرطيان جراء الاصطدام. تم اعتقال السائقين، ويتم تقديم الإسعافات للشرطيين المصابين في المكان". كما أفادت الشرطة بأن المحتجين أغلقوا الطرق وأشعلوا النيران في السيارات. وتعمل فرق الإطفاء على الوصول إلى موقع الحريق. واعترفت السلطات بأن هذه الاحتجاجات هي تجمع غير مرخص. وتُعتبر كاليفورنيا معقلا تقليديا للحزب الديمقراطي، وقد انتقدها ترامب مرارا. وكانت إدارة ترامب قد ألغت سابقًا مشاريع لمنع الفيضانات بقيمة 126.4 مليون دولار، وانتقدت إجراءات حكومة كاليفورنيا في مكافحة حرائق الغابات. و وعد ترامب في أول خطاب له كرئيس للولايات المتحدة رقم 47 في يوم تنصيبه في 20 يناير، بوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين فورا وبدء عملية ترحيل الملايين منهم. كما أعلن حالة الطوارئ الوطنية بسبب الوضع على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة

البيت الأبيض يؤكد توظيف مزيد من الأمن إثر أحداث لوس أنجلوس
البيت الأبيض يؤكد توظيف مزيد من الأمن إثر أحداث لوس أنجلوس

الدستور

timeمنذ ساعة واحدة

  • الدستور

البيت الأبيض يؤكد توظيف مزيد من الأمن إثر أحداث لوس أنجلوس

قال البيت الأبيض إن أعمال الشغب في لوس أنجلوس تؤكد الحاجة الملحة لتوظيف المزيد من عناصر الأمن وأجهزة الهجرة، حسبما ورد في نبأ عاجل لفضائية 'القاهرة الإخبارية'. وشهدت المدينة التابعة لولاية كاليفورنيا السبت ولليوم الثاني على التوالي اضطرابات كبيرة، إذ اشتبك سكان منطقة ذات أغلبية لاتينية مع عملاء فيدراليين من إدارة الهجرة والجمارك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store