
"Forward": لماذا أطلقت "إسرائيل" اسم "الأسد الصاعد" على حربها ضد إيران؟
موقع "Forward" الإسرائيلي ينشر مقالاً يناقش الاستخدام الديني للخطاب في السياسة الإسرائيلية، وتحديداً في سياق الحرب على إيران، مركّزاً على اقتباس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لآية توراتية في الاسم الذي أطلقه على عدوان "إسرائيل" على إيران.
النص يُسلّط الضوء على كيفيّة توظيف نتنياهو الرموز الدينية والتوراتية لبثّ روح المعركة وتبرير الصراع، وسط انقسام داخلي حول معنى هذه الرموز وكيفيّة ترجمتها إلى أفعال سياسية وعسكرية.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرّف:
"إنها حربنا.. حرب وجود" قال نتنياهو قبل ستة أسابيع، وسأل: ما هي الآية التي تُناسب حرباً وجودية؟ أجاب: "ربما تكون من سفر العدد: "هوذا شعب يقوم كلبوة ويرتفع كالأسد".
الآية المحدّدة هي سفر العدد 23-24. اقتبس نتنياهو الجزء الأول منها.
في ذلك الوقت، بدا أنّ نتنياهو يشير إلى حرب حماس المستمرة، وهذا ليس بالأمر الجديد. أما الآن، فيُعيد الصحافيون مشاهدة مقاطع فيديو من خطاب نتنياهو.
لكلّ عملية عسكرية إسرائيلية اسم، ويُطلق على الهجوم على إيران الآن اسم "عام كلافي"، أي "شعب كالأسد"، وهي الصيغة التي استخدمها نتنياهو بالضبط قبل ستة أسابيع. وتُشير المنشورات الإنكليزية الآن إلى العملية باسم "الأسد الصاعد".
لكن ماذا تعني العبارة هذه تحديداً؟
إنّ صورة الأسد الصاعد المتعطّش للدماء هي استعارة شائعة للشجاعة القتالية في الشعر التوراتي وغيره من شعر الشرق الأدنى.
ولكن بينما اقتبس نتنياهو نصف آية، فإنّ الآية كاملة تستحقّ التمعّن فيها؛ ها هي في ترجمة:
"هوذا شعب ينهض كالأسد، ويقفز كملك الوحوش، ولا يهدأ حتى يأكل الفريسة ويشرب دم القتلى".
18 حزيران 13:58
18 حزيران 12:34
نهاية هذه الآية صادمة.
ومع بدء العملية، خطّ نتنياهو آية الأسد على ورقة ووضعها بين أحجار الحائط الغربي. انتشر هذا النص الورقي على مواقع التواصل الاجتماعي ومحادثات واتسأب. وقد حلّلت مقالات الرأي في الصحف الإسرائيلية هذه الآية وأهميتها السياسية المحتملة.
من المهم الإشارة إلى أنّ المفسّرين، على مرّ القرون، قد فهموا هذه الآية مجازياً لا حرفيّاً.
يقول راشي، المفسّر العظيم في القرن الحادي عشر، إنّ من يستيقظ من نومه لتلاوة صلاة الفجر، يكون شجاعاً كالأسود في انتزاع الوصايا، أي "ارتداء الطاليت، وقراءة الشمع، ووضع التيفيلين".
هذا التفسير للآية غير عسكري تماماً.
وفي الآونة الأخيرة، سلّط الحاخام شيفرون شيلوه الضوء على هذه الآية في افتتاحية عام 2024 للقناة السابعة الإسرائيلية حول تجنيد الحريديم في "الجيش". يشير الحاخام شيلوه إلى أنه وفقاً للمعنى الحرفي للكلمة، فإنّ هذه الآية تتعلّق بالقوة العسكرية، وتتعلّق بالوفاء بالوصايا.
كتب الحاخام شيلوه: "يا إخواننا الحريديم، نحن بحاجة إليكم". "إذا كنتم لا تعلمون أنه يجب عليكم الآن الانضمام إلى المجهود الحربي، فسيبلغ السيف كلّ مكان".
يكتب شيلوه أنّ الخدمة العسكرية واجبة، وأنّ قصر مدة الخدمة لا يعني بالضرورة عدم القدرة على دراسة التوراة بشكل مرموق. ويضيف شيلوه أنّ الاستراتيجية السابقة التي روّج لها القادة العسكريون، وهي "جيش صغير وذكي"، لم تعد ممكنة.
بينما يُهدّد بعض الزعماء الدينيين بإسقاط الحكومة بسبب الخدمة العسكرية الإلزامية للحريديم، لا تزال هناك أصوات داخل المجتمع الديني الإسرائيلي تُصرّ على أنّ التوراة تُلزم بالخدمة العسكرية، والمثير للدهشة أنهم يستخدمون الآية نفسها التي اختارها نتنياهو لإثبات وجهة نظرهم.
من الواضح أنّ صورة الأسد هي محاولة لتقوية "إسرائيل" المُنهكة من الحرب وهي تُحارب دولة إيران، وليس منظّمة.
لذا، ربما ليس من المُستغرب رؤية صور الحيوانات من جميع الجهات.
"مثل الأسد" له معنى حرفي، ومعانٍ مجازية كثيرة النقاش. ومن يدري، ربما يستحضر نتنياهو كلّ هذه المعاني في سعيه للبقاء في السلطة في وقت بالغ الخطورة.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 31 دقائق
- الميادين
السيد السيستاني يحذّر من استهداف قادة إيران: ينذر بعواقب بالغة السوء على المنطقة
جدّدت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، اليوم الخميس، إدانتها الشديدة لاستمرار العدوان العسكري على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأي تهديد باستهداف قيادتها الدينية والسياسية العليا. وفي بيان صادر عن مكتب المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، حذّر من أنّ القيام بخطوة إجرامية من هذا القبيل، "لا يمثل فقط تجاوزاًُ واضحاً للمعايير الدينية والأخلاقية، وانتهاكاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية، بل ينذر أيضاً بعواقب بالغة السوء على أوضاع المنطقة برمّتها. اليوم 04:36 اليوم 01:45 وأشار البيان إلى أنّ مثل هذه التصرفات قد تؤدي إلى "خروج الأوضاع عن السيطرة بالكامل، واندلاع فوضى عارمة تزيد من معاناة شعوب المنطقة، وتلحق أضراراً جسيمة بمصالح الجميع". ومن هذا المنطلق، ناشد مكتب السيد السيستاني جميع الجهات الدولية الفاعلة، ودول العالم ولا سيما الدول الإسلامية، ببذل أقصى الجهود من أجل وقف هذه الحرب الظالمة، والسعي لإيجاد حلّ سلمي عادل للملف النووي الإيراني، يستند إلى قواعد القانون الدولي. ويواصل الاحتلال عدوانه على إيران، منذ 13 حزيران/يونيو 2025، والذي ترد عليه طهران ضمن عملية "الوعد الصادق 3"، مستهدفةً مواقع عسكرية واستراتيجية إسرائيلية. وكانت الحكومة العراقية، قد أكّدت في وقت سابق، رفضها القاطع لاستخدام أجوائها في هجمات الاحتلال ضد إيران ودول الجوار، مطالبةً واشنطن بتحمّل مسؤولياتها بموجب الاتفاقيات الثنائية.


الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
صراع إيران وإسرائيل: من الأسطورة إلى الجغرافيا السياسية
هكذا يستحيل فهم الخطاب الإيراني المعاصر، وسلوك طهران، من دون استحضار الذاكرة الرمزية العميقة التي تشكّلت في والوجدان الجمعي الفارسي، التي تُعبّر عنها ملحمة «الشاهنامة» الشعرية ببلاغة لا تضاهيها أي وثيقة سياسية. في ملحمة الفردوسي، التي تعود إلى القرن العاشر، يخرج الحدّاد «كاوه» من عتمة القهر، ليقود ثورةً شعبية ضدّ الملك الضحّاك، الطاغية الذي كان يغذّي أفاعيه بأدمغة الشباب، في استعارة صارخة للطغيان الذي لا يكتفي بالهيمنة بل يتغذّى على وعي الأجيال. لم يكن كاوه نبيّاً ولا أميراً، بل كان رمزاً للصوت الشعبي حين يغدو الصمت خيانة. وقد رُفِع حزامه الجلدي رايةً للثورة، وتحوّل لاحقاً إلى عَلَم الأمة الفارسية الناهضة. من خلال هذه النظرة الأسطورية، تُقدِّم الجمهورية الإسلامية نفسها منذ 1979 بوصفها امتداداً رمزياً لذاك الحداد الثائر، الذي يواجه قوى «الهيمنة والشر» المتمثلة في الخطاب الإيراني بالولايات المتحدة، ثم بإسرائيل، ثم بأذرع «الفتنة الداخلية». أمّا إسرائيل فتُصوَّر في هذا الخطاب لا كدولة ذات مصالح، بل كـ «ضحّاك حديث» يمتد إلى وعي الأمة ودمها، عبر الحروب، الاغتيالات، العقوبات، والتطبيع. وفي الملحمة نفسها تبرز مأساة سهراب، الابن الذي يُقتَل على يَد أبيه من دون أن يعرف أحدهما الآخر، فتكتسب دلالاتٍ متجدّدة. في كل حربٍ بالوكالة، من العراق إلى اليمن، ومن سوريا إلى فلسطين، يسقط آلاف من «السهراب»، الذين دُفعوا إلى ساحات القتال تحت رايات لم يفهموها تماماً، كأنّ سهراب لم يُقتل مرةً واحدة، بل يُقتل كلما دخل الإخوة حرباً لا يُدركون مَن أشعلها ولا لماذا يموتون فيها. في واقع الأمر، لم يَعُد الصراع بين إسرائيل وإيران مجرّد مواجهة عسكرية أو استخباراتية. لقد تحوّل إلى مواجهة رمزية بين سرديّتَين من مشرق الأساطير: - سردية فارسية ترى في نفسها حارسةً للهوية ومقاومةً للهيمنة. معطوفة على سردية معركة خَيبَر التي أشار إليها المرشد الخامنئي بقوله اليوم «باسم حيدر تبدأ المعركة، علي يعود إلى خَيبَر بذو الفقار». - وسردية إسرائيلية ترى في إيران تهديداً وجودياً يتجاوز الأمن العسكري إلى بنية الفكرة اليهودية. فإسرائيل تُعيد صياغة صراعها مع إيران ضمن رواية دفاعية حضارية ضدّ ما يُعتبَر «مشروعاً إمبراطورياً جديداً»، في استعادة لأسطورة داؤد وجالوت. في هذا السياق، تُستحضَر الأساطير لا بوصفها قصصاً ماضية، بل بوَصفها بنية تحتية للخطاب السياسي نفسه. المقلق أنّ هذه الرموز تتحوّل إلى مبرّرات سياسية فتقفل أبواب العقل، وتفتح أبواب الدم. ألم يستخدم نتنياهو في خطاباته خلال حرب 7 تشرين الأول 2023، إشارات دينية وتوراتية لتعزيز شرعية العمليات العسكرية ضدّ قطاع غزة؟ تحدّث مراراً عن الصراعات التاريخية والدينية، مُستحضراً رموزاً من التراث اليهودي. فقال: «كما يقول الكتاب المقدس: وقت للسلام ووقت للحرب. هذا هو وقت الحرب ضدّ أعداء إسرائيل». في 28 تشرين الأول 2023، خلال إعلان بدء الهجوم البري على غزة، أشار نتنياهو إلى أنّه «يجب أن تتذكروا ما فعله العماليق بكم». هذه الإشارة إلى شعب «العماليق» مصدرها التوراة، حين يُطلَب من بني إسرائيل محاربة هذا الشعب، وقد استخدمها نتنياهو لتصوير الصراع كجزء من صراع تاريخي طويل الأمد. في هذا الشرق المُتعب بالأساطير، ليس السؤال: «مَن يربح؟» بل السؤال: «مَن سيكسر الحلقة، ويمنع تكرار الأسطورة بمآسٍ جديدة؟».


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
وسائل إعلام إسرائيلية: سماع دوي انفجارات في تل أبيب
التالي إذاعة الجيش الإسرائيليّ: إيران تطلق أكبر دفعة صواريخ خلال الساعات الـ48 الماضية وتضم نحو 20 إلى 30 صاروخًا