
الأم بي سي: ما تُريكم إلاّ ما ترى؛ فهل تَهدِيَكُمْ سبيلَ الرشاد؟!!
نحن اليوم، نعيش هذا الواقع المزيف من قبل صانعي الصورة ومن وراءهم من الماسونية العالمية، التي باتت تزيّف الواقع للمخاطبين، وتجعلهم يعيشون في عالمٍ بأبعاد مرسومةٍ مسبقاً تسهل قَودَ القطيع نحو الاتجاهات التي ترتأيها المراكز الماسونية الغربية...
بادئ الامر، كما ترون، العنوان مستقىً من القرآن الكريم ــ الآية 29 من سورة غافر قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ .
كنا قد تحدثنا بالامس القريب عن (فنانيس الأم بي سي) في مقالنا الفائت ((هل سرقت منا (فنانيس الـ أم بي سي ) شهر رمضان بالفعل؟!! ))، وكيف ان (مجموعة قنوات الام بي سي) تمكنت من فرض اجنداتها التعريفية على الشهر الفضيل، وكيف افلحت في استبدال الرموز التأريخية المعهودة كالهلال، وصور ورسوم صفحات القرآن الكريم، والمسبحة، وسواها من الدلالات البصرية الاخرى للمعطيات الروحانية لشهر رمضان الفضيل، إستبدلتها بتمثُّلَاتِهَا الغرافيكية البصرية (الفنانيس).
وقد أبدينا بوضوحٍ تامٍ حجمَ التأثير على ملايين المتلقين في ارجاء العالم الإسلامي، حتى تمكنت تلك المجموعة من القنوات الفضائية من إحداث الاستجابة المطلوبة لها لدى المخاطبين طيلة اكثر من عقدٍ من السنين، وذلك عبر استمالتهم بواسطة تلك المؤثرات البصرية الغرافيكية (الانيميشنية ــ إذا جاز التعبيرــ)، حتى باتت مُتَقَبَّلةً مطلوبةً بشوقٍ خلال المواسم الرمضانية.
ولا غرو أنّ مُنَظِّري الام بي سي ــ المُندَكّين في المسار الماسوني ــ استطاعوا بما لديهم من (سحرٍ) بصريٍ ان يَسلَخُوا من ادمغة القوم الجَنبَةَ الروحيةَ لشهر رمضان، حتى غدى لا فضيلَ ولا مباركَ ، بل غدى في كل عام، شهراً (أم بي سي)ــــــاً بإمتياز.
ولعلنا سنحاول جُهدَاً من التفكيك في هذه العُجالة لبعضٍ من اشكال (الإلقاء والتلقين في اللاواعي) او ما يسمى بـ(الاقناع البصري) الذي تستخدمه وتتخذُهُ (مجموعة قنوات الأم بي سي) كإستراتيجيةٍ في (إستمالة القطيع)، وبالتالي إحداث التأثير المطلوب فيهم مرحلياً ، وصولاً لقَودِهِم بنهاية المطاف لِتَقَــبُّــلِ ما لم يكن يتقبلونه في الماضي، وان تَطَلَّبَ ذلكَ الامرُ ردحاً طويلاً من الزمن، بل ربما استغرق الامرُ زمنَ جيلٍ كاملٍ، كما رأينا في موضوعة (الفنانيس) التي تم تخليقها بداية عام 2015 فنجحت استراتيجيتهم نجاحاً منقطع النظير.
وعلى ما يبدو فإنَّ التأثيرَ البصري وجهودَ التلقين في اللاوعي قد أحدَثَتْ التأثيرَ المطلوب لدى المُتلَقّين، فباتوا مذعنين منصاعين، فما رأينا القومَ إلاَّ وأصنامُ (الفنانيس) تقبعُ في زواياهم الرمضانية بالمنازل مُجَسَّدَةً بثلاثةِ ابعادٍ ، بهيئةِ مجسماتٍ وتماثيلَ وأصنامَ ماثلةً للعيان، فإذا هي تُباعُ وتشترى في معظم المتاجر وبأثمانٍ ليست بالزهيدة في أحيان، فضلاً عن أنَّهُ يُنظَرُ إليها بتحببٍ وشغفٍ وهي جامدة بأركان المنازل تارةً، وبلهفةٍ وشوقٍ تارةً أخرى وهي متحركةٌ نشطةٌ دؤوبةٌ في شاشات الهواتف الذكية والتلفاز والأجهزة اللوحية.
لنعد لموضوعة (تفكيك المرأى البصري لبعض طروحات الفنانيس)، ففي احد الفواصل المقدمة لهذه الفنانيس (وهذا رابطه على اليوتيوب):
https://www.youtube.com/watch?v=j2mk5kEG0S4
يجتاز (الرجل البدين) حديقةً غناءَ على ميسرتها وميمنتها بركتي ماءٍ يتوسطُ في اليسرى منها (تمثالُ حوتٍ) ربما في إشارةٍ لإجتياز الرجل لمضيقٍ بين محيط وبحر (سندرك ماهيته لاحقاً)، ليدخلَ قصراً فخماً يوحي شكلُهُ الخارجي بأشكال الجوامع او المساجد، لما له من صفاتها كالمنائر المرافقة لقباب المساجد، ولكنَّ الشكلَ العام للقصر من الخارج يَشي بأنَّه كان قلعةً في السابق، ثم إستُكملَ البناءُ عليها لاحقاً لإنشاء ما يُشبه المنائر، وعلى ما يبدو يستبطن الامر إيحاءاً بـــ (غزو المسلمين للأندلس وفتحها) والذين حولوا بالفعل بعض الكنائس والقلاع الاسبانية والأوروبية الى مساجد خلال العصر الاندلسي، ولعل في ذلك اشارةً ممن هم وراء (الأم بي سي) الى عدم نسيان الثأر التأريخي من المسلمين (واحتلالهم لاجزاء من أوروبا في القرون الماضية).
على اية حال، يدخل الرجل البدين هذا القصر الفخم الشبيه بالمسجد، وهو من الداخل يُظهرُ طرازاً شبيهاً بطراز الكاتدرائيات المسيحية (في تأكيدٍ بأنَّ هذا المبنى كان كنيسةً او كاتدرائيةً في الماضي)، وهو موشىً بالستائر الجميلة، وباحته خالية تماماً إلا من عددٍ كبيرٍ من (مرايا المرح) وهي مرايا مُمَوِّهة تغيرُ الصورةَ المنعكسة للشخص، كالتي نراها عادةً في مدن الألعاب والملاهي، ربما في اشارة الى نجاح الغرب في صناعة (إسلامٍ بصفاتٍ غربية، ومفصل وفقاً للمقاسات الغربية ومفرغاً من محتواه الحقيقي).
المهم، يلتفت (الرجل البدين) ناظراً صورته المنعكسة في إحدى المرايا لتظهر له شكله الحقيقي البدين، ثم يلتفت الى مرآةٍ أخرى فتشوّهُ له وجهه فيستغرب ذلك، ثم يلتفت لأخرى تظهر له حجمَ بطنهِ العظيمة، فيطرق الرجل البدين بإحباطٍ ويأسٍ شديدين من مظهره البدين غير المرغوب.
ثم يلتفت الرجل الى يساره، ليجدَ إحدى المرايا تخفي له سمنته وبدانته المفرطة، وتُظهرُ له صورة جسمِه بهيئةٍ رشيقةٍ ومتناسقةٍ، فينتابه الفرح والسرور الكبيرين لهذا المرآى (المزيف طبعا) والمجانب للحقيقة والواقع، إذْ أنَّ تلك المرآة أخفت عيوبه الظاهرية المتمثلة بالبدانة المفرطة وعظم بطنه. حينها يقرر الرجل البدين ان يأخذ هذه المرآة الخادعة الى منزله إستحباباً للمرآى الزائف لشكله الذي تظهره له، فينطلق بها مسروراً صوب منزله.
يصل الرجل الى غابة يتوسطُها منزلُه، والملفت أنَّ منزلَ الرجل البدين يتكون من جزءٍ كرويٍ يخفي على ميمنته جُزءاً كروياً آخر مشابهاً له، وهو ملتصقٌ بالاول، فيما تنتصب المدخنة بشكلٍ مائلٍ في مؤخرة الجزئين الكرويين من المنزل وبشكلٍ لا يفترق أبداً عن شكلِ (الأعضاء التناسلية الذكرية) والقضيبُ في حالة الانتصاب، في إيحاءٍ واضحٍ جداً بأن الرجل البدين – المفترض أنَّه يمثلُ رجال المجتمع الاسلامي - هو حبيسٌ في إطار (الشبق والجنس والشهوة)، وأنْ لا هَم له سواها، حتى غدت الشهوة والجنس هما بيته الذهني والواقعي معاً.
وبالطبع، هذا هو التصور النمطي الذي يزرعهُ الغرب (الماسوني) للشخصية المسلمة، وللرجل المسلم او العربي في إذهان الغربيين، إذ انهم يظهروه على الدوام - سواءٌ في السينما او في رسوم الكاريكاتور او في الاعلام وغيره- على أنَّهُ شخصٌ شبقٌ وجنسيٌ لا هَمَّ له في الحياة سوى ممارسة الجنس بإفراط ونيل اللذة والشهوة لا غير.
والملفت ايضاً، أنَّ نافذة منزل الرجل البدين (الشبيه بالأعضاء التناسلية الذكورية) رسمت بصورة ثمرة يقطين محفورة، يتوسطها صليب، في اشارة واضحة الى الرمزية الغربية للخصب والتكاثر، فضلاً عن الايحاء بانَّ الرجل البدين هو رجلٌ خرافيٌ وأرواحيّ يستخدم، ففي الثقافة الغربية القديمة تستخدم (ثمرة اليقطين المحفورة والمضاءة بنار الفحم) كتعويذة لطرد الارواح الشريرة، فضلاً عن أن اليقطين المحفور والمضاء يستخدم في الثقافة الاميركية بمعنى الترحيب بالأطفال الذين يرتدون اغطية رأسٍ او اقنعةٍ سخيفةٍ ومفضوحة.
وفوق هذا وذاك يبدو منزل الرجل البدين بشكله الكلي وكأنه يرتدي قلنسوة كبيرة تغطيه شبيهة بقلنسوة المتصوفين، في إشارة واضحة الى الفهم الغربي في العصور القديمة لـ(قلنسوة الصوفيين) بأنها (القبعة الطويلة المصنوعة بشكل يشبه العضو التناسلي الذكري، وباعتباره عضواً مقدساً وفق الفهم الغربي القديم، إذْ أنَّهُ شعارٌ للفحولة لكونه كان يغطي رؤوس الآلهة الذكور)، ناهيك عن إرتباط قبعة التصوف وفق بعض المفاهيم الغربية الاخرى بالخرافة والشعوذة.
ومن مجمل هذه الدلالات الموضوعة، يتقصّد، ويتعمّد، صانعو هذا الفاصل الغرافيكي عبر إيحاءاتهم للقول: بـأن الرجل المسلم او الرجل العربي او الشرقي، هو رجل لا هم له سوى الجنس ونيل الشهوة، وانه لا عقل له ولا حكمة يتمتع بها، لكونه مازال حبيسَ هذا الشعور البوهيمي الحيواني المتسافل.
على اية حال، نكمل الفاصل الغرافيكي، يدخل الرجل منزله، ليضع بسرورٍ بالغٍ (المرآة المحتالة المُمَوِّهَة) في أحد أركان منزله، لينطلق مستعرضاً صورته المزيفة وعضلاته الخيالية التي تعكسها هذه المرآة، والتي تظهر له صورةً خياليةً غيرَ واقعيةٍ، وترسم له عضلاتٍ قويةً، خافيةً بدانةَ الرجل المفرطة، وبطنه العظيمة، حتى غدى شخصاً ذو رشاقةٍ وقوةٍ داخل الصورة المزيفة المنعكسة عن المرآة .
وبذا، فدور المرآة المحتالة في المشهد يمثل (الإعلام هنا)، وطبيعة دوره في تغيير الوقائع، وتزييفها، وبالتالي إراءة الصورة والمفهوم الذي يريد صانعو الاعلام ان يظهروه للآخر لزرع القناعات لديهم، وان تَطَلَّبَ الامرُ إعتماد التزييف والتحريف، وبالتالي ادخال القناعات لدى المتلقين والمخاطبين، وان كانت تخالف تلك القناعات متبنياتهم وثوابتهم ومعتقداتهم الاصلية، كما رأينا في حالة الرجل البدين المتخذ كرمزية (للرجل المسلم والشرقي، او المجتمع الاسلامي برمته).
وها نحن اليوم، نعيش هذا الواقع المزيف من قبل صانعي الصورة ومن وراءهم من الماسونية العالمية، التي باتت تزيّف الواقع للمخاطبين، وتجعلهم يعيشون في عالمٍ بأبعاد مرسومةٍ مسبقاً تسهل قَودَ القطيع نحو الاتجاهات التي ترتأيها المراكز الماسونية الغربية.
من هنا، فواقع حال المسلمين اليوم هو عرضة لحجم هائل من اسقاطات الماسونية الغربية عبر شتى وسائل الحرب الناعمة، وفي مقدمتها الاعلام، وذلك لبث العجز لدى الجيل المسلم، وتخديرهم واشغالهم بالتوافه وابعادهم عن الحكمة والجد، وإلهائهم بعمليات التجميل الجراحية والترويج لها تارةً، وإشغالهم ببرامج وتطبيقات (السناب شات) والعشرات من مثيلاتها تارةً أخرى، والتي تظهر لهذا الجيل انعكاسات صورهم في الهواتف باشكالٍ مزيفة منمقة محسنة تخفي عيوبهم الظاهرية، وتجمل وجوههم وتحسن مظهرهم كوسيلة اقناع مؤقت، وتخدير متواصل لأشغال القوم عن عظائم الامور، وابعادهم عن سبل الرشاد وتغييباً للحكمة، وتجهيلاً للعقل،
وتسطيحاً للأفكار، وإلزاماً لتقبلِ وعي (الريلز) ذو المتعة اللحظية، والذي هو (الأفيون التكنولوجي) الراهن للعقول، وتغييباً قسرياً لوعي الشعوب والمجتمع الاسلامي بالخصوص.
وفي الختام، قنوات الأم بي سي عصا الماسونية لسحر أعين الناس، فهي ما تُريكم إلاّ ما ترى الماسونية ؛ فهل تَهدِيَكُمْ الى سبلِ الرشاد؟؟ تساؤل عريض نضعه امام ارباب الاسر، قبل اولو الحل والعقد في مجتمعاتنا. فهل من مُدَّكِر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صيدا أون لاين
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- صيدا أون لاين
برعاية وحضور وزيرة البيئة تمارا الزين 'جمعية المقاصد – صيدا' كرمت الطلاب الفائزين في مسابقة 'المشاريع البيئية لتعزيز التنمية المستدامة'
برعاية وحضور وزيرة البيئة الدكتورة تمارا الزين، أقامت جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا حفل توزيع جوائز مسابقة مباراة المشاريع البيئية لتعزيز التنمية المستدامة وتكريم الفائزين فيها، تحت شعار "OUR POWER, OUR PLANET" والتي نظمتها الجمعية وشارك فيها 115 طالباً وطالبة من مدارس المقاصد الأربع "ثانوية حسام الدين الحريري، ثانوية المقاصد الإسلامية، مدرسة عائشة أم المؤمنين، ودوحة المقاصد" و"المدرسة العمانية النموذجية الرسمية" توزعوا على 24 فريقاً وتحت اشراف 30 معلماً ومعلمة. ورافق الحفل معرض للمشاريع البيئية التي تنافس بها الطلاب في المسابقة. الحضور حضر الحفل الذي أقيم في قاعة مسرح ثانوية الحسام في منطقة "شرحبيل" إلى جانب الوزيرة الزين: رئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري، رئيسة دائرة التربية في الجنوب الآنسة أماني شعبان ممثلة رئيس منطقة الجنوب التربوية الأستاذ أحمد صالح، ومديرة مكتب الوزيرة الزين الأستاذة جمانة جمال، وفاعليات أكاديمية وتربوية وبيئية وثقافية واجتماعية، ممثلا رئيس "جمعية المقاصد - بيروت" الدكتور فيصل سنو " الأستاذة ريم رباح والسيد حسن بحصلي"، ورئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في صيدا الأستاذ محمد فايز البزري وأعضاء المجلس الإداري للجمعية، وممثل راعي وواهب جوائز المسابقة الدكتور محمود البربير شقيقه نبيل، ومديرو المدارس المشاركة في المسابقة وهيئاتها الإدارية والتعليمية ولجنة تحكيم المسابقة والتي ضمت: "الدكتورة ندين دندشلي، الأستاذة ضحى سلام ومديرة معهد محمد زيدان للتدريب السيدة رندة درزي الزين"، والمعلمات المشرفات على فرق الطلاب المشاركين من المدارس الخمس. البزري استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد المقاصد وتلاوة من القرآن الكريم، فكلمة ترحيب من عريفة الحفل الأستاذة آية الزين، وعرض فيديو عن المسابقة من إعداد الدائرة الإعلامية في جمعية المقاصد، ألقى بعدها رئيس الجمعية الأستاذ محمد فايز البزري كلمة توجه في مستهلها بالشكر للوزيرة الزين على رعايتها ومشاركتها في هذا الحفل، كما تقدم بجزيل الشكر للدكتور محمود البربير، المقيم في لندن، الراعي والواهب لقيمة جوائز المسابقة والتي بلغ مجموعها 5000$ نقداً. وقال: أصبحت قضية البيئة والمحافظة عليها والإهتمام بها من أهم القضايا التي تشغل المجتمع العالمي في الوقت الراهن، لما تمثله المشاكل البيئية من خطر على الحياة البشرية والتنمية الإقتصادية على المدى القصير والطويل، إذ تتعدى انعكاساتها اليوم إلى الغد، وتدمر صحة الجيل بل أجيال. وأضاف: وها نحن نجتمع اليوم، وفي هذه المناسبة والمسابقة، للإضاءة على أهمية "التوعية البيئية" وإشراك المجتمع بأكمله. فتغيير السلوك الاجتماعي يبدأ من المدرسة، والنشاط البيئي هو مجهود يجب أن تشارك فيه كل مكونات المجتمع حتى يصبح المجتمع بأكمله صديقًا للبيئة الصالحة. فعلى صعيد الأفراد، لا بد لكل إنسان من ممارسة الاهتمام بنفسه ومحيطه ونظافته، وعلى العائلة الاهتمام بمنزلها وفنائه وجواره، وأبناء الحي الاهتمام بالحي وتفاصيله، والبلدية الاهتمام بالمدينة وخدماتها، ومسؤولية الحكومة الاهتمام بإصدار المراسيم والقوانين التي تحمي وتساعد البيئة المجتمعية. ومن هنا، نرى أهمية التعاون بين جميع شرائح المجتمع للحفاظ على بيئة آمنة سليمة نظيفة، لتصنع مجتمعًا صحيًا معافًى بعيدًا عن مظاهر التخلف. وتابع: ونحن في "المقاصد" نؤمن بأهمية الدور الذي يقع على عاتقنا مع المؤسسات التربوية على صعيد التربية البيئية، ومن خلالها خدمة المجتمع والوطن والأمة. ونقصد بالتربية البيئية عملية اعداد الانسان للتفاعل الناجح مع بيئته بما تشتمل عليه من موارد مختلفة، فهي مسار يتضمن إجراءات وأنشطة تُعنى بإعداد المواطنين الواعين بالبيئة وما يرتبط بها من مشكلات والذين لديهم المعرفة والمهارة والرغبة والالتزام بالعمل على حل المشكلات الراهنة والمستقبلية. وهذا الجانب من التربية يساعد الناس على العيش بنجاح على كوكب الأرض. نهتم في "المقاصد" بتعليم طلابنا منذ الصغر ليكوّنوا فكرًا صديقًا للبيئة. ومن هذا المنطلق فإننا ننادي المسؤولين في وزارتي البيئة والتربية للعمل على أن تكون مفاهيم التوعية البيئية جزءاً لا يتجزأ من ضمن البرامج التربوية والدراسية. كما أننا في المقاصد نؤمن أيضًا بدور وزارة البيئة في تكوين وخدمة مجتمع بيئي سليم، لا بل فإننا ننادي بأن تكون وزارة البيئة، وزارة سيادية، مدعومة بكل المتطلبات المادية والعلمية، لتشمل بجهودها وعملها كل أرجاء الوطن وتكوّن بذلك مجتمعًا لديه المناعة الكافية لمحاربة التخلف والجهل وتساعد على إيجاد مجتمع صحي سليم تدخله شمس الحياة وتجعله مجتمعًا بمصاف أرقى الدول في العالم. وتوجه البزري الى الوزيرة الزين بالقول: نأمل من معاليكم خلال الفترة القصيرة لعمر هذه الحكومة أن تُسنَّ القوانين والمراسمَ التطبيقية لتصب في اتجاه دعم وتثبيت دور وزارة البيئة لتؤدي دورًا أساسيًا في خدمة البيئة النظيفة، ليعود لبنان، مع جهود بقية الوزارات الأخرى، كما كان يسمى بحق "سويسرا الشرق". وختم البزري بتوجيه الشكر للمنسق العام للمسابقة السيدة هنا جمعة وللجنة التربوية ممثلة بالدكتور مازن القطب والأستاذ حذيفة الملاح ولمديرات المدارس وللجنة التحكيم والطلاب المشاركين ومعلميهم وأهاليهم. الزين وألقت الوزيرة الزين كلمة هنأت فيها الطلاب الفائزين وكل الذين شاركوا وقالت: بالنسبة لي المشاركة بحد ذاتها ربح، وأشكر رئيس الجمعية الأستاذ البزري لأنه تحدث عن ضرورة التشريعات والقوانين والموازنة وغيرها، ونحن نشد على يدك معنا لأن هذا أمر أساسي جداً، وأنا شخصياً لا أعتبرها وزارة غير سيادية لأن البيئة تدخل في كل باقي الوزارات. وأضافت: بالنسبة للوزارة، حالياً الأولوية هي للشق الإصلاحي وتحديداً للإصلاح البنيوي في الوزارات والإدارة، لأننا لا نستطيع أن نشتغل على أي تحدّ بيئي، اذا لم يكن لدينا إدارة ومؤسسات قوية قادرة في المستقبل أن تعالج هذه التحديات. هذا عمل كبير لكن لا يراه المواطن، المهم ان نقوم بواجبنا والذي يجب أن نقوم به لتستطيع مستقبلاً أن تستلم بعدنا إدارات نظيفة فعالة قادرة فعلاً ان تضع لبنان على سكة التعافي. وبالنسبة للإصلاحات ما يسمى القطاعية، تعرفون أن البيئة تدخل في كثير من المواضيع، نبدأ بتلوث الهواء وبموضوع المحميات، البيئة البحرية، المقالع والكسارات، الى ما هنالك.. ولكن أنا أصريت في خطة العمل التي هي لسنة واحدة متبقية ان تدرج المواطنة البيئية والمناخية كواحدة من الأولولويات، لأن للأسف لم تكن أبداً أولوية في وزارة البيئة عبر كل العصور والسنوات الماضية. وتابعت: طبعاً في الشق التربوي، هناك عمل حالياً على موضوع التربية البيئية، ولكن بالنسبة لي يجب ان نرتقي الى مستوى أعلى وهو المواطنة البيئية والمناخية حالياً، لأننا نرى يوماً بعد يوم حجم تداعيات الإضطراب المناخي على حياتنا ونرى شح المياه، وبعد فترة قد نرى حرائق وموجات جفاف وفيضانات أحياناً تحدث، فهذا التطرف المناخي أيضاً، من المهم أن يكون مدرجاً في كل برامجنا التربوية. وعلى كل حال خلال نقاشات كثيرة مع السيدة بهية وحتى قبل ان أكون في الوزارة، أيام المجلس الوطني للبحوث العلمية، كنا نحكي كثيراً بالشق التربوي، وهو بالنسبة لي همّ، لأن التربية هي أساس كل شيء. وربما اصبح صعباً علينا أن نغير قليلاً نمط تفكير الكبار، لكن عندما نرسخ هذه المفاهيم عند الصغار فهم قادرون على نشرها وعلى تطبيقها في المستقبل. وختمت الوزيرة الزين بالقول: أقول لكل التلاميذ، نحن في مدرسة للمقاصد، وفي صرح تربوي عريق وغني عن التعريف، وانا خريجة ثانوبة البنات (ثانوية د.ىحكمت الصباغ الرسمية) وافتخر بها كثيراً. أحيّي المدارس التي تدرج كل هذه المبارات في نشاطاتها لتوعية التلامذة على الشؤون البيئية. وبما أننا في المقاصد، نقول للتلاميذ: في ثقافتنا الإسلامية هناك قول جميل جداً: "ان زكاة العلم العمل به". فكل علم تتعلموه في ستطبقونه في المستقبل، وستنشروه حولكم. ألف مبروك. تكريم المشاركين بعد ذلك، قدم البزري درعاً تكريمية خضراء لراعية الحفل الوزيرة الزين، وقدم بمشاركتها دروعاً خضراء للجنة التحكيم ومديري المدارس المشاركة وأعضاء اللجنة التربوية. إعلان النتائج ثم أعلن عضو اللجنة التربوية في الجمعية، مدير المدرسة العمانية النموذجية الرسمية الأستاذ حذيفة الملاح النتائج، مسميّاً المشاريع البيئية الفائزة بالمراتب الثلاث الأولى عن كل فئة، وأسماء المدارس والطلاب الفائزين، حيث جرى تباعاً وبمشاركة الوزيرة الزين والسيدة الحريري تكريمهم وتقديم جوائز ترضية لجميع الطلاب المشاركين. وقال الملاح: أشعر اليوم بفخر رباعي الأبعاد. الأول: لأني خريج هذه المؤسسة العريقة. والثاني: كوني عضو المجلس الإداري في جمعية عمرها 146 عاماً لكنها تحاكي العصر وتطوره. والثالث: لأني مدير مدرسة رسمية تشارك مع الجمعية والقطاع الخاص اهتمامها بالبيئة. والرابع: أعتز بأني والد طالب مشارك في هذه المشاريع، وكل المشاركين في هذه المباراة أبنائي وأحبابي. وأكد أنه لا خاسر في هذه المباراة فالكل رابح بالجوائز وبشرف المشاركة والمعرفة المكتسبة. جولة على المعرض وسبق الحفل جولة للوزيرة الزين والسيدة الحريري برفقة البزري والحضور على معرض المشاريع البيئية التي تنافست في المسابقة، استمعوا خلالها الى شرح من الطلاب حولها.


النهار
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- النهار
حلا شيحة تفتح باب الاشتراكات المادية على حساباتها: خدمات مميزة
أعلنت الفنانة المصرية حلا شيحة تقديم الخدمات الإعلانية وغيرها من الاشتراكات، عبر حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي، مقابل بدلات مادية. وحدّدت شيحة مبلغ 250 جنيهاً مصرياً مقابل الاشتراك الشهري لمشاهدة القصة القصيرة (ستوري)، مع تقديم محتوى حصريّ للمشتركين إلى جانب شارة مميّزة، وإمكانية الولوج إلى قناة مغلقة، والحصول على دعوات لحضور مناسبات خاصة، بالإضافة إلى الرسائل الجماعية المباشرة معها، مع إمكانية لقاءات شخصية معها. وجاءت خطوة شيحة، بعد عودتها إلى ارتداء الحجاب مرّة جديدة، عقب خلعه ووضعه مراراً وتكراراً منذ عام 2003. وقالت شيحة في تعليقها على منشور ظهورها بالحجاب مجدداً: شكراً جداً لكلامكم، وطبعاً أحبّ الحجاب جداً، لأني أحبّ القرآن وأفهمه وأفهم معاني آياته". وتحدثت عن رؤية شاهدتها حين كان في سنّ الـ23 من عمرها: " رأيت رؤيا يوم القيامة، وبعدها رأيت أني أقرأ سورة ياسين. حين قرأت القرآن لأول مرة شعرت بأن كل المعاني وصلتني بوضوح". View this post on Instagram A post shared by Hala Shiha (@halashihanew) وفي تعليق آخر قالت: "كل الأحداث حولنا جعلتني أشعر بالمسؤولية، وأول هذه المسؤوليات هو إصلاح أنفسنا أولاً".


ليبانون 24
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ليبانون 24
من التمثيل الى عالم ادارة الاعمال.. حلا شيحة تدخل عالم أعمال السوشيال ميديا
أعلنت الفنانة حلا شيحة دخولها تجربة عالم "بيزنس" السوشيال ميديا ، حيث قررت إطلاق محتوى لمتابعيها عبر حسابها الخاص في"إنستغرام"، في تجربة تهدف الى فتح قنوات تواصل مباشرة وأكثر حصرية مع جمهورها. وقدّمت حلا شيحة خدمة "الستوري المدفوع" عبر منصتها في "إنستغرام"، حيث حدّدت قيمة الاشتراك الشهري بـ 250 جنيهاً، ويحصل المشتركون على شارة تميز، فضلاً عن الوصول الى محتوى حصري لا يُتاح للمتابعين العاديين. وتتضمن الخدمة الجديدة مزايا عدة للمشتركين، مثل إمكانية إرسال رسائل جماعية، والانضمام الى قنوات تواصل مغلقة، بالإضافة الى دعوات لحضور مناسبات خاصة. وتعكس هذه الخطوة رغبة حلا في بناء علاقة أكثر عمقاً وخصوصية مع جمهورها. وكانت حلا شيحة قد أثارت جدلاً واسعاً بعد نشر صورة على "إنستغرام" تظهر فيها بالحجاب مجدّداً، وذلك بعد فترة من خلعه، وتفاعل المتابعون مع الصورة وقد انقسموا بين مؤيد لهذا القرار ومُعارض له. وفي ردّ فعلها الأول على تعليقات جمهورها، قالت: "والله متشكرة جداً لكلامكم، وفهماكم جداً وطبعاً بحب الحجاب جداً لأني بحب القرآن جداً وفاهماه وفاهمة معانيه". كما كشفت عن رؤيا وهي في سنّ الثالثة والعشرين، قائلةً: "شفت رؤيا يوم القيامة وبعدها شفت إني بقرأ سورة "ياسين"، ولما قريت القرآن لأول مرة حسيت إن كل المعاني وصلتني بوضوح". وفي ختام حديثها، أوضحت حلا شيحة الأسباب التي دفعتها لارتداء الحجاب من جديد، مشيرةً الى أنها شعرت بأن الظروف المحيطة تجعلها مسؤولة عن نفسها أولاً، حيث قالت: "كل الأحداث اللي حوالينا خلّتني أحس إن كلنا عندنا مسؤولية، وأول مسؤولية إننا نصلح نفسنا الأول".