
كيف تبدو أولى رحلات الحج من دمشق هذا العام؟
دمشق-"أشعر بسعادة غامرة لأنها المرة الأولى التي أخرج فيها من مطار دمشق مباشرة لأداء فريضة الحج، الأمر الذي سهل عليَّ كل شيء، وخفف من مشقة التنقل على كبار السن."
بهذه الكلمات عبّر الحاج ماهر السقا (61 عاما) عن سروره بوجوده في أُولى رحلات الحج التي تنطلق من دمشق مباشرة إلى المملكة العربية السعودية بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأضاف الحاج ماهر في حديث للجزيرة نت: "هذه هي المرة الأولى أيضا التي أشعر فيها بأن الإنسان المؤمن في سوريا أصبح بإمكانه التصرف بما يشاء وكما يشاء دون عوائق أو تضييقات."
وكانت أولى قوافل الحجاج قد انطلقت من العاصمة دمشق ، أول أمس الأحد، متجهة إلى مطار جدة السعودي، وضمت القافلة سوريين من جميع المحافظات لأول مرة منذ 12 عاما؛ إذ كان يلجأ الحجاج في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام إلى السفر عبر دول الجوار طيلة تلك السنوات.
حضور الشباب
وقال محمد منصور، الموجه الديني والمسؤول التنظيمي في مجموعة حجاج "حرة الشام"، إن رحلة الحج هذه المرة تبدو مختلفة تماما، مشيرا إلى "التغييرات الكثيرة" التي طرأت على أسلوب تنظيم الحج لهذه السنة.
وكان من أبرز التغييرات عملية التحضير المسبق لرحلات الحجاج، والتي بدأت قبل ثلاثة أشهر داخل سوريا وفي المملكة العربية السعودية، وأصبح بفضلها هناك فرق متخصصة من المشرفين تتولى استقبال الحجاج في مطار جدة، وتأمين انتقالهم إلى مكة المكرمة، ثم إلى الفنادق، ومرافقتهم في أداء المناسك، وصولا إلى المدينة المنورة، قبل العودة إلى دمشق أخيرا.
وأكد المسؤول التنظيمي أن هذه الترتيبات لم تكن متوفرة في عهد النظام السابق، إذ كانت تُلقى أعباء تأمينها على عاتق فوج الحجاج وحده، وفقا لما يمكنه تأمينه منها. أما اليوم، فقد تم تأسيس "اللجنة العليا للحج" لتتولى مهمة التنظيم وتوفير مختلف الخدمات، ما شكّل نقلة نوعية في مستوى الرعاية المقدمة للحجاج.
ذلك بالإضافة إلى التعديلات التي طرأت على معايير القبول، فبعد أن كان اختيار الحجاج يعتمد في المقام الأول على أولوية السن، أصبح اليوم ما نسبته 65% من المقاعد تُمنح عبر نظام القرعة، فيما خُصصت 35% من المقاعد فقط لكبار السن، ويشير محمد منصور إلى أن هذه المعايير الجديدة أسهمت في زيادة نسبة الشباب ضمن وفود الحجاج "فأعطوا بهمتهم وحيويتهم طابعا خاصا للموسم هذه السنة."
وعن إقبال السوريين على الحج، قال منصور إنه عالٍ رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد. واختتم بقوله: "نأمل مع تحسن الأوضاع الاقتصادية بعد رفع العقوبات أن تصبح رحلة الحج أكثر سهولة ويسرا في السنوات المقبلة".
فرحة كبيرة
وشارك حجاج في مطار دمشق الدولي، ممن قابلتهم الجزيرة نت، مشاعرهم بالفرح والراحة والأمان مع بداية رحلتهم إلى مدينة جدة اليوم الثلاثاء.
وقالت الحاجة فاطمة عطية خضر، إنها تشعر بفرح مضاعف؛ لأنها ستؤدي مناسك الحج من جهة، ولأنها تغادر اليوم عبر مطار دمشق الدولي من جهة أخرى، الأمر الذي يجعلها تشعر بأنها متساوية مع الآخرين وفخورة بـ"تحرير سوريا".
ومن جهته، يصف الحاج محمد علي رمضان (67 عاما) شعوره في هذا الحج بأنه "يكاد لا يصدق"، مضيفا في حديث للجزيرة نت: "سقوط النظام البائد غيّر كل شيء، فإلى الآن نشعر بداخلنا بالفرح العميق، فالتغيير طال الحج والعبادة وجميع مناحي الحياة."
وعن التغيير الذي لمسه في رحلة الحج لهذه السنة، يتابع الحاج محمد: "اليوم بفضل الله صار هناك نظام وتنظيم وأصبح كل الحج مندمجا ضمن تكتلات واحدة، وكل مجموعة حجاج لها مشرف ومعاون وموجه، وهذا الشيء لم يكن متوفرا على عهد النظام المخلوع."
مختتما الحاج حديثه بالقول: "وفي نهاية المطاف، فإن حال من يسافر من بلده يختلف كثيرا عن حال من يسافر من دول الجوار."
استعدادات استثنائية
وحول الاستعدادات في مطار دمشق الدولي لموسم الحج، يقول مصطفى كاج، المسؤول الإعلامي في الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي في سوريا، إنها كانت تحضيرات استثنائية هذا العام، خاصة وأنها تمثّل أول انطلاقة حقيقية لموسم الحج بعد التحرير.
ويشير الكاج في حديث للجزيرة نت إلى أنه جرى تجهيز صالات جديدة في مطار دمشق الدولي بمساحات واسعة ومزودة بكافة المتطلبات، من أجهزة تكييف مخصصة لتناسب كبار السن إلى غيرها من البنى التحتية الحديثة كأنظمة المراقبة والتفتيش المتطورة لضمان راحة وسلامة الحجاج.
ووفقا للمسؤول، فقد تم تشكيل فريق خدمي مكوّن من أكثر من 100 شخص من الذكور والإناث، مهمتهم تسهيل إجراءات الحجاج، ومساعدتهم في التنقل، ونقل أمتعتهم، وتقديم الإرشادات اللازمة منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم.
ومن جهته، أوضح وزير الأوقاف السوري محمد أبو الخير شكري، أول أمس الأحد خلال جولة تفقدية في مطار دمشق الدولي، أن عدد الحجاج السوريين لهذا العام بلغ 22,500 حاج؛ سيغادرون من سوريا وعدد من الدول الأخرى، في أول موسم حج يُنظَّم بعد "التحرر من النظام البائد".
وأشار الوزير إلى أن بعثات الحج السورية تنقسم هذا العام إلى ثلاث بعثات رئيسية: بعثة دينية تشرف على أداء المناسك وتقديم المحاضرات التوعوية، وبعثة إدارية تتولى شؤون السكن والنقل والإعاشة، وبعثة صحية تضم أطباء تابعين لوزارة الصحة، مهمتهم متابعة الحالة الصحية للحجاج طوال فترة الرحلة.
وأكد شكري أن جميع الجهات الرسمية من وزارات ومديريات وموظفين، عملوا بروح الفريق الواحد لإنجاح موسم الحج، مشددا على أن تعاملهم مع هذه المهمة كان باعتبارها "عبادة قبل أن تكون وظيفة"، وأنهم على استعداد لتقديم كل ما يلزم لخدمة الحجاج وتيسير رحلتهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 8 ساعات
- الجزيرة
كيف تبدو أولى رحلات الحج من دمشق هذا العام؟
دمشق-"أشعر بسعادة غامرة لأنها المرة الأولى التي أخرج فيها من مطار دمشق مباشرة لأداء فريضة الحج، الأمر الذي سهل عليَّ كل شيء، وخفف من مشقة التنقل على كبار السن." بهذه الكلمات عبّر الحاج ماهر السقا (61 عاما) عن سروره بوجوده في أُولى رحلات الحج التي تنطلق من دمشق مباشرة إلى المملكة العربية السعودية بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي. وأضاف الحاج ماهر في حديث للجزيرة نت: "هذه هي المرة الأولى أيضا التي أشعر فيها بأن الإنسان المؤمن في سوريا أصبح بإمكانه التصرف بما يشاء وكما يشاء دون عوائق أو تضييقات." وكانت أولى قوافل الحجاج قد انطلقت من العاصمة دمشق ، أول أمس الأحد، متجهة إلى مطار جدة السعودي، وضمت القافلة سوريين من جميع المحافظات لأول مرة منذ 12 عاما؛ إذ كان يلجأ الحجاج في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام إلى السفر عبر دول الجوار طيلة تلك السنوات. حضور الشباب وقال محمد منصور، الموجه الديني والمسؤول التنظيمي في مجموعة حجاج "حرة الشام"، إن رحلة الحج هذه المرة تبدو مختلفة تماما، مشيرا إلى "التغييرات الكثيرة" التي طرأت على أسلوب تنظيم الحج لهذه السنة. وكان من أبرز التغييرات عملية التحضير المسبق لرحلات الحجاج، والتي بدأت قبل ثلاثة أشهر داخل سوريا وفي المملكة العربية السعودية، وأصبح بفضلها هناك فرق متخصصة من المشرفين تتولى استقبال الحجاج في مطار جدة، وتأمين انتقالهم إلى مكة المكرمة، ثم إلى الفنادق، ومرافقتهم في أداء المناسك، وصولا إلى المدينة المنورة، قبل العودة إلى دمشق أخيرا. وأكد المسؤول التنظيمي أن هذه الترتيبات لم تكن متوفرة في عهد النظام السابق، إذ كانت تُلقى أعباء تأمينها على عاتق فوج الحجاج وحده، وفقا لما يمكنه تأمينه منها. أما اليوم، فقد تم تأسيس "اللجنة العليا للحج" لتتولى مهمة التنظيم وتوفير مختلف الخدمات، ما شكّل نقلة نوعية في مستوى الرعاية المقدمة للحجاج. ذلك بالإضافة إلى التعديلات التي طرأت على معايير القبول، فبعد أن كان اختيار الحجاج يعتمد في المقام الأول على أولوية السن، أصبح اليوم ما نسبته 65% من المقاعد تُمنح عبر نظام القرعة، فيما خُصصت 35% من المقاعد فقط لكبار السن، ويشير محمد منصور إلى أن هذه المعايير الجديدة أسهمت في زيادة نسبة الشباب ضمن وفود الحجاج "فأعطوا بهمتهم وحيويتهم طابعا خاصا للموسم هذه السنة." وعن إقبال السوريين على الحج، قال منصور إنه عالٍ رغم الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد. واختتم بقوله: "نأمل مع تحسن الأوضاع الاقتصادية بعد رفع العقوبات أن تصبح رحلة الحج أكثر سهولة ويسرا في السنوات المقبلة". فرحة كبيرة وشارك حجاج في مطار دمشق الدولي، ممن قابلتهم الجزيرة نت، مشاعرهم بالفرح والراحة والأمان مع بداية رحلتهم إلى مدينة جدة اليوم الثلاثاء. وقالت الحاجة فاطمة عطية خضر، إنها تشعر بفرح مضاعف؛ لأنها ستؤدي مناسك الحج من جهة، ولأنها تغادر اليوم عبر مطار دمشق الدولي من جهة أخرى، الأمر الذي يجعلها تشعر بأنها متساوية مع الآخرين وفخورة بـ"تحرير سوريا". ومن جهته، يصف الحاج محمد علي رمضان (67 عاما) شعوره في هذا الحج بأنه "يكاد لا يصدق"، مضيفا في حديث للجزيرة نت: "سقوط النظام البائد غيّر كل شيء، فإلى الآن نشعر بداخلنا بالفرح العميق، فالتغيير طال الحج والعبادة وجميع مناحي الحياة." وعن التغيير الذي لمسه في رحلة الحج لهذه السنة، يتابع الحاج محمد: "اليوم بفضل الله صار هناك نظام وتنظيم وأصبح كل الحج مندمجا ضمن تكتلات واحدة، وكل مجموعة حجاج لها مشرف ومعاون وموجه، وهذا الشيء لم يكن متوفرا على عهد النظام المخلوع." مختتما الحاج حديثه بالقول: "وفي نهاية المطاف، فإن حال من يسافر من بلده يختلف كثيرا عن حال من يسافر من دول الجوار." استعدادات استثنائية وحول الاستعدادات في مطار دمشق الدولي لموسم الحج، يقول مصطفى كاج، المسؤول الإعلامي في الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي في سوريا، إنها كانت تحضيرات استثنائية هذا العام، خاصة وأنها تمثّل أول انطلاقة حقيقية لموسم الحج بعد التحرير. ويشير الكاج في حديث للجزيرة نت إلى أنه جرى تجهيز صالات جديدة في مطار دمشق الدولي بمساحات واسعة ومزودة بكافة المتطلبات، من أجهزة تكييف مخصصة لتناسب كبار السن إلى غيرها من البنى التحتية الحديثة كأنظمة المراقبة والتفتيش المتطورة لضمان راحة وسلامة الحجاج. ووفقا للمسؤول، فقد تم تشكيل فريق خدمي مكوّن من أكثر من 100 شخص من الذكور والإناث، مهمتهم تسهيل إجراءات الحجاج، ومساعدتهم في التنقل، ونقل أمتعتهم، وتقديم الإرشادات اللازمة منذ لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم. ومن جهته، أوضح وزير الأوقاف السوري محمد أبو الخير شكري، أول أمس الأحد خلال جولة تفقدية في مطار دمشق الدولي، أن عدد الحجاج السوريين لهذا العام بلغ 22,500 حاج؛ سيغادرون من سوريا وعدد من الدول الأخرى، في أول موسم حج يُنظَّم بعد "التحرر من النظام البائد". وأشار الوزير إلى أن بعثات الحج السورية تنقسم هذا العام إلى ثلاث بعثات رئيسية: بعثة دينية تشرف على أداء المناسك وتقديم المحاضرات التوعوية، وبعثة إدارية تتولى شؤون السكن والنقل والإعاشة، وبعثة صحية تضم أطباء تابعين لوزارة الصحة، مهمتهم متابعة الحالة الصحية للحجاج طوال فترة الرحلة. وأكد شكري أن جميع الجهات الرسمية من وزارات ومديريات وموظفين، عملوا بروح الفريق الواحد لإنجاح موسم الحج، مشددا على أن تعاملهم مع هذه المهمة كان باعتبارها "عبادة قبل أن تكون وظيفة"، وأنهم على استعداد لتقديم كل ما يلزم لخدمة الحجاج وتيسير رحلتهم.


الجزيرة
منذ 11 ساعات
- الجزيرة
قطر الخيرية تحيي الأنقاض في قرى سوريا المدمرة
دمشق – أطلقت مؤسسة قطر الخيرية برنامجا لترميم 1500 منزل في سوريا ، وبدأت المرحلة الأولى بالتعاون مع فريق الاستجابة الطارئة السوري، لترميم 300 منزل في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي. ويأتي ذلك في إطار حملة شاملة لترميم المنازل المتضررة أعلن عنها خلال يوم "تحدي ليلة 27" من شهر رمضان الماضي لجمع التبرعات، حيث شهدت تفاعلا شعبيا قطريا واسعا، وتم جمع 220 مليون ريال قطري (الدولار=3.65 ريالات). ويأتي هذا المشروع امتدادا لجهود قطر الخيرية في دعم الأسر المتضررة في شمال سوريا، عبر إعادة تأهيل المساكن المتضررة وتحسين ظروف المعيشة، بما يُسهم في بسط الاستقرار والأمل للأهالي، لا سيما للنازحين العائدين إلى ديارهم. إنهاء للمعاناة وأعلن المسؤول في منظمة الاستجابة الطارئة فراس منصور انطلاق مشروع "بالخير نعمرها" بالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية، لإعادة تأهيل المنازل المتضررة جراء الحرب في شمال سوريا، خاصة بعد التحرير وعودة بعض الأهالي إلى قراهم ومناطقهم. وقال منصور للجزيرة نت "بعد التحرير، لا تزال معاناة أهلنا مستمرة، ويسعى فريق الاستجابة الطارئة الموجود بينهم لمعالجة أسباب معاناتهم، وأهمها قصف النظام لمنازلهم وتدميرها، ولم تعد صالحة للسكن إلا بعد إعادة ترميم شاملة". وأوضح أن الفريق بدأ بمسح احتياجات ميداني ودراسات هندسية، وتم عرض النتائج على الشركاء في قطر الخيرية الذين وافقوا على دعم المبادرة، وتم إطلاق الحملة ليلة 27 من رمضان، وحظيت بتفاعل خيري قطري كبير. وبدأت الحملة -حسب منصور- مرحلتها الأولى بترميم 300 منزل، آملا استمرار الدعم لتوسيع نطاق المشروع وإنهاء معاناة سكان المخيمات، وأضاف "نحن إلى جانب أهلنا دائما، وسنعمل ما بوسعنا لإنهاء واقع المخيمات المأساوي، بدعم من شركائنا ومن أهل الخير". رسالة دعم وفي رسالة إلى سكان المخيمات، قال منصور "نعلم أن البعض يفرح بعودة الأهالي إلى مناطقهم، لكن هناك من يقول نحن أيضا نريد العودة. وجعنا واحد، وجرحنا واحد، ولن يلتئم هذا الجرح إلا بعودة الجميع إلى بيوتهم. نعدكم بأن نبقى سندا لكم، وبذل كل الجهود لإنهاء هذه المأساة سريعا، رغم ضخامة الاحتياج الذي يتطلب تضافر الجهود". ويتم تنفيذ المشروع بالتنسيق مع الجهات المحلية لضمان استهداف الأسر الأشد احتياجا، وتطبيق معايير السلامة والجودة في الترميم، بما يضمن استدامة الأثر الإنساني لهذا التدخل. من جهته، أعرب مدير إدارة العمليات في قطر الخيرية عبد العزيز جاسم حجي عن فرحته الكبيرة بانطلاق المرحلة الأولى من مشروع ترميم المنازل والمرافق، ووصف ذلك بأنه خطوة واعدة نحو عودة الحياة إلى القرى المدمرة. وقال حجي للجزيرة نت "تم تدشين المرحلة الأولى من المشروع، الذي يتضمن إعادة ترميم 1500 منزل، إضافة إلى عدة مرافق حيوية مثل المدارس في جميع مراحلها (الابتدائية، الإعدادية، الثانوية)، ورياض الأطفال، وكذلك المحلات التجارية". وأضاف أن الفكرة تتجاوز مجرد ترميم المنازل، وأن الهدف هو توفير بيئة متكاملة تُمكّن العائدين من الاستقرار مجددا، وقال "نريد للناس، حينما تعود إلى مناطقها، أن تجد خدمات متوفرة، ليس منزلا فقط، بل تجد بقالة، ومدرسة، ومسجدا، ومركزا صحيا، هذا ما نعمل عليه بإذن الله". وأكد حجي فخرهم بالمشاركة في هذا المشروع، الذي وصفه بأنه "يعيد إحياء القرية"، متوقعا أن يُسهم في عودة آلاف الأُسر إلى أماكنها بعد سنوات من المعاناة والتشريد. بانتظار القادم وأشار حجي إلى أن المشروع لا يزال في بدايته، قائلا "هذه فقط المرحلة الأولى، وأمامنا مشوار طويل، ولدينا برامج ومبادرات قادمة بإذن الله، وكل شيء سيأتي في وقته المناسب". وكشف عن خطط لإنشاء مدينة متكاملة ضمن الزيارات التنسيقية الحالية مع الجهات المختصة، مؤكدا أن "المشاريع ستُنفذ على مراحل متعددة"، وأنهم "ملتزمون بالاستمرار حتى تحقيق أهدافهم". واختتم حديثه موجها رسالة إلى المهجَّرين "نحن معكم قلبا وقالبا، وشعارنا هو (حياة كريمة للجميع)، وهو ما نسعى لتحقيقه من خلال عملنا". بدوره، أكد المواطن عمار العمور أن المساعدات القطرية بدأت منذ بداية الأزمة الإنسانية، وأنها وصلت كل خيمة ومنزل منكوب في سوريا، وساهمت في رفع معاناة أبناء الشعب السوري خلال سنوات الثورة. وأضاف للجزيرة نت "هذا التصرف ليس غريبا على قطر وأهلها تجاه الشعب السوري، التي وقفت معه حتى النهاية، ونحن أهل وفاء، لن ننسى ذلك أبدا".


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
القدس.. ألف فلسطيني يغادرون لأداء فريضة الحج
انطلق صباح اليوم الاثنين الفوج الأول من أهالي محافظة القدس متجهين نحو الديار الحجازية لأداء فريضة الحج لهذا العام، ومع انطلاقهم فُرّغت قوائم الانتظار لحجاج القدس من حواسيب وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، وسيكون بإمكان المقدسيين التسجيل في القرعة للحج بدءا من العام المقبل بعد توقفه منذ عام 2011 بسبب الأعداد الكبيرة المسجلة والفائض في القوائم. وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حسام أبو الرب للجزيرة نت إن 6600 فلسطيني سيتّجهون إلى السعودية لأداء فريضة الحج، بينهم 1500 غزّي ممن يمكثون حاليا في مصر ، مضيفا أن استعدادات الوزارة اكتملت لمغادرة الحجاج على دفعتين تمتد كل منهما لثلاثة أيام، وتبدأ الدفعة الأولى اليوم الاثنين وتشمل الحجاج الذي سيسافرون برّا. وأوضح أبو الرب أن 3500 حاج سيصلون إلى السعودية برّا، و3100 سيغادرون إليها جوّا من مصر و الأردن ، وأن عودة الحجاج إلى فلسطين ستبدأ يوم 11 يونيو/حزيران المقبل. وتطرق وكيل وزارة الأوقاف إلى تفريغ قوائم الانتظار الخاصة بالمقدسيين بالكامل، وإضافة 300 حاج جديد إليها هذا العام، على أن يتم فتح باب التسجيل من جديد العام المقبل. حجاج فلسطين فئات متعددة مدير شركة "مشاعر" للحج والعمرة المقدسي وائل شويكي -الذي سيرافق وطاقم شركته 350 حاجا وحاجة من القدس اختاروا "مشاعر" لتلقي خدماتها هذا العام- أوضح للجزيرة نت كل ما يتعلق بحجاج المدينة، لكنه بدأ حديثه بالقول إن حرب عام 1967 قسمت حجاج فلسطين إلى ثلاث فئات. الفئة الأولى تشمل حجاج القدس و الضفة الغربية ، ويتبع هؤلاء مباشرة للسلطة الفلسطينية ، وتشمل الفئة الثانية حجاج قطاع غزة الذين يسافرون عادة عن طريق مصر، أما الفئة الثالثة فتضم أهالي الداخل الفلسطيني ، وهؤلاء تتم الترتيبات اللازمة لهم عن طريق وزارة الأوقاف الأردنية التي تمثلها في مناطق الداخل "جمعية الحج والعمرة"، ويُستصدر لهؤلاء جوازات سفر أردنية مؤقتة بهدف أداء فريضة الحج. ويتراوح العدد السنوي لحجاج فلسطين المنحدرين من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، وفقا لوائل شويكي، بين 5500 و6 آلاف حاج، بالإضافة لقرابة 4500 حاج وحاجة من مناطق الداخل الفلسطيني الذين يحملون جوازات سفر إسرائيلية. أما فيما يخص حجاج القدس بشكل عام، فيبلغ عدد حجاج المدينة -الذين يحملون الهوية الإسرائيلية الزرقاء التي تصنفهم مقيمين في المدينة لا مواطنين- قرابة 320 سنويا، ويضاف إليهم بين 150 و200 حاج من محافظة القدس ممن يحملون بطاقة الهوية الفلسطينية الخضراء. قوائم الانتظار أُنجزت ويتم اختيار الحجاج وفقا لنظام القرعة، ويقول شويكي إنه في عام 2025 الجاري انتهى التسلسل لحجاج القدس، وكان عدد المتبقين في حواسيب الوزارة 440 حاجا أُضيفت لهم القرعة السنوية فأصبح عددهم نحو 700، وأضيف إليهم أيضا -وفقا لوزارة الأوقاف- 300 حاج جديد، وبات نصيب المحافظة هذا العام نحو ألف حاج وحاجة. ومع إفراغ قوائم الانتظار، تطرق شويكي إلى أنه من المتوقع أن يفتح باب التسجيل لموسم الحج العام المقبل أمام أهالي القدس في شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول المقبلين، وذلك بعد تجميد دام لسنوات بسبب العدد الكبير. ومن يحالفه الحظ بظهور اسمه عن طريق القرعة يتوجه لأداء الحج، ومن لن يحالفه الحظ يعيد التسجيل في العام الذي يليه ولن يرحّل اسمه تلقائيا كما في السابق. وينطبق على حجاج القدس برنامج وزارة الأوقاف الفلسطينية الموحد، ويسكن هؤلاء، وفقا لمدير شركة "مشاعر"، في فنادق تصنيفها 5 نجوم بالمدينة المنورة، وفي فنادق مصنفة 3 نجوم في مكة المكرمة وتبعد عن الحرم المكي مسافة كيلومتر واحد. "انتقلت الوزارة في خدماتها للحجاج نقلة نوعية منذ نحو 6 أعوام، وقبل ذلك كان السكن في بنايات سكنية لا فنادق، أما اليوم فيبيت حجاج فلسطين في فنادق جيدة، وهي نوعا ما قريبة من الحرم المكي، وهذا يُحسب لوزارة الأوقاف الفلسطينية"، أردف شويكي. الرعاية تبدأ من القدس وتنتهي فيها وحول الدور المنوط بشركات الحج والعمرة خلال هذه الرحلة الروحانية الاستثنائية، أشار شويكي إلى أن الخطة العامة والتنسيق لكافة حجاج فلسطين هما من مسؤولية وزارة الأوقاف، في حين يكون دور الشركات خدماتيا يشمل إدارة أمور الحجاج ورعايتهم ومتابعتهم والوقوف على متطلباتهم اليومية، وترتيب نقلهم وسكنهم وتصعيدهم إلى عرفة ومزدلفة ومنى، وترتيب عودتهم إلى أرض الوطن. ويرافق الحجاجَ الفلسطينيين مرشدون وإداريون وبعثة وعظية وطبية بترتيبات ومرافقة من وزارة الأوقاف الفلسطينية، ومن المقدسيين المدرجين في قائمة هذه البعثة عادة الحاج نهاد زغيّر، الذي قال للجزيرة نت إن حجاج القدس ينطلقون عادة من أمام مقر وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في بلدة العيزرية شرقي القدس نحو جسر الملك حسين"معبر الكرامة"، ومن هناك إلى السعودية، أما حملة الجنسية الإسرائيلية فينطلقون من مناطقهم، وبعثة الحج الأردنية هي المسؤولة عنهم. وتستأجر وزارة الأوقاف الفلسطينية -وفقا لنهاد زغيّر- السكن الخاص بحجاج فلسطين ويكون عادة في فندق "الأرض المتميزة" بمنطقة "الحفاير" بمكة المكرمة والذي يبعد كيلومترا واحدا عن المسجد الحرام. وعند سؤاله عن رأيه فيما إذا كانت حصة المقدسيين السنوية من قرعة الحج كافية أم أنها قليلة مقارنة بعدد المتقدمين، أشار زغيّر إلى أن السعودية تعتمد عدد الحجاج لكل دولة وفقا لعدد سكانها، مضيفا أن القدس هي الأولى من حيث عدد المسجلين لأداء فريضة الحج تليها مدينة الخليل. وختم حديثه للجزيرة بالقول إنه بعد تفريغ حواسيب وزارة الأوقاف الفلسطينية من قوائم الانتظار لحجاج القدس، سيتم اعتماد نظام جديد العام المقبل، لكن الوزارة لم تعلن عن تفاصيله حتى الآن.