
إذا سقط الشيوعي صار قو..!صائب خليل
إذا سقط الشيوعي صار قو..!
صائب خليل
يختتم 'سلام عادل' (سيف الخياط) مقالة له بعنوان ' مشروع انتخابات.. كتلة دولة العراق الشيعي' بالتأكيد أن لا 'مخرج للشيعة من المحاصصة والفدرالية المتعالية' سوى تفتيت العراق والانفصال في دولة مستقلة!ما هي الكارثة التي حاصرت الشيعة بهذا الشكل المأساوي لكي لا يبقى لهم 'مخرج' سوى هذا الحل؟
يشرح سلام عادل تلك الكارثة بأن 'الفيدرالية' (التي كانت مطروحة بقوة أيام المعارضة بالنسبة للكرد والشيوعيين وبتأييد من الإسلام السياسي الشيعي ممثلا بالمجلس الأعلى، ورغم تأييد المرجعية لها، حسب الكاتب) فشلت لأسباب 'غير مفهومة' في اتاحة الفرصة للمكونات بـ 'حكم نفسها' وإدارة 'مواردها'، فلم تترسخ ولم تحقق وئاماً وطنيا داخليا ولم تنه النزاع، بل خلقت مشاكل مستدامة بين الإقليم والمركز والتلويح المتزايد بإقامة إقليم سني.
ويدعي سلام عادل ان بقية المكونات لم ترحب بالفدرالية لأن إقليم الشيعة سيتمتع بالموارد البشرية والمادية الأكبر، وان خسارات هائلة ستحصل للـ 'كورد' (هكذا يكتبها تملقا) والسنة!يشير سلام عادل الى تاريخ المشكلة مؤكدا ان السبب هو أن 'الوطنية السياسية' (اول مرة اقرأ هذا المصطلح!) قد صيغت وفق مقاسات 'سايكسبيكو' (كما يكتبها) وهذا أتاح 'حصر السلطة' بيد السنة فقط على مدار عقود، 'ونزع الوطنية' عن الآخرين..
ويقول سلام عادل أن عمار الحكيم هو من بدأ الدفاع عن 'احقية الشيعة في الوطن' بإطلاق تعبير 'الوطنية الشيعية' ثم مقتدى الصدر بتسميته 'التيار الوطني الشيعي'.
ثم يحسب سلام عادل خسارة الشيعة فيقدرها بـ 45 مليار دولار سنويا 'لصالح المكون 'الكوردي' والسني، وهي خسارة لا تعوض' لـ 'ام الولد' (الشيعة) سيما حين لا يقدر 'الكورد' والسنة تلك التضحيات، وفوق ذلك يحمل الشيعة فاتورة الفشل السياسي للمحاصصة.
من كل هذا يستنتج سلام عادل ان الشيعة مضطرون للخروج من هذا المأزق إلى الطريقة الوحيدة وهي الاستقلال!لكن كيف يستقلون إذا كانوا مضطهدين هكذا؟ يرشدهم سلام الى أن 'حق تقرير المصير' مكفول بميثاق الأمم المتحدة (يعني السنة و'الكورد' لن يستطيعوا منعهم!)، ليكون 'الجميع أحرارا بطبيعة حكمهم على أوطانهم الجديدة'!!.باختصار، يمكن اعتبار كل فكرة وربما كل جملة في مقالة سلام عادل، خريط، لكنه 'خريط موجه'، وبدقة.
فما هي المشكلة التي يحاول سلام عادل إنقاذ الشيعة منها؟ وهل 'يحاصرهم' السنة 'والكوورد' الى الدرجة التي لم يبق لهم برأيه سوى 'مخرج' أخير، هو تفتيت البلد والهرب منه؟
حين تراجع مقالته، تجد الرجل حائراً في تبرير فكرته، فيعود الى الماضي ويدعي بجرأة متناهية ان سايكس بيكو صمم ليحصر السلطة بيد السنة! ودون ان يشرح لنا هذه النظرية السياسية المدهشة. فالمعروف ان سايكس بيكو قسمت المنطقة بين بريطانيا وفرنسا، فكيف تم ترتيب هذا التقسيم بحيث لا يحكم الشيعة؟ الله وحده يعلم (إضافة الى سلام طبعا).ثم ستجد رقما افتراضيا عجيبا هو 45 مليار دولار في العام، يخسرها الشيعة حسب رأيه للمكونات الأخرى! وهناك مئة اعتراض على هذا الكلام:ألأول أن الرقم هائل ويبلغ اكثر من معدل نصف موارد العراق، ولو كان صحيحا او ممكنا لجعل كل السنة اثرياء (ستحصل كل عائلة سنية او كردية من 5 افراد بحدود 15 الف دولار في العام فقط من فرق التوزيع، إضافة الى ما يحصل عليه الشيعة! وبعد عشرين عاما من هذا الظلم الرهيب، اكيد كنا سنرى فرقا هائلا بين ما يملكه الشيعة وما يملكه غيرهم، وان مدن السنة ستنتعش بالأعمال والمشاريع اكثر من غيرها. فهل هذا صحيح؟ الذي اعرفه ان الانبار هي أعلى محافظة في العراق من ناحية البطالة!
الأمر الثاني هو كيف 'نهب' السنة والكرد تلك الأموال الهائلة من الشيعة، وبشكل مستمر لمدة 22 عاما بمعدل 45 مليار كل عام؟ بأية طريقة؟ هل بالابتزاز السياسي؟ أين ساسة الشيعة الذين يزيدون عن هؤلاء وهؤلاء؟ هل بالقوة العسكرية؟ أعداد الشيعة في الجيش والشرطة والمسلحين خارج الجيش والشرطة اكثر من اية جماعة أخرى!
المضحك في الأمر ان سلام لم يتحدث عن فقر شديد أصاب الشيعة بسبب السنة والكرد، إنما فقط قال ان المشكلة ان هؤلاء لا يعبرون عن امتنانهم للشيعة على هذه 'الهبة' التي يمنحونها لهم!
وهذه اول مرة اسمع أن مكونا منزعجا من 'عدم الامتنان' الى درجة ان يحطم بلده ليستقل، مع كل ما تعنيه هذه العملية من احتمالات للكوارث والمعاناة!
أما سايكس بيكو التي منحت الحكم للسنة حسب سلام، بتعويذة سحرية، فلم يذكر سلام كيف اثر ذلك على حق الشيعة في الحكم بعد 2003، ولم يتجرأ ان يقول ان هذا الامر الخرافي استمر، لأن جميع الحكومات التي تأسست كانت برئاسة رجل شيعي، بدون استثناء! حتى ان احدهم قال: اخذناها وبعد ما ننطيها! فالمفروض انه وضع يمثل اماني الشيعة، الذين وجدوا انفسهم الأغلبية السكانية في نظام حكم يعتمد على الأصوات، وفي بلد من الجهل والتخلف ان يحول ذلك الى محاصصة طائفية للشيعة فيها حصة الأسد! المفروض انه ان كان هناك احد يسعى الى الاستقلال فهي الأقليات وليس الأغلبية الحاكمة!
لكن الحقائق لا تعني شيئا بالنسبة للطبالين المأجورين. بل ان تعبيرهم عن مهارتهم هو بالذات بالكتابة بالضد من الحقائق. ولو ان سلام كلف بإقناع السنة بضرورة الانفصال لما وجد اية صعوبة في إعادة تركيب كلامه ليصل الى غاية من يدفع له راتبه. ولوجدته يولول على عيد الغدير الذي اجبر السنة على الاحتفال بإهانة من يحترمونهم طائفيا، وغيرها..في النهاية يرشد سلام الشيعة الى الطريق للخلاص من هذه العبودية وذلك باستخدام 'حق تقرير المصير' للسيطرة 'على ارضهم التاريخية '.. ويبدو اني لم اسمع بأن الشيعة خسروا ارضهم التاريخية وتم تهجيرهم، لكن ربما وصلت العبارة الى سلام من مصدر إسرائيلي مثلا..؟ لا ادري..المحزن في هذا السخف، اني متأكد انه يستطيع دغدغة مشاعر الكثيرين، وهذه الدغدغة كفيلة بإلغاء كل الحقائق المعارضة، لذلك وجدت نفسي اكتب لتوضيح ما اراه واضحا الى درجة السخف.الحقيقة، هي ان الشيعة والسنة والكرد، ينهبهم سفلة الشيعة والسنة والكرد، وبتنسيق وتوجيه مع السفارة التي ينبطح لها كل هؤلاء السفلة بدون استثناء او تمييز!إذا كانت هذه هي الحقيقة فكيف ستتخلص اية طائفة من ناهبيها بالانفصال، ان كانوا سينفصلون معها وهم من يقودها ويحكمها، قبل الانفصال وبعده؟الحقيقة الأخرى هي أن عدو الشيعة والسنة والكرد هو هذه السفارة وهذه الكلاب التي تؤجرها السفارة في السياسة وفي الاعلام لتسرع في تدمير بلاد وحياة الشيعة والسنة والكرد. وأن مهمة الطبال سلام عادل وأمثاله، هو أقناع الشيعة والسنة والكرد بأن عدو كل منهم هو الاثنين الاخرين، وهكذا تشتبك الضحايا مع بعضها وتنسى اعداءها!هذه هي الحقيقة التي أدركها معظم الشيعة والسنة والكرد، وان كان بشكل متأخر كثيرا جدا، ومع ذلك فهم بشكل عام مستعدين لنسيانها عند اية دغدغة طائفية او قومية. وان كانوا يعترفون بها حين توضع امامهم لكن من النادر ان ينتبه لها احد من نفسه او يتذكرها، إن لم يذكّره بها أحد.إن مجرد الحاجة الى الرد على مثل هذا الخريط الواضح السخف وواضح التوجه، يؤشر مدى بؤس الوعي العراقي وحجم الخطر القادم في زمن تعم فيه الفوضى كما لم تكن في أي زمن.
2025-03-06
The post إذا سقط الشيوعي صار قو..!صائب خليل first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
وزير يحتفل بدورة مياه وألف مليار دولار تُهدر بدون محاسبه!
مرَّ أكثر من اثنين وعشرين عاماً على التغيير السياسي في العراق ذلك التغيير الذي وُعد فيه العراقيون بعصرٍ جديد من التقدّم والازدهار والعدالة وتكافؤ الفرص. لكن الواقع يقول شيئًا آخر تماماً حيث يجد العراقي نفسه اليوم وبعد أكثر من عقدين محاصراً بذات الأزمات بل وربما أكثر تعقيدًا وعلى رأسها: انهيار البنية التحتية وأزمة الكهرباء وتدهور قطاع النقل والطيران. رغم تدفّق الموازنات المالية الهائلة خلال أكثر من عقدين لا تزال البنى التحتية في العراق دون مستوى الحد الأدنى من الكفاءة.الشوارع متهالكة أنظمة الصرف الصحي مفقودة أو غير فعّالة والخدمات الأساسية في بعض المدن تعود بمستواها إلى ما قبل خمسين عامًا. لا توجد خطة واضحة ولا تنفيذ حقيقي والمواطن ما زال يسير بين الحفر والمستنقعات في بلد يُعدّ من أغنى دول العالم بالنفط. الكهرباء تلك الأزمة المزمنة باتت عنوانًا للفشل المتراكم. لا يكاد يمر صيف على العراقيين دون أن يتحوّل إلى كابوس خانق من الحر والظلام. رغم أن ما صُرف على هذا القطاع تجاوز حاجز الألف مليار دولار لا تزال بعض المحافظات تحصل على ساعتين أو ثلاث ساعات من الكهرباء في اليوم فقط. هذا الرقم المهول وحده كفيل بتحويل العراق إلى دولة صناعية متقدمة ولكن أين ذهبت هذه الأموال؟ سؤال لا إجابة له سوى كلمة واحدة: الفساد. الطيران والنقل.. عزلة مؤلمة بمرور الزمن أما ملف الطيران فهو صورة أخرى من صور الانحدار. العراقي المقيم في الخارج والذي يرغب بزيارة وطنه يتنقل بين المطارات ويتكبّد مشقةً غير مبرّرة بسبب عدم وجود رحلات مباشرة من معظم دول العالم إلى العراق. لا توجد شركة طيران أجنبية كبرى تسير رحلات مباشرة إلى بغداد أو البصرة رغم أن هذه المدن تحتضن ملايين العراقيين في الداخل والخارج. السبب لا أحد يصرّح رسميًا. هل هو غياب معايير السلامة أم ضعف البنية التحتية للمطارات أم هو نتيجة الفساد الإداري وغياب الرؤية الإستراتيجية ما يزيد الألم هو أن دولًا مثل سوريا التي عانت من حرب بدأت خلال أسابيع قليلة من إعلانها الانفتاح على العالم تستقبل عروضاً من كبريات شركات الطيران الأوروبية لتسيير رحلات إلى دمشق. في المقابل يظهر وزير النقل العراقي مبتسماً في وسائل الإعلام وهو يفتتح دورة مياه في مطار بغداد الدولي وكأن هذا إنجاز تاريخي يُضاف إلى سجل العراق الحضاري. بينما مطارات العالم تسير فيها طائرتين كل دقيقة قادمة ومغادرة نجد أن مطار بغداد بالكاد يستقبل 20 طائرة يوميًا..


موقع كتابات
منذ 4 ساعات
- موقع كتابات
خدمة للمترفين وانتظار ومعاناة للمساكين
تسعى الدول التي تحترم مواطنيها جاهدة لتقديم افضل الخدمات لهم وتخفيف معاناتهم ، على عكس ما يحصل في عراق ما بعد 2003 وما اسس له الاحتلال من صيغ وممارسات محاصصاتيه اتاحت الفرص للاحزاب الاسلاموية استلام السلطات فاشاعت الفساد وحرمت المواطن من ابسط الخدمات .. لا نريد ان نطيل في المقدمة وندخل في صلب الموضوع فنقول ان المواطن في اغلب دول الجوار ومهما كان نوع النظام فيها وفرت خدمات كثيرة للمواطنين من دون تكليفه بمراجعة دوائر الدولة فتصله هويه التقاعد او هويه الاحوال المدنية الى المنزل من غير عناء .. في العراق كما يبدو كل شيء بثمن لايستطيع كثير من المواطنين دفعه ليحصلوا على خدمات من هذا النوع .. وقبل ايام حدثتني مواطنة قائلة انها استبشرت خيراً عندما علمت بوجود خدمة (vib ) للحصول على البطاقة الوطنية الموحدة من دون ان تكلف نفسها عناء مراجعة الدائرة التي تصدر مثل هذه البطاقات .. وتضيف حاولت ان اتصل هاتفياً من دون جدوى فاضطريت الى تكليف احد اقاربي لمراجعة دائرة الاحوال المدنية والاستفسار منهم عن سبل تقديم هذه الخدمة وكم عليها ان تدفع لقائها .. عاد قريبي وهو مصدوم ليخبرني بان ثمن هذه الخدمة ولكي يحضر الموظف المختص للبيت واصدار البطاقة الوطنية هي 250 الف دينار .. المبلغ ليس بالقليل خاصة وان راتبي التقاعدي هو 600 الف دينار !! السؤال الذي يطرح نفسه من يستطيع ان يتمتع بهذه الخدمة وبهذا السعر يا رئيس الوزراء ؟ انها خدمة كما يبدو وضعت للمترفين اصحاب الاموال والنفوذ وان علينا نحن المساكين ان نعاني من الروتين وننتظر مزاج هذا الموظف او ذاك مع جل احترامي لكل موظف نزيه يحرص على اداء واجبه باخلاص لخدمة المراجعين .. ياسادة زعماء الاحزاب الاسلاموية ويا مسؤولين اتقوا الله في المواطنين وارحموهم فهل يعقل انه وبعد اكثر من عشرين سنة تعجز الحكومة عن توفير شيء من الخدمات فمن المخجل ان نبقى نعاني من تردي ايصال الكهرباء ومن ماء اسالة مشكوك في نقاوته وحرمان من الخدمات الصحية والتعليمية وازمات لها اول وليس لها اخر .. ايها السادة خدمة ( vib) للحصول على البطاقة الوطنية كما يبدو وضعتموها للمترفين وما على المساكين الا الانتظار واستمرار المعاناة .. فمتى تلتفتون الى وجع المواطن المضحي الفقير ؟ متى ؟!


الأنباء العراقية
منذ 5 ساعات
- الأنباء العراقية
الداخلية السعودية تحدد عقوبة إيواء المخالفين خلال موسم الحج
متابعة - واع حذرت وزارة الداخلية السعودية من إيواء المخالفين من حاملي تأشيرات الزيارة (غير المخصصة للحج) بجميع أنواعها أو التستر عليهم داخل مدينة مكة المكرمة أو المشاعر المقدسة خلال موسم الحج. ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام وحددت الوزارة الفترة من الأول من شهر ذي القعدة (29 أبريل/ نيسان الماضي) وحتى نهاية الـ 14 من ذي الحجة (10 يونيو/ حزيران المقبل) لتكون فترة يحظر فيها وجود جميع حاملي التأشيرات (غير المخصصة للحج) في الأماكن المقدسة الخاصة بالحج، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، اليوم الأحد. وأوضحت الوزارة أن العقوبات تشمل غرامات مالية تصل إلى 100 ألف ريال (نحو 27 ألف دولار)، مشيرة إلى أن العقوبة يتم مضاعفتها بحسب عدد الأشخاص المخالفين الذين يتم إيواؤهم. وأشارت الوزارة إلى أن العقوبة تشمل التستر على المخالفين أو تقديم أي نوع من المساعدة لهم للبقاء في نطاق المشاعر أو مدينة مكة.