
توثيق صادق للأدوار الثقافية والتاريخية لـ"الطائيين" في عُمان وبلاد العرب
◄ سلمى البطاشية: "الطائيون في عُمان وبلاد العرب" بدأ من وثيقة أملاها عليَّ والدي تلبية لطلب المرحوم الشيخ حمد الطائي
◄ الشاعر سماء عيسى: أبناء قبلية طيّ نزحوا إلى السواحل واستقروا بها
◄ د. حميد النوفلي: الكتاب عمل موسوعي يتتبع أعلام قبيلة طي بشكل أفقي
◄ د. مجاهد عبد الله: الباحثة أماطت اللثام عن مآثر قبيلة طيّ الحيّة بيننا بأعلامها وأمجادها
◄ د. غالية عيسى: البحث التاريخي والموسوعي ضروري لترسيخ الهوية وتمتين الوحدة الوطنية
الرؤية- ناصر أبوعون
تصوير/ راشد الكندي
احتضن معرض مسقط الدولي للكتاب مساء الأربعاء نقاشًا أكاديميًا مُثريًا، حول كتاب "الطائيون في عُمان وبلاد العرب.. الجاهليون والصحابة والتابعون والعلماء والأمراء"، للباحثة والمُحقِّقة سلمى بنت سيف بن حمود البطاشية، وذلك ضمن الفعاليات الرسمية للمعرض في دورته التَّاسعة والعشرين.
وأدارت الندوة الدكتورة غالية بنت عيسى الزبيدية، وبدأت حديثها بالقراءة من افتتاحية الكتاب والتي جاءت تحت عنوان: "قول على قول" كتبها حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، والتي يقول فيها: "حتى لا نفقد البوصلة نحو العُلا، حتى ننجو من آفة النسيان، حتى نكون أوفياء وأبناء بررة. إلى الأجيال الصاعدة هذه سيرة أجدادكم محفورة في سطور من نور في جبين التاريخ سيرة نضرة ومسيرة عطره وقدوات نستلهم منها عبق التاريخ ونستضيء بها في دروب الحياة سائرين على هداهم إلى المستقبل بخطىً واثقة ورؤىً ثاقبة".. هذه شذرات الإهداء الذي تصدر صفحات الكتاب وأنار للقارئ أهمية هذا الكتاب وهدفه كمشروع وطني أريدَ به إضاءة أفق الأجيال القادمة وهديهم إلى تاريخ أجدادهم.. ثم تأتي فصول الكتاب تحت عناوين كثيرة تضمنت مسيرة الطائيين في سلطنة عُمان وبلاد العرب في مراحلٍ وأمصارٍ مختلفة التي أبرزها الكتاب وسلّطت البطاشية عليها الضوء، وناقشت دورهم السياسي والثقافي في عُمان وبلاد العرب.
وقالت: "لأن البحث التاريخيّ والموسوعي ضروري لترسيخ الهويّة وتمتين الوحدة الوطنية نأمل أن نستمع ونناقش تفاصيلٍ متخصصةٍ وأكثر دقةٍ سيقدمها الأساتذة الباحثون الأجلاء ضيوف هذه الندوة من خلال قراءاتهم لفصول وصفحات هذا الكتاب للوقوف على دوره المهم في إثراء المكتبة الإسلامية والعُمانية والعربيّة".
الشرارة الأولى لفكرة الكتاب
وعن بداية ظهور فكرة كتاب "الطائيون في عُمان وبلاد العرب"، قالت سلمى بنت سيف البطاشية إن فكرة هذا الكتاب انطلقت في بداياتها من رغبة حقيقية في تتبع تأريخ عائلة الطائي في عُمان، والبحث في أصولها العريقة، وأعلامها البارزين، وأماكن تواجدهم ومواقع انتشارهم عبر محطات التأريخ، سواء أكان ذلك داخل عُمان أو خارجها. وأضافت: "انطلقت الشرارة الأولى لهذا العمل البحثي مع ذكرى عزيزة على قلبي وتركت أثرا بالغا في نفسي حين أملى علَيَّ والدي وسيدي فضيلة الشيخ القاضي سيف بن حمود بن حامد البطاشي وثيقة خططتها بيدي استجابة لإملائه، نزولا عند طلب أخيه وصديقه الشيخ حمد بن عيسى الطائي- رحمهما الله؛ حيث جمع فيها معلومات عن عائلة الطائي وأسباب تسميتهم وهجرتهم وأعلامهم؛ فكانت تلك الوثيقة هي النواة الأولى التي دفعتني للبحث والتقصِّي، وحين فرغت من توثيق ما تيسر عن عائلة الطائي في عُمان ودولة الإمارات، دفعني الحرص على استكمال الصورة إلى البحث عن امتداد العائلة في شرق أفريقيا؛ حيث قادتني الخيوط التأريخية والروابط العائلية إلى مواطن حضورهم هناك، فكان ذلك خطوة أساسية ومهمة لإكمال جوانب هذا التوثيق، ومن هناك انتقلت إلى مرحلة جديدة، حيث بدأت الكتابة عن الطائيين في عُمان، مستعرضة نماذج مشرقة من أعلامهم، عبر قرون التأريخ منذ العصر الجاهلي وصدر الإسلام وجمعتُ سيرهم الذاتية والعلمية من بطون القواميس والمخطوطات منذ أيام العصر الجاهلي وصدر الإسلام والخلافتين الأموية والعباسية، وصولا إلى عصر الدويلات والإمارات التي تناثرت في شتى الأصقاع والبلدان، وركزتُ في البحث عن الصحابة والتابعين منهم والشعراء، والذين تولوا الإمارة والقضاء وفي مقدمتهم الصحابي الجليل مازن بن غضوبة الطائي، لتتوالى بعده سِيَر شخصيات طائيّة تركت بصماتها في مختلف المجالات، ومن هنا بدأ هذا العمل يتوسع، حتى اكتمل واتخذ شكله النهائي".
ومضت البطاشيّة تقول "أود في هذا المقام أن أتوقف عند جانب بالغ الأهمية في هذا الكتاب الموسوعي، وهو الوثائق التأريخية التي استندتُ إليها في بناء مادته؛ حيث لا يمكن الحديث عن هذا العمل الذي استغرق سنوات عديدة دون التطرق إلى الوثائق العُمانية الخاصة التي منحته ميزة استثنائية والتي يظهر بعضها للمرة الأولى إلى العلن. وقد تنوعت مصادر هذه الوثائق بين ما هو محفوظ في مكتبة والدي- رحمه الله- والتي قد اطلع عليها الشيخ حمد بن عيسى الطائي- غفر الله له- وقد أهداه والدي نُسَخًا منها قبل وفاتهما بفترة قصيرة، ووثائق أخرى حصلت عليها تصويرًا من هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، إلى جانب ما حصلت عليه بالمراسلات البريدية والشخصية مع الطائيين القاطنين في شرق أفريقيا عبر التواصل مع أبناء العائلة هناك".
ملاحظات أولية
وبدأ الشاعر سماء عيسى حديثه عن الكتاب بالقول: "لا بُد من الإشارة في عجالة إلى المعلومات عن قبائل الطائيين العُمانية الواردة في كتاب الباحثة؛ حيث إن هناك نقصًا واضحًا في ذكر بعض القبائل والبطون التي تنتمي إلى قبلية طيّ مثل المطاريش والنباهنة وغيرهم". وأضاف عيسى: "أعتقدُ أن علماء الأنساب في عُمان هم الأقرب إلى دراسة تاريخ القبائل، وخاصةً في الرد على كثير مما ورد في الكتاب عن تاريخ ونشأة القبائل العُمانية؛ فالموضوع ليس بالسهولة العابرة، لأنه يمُس صميم التنوع الجغرافي والعرقي والنسبي لدى العُمانيين". وأوضح عيسى أن والد الباحثة قد أحدث خلافًا بين سائر المورخين السابقين والمحدثين؛ حيث أكد أن القبر الذي يظن البعض أنه للصحابي مازن بن غضوبة في عُمان بولاية سمائل ربما يكون لشخص آخر، وقد أيد رأي ابن الأثير وغيره أن مازن بن غضوبة وصالح بن المتوكل قُتلا شهيدين في بردع بأذربيجان، ويُستنتج من ذلك أن قبر مازن ربما يعود لأحد أقاربه أو صحابي آخر، وربما القبر يعود إلى اثنين من نباهنة طيّ، وهما الدقدقان الشهيران تاريخيًا.
وتابع الشاعر سماء عيسى قائلًا: "نعود إلى قضية أخرى وهي تبرير وجود قبائل طيّ في المناطق الساحلية، وهو تفسير أوَّلي لعدم مشاركة الطائيين في أحداث عُمان السياسية، وخاصة التي رافقت نشأة دولة النباهنة، والسبب في وصول طيّ متأخرة إلى عُمان بعد الأزد، أما قبيلة بني بطَّاش فهؤلاء وصلوا إلى عُمان مع نشأة دولة بني رسول، بعد مراحل طويلة من دخول الأزد والطائيين".
كما أثار سماء عيسى قضية أخرى وهي أن أفراد قبيلة طيّ نزحوا إلى السواحل واستقروا بها، وأن ظهور نوابغهم في عُمان كان متأخرًا عن قبائل الرحلة الأولى التي قام بها الأزد، وكانوا بمنأى عن الصراعات السياسية". ولفت عيسى إلى أن التحالف بين طيّ وبني بطاش، كان في حقيقته تحالفًا سياسيًا وليس نَسَبِيًّا، مشيرًا إلى أن الباحثة لم تقدم ما يدل على القرابة النَسَبِيّة، وأغلب الظن أن أجداد بني بطاش ليسوا طائيين، وإنما العلاقة بينهما هي في صميمها علاقة تحالفات سياسية لا سواها.
وسلط سماء عيسى الضوء على قضية أخرى، وهي أن المتأخرين من الطائيين ومنهم الشيخ زاهر الطيواني كان من أوائل المهاجرين إلى أفريقيا، نتيجة العصبية القبيلة التي حدثت في نزوى، وترك عُمان وسافر إلى شرق أفريقيا، في الجزيرة الخضراء؛ حيث تُورِد الباحثة سجلًا حافلًا لعدد من كُتبه المنسوخة، دون أن نعلم ما إذا ترك مؤلفات أم لا. وذكر عيسى نموذجًا آخرَ وهو الشيخ حمد بن سعيد بن عامر الطيواني الذي جاء لمسقط تاركًا نزوى لأسباب تتعلق بالفتنة القبلية، واستقر في بوشر ودرّس وعلَّم الكثيرين من رجال دولة الإمام عزان بن قيس.
عمل موسوعي وجهد علمي
وقدم الدكتور حميد النوفلي في مداخلته قراءةً متأنيةً تناول فيها بشيء من التحليل المُعمَّق الحديث عن الكاتبة وعن أبيها وجهوده العلمية المعروفة، فهو العالم والمؤرخ والفقيه والنسابة، والذي يعد من رجالات العلم ومن المشتغلين بالتاريخ وأهل الأنساب في عُمان في العصر الحديث، ونتاجه المعرفي يشهد على ذلك. كما تبرز هذه الورقة البحثية العلاقة العلمية بين الكاتبة وأبيهما ومدى تأثر منهجها العلمي بمنهج والدها في دلالة واضحة على أنها كانت تأخذ العلم عنه حتى تمكنت من الصنعة وقدمت كتابات مهمة بأسلوب رصين. وأشار إلى أن هذه الصورة تعيدنا إلى دور المرأة في الحركة العلمية عبر العصور، والتي تتشابه فيما بينها إلى حد كبير؛ حيث تقوم المرأة بالتأليف والنسخ وكتابة ما يملي عليها المؤلف؛ سواء كان زوجها أو أبيها أو غير ذلك. وقال: "بهذا الجهد العلمي تُقدِّم لنا البطاشية نموذجًا عصريًا لهذا الصنف من النساء الرائدات، فكانت تكتب ما يُملي عليها والدها كما صرحت بذلك كما في قولها: "كتبتُه عن إملاء الوالد سيف بن حمود البطاشي". وعند الحديث عن الكاتبة كان لزامًا الإشارة إلى مؤلفاتها بالضرورة لبيان ثمرة جهدها في ميدان الكتابة والتأليف.
وأضاف النوفليّ أنّ الكتاب عمل موسوعي يتتبع أعلام قبيلة طئ بشكل أفقي من خلال تتبع انتشارهم في البلاد العربية وهجراتهم المختلفة، ورأسي عبر تسليط الضوء عليهم في مراحل التاريخ المختلفة بدءًا من العصر الجاهلي وصولًا إلى يومنا هذا.. واختتم النوفلي ورقته بذكر بعض الملاحظات على الكتاب، مثمنًا للباحثة جهدها الكبير في إنتاج معرفة جديدة وتقديمها للمكتبة العُمانية والعربية على حد سواء.
معجم
لأعلام قحاح ورجال صحاح
وتحدث الدكتور مجاهد عبد الله من جامعة الأزهر، فقال إن البوصلة العلمية التي أمسكت بها الباحثة سلمى بنت سيف بن حمود البطاشية لم تفقد اتجاهها حين وجهتها في هذا المعجم القبلي النَسَبي الذي ترجمت فيه زهاء 500 شخصية من أعلام قبيلة طيّ ورجالها.
وأكد الدكتور مجاهد في معرض حديثه أنّ هذا المعجم ضم بين دفتيه تاريخ الأقدمين والمحدثين من أمة العرب وشرقًا غربا، لأمة حاضرها ميت وماضيها حيّ، حيث جالت الباحثة وصالت في جنيات بيوت العرب ومواطنهم في قبيلة طي، فكشفت المستور وأباح المحظور عن قبيلة عظيمة هي حيَّة بيننا بأمجادها وأعلامها.
وأكد في مناقشته أنّ قبيلة طيّ لها في تاريخ العرب أمجاد وفي حاضرهم مفاخر وآماد، فمنهم الصحابة والتابعون والنحويون والمحدثون والقراء والشعراء أهل الكرم والشجاعة، وأصحاب المجد وأشياعه، نساء ورجالًا حكامًا وأمراءً.. فكم في قبيلة طيّ من شخصيات ورموز أوقفتني وجعلتني لا أمر عابرًا ولا أرحل مسرعًا، وكأن الاستاذة سلمى بنت سيف بن حمود البطاشية أرادت أن تفاخر بهم العرب، كما فاخر الشاعر الفرزدق بنسبه أمام جرير حين قال أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع.. نعم، إنها سلسلة طيبة وأجيال متتالية، كلما قابلتُ نجمًا علمًا تبعه نجم ومن ورائه شموس وطلوع، وأعلام قحاح ورجال صحاح؛ إنها قبيلة طي والتي لها في عُمان وغيرها من بلاد العرب أصول وفروع من البطاشيين والحواسنة وغيرهم، قد سبروا أغوار الزمان، وجالوا فيه وصالوا علمًا وأدبًا وحكمة وحكما.. فمن جاهلية عربية كريمة؛ حاتم بن عبد الله الطائي الجواد الفارس، والد سفانة التي كانت قدمَ خير على أهلها بدخولهم في الإسلام، ومن الصحابة عديّ بن حاتم الطائي صاحب رسول الله أجود العرب وأعقلهم، وزيد الخيل الذي أسماه النبي (صلى الله عليه وسلم) زيد الخير، ومن التابعين رافع بن عمرو السنبسي الطائي أصل الطائيين في مصر في مدينة السنطة بمحافظة الغربية (شمال مصر) وغيرهم في صعيد مصر جنوبًا. ومن وجهائهم الصحابي الجليل مازن بن غضوبة أوَّل من أسلم من أهل عُمان؛ فأرشدهم إلى الحق وهداهم، فضلًا عن غيرهم من المحدثين والفقهاء والزهاد والنحويين كابن مالك النحوي صاحب الألفية، والشعراء كالبحتري وصفيّ الدين الحليّ صاحب القصيدة البديعية في مدح الرسول وهو صاحب القول:
لما رأيت بني الزمان وما بهم // خلٌّ وفيٌّ للشدائد أصطفي
يقنت أن المستحيل ثلاثة // الغول والعنقاء والخل الوفي
.
وأثنى د. مجاهد على الجهد العلمي الذي بذلته الباحثة سلمى البطاشية وذكر أنها قامت بعمل معجميّ قبليّ تجلّت فيه رصانة البحث العلمي والجهد المبذول المشكور عليه من الباحثة الرصينة سليلة بيت العلم وربيبة فنون الحكمة وأصول التاريخ ورصانة القضاء. أشكر الباحثة على جهدها المضنى وعملها الشاق الذي بذلته بتسليطها الضوء على أعلام هذه القبيلة الغراء وأعلامها العظماء، قبيلة طي معدن العرب وأصلهم ومشربهم ورفدهم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


DW
منذ 20 دقائق
- DW
وزير ألماني يرفض التضامن مع إسرائيل إجبارا ومجلس اليهود يحذر – DW – 2025/5/27
عكس تصريح المستشار الألماني فريدريش ميرتس تحولا غير مسبوق في السياسة الألمانية تجاه الحرب الدائرة في غزة، وموقفا لم تألفه إسرائيل من ألمانيا، وعلى إثره تتناسل ردود الفعل دون توقف. رويترز، د ب أ، أ ف ب ماجدة بوعزة رويترز، د ب أ، أ ف ب ماجدة بوعزة رويترز، د ب أ، أ ف ب قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول اليوم الثلاثاء (27 مايو/ أيار 2025) إن بلاده لن تتضامن مع إسرائيل بالإجبار، معبرا عن صدمته من الحملة الإسرائيلية على غزة التي تحرم سكان القطاع من الغذاء والدواء. وأضاف في مقابلة إذاعية: "يجب ألا يُستغل التزامنا بمكافحة معاداة السامية ودعمنا الكامل لحق دولة إسرائيل في الوجود والأمن كأداة في الصراع والحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة". وأردف كبير الدبلوماسية الألمانية بالقول: "نحن في مرحلة تحتم علينا التفكير بجدية في أي من الخطوات الجديدة التي يلزم اتخاذها"، دون الخوض في تفاصيل أخرى. المجلس المركزي لليهود يعبر عن تفهمه ويحذر هذا الجدال، اندلع بعد تصريحات المستشار الألماني فريدريتش ميرتس يوم الاثنين في منتدى أوروبا للشرق الأوسط في برلين، حيث قال: "بصراحة، لم أعد أفهم ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، ولأي هدف". لم يعد من الممكن تبرير مثل هذا الضرر الذي يلحق بالسكان المدنيين، بمحاربة إرهاب حماس". جاء رد السفير بروسور يوم الثلاثاء في مجلة ZDF الصباحية، حيث قال: "عندما يثير فريدريش ميرتس هذه الانتقادات ضد إسرائيل، فإننا نستمع بعناية شديدة لأنه صديق. لكن رغم ذلك، تظل إسرائيل ملتزمة بهدف "القضاء على حماس كمنظمة إرهابية". ويشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية. من جهة أخرى، أكد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا جوزيف شوستر في برنامج "بلاتفورم إكس"، أن "حماس تتحمل مسؤولية المعاناة. ويمكنها إنهاء هذه الأزمة بإطلاق سراح الرهائن المختطفين في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتسليم أسلحتها". وأكد المتحدث أنه يفهم لماذا تحدث المستشار عن الوضع في غزة في الوضع الحالي بلهجة ناقدة. لكن شوستر يرى أن "القتال ضد حماس هو صراع وجودي بالنسبة لإسرائيل، وليس هناك بديل آخر". وأكد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، على ضرورة إبقاء الخسائر في صفوف المدنيين عند أدنى مستوى ممكن، موضحا أن المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة ضرورية. وفي الوقت نفسه، دعا شوستر السياسيين إلى تجنب استخدام السرديات المعادية للسامية التي تقلل من أهمية الكراهية تجاه اليهود من خلال الإشارة إلى سلوك إسرائيل في الحرب. توبيخ تاريخي من ألمانيا لإسرائيل بتصريحاته أمس، وجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم الثلاثاء أشد توبيخ لإسرائيل حتى الآن، إذ انتقد الغارات الجوية المكثفة على غزة واصفا إياها بـ "غير المنطقية". تعكس هذه التعليقات التي جاءت خلال مؤتمر صحفي في فنلندا، تحولا أوسع نطاقا في الرأي العام وكذلك استعدادا أكبر لدى كبار السياسيين الألمان لانتقاد سلوك إسرائيل منذ هجمات حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ورغم أن تحول اللهجة ليس انهيارا تاما للعلاقات الألمانية الإسرائيلية، فإن له أهمية في بلد تتبع قيادته سياسة المسؤولية الخاصة تجاه إسرائيل والالتزام بأمنها ومصالحها الوطنية بسبب إرث المحرقة النازية. تعد ألمانيا، إلى جانب الولايات المتحدة، من أشد الداعمين لإسرائيل لكن كلمات ميرتس تأتي في وقت يراجع فيه الاتحاد الأوروبي سياساته تجاه إسرائيل، كما هددت بريطانيا وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" بشأن غزة. الضغط من الأسفل؟ وجه فيليكس كلاين، مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة السامية، توبيخا آخر لاذعا لإسرائيل هذا الأسبوع، ودعا إلى مناقشة موقف برلين تجاه إسرائيل، قائلا إن الدعم الألماني بعد المحرقة لا يمكن أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل. وقال المؤرخ الإسرائيلي موشيه زيمرمان إن الرأي العام في ألمانيا تجاه إسرائيل كان رد فعله مماثلا للموقف في بلدان أخرى. واستطرد "يمكنك أن تلمس ذلك في رد فعل وزير الخارجية الألماني الجديد، فاديفول، وبشكل غير مباشر في عدم تكرار ميرتس وعده بدعوة نتنياهو لزيارة البلاد. هذا وضع غير مسبوق، إذ يُجبر الضغط من الأسفل الطبقة السياسية على إعادة النظر". الوضع في غزة يتفاقم.. والضغط على الساسة يتزايد تدافع آلاف الفلسطينيين اليوم الثلاثاء إلى مركز لتوزيع المساعدات الغذائية غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في أول أيام تطبيق الآلية الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات، ما أدى إلى فوضى شاملة وفرار عناصر شركة أمنية أمريكية خاصة كانت تشرف على الموقع. وفي تعليق على الحادث، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي "فشل فشلا ذريعا في مشروع توزيع المساعدات ضمن مناطق العزل العنصرية، وسط انهيار المسار الإنساني وتصاعد جريمة التجويع". وأضاف المكتب في بيان: "اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يوما، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين، ما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال". وحمل المكتب إسرائيل المسؤولية المباشرة عن "حالة الانهيار الغذائي في غزة، واستخدام المساعدات كسلاح حرب وأداة ابتزاز سياسي"، مطالبا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بـ"التحرك الفوري لإيقاف هذه الجريمة وفتح المعابر بشكل عاجل ودون قيود". بالمقابل، قال الجيش الإسرائيلي الثلاثاء إن قواته لم تطلق النار مباشرة من الجو باتجاه مركز توزيع مساعدات تابع لمؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة في مدينة رفح بقطاع غزة، لكنه أشار إلى إطلاق طلقات تحذيرية في منطقة خارج المركز. وأضاف أنه تمت السيطرة على الوضع وأن توزيع المساعدات سيستمر كما هو مخطط له. تحرير: ع.غ


الكويت برس
منذ 20 دقائق
- الكويت برس
كاريكاتير 25-05-2025 #اخر الاخبار
الكويت برس - اخبار الكويت : شكرا لك لمشاهدة الموضوع التالي كاريكاتير 25-05-2025 ، من كويت برس نتابع معكم تفاصيل ومعلوماته كما وردت الينا فتابعونا. كانت هذه تفاصيل كاريكاتير 25-05-2025 نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله . و تَجْدَرُ الأشارة بأن الموضوع الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جريدة الجريدة وقد حاول فريق المحريين في الكويت برس بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.


عبّر
منذ 21 دقائق
- عبّر
قضاء سيدي سليمان يدين إدريس الراضي بأربع سنوات نافذة
قررت المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان، يومه الثلاثاء 27 ماي 2025، إدانة القيادي السابق بحزب الاتحاد الدستوري، والبرلماني السابق عن نفس الحزب، إدريس الراضي ، بأربع سنوات سجنا نافذة، على خلفية في ملف يتعلق بتزوير وثائق تتعلق بأراضي سلالية والتصرف فيها دون وجه حق. كما أدانت المحكمة، شقيقه، كريم الراضي، بالحبس لمدة ثلاث سنوات إضافة إلى نائبين عن الجماعة، وموظفين بقسم الشؤون القروية بعمالة سيدي سليمان بسنة ونصف حبسا نافذا. ويتعلق الملف بالتزوير للاستيلاء على 83 هكتارا من الأراضي السلالية بمنطقة أولاد حنون التابعة للجماعة القروية القصيبية، من خلال صنع إقرارات وتصاريح تتضمن وقائع غير صحيحة، واستعمالها للحصول على شواهد إدارية عن طريق الإدلاء ببيانات كاذبة. وكان الاتحاد الدستوري قد قرر طرد إدريس الراضي، من أجهزة الحزب وجميع هياكله، نظرا لما صدر منه من 'إخلالات وتصرفات خطيرة ولا مسؤولة أساءت إلى الحزب ومناضليه'.