
"فايننشال تايمز": كيف أخطأت "إسرائيل" ووحّدت الإيرانيين ضدها؟
صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تنشر مقالاً تناول الوحدة لدى الشعب الإيراني خلال الحرب، مسلطاً الضوء على موقف شريحة من المعارضين الإيرانيين الذين قرروا تعليق انتقاداتهم للنظام والتوحد في مواجهة التهديدالوطني.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
كان رضا كيانيان، الممثل الإيراني المخضرم الحائز على جوائز، من أبرز المنتقدين للجمهورية الإسلامية من داخل البلاد منذ سنوات، إذ استخدم صفحته الشهيرة على موقع إنستغرام للتشكيك في المبادئ الأيديولوجية للنظام.
ومع ذلك، عندما شنت "إسرائيل" هجومها على إيران هذا الشهر، انضم كيانيان سريعاً إلى صفوف المعارضين الذين احتشدوا حول العلم، ضمن موجة الحماسة الوطنية التي عمّت البلاد، البالغ عدد سكانها 90 مليون نسمة، منذ بدء الحرب التي استمرت 12 يوماً.
وكتب كيانيان على إنستغرام بعد اندلاع الحرب: "إيران كانت موجودة، ولا تزال، وستبقى".
فاجأ هذا الشعور الجديد بالوحدة، المراقبين والسياسيين داخل إيران وخارجها. فبينما حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعوة الشعب الإيراني إلى الثورة ضد الجمهورية الإسلامية، اختار حتى أشدّ معارضي النظام تعليق انتقاداتهم مؤقتاً، معتبرين أنّ ما يجري ليس حرباً على النظام فحسب، بل على إيران نفسها. 27 حزيران 10:37
26 حزيران 13:52
قال كيانيان، البالغ من العمر 74 عاماً، لصحيفة "فاينانشل تايمز": "لا يمكن لشخص يجلس خارج إيران أن يأمر الشعب بالانتفاض. إيران بلدي. أنا من يقرر، ولن أنتظر أن يُملى عليّ ما أفعل في وطني".
حين شنت "إسرائيل" هجومها في 13 حزيران/يونيو، قرر الإيرانيون سريعاً أنّ هذه ليست لحظة التغيير المنشودة. فقد صدم القصف كثيرين، إذ قالت "إسرائيل" إنه استهدف مواقع تابعة للنظام، بينما أفاد مسؤولون إيرانيون بمقتل 627 شخصاً وتدمير 120 مبنى سكنياً في طهران، قبل أن ينتهي التصعيد بهدنة هشة يوم الثلاثاء.
قالت مريم، وهي ربة منزل تبلغ من العمر 39 عاماً، وتُعرف بانتقاداتها للنظام: "شعرنا بأننا عالقون بين قوى لا تسعى إلا لتحقيق طموحاتها الخاصة، لا من أجل رفاهيتنا. لقد ذكّرنا نتنياهو بأننا قد نخسر حتى القليل الذي نملكه. وبهذا المعنى، خدم الجمهورية الإسلامية من دون قصد".
خلال الحرب، ركّزت اللافتات المرفوعة في طهران على مفاهيم قومية، وأشاد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، يوم الخميس، بما وصفه بـ"الوحدة غير العادية" للشعب.
وفي رسالة مصوّرة ركّز فيها على "إيران كأمة"، لا كجمهورية دينية، قال: "أمة قوامها 90 مليون نسمة توحّدت بصوت واحد، متكاتفة رغم اختلافاتها". وأضاف: "بات جلياً أنه في الأوقات الحرجة، يُسمع صوت الأمة".
قال مصدر مطّلع في دوائر النظام: "الشوارع لم تشهد أي احتجاجات مناهضة للحرب، كما أنّ الحكومة حرصت على توفير الغذاء والوقود في كل مكان".
ويبدو أنّ الحرب، في الوقت الراهن على الأقل، عزّزت من الدعم الشعبي النسبي لبرنامج الصواريخ البالستية، والحملة الحكومية ضد المتعاونين المزعومين مع "إسرائيل"، بل وحتى الحماسة لفكرة امتلاك سلاح نووي – وهو أمر تؤكد الجمهورية الإسلامية أنها لا تسعى إليه.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


LBCI
منذ 42 دقائق
- LBCI
الأونروا: نظام توزيع المساعدات الإسرائيلي الأميركي الجديد في غزة بات ساحة للقتل
مجلس الشيوخ الأميركيّ رفض محاولة لمنع ترامب من استخدام المزيد من القوة ضد إيران مجلس الشيوخ الأميركيّ رفض محاولة لمنع ترامب من استخدام المزيد من القوة ضد إيران ترامب عن وقف إطلاق النار في غزة: أعتقد أنه قريب وقد يكون خلال الأسبوع المقبل


الميادين
منذ ساعة واحدة
- الميادين
ما تداعيات سيطرة روسيا على شيفتشينكو بالنسبة لصفقة المعادن بين كييف وواشنطن؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ القوات الروسية سيطرت خلال الأيام الأخيرة على منجم ليثيوم استراتيجي في قرية شيفتشينكو، غربي دونيتسك، ما "يُشكل ضربة خطيرة للخطط الأوكرانية لتوريد المواد الخام الاستراتيجية إلى الولايات المتحدة". وعلى الرغم من صغر مساحة المنجم – نحو 100 فدان فقط – فقد اعتبره محللون من أثمن مواقع الليثيوم في البلاد، نظراً إلى تركيز المعدن العالي فيه. ويُستخدم الليثيوم في تصنيع البطاريات الكهربائية والتقنيات المتقدمة، وقد صنّفته واشنطن بأنه عنصر حيوي للاقتصاد الأميركي والأمن القومي. اليوم 14:41 اليوم 09:01 وعليه، كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب قد وقّعت اتفاقاً تاريخياً يمنح الولايات المتحدة حق الوصول المباشر إلى موارد أوكرانيا المعدنية، في محاولة لتقليل اعتمادها على الصين التي تُهيمن على سلاسل توريد المعادن النادرة. ولكن "التحدي الأكبر"، أمام هذا الاتفاق وفق الصحيفة، هو "استمرار تقدم روسيا في ساحة المعركة"، فمع سيطرة موسكو حالياً على نحو خُمس الأراضي الأوكرانية، باتت تتحكم فعلياً بعدة رواسب من التيتانيوم، والمنغنيز، والفحم، وفقاً لخريطة صادرة عن معهد دراسات الحرب الأميركي. وفي السياق، نقلت "نيويورك تايمز" عن ميخايلو زيرنوف، مدير شركة "كريتيكال ميتالز كورب" الأميركية التي كانت تمتلك ترخيص استغلال المنجم، قوله إنّه "إذا واصلت روسيا التقدم، ستُسيطر على المزيد من الرواسب الحيوية، وهذا يُهدد الاتفاق بالكامل". ويُنشئ الاتفاق الأميركي - الأوكراني صندوقاً استثمارياً مشتركاً يمنح واشنطن أولوية الاستثمار في قطاع التعدين الأوكراني، ضمن رؤية استراتيجية لتقليل الاعتماد على الصين. وخلال مفاوضات الاتفاق، طلبت أوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية لحماية هذه الموارد من التقدم الروسي، معتبرةً أنّ ذلك يُحقق أيضاً مصلحة اقتصادية لواشنطن، لكن الأخيرة رفضت الربط بين الاتفاق المعدني والدعم العسكري. وتُعوّل كييف على هذه الشراكة لتأمين دعم طويل الأمد من الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، وافقت الحكومة الأوكرانية مؤخراً على خطوات أولى لفتح منجم ليثيوم كبير مملوك للدولة أمام الاستثمار الخاص، وفق الصحيفة.


LBCI
منذ ساعة واحدة
- LBCI
اللقاء الديمقراطي: لحصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية الشرعية
شددت كتلة "اللقاء الديمقراطي" على ضرورة استكمال تطبيق القرار 1701، بما يشمل انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة كافة، وعلى أهمية حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية الشرعية. وأشادت الكتلة في بيان بعد اجتماعها الدوري في دار المختارة، برئاسة رئيس الكتلة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط، بالخطوة التاريخية التي قام بها الحزب التقدمي الإشتراكي بتسليم السلاح لديه إلى الدولة، وحثّت الجميع على الاقتداء بالمثل. وأكدت الحاجة على إبقاء لبنان بمنأى عن التدخل في ما لا تحتمله طاقة اللبنانيين، والانصراف الى معالجة القضايا الداخلية والاصلاحات ومواجهة التحديات المالية والمعيشية والاقتصادية. وقد ناقشت الكتلة خلال اجتماعها جدول أعمال الجلسة التشريعية المرتقبة يوم الاثنين المقبل، مؤكدة "مقاربة كل بند من بنودها بروح المسؤولية التي تحفظ المصلحة العامة بعيدًا عن التوظيف السياسي". وجددت الكتلة تمسّكها بحق اللبنانيين المغتربين في الخارج بالمشاركة الكاملة في الانتخابات النيابية، بما يشمل حقهم في الاقتراع للنواب في دوائرهم الـ١٥، أسوة بالمقيمين، وذلك تكريسا لمبدأ المساواة بين المواطنين، وتعزيزا لعدالة التمثيل. وشددت على ضرورة معالجة مطالب المدارس الرسمية، وخصوصًا لجهة تأمين تمويل مستدام لصناديقها التشغيلية، أو اعتماد حلّ يضمن حقوق المتعاقدين من دون تحميل تلك المدارس أعباء إضافية تهدد استمراريتها ودورها التربوي.