
غزة.. وقف إطلاق النار أم الحرب؟
ولا شك أن المعطيات والمتغيرات التي تمر بها المنطقة بعد حرب إسرائيل وإيران تشير إلى وجود مناخ جديد ومعطيات مختلفة تتطلب تغييرًا في الأولويات وتعديلًا في التوازنات والحسابات بالمنطقة، وأولها الحرب على غزة.
فاليوم أمريكا اللاعب الأساسي في المنطقة تريد إعادة هندسة المنطقة بعد حرب إيران وإسرائيل وترى البداية بترتيب الوضع في غزة عبر تغيير على الأرض تحت تهديد السلاح وليس وقف الحرب؛ إذ أنها في فترة الـ 60 يومًا يجرى خلالها التفاوض على ما يعرف بـ "اليوم التالي" ويعني بالنسبة لإسرائيل وأمريكا خروج حماس وسلاحها من غزة وإعادة إعمارها وفق رؤية ترامب ونتنياهو في ظل إدارة يتم اختيارها.
كما يشير السيناريو أيضًا إلى أن إسرائيل لن تغادر قطاع غزة وكل ما يحدث هو إعادة تموضع للقوات المحتلة، وتظل الهيمنة والسيطرة لها وتمارس عملياتها في القتل والتدمير متى أرادت وحيث شاءت.
في المقابل، فإن فصائل المقاومة ترى أن نزع السلاح والخروج من غزة يعني بالنسبة لها الاستسلام التام وضياع حق الشعب الفلسطيني، خصوصًا إذا كانت الإدارة المقترحة في اليوم التالي ستتم دون إرادة فلسطينية.
وهنا تبرز الهوة وتتسع الفجوة بين الموقفين، بينما يدفع الشعب الفلسطيني أثمانًا باهظة جراء هذا العدوان الوحشي الذي زاد في وحشيته باستخدام سلاح التجويع ضد السكان، وتحولت نقاط توزيع المساعدات إلى مصائد لقتل المجوعين كل يوم بالعشرات تحت سمع وبصر العالم وفي مشهد كارثي لم يعرفه التاريخ من قبل.
إذن الأمر هو صراع إرادات وليس مفاوضات تقوم على مبادئ تلزم المحتل بالانسحاب من غزة وتوقف هذه المجازر المروعة التي ترتكب كل يوم في حق هذا الشعب منذ ما يقرب من العامين، راح ضحيتها نحو 56 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف مصاب وهدم نحو 80% من منازل المواطنين.
بعض المحللين يرون أن إسرائيل في حاجة إلى هدنة الـ 60 يومًا المقترحة في اتفاق وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب أوراقها ووقف الضغط الشعبي الداخلي على الحكومة سواء بسبب عدم تحرير أسراهم لدى المقاومة أو بسبب تزايد عدد قتلاهم في الحرب، وبعد ذلك تستأنف القتال تحت أية ذرائع قد تنشأ عبر التفاوض، فقد دأبت هذه الحكومة المتطرفة على نقض العهود والوعود وقد حدث قبل ذلك عدة مرات.
في المقابل، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يبحث أيضًا عن صورة نصر يضيفها إلى ما يعتبره انتصارات له في قضايا وملفات بالعالم بدأت بوقف الحرب بين باكستان والهند ثم إسرائيل وإيران، ويسعى جاهدًا لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا ويتوج هذه الصورة بوقف مؤقت للحرب على غزة يستغلها في دعايته اليومية منذ توليه الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض كرجل سلام يستحق جائزة نوبل وسيحصل عليها رضًا أو تهديدًا.
أما مصير غزة الجريحة المدمرة فسيبقى مجهولًا وشعبها الصامد سيظل للأسف تحت وطأة الجوع والمرض والموت إلى أن تضع الحرب أوزارها ويقضي الله أمرًا يعيد لهذا الشعب حقوقه المسلوبة.
وفي جميع الأحوال فإن هدنة الأيام الستين المزمع التوافق عليها ربما توفر فرصة لالتقاط الأنفاس لهذا الشعب الذي يستحق نوبل في الصبر والإرادة والعزيمة.
"وبشر الصابرين".
[email protected]

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 31 دقائق
- الدستور
نتنياهو يريد ضوءًا أخضر أمريكيًا لمهاجمة إيران إذا حاولت ترميم مشروعها النووى
أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد ضوءا أخضر أمريكيا لمهاجمة إيران إذا حاولت ترميم مشروعها النووي، بحسب قناة القاهرة الإخبارية. في سياق متصل، كانت قد ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن زيارة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن حيث يلتقي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدًا، تأتي بمثابة جولة احتفال بالنصر بعد الهجوم الإسرائيلي الأمريكي المشترك الشهر الماضي على المنشآت النووية الإيرانية. وقالت الصحيفة إنه من المرجح أن تُعزز زيارة رئيس الوزراء إلى البيت الأبيض، وهي الثالثة له منذ عودة ترامب إلى منصبه، من مكانة نتنياهو، لا سيما لدى ناخبيه في الوطن، وفقًا لمحللين، مع اقتراب عام الانتخابات، ولكن مثل هذه الزيارات كانت تحمل مفاجآت في الماضي.


الدستور
منذ 31 دقائق
- الدستور
"النتشة": الدور المصري قد يكون الأكثر فاعلية في وضع ضمانات لإنهاء حرب غزة
تشهد الساحة الفلسطينية والإسرائيلية مفاوضات مكثفة حول صفقة محتملة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا، وفي هذا الصدد، كشفت الدكتورة رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلي الوطني الفلسطيني، عن أبرز التطورات والمؤشرات حول هذه الصفقة خلال مداخلة هاتفية لفضائية "Extra News". وأشارت النتشة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبدي اهتمامًا شخصيًا بإتمام الصفقة، وذلك لأول مرة منذ بداية الحرب. ويرجع هذا الاهتمام إلى رغبته في إضافة "بعد إنساني" لسجل إنجازاته، خاصة بعد الضربات الأخيرة ضد إيران وحزب الله، وفقًا لادعاءاته. كما أن تحرير الأسرى الإسرائيليين في غزة يُعد عاملًا محوريًا في دفعه نحو القبول بالصفقة، رغم أن الهدف الأساسي لإسرائيل يبقى القضاء التام على حركة حماس وتهجير الفلسطينيين. وأوضحت النتشة أن الصفقة الحالية لا تتضمن تفاصيل واضحة حول آلية دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن حركة حماس أصرت على أن يتم ذلك وفق البروتوكول الإنساني المتفق عليه في يناير 2025، وبإشراف الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية. إلا أن إسرائيل تعارض هذا الطرح، وتصر على سيطرتها المباشرة على توزيع المساعدات، مما يزيد من مخاوف الفلسطينيين بشأن استخدامها كأداة ضغط لتنفيذ مخططات التهجير. وعبرت النتشة عن تشكيكها في ضمانات الولايات المتحدة لالتزام إسرائيل بالصفقة، مشيرة إلى أن التاريخ السابق يُظهر تحيز واشنطن الكامل للموقف الإسرائيلي. وأكدت أن الدور المصري قد يكون الأكثر فاعلية في وضع ضمانات لإنهاء الحرب، خاصة فيما يتعلق برؤية "ما بعد اليوم التالي" وإعادة إعمار غزة، والتي لا تزال تواجه رفضًا إسرائيليًا صريحًا. ورغم التقدم في المفاوضات، تؤكد النتشة أن إسرائيل لا تزال تهدف إلى وقف إطلاق النار المؤقت وتبادل الأسرى، وليس إنهاء الحرب بشكل كامل. كما أنها تفتقر إلى رؤية واضحة لمرحلة ما بعد الصفقة، سواء في الجانب العسكري أو الإنساني.


صوت بلادي
منذ 34 دقائق
- صوت بلادي
اللاجئون والإستعمار الناعم لمصر بقلم : عزة الفشني
مصر أصل الحضارة و بوتقة الثقافات حاضنة الشعوب قال عنها نابليون من امتلك مصر امتلك العالم اندحرت الممالك وزالت الإمبراطوريات وبقيت مصر فنارة لكل العالم على امتداد التاريخ أقدم دولة في العالم 7000 سنة حياة ولم ولن تشيخ الحضن الدافي لأي إنسان اختصها الله بالذكر في القرآن و شرفها الله بزيارة السيدة مريم وابنها عيسي عليهما السلام والعيش بها اكثر من ثلاث سنوات.. مصر موسي و هارون ...مصر يوسف.. مصر الأزهر والكنيسة.. مصر العلم والأدب و التاريخ والفن والأخلاق.. مصر كنانة الله في أرضه فاتحة أبوابها لكل من يلجأ إليها بدون قيود ويعيش بها كأنه أحد أبنائها مصر أم الدنيا فهى حاضنة لمئات الآلاف من اللاجئين من سوريا و السودان و إثيوبيا واليمن و إفريقيا وغيرهم خلال السنوات الأخيرة خاصة مع تصاعد النزاعات في الدول المجاورة وفقاً للتقديرات الحكومية و مع استمرار تزايد أعداد اللاجئين والمقيمين الأجانب تواجه مصر تحديات إقتصادية و اجتماعية متزايدة و مع وصول عدد سكان مصر الحالى إلى ١٠٦ مليون نسمة إلى جانب اللاجئين الذين يتخطي عددهم ٢٠ مليون لاجئ وهذا عدد ضخم ليتواجد في دولة محدوده الموارد تكاد تكفى شعبها فلا توجد دولة فى العالم تتحمل مثل هذه الأعباء .. نجد أن معظم هذه الدول بدأت فى فرض قيود علي تواجد اللاجئين علي أراضيها مثل ألمانيا وبريطانيا والنمسا والسويد وأسبانيا وأمريكا ... إن وجود هذا العدد الضخم من اللاجئين فى مصر تسبب في الكثير من الأزمات فهم سبب رئيسي فى إرتفاع أسعار العقارات والإيجارات بجانب زيادة أسعار المواصلات و الكهرباء والغاز والمياه علاوة على الصرف الصحي والبنية التحتية التى لا تستطيع استيعاب المصريين أنفسهم فما بالك باللاجئين ؟ كل ذلك و المجتمع الدولى فى صمت غريب وتخاذل مريب من اللامبالاة و عدم ممارسة مسئوليته تجاه اللاجئين مما ساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها علينا و عدم مقدرة الحكومة السيطرة على إرتفاع الأسعار الجنونية على جميع السلع و المنتجات الغذائية والخدمات والنتيجة عبء زائد على كاهل الشعب المصرى من محدودي ومعدومي الدخل هنا يحضرني قول الشاعر أحمد شوقى في قصيدته "بينا ضعاف من دجاج الريف .. تحكى عن كرم الطيبين الذى ينتهى إلى طمع الضيف" فقد وصل الأمر إلى تطاول بعض من الإخوة اللاجئين على أهل البلد ومضيفينهم لذا فإن مصطلح يا غريب كن أديب لم يأتي من فراغ فهو يستخدم لنصح الغريب أو الزائر بضرورة التصرف بأدب وإحترام في المكان الذي لا ينتمي إليه يحمل في طياته دعوة للالتزام بالأخلاق الحميدة والتعامل الحسن مع أهل البلد أو المجتمع الذي يزوره ... لكن إحقاقاً للحق ربما بعض اللاجئين يدرك حدوده وواجباته كضيف فى إحترام مضيفيه وعدم التدخل إطلاقا فى شئونهم وإذا تناولنا قضية اللاجئين من الناحية السياسية نجد أنها مؤامره على مصر افتعال حرب فى سوريا والسودان واغراق مصر باللاجئين لزعزعة استقرارها من الداخل بمساعده ودعم من أنظمة مخابرات أجنبية بحجة الاتفاقيات وحقوق الإنسان فلا توجد دولة في العالم ١٥٪ من سكانها لاجئين ولا توجد دولة في العالم لديها أزمات اقتصادية وموارد لا تكفي شعبها تأوى أكثر من ٢٠ مليون لاجئ فمن حق الشعب المصري والحكومة المصرية حماية أراضيها من غزو اللاجئين المدمر فالعالم به أكثر من ٢٠٠ دولة يجب أن يتم توزيعهم توزيع عادل على هذه الدول ف مصر ليست ملزمه ب عشر لاجئين العالم .. من الممكن أيضاً إنشاء مناطق أمنة داخل السودان وسوريا باعتبارهم من اللاجئين الأكثر تواجداً و عدداً فى مصر او نشر قوات حفظ السلام في هذه الدول تحت حماية الأمم المتحدة ... فمصر لديها كامل الحق في ترحيل اللاجئين الغير مقنن أوضاعهم حيث أن عدد سكان مصر الأصليين كبير جداً فضلاً عن أنها تواجه تحديات و ظروف إقتصادية غير عادية على آية حال شعب مصر مهما حدث لن ينظر للأمور بمنظور عنصرى مثل الدول الأخرى ولكن نحن نتحدث عن تعامل رسمى من الدولة إذا كان هناك من يهدد مصالحها ويكون انتمائه لدولة عدواً لنا .. ولكن على المستوى الشعبى نحن سوف نقدم كل الدعم وما نستطيع تقديمه لكل من هو فى حاجه لنا وجاء هارباً من مصيره الصعب و لم أقصد بكلامى هذا التقليل من شأن اللاجئين ولكن امكانيات مصر وظروفها الإقتصادية الحالية لا تستطيع استيعاب كل هذه الاعداد المهولة من اللاجئين خلاصة القول ... إن مصر عاشت و ستظل بهذا الكرم مع كل من يلجأ إليها في الأوقات العصيبة ولكن يجب ألا ننسي شعبنا الطيب الأصيل الذي يجود بما في بلده ويكرم الضيف وهذه هي عاداتنا وتقاليدنا و تعاليم ديننا .