logo
كيف أنشئ الكيان الصهيوني؟!

كيف أنشئ الكيان الصهيوني؟!

الشروق٢٢-٠٤-٢٠٢٥

عادة ما يجري تصوير 'الصراع' الدائم في الشرق الأوسط بين الكيان الصهيوني الاصطناعي وفلسطين على أنه تصادمٌ معقد، لا يمكن بالفعل التوفيق فيه بين الأعداء التاريخيين. من منطلق هذه المقالة، واستنادًا إلى الأدلة الدامغة، فإن هذا التاريخ المأساوي بأكمله، إلى غاية 'طوفان الأقصى' في 7 من أكتوبر 2023، هو في الواقع قصة واحدة للحركة السياسية المعروفة باسم الصهيونية وتصميمها على مصادرة كل الأراضي الفلسطينية.
أكثر من ذلك الاستيلاء على كل الأراضي العربية المحصورة بين النهرين من نهر الفرات شرقاً إلى نهر النيل غرباً. وهذا نراه منذ 1948 مجسَّدا في راية الكيان الصهيوني، إذ نجد نجمة داوود السداسية، محصورة بين خطين باللون الأزرق يمثلان نهر الفرات والنيل. كما نجد هذه الخريطة مرسومة على أكتاف جنود جيش الكيان، بالإضافة إلى وجودها على عملته المالية، وفي أماكن أخرى مختلفة ومتعددة، بل إن رئيس الوزراء الحالي السفاح نتنياهو، يريد 'تغيير خريطة الشرق الأوسط'، وتحدّث علنا في الأمم المتحدة عن هذا المشروع.
قلت كل هذا، من أجل إنشاء أمة مستوطنة «يهودية» تستند إلى «العرق اليهودي» وأن عقيدته اليهودية المزعومة هي في حدِّ ذاتها سلاحاً في هذه الحملة، إذ يعمل على التعتيم وهو العامل الحقيقي للكارثة، ويشرح زوراً الفشل في إنهائها، ويستغلّ اليهودية والاضطهاد التاريخي لليهود في خدمتها، ويقدِّم رواية أسطورية كحقيقة للجمهور الغربي الذي تمكّنه حكوماته هذه، وهو جوهر ما ردّده الفلسطينيون منذ بداية الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وما سجله الشهود اليهود.
كما كان ينبغي أن يكون بديهيًّا منذ فترة طويلة من سلوك الكيان الصهيوني، وفي العقدين التاليين قام «المؤرِّخون الجدد» للكيان بمسح الأرشيف الصهيوني الذي أكد تمسك معظمهم باعتقاد أساسي بالاستحقاق العرقي الذي تفوَّق على كل الأجناس الأخرى مع استمرار الظلم.
في غضون ذلك، بدأت حكومات الكيان الصهيوني المتتالية في منع الوثائق الصهيونية التي تتعارض مع روايتها، ومنعت الكشف عن وثائق أخرى. كان الاضطهاد هو الدافع المزعوم للمهندسين المعماريين الأوائل للصهيونية السياسية، والدولة اليهودية.
كما استبدلت الحرب العالمية الأولى الحكم الاستعماري العثماني في فلسطين بالحكم الاستعماري البريطاني، تاركة الفلسطينيين يشعرون بالخيانة: لقد وعدتهم بريطانيا بالاستقلال مقابل القتال ضد العثمانيين في الحرب العالمية الأولى.
كما زاد عدد السكان اليهود في فلسطين، الذي قُدِّر بنحو 1,7% في أوائل القرن التاسع عشر، إذ تصارعت العديد من الدول من أجل المصالح السياسية والدينية والسياحية والاقتصادية والإستراتيجية في المنطقة. جاءوا كحجاج أو مسافرين أو كتّاب أو مهاجرين متفائلين، إذ يمكن لأي شخص الذهاب إلى أرض أخرى.
ومع ذلك، ابتداءً من أوائل ثمانينيات القرن التاسع عشر، شهدت فلسطين وافدًا جديدًا ومتميزًا تمامًا: اليهود الأوروبيين الذين كانوا علمانيين (شيوعيين) إلى حد كبير والذين يناصرون الحركة العرقية القومية الجديدة للصهيونية. لم يأت الصهاينة مهاجرين، بل مغتصبين، واحتجزوا يهودَ فلسطين الأصليين بازدراء كبير، وهو شعور جرى الرد عليه بالمثل.
بحلول مطلع القرن العشرين، ارتفع عدد السكان اليهود داخل فلسطين (الصهاينة وغير الصهاينة) إلى نحو 6٪.
وفي عام 1898 أرسلت الكشافة الصهيونية في فلسطين، برقية إلى فيينا تؤكد فيها خبرا مخيبا للآمال على أن فلسطين لم تكن أرضًا فارغة، بل كان فيها «شعبٌ متجذر هو الشعب الفلسطيني». كما أقر المؤيدون بأن هدفهم السياسي لا يمكن تحقيقه إلا بالعنف ضد السكان الفلسطينيين المدنيين وهو ما يعدّ بالفعل إرهابا.
المهم أن يجري ذلك بقتل سكان الأصليين، أو طردهم، أو مصادرة جميع وسائل رزقهم، ومن ثم تجويعهم، من خلال الاستيلاء على مصادر المياه الجوفية الخاصة بهم، أو من خلال قوانين مصمَّمة عرقيا لهذا الغرض، أو ببساطة بجعل الحياة بائسة للغاية بالنسبة لهم إلى درجة أنهم يغادرون «بمحض إرادتهم» وهذه الخطة مازالت إلى يومنا هذا تمارَس في عهد الإرهابي نتنياهو.
تقول الرواية الشائعة إن العنف الصهيوني لم يكن إرهابًا، لأنه استهدف المؤسسة الحاكمة البريطانية، وليس المدنيين في فلسطين عام 1948. سيتطلب هذا الموقف تعريفًا ضيقًا للغاية لـ«المواطنين»، وبحلول مطلع عام 1948 سيصدر إعلان: 'أن جميع السكان غير اليهود في فلسطين ليسوا مواطنين'.
وقد كان اليهود أيضاً هدفًا محددًا: قبل عام 1948 وبعده، إذ أصبح مئات الآلاف من البشر في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط لعبة في يد العنف الصهيوني لأنهم يهود.
ولم تعتمد الصهيونية فقط على طرد الفلسطينيين غير اليهود من فلسطين، ولكن أيضًا على ترحيل اليهود إلى فلسطين بالقوة. تضمّنت التكتيكات المعادية لليهود التلاعب بالنازحين في معسكرات، وإحباط فرص الملاذ الآمن في بلدان أخرى، واختطاف الأيتام اليهود، وتدمير المجتمعات اليهودية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط من خلال الدعاية والأخبار الزائفة بأن الوطن العربي غير آمن لليهود. بل قامت بصفقات مع بعض الحكام من أجل الضغط على اليهود للهجرة إلى فلسطين، كما وقع مع الملك الحسن الثاني في مملكة المغرب. كل ذلك لشحن يهود تلك البلدان إلى فلسطين لخدمة الدولة الاستيطانية الصهيونية الجديدة.
هل هذا إرهاب؟ في الخطاب السياسي، تُستعمل الكلمة كما لو أن الحروف الخمسة نفسها لديها القدرة على الإدانة أو التبرير. لكن هذا تحوّل: مهما كان، فإن الصهيونية السياسية تتطلب حتماً عنفًا هائلاً ضد المقاومين الفلسطينيين من جهة واليهود والبريطانيين من جهة أخرى. والحقيقة أن هدف الصهاينة يتطلب أيضًا استهداف المؤسسة الاستعمارية البريطانية التي رعتها، وهذا يبيِّن مدى خبث الصهاينة وعدم الثقة بهم.
لم تعتمد الصهيونية فقط على طرد الفلسطينيين غير اليهود من فلسطين، ولكن أيضًا على ترحيل اليهود إلى فلسطين بالقوة. تضمّنت التكتيكات المعادية لليهود التلاعب بالنازحين في معسكرات، وإحباط فرص الملاذ الآمن في بلدان أخرى، واختطاف الأيتام اليهود، وتدمير المجتمعات اليهودية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط من خلال الدعاية والأخبار الزائفة بأن الوطن العربي غير آمن لليهود. بل قامت بصفقات مع بعض الحكام من أجل الضغط على اليهود للهجرة إلى فلسطين، كما وقع مع الملك الحسن الثاني في مملكة المغرب.
لم تتمكّن الأمم المتحدة من الاتفاق على تعريف الإرهاب، ويرجع ذلك أساسًا إلى الجدل حول ما إذا كان ينبغي استبعادُ الكفاح المسلح من أجل التحرير وتقرير المصير. لن يكون لهذا الاستثناء أي تأثير على موضوعنا، لأن العنف الصهيوني سعى على وجه التحديد إلى منع تقرير المصير وفرض حكم أقلية قائم على العرق، بما يتعارض مع أوضح مبدأ للديمقراطية. كما ردَّد القادة الإرهابيون الصهاينة، من وايزمان إلى مناحيم بيغن وإسحاق شامير، بشكل موحد، بأن 'الديمقراطية لا تصلح للفلسطينيين'. وفي تبريرهم، زعموا بشكل مختلف أن «العرب» هم أشخاص دونيون ومن ثم لا يستحقون التصويت. إن جميع اليهود، بالدم، هم «مواطنو إسرائيل»، وبالتالي فإن اليهود في جميع أنحاء العالم هم ناخبو دولة الكيان الصهيوني، حتى التصويت اليهودي ضد الصهيونية سيكون باطلاً، لأن الصهاينة يعرفون ما هو الأفضل لليهود، والادِّعاء بأن اليهود كانوا أغلبية في عالم توراتي شاسع قبل ألفي أو ثلاثة آلاف عام، وأنهم لم يتخلّوا قطّ عن مطالبهم، وأن المطالبة الصهيونية بفلسطين لا تخضع للمعايير المنطبقة على بقية العالم، قدرتها على إيصال الفكر البشري، ولكن الأهم من ذلك بالنسبة لموضوعنا قدرتها على إملاء الفكر البشري بالتخفي، ميزة دولة الكيان الصهيوني، ومن ثم فهي ميزة تمارسها الصهيونية منذ عام 1948 ولكنها لا تزال تمارسها إلى غاية اليوم.
ومنذ منتصف ليلة 15 ماي 1948، والى غاية اليوم، لا تزال دولة الكيان الصهيوني تمارس الإرهاب بأشكاله المختلفة. في تلك اللحظة، أصبح الإرهاب الصهيوني «دفاعًا عن النفس»، وأصبح الفلسطينيون الذين يحاولون العيش في منازلهم وعلى أراضيهم «متسللين»، في حين أن الآلاف من الصهاينة انتقلوا على عجل إلى المنازل المسروقة وأصبحوا «مواطنين».
اليوم، الصهاينة المسلحون الذين يغزون الأرض الفلسطينية، ويسيطرون على منازل غير اليهود ويطردون أو يقتلون سكانها، ليسوا إرهابيين، بل إنهم في الواقع ليسوا مجرمين، بل «مستوطنين»، وهو مصطلحٌ حميد بشكل خاص عند الحكومات الغربية وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، والذي تستخدمه كتبُهم المدرسية بحنين في روايتهم الوطنية. هؤلاء «المستوطنون» الصهاينة هم «مدنيون»، ومن ثمّ ضحايا أي مقاومة، في حين أن العائلات الفلسطينية التي تقاوم ضد التطهير العرقي، إذا دافعوا عن أنفسهم وديارهم، هم من 'الإرهابيين'.
تتلقى دولة الكيان الصهيوني بدعم واسع وكبير وخاص من الدول الغربية، وخاصة من اليمين المتطرف كان هذا في الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا أو ألمانيا أو بريطانيا… فالغربُ عموما يكيل بمكيالين خاصة ضد الفلسطينيين تحديداً. ومنذ عام 1948، إلى غاية اليوم، مازال السكان الفلسطينيون غير اليهود، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، يتعرضون لحملات تطهير عرقي ووحشية كبيرة. لم أجد الكلمات لوصف هذه الإبادة التي يقوم بها الكيان الصهيوني خاصة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى اليوم ضد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، بل وحتى في لبنان وسوريا، وبمساعدة عسكرية غربية، بل وحتى عربية لاسيما من الدول العربية المطبِّعة. ولكن منذ 'طوفان الأقصى' فإن الكيان الصهيوني في سقوط حرّ نحو الهيكل الثالث.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقرير: إسرائيل تنتظر انهيار المفاوضات لشن هجوم شامل على المنشآت النووية الإيرانية
تقرير: إسرائيل تنتظر انهيار المفاوضات لشن هجوم شامل على المنشآت النووية الإيرانية

خبر للأنباء

timeمنذ 2 أيام

  • خبر للأنباء

تقرير: إسرائيل تنتظر انهيار المفاوضات لشن هجوم شامل على المنشآت النووية الإيرانية

وأشار المصدران إلى تحوّل مفاجئ في التقييم الاستخباراتي الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة، من الاعتقاد بقرب التوصل لاتفاق نووي إلى توقعات بانهيار وشيك للمفاوضات. وأفاد أحد المصادر بأن الجيش الإسرائيلي يرى أن النافذة الزمنية المناسبة لتنفيذ ضربة ناجحة قد تضيق قريبًا، مما يستدعي تحركًا سريعًا حال فشل المفاوضات، دون إيضاح أسباب تراجع فعالية الضربة لاحقًا. كما أكد المصدران تقارير عن قيام الجيش الإسرائيلي بإجراء تدريبات مكثفة استعدادًا لسيناريو الضربة، مع إشارة أحد المصادر إلى أن القوات الأمريكية تتابع هذه الاستعدادات وتدرك نوايا إسرائيل. من جهة أخرى، عبّر مسؤول أمريكي عن مخاوف الإدارة الأمريكية من احتمال قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحرك دون انتظار موافقة واشنطن، فيما كشف مسؤول إسرائيلي عن عقد نتنياهو اجتماعًا سريًا مع كبار الوزراء والمسؤولين الأمنيين لاستعراض تطورات الملف النووي. وتأتي هذه التطورات مع استئناف الجولة الخامسة من المفاوضات في روما، بعد أن قدم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف عرضًا كتابيًا لإيران قبل عشرة أيام. إلا أن المفاوضات واجهت عقبة رئيسية حول مسألة تخصيب اليورانيوم داخل إيران، حيث أصر الجانب الأمريكي على منع أي قدرة تخصيب إيرانية، بينما أعلنت طهران رفضها لأي اتفاق لا يسمح لها بالاستمرار في التخصيب. وأكد المصدران الإسرائيليان من أن أي عملية عسكرية لن تقتصر على ضربة واحدة، بل ستتخذ شكل حملة تمتد لأسبوع على الأقل، مع تنبيههما إلى التعقيدات والمخاطر الجسيمة المترتبة على مثل هذا السيناريو، بما في ذلك مخاوف دول الجوار من تداعيات إشعاعية أو اندلاع حرب إقليمية. وفي مؤتمر صحفي نادر، أكد نتنياهو التنسيق الكامل مع واشنطن بشأن الملف الإيراني، مع تأكيده التزام إسرائيل بأي اتفاق يمنع امتلاك طهران لسلاح نووي، لكنه شدد في الوقت ذاته على حق بلاده في الدفاع عن نفسها ضد "نظام يهدد وجودها".

عقوبات أم مواجهة؟ السيناريوهات المحتملة بعد تعثر الاتفاق النووي الإيراني
عقوبات أم مواجهة؟ السيناريوهات المحتملة بعد تعثر الاتفاق النووي الإيراني

خبر للأنباء

timeمنذ 2 أيام

  • خبر للأنباء

عقوبات أم مواجهة؟ السيناريوهات المحتملة بعد تعثر الاتفاق النووي الإيراني

في ظل التصاعد المتواصل للتوترات بين الولايات المتحدة وإيران حول برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، تتعرض المفاوضات النووية لخطر الانهيار. وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة يوم الثلاثاء، فإن القيادة الإيرانية تفتقر إلى خطة بديلة واضحة في حال فشل الجهود الدبلوماسية لحل هذا النزاع المزمن. تشير المصادر إلى أن طهران قد تعتمد على الصين وروسيا كخيار احتياطي، إلا أن فعالية هذا الخيار تبدو محدودة في ظل الحرب التجارية المستمرة بين بكين وواشنطن، وانشغال موسكو بالصراع في أوكرانيا. وأكد مسؤول إيراني رفيع أن الاستراتيجية البديلة ستركز على تجنب التصعيد مع الحفاظ على القدرات الدفاعية، وتعزيز العلاقات مع الحلفاء التقليديين. من جانبه، وصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مطالب واشنطن بوقف التخصيب بأنها "غير معقولة"، معرباً عن تشاؤمه إزاء احتمالات نجاح المفاوضات. ورغم أربع جولات من المحادثات، لا تزال نقاط خلافية جوهرية عالقة، أبرزها رفض إيران التخلي عن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب أو مناقشة برنامجها الصاروخي. يزداد الموقف تعقيداً مع تراكم الأزمات الداخلية في إيران، حيث تواجه البلاد أزمات متلاحقة في الطاقة والمياه، وانهياراً للعملة المحلية، وخسائر عسكرية للحلفاء الإقليميين، وتصاعد المخاوف من هجوم إسرائيلي محتمل على المنشآت النووية. كل هذه العوامل تفاقمت بفعل سياسات العقوبات المشددة التي أعادت إدارة ترامب تطبيقها. في هذا السياق، حذرت ويندي شيرمان، الدبلوماسية الأمريكية السابقة التي قادت الفريق التفاوضي للاتفاق النووي لعام 2015، من أن غياب الحلول الدبلوماسية قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية محتملة. وأشارت إلى استحالة إقناع طهران بالتخلي الكامل عن برنامجها النووي، بينما تتعثر جهود رفع العقوبات بسبب الخلاف حول آليتها وتوقيتها. في حال فشل المفاوضات، يتوقع مراقبون أن تلجأ إيران إلى طرق غير مباشرة لبيع نفطها، مع تزايد التحديات أمام هذا الخيار بسبب الضغوط الأمريكية على المشترين الصينيين والهنود. كما أن قدرة موسكو وبكين على حماية الاقتصاد الإيراني من العقوبات الغربية تبقى محدودة في ظل الظروف الدولية الراهنة. من جهتها، أعلنت الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) عن نيتها إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة في حال عدم التوصل لاتفاق سريع، حيث تمتلك هذه الدول آلية قانونية لتنفيذ ذلك قبل منتصف أكتوبر المقبل. ويشير دبلوماسيون إلى أن التوصل لأي اتفاق قبل هذا الموعد سيتطلب على الأقل إطاراً سياسياً أولياً يتضمن تنازلات ملموسة من الجانبين.

الاتحاد الأوروبي يخصص 80 مليون يورو لدعم العمل الإنساني في اليمن عام 2025
الاتحاد الأوروبي يخصص 80 مليون يورو لدعم العمل الإنساني في اليمن عام 2025

خبر للأنباء

timeمنذ 2 أيام

  • خبر للأنباء

الاتحاد الأوروبي يخصص 80 مليون يورو لدعم العمل الإنساني في اليمن عام 2025

وأوضحت المفوضية، في بيان رسمي، أنها خصصت 80 مليون يورو (نحو 90.624 مليون دولار أمريكي) كمساعدات إنسانية ستُنفذ من خلال شركاء الاتحاد الأوروبي في العمل الإنساني، ومن بينهم وكالات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، ممن يواصلون تقديم الدعم للفئات الأكثر تضررًا من النزاع المسلح، والنزوح، وتداعيات الأزمات المناخية المتكررة. وبحسب البيان، تتضمن المساعدات المقررة دعماً لبرامج الحماية الإنسانية، بما يشمل أنشطة إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها، بهدف حماية المدنيين وتعزيز سلامتهم في المناطق المتأثرة بالصراع. ويأتي هذا الإعلان بالتزامن مع انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين المعنيين بالأوضاع الإنسانية في اليمن، والذي تستضيفه العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة مفوضة الاتحاد الأوروبي للشراكات الدولية، وحاجة لحبيب، إلى جانب ممثلين عن عدد من الدول والجهات المانحة. وفي اليوم نفسه، حذّر معهد DT الأمريكي، من أن أي تقليص كبير في تمويل المساعدات الإنسانية لليمن قد يُفضي إلى تداعيات إنسانية وخيمة، داعياً الدول المانحة إلى تجديد التزاماتها المالية لضمان استمرار العمليات الإغاثية دون انقطاع. وكانت دعت 116 منظمة إغاثية دولية ومحلية، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة، يوم الثلاثاء، المجتمع الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، محذرة من أن البلاد على شفا كارثة غير مسبوقة بسبب استمرار حرب المليشيا والانهيار الاقتصادي والصدمات المناخية. وأكدت المنظمات، في بيان مشترك قبيل اجتماع كبار المسؤولين، أن نقص التمويل الحاد يهدد بتفاقم الوضع، حيث لم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 سوى بنسبة أقل من 10% بعد خمسة أشهر من العام، مما أدى إلى تقليص المساعدات الحيوية لملايين اليمنيين، بمن في ذلك النساء والأطفال والنازحون واللاجئون.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store