logo
سوريا: غالبية السيارات المستوردة "خردة"

سوريا: غالبية السيارات المستوردة "خردة"

المدنمنذ 2 أيام

فوجئ الخمسيني ياسر الحسن بوجود صدأ وهريان في هيكل السيارة التي اشتراها قبل أيام من أحد مكاتب بيع السيارات في مدينة حلب، علماً أن السيارة مستوردة حديثاُ، ومن طراز جديد.
حاول الحسن أن يعيد السيارة إلى المكتب، غير أن شرط عقد البيع القطعي لا يمكنه من ذلك، ما دفعه إلى البحث عن ورشة للصيانة.
يقول لـ"المدن"، إنه لم يلحظ وجود الصدأ في أسفل هيكل لسيارة، لاعتقاده أن السيارة حديثة وتاريخ إدخالها البلاد لم يمض عليه أشهر. ويوضح أن الصدأ مغطى بالطلاء، ما يعني أن السيارة "غير مطابقة للشروط الفنية"، ويردف: "من الجيد أن العُطل في هيكل السيارة، وليس في المحرك، لأن قطع التبديل غير متوفرة".
مقبرة السيارات
تنطبق الأعطال هذه على غالبية السيارات المستوردة مؤخراً في سوريا، وفق ما يؤكد أحمد أبو النور، وهو صاحب مكتب لبيع السيارات في حلب، مبيناً لـ"المدن"، أن "قسماً كبيراً من السيارات المُدخلة حديثاُ إلى سوريا، غير سليمة فنياً".
ويعتبر أبو النور، أن سوريا باتت أشبه بـ"مقبرة السيارات"، ويقول: "يستغل التجار تعطش الأسواق السورية للسيارات، وخاصة الحديثة والكبيرة، لزيادة أرباحهم، بحيث يتم استيراد السيارات الرخيصة وبيعها بأسعار معقولة".
ويصف شراء السيارة الجيدة بـ"المهمة الصعبة" في سوريا، ويقول: "حتى نحن أصحاب الخبرة نجد صعوبة في العثور على السيارات النظيفة، وفي مرات عديدة تعرضنا للخسائر الكبيرة بسبب عدم الانتباه للأعطال في السيارات".
قطع الغيار غير متوفرة
ويواجه أصحاب السيارات المستوردة حديثاً، وخاصة في المدن السورية التي كانت خاضعة لسيطرة النظام البائد صعوبات بالغة في العثور على قطع غيار السيارات، في حين أن الحال يختلف قليلاً في الشمال السوري، حيث تتوفر بعض قطع الغيار.
ويقول ميكانيكي سيارات لـ"المدن"، إن غالبية السيارات المستوردة الحديثة لا تخلو من العيوب، وما يزيد من أعطالها رداءة الوقود في سوريا مثل المازوت المعالج، والبنزين المكرر في الحراقات البدائية، إلى جانب الطرقات السيئة.
وفي رأيه، يجب على الدولة تعقيد شروط استيراد السيارات المستعملة، ومنع دخول المُعطلة منها، وخاصة "القصة/ المجزأة"، التي لا تتوفر فيها أدنى معايير السلامة.
واعتبر الميكانيكي أن "الأموال التي تذهب لثمن السيارات القصة، هي خسارة كبيرة للبلاد، لأنه يتم استبدال العملات الأجنبية، بأطنان من الحديد الخردة"، على حد قوله.
وعن قطع الغيار قال: "نجد صعوبة في تأمين قطع الغيار، وخاصة أن السيارات من الماركة ذاتها تختلف قطعها باختلاف الدولة المستوردة، فعلى سبيل المثال تختلف قطع غيار سيارة الهونداي المُصنعة لدول الخليج العربي عن السيارة المصنعة لمناطق أخرى، رغم أن السيارتين من الطراز ذاته".
خلل في الكشف الفني
بدورها، أكدت صحيفة "الحرية" (تشرين سابقاً) الرسمية، نقلاً عن أصحاب الورش الصناعية في أحياء الفحامة وحوش بلاس والقابون بدمشق أن غالبية أعمالهم خلال الأشهر الماضية تركزت على أعطال السيارات المستوردة، بنسبة تصل إلى حدود 60 – 70 في المئة من حجم أعمالهم لتلك السيارات.
وتابعت بأن غالبية أعطال هذه السيارات متشابهة فيما بينها، مؤكدة أن ذلك يعد مؤشراً على خلل ما في الكشف الفني لتك السيارات المستوردة، وأشارت إلى ارتفاع كلف الصيانة وعدم توفر القطع البديلة لتلك السيارات، وإن وجدت، فهي مرتفعة القيمة، وقالت الصحيفة إن "السيارات المستوردة قديمة الطراز، ما يعني ارتفاع كلف التشغيل والصيانة، وزيادة الضغط على سوق المحروقات المحلي".
واستوردت سوريا منذ سقوط النظام في كانون الأول/ديسمبر 2024، أكثر من 100 ألف سيارة، وبعد أن أغرقت السوق بالسيارات القديمة، أصدرت وزارة النقل قراراً يحدد السيارات المسموح باستيرادها من موديل 2011 وما فوق، وقال وزير النقل يعرب بدر إن الوزارة تخطط لاتخاذ إجراءات بشأن استيراد السيارات الجديدة، لتجنب إغراق الأسواق بعد زيادة واردات السيارات في سوريا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"ملك القانوع" في أحدث شهادة على فظاعة الإجرام
"ملك القانوع" في أحدث شهادة على فظاعة الإجرام

الجزيرة

timeمنذ 8 دقائق

  • الجزيرة

"ملك القانوع" في أحدث شهادة على فظاعة الإجرام

هو مشهد آخر يعيد تأكيد الحقيقة، حقيقة أن إجرام الصهاينة في حربهم تجاوز الحدود.. مشهد مولودة غزاوية اسمها "ملك القانوع"، فيه المأساة والفجيعة، وتجسيد عمق الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة، وهو شهادة دامغة على ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم ضد الإنسانية، من خلال استخدام أسلحة إشعاعية وكيماوية في منطقة مدنية مكتظة بالسكان. وُلدت "ملك القانوع" في مستشفى العودة شمالي القطاع برأس دون دماغ، وهذه حالة وصفها مسؤولون صحيون بأنها من أسوأ التشوهات الناجمة عن حرب الإبادة في قطاع غزة. وبحسب مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، فإن الطفلة ليست سوى واحدة من عشرات الحالات التي بدأت تتكرر، وسط مؤشرات على علاقة وثيقة بين هذه التشوهات واستخدام الاحتلال لأسلحة محرّمة دوليًّا في عدوانه المستمر على القطاع المحاصر. صور هذه التشوهات ليست جديدة، لكن ولادة الطفلة "ملك" أثارت التساؤلات حول طبيعة الترسانة التي يختبرها الاحتلال فوق رؤوس الفلسطينيين، حيث تشير الوقائع إلى احتمال وجود إشعاعات أو مواد محرمة تتسبب بأضرار خفية لا تظهر مباشرة، بل تتجلى لاحقًا في الأرحام وعلى أجساد الأطفال. أكد البرش أن ما يحدث في غزة يذكّر بما وثقته تقارير طبية وحقوقية في العراق، عقب الغزو الأميركي عام 2003، حيث انتشرت التشوهات الخلقية نتيجة استخدام قذائف اليورانيوم المنضب والأسلحة الكيميائية، وحذّر من أن الحالات المسجلة قد تكون مجرد بداية لكارثة صحية تمتد آثارها لعقود، ما يستدعي فتح تحقيق دولي عاجل في نوعية الأسلحة المستخدمة ومكوناتها. تدعم هذه التصريحات مشاهداتٌ ميدانية وشهادات من سكان شمالي غزة، حيث أفادوا بسماع أصوات "انفجارات غير مألوفة"، ورؤية غبار ملون، وظهور روائح غريبة تصاحب القصف، ما يثير الشكوك حول استخدام أسلحة جديدة يتم اختبارها على السكان تحت ستار الحرب. وتتزامن هذه التحذيرات مع مناشدات متكررة من وزارة الصحة، والمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اللذين أكدا في مناسبات عدة أن الاحتلال يستخدم ذخائر "حرارية وكيماوية"، معظمها مصنوع في الولايات المتحدة، تتسبب في حروق غريبة وتبخر للأجساد، كما حدث في حالات عديدة شمالي قطاع غزة. لم تعد الصور ومقاطع الفيديو القادمة من غرف الولادة في غزة توثق ولادة حياة جديدة، بل أصبحت تسجل مأساة وموتاً يتربص بالأطفال، فالتشوهات الخلقية، وولادة أطفال بلا أعضاء، كلها مؤشرات تنذر بكارثة صحية وإنسانية نتيجة عدوان غير مسبوق مع استمرار المشاهد المأساوية في غزة، نشرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" تقريرًا في يناير/ كانون الثاني 2025، يسلط الضوء على الخطر الذي يتهدد النساء الحوامل والمواليد الجدد، بسبب انهيار النظام الصحي نتيجة للقصف المستمر. وأشار التقرير إلى أن الحصار الإسرائيلي يعيق تقديم الرعاية الطبية بشكل كامل، ويرفع معدلات الإجهاض إلى مستويات قياسية بلغت 300% منذ بداية الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفقًا لأطباء متخصصين. وإلى جانب هذه التحذيرات، تأتي شهادة الطبيب الأردني بلال العزام، الذي زار غزة ضمن وفد طبي أوروبي أميركي، حيث أكد في فبراير/ شباط الماضي أنه عاين بنفسه حالات تشوه خلقي بين الأطفال حديثي الولادة، واصفًا بعض الحالات بأنها "مرعبة وغير مسبوقة". من جهتها، أعربت منظمة اليونيسف في بيان حديث عن بالغ قلقها إزاء وضع الأطفال في غزة، مشيرة إلى الخطر المتزايد الذي يتهددهم بالموت والجوع والمرض، وذلك في ظل حصار الاحتلال المستمر الذي يعيق وصول الغذاء والدواء والمستلزمات الصحية، حتى للمواليد الجدد. وعلى الرغم من هذه التحذيرات الدولية، يواصل الاحتلال حربه دون رادع، مسنودًا بدعم أميركي صريح، وصمت عربي وغربي يثير الريبة. ومع تجاوز عدد الشهداء والجرحى 170 ألفًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى تسجيل أكثر من 11 ألف مفقود، يتحول القطاع إلى مسرح لجريمة مستمرة. لم تعد الصور ومقاطع الفيديو القادمة من غرف الولادة في غزة توثق ولادة حياة جديدة، بل أصبحت تسجل مأساة وموتاً يتربص بالأطفال، فالتشوهات الخلقية، وولادة أطفال بلا أعضاء، وظهور حالات نادرة لم تُسجل من قبل، كلها مؤشرات تنذر بكارثة صحية وإنسانية نتيجة عدوان غير مسبوق. لم تعد القضية مجرد معركة عسكرية، بل أصبحت صراع وجود لأجيال فلسطينية تُستهدف حتى في أرحام الأمهات، وإذا استمر الصمت الدولي، فإن الطفلة "ملك" لن تكون سوى باكورة الضحايا المجهولين الذين تسلبهم الأسلحة غير التقليدية حقهم في الحياة قبل أن يولدوا. تمثل حالة الطفلة "ملك" جرس إنذار للضمير الإنساني، والمجتمع الدولي الذي تقاعس حتى الآن عن وقف هذه المجازر، ومع مرور كل دقيقة يسقط المزيد من الضحايا، وتولد المزيد من الأرواح المشوهة تحت نيران أسلحة محرمة دوليًّا. لذلك، يجب فتح تحقيق دولي نزيه وعاجل في الجرائم المرتكبة ونوعية الأسلحة المستخدمة، ومحاسبة كل من تواطأ وساهم في تحويل أجساد الأطفال الفلسطينيين إلى حقول تجارب. وهنا تحضر التساؤلات: أين جامعة الدول العربية التي تضم في عضويتها ثلاثًا وعشرين دولة؟ وأين منظمة التعاون الإسلامي التي تشمل سبعًا وخمسين دولة؟ وهل عجزت دول العالم ومجلس الأمن الدولي عن إجبار الاحتلال على وقف إطلاق النار ووضع حد للمجازر اليومية والمجاعة؟ أين الشعوب العربية؟ أَعجزت كلها عن إجبار حكوماتها على طرد سفراء الاحتلال من دولها؟ وكيف تعجز الشعوب والحكومات العربية والإسلامية عن إدخال قارورة ماء، أو مد يد العون إلى قطاع غزة المحاصر.

مؤسس "بلومبيرغ الإعلامية": قطر نموذج اقتصادي رائد
مؤسس "بلومبيرغ الإعلامية": قطر نموذج اقتصادي رائد

الجزيرة

timeمنذ 8 دقائق

  • الجزيرة

مؤسس "بلومبيرغ الإعلامية": قطر نموذج اقتصادي رائد

وصف مؤسس مجموعة بلومبيرغ الإعلامية، مايكل بلومبيرغ، قطر بأنها "نموذج اقتصادي رائد وقوة إيجابية للاستقرار والسلام ولديها رؤية استشرافية للمستقبل". وقال ضمن فعاليات منتدى قطر الاقتصادي إن قطر تمثل قوة إيجابية للاستقرار والتفكير على المدى البعيد، بما في ذلك رؤيتها الاستشرافية في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن دولة قطر"من الأوائل في تصدير الغاز الطبيعي المسال في العالم وتستثمر المليارات في الطاقة المتجددة داخل الدولة وخارجها، وهذه الريادة الاقتصادية والنظرة الاستشرافية يجب أن تكون مصدر إلهام للدول الأخرى". وأشاد مؤسس مجموعة بلومبيرغ الإعلامية بدور قطر ودبلوماسيتها النشطة لحل النزاعات وتسوية الخلافات، وقال "ثمة عمل دبلوماسي يجري هنا قد لا يراه الناس، من خلاله تبذل قطر مساعيها لمساعدة الأطراف المتنازعة على التواصل والحوار وهو ما يسهم في جعل العالم مكانا أفضل". ونوّه بلومبيرغ بالشراكة بين دولة قطر ومجموعة بلومبيرغ الإعلامية في تنظيم منتدى قطر الاقتصادي الذي يجمع هذا العام نحو 2500 مشارك من دول مختلفة من أنحاء العالم. وأشار إلى أن المنتدى يعقد في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات اقتصادية وانعداما للاستقرار الذي يؤدي إلى تقلبات في الأسواق، فضلا عن تداعيات الحرب التجارية العالمية وانعدام اليقين، بالإضافة إلى الصراعات العسكرية المستمرة وتداعيات الأزمة المناخية التي تزداد كلفتها يوميا. ويشهد منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، الذي يعقد هذا العام تحت شعار "الطريق إلى 2030: تحويل الاقتصاد العالمي"، مشاركة عالمية واسعة لتبادل الرؤى والأفكار حول أبرز القضايا الاقتصادية الراهنة على المستويين العالمي والإقليمي وأبرزها: الجغرافيا السياسية، والعولمة والتجارة، وأمن الطاقة، والتطورات التكنولوجية، وآفاق الأعمال والاستثمار، بالإضافة إلى الرياضة والترفيه. تعاون تركي قطري أكد وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك ترحيب بلاده بالاستثمارات القطرية في القطاعات كافة، مشددا على أهمية التعاون بين الجانبين من خلال إنشاء مشاريع مشتركة سواء في قطر أو تركيا أو وجهات خارجية مثل أفريقيا وشرق آسيا وغيرها من الأسواق الناشئة. جاء ذلك خلال اجتماع عقده اليوم مع عضو مجلس إدارة غرفة قطر ، المهندس علي بن عبد اللطيف المسند. واستعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات التجارية والاقتصادية، ومناخ الاستثمار والفرص المتاحة، وإمكانية إقامة تحالفات تجارية بين الشركات القطرية والتركية. وشارك شيمشك في جلسة ضمن منتدى قطر الاقتصادي حملت عنوان "خارطة النمو العالمية: كيف يرى وزراء المالية والاقتصاد مستقبل الاقتصاد العالمي؟". التبادل التجاري وأوضح المسند أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 4.18 مليارات ريال (1.14 مليار دولار) في عام 2024، من بينها صادرات قطرية بقيمة 1.5 مليار ريال (410.57 ملايين دولار) وواردات من تركيا بقيمة 2.6 مليار ريال (711.66 مليون دولار). ولفت إلى وجود أكثر من 140 شركة تركية تستثمر في السوق القطرية منها 16 شركة برأس مال تركي 100%، وباقي الشركات تستثمر بشراكة مع شركات قطرية في قطاعات مختلفة. وأعرب عن تطلع غرفة قطر إلى أن يستفيد القطاع الخاص من الفرص والمبادرات المتاحة بين الطرفين لتحقيق مزيد من التطور والنمو في التعاون والشراكة بين الشركات القطرية والتركية في سائر القطاعات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store