
بيوت متنقلة للنازحين شمال الضفة.. هل تقيم السلطة مخيمات جديدة؟
"هل سيقيمون لنا مخيما جديدا غير مخيمنا"؟، هكذا تساءلت أم يوسف شريم، وهي تحزم ما بقي من أغراضها في الغرفة التي خصصت لها بجمعية الكفيف بعد نزوحها من مخيم جنين، قبل 80 يوما.
وتُجهِّز أم يوسف نفسها لنزوح جديد، بعد أن تقرر إخلاؤها وبقية العائلات أمثالها إلى مساكن الجامعة العربية الأميركية غربي مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
تقول أم يوسف إنها أُبلغت بضرورة إخلاء الغرفة التي تسكنها مع عائلتها المكونة من 6 أفراد، لأن طلاب الجمعية سيعودون للدراسة فيها. وبذلك، تواجه و25 عائلة أخرى نزوحا جديدا، بعد تعثر الحلول لإيوائهم بمراكز رسمية.
وتضيف أم يوسف للجزيرة نت "نزحنا من المخيم لجمعية الكفيف، عندما لم نجد مكانا يؤوينا، أو جهة رسمية توفر لنا بيوتا، وبعض العائلات نزحت لدى أقاربها بالقرى المحيطة بجنين".
سكن مؤقت
وتتابع أن "الأزمة طالت، وجيش الاحتلال دمَّر المخيم، ونحن ننتظر انسحابهم من المخيم لنعود لمنازلنا، لكن إن تأخر ذلك ماذا سنفعل؟"، وتشير إلى أن وجودهم بالجمعية كان حلا مؤقتا، وكذلك انتقالهم لمساكن الجامعة، ونزوح الناس عند أقاربهم، وتقول "نريد حلا حقيقيا، وأن نرتاح".
ويعاني النازحون ظروفا معيشية صعبة بعد فقد منازلهم وممتلكاتهم وخروجهم من المخيم من دون أخذ أغراضهم الضرورية.
وخسر معظم النازحين أعمالهم، ويعتبرون أن أكبر مشكلة تواجههم حاليا هي تأمين "مساكن كريمة" تليق بهم وبأطفالهم وتتوفر بها أبسط مقومات الحياة.
وأبلغت أم يوسف بتوفير غرفتين مع مطبخ صغير وحمام لعائلتها الكبيرة، بينما تأخذ العائلة الأصغر غرفة واحدة، "بعد أن كان لنا منزل كامل، ولكل واحد غرفة مستقلة"، كما تقول.
وتؤكد أن المساكن الجديدة أيضا ليست مضمونة، وتطالب المسؤولين بحل جذري يتمثل "بمنازل ثابتة" لا يرحلون عنها.
كلفة مرتفعة
وفي أحد مساكن الجامعة العربية الأميركية بجنين يعيش همام أبو سرية مع زوجته وطفليه، حيث نزح إليه منذ أزمة المواجهات بين أجهزة أمن السلطة والمقاومين بمخيم جنين قبل نحو 5 أشهر.
ويستغرب أبو سرية أخبارا يصدرها مسؤولون بمحافظة جنين والحكومة الفلسطينية، حول سعي الأخيرة لتوفير بيوت متنقلة لإيواء النازحين.
ويقول للجزيرة نت "يتحدثون بالإعلام عن توفير200 منزل، بينما يُقدر النازحون من المخيم بـ18 ألفا، وغيرهم الكثير من محيط المخيم، فكيف سيتم إيواء كل هؤلاء بتلك البيوت؟".
ورغم حديث الحكومة عن إعدادها خطة لإيواء النازحين بمخيمات جنين و طولكرم في بيوت متنقلة (كرفانات)، لحين انسحاب جيش الاحتلال من المخيمات، فإن الأهالي لا يثقون بالوعود الحكومية.
ويضيف أبو سرية "أمضينا أشهرا في النزوح ولم نتلق أي دعم يذكر من الحكومة، تركنا وحدنا، خسرنا منازلنا وأملاكنا، وعشنا ظروفا صعبة جدا، ولم نجد أي مساندة من الحكومة، ولو معنويا".
ويتابع "بعد هذا الوقت يخرج المسؤولون للحديث عن حلول لا تمت للمنطق بصلة، الأجدر أن تؤمن منازل للنازحين، هذه (الكرفانات) تكلفتها عالية جدا، والحكومة تعاني أزمة مالية شديدة، فمن أين ستؤمن ثمن البيوت المتنقلة".
وحسب أبو سرية فإن تأمين "كرفانات" لحوالي 3400 عائلة دُمرت بيوتها بالمخيم، قد يكلف الحكومة قرابة 30 مليون دولار أميركي، بمعدل 8 آلاف دولار للبيت الواحد، "ولو أرادت الحكومة لاستأجرت عددا من البنايات المقفلة بمحيط الجامعة وإيواء النازحين لحين انسحاب الاحتلال، وبذلك توفر ثمن البيوت المتنقلة"، حسب أبو سرية.
ويرى النازحون، ومنهم أبو سرية، أن مقترحات الحكومة لتوفير "كرفانات" هو بمثابة "التخدير" وكسب الوقت، ويقول "تضييع الوقت لشهر أو اثنين لعل الجيش ينسحب، كل ما طرح لا يتماشى مع النزوح الصعب الذي نعيشه، هو محاولة لإسكاتنا فقط".
ليست مخيمات
وكان الناطق باسم مركز الإعلام الحكومي محمد أبو الرب قال، في تصريح سابق، إنهم يسعون لتوفير "كرفانات" لإيواء النازحين.
وأضاف "يجب أن نوازن بين احتياج الناس لتوفير مساكن كريمة لهم، وبين أن تكون هذه المنازل المؤقتة كأنها مخيمات جديدة، لكنها تأتي كصورة لعدم اعتياد الواقع الذي فرضته إسرائيل في المخيمات، وتأتي أيضا ضمن خطة إعادة إعمار المخيمات فور انسحاب الاحتلال منها".
وتقضي الخطة الحكومية في مرحلتها الأولى بتوفير البيوت المتنقلة للأسر الأكثر احتياجا، في أراض حكومية، وبأعداد قليلة لا تأخذ طابع المخيم الجديد. وتسعى الحكومة -حسب أبو الرب- لتوفير الأعداد الأولى من تلك البيوت من شركات فلسطينية تنتجها.
من جهته، قال محافظ جنين كمال أبو الرب إن اجتماعا عقد الخميس الماضي، ضم الوزارات المعنية مع ممثلين من محافظتي جنين وطولكرم، ورؤساء لجان الخدمات بمخيمات نور شمس وطولكرم وجنين، لوضع "الخطوط العريضة" حول أماكن إقامة الكرفانات، ومساحتها، والخدمات التي يجب أن توفر لها قبل تشييدها.
وأضاف للجزيرة نت "المواطنون استثقلوا لفظ الخيم، لذلك وجدنا اعتراضا على الفكرة، لن ننشئ خيما لأننا غير معنيين بمخيمات تذكر ب النكبة ، بل جرى اعتماد مصطلح البيوت المتنقلة لأنه أخف وقعا، فالمهم أنها ستكون بمواصفات محددة، وحتى الآن لم نعتمد الأراضي الحكومية التي ستوضع عليها، لكن تم طرح 3 أماكن لذلك".
إعلان
ويوجد قرابة 3200 نازح حاليا في مساكن الجامعة العربية الأميركية، وإن صحت التقديرات- حسب أبو الرب- فهم مجبرون على ترك المساكن مع عودة دوام الجامعة، وقد يكون بعضهم ضمن خطة الحكومة الأولية لإيوائهم في البيوت المتنقلة.
وكانت لجنة خدمات مخيم جنين أصدرت تصريحا قبل نحو أسبوع، رفضت عبره وبشكل قاطع إنشاء مراكز إيواء مكونة من خيم مؤقتة للنازحين، وأكدت أنها ليست جزءا من هذا المقترح.
وحسب محافظ جنين كمال أبو الرب، أبدت لجنة الخدمات، خلال لقاء مع الحكومة، موافقتها على "إيواء النازحين في البيوت المتنقلة وفق رؤية الحكومة الفلسطينية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار قطر
منذ 7 ساعات
- أخبار قطر
تراجع بغداد عن اتهام كردستان ببناء علاقة مع واشنطن
بعد ما حصلت على العقود النفطية اللي اتوقعها حكومة إقليم كردستان مع شركات أميركية، بقيمة تقريبا عشرات مليارات الدولارات، حسيت الحكومة العراقية بتضايق، عشان اتوقعتها من غير ما تخبر بغداد، بس بعدين خفت الحكومة العراقية من لهجتها وبسأل على 'التزام الدستور' في حل موضوع سيادي مهم زي كده. وبالرغم من جدل الاتفاقيتين اللي اتوقعهم رئيس حكومة الإقليم، مسرور بارزاني، مع شركتين أميركيتين، لتطوير حقول الغاز في منطقتي ميران، وتوبخانة – كوردمير، بمحافظة السليمانية، بقيمة إجمالية 110 مليار دولار، واللي هيغطوا فترة المشروع كلها، المشكلة بين بغداد وأربيل ما زالت قايمة لأن ما لقوا حل لـ 'قانون النفط والغاز'، اللي بيسبب توتر شديد بين الطرفين. الخبر يذكر إن 'مشروع قانون النفط والغاز' من أهم المشاريع القانونية اللي تم طرحها من 2007، عشان أهميته الاستراتيجية لمستقبل البلاد، ولتنظيم العلاقة العصبية بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان. بالرغم إنه تم تضمينه أكتر من مرة في جدول أعمال البرلمان، الاختلافات العميقة بين بغداد وأربيل، خصوصا تعنت بعض القوى الشيعية، ما زالت عقبة كبيرة أمام اعتماده.


جريدة الوطن
منذ 3 أيام
- جريدة الوطن
الضغوط الدولية تحاصر الكيان الإسرائيلي
عواصم/ الأناضول- شهدت الأيام الماضية موجة مواقف دولية متصاعدة داعمة لقطاع غزة، ومنددة بممارسات إسرائيل، التي تتهمها أطراف عديدة بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين، وسط أزمة إنسانية خانقة. ووفق تصريحات وبيانات رسمية صادرة عن تركيا و38 دولة عربية وغربية وأوروبية، فإن المطالب تركزت على وقف الحرب فورا، وإدخال المساعدات الإنسانية. أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها خلال القمة غير الرسمية لمنظمة الدول التركية، أن «السكان المدنيون في غزة يعيشون ما هو أشبه بالجحيم وسط أشد كارثة إنسانية في العصر الحديث». وعبر المستشار فريدريش ميرتس عن قلق بالغ تجاه الوضع الإنساني في القطاع، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن أي هجوم بري جديد على غزة هو «مبعث قلق بالغ». وتعهدت بتقديم 4 ملايين جنيه إسترليني (5.37 مليون دولار) مساعدات إنسانية لغزة، مؤكدة أنه «لن تحقق إسرائيل الأمن بإطالة معاناة الشعب الفلسطيني»، وفق بيان للخارجية. وجاء ذلك غداة إعلان بريطانيا الثلاثاء إلغاء محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل بسبب هجومها الجديد على غزة، واستدعاءها السفيرة الإسرائيلية تسيبي حوتوفلي. ونددت فرنسا وكندا، في بيان، بإجراءات إسرائيل في غزة، ولوحتا باتخاذ «خطوات ملموسة» إذا لم توقف هجومها العسكري وترفع القيود على دخول المساعدات. وطالب وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني،، إسرائيل بوقف هجومها العسكري على غزة، قائلا: «أوقفوا الهجمات، ولنعمل معا على وقف إطلاق النار، وتحرير الرهائن (الأسرى)». ودعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، في مؤتمر بالعاصمة مدريد، إلى استبعاد إسرائيل من الفعاليات الثقافية الدولية بسبب حربها على غزة، أسوة بما حدث مع روسيا بعد حربها ضد أوكرانيا. كما طالب قادة سبع دول أوروبية، هي: إسبانيا، النرويج، آيسلندا، أيرلندا، لوكسمبورغ، مالطا، وسلوفينيا، إسرائيل بالتفاوض «بحسن نية» لإنهاء حرب ورفع الحصار المفروض عليه.


جريدة الوطن
منذ 3 أيام
- جريدة الوطن
قطر تجدد دعمها الكامل لسوريا
نيويورك- قنا- جددت دولة قطر دعمها الكامل للجمهورية العربية السورية بما يسهم في تحقيق تطلعات شعبها الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية، وبما ينعكس إيجابيا على مستقبل سوريا والمنطقة ككل. جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في اجتماع الإحاطة لمجلس الأمن حول بند الحالة في الشرق الأوسط (سوريا)، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. وأكدت سعادتها ترحيب دولة قطر بالخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها في الجمهورية العربية السورية الشقيقة نحو التوافق الوطني، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات، مشيدة بالانفتاح الذي أبدته الحكومة السورية للتعاون مع مختلف الهيئات الدولية والأممية، وهو ما يعكس التزاما واضحا بلعب دور إيجابي على الصعيدين الإقليمي والدولي في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسان. وأوضحت أن دولة قطر تواصل دعمها الشامل للجمهورية العربية السورية الشقيقة في المجالات الإنسانية والإغاثية وجهود التعافي وتوفير الخدمات الأساسية، بما في ذلك استمرار توريد الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء. ولفتت سعادتها إلى أنه استمرارا لجهود دولة قطر والمملكة العربية السعودية الشقيقة في دعم تعافي اقتصاد الجمهورية العربية السورية الشقيقة، تم الإعلان عن سداد متأخراتها لدى مجموعة البنك الدولي التي تبلغ حوالي 15 مليون دولار، مما سيسهم في استئناف برامج البنك الدولي في سوريا، وإعادة بناء المؤسسات وتنمية القدرات وصنع وإصلاح السياسات لدفع وتيرة التنمية. وأشارت سعادة المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة إلى أن دولة قطر تواصل رعاية مصالح الجمهورية العربية السورية الشقيقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بهدف تعزيز الحوار البناء بين سوريا والمجتمع الدولي في مجالات عمل المنظمة. وقالت سعادتها «تؤكد دولة قطر أن تحسين الأوضاع الاقتصادية والإنسانية للشعب السوري الشقيق يجب أن يظل أولوية للمجتمع الدولي، لذا ترحب دولة قطر باعتزام فخامة الرئيس دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية الصديقة، رفع العقوبات عن الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتعده خطوة مهمة نحو دعم الاستقرار والازدهار في سوريا، وتعرب عن التقدير الكامل لجهود المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية التركية الشقيقة في هذا السياق».