logo
غرب آسيا.. أم المعارك الكبرى

غرب آسيا.. أم المعارك الكبرى

الغد١٤-٠٥-٢٠٢٥

أيمن الخطيب
يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف. وفي سياق هذا العدوان لا يقتصر بنك الأهداف الاسرائيلية على القضاء على فصائل المقاومة ونزع سلاحها وتهجير الكتلة السكانية في القطاع وتأمين مستوطنات غلاف غزة وتحقيق مشروع اسرائيل الكبرى، بل يتسع ليشمل اهدافا استراتيجية أكبر تتخادم مع معركة كبرى عنوانها إعادة رسم الخرائط السياسية والأمنية والاقتصادية العالمية وتحت سؤال عريض لم تحسم إجابته بعد، من يحكم العالم؟
اضافة اعلان
في أيلول 2023، وعلى هامش اجتماعات قمة العشرين، أطلقت واشنطن في محاولة لمواجهة صعود الصين مبادرة الممر الاقتصادي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا، بمشاركة أميركا ودول الاتحاد الأووربي ودول الخليج، والاحتلال، يهدف الممر إلى ربط الهند بأوروبا عبر غرب آسيا، من خلال شبكة نقل تتراوح من الشحن بالسفن وصولا إلى السكك الحديد، والتي ستُكمِّل طرقات النقل البحري والبري القائمة، فضلًا عن الكابلات الكهربائية لتعزيز الاتصال الرقمي وأنابيب تصدير الهيدروجين النظيف.
يكشف هذا الممر عن أولوية الدفاع عن الهيمنة الغربية في المنطقة، ومنع التمدد الصيني وحلفائها في البريكس، إذ أفضت مسار الحرب الروسية والأوكرانية الذي يميل لصالح موسكو، إلى تهديد القوى الغربية ومكانتها في قيادة العالم، فكانت غرب آسيا ساحة معركة جديدة، وأم المعارك في محاولة لإعادة ضبط التوازن الدولي وإثبات سيطرة الغرب على العالم.
من مفارقات الجغرافية السياسة الطبيعية أن تكون غزة بمساحة 365 كيلومترا مربعا فقط، هي حجر الرحى في هذا المشروع، نظرا لوجود القطاع في قلب الممر الاقتصادي، وهو ما يفسر بجانب عقيدة القتل المتأصلة في عقل كيان الإبادة، استمرار الحرب في غزة بهدف تأمين الممر من القطاع والسيطرة عليه أمنيا وإنهاء كافة معاقل المقاومة فيه، الذي سينقل الاحتلال الاسرائيلي من كونه طرفا تجاريا في مشروع الممر الاقتصادي إلى ذراع جيوسياسية استراتيجية تتيح له أن يكون شرطي المنطقة ودولة مفترق طرق في المنطقة بيديها مفاتيح اللعب – الطاقة والأمن والمياه -، ورغم ذلك فالمفارقة الكبرى أن الحرب على غزة قد تهدد هذا المشروع برمته وقد أشار تقريران صادران عن مؤسسة كارنيغي ومجلة الدبوماسي، إن الحرب على غزة تهدد الممر الاقتصادي الهند – الشرق الأوسط – أوروبا، قبل أن يبدأ، بسبب البيئة الأمنية غير المستقرة.
يضاف البحر الأحمر إلى قطاع غزة كأحد العقد الجيوسياسية، فهو ممر بحري استراتيجي لمبادرة الحزام والطريق، ونظرا لأهميته أنشات الصين أول قاعدة عسكرية في جيبوتي عام 2017 لحماية مصالحها التجارية وبوابة عبر نفوذ لها إلى أفريقيا، وقد صبت ضربات الحوثيين ضد حركة الشحن في البحر الأحمر بشكل غير مباشر في حصالة المصالح الاستراتيجية للصين، دفع ذلك أميركا لتنفيذ سلسلة اجراءات ضغط قصوى عسكرية ودبلوماسية على صنعاء لاستعادة الأمن البحري في البحر الأحمر، وإعادة تشكيل النظام الإقليمي بما يخدم مصالح الغرب وفي مواجهة النفوذ الصيني تحديدا مع ارتفاع نسق المناورات الصينية الإيرانية الروسية (الحزام الأمنيالبحري 2025) في خليج عُمان، وهي المنطقة التي تحد نقطتين، مضيق هرمز ومضيق باب المندب، حيث نشرت الصين سفناً حربية من قاعدتها البحرية الخارجية في جيبوتي قادرة على جمع المعلومات الاستخباراتية وتوفير الإمدادات اللوجستية للسفن البحرية الإيرانية والروسية.
في الجهة المقابلة، ترى الصين في هذا الممر تهديدا وجوديا لمبادرة الحزام والطريق، والتفافا مقلقا على الطرق التجارية التي تعتمد عليها الصين مثل بحر الصين الجنوبي، والمحيط الهندي وقناة السويس، لا سيما وأن سياستها المناورة الناعمة في ظل الأحداث في غرب آسيا كانت تحت شعار « ضع الضفادع تغلي على مهل»، أي تهديد هياكل الهيمنة الغربية في غرب آسيا التي صممتها وول سترييت بقيمة تزيد على 650 تريليون دولار، بهدوء تام، مستفيدة بشكل غير مباشر من بقاء غزة ومقاومتها ومن تهديدات حركة الشحن العالمي في البحر الأحمر وتهديد ميناء حيفا، وبما يخدم تصورها الاستراتيجي القائم على سياسة شراء الوقت ومنع سيطرة الغرب على الطرق التجارية العالمية، وما يتيح لها هوامش جيوسياسية أكبر للتسريع في تنفيذ مبادرة الحزام والطريق الممر الاقتصادي الآخر في معركة السيطرة على العالم الذي أطلق في عام 2013 ويتوقع الانتهاء منه بحلول 2049 وخصصت له 126 مليار دولار، كمحاولة لعلاج الخلل في البنية التحتية وتسريع النمو الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا ووسط وشرق أوروبا، عبر مشاريع بنية تحتية واستثمارات تاريخية تغطي أكثر من 68 دولة، بما في ذلك 65 % من سكان العالم، ونحو 40 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
التطورات الجيوسياسية هذه وما ينضوي تحت لوائها من حروب ممرات اقتصادية، ورغبة واشنطن في حكم غزة وترتيب ملف البحر الأحمر أمنيا واعادة رسم الخرائط السياسية يعني أن أميركا تحمل غرب آسيا معها كذراع جيوسياسية مركزية في مواجهة الصين ونفوذها التي بدورها ترى أن غرب آسيا نقطة انطلاق لتآكل جدار الهيمنة الغربية على العالم، وأن غرب آسيا بجناحيها الرئيسين غزة والبحر الأحمر هي ساحة مركزية في الصراع الدولي، والشكل الذي سينتهي فيه الحسم سيجيب على سؤال التاريخ من يحكم العالم؟ هل هو النظام العالمي القائم على القواعد بقيادة الغرب (الشمال العالمي)، أم التصور لنظام عالمي متعدد الأقطاب بقيادة الجنوب العالمي؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'عمل الأعيان' تبحث ووزيرة العمل الفلسطينية سبل تعزيز التعاون الثنائي
'عمل الأعيان' تبحث ووزيرة العمل الفلسطينية سبل تعزيز التعاون الثنائي

timeمنذ 36 دقائق

'عمل الأعيان' تبحث ووزيرة العمل الفلسطينية سبل تعزيز التعاون الثنائي

بحثت لجنة العمل والتنمية الاجتماعية في مجلس الأعيان، برئاسة العين عيسى مراد، خلال لقائها اليوم الخميس، مع وزيرة العمل الفلسطينية الدكتورة إيناس العطاري والوفد المرافق لها، سُبل التعاون بين الجانبين في مجالات العمل والتنمية الاجتماعية. وضمّ الوفد الفلسطيني الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد، ورئيس اتحاد الغرف الصناعية والتجارية والزراعية عبده إدريس، وأمين سر الاتحاد العام لنقابات فلسطين محمود حواشين، إضافة إلى الأمينة العامة للاتحاد العربي للنقابات الدكتورة هند بن عمار الطراونة. وأكد العين مراد الموقف الأردني الثابت والداعم لفلسطين وقضيتها على المستويين الرسمي والشعبي، لافتًا إلى أهمية اللقاء في تسليط الضوء على التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الشعب الفلسطيني. وأشار إلى التحركات الدولية الداعمة لحقوق العمال الفلسطينيين، ولا سيما التصويت المرتقب في مؤتمر جنيف في الخامس من شهر حزيران المُقبل، بشأن منح فلسطين صفة 'عضو مراقب' في منظمة العمل الدولية، لتكون ثاني مؤسسة دولية تعترف بها بعد منظمة الصحة العالمية، داعيًا جميع أطراف الإنتاج إلى توحيد الجهود لدعم هذا التوجه. وتطرّق العين مراد إلى جملة من المحاور لتعزيز التعاون المشترك، من أبرزها دعم إنشاء مؤسسة ضمان اجتماعي فلسطينية، وتبادل الخبرات في مجالات التحول الرقمي، والتدريب المهني، وتطوير التشريعات العمالية. وتناول مراد قضية أجور ما يزيد على 200 ألف عامل فلسطيني يعملون داخل إسرائيل، وضرورة تحريك هذا الملف على الساحة الدولية لضمان حقوقهم المالية والاجتماعية، مؤكدًا استعداد الأردن لتقديم الدعم الفني اللازم لتأسيس بنية ضمان اجتماعي متكاملة في فلسطين. من جانبها، عبّرت وزيرة العمل الفلسطينية عن تقديرها العميق للمواقف الأردنية الداعمة للقضية الفلسطينية، واصفة إياها بالمواقف القومية والإنسانية والتاريخية. وأشارت إلى التحديات المتفاقمة التي تمر بها فلسطين، ولا سيما قطاع غزة، الذي أُعلن رسميًا منطقة مجاعة، في ظل ارتفاع نسبة البطالة إلى 52 بالمئة. وأكدت الوزيرة العطاري أهمية تعزيز الشراكة مع الأردن في مجالات التدريب والتشغيل، وتطوير التشريعات العمالية، وإنشاء نظام ضمان اجتماعي يُسهم في حماية القوى العاملة الفلسطينية. وثمّنت جهود الصندوق الفلسطيني للتشغيل في دعم الريادة والمشاريع الصغيرة، رغم محدودية الموارد، مشددة على ضرورة تفعيل المعابر، لما لها من دور محوري في تعزيز الصمود الفلسطيني.

'الضمان الاجتماعي': نضع إمكاناتنا وخبراتنا بخدمة الأشقاء الفلسطينيين
'الضمان الاجتماعي': نضع إمكاناتنا وخبراتنا بخدمة الأشقاء الفلسطينيين

timeمنذ ساعة واحدة

'الضمان الاجتماعي': نضع إمكاناتنا وخبراتنا بخدمة الأشقاء الفلسطينيين

أكد مدير عام المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي بالوكالة، الدكتور جادالله الخلايلة، استعداد المؤسسة التام لوضع خبراتها وإمكاناتها لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين في تطوير آليات التقاعد والضمان الاجتماعي، وتحسين منافعها وإجراءاتها. جاء ذلك خلال استقباله وفدًا رسميًا فلسطينيًا، برئاسة وزيرة العمل الفلسطينية إيناس العطاري، للاطلاع على تجربة المؤسسة في مجال الحماية الاجتماعية والتأمينات والبرامج المطبقة لديها. وقال في بيان صحفي، اليوم الخميس، إن 'الضمان الاجتماعي' تواصل خلال السنوات الماضية مع هيئة التقاعد الفلسطينية، واطلعها على تجاربه في هذا المجال، مؤكدًا استمرار المؤسسة في تعزيز الشراكة مع الأشقاء الفلسطينيين واستمراريتها، وتسخير الخبرات التأمينية والفنية أمامهم. وبيّن أن مؤسسة الضمان الاجتماعي واكبت التطورات على مستوى المنطقة والعالم، وخطت خطوات كبيرة في مجال التأمينات الاجتماعية والخدمات الإلكترونية التي توفرها للمؤمّن عليهم والمتقاعدين. بدورها، قالت العطاري إن العلاقات الأخوية والتاريخية بين فلسطين والأردن تمهّد لتعاون أكثر فاعلية في مجال الحماية الاجتماعية، وأعربت عن شكرها لما قدمته مؤسسة الضمان من دعم وتدريب ضمن اتفاقية الشراكة السابقة بين 'الضمان الاجتماعي' وهيئة التقاعد الفلسطينية، كما عبّرت عن تطلعها لاستمرار العمل بمذكرة التفاهم التي أُبرمت مع مؤسستي الضمان الاجتماعي الأردنية والفلسطينية، للاستفادة من تجربتها الثرية في مجال التأمينات الاجتماعية. وقالت: 'ما يهمّنا اليوم، بعد الاطلاع على تجربة مؤسسة الضمان الثرية، هو معرفة الموعد المناسب لإطلاق الضمان الاجتماعي الفلسطيني، والمراحل والعوامل المساعدة في تسويق هذا الإطلاق، بالإضافة إلى آليات التخطيط والتنفيذ والمتابعة'. من جهته، استعرض مدير مديرية الدراسات الاكتوارية بمؤسسة الضمان، أحمد عبيد، التطور التشريعي لعمل مؤسسة الضمان منذ النشأة، والتدرج في التوسع بمظلة الحماية الاجتماعية ومنافعها التأمينية، بالإضافة إلى الإحصائيات التأمينية، والخدمات الإلكترونية، والتحديات التي تواجه المؤسسة، وما تضمنته من حلول تم وضعها في خطتها الاستراتيجية القائمة حاليًا لمعالجتها. وضمّ الوفد المشارك، الذي يمثل أطراف العلاقة المعنيين بمنظومة الحماية الاجتماعية، كلًا من: الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، ورئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية، عبدو إدريس، وأمين سر الاتحاد العام لنقابات فلسطين، محمود حواشين، ومستشار الشؤون الفنية لوزير العمل، دانة إسماعيل.

من هو إلياس رودريغيز منفذ إطلاق النار بواشنطن؟
من هو إلياس رودريغيز منفذ إطلاق النار بواشنطن؟

البوابة

timeمنذ ساعة واحدة

  • البوابة

من هو إلياس رودريغيز منفذ إطلاق النار بواشنطن؟

أعلنت السلطات الأميركية هوية المشتبه به في حادث إطلاق النار الذي وقع قرب المتحف اليهودي في واشنطن العاصمة وأدى إلى مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية. وأكدت أن المشتبه به هو إلياس رودريغيز، البالغ من العمر 30 عامًا، والمقيم في شيكاغو. وأظهرت مقاطع فيديو تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي لحظة اقتياده من قبل الشرطة، وهو يهتف: "الحرية لفلسطين". وأكدت رئيسة شرطة العاصمة باميلا سميث أن رودريغيز ردد الهتاف ذاته خلال احتجازه، مشيرة إلى أنه لم يكن معروفًا لدى الشرطة سابقًا، وقد دلّ السلطات على مكان السلاح المستخدم وألمح إلى مسؤوليته عن الهجوم. رودريغيز حاصل على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة إلينوي، وعمل باحثًا في التاريخ الشفوي لدى منظمة "صناع التاريخ". كما كان ناشطًا سياسيًا معروفًا بانخراطه في حركات مثل "حياة السود مهمة" وحزب الاشتراكية والتحرير. ولا تزال السلطات الفيدرالية والمحلية تحقق مع رودريغيز للكشف عن دوافع الهجوم وملابساته الكاملة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store