
البستاني ينبُش "قبر الدعم": أين ذهب 11 مليار دولار من أموال المودعين؟
كتب عماد الشدياق:
في بلدٍ امتهن طمس الحقائق وتجاهل القوانين، عاد إلى الواجهة فجأة قانونٌ منسيّ منذ صيف العام 2021. القانون يحمل الرقم 240، وينصّ على إخضاع كل المستفيدين من الدعم الحكومي بالدولار الأميركي للتدقيق الجنائي الخارجي. هذا القانون الذي مضى على صدوره ما يقارب الأربع سنوات، لم يُنفّذ. ولم تُعدّ مراسيمه التطبيقية ضمن المهلة المحددة في مادته الرابعة، برغم أنّه نُشر في الجريدة الرسمية.اللافت أنّ إعادة تحريك الملف لم تأتِ من الحكومة، ولا من أجهزة الرقابة، بل من رئيس لجنة الاقتصاد والتجارة النيابية النائب فريد البستاني، الذي وجّه قبل أيام سؤالًا خطيًا إلى الحكومة عبر رئاسة مجلس النواب، مستفسرًا عن أسباب التأخير في تنفيذ القانون. البستاني أشار في سؤاله إلى أنّ وزارتي المال والعدل لم تقوما خلال مهلة الشهرين بإعداد الآليات المطلوبة، ما جعل القانون غير نافذ فعليًا.تحرُّك النائب البستاني لمكافحة الفساد أو "تقويم الانحراف" في أداء السلطة، ليس الأول من نوعه. فقد تقدم البستاني قبل أسابيع باقتراح قانون لحماية الودائع بالعملات الأجنبية، وذلك بعد محاولات سابقة خلال عهد حكومة تصريف الأعمال (حكومة الرئيس نجيب ميقاتي)، لكنّه لم يسلك طريقه. كما كان للبستاني الفضل في إعادة العمل بإدارة "النافعة" بالتعاون مع وزارة الداخلية التي اتخذت إجراءات عقابية بحق الفاسدين، ودفعت نحو يُسرّع وتيرة العمل في هذا المرفق الحيوي. وكذلك كشف الاختلاسات في وزارة الاقتصاد، التي أوصلت إلى توقيف الوزير أمين سلام وشقيقه بواسطة القضاء. قد لا يكون تحرّك البستاني منفرداً كافيًا لتغيير واقع راسخ من الإهمال السياسي والقضائي كلياً، لكنّه يفتح نافذة جديدة للضوء ويحض نظرائه في الندوة البرلمانية على التعاون معه للكشف اليوم عن واحد من أكثر الملفات التباسًا خلال الأزمة المالية: ملف "الدعم"، الذي كلّف مصرف لبنان نحو 11 مليار دولار، وشكّل مصدرًا ضخمًا للهدر والتهريب، لا يزال حتى اليوم من دون مساءلة، رغم كل ما كُتب وقيل عنه.بحسب معلومات خاصة بـ "نداء الوطن" فإنّ حاكم مصرف لبنان السابق وسيم منصوري قد سبق وأرسل في حينه كل ملفات الدعم إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء في حكومة نجيب ميقاتي على USB. هذه الملفات تتضمّن معلومات كاملة عن الشركات والأفراد الذين حصلوا على الدعم، وتصل إلى أكثر من 10500 ملف تعود لشركات عاملة في السوق اللبنانية.ومع ذلك، تؤكّد المعلومات أنّ وزيري المال والعدل، يوسف خليل وهنري خوري، لم يُقدما على أي إجراء بعد تسلّم الملفات. لم يُفتح تحقيق، ولم تُحال الملفات إلى الجهات القضائية، إلى أن انقضت المهل القانونية وسقطت بفعل مرور الزمن بعد الشهرين، لينتهي بذلك مفعول القانون رقم 240 كأداة محتملة للمحاسبة.المفارقة أنّ النظام السياسي نفسه، الذي وضع القانون شكليًا في 2021 لاحتواء النقمة الشعبية آنذاك، هو نفسه الذي تجنّب تنفيذه لاحقًا، ربما لأنّ نتائجه كانت ستكشف شبكات واسعة من المصالح المرتبطة بالسلطة والنفوذ والمال. فدعم السلع الذي بدأ كشعار لـ"حماية الناس"، تحوّل إلى مصدر فاضح للربح والتهريب، سواء عبر الحدود أو عبر الفوارق في سعر الصرف. أحد المصرفيين المقرّبين من هذا الملف صرّح صراحةً: "نحن مجرمون. كنا نبيع بالدولار على سعر 3000 و5000 ليرة، بينما كان سعر السوق قد تجاوز 100 ألف".من المستفيد؟ من الفاعل؟ من المتستّر؟ من عرقل القانون؟ كل هذه الأسئلة لا تزال بلا أجوبة. وقد يكون تحرّك البستاني مجرّد محاولة أخيرة لتسجيل موقف رقابي، أو لفتح نقاش نيابي حول الملف، لكنّه في كل الأحوال يعيد طرح السؤال الأساسي: هل هناك إرادة سياسية فعلية لمساءلة من استفاد من مليارات الدولارات المدعومة من أموال المودعين؟لا يبدو ذلك حتى الآن. فالمؤشرات السياسية والقضائية لا توحي بوجود أي نيّة جدّية لاستعادة الأموال أو نشر أسماء المستفيدين أو حتى إصدار تقرير رسمي يشرح للرأي العام كيف صُرفت المليارات ومن هم أصحابها. بل إن التعامل مع الملف لا يزال يجري بمنطق الإنكار، كأنّ الدعم كان ضرورة وطنية انتهت، لا فضيحة مكتملة العناصر بحاجة إلى محاكمة.التحرّك النيابي الأخير، رغم تأخّره، يسلّط الضوء مجددًا على هذا الفراغ في المساءلة. والأهم من تحرّك نائب أو لجنة، هو ما إذا كان هذا التحرك سيفتح بابًا لمساءلة حكومية علنية، أم أنّه سيلقى المصير نفسه الذي لاقاه القانون: التجاهل، فالتأجيل، فالسقوط بفعل الزمن.الملف لم يُغلق أخلاقيًا، حتى لو أُغلق قانونيًا. وهناك أكثر من 11 مليار سبب يدعو اللبنانيين إلى عدم نسيانه... خوصاً أن تلك المليارات هي من أموال المودعين.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ ساعة واحدة
- بيروت نيوز
بعد إعلان ترامب وقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب.. هذا ما سجلته الأسواق الخليجية
سجلت أسواق الأسهم الخليجية ارتفاعات ملحوظة في التعاملات المبكرة اليوم الثلاثاء، مدفوعة بزيادة الإقبال على المخاطرة، عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إيران وإسرائيل، ما خفف من حدة التوترات الإقليمية. في السعودية، صعد المؤشر الرئيسي بنسبة 2.1%، مدعوماً بمكاسب أسهم مصرف الراجحي بنسبة 1.9%، والبنك الأهلي السعودي بنسبة 2.1%. كما قفز سهم شركة طيران ناس، المدرجة حديثاً، بأكثر من 7% ليصل إلى 79.80 ريال. في المقابل، تراجع سهم أرامكو 1.7%، وسهم سابك للمغذيات الزراعية 1.1%. وجاءت هذه التحركات وسط تراجع أسعار النفط، حيث انخفض خام برنت بنسبة 5.3% إلى 67.66 دولار للبرميل، بعد انحسار المخاوف من تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط، عقب موافقة إسرائيل على مقترح ترامب لوقف إطلاق النار. في دبي، ارتفع المؤشر الرئيسي 3.1%، مسجلاً أكبر مكاسب يومية منذ منتصف ديسمبر، مدعوماً بارتفاع سهم إعمار العقارية بنسبة 4.7%، وسهم العربية للطيران بنسبة 7.2%، في أكبر صعود يومي للسهم منذ أكثر من ثلاث سنوات. أما في أبوظبي، فقد سجل المؤشر ارتفاعاً بنسبة 2.2% بفضل قفزة سهم الدار العقارية بنسبة 8.3%. وفي قطر، صعد المؤشر الرئيسي بأكثر من 2%، مع تسجيل سهم مصرف قطر الإسلامي مكاسب بنسبة 2.2%، بعد إعلان فتح المجال الجوي القطري عقب إغلاق مؤقت بسبب الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة أميركية في البلاد، دون تسجيل إصابات. كما سجل مؤشر السوق العام في بورصة الكويت ارتفاعاً بنسبة 2% في بداية التداولات. (سكاي نيوز)


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
البطريرك يازجي للشرع: لا يكفينا عزاؤكم و«ما حدا يتباكى علينا»
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب نامت شعوب المنطقة و«ايدها عا قلبها»، جرّاء استهداف قاعدة العديد، رغم التقارير التي تحدثت عن ضربة مدروسة ومنسقة، أُخطر بها المعنيون، ليصحوا على «الطاولة مقلوبة»، انتجها المشهد الذي كان يدور في الكواليس، في لحظة ظن فيها الكثيرون ان الانفجار الاقليمي قد بات حتميا، مع نجاح وساطة قادها امير قطر شخصيا، بطلب من الرئيس الاميركي، في سحب صاعق التفجير، من خلال اتفاق مفاجئ لوقف إطلاق النار، أنهى 12 يوما من التصعيد العسكري وأعاد الهدوء المؤقت إلى المنطقة، فارضًا قواعد اشتباك جديدة. واذا كانت الضربة الثلاثية التي وجها سلاح الجو الاميركي الى المواقع النووية الايرانية الثلاثة، قد فعلت فعلها، فان الوضع السياسي الداخلي الأميركي أدّى دورا اساسيا، في ظل الضغوط الكبيرة التي واجهها الرئيس دونالد ترامب من قبل قيادات من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، الرافضة لانخراط واشنطن في حروب ونزاعات خارجية، لا تخدم المصالح الاميركية انتصارات نسبية؟ في كل الاحوال، من الواضح ان لكل طرف روايته الخاصة، فواشنطن تقول انها أضعفت برنامج إيران النووي، فيما تؤكد تل ابيب أنها أنهكت إيران، في حين تستطيع طهران بدورها أن تقول إنها صمدت وتصدت لقوى عسكرية أقوى بكثير، ووجهت ضربات موجعة لتل أبيب. مشهد لا يلغي أن خسائر الأيام الماضية كانت باهظة على الطرفين بنسب متفاوتة، فقد كلفت الحرب إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، فيما كلفة إصلاح المباني المتضررة لا سيما في تل أبيب وحيفا وبئر السبيع تقدر بأكثر من 400 مليون دولار، فيما سجل مقتل 20 إسرائيليا خلال المواجهات. أما في إيران، فنظرًا الى الأضرار المادية الكبرى التي لحقت بعدة مناطق، ومنها المواقع العسكرية والنووية، فلا شك أن التكلفة مرتفعة أيضا. يبقى ان الرئيس ترامب اثبت للعالم تفوق بلاده عسكريا، باستعراض القوة الذي نفذته قواه الجوية باستهداف ثلاث منشآت نووية ايرانية، وديبلوماسيا بتمكنه من لجم تدهور كاد العالم ينزلق معه الى حرب عالمية عبر فرض اتفاق وقف النار على اسرائيل التي تلقت اقوى الضربات الصاروخية من ايران ما ادى الى دمار في عدد من المناطق وسقوط قتلى وجرحى وتعطيل عجلة الاقتصاد في البلاد، وهو ما لم يعتده الكيان. وعلى إيران التي تلقت ضربات كبيرة لبرنامجها النووي وقواعدها العسكرية. «اللعبة لم تنتهِ» وعقب اعلان وقف النار، طفت العديد من الأسئلة إلى السطح ، لا سيما بعد تأكيد ترامب أن طهران لن تعيد بناء منشآتها النووية أبدًا، فيما لا يزال الغموض يلف مصير البرنامج الصاروخي الإيراني، لا سيما أن طهران كانت أكدت أكثر من مرة خلال الحرب أنه لا يمكن التفاوض على حقها «الدفاعي». هل يصمد وقف النار؟ وفي هذا السياق، تتركز عيون المراقبين والعالم أجمع في الوقت الحالي على الساعات والايام المقبلة، من أجل معرفة مدى استمرار هذه الهدنة الهشة، واكتشاف البنود أو المبادئ العامة التي وافقت عليها كل من الاطراف المعنية. اوساط ديبلوماسية عربية رأت ان فرص صمود وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل مرتفعة، مشيرة إلى أن الحاجة المتبادلة الى ترميم الخسائر، والرغبة الإقليمية والدولية في تجنب التصعيد، تشكل مجتمعة عوامل حاسمة لديمومة التهدئة، فضلا عن مصلحة واشنطن المباشرة في استمراره، بخاصة أن الرئيس ترامب يسعى لتحقيق إنجاز سياسي داخلي، ويأمل عبر التفاوض مع طهران في الوصول إلى معلومات عن نحو نصف طن من اليورانيوم بنسبة 60% تمتلكه إيران، حيث تعد المفاوضات السبيل الوحيد للوصول إلى مصير هذه الكمية من اليورانيوم، مؤكدة أن طهران ستطالب مقابلها بثمن سياسي يتعلق بالعقوبات، سواء من خلال نقل هذه الكمية خارج أراضيها أو التخلي عنها، هذا فضلا عن مخاوف القوى الاقليمية، خصوصا في الخليج، من توسع رقعة المواجهة، وسط تحذيرات من انفجار شامل، كما تدعم قوى دولية كبرى مثل روسيا والصين تثبيت الاتفاق، حماية لمصالحها الإستراتيجية والاقتصادية، ومنها استقرار أسواق الطاقة وتفادي زيادة النفوذ الأميركي في حال استمرار الحرب. وتابعت الاوساط، بانه على الرغم من احتمال اندلاع مواجهات محدودة مستقبلا، فإنها لن تصل إلى مستوى التصعيد الأخير خلال العامين أو الثلاثة المقبلة، فطهران ترغب في وقف إطلاق النار لإعادة ترتيب أوراقها مع الولايات المتحدة، دون أن يعد ذلك ضعفا منها، بل محاولة للخروج بأقل الخسائر، وتجنب مواجهة مباشرة قد تهدد بقاء النظام واستقرار الدولة. الانعكاس على لبنان على الصعيد اللبناني، قالت مصادر سياسية مطلعة ان وقف النار من شانه ان ينعكس ايجابا على لبنان الذي نأى بنفسه عن المواجهات، ونجح في ان يكون على الحياد وخارج اصطفافات المحاور، في ظل الموقف الموحد الذي خرجت به «الترويكا الرئاسية»، متوقعة ان ينعكس ذلك على الوضع العام، فتدخل البلاد مرحلة جديدة بعدما اثبت لبنان انتماءه الى محيطه العربي، من خلال تضامنه مع قطر وجيرانها، ما قد ينعكس على الملفات الاقتصادية واعادة الاعمار، آملة في انطلاق عجلة الحوار حول سلاح حزب الله للوصول الى التفاهم المطلوب وفيما ابدت المصادر اسفها للعرقلة في انجاز الاصلاحات الاقتصادية، بسبب العراقيل السياسية والصراع القائم على التعيينات المالية، وتاثيرات ذلك في القطاع المصرفي، اعتبرت ان الفرصة لا تزال قائمة امام لبنان «ليلحق الموسم السياحي»، في حال صمود وقف النار وثبت الاستقرار، واوقفت اسرائيل اعتداءاتها. سلام في قطر وعقب اعلان وقف اطلاق النار، غادر رئيس الحكومة نواف سلام البحرين مكملا رحلته الى قطر، حيث عُقد اجتماع موسّع بين وفدي البلدين، تبعه لقاء ثنائي بين الأمير والرئي، قبل ان يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا، قال خلاله الرئيس سلام «اليوم وخلال مباحثاتنا، تم الاتفاق على الاستمرار في التشاور بهدف التوصل إلى تفاهم تنفيذي بشأن مساهمة قطر في دعم لبنان في مجال الطاقة، سواء من خلال إنشاء محطة لتوليد الكهرباء أو تزويد لبنان بالغاز، آملا ان تستقر الامور في المنطقة وان يستأنف الأشقاء القطريون زياراتهم الى لبنان، طالبا «مجددًا دعم قطر، إلى جانب أطراف المجتمع الدولي». شمال الليطاني؟ في الميدانيات الجنوبية، استهدفت مسيّرة معادية بصاروخين سيارة على طريق كفردجال، ما أدى الى اشتعالها وسقوط 3 ضحايا، فيما سجل سقوط مسيرة اسرائيلية في بلدة مركبا. وكانت الساعات الماضية قد شهدت عودة كثيفة لحركة المسيرات والمقاتلات الاسرائيلية الى الاجواء اللبنانية، فوق الضاحية الجنوبية وبيروت والجنوب، حيث نفذت اكثر من ثلاثين غارة على مناطق جبلية وحرجية من مرتفعات وهضاب وأودية طالت مناطق جنوبي وشمال الليطاني وصولًا إلى مناطق في إقليم التفاح، وهو ما رات فيه مصادر متابعة صفارة انطلاق لمعركة شمال الليطاني، خصوصا ان هذه الحركة جاءت بعيد زيارة المبعوث الاميركي الخاص الى سورية توماس براك الى بيروت وما حمله من رسائل، كان ابرزها تاكيده على ان لا انسحاب اسرائيلي قبل انجاز مسألة السلاح، في ظل توقف اجتماعات اللجنة الخماسية لمراقبة وقف النار، رغم تغيير رئيسها، الذي علم انه غادر مقر عمله في عوكر منذ فترة. اليونيفيل من جديد ليس بعيدا، أقيم امس في قيادة اليونفيل في الناقورة حفل التسلم والتسليم بين القائد العام المنتهية ولايتة الجنرال الإسباني ارولدو لاثارو والجنرال الإيطالي الجديد دايواتو ابانيارا الذي عينه امين عام الامم المتحدة انطونيو غوتيرش مطلع الشهر الحالي ليتبوأ منصبه الحالي، في وقت يشهد التجديد لهذه القوات عملية شد حبال. وفي هذا الاطار اشارت مصادر ديبلوماسية ان زيارة وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام الى لبنان، جان بيار لاكروا، قبل ايام، حملت في طياتها ابعادا سياسية وامنية، في ظل المعركة القائمة حول التمديد لقوات الطوارى الدولية، حيث كشفت المصادر ان الاخير رفع تقريرا مفصلا الى الامين العام، لعرضه على اعضاء مجلس الامن، حول مشاهداته في المناطق القريبة من الخط الازرق، فضلا عن رحلته البحرية على متن احدى بوارج القوة الدولية على طول «خط العوامات»، والتي خلصت الى تقييم ميداني للمخاطر الداهمة، وتاكيده على ان الهدوء النسبي الهش قابل للانهيار في اي لحظة ما لم تستكمل المسارات السياسية والامنية الداعمة له، برعاية الامم المتحدة وقواتها، في اطار بيئة دولية داعمة ودينامية حكومية لبنانية تواكب عمل اليونيفيل، في ظل ظروف ميدانية ومناخات اقليمية لا تحتمل التراخي او الغموض. واكدت المصادر، ان الديبلوماسية اللبنانية ستواجه معركة كبيرة في اروقة مجلس الامن، يختلط فيها السياسي بالشخصي، خصوصا مع تعيين الرئيس دونالد ترامب للنائبة السابقة للمبعوث الاميركي الخاص الى لبنان، مورغان اورتاغوس، في بعثة بلاده في نيويورك، على ان تتولى رئاستها خلفا للسفيرة السابقة دوروثي شاي، مشيرة الى ان الملف الاول الذي باشرت العمل عليه هو اليونيفيل وانهاء خدماتها، رغم ان ثمة مسعى وسطيًا يتحدث عن تعديل مهامها وقواعد اشتباكها، وهو ما يتناقض مع ما اورده لاكروا في تقريره، عن ضرورة تكريس «استمرارية اليونيفيل بصيغتها الحالية من دون اضعاف او تعديل يهدد توازن الردع القائم بصعوبة، فالمعادلة دقيقة والوقت ضيق والخط الازرق لا يحتمل المساومة». البطريرك اليازجي وعلى خلفية تفجير كنيسة مار الياس في دمشق، تستمر ردود الفعل، على وقع تهديدات تلقتها كنائس اخرى، اذ توجه بطريرك الروم الأورثوذكس في أنطاكية يوحنا العاشر يازجي، بكلام عالي اللهجة الى الرئيس السوري احمد الشرع، قائلا في عظته خلال تشييع الضحايا، في حضور حشد من المؤمنين:» السيد الرئيس اريد ان اعلمكم اننا في هذه البلد في سورية ان الحادثة، ليس الحادثة الجريمة التي تمت البارحه في كنيسة مار الياس هي الاولى في سورية، من بعد «طوشة الشام» في سنة 1860، من ستة 1860 وحتى الان هي المجزرة الاولى التي تحصل، ونحن لا نقبل ان تحصل في ايام الثورة وفي عهدكم الكريم ، هذا امر ندينه، ونؤكد اننا نحيا ونعيش كعائله واحدة في هذا البلد الكريم». وتابع « لقد تواصل معي، البارحة واول البارحة، العديد من البطاركة ورؤساء الكنائس في كل انحاء العالم، من كل انحاء العالم تواصلوا معي، وسياسيون ورؤساء حكومات ووزراء، ومسلمون من هذه البلد، اننا طيف اساسي مكون في هذا البلد ونحن باقون ونحن موجودون، تذكروا معي تم خطف راهبات معلولة وها نحن ما زلنا موجودين، تم خطف مطراني حلب وقيل كل ما قيل، وها نحن باقون وموجودون وما حدا يتباكى علينا»، وختم « سيادة الرئيس تكلمتم البارحه هاتفيا مع سيادة الوكيل البطريركي لتنقلوا لنا عزاءكم، لا يكفينا هذا، مشكورون على المكالمه الهاتفية، ولكن الجريمة التي تمت هي اكبر من هيك شوي». هذا وكانت الداخلية السورية قد اعلنت ان منفذي تفجير كنيسة مار الياس في دمشق قدما من مخيم الهول، مشيرة الى ان الدولة السورية حريصة على محاسبة المتورطين في عملية تفجير الكنيسة، اذ الاولوية هي لتوفير الامن للسوريين وحمايتهم من التنظيمات الارهابية. جعجع في بعبدا والى الداخل اللبناني، حيث عقد لقاء بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في القصر الرئاسي في بعبدا، في توقيت لافت بعد الحملة التي تناولت العلاقة بين الطرفين، وتحدث جعجع بعد اللقاء معلنا انه تم «البحث في الأوضاع الأخيرة وأجرينا تقييما خصوصا للقرارات المطلوبة داخليا بعد الذي حدث وكان التوافق مئة في المئة»، مؤكدا «ان الرئيس عون لديه كل النية والتصميم لقيام دولة فعلية في لبنان» وقد حصل تقدم كبير في هذا الخصوص» ، «خاتما بانه «لم يلمس أي فساد في العهد منذ 5 أشهر».


الديار
منذ 2 ساعات
- الديار
كلفة الحرب إن اندلعت بين "الاطلسي" وروسيا
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب رجحت وكالة "بلومبرغ" أن عاما واحدا من القتال بين حلف شمال الأطلسي وروسيا سيكلف الاقتصاد العالمي تريليون ونصف التريليون دولار. وجاء في تقرير الوكالة: "بحسب تقديرات "بلومبرغ إيكونوميكس"، قد يؤدي الدمار المباشر في مناطق القتال، وارتفاع أسعار الطاقة بسبب توقف الإمدادات الروسية، وبيع الأصول في الأسواق المالية خلال العام الأول من الحرب إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 1.3%، أو 1.5 تريليون دولار، وهو ما يعادل تقريبا عواقب الصراع الشامل في أوكرانيا". وتوقع محللو الوكالة أن تبدأ المعارك بين روسيا والحلف في دول البلطيق. في الآونة الأخيرة، تزداد التصريحات الغربية حول احتمال نشوب صراع مسلح مباشر بين حلف "الناتو" وروسيا. بينما أكد الكرملين أن روسيا لا تشكل تهديدا ولا تهدد أحد، لكنها لن تتغاضى عن أي إجراءات قد تهدد مصالحها. كما لاحظت موسكو في السنوات الأخيرة نشاطا غير مسبوق لـ"الناتو" قرب حدودها الغربية، حيث يوسع الحلف من مبادراته ويصفها بـ"الردع ضد العدوان الروسي".