
مركز "ICGER" يطلق مبادرة "الحلّ الفيدرالي في سوريا".. الدكتور يوسف: هذا الطرح هو البديل عن التقسيم والحروب والدماء
أطلق المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والاقتصادية (ICGER) مبادرة حملت عنوان "الحلّ الفيدرالي في سوريا.. نحو شرق أوسط آمن ومستقر"، وذلك في ختام المؤتمر الذي نظمه المركز برئاسة الدكتور محمد وليد يوسف، يوم الجمعة 11 أبريل 2025 في فندق "موڤنبيك بيروت" – الروشة، بمشاركة نخبة من الباحثين والمفكرين والمتخصصين في الشأنين الجيوسياسي والإقليمي.وتوزعت أعمال المؤتمر على جلستين رئيسيتين أدارهما الدكتور عماد غنوم، ففي الجلسة الأولى، قدّم الدكتور محمد وليد يوسف دراسة تحليلية شاملة ذات أبعاد تاريخية، علمية، وسياسية، حول مفهوم الفيدرالية، موضحًا أهميتها ومكاسبها المحتملة لسوريا والمنطقة ككل.
كما استعرض نماذج متعددة من التاريخ الإسلامي، تؤكد أن نظام الحكم في الإسلام، منذ عهد الآباء المؤسسين وحتى نهاية الدولة العثمانية، كان يقوم على نمط من الفيدرالية، أو ما يُعرف بنظام الحكم الأقاليمي الإسلامي، مستعرضًا الأدلّة والشواهد والبراهين التي تؤكّد ذلك.
وأشار الدكتور يوسف إلى أن المنطقة تمرّ اليوم بمرحلة تحول حاسمة، خاصة بعد تراجع فعالية اتفاقية سايكس - بيكو - سازانوف، التي رسمت حدود وخرائط المنطقة بعد الحرب العالمية الأولى. وأضاف أنّ أمام شعوب المنطقة خيارات عدّة أفضلها التوجه نحو النظام الفيدرالي، باعتباره بديلاً واقعيًا وعادلًا عن خيار تقسيم الدول الذي سيطال كلّ دول المنطقة والإقليم، وبديلًا ضروريًّا عن الحروب التي تزهق الأرواح وتجري الدماء وتهلك البلاد والعباد.
وبعد استراحة قصيرة، استُكملت أعمال المؤتمر بجلسة ثانية خصصت للحوار المفتوح بين المشاركين، تناولت سبل تطبيق الفيدرالية، وآليات تنفيذها، والمعوقات التي تعترض طريقها، والتحديات التي تواجه المكوّنات المتنوعة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي ختام المؤتمر، أعلن المركز عن مجموعة مقترحات تمخضت عن جلسات النقاش، تلاها رئيس قسم التحرير في المركز حسن هاشم:
1- التأكيد أن الفيدرالية ليست مخالفة للنظم الإسلامية، بل كانت جوهر نظام الحكم في العصور الإسلامية المختلفة عبر التاريخ، ما يجعلها إطارًا شرعيًا ومناسبًا لحل الأزمات السياسية الحالية في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.2- الدعوة إلى نموذج فيدرالي يضمن حقوق جميع المكوّنات الإثنية والدينية والقومية في سوريا، بما يحقق العدالة والتمثيل السياسي العادل.3- التأكيد أن الفيدرالية لا تعني التقسيم، بل تهدف إلى الحفاظ على وحدة الكيان السوري والكيانات السياسية في الشرق الأوسط مع منح صلاحيات أوسع للحكومات والأقاليم المحلية.4- العمل على تطوير آليات تضمن مشاركة أوسع للمجتمعات المحلية في صنع القرار وإدارة شؤونها الداخلية.5- تأسيس لجنة متخصصة برئاسة رئيس المركز الدكتور محمد وليد يوسف وعضوية كلّ من: الدكتور عماد غنوم، الدكتورة هبة مرقص، الأستاذ سلام حسين، الأستاذ حسان يونان، الأستاذ رضا الباشا والأستاذ نضال عثمان لمتابعة مقترحات الحلول الفيدرالية في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتواصل مع المكونات والأحزاب السياسية المؤيدة لهذا الطرح.6- دعم الحوار وتشجيع المفاوضات بين مختلف الأطراف السورية للوصول إلى توافق حول النموذج الفيدرالي المناسب، مع ضمان مشاركة جميع المكونات المجتمعية.7- الاستفادة من التجارب الفيدرالية الناجحة ودراسة النماذج الفيدرالية في دول مثل الولايات المتحدة، ألمانيا، كندا، الهند وإثيوبيا، واستخلاص الدروس المناسبة لتطبيقها في السياقَيْن السوري والشرق أوسطي.8- التأكيد أن الفيدرالية تسهم في تحقيق الاستقرار، وتقلل من النزاعات الداخلية، ما يعزز أمن المنطقة ككل.9- دعم دور المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في توعية المواطنين حول مكاسب النظام الفيدرالي وآليات تطبيقه.10- التشديد على ضرورة وضع دستور يضمن الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية للأقاليم الفيدرالية ضمن إطار الدولة الواحدة.11- دعم التنمية الاقتصادية في المناطق السورية المختلفة وفق نموذج فيدرالي يحقق التكافؤ في توزيع الثروات والموارد.12- ضمان أن تكون الفيدرالية وسيلة لحماية حقوق المكوّنات الإثنية والدينية والقومية لا أن تكون أداة لتهميشها.13- اقتراح إعادة هيكلة مؤسسات الدولة السورية بما يوافق النظام الفيدرالي الذي يجري الاتفاق عليه بين كافة المكوّنات.14- توسيع نطاق النقاش حول الفيدرالية ليشمل دولًا أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (تركيا وإيران والسودان وغيرها...)، حيث يمكن أن يكون النموذج الفيدرالي حلًا للنزاعات الإثنية والدينية والقومية القائمة.
ويُعد هذا المؤتمر وما خرج عنه من أفكار وتوصيات، خطوة أولى ضمن سلسلة من الفعاليات التي يعتزم المركز تنظيمها في المرحلة المقبلة، في إطار سعيه إلى إعادة رسم مستقبل سياسي أكثر استقرارًا وعدالة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

القناة الثالثة والعشرون
منذ يوم واحد
- القناة الثالثة والعشرون
جنبلاط وأرسلان في مواجهة المخطط الأخطر منذ "سايكس بيكو"
اللقاء الاخير الذي جمع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط والحالي تيمور جنبلاط ، مع رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" طلال ارسلان ونجله مجيد في خلده، من ضمن متابعة التطورات السياسية والامنية في لبنان والوضع في سوريا بعد سقوط النظام السابق، والاحداث التي جرت واستهدفت افرادا من طائفة المسلمين الموحدين الدروز، انتهى اللقاء الى تشكيل لجنة تنسيق مشتركة، ضمت النائب اكرم شهيب ممثلا "الاشتراكي"، والوزير السابق صالح الغريب ممثلا "الديموقراطي اللبناني"، وباشرا مهمتهما في ان تبقى المناطق في الجبل وراشيا وحاصبيا مستقرة وآمنة، وعلى وحدة ومحبة مع مكونات اخرى فيها. وجاء هذا التنسيق بين الحزبين "الاشتراكي" و"الديموقراطي" لما لهما من حضور وتأثير في البيئة الشعبية الدرزية، التي شهدت بعد سقوط النظام السوري السابق، وما تبع ذلك من ردود فعل سلبية وتداعيات حول ما جرى من توترات امنية، واعمال خطف وقتل ضد مواطنين دروز، في جرمانا وصحنايا واشرفيتها ومحافظة السويداء وحمص وحلب، فتحرك شبان دروز في لبنان بقطع طرقات في مدينة عاليه وبعلشميه، وتخلل ذلك اشكال مع احد المشايخ من الطائفة السنية، مما خلق اجواء من التشنج والتحريض كادت ان تؤدي الى صدامات، لولا تداركها من قبل جنبلاط وارسلان وشيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز سامي ابي المنى، الذي ترأس اجتماعا استثنائيا للمجلس المذهبي الذي استنكر في بيان له، المس بالانبياء والرسل، وتمكن مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من محاصرة الفتنة التي ما زال العمل لها قائما من الخارج والداخل. من هنا، كان اتفاق جنبلاط وارسلان على تكليف شهيب والغريب العمل على الارض، لمنع حصول ردات فعل على حدث ما سواء في سوريا او لبنان، بعد ان رفع احد المراجع الروحية الدرزية، دعوة "لحماية الدروز" من قبل العدو "الاسرائيلي"، مما خلق انقساما درزيا حول هذا المطلب الذي يخدم المشروع "الاسرائيلي" الذي يعمل له منذ عقود، تحت شعار "حماية الاقليات"، الذي يوصل الى مشروع استعماري قديم، وهو تقسيم المشرق العربي الى دويلات طائفية ومذهبية. هذا المشروع رفضه الدروز، وتصدى له قادته مع سلطان باشا الاطرش، الذي شارك لا بل اسس للثورة السورية الكبرى، التي كانت تدعو الى طرد المستعمر الفرنسي ورفض مشروعه تقسيم سوريا الى "دويلات طائفية"، والابقاء على سوريا موحدة مع محيطها القومي، الذي كان اتفاق سايكس – بيكو قسّم المنطقة الى كيانات سياسية بين بريطانيا وفرنسا عام 1916. وهذا الدور للدروز على مر تاريخهم لن يتراجعوا عنه، في ان تبقى طائفة الموحدين في موقعها الوطني والقومي والعربي والاسلامي، وهي دفعت اثمانا على تشبثها به، وهو ما دفع جنبلاط وارسلان الى الالتقاء حوله، والتصدي لمن يحاول اخراج الدروز من معتقدهم الاسلامي وانتمائهم العربي ودورهم الوطني، وهذا ما نقله شهيب والغريب الى المرجعيات الروحية الدرزية، فالتقيا قبل ايام الشيخ ابو صالح رجا شهيب في عاليه، فجرى البحث في مواضيع تتعلق بالبيت الداخلي الدرزي، وتطورات الاوضاع على الساحة السورية. ووصفت مصادر تابعت حركة شهيب والغريب اللقاء بأنه كان ايجابيا جدا، وتفهم الحاضرون ما نقلاه لهم حول دور الدروز في هذه المرحلة الدقيقة والخطرة، التي تحصل فيها تطورات تغير خارطة المنطقة، والتي يجب على طائفة الموحدين ان تواجه التحولات بالثبات على مبادئها التوحيدية وقناعاتها الوطنية والقومية وألّا تخرج عما قام به الاسلاف. فالمهمة التي يقوم بها شهيب والغريب، هي لتوحيد صفوف الموحدين الدروز روحيا وزمنيا، على موقف واحد موحد، لا يخرج عن ثوابتهم الاسلامية والعربية، وفق ما تقول المصادر التي تشير، الى ان كل من تم اللقاء بهم من مرجعيات روحية حتى الآن كانوا في التوجهات والقناعات ذاتها، وان ينصب الجهد من كل القوى داخل الطائفة الدرزية، بكل تلاوينها وتعدد انتماءاتها السياسية، على نشر وعي بين ابناء الموحدين الدروز، على عدم الانجرار وراء من يريد ان يستخدمهم في مشروعه، لا سيما العدو الاسرائيلي، كما اكدت المصادر التي ترى أن الطائفة الدرزية ليست مع "الاوطان المذهبية" ومشاريع الكانتونات الطائفية وحاربته عبر تاريخها، واذا كان البعض تستهويه مثل هذه المشاريع، فليدفع الثمن وحده، وان الطائفة الدرزية موحدة، واذا ما كانت ستدفع الثمن، ففي الموقع الصح، وألّا تخون تاريخها ودورها وموقعها الاسلامي والعروبي. وان اخذ جنبلاط وارسلان على عاتقهما ان يمنعا المشروع "الاسرائيلي" من ان يتسلل الى الطائفة الدرزية، فانهما يتكئان على شريحة واسعة من الموحدين الدروز بانهم لن يكونوا الا في الموقع الوطني، وان الجغرافيا هي في المحيط القومي، وهم فيها، وليس بمشروع "اسرائيل الكبرى". هذا التنسيق الاشتراكي – الديموقراطي لا تغيب عنه قوى سياسية وحزبية ومرجعيات روحية، حيث يلاقي ترحيبا لجهة تحديد الخط السياسي الوطني، ثم لعدم حصول خرق داخلي يهدد الامن والاستقرار في الطائفة الدرزية حيث توجد، او مع الجوار من ابناء طوائف اخرى تجمعهم بهم هوية وطنية لبنانية واحدة. كمال ذبيان - الديار انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الجمهورية
منذ يوم واحد
- الجمهورية
يا رئيس البلدية
انطلقت الإنتخابات البلدية والإختيارية في مراحلها الثلاث بتعطُّشٍ محمومٍ إلى تداول السلطة بعد سنين من التمديد، وقد يكون التنافس على الزعامةِ أكثر ممّا هو على الإنماء. المهمّ، مَنْ سيكون الريّس، ومَنْ سيكون الديك الذي يتباهى على الآخرين، والديك صيّاحٌ حتى على المزابل. تنتصر الديوك، فتنطلق الزمامير صيّاحةً حتى الضجيج، وينطلق معها الرصاص فرحاً بانتصار سيّد العشيرة، وما همَّ أنْ يحزن الآخرون على ضحايا المبتهجين بالرصاص. كأنْ لا يكفي ما سقط من شهداء وضحايا نتيجة الحروب المتعاقبة على هذه الأرض، فضاقت فيها كثافة القبور مع كثافة النزوح. لا تزال لغة الرصاص هي الثقافة الرائجة عندنا، وفي العالم الذي تعَسْكرَ حولنا، فإذا الحركة اللبنانية تعاني من جَدلِّيةِ دمجها في ثقافة المحيط الصاخب بالتوتّر الأمني والمذهبي والمترنّح بين الديكتاتورية والنظام البوليسي. لم تدرك الحضارة والمدنية الحديثة أنّ رصاصتَين فقط أشعلتا الحرب العالمية الأولى، سنة 1914: رصاصتان أطلقهما شابٌ على وليّ عهد النمسا وزوجته فأرداهما قتيلَين... قتيلان فقط تسبّبا بقتل الملايين، ورصاصتان فقط غيَّرتا مسار التاريخ العالمي. ولا يزال الرصاص يتحكّم بمسار التاريخ العالمي في القرن الواحد والعشرين، ينطلق عشوائياً، منكَ إليهِ، ومنك إليكَ، وغالباً ما يكون منكَ إليك. في موازاة ثقافة الرصاص، لا تزال ثقافة الكيديّة والحزازات الشخصية بالغـةَ الأثر عندنا في شتّى المجالات السياسية والإنتخابية، نيابيةً وبلديةً على السواء. على سبيل المثال: لا تزال تتناقل الأجيال في محيطنا الجغرافي ذلك النزاع على مختارية بلدة «داريا» في إقليم الخروب، بين السلطان سليم الخوري شقيق الرئيس بشارة الخوري والرئيس رياض الصلح: السلطان يريد إسقاط المرشح لمركز المختار، والرئيس الصلح يحول دون ذلك، وقد اشتدّ الصراع بين القطبَين إلى حدّ تهديد الرئيس الصلح باستقالة الحكومة إذا تمَّ إسقاط المختار، وتهديد السلطان سليم بحلّ مجلس النواب إذا حصل العكس، وكان الله في عون المجلس النيابي فنَجا من الحلّ، على رغم من تمكُّن المختار من الفوز. في القرآن: «ويَضْرِبُ اللهُ الأمثالَ للناسِ لعلَّهُمْ يتذكَّرون». خيرُ من يعبّر عن سياسة البلدية والمخترة هم الرحابنة، في مسرحية «المحطة»: رئيس البلدية نصري شمس الدين يرسل إلى فيروز «البوليسيّة» وهي لم ترتكب ذنْباً، مثلما كانت مسرحية «بيّاع الخواتم»، تخترع من المختار شخصية وهميّة إسمها «راجح» يستخدم كلّ وسائل الشيطنة بهدف الإساءة إلى القرية. وخيرُ مَن يعبّر عن طبيعة الممارسة السياسية عندنا، هو منصور الرحباني القائل: «كلّنا دقّيقين كبيّ». المجالس البلدية في لبنان تمثّل إرادة مجموعات الشعب، والشعب مصدر السلطة في النظام الديمقراطي، والسلطة كما يقول «برناردشو»: «لا تُفسد الرجال إنما الأغبياء إذا وُضعوا في السلطة هم الذين يفسدونها». وعليه يقتضي أن يتقيّد التمثيل الشعبي بصفاتٍ أخلاقية وعقلية ووطنية عالية، لا أن يكون مجرَّدَ انتهازِ طموحٍ ومصدراً للتعيّش والجاه. حين يكون التمثيل في السلطة من أدنى إلى أعلى، ومن أعلى إلى أدنى مدفوعاً بغريزة السيطرة والجاه، فهذا مرضٌ يُعْرف بجنون العظمَة، وغالباً ما تذهب العظمة، ويبقى الجنون.


الديار
منذ 2 أيام
- الديار
جنبلاط وأرسلان في مواجهة المخطط الأخطر منذ "سايكس بيكو" الردّ الدرزي الحاسم: لا لفتنة الداخل ولا لوصاية الخارج
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اللقاء الاخير الذي جمع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط والحالي تيمور جنبلاط ، مع رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" طلال ارسلان ونجله مجيد في خلده، من ضمن متابعة التطورات السياسية والامنية في لبنان والوضع في سوريا بعد سقوط النظام السابق، والاحداث التي جرت واستهدفت افرادا من طائفة المسلمين الموحدين الدروز، انتهى اللقاء الى تشكيل لجنة تنسيق مشتركة، ضمت النائب اكرم شهيب ممثلا "الاشتراكي"، والوزير السابق صالح الغريب ممثلا "الديموقراطي اللبناني"، وباشرا مهمتهما في ان تبقى المناطق في الجبل وراشيا وحاصبيا مستقرة وآمنة، وعلى وحدة ومحبة مع مكونات اخرى فيها. وجاء هذا التنسيق بين الحزبين "الاشتراكي" و"الديموقراطي" لما لهما من حضور وتأثير في البيئة الشعبية الدرزية، التي شهدت بعد سقوط النظام السوري السابق، وما تبع ذلك من ردود فعل سلبية وتداعيات حول ما جرى من توترات امنية، واعمال خطف وقتل ضد مواطنين دروز، في جرمانا وصحنايا واشرفيتها ومحافظة السويداء وحمص وحلب، فتحرك شبان دروز في لبنان بقطع طرقات في مدينة عاليه وبعلشميه، وتخلل ذلك اشكال مع احد المشايخ من الطائفة السنية، مما خلق اجواء من التشنج والتحريض كادت ان تؤدي الى صدامات، لولا تداركها من قبل جنبلاط وارسلان وشيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز سامي ابي المنى، الذي ترأس اجتماعا استثنائيا للمجلس المذهبي الذي استنكر في بيان له، المس بالانبياء والرسل، وتمكن مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان من محاصرة الفتنة التي ما زال العمل لها قائما من الخارج والداخل. من هنا، كان اتفاق جنبلاط وارسلان على تكليف شهيب والغريب العمل على الارض، لمنع حصول ردات فعل على حدث ما سواء في سوريا او لبنان، بعد ان رفع احد المراجع الروحية الدرزية، دعوة "لحماية الدروز" من قبل العدو "الاسرائيلي"، مما خلق انقساما درزيا حول هذا المطلب الذي يخدم المشروع "الاسرائيلي" الذي يعمل له منذ عقود، تحت شعار "حماية الاقليات"، الذي يوصل الى مشروع استعماري قديم، وهو تقسيم المشرق العربي الى دويلات طائفية ومذهبية. هذا المشروع رفضه الدروز، وتصدى له قادته مع سلطان باشا الاطرش، الذي شارك لا بل اسس للثورة السورية الكبرى، التي كانت تدعو الى طرد المستعمر الفرنسي ورفض مشروعه تقسيم سوريا الى "دويلات طائفية"، والابقاء على سوريا موحدة مع محيطها القومي، الذي كان اتفاق سايكس – بيكو قسّم المنطقة الى كيانات سياسية بين بريطانيا وفرنسا عام 1916. وهذا الدور للدروز على مر تاريخهم لن يتراجعوا عنه، في ان تبقى طائفة الموحدين في موقعها الوطني والقومي والعربي والاسلامي، وهي دفعت اثمانا على تشبثها به، وهو ما دفع جنبلاط وارسلان الى الالتقاء حوله، والتصدي لمن يحاول اخراج الدروز من معتقدهم الاسلامي وانتمائهم العربي ودورهم الوطني، وهذا ما نقله شهيب والغريب الى المرجعيات الروحية الدرزية، فالتقيا قبل ايام الشيخ ابو صالح رجا شهيب في عاليه، فجرى البحث في مواضيع تتعلق بالبيت الداخلي الدرزي، وتطورات الاوضاع على الساحة السورية. ووصفت مصادر تابعت حركة شهيب والغريب اللقاء بأنه كان ايجابيا جدا، وتفهم الحاضرون ما نقلاه لهم حول دور الدروز في هذه المرحلة الدقيقة والخطرة، التي تحصل فيها تطورات تغير خارطة المنطقة، والتي يجب على طائفة الموحدين ان تواجه التحولات بالثبات على مبادئها التوحيدية وقناعاتها الوطنية والقومية وألّا تخرج عما قام به الاسلاف. فالمهمة التي يقوم بها شهيب والغريب، هي لتوحيد صفوف الموحدين الدروز روحيا وزمنيا، على موقف واحد موحد، لا يخرج عن ثوابتهم الاسلامية والعربية، وفق ما تقول المصادر التي تشير، الى ان كل من تم اللقاء بهم من مرجعيات روحية حتى الآن كانوا في التوجهات والقناعات ذاتها، وان ينصب الجهد من كل القوى داخل الطائفة الدرزية، بكل تلاوينها وتعدد انتماءاتها السياسية، على نشر وعي بين ابناء الموحدين الدروز، على عدم الانجرار وراء من يريد ان يستخدمهم في مشروعه، لا سيما العدو الاسرائيلي، كما اكدت المصادر التي ترى أن الطائفة الدرزية ليست مع "الاوطان المذهبية" ومشاريع الكانتونات الطائفية وحاربته عبر تاريخها، واذا كان البعض تستهويه مثل هذه المشاريع، فليدفع الثمن وحده، وان الطائفة الدرزية موحدة، واذا ما كانت ستدفع الثمن، ففي الموقع الصح، وألّا تخون تاريخها ودورها وموقعها الاسلامي والعروبي. وان اخذ جنبلاط وارسلان على عاتقهما ان يمنعا المشروع "الاسرائيلي" من ان يتسلل الى الطائفة الدرزية، فانهما يتكئان على شريحة واسعة من الموحدين الدروز بانهم لن يكونوا الا في الموقع الوطني، وان الجغرافيا هي في المحيط القومي، وهم فيها، وليس بمشروع "اسرائيل الكبرى". هذا التنسيق الاشتراكي – الديموقراطي لا تغيب عنه قوى سياسية وحزبية ومرجعيات روحية، حيث يلاقي ترحيبا لجهة تحديد الخط السياسي الوطني، ثم لعدم حصول خرق داخلي يهدد الامن والاستقرار في الطائفة الدرزية حيث توجد، او مع الجوار من ابناء طوائف اخرى تجمعهم بهم هوية وطنية لبنانية واحدة.