
الطول والتفوق الدراسي: دراسة تكشف علاقة غير متوقعة
دراسة حديثة تحلّل بيانات نصف مليون طالب وتكشف عن علاقة واضحة بين طول القامة والتفوق في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية.
أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Economics & Human Biology" إلى وجود ارتباط إيجابي بين طول قامة الطلاب وأدائهم الدراسي، لا سيما في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية. وقد اعتمدت الدراسة، التي أعدها الباحثان ستيفاني كوفي وإيمي إلين شوارتز، على تحليل بيانات نحو 500 ألف طالب وطالبة تتراوح أعمارهم بين الصف الثالث والصف الثامن، لتسليط الضوء على ما يُعرف بـ"مكافأة الطول"، وهي الفكرة التي تفترض أن الأفراد الأطول غالبًا ما يتمتعون بمزايا مجتمعية ومهنية، منها الحصول على أجور أعلى ومكانة اجتماعية أفضل.
بيانات موسّعة وتحليل نسبي للقياسات داخل الصفوف
عمل الباحثان على دراسة القياسات النسبية للطول بين الطلاب ضمن كل صف دراسي، أي مقارنة كل طالب بزملائه من نفس الفئة العمرية والمستوى التعليمي. وأظهرت النتائج أن كل زيادة في الطول مقارنة بالأقران تترافق مع تحسّن طفيف في نتائج التحصيل الدراسي. وقد تم تسجيل هذه الزيادات تحديدًا في أدائهم في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن هذا التأثير الإيجابي للطول لا يقتصر على فئة معينة من الطلاب، بل يشمل الذكور والإناث، مع تفاوت نسبي في درجات التأثير. ورغم أن الفروق في المعدلات العامة كانت متوسطة، إلا أن الهوة بين الطلاب الأطول والأقصر من حيث الأداء الأكاديمي كانت واضحة وملحوظة.
تصورات اجتماعية قد تؤثر على النتائج
تطرّقت الدراسة أيضًا إلى البعد الاجتماعي والنفسي المرتبط بهذه الظاهرة، إذ كشفت أن الطريقة التي ينظر بها الآخرون إلى الطالب قد يكون لها تأثير في أدائه الدراسي. فحتى في الحالات التي لا يكون فيها الطالب أطول فعليًا من زملائه، إلا أن تصوّر المحيطين بأنه كذلك قد يمنحه دفعة نفسية إيجابية تُترجم إلى نتائج أكاديمية أفضل.
وهذا يشير إلى أن الصورة الذهنية لدى المعلمين أو الأقران حول الطالب الأطول قامة قد تؤثر في معاملتهم له وتوقعاتهم منه، ما ينعكس بدوره على تحصيله الدراسي.
عوامل صحية تُكمّل المعادلة
من جهة أخرى، تناولت الدراسة تأثير العوامل الصحية، خاصة الوزن والسمنة، في محاولة لفصل التأثيرات البدنية البحتة عن النتائج. وقد أظهرت البيانات أن إضافة هذه العوامل زادت من دقة النتائج، وعمّقت فهم العلاقة بين السمات الجسدية والتحصيل المدرسي.
وفتح ذلك المجال للنقاش الأكاديمي حول أهمية دراسة الخصائص الجسدية والنفسية والاجتماعية مجتمعة عند بحث أسباب التفاوت في أداء الطلاب، والاعتراف بأن التعليم لا يتأثر فقط بالذكاء أو القدرات الفردية، بل أيضًا بطريقة تلقّي الطالب من قبل محيطه المدرسي.
دعوة لمزيد من البحث حول التحيّزات الخفية
تدعو نتائج الدراسة إلى إعادة التفكير في بعض الجوانب المرتبطة بالمساواة في التعليم، وإلى ضرورة مراعاة التحيّزات غير الظاهرة التي قد تؤثر في مسارات الطلاب. ويأمل الباحثان أن تسهم هذه النتائج في فتح أبواب جديدة لفهم التفاعلات بين العوامل الجسدية والسلوكية والبيئية في البيئة التعليمية.
aXA6IDgyLjIxLjIyOS43MyA=
جزيرة ام اند امز
PL

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 2 أيام
- العين الإخبارية
الطول والتفوق الدراسي: دراسة تكشف علاقة غير متوقعة
دراسة حديثة تحلّل بيانات نصف مليون طالب وتكشف عن علاقة واضحة بين طول القامة والتفوق في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية. أشارت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "Economics & Human Biology" إلى وجود ارتباط إيجابي بين طول قامة الطلاب وأدائهم الدراسي، لا سيما في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية. وقد اعتمدت الدراسة، التي أعدها الباحثان ستيفاني كوفي وإيمي إلين شوارتز، على تحليل بيانات نحو 500 ألف طالب وطالبة تتراوح أعمارهم بين الصف الثالث والصف الثامن، لتسليط الضوء على ما يُعرف بـ"مكافأة الطول"، وهي الفكرة التي تفترض أن الأفراد الأطول غالبًا ما يتمتعون بمزايا مجتمعية ومهنية، منها الحصول على أجور أعلى ومكانة اجتماعية أفضل. بيانات موسّعة وتحليل نسبي للقياسات داخل الصفوف عمل الباحثان على دراسة القياسات النسبية للطول بين الطلاب ضمن كل صف دراسي، أي مقارنة كل طالب بزملائه من نفس الفئة العمرية والمستوى التعليمي. وأظهرت النتائج أن كل زيادة في الطول مقارنة بالأقران تترافق مع تحسّن طفيف في نتائج التحصيل الدراسي. وقد تم تسجيل هذه الزيادات تحديدًا في أدائهم في مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية. وبحسب نتائج الدراسة، فإن هذا التأثير الإيجابي للطول لا يقتصر على فئة معينة من الطلاب، بل يشمل الذكور والإناث، مع تفاوت نسبي في درجات التأثير. ورغم أن الفروق في المعدلات العامة كانت متوسطة، إلا أن الهوة بين الطلاب الأطول والأقصر من حيث الأداء الأكاديمي كانت واضحة وملحوظة. تصورات اجتماعية قد تؤثر على النتائج تطرّقت الدراسة أيضًا إلى البعد الاجتماعي والنفسي المرتبط بهذه الظاهرة، إذ كشفت أن الطريقة التي ينظر بها الآخرون إلى الطالب قد يكون لها تأثير في أدائه الدراسي. فحتى في الحالات التي لا يكون فيها الطالب أطول فعليًا من زملائه، إلا أن تصوّر المحيطين بأنه كذلك قد يمنحه دفعة نفسية إيجابية تُترجم إلى نتائج أكاديمية أفضل. وهذا يشير إلى أن الصورة الذهنية لدى المعلمين أو الأقران حول الطالب الأطول قامة قد تؤثر في معاملتهم له وتوقعاتهم منه، ما ينعكس بدوره على تحصيله الدراسي. عوامل صحية تُكمّل المعادلة من جهة أخرى، تناولت الدراسة تأثير العوامل الصحية، خاصة الوزن والسمنة، في محاولة لفصل التأثيرات البدنية البحتة عن النتائج. وقد أظهرت البيانات أن إضافة هذه العوامل زادت من دقة النتائج، وعمّقت فهم العلاقة بين السمات الجسدية والتحصيل المدرسي. وفتح ذلك المجال للنقاش الأكاديمي حول أهمية دراسة الخصائص الجسدية والنفسية والاجتماعية مجتمعة عند بحث أسباب التفاوت في أداء الطلاب، والاعتراف بأن التعليم لا يتأثر فقط بالذكاء أو القدرات الفردية، بل أيضًا بطريقة تلقّي الطالب من قبل محيطه المدرسي. دعوة لمزيد من البحث حول التحيّزات الخفية تدعو نتائج الدراسة إلى إعادة التفكير في بعض الجوانب المرتبطة بالمساواة في التعليم، وإلى ضرورة مراعاة التحيّزات غير الظاهرة التي قد تؤثر في مسارات الطلاب. ويأمل الباحثان أن تسهم هذه النتائج في فتح أبواب جديدة لفهم التفاعلات بين العوامل الجسدية والسلوكية والبيئية في البيئة التعليمية. aXA6IDgyLjIxLjIyOS43MyA= جزيرة ام اند امز PL


البوابة
منذ 2 أيام
- البوابة
دراسة تكشف وجود علاقة بين طول الطلاب وأدائهم في المدرسة
كشفت دراسة طبية حديثة أجرها فريق من الباحثين بالمركز الطبي الروسي عن وجود علاقة إيجابية بين طول الطلاب وأدائهم الأكاديمي وخاصة في اختبارات الرياضيات واللغة الإنجليزيةوفقا لما نشرتة مجلة علاقة طول الطلاب وأدائهم الأكاديمي بعد تحليل بيانات ما يقرب من 500 ألف طالب من الصف الثالث إلى الثامن وجد الباحثون أن كل زيادة في الطول بمقدار درجة واحدة على مقياس الطول النسبي بين الأقران ترتبط بتحسن طفيف في درجات الاختبارات. أجرى البحث العلمي فريق بقيادة ستيفاني كوفي وإيمي إلين شوارتز حيث سعيا لتفسيرمكافأة الطول وهي الظاهرة التي يحصل فيها البالغون الأطول قامة على رواتب أعلى وافترض الباحثان أن أحد الأسباب قد يكون الميزة الأكاديمية التي يتمتع بها الأطفال الأطول. وتم توحيد قياسات الطول داخل كل فصل دراسي حسب الجنس لتحديد الموقع النسبي لكل طالب. وأظهرت النماذج الإحصائية مع ضبط العوامل الديموغرافية ما يلي: بالنسبة للبنين تضيف مكافاة الطول حوالي 3% من التباين في درجات الرياضيات والعلوم الدقيقة وحوالي 4% في اللغة الإنجليزية وبالنسبة للبنات: تبلغ هذه النسبة حوالي 3.4% و4% على التوالي. وأوضحت كوفي:اكتشفنا أن الأطفال الأطول بين زملائهم يحققون نتائج أفضل في العلوم الدقيقة واللغة الإنجليزية من الصف الثالث إلى الثامن ورغم أن التأثير متوسط الحجم إلا أنه يصبح أكثر وضوحا عند مقارنة الأطول بالأقصر. وأضافت قائلة:حتى عندما يكون طالبان بنفس الطول فإن الذي يبدو أطول بين زملائه يميل إلى أداء أفضل أكاديميا ويشير ذلك إلى أن الإدراك الاجتماعي للطول قد يكون عاملا مهما. وعندما أخذ الباحثان في الاعتبار صحة الطلاب من خلال حالة السمنة أصبحت العلاقة بين الطول والأداء الأكاديمي أكثر وضوحا كما أظهر التحليل أن معدلات الغياب لم تؤثر بشكل كبير على النتائج وعندما تم تضمين العوامل الثابتة مثل ظروف الطفولة المبكرة ضعفت العلاقة ولكنها ظلت موجودة. ورغم أن الآلية الدقيقة تبقى غير واضحة سواء كانت جينية أو غذائية أو اجتماعية إلا أن النتائج تؤكد أن الخصائص الجسدية قد تؤثر على التصورات والنجاح في المدرسة.


العين الإخبارية
١٠-٠٥-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
الإمارات في المقدمة.. اتجاه عالمي متصاعد لإدراج الذكاء الاصطناعي في مناهج التعليم
تحول تمكين جيل النشء في مجال الذكاء الاصطناعي إلى حاجة ملحة وخطوة استراتيجية لأي دولة تنشد تحقيق التنمية المستدامة والازدهار. ويشهد العالم، انطلاقا من هذا الواقع، اتجاها متصاعدا نحو إدراج الذكاء الاصطناعي في منهاج التعليم للمراحل الدراسية المختلفة؛ إذ اتخذت العديد من الدول خطوات استباقية في هذا المجال ومنها دولة الإمارات التي ستدرج الذكاء الاصطناعي كمقرر دراسي ضمن المنظومة التعليمية للمدارس الحكومية، من مرحلة رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر، وذلك بدءاً من العام الدراسي المقبل 2025-2026. وتعد الصين واحدة من أبرز الدول التي تبنت إستراتيجية طموحة لتعليم الذكاء الاصطناعي، حيث بدأت في العام 2018 تطبيق مناهج الذكاء الاصطناعي في 40 مدرسة نموذجية، وعملت على تطوير 14 منهجاً معتمداً من وزارة التعليم، وتدريب 5000 معلم متخصص. وأعلنت السلطات التعليمية في العاصمة بكين، في مارس/ آذار الماضي، إدراج حصص دراسية للذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية للمدارس الابتدائية والثانوية بدءاً من العام الدراسي المقبل، مشيرة إلى أن المدارس ستخصّص ما لا يقل عن 8 ساعات من دروس الذكاء الاصطناعي لكل عام دراسي، إذ ستُدرّس هذه المواد إما كمقررات مستقلة أو عبر دمجها في مواد دراسية قائمة مثل تكنولوجيا المعلومات أو العلوم. بدورها بدأت كوريا الجنوبية منذ العام 2022 اعتماد الذكاء الاصطناعي كمادة جديدة ضمن مناهج التعلم في المدارس الثانوية المحلية، وذلك قبل التوسع في تدريسها ضمن مناهج رياض الأطفال والمدارس الابتدائية والمتوسطة بداية من العام الجاري، في محاولة لتعزيز الاستعدادات لمستقبل رقمي. ووضعت كوريا الجنوبية خطة لمناهج تعليمية تشمل البرمجة، والمبادئ الأساسية للذكاء الاصطناعي، وطرق استخدامه، وأخلاقياته، كما اتخذت خطوات باتجاه جعل كليات التعليم العالي تقدم برامج لإعادة تعليم الذكاء الاصطناعي لنحو 5 ألاف معلم بحلول عام 2025. وفي السياق ذاته، تعد تجربة فنلندا بإدراج الذكاء الاصطناعي في المناهج التعليمية، تجربة تحتذى على الصعيد العالمي من حيث التركيز على التعليم الشامل لجميع الفئات العمرية، والجمع بين الجانب النظري والتطبيقي. وبدأت التجربة الفنلندية بمبادرة من جامعة هلسنكي التي أطلقت في عام 2018 دورة مجانية عبر الإنترنت لتعليم الذكاء الاصطناعي التحق بها أكثر من 1% من السكان الفنلنديين، وتمت ترجمتها لـ22 لغة. وأدرجت فنلندا في عام 2021 الذكاء الاصطناعي في التعليم الأساسي عبر تطبيق برنامج تجريبي في عدد من المدارس، تميز بالتركيز على المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، وتأثير التكنولوجيا على المجتمع. ونجحت سنغافورة في التحول إلى مركز عالمي لتقديم برامج دراسة الذكاء الاصطناعي بمستويات عالية جدا تجمع بين النظريات الحديثة والتطبيقات العملية، مع التركيز على التعلم الآلي والروبوتات وتحليل البيانات الضخمة. وتضم سنغافورة مجموعة من الجامعات المرموقة التي تقدم برامج متخصصة في الذكاء الاصطناعي، وتتميز بتصنيفات عالمية متقدمة، وشراكات قوية مع قطاع التكنولوجيا. aXA6IDkyLjExMy4xMjYuMjM3IA== جزيرة ام اند امز PL