logo
القاضي الخرجي رمز من رموز العدالة

القاضي الخرجي رمز من رموز العدالة

الوطن٢٥-٠٣-٢٠٢٥

في صفحات التاريخ تبرز أسماء لامعة تركت بصمة لا تُمحى، وكان لها دورٌ بارز في صياغة حاضر ومستقبل الأوطان. ومن بين هذه الشخصيات التي يُفتخر بها القاضي عبدالله بن محمد الخرجي — رجلٌ جمع بين العلم والورع، وبين القضاء والتعليم، حتى صار معلمًا للملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، ومثالًا يحتذى به في العدل والحكمة.
وُلد القاضي عبدالله بن محمد الخرجي في بيئة يغلب عليها الطابع العلمي والتدين، حيث نشأ في كنف أسرة عُرفت بتمسكها القوي بالقيم الإسلامية وحرصها على تقدير العلم ونشره. انعكست هذه البيئة على تكوينه الفكري منذ صغره، إذ ظهرت عليه ملامح الذكاء والنجابة مبكرًا، ما جعل أسرته تولي تعليمه اهتمامًا خاصًا.
تلقى الخرجي تعليمه على أيدي مجموعة من كبار العلماء في عصره، الذين ساهموا في تنمية معارفه وصقل شخصيته العلمية. وقد اتسم بذاكرة قوية وقدرة مدهشة على الحفظ، ما ساعده على استيعاب العلوم المختلفة بسرعة وإتقان. حرص على حضور حلقات العلم، لا سيما في الفقه والحديث، وكان ملازمًا لمجالس العلماء، مستفيدًا من خبراتهم ومعارفهم، الأمر الذي ساهم في تشكيل خلفيته العلمية والشرعية المتينة.
لقد أثمرت هذه الرحلة التعليمية عن بروز الخرجي لاحقًا كواحد من أبرز القضاة والعلماء، بفضل ما امتلكه من علم راسخ، وأخلاق قويمة، ونظرة فقهية ناضجة، ما أهّله ليكون مرجعًا موثوقًا في مجاله، ويترك بصمة واضحة في مسيرة القضاء والعلم.
عُرف القاضي عبدالله بن محمد الخرجي بحياته البسيطة رغم مكانته المرموقة. كان مثالًا للتواضع، يعيش حياته وفق مبادئ العدل والرحمة التي طبقها في عمله. أحب أسرته بشدة وحرص على تربيتهم على نفس القيم التي نشأ عليها. كان مجلسه عامرًا بالطلاب والباحثين، حيث يقدم لهم العلم والموعظة، ويحثهم على السعي للمعرفة والتمسك بالحق.
بعد أن تميز في العلم والتعليم، تولى القاضي عبدالله بن محمد الخرجي منصب القضاء، حيث عُرف بحكمته ونزاهته. كان فارسًا في ميدان العدالة، لا يخشى في الحق لومة لائم، يتوخى الدقة والإنصاف في أحكامه، ويسعى لإيصال الحقوق لأصحابها.
استطاع القاضي الخرجي أن يوازن بين شدة العدل ولين الرحمة، فكان يُقدر الظروف، ويطبق الشرع بما يحقق الإنصاف، وهو ما أكسبه احترام الجميع من العامة والحكام على حد سواء.
لم يكن القاضي عبدالله بن محمد الخرجي شخصية عابرة في تاريخ المملكة، بل شكّل جزءًا من نسيجها الثقافي والقضائي. بقيت ذكراه حية من خلال الأثر الذي تركه في نفس الملك عبدالعزيز، وفي نفوس من عاصروه وتعلموا منه.
القاضي الخرجي ليس مجرد اسم في قائمة القضاة، بل هو نموذج للعالم العادل والمربي الفاضل الذي حمل رسالة العلم والعدل بأمانة وإخلاص.
رحم الله القاضي عبدالله بن محمد الخرجي، وجزاه عن علمه وتعليمه خير الجزاء، وجعل إرثه العلمي والقضائي نورًا يهتدي به من يسلك طريق العدل والمعرفة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الاعتزاز بالهوية الوطنية
الاعتزاز بالهوية الوطنية

المدينة

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدينة

الاعتزاز بالهوية الوطنية

يقول سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: «إنَّنا نفخر بإرثنا الثقافيِّ والتاريخيِّ السعوديِّ والعربيِّ والإسلاميِّ، وندرك أهميَّة المحافظة عليه؛ لتعزيز الوحدة الوطنيَّة، وترسيخ القيم العربيَّة الأصيلة.إنَّ أرضنا عُرفت على مرِّ التاريخ بحضاراتها العريقة، وطرقها التجاريَّة، التي ربطت حضارات العالم بعضها ببعض؛ ممَّا أكسبها تنوُّعًا وعمقًا ثقافيًّا فريدًا».كيف نقرأ وندرك مدلولات هذه السطور؟بتمعُّن وتفكيك يتبيَّن مدى ما تُشير إليه عن العمق التاريخيِّ، والزخم الحضاريِّ، والحُمُولات الثقافيَّة لهويتنا الوطنيَّة. أرضنا -كما أشار سموُّه- تزخر بتاريخ يمتدُّ في أبعاده لآلاف السنين، فمنذ القِدم شهدت ولادة أوَّل استيطانٍ بشريٍّ، حين تلاقى آدم وحواء -عليهما السَّلام- على هذه الأرض المباركة؛ ليبدأ معهما ولادة الحضور البشريِّ على الأرض، وليمتد إلى كافَّة أرجاء الأرض تعميرًا وتحضُّرًا. ثمَّ تواصلت الحضارات القديمة (عاد، وثمود، ومدين، وكندة)؛ ولتصل إلى نورٍ شعَّ من مكَّة المكرَّمة؛ ليعمَّ العالم بالبعثة المحمديَّة -على سيدنا محمد أفضل الصلاة، وأتم التسليم-، وظهور الإسلام دينًا لم تعرف البشريَّة مثله في الوسطيَّة والتسامح. ثمَّ يبزغ ضياء بتأسيس الدولة السعوديَّة التي وحَّدت شبه الجزيرة العربيَّة في وحدة عمَّت تأثيراتها العالمَين العربي والإسلامي، فكما يقول المؤرِّخ البريطاني هولت، عن تأثير الدولة السعوديَّة الأولى، بأن: «نجاحها وتأثيرها في بثِّ بعثٍ حقيقيٍّ للإسلام، عمَّ مناطق عدَّة من العالم الإسلاميِّ». وامتدادًا، صنع الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحدةً فريدةً؛ لتغدو الوحدة العربيَّة الوحيدة الناجحة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر.حديث الأمير محمد لا يبعث الاعتزاز بهويَّتنا الوطنيَّة فقط، بل يحتِّم علينا -أيضًا- الحرص على ما تزخر به من حُمُولات تاريخيَّة ضخمة، من خلال العناية بالتاريخ، ومدارسه المتنوِّعة، ولعل الإشادة التي أشار إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوله: «إنَّ السَّلام والازدهار والتقدُّم لم يأتِ في نهاية المطاف من الرفض الجذريِّ لتراثكم، بل من اعتناق تقاليدكم الوطنيَّة، واعتناق التراث نفسه الذي تحبُّونه حبًّا جمًّا»، خلال زيارته للمملكة، على ما شاهده من اعتزاز في مراسم الاحتفال به، بثقافتنا، وتراثنا الوطنيِّ، إنَّما هو دليل على أهميَّة أنْ تكون الشعوب معتزَّةً ومحافِظةً على تاريخها وثقافتها الخاصَّة.

شيخ مشايخ الحوطة وتبن الشيخ خالد يوسف العزيبي يعزي في وفاة المناضل فاضل حسين علي الصلاحي
شيخ مشايخ الحوطة وتبن الشيخ خالد يوسف العزيبي يعزي في وفاة المناضل فاضل حسين علي الصلاحي

حضرموت نت

timeمنذ ساعة واحدة

  • حضرموت نت

شيخ مشايخ الحوطة وتبن الشيخ خالد يوسف العزيبي يعزي في وفاة المناضل فاضل حسين علي الصلاحي

صوت الشعب/القاهرة/خاص > 'وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون' صدق الله العظيم. بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الهامة الوطنية والنضالية والاجتماعية والثقافية، المغفور له بإذن الله تعالى فاضل حسين علي الصلاحي، الذي وافته المنية في جمهورية مصر العربية أثناء تلقيه العلاج هناك، بعد مسيرة حافلة بالبذل والعطاء والتضحية في سبيل الوطن وخدمة مجتمعه. لقد كان الفقيد من الرجال الأفذاذ الذين نذروا أنفسهم لخدمة القضية والوطن، وظل طوال حياته نموذجاً في الصبر والإخلاص والعطاء، مشاركاً في مختلف ميادين النضال والعمل الاجتماعي والثقافي، غير آبهٍ بالمصاعب، ولم ينل ما يستحق من التقدير، شأنه شأن الكثير من الرجال المخلصين الذين ظلوا في الظل رغم عظيم إنجازاتهم. إننا في هذا المصاب الجلل لا يسعنا إلا أن نتقدم بخالص التعازي وعظيم المواساة إلى أبناء الفقيد وإخوانه وذويه كافة، وآل بن صلاح الكرام، ويافع عامة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. صادر عن: الشيخ خالد يوسف العزيبي شيخ مشايخ الحوطة وتبن

آلاف المشيعين في صنعاء يودّعون الشيخ ناجي جمعان إلى مثواه الأخير بعد رحلة وطنية حافلة
آلاف المشيعين في صنعاء يودّعون الشيخ ناجي جمعان إلى مثواه الأخير بعد رحلة وطنية حافلة

حضرموت نت

timeمنذ ساعة واحدة

  • حضرموت نت

آلاف المشيعين في صنعاء يودّعون الشيخ ناجي جمعان إلى مثواه الأخير بعد رحلة وطنية حافلة

في مشهد جنائزي مهيب، شيّع آلاف المواطنين اليوم الأحد جثمان الشيخ ناجي جمعان الجدري، أحد أبرز الشخصيات القبلية والسياسية في اليمن، إلى مثواه الأخير في العاصمة صنعاء، بعد أن وافته المنية في القاهرة يوم الأربعاء الماضي، حيث كان يتلقى العلاج هناك. ويُعد الشيخ ناجي جمعان من كبار مشايخ قبيلة بني الحارث شمال صنعاء، وأحد الرموز البارزة في العمل القبلي والوطني، وعضوًا سابقًا في مجلس النواب، وعضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام. وقد عُرف الفقيد بمواقفه السياسية والاجتماعية الحاسمة، وبحضوره الفاعل في مختلف المحطات التاريخية التي مر بها اليمن خلال العقود الماضية. وبرز اسم الشيخ جمعان بشكل لافت خلال انتفاضة 2 ديسمبر 2017 التي قادها الرئيس الراحل علي عبد الله صالح ضد جماعة الحوثي، حيث كان من أبرز المؤيدين للانتفاضة، ودفع ثمناً باهظاً لموقفه ذلك بفقدانه اثنين من أبنائه أثناء المواجهات، في لحظة عبّرت عن وفائه الكامل لما يؤمن به من مواقف وطنية. لم يقتصر دوره على ميدان السياسة، فقد لعب أيضًا دورًا كبيرًا في العمل الاجتماعي والإنساني، وسخّر جزءًا كبيرًا من ثروته لخدمة قضايا الناس والمجتمع، وظل على مدى سنوات طويلة أحد الوجوه القبلية المؤثرة في العاصمة صنعاء والمناطق المجاورة. وانطلق موكب التشييع من جامع الصالح باتجاه مقبرة الشيخ عبد الله الأحمر في الروضة، حيث ووري جثمانه الثرى، وسط مشاركة واسعة من الشخصيات القبلية والوطنية وقيادات المؤتمر الشعبي العام، وعدد من الشخصيات الاجتماعية والعسكرية. وقد عبر المشيعون عن بالغ حزنهم لفقدان هذه القامة الوطنية الكبيرة، مشيدين بمسيرة الشيخ جمعان الذي ظل حتى لحظة رحيله رمزًا للوطنية والشهامة والتسامح، وبصوته العقلاني في أحلك ظروف البلاد. رحم الله الشيخ ناجي جمعان، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store