
فاطمة الشريف: بعد مشاركتي في "يوميات رجل عانس" شعرتُ بثقل المسؤولية
في مهرجان يحتفي بتطور صناعة السينما السعودية، كانت الفنانة "فاطمة الشريف" حاضرةً لتمثل صوتاً فنياً صادقاً وتجربةً ناضجة، حضورها لم يكن لمجرد التواجد، بل ليعكس رحلة فنية قطعتها بوعي وحرص على التطور.
في حديثها مع "العربية.نت"، تتناول الشريف ملامح تلك الرحلة، وكيف أصبح النجاح مسؤولية، والدور قراراً مدروساً لا يُؤخذ بخفة، هنا حديث صريح مع فنانة تقف على عتبة مرحلة جديدة من النضج الفني.
تقول الفنانة فاطمة الشريف عن مشاركتها في المهرجان: "تلقيت هذا العام دعوة من أحمد الملا، ولم يكن لدي فيلم مشارك، سوى مشاركة بسيطة في فيلم فخر السويدي، ربما مشهد أو مشهدين فقط، ومع ذلك، حرصت على تلبية الدعوة، لأنه مهرجان سعودي أتابع تقدمه عاماً بعد عام، وأرى فيه نقلة نوعية على مختلف الأصعدة، صناعة السينما لدينا باتت في تطور مستمر، وكل عام نزداد فخراً بما يتحقق".
وتضيف حول تكريم الشخصيات في كل دورة من دورات المهرجان: "إنها فكرة رائعة حقاً، فهي تُكرم المبدعين وتوثق مسيرتهم، وتعطي كل فنان حقه وتاريخه. مشاركتي هنا تجعلني ممتنة وفخورة".
وعند سؤالها عن تجربتها في مسلسل يوميات رجل عانس، أوضحت الشريف مدى تأثير هذا العمل في مسيرتها الفنية: "لم أكن أتوقع هذا القدر من النجاح، كنت في غاية السعادة بما تحقق، ولكن في المقابل شعرت بثقل المسؤولية، لم يعد من السهل قبول أي دور، فالخيارات باتت أكثر صعوبة، والمستوى المتوقع أعلى بكثير، اكتشفت من خلال هذا العمل طاقتي التمثيلية، وشعرت أنني أؤدي بشكل جيد".
وتُشير إلى أن كل دور أدّته كان مختلفاً عن الآخر، حتى وإن تشابهت ملامحه: لم أقدم الشخصية ذاتها في الأعمال السابقة، قد تكون الأدوار لأمهات، لكنها مختلفة تماماً بحسب النص، أما في يوميات رجل عانس، فقد حظيت بمساحة واسعة للدور، وكانت بطولة حقيقية، لذا أتوقع أن تأتي الأدوار المقبلة أكثر عمقاً وتركيباً، ولن تكون سهلة كما في السابق، وأنا متحمسة لهذه المرحلة الجديدة".
أما عن رؤيتها للمرحلة المقبلة بعد هذا النجاح، فقالت: "لا أستطيع تحديد ما سيأتي، ولكن بعد نجاح يوميات رجل عانس، باتت العروض التي تأتيني تتمحور حول أدوار أكبر وأكثر عمقاً، وأشعر أنني انتقلت إلى مستوى جديد، يستحق أن تُمنح فيه فرص حقيقية، لم أعد أقبل أداء شخصية الأم لمجرد كونها أمّاً فقط، بل أريد أن تكون شخصية محورية، ذات تأثير في القصة".
وعن مشاركاتها السينمائية، أضافت: "لدي بعض المشاركات السينمائية، وإن كانت أقل من المسلسلات، فيلم بين الرمال الطويل نجح نجاحاً كبيراً، كما أنني حصلت على جائزة أفضل ممثلة سعودية عن فيلم زبرجد القصير، ضمن مهرجان النخلة الذهبية. أفخر كثيراً بهذه المشاركات".
وفي ختام حديثها، أكدت الشريف أن تقييم الفنان ليس بيده، بل بيد الجمهور: "لست أنا من يقيّم وجودي في الساحة، الجمهور هو صاحب الكلمة في تقييم الأعمال وأداء الفنانين".
كما عبّرت عن إعجابها بعدد من الأعمال التي تابعتها خلال المهرجان: "أعجبني كثيراً فيلم فخر السويدي، رغم أن مشاركتي فيه كانت بسيطة، لكنه عمل رائع. وكذلك فيلم سوار كان جميلاً جداً".
فاطمة الشريف اليوم تقف أمام مرحلة جديدة من مسيرتها الفنية، مرحلة تنطوي على وعي أعلى، وانتقاء أعمق، ومسؤولية أكبر، لم تعد تبحث عن الظهور فقط، بل عن الأثر الذي تتركه الشخصية في النص، والدور الذي يضيف لها ويثري تجربتها، فنانة تصعد بثبات، وتؤمن أن البقاء الحقيقي لا يكون إلا بالاختيار الذكي، والتطور المستمر.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سعورس
فاطمة الشريف: الأقدار حولتني من مطربة إلى ممثلة
* في البداية.. ما الذي قاد فاطمة الشريف إلى التمثيل؟ * حقيقة لم يكن التمثيل يومًا من أهدافي أو طموحاتي، لكن الأقدار قادتني إليه من خلال الفنانة القديرة ليلى سلمان، والذين كانوا في تلك الفترة يستعدون لتصوير مسلسل "ضرب الرمل"، عرفت حينها أنهم يبحثون عن ممثلة تؤدي دورًا قصيرًا وتتقن لهجة منطقة القصيم ، في تلك الفترة، تحدثت ليلى سلمان مع صديقتي تبلغها أنهم في حاجة لممثلة تتقن هذا الدور، بعدها بادرت صديقتي بترشيحي، ومن تلك اللحظة انطلقت رحلتي في عالم التمثيل. * هل كان التمثيل وجهة وخيارًا فنيًا منذ البداية أم جاءت عبر مسارات الحياة؟ * أبدًا، لم يكن التمثيل خيارًا مطروحًا في حياتي، فأنا حاصلة على درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية وأعمل اختصاصية في عيادة الطب النفسي بأحد المستشفيات الحكومية، وأشارك أحيانًا في إعلانات للمنتجات، لكن شغفي الحقيقي كان في الغناء، كنت أتمنى أن أكون مغنية، لكن في نهاية الأمر، جاء التمثيل ليحل محله، ولم أسعَ إليه. * كيف ترين ملامح رحلتك الفنية حتى اليوم؟ * أشعر بالرضا الكامل عن مساري الفني وتدرجي فيه، حيث بدأت بأدوار قصيرة ومحدودة، لكن لاحقًا جاء مسلسل "يوميات رجل عانس" وقدمني بشكل مختلف من خلال دور البطولة، ولا يمكن تجاهل أن موهبتي منحت المنتجين والمخرجين الثقة فيني، وهو ما أوصلني إلى الأدوار التي أقدمها اليوم. * ما التحولات التي أثّرت على وعيك كممثلة؟ * أرى أن الأمر تطور بشكل طبيعي، بحكم عملي كاختصاصية اجتماعية، كنت أشارك كثيرًا في البرامج على قنوات مثل "MBC" للحديث حول قضايا اجتماعية، وهذا منحني الثقة أمام الكاميرا، وشكل شخصيتي الإعلامية، كنت دومًا أحرص على إيصال رسائل ذات قيمة، وهذا يتقاطع مع رسائل التمثيل الهادفة، وهو ما ساعدني في تعزيز حضوري كممثلة. * في كل ظهور لك، نلاحظ هدوءًا وثقلاً في الأداء، هل يعتبر انعكاسًا لشخصيتك الحقيقية أم أسلوبًا فنيًا قررتِ المضي فيه؟ * بلا شك، شخصيتي متعددة الطباع، أصف نفسي بأنني "مجموعة إنسان" فيها الهدوء، والمرح، والجدية، لكن في التمثيل، أفصل كل هذا عن شخصيتي الحقيقية والدور الموكل لي، بل أتعمق في دراسة الشخصية المطلوبة، وفي "يوميات رجل عانس" كنت أؤدي شخصية لطيفة وخيالية، لا تمت لواقعي بأي صلة، وكذلك في مسلسل "الشرار" جسدت الدور المطلوب، مما منحني الشجاعة الي التعمق في التمثيل أكثر، وتقمص الادوار الفنية، كما اطمح ان يكون تمثيلي يتخطى المستوى الحالي. * كيف تختارين أدوارك؟ وما الذي تبحثين عنه في النص أو الشخصية قبل أن تقولي "نعم"؟ * من أول عمل لي في مجال التمثيل وحتى الآن، لم تتحّ لي الفرصة، أن أختار الدور المناسب، كانت الأدوار بالترشيح من المنتج أو مدير العمل أو المخرج، وربما في الأعمال القادمة، قد أستطيع أن أختار الدور التي أراه مناسبا لشخصيتي، وهذا كل ماقدمته كان من اختيارهم مثل "يوميات رجل عانس"، ولم يتم ترشيح أي ممثلة أخرى. وهو ما يجعلني أقدم شكري للأستاذة زينب أبوالسمح الرئيس التفيذي ل"MBC Talent"، فهي من رشحني لدور البطولة مع الممثل إبراهيم الحجاج. * دعينا نتوقف عند "يوميات رجل عانس"، كيف استقبلتِ هذا العمل حين عُرض عليك؟ وما الذي جذبك إليه؟ o استقبلت هذه العرض بصدر رحب وفرحة كبيرة جداً، لا سيما وأن الذي عرض علي، يعتبر دور بطولة، وبلا شك فالشخصية وتحولاتها تعجبني، لأن هذه الشخصية وجدتها في حياتي اليومية. * عنوان العمل يحمل بعدًا ساخرًا، لكنه يفتح أبوابًا اجتماعية واسعة، كيف قرأتِ محتواه؟ o "يوميات رجل عانس"، عنوان لرواية "مذكرات رجل سعودي عانس" ل وليد خليل، ولكن في مضمونها هي واقعية وتعتبر عن معاناة بعض الأسر، واليوم لا يخلو بيت من وجود عانس فيه، وأتمنى أن يكون هذا المسلسل سببا في حل عزوف الشباب والفتيات عن الزواج لأن الشاب أو الفتاة، حينما يتاخرون عن الزواج تصعب عليهم الاختيارات.. o هل وجدتِ في "يوميات رجل عانس" مساحة للنقد أم للتعاطف؟ * بلا شك، وجدت فيه مساحة مزدوجة للنقد والتعاطف في الوقت ذاته، المسلسل يسلط الضوء على قضية واقعية تمس الكثير من الأسر، وهي تأخر الزواج لدى الشباب والفتيات، وما يرافقها من ضغوط اجتماعية واختيارات معقدة، التفاعل الجماهيري كان ملفتًا، سواء في الشارع أو على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أن البعض اصبح يطلب مني مساعدته في العثور على شريك حياة، وكأن الشخصيات أصبحت جزءًا من الواقع، العمل نجح في أن يصل للناس بصدق، ويرجع الفضل في ذلك بعد الله إلى المنتج الأستاذ جمال سنان، المعروف باهتمامه بأدق التفاصيل، وكذلك للمخرج المبدع عبد الرحمن السلمان، والذي رغم تجربته الأولى في السعودية، قدّم رؤية إخراجية ناضجة واستطاع أن يُظهر طاقاتنا كممثلين بأفضل صورة. * وهل هناك لحظات بقيت معك بعد انتهاء التصوير؟ * مؤكد، أكثر ما يبقي معي هو حالة الأُلفة و"الميانة" التي تنشأ بين فريق العمل، بل كنا ندعم بعضنا ونعزز حضورنا كمجموعة واحدة، وهذه المبادئ، دائما تخلق لدينا أجواء عائلية حقيقية، حيث لم نكن نأتي لنمثل فقط، بل نخلق ثقافة أخرى، وأعتقد أنها من أكثر الأشياء التي نفتقدها بعد انتهاء التصوير. * ما الذي ميّز كواليس "يوميات رجل عانس" عن تجاربك السابقة؟ * التميز كان في الروح الجميلة التي جمعتنا مع فريق العمل، والمنتج جمال سنان، والذي كان حريصا على التفاصيل بشكل دقيق، والإخراج كان بقيادة عبد الرحمن السلمان رغم خبرته الحديثة في السوق السعودي وصغر سنه، إلا إنه أدار العمل باحترافية عالية ورؤية فنية واضحة. * كيف وجدتِ تفاعل الجمهور مع هذا العمل؟ وهل وصلتك تعليقات أو ردود أفعال أضاءت لك جانبًا لم تتوقعيه؟ * الحمد لله، التفاعل كان واسعا وإيجابيا من مختلف شرائح المجتمع، لكن أكثر ما فاجأني هو اهتمام الأطفال بالمسلسل! كثير منهم كانوا "يستوقفوني" في الأماكن العامة ويعبرون عن إعجابهم بالشخصية التي قدمتها، هذا الموقف جعلني أشعر أن الرسالة وصلت لأكثر من فئة عمرية، وهذا بحد ذاته نجاح كبير، أما التعليقات فكانت مشجعة جدًا، وشجعتني أتابع العمل من زوايا لم تكن واضحة بالنسبة لي كممثلة. * ما تقييمك للواقع الدرامي السعودي في هذه المرحلة؟ * الدراما السعودية تعيش نقلة نوعية حقيقية، وأصبحت منافسا قويا في الساحة العربية، وتتصدر التريندات والاهتمامات بشكل واضح، واليوم المشاهد ينتظر الأعمال السعودية ويثق بجودتها من حيث النص، والإخراج، وحتى التمثيل. * هل تجدين أن الفرص أمام الممثلة السعودية أصبحت أوسع وأكثر نضجًا؟ * نعم بالتأكيد، كما أن اليوم أصبحت الممثلة السعودية تحت المجهر، والجمهور والجهات الإنتاجية أصبحوا يقدمون لها مساحة أكبر لإبراز موهبتها، والأجمل أن الدراما بدأت تكتشف وتستثمر في تنوع اللهجات والثقافات داخل المملكة، وهذا يعطي بعد أعمق للأعمال ويخلق فرصا للتمثيل بشكل متنوع. * ما الدور أو المشروع الذي تحلمين بتجسيده، وتشعرين أنه سيُظهر فاطمة الشريف كما لم تُر من قبل؟ * من ناحيتي مؤمنة إن لدي الكثير لأقدمه، وحتى الآن لم أقدم ما بداخلي، وأحلم ببطولة فيلم طويل يعرض عالميًا، ويقدم صورة استثنائية عن الممثلة السعودية، القادرة على المنافسة في المحافل الدولية، وأتمنى أن أقدم دورا يلامس الإنسان في كل مكان، ويظهرني بشكل مختلف وجديد. فاطمة الشريف: جسدت في «الشرار» و«يوميات رجل عانس» شخصيات لا تمثل واقعي.! مع الزميل عبدالرحمن الناصر


الرياضية
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- الرياضية
مدفوعا بحب 45 عاما.. الشريف يُبكِّر إلى النهائي الآسيوي
يعتزم محسن الشريف، مشجع فريق الأهلي الأول لكرة القدم، التوجُّه مبكرًا إلى ملعب «الإنماء» في جدة، السبت قبل مباراة نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة، على الرغم من قرب منزله من مدينة الملك عبد الله الرياضية. وبات الشريف وجهًا مألوفًا بين الجمهور الأهلاوي، لحرصه الدائم على حضور مباريات الفريق من المدرجات، داخل وخارج جدة وحتى خارج السعودية. وقال لـ «الرياضية» المشجع البالغ من العمر 55 عامًا: «بيتي في حي أبحر الجنوبية، وقد حوّلتُ جزءًا منه إلى ما يشبه ديوانية أهلاوية تؤرخ لبطولات النادي عبر عرض ما نشرته الصحف والمجلات، وتحفظ مقتنياتٍ تحمل شعارَه مثل بطاقات العضوية». ويُظهِر الشريف حماسة وتفاؤلًا بالغين قبل مواجهة كاواساكي فرونتال الياباني في نهائي دوري الأبطال. ويوضِّح: «سأذهب إلى الملعب مبكرًا، من الـ 03:00 عصرًا قبل صافرة البداية بأربع ساعات ونصف.. ورغم قرب المنزل من الملعب، إلا أن هذه اللحظات الجميلة قبل المباراة لا تُفوَّت، وقبلها سأكون مع رابطة الجمهور من أجل تجهيز التيفو». ويرى الشريف خوض نهائي البطولة كتابة تاريخٍ جديدٍ للنادي. ويُشدِّد: «متفائل بالتتويج، المعنويات مرتفعة والثقة كبيرة في المدرب واللاعبين وأسود المدرجات». ويلفِت المشجِّع الأهلاوي، الذي يمارس الأعمال الحرة، إلى تعلُّقه بالفريق منذ أكثر من 45 عامًا. ويحكي قائلًا: «تعلمتُ حب الأهلي وأنا صغير من والدي رحمه الله، كان من كبار مشجعي النادي وكل رجالات الأهلي كانوا يقدرونه، وبالمثل زرعت حب النادي في أولادي، ولا أترك أي مباراةٍ له دون حضور أو متابعة، كما أجمع أي محتوى عنه من الصحف، فضلًا عن المقتنيات مثل الشالات والبطاقات والصور التذكارية والميداليات، وأفكر في تحويل الديوانية الأهلاوية في منزلي إلى متحف».


العربية
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- العربية
فاطمة الشريف: بعد مشاركتي في "يوميات رجل عانس" شعرتُ بثقل المسؤولية
في مهرجان يحتفي بتطور صناعة السينما السعودية، كانت الفنانة "فاطمة الشريف" حاضرةً لتمثل صوتاً فنياً صادقاً وتجربةً ناضجة، حضورها لم يكن لمجرد التواجد، بل ليعكس رحلة فنية قطعتها بوعي وحرص على التطور. في حديثها مع "العربية.نت"، تتناول الشريف ملامح تلك الرحلة، وكيف أصبح النجاح مسؤولية، والدور قراراً مدروساً لا يُؤخذ بخفة، هنا حديث صريح مع فنانة تقف على عتبة مرحلة جديدة من النضج الفني. تقول الفنانة فاطمة الشريف عن مشاركتها في المهرجان: "تلقيت هذا العام دعوة من أحمد الملا، ولم يكن لدي فيلم مشارك، سوى مشاركة بسيطة في فيلم فخر السويدي، ربما مشهد أو مشهدين فقط، ومع ذلك، حرصت على تلبية الدعوة، لأنه مهرجان سعودي أتابع تقدمه عاماً بعد عام، وأرى فيه نقلة نوعية على مختلف الأصعدة، صناعة السينما لدينا باتت في تطور مستمر، وكل عام نزداد فخراً بما يتحقق". وتضيف حول تكريم الشخصيات في كل دورة من دورات المهرجان: "إنها فكرة رائعة حقاً، فهي تُكرم المبدعين وتوثق مسيرتهم، وتعطي كل فنان حقه وتاريخه. مشاركتي هنا تجعلني ممتنة وفخورة". وعند سؤالها عن تجربتها في مسلسل يوميات رجل عانس، أوضحت الشريف مدى تأثير هذا العمل في مسيرتها الفنية: "لم أكن أتوقع هذا القدر من النجاح، كنت في غاية السعادة بما تحقق، ولكن في المقابل شعرت بثقل المسؤولية، لم يعد من السهل قبول أي دور، فالخيارات باتت أكثر صعوبة، والمستوى المتوقع أعلى بكثير، اكتشفت من خلال هذا العمل طاقتي التمثيلية، وشعرت أنني أؤدي بشكل جيد". وتُشير إلى أن كل دور أدّته كان مختلفاً عن الآخر، حتى وإن تشابهت ملامحه: لم أقدم الشخصية ذاتها في الأعمال السابقة، قد تكون الأدوار لأمهات، لكنها مختلفة تماماً بحسب النص، أما في يوميات رجل عانس، فقد حظيت بمساحة واسعة للدور، وكانت بطولة حقيقية، لذا أتوقع أن تأتي الأدوار المقبلة أكثر عمقاً وتركيباً، ولن تكون سهلة كما في السابق، وأنا متحمسة لهذه المرحلة الجديدة". أما عن رؤيتها للمرحلة المقبلة بعد هذا النجاح، فقالت: "لا أستطيع تحديد ما سيأتي، ولكن بعد نجاح يوميات رجل عانس، باتت العروض التي تأتيني تتمحور حول أدوار أكبر وأكثر عمقاً، وأشعر أنني انتقلت إلى مستوى جديد، يستحق أن تُمنح فيه فرص حقيقية، لم أعد أقبل أداء شخصية الأم لمجرد كونها أمّاً فقط، بل أريد أن تكون شخصية محورية، ذات تأثير في القصة". وعن مشاركاتها السينمائية، أضافت: "لدي بعض المشاركات السينمائية، وإن كانت أقل من المسلسلات، فيلم بين الرمال الطويل نجح نجاحاً كبيراً، كما أنني حصلت على جائزة أفضل ممثلة سعودية عن فيلم زبرجد القصير، ضمن مهرجان النخلة الذهبية. أفخر كثيراً بهذه المشاركات". وفي ختام حديثها، أكدت الشريف أن تقييم الفنان ليس بيده، بل بيد الجمهور: "لست أنا من يقيّم وجودي في الساحة، الجمهور هو صاحب الكلمة في تقييم الأعمال وأداء الفنانين". كما عبّرت عن إعجابها بعدد من الأعمال التي تابعتها خلال المهرجان: "أعجبني كثيراً فيلم فخر السويدي، رغم أن مشاركتي فيه كانت بسيطة، لكنه عمل رائع. وكذلك فيلم سوار كان جميلاً جداً". فاطمة الشريف اليوم تقف أمام مرحلة جديدة من مسيرتها الفنية، مرحلة تنطوي على وعي أعلى، وانتقاء أعمق، ومسؤولية أكبر، لم تعد تبحث عن الظهور فقط، بل عن الأثر الذي تتركه الشخصية في النص، والدور الذي يضيف لها ويثري تجربتها، فنانة تصعد بثبات، وتؤمن أن البقاء الحقيقي لا يكون إلا بالاختيار الذكي، والتطور المستمر.