
الصحافة.. شامخة على الرغم من رياح التغيير العاتية
على امتداد ربع قرن من الزمن، لم تكن الصحافة البحرينية شاهدة فقط على التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي شهدتها المملكة، بل كانت شريكًا فاعلًا في صناعتها، وفي هذه المسيرة، برز دور جمعية الصحفيين البحرينية كمظلة مهنية ووطنية أسهمت في تعزيز الحريات الصحافية، وتطوير المنظومة الإعلامية، وترسيخ حضور الصحافي البحريني في المشهدين الإقليمي والدولي.
وتأتي شهادات عدد من قيادات العمل الصحافي مؤكدة أن ما تحقق من تطور لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة عمل مؤسسي راكمته التجربة، وصقلته التحديات.
على الرغم من التحديات
من جهتها، قالت رئيس لجنة الحريات بجمعية الصحفيين البحرينية زهراء حبيب 'شهدنا خلال 25 عامًا من تأسيس الجمعية الصحفيين تطورًا ملحوظًا في المشهد الإعلامي المحلي، سواء من حيث تعدد المنصات، أو تنوع الخطاب، أو انخراط الإعلام البحريني في القضايا الوطنية والإقليمية والدولية بشكل أكثر مهنية وتأثيرًا. لقد أسهمت الجمعية منذ تأسيسها بدور محوري في دعم هذا التطور من خلال الدفاع عن حقوق الصحفيين، وخلق بيئة مهنية أكثر تنظيمًا، وتعزيز ثقافة حرية التعبير ضمن الأطر القانونية والمهنية'.
وأضافت 'شهد المشهد الإعلامي في البحرين خلال ربع قرن تطورًا ملحوظًا على مختلف المستويات، سواء من حيث تنوع المنصات الإعلامية أو تطور المحتوى والمهارات الصحفية. فقد انتقل الإعلام البحريني من الصحافة الورقية التقليدية إلى آفاق الإعلام الرقمي والمنصات المتعددة، مما أتاح فرصًا أوسع للتفاعل والوصول إلى الجمهور'.
وتابعت 'كان لتأسيس جمعية الصحفيين البحرينية دور بارز في دعم هذا التطور، من خلال تنظيم الدورات التدريبية، وفتح مجالات أوسع للتعاون المهني، وتعزيز القيم المهنية في ممارسة العمل الصحفي. كما ساهمت الجمعية في ترسيخ حضور الصحافة البحرينية إقليميًا ودوليًا، وتعزيز دور الصحفي البحريني كعنصر فاعل في المجتمع'.
وختمت 'لم تكن المسيرة خالية من التحديات. فقد واجه العمل الصحفي في البحرين صعوبات متعددة، أبرزها التحديات الاقتصادية التي أثرت على استدامة بعض المؤسسات الصحفية، والتحولات التقنية السريعة التي فرضت على الصحف مواكبة نمط إعلامي جديد يعتمد على المنصات الرقمية والتفاعل اللحظي، وذلك رغم محدودية الكوادر والإمكانات'.
التحول الرقمي
أكد الصحافي المتخصص في الشأن السياسي بصحيفة 'الأيام' مصطفى الشاخوري، أن الصحافة البحرينية أثبتت قدرتها على التجدد والتكيف مع المتغيرات المتسارعة، مشيرًا إلى أن التحول الرقمي أسهم بشكل مباشر في توسيع قاعدة القراء، والوصول إلى شرائح جديدة من الجمهور، لاسيما من فئة الشباب.
وقال الشاخوري في تصريح لصحيفة 'البلاد'، بمناسبة احتفال مملكة البحرين باليوبيل الفضي لتأسيس جمعية الصحفيين البحرينية، إن الصحف الوطنية تمكنت من استخدام أدوات رقمية جديدة عززت مقروئيتها، ورسّخت حضورها الإلكتروني في مختلف المنصات، الأمر الذي يعكس حيوية الصحافة البحرينية واستعدادها لمواكبة التطورات العالمية في المجال الإعلامي.
وأشار إلى أن دخول جيل جديد من الإعلاميين البحرينيين، ممن يمتلكون المهارات الرقمية إلى جانب المهنية الصحافية، أسهم في إغناء المشهد الإعلامي، مشددًا على أن هذا التغير النوعي في الكفاءات يؤكد أن الصحافة البحرينية لم تعد مهنة تقليدية و إنما ميدان حي للتطوير والابتكار المستمر.
وأكد الشاخوري أن جمعية الصحفيين لها دور في دعم هذا التحول، عبر برامج التدريب المهني، وبناء الشراكات الإعلامية محليًا ودوليًا، الأمر الذي يسهم في رفع كفاءة الكوادر الصحافية وتمكينها من أدوات العصر.
وأشار إلى أن الصحافة البحرينية، على رغم ما تحققه من تقدم، ما تزال تواجه عددًا من التحديات، أبرزها الضغوط الاقتصادية التي تؤثر على استدامة المؤسسات الصحافية الورقية، إلى جانب مشكلة انتشار الأخبار المضللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ونقل المحتوى، وما تفرضه من عبء إضافي على الصحافة المهنية لتأكيد مصداقيتها وتميّزها.
وفي هذا السياق، شدد الشاخوري على أهمية التكامل والتنسيق بين الصحف الزميلة، مشيرًا إلى أن التنافس المهني لا يتعارض مع ضرورة توحيد الجهود لخدمة الجسم الصحافي البحريني، وتعزيز صورته ومكانته، والتعاون في مواجهة التحديات المشتركة.
وأكد أن الصحافة البحرينية، بفضل رؤى صاحب الجلالة الملك المعظم ودعم ومتابعة سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لاسيما مع انبثاق المشروع الإصلاحي، لم تعد تكتفي بالدور التقليدي في نقل الخبر، بل باتت شريكًا في صناعة الرأي العام، ومصدرًا موثوقًا للمعلومة، ومواكبة للتقنيات الحديثة في النشر والتواصل.
وختم الشاخوري تصريحه بالقول، إن الاحتفال بمرور 25 عامًا على تأسيس جمعية الصحفيين البحرينية، مناسبة وطنية ومهنية تؤكد أن الصحافة البحرينية ما تزال نابضة بالحياة، وقادرة على الاستمرار والتأثير في ظل دعم القيادة الرشيدة، وحيوية المجتمع البحريني والجسم الصحافي، واستعداد القطاع الإعلامي لخوض تحديات المستقبل بثقة ومسؤولية.
ناضجة ومتطورة
أكد رئيس الصحافيين في صحيفة 'جلف ديلي نيوز' محمد العالي، أن جمعية الصحفيين البحرينية، منذ تأسيسها قبل 25 عاما، شهدت تطورا كبيرا على مختلف الأصعدة، سواء في تعاملها مع الصحافيين داخل المملكة أو في تنوع الطروحات والأفكار، إلى جانب دورها في الدفاع عن الجسم الصحافي وحمايته.
وأوضح العالي أن التنوع في القضايا المطروحة أصبح ملموسا، إذ تتجه الجهود الصحافية نحو معالجة قضايا المجتمع والسعي إلى إيجاد الحلول، مضيفا أن الصحافي البحريني بات يتحدث بحرية وطلاقة عبر المقالات، والتحقيقات، ومختلف أشكال الكتابة الصحافية.
وأشار إلى أن ما نراه اليوم من جوائز، مثل جائزة سمو رئيس الوزراء، وما تلاها من لقاء صاحب الجلالة الملك المعظم، الصحافيين الفائزين، إنما يعكس أهمية الصحافة البحرينية، سواء من حيث الأفراد أو كمؤسسة وطنية لها تأثيرها في المجتمع، ويؤكد المكانة الرفيعة للصحافي والصحافة داخل المملكة.
وتابع العالي 'لقد لمسنا خلال الـ 25 عاما الماضية انتقالا واضحا من مرحلة إلى أخرى، من نماء إلى نماء أكبر، وهو ما نعده نضوجا صحفيا كبيرا. لقد باتت جمعية الصحفيين البحرينية تشكل الإطار القانوني والرسمي والمظلة الحامية لجميع الصحفيين، والمدافع القوي عن حقوقهم، وآرائهم، وأفكارهم'.
وشدد على أن هناك نموا مستمرا، معبرا عن ثقته بأن القادم يحمل المزيد، خصوصا ونحن نتحدث عن نحو 100 عام من الصحافة في البحرين منذ إطلاق أول مؤسسة صحافية؛ ما يعكس مسيرة عطاء ممتدة على مستوى الوطن.
واختتم العالي حديثه بتأكيد أن ما نلمسه اليوم من تطور نوعي في مختلف جوانب العمل الصحافي يدل على أن البحرين قادرة على استكشاف آفاق أوسع. وأضاف 'المستوى الصحفي في البحرين يتخذ منحى تصاعديا لم يتراجع يوما، وهو ما يدل على أن الصحافة البحرينية متماسكة، ومحترفة، وتؤدي دورها الراسخ في إيصال الأفكار إلى مختلف الأطراف'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد: العلم والمعرفة هما اللبنة الأساسية لتقدم الأوطان ومرتكز مسيرة الإنجاز والتنمية
أكد سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري، أن النجاحات والإنجازات المتواصلة التي يحققها أبناء البحرين هي خير برهانٍ على ما يمتلكونه من مهارات إبداعية وشغف للإبداع والتميز في كل ميدان، مضيفًا سموه بأن العلم والمعرفة هما اللبنة الأساسية لتقدم الأوطان، ومرتكز مسيرة الإنجاز والتنمية، مشيراً سموه إلى أن ما يشهده قطاع التعليم في مملكة البحرين من تقدمٍ وتطورٍ نوعي يأتي ترجمةً لرؤى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وتجسيدًا لما يوليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله من حرصٍ واهتمام بتوفير الفرص النوعيّة وتعزيز المنظومة التعليمية لمواصلة تطوير مخرجاتها بما يواءم متطلبات سوق العمل. جاء ذلك لدى حضور سموه حفل تخريج الفوج لثالث من طلبة البكالوريوس والدراسات العليا من الجامعة الأمريكية بالبحرين، والذي أقيم اليوم في مركز البحرين العالمي للمعارض، بحضور عددٍ من كبار المسؤولين، حيث هنأ سموه الخريجين بمناسبة تخرجهم، متمنيًا لهم التوفيق والسداد في مسيرتهم المستقبلية، وفي مواصلة تحقيق النجاحات والإنجازات المشرفة التي تدعم تقدم ونماء مملكة البحرين. وقال سموه إننا نرى أبناء البحرين حاضرين دومًا في ميادين التعلم والمعرفة حاملين راية التفوق والإبداع جيلًا بعد جيل، ونؤكد أن طموحاتهم العالية وعزائمهم الصادقة هي أساس تقدم وريادة مملكة البحرين، داعيًا سموه إلى مواصلة السير على درب التميّز نحو مستقبلٍ أكثر إشراقًا، مضيفاً سموه أنه بالعلم والمعرفة يُقاس تطور الأوطان وتقدم الأمم، وتُصنع ملامح الغد المشرق. هذا وقد تم تسليم الطلبة الخريجين شهادات التخرج، كما تم تكريم الطلبة المتفوقين بالجوائز والمنح المقدمة من خلال تعاون الجامعة مع عدد من الرعاة والداعمين في القطاع الخاص، حيث جرى تكريم الخريجين الأوائل من مختلف الكليات بمنحهم جوائز التميز الأكاديمي، حيث حصل الخريج أحمد محمد العمران على جائزة التميز الأكاديمي لكلية الأعمال والإدارة، المقدمة من بنك البحرين الوطني، فيما نال الخريج علي حسين المدحوب جائزة التميز الأكاديمي لكلية الهندسة والحوسبة، برعاية بنك البحرين والكويت. أما في كلية الإعلام والتصميم، فقد حصلت الخريجة سلمى علي جناحي جائزة التميز الأكاديمي، المقدمة من خليجي بنك، والخريج أحمد فؤاد رحيمي على جائزة مقدمة من شركة بيون. بالإضافة إلى ذلك، حصل كل من محمد رمزي العريّض وفاروق محمد أمين على فرص تدريب دولية مع شركتي "بريمو" و"الياستور"، حيث سيقضي الخريجان فترة تدريب مهني في إسبانيا، وبدعم من صندوق العمل (تمكين)، وشركة ممتلكات البحرين القابضة (ممتلكات) صندوق الثروة السيادي لمملكة البحرين. من جانبه، أعرب الدكتور برادلي ج. كوك رئيس الجامعة الأمريكية بالبحرين عن جزيل الشكر والامتنان لسمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة وزير ديوان رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان التعليمي الخيري على تفضل سموه برعاية حفل التخريج الثالث للجامعة، مؤكدًا أن الجامعة الأمريكية بالبحرين حرصت منذ تأسيسها أن تكون منارةً للعلم والابتكار، وبيئة تعلمية محفزة، تشجع الحوار والمشاركات الأكاديمية والبحثية والرياضية، في إطار رؤيتها الطموحة لتخريج أجيال واعدة من الكوادر الوطنية القادرة على المنافسة في سوق العمل، وبناء مستقبل مزدهر في مختلف المجالات والتخصصات.


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
الشايجي: نستمد العزم من المبادرات الملكية الكريمة تجاه الصحافة .. تنفيذ توجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تعزيز أداء الكوادر الصحفية
أكد الأستاذ عيسى الشايجي رئيس جمعية الصحفيين البحرينية أن الصحافة البحرينية شهدت يومًا حافلًا في مسيرتها العريقة يؤرخ لانطلاقة جديدة نستمد خلاله العزم والإرادة من توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه ودعم ومساندة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. وقال إن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه تفضل مشكورًا باستقبال رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين بمناسبة اليوبيل الفضي للجمعية، وقد كان هذا تقديرًا كبيرًا للأسرة الصحفية بأفرادها كافة في البحرين، الذين يملؤهم الفخر والاعتزاز بهذه المكانة المميزة للصحافة الوطنية لدى جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه. وأضاف أن جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه وفي كل المناسبات التي يتفضل فيها جلالته باستقبال الأسرة الصحفية والإعلامية في البحرين يؤكد على المضي قُدمًا في ترسيخ حرية الرأي والتعبير لتكون هذه المبادئ دائمًا هي العناوين الرئيسية ومحور هذه اللقاءات بما يعكس تمسك جلالته بهذه المبادئ باعتبارها العامل الأبرز في تطور الصحافة في المملكة وازدهارها. وأوضخ الشايجي ان تأكيد جلالة الملك المعظم على هذه المبادئ في رسالته السامية بمناسبة اليوم العالمي للصحافة وفي مناسبات مختلفة إلى جانب ترسيخ مبادئ الموضوعية والمصداقية والمهنية والأمانة تنطلق من إدراك واع لأهمية وتأثير الكلمة الصادقة والصحافة الموضوعية ككل، وبالتالي فإن الكلمة يجب أن تكون شرفًا ومسئولية في المقام الأول إذا ما أردنا تطوير منجزاتنا ومكتسباتنا التنموية والحضارية وصيانتها. وقال إننا في جمعية الصحفيين البحرينية تشرفنا بالتهاني الكريمة التي تفضل بها جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه بمناسبة اليوبيل الفضي للجمعية مؤكدًا أن هذه المبادرة الملكية الكريمة ستكون دافعًا كبيرًا لنا لمواصلة العمل من أجل تحقيق إنجازات ومكتسبات أكبر للأسرة الصحفية البحرينية وللصحافة الوطنية. وأكد أن صحافتنا الوطنية تعاهد جلالة الملك المعظم على أن تواصل القيام بدورها في خدمة المجتمع ودعم مسيرة التنمية وصيانة مكتسبات الوطن وأمنه واستقراره. وأعرب رئيس جمعية الصحفيين عيسى الشايجي عن خالص الشكر والامتنان إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على رعاية سموه لاحتفال جمعية الصحفيين باليوبيل الفضي والذي كان له أكبر الأثر في النجاح الكبير الذي تميز به هذا الاحتفال وكان بمثابة أحد أعياد الصحافة البحرينية، ليرعى سموه في اليوم التالي مباشرة وشخصيًا الاحتفال بجائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة، وسط حضور كبير من الصحفيين تجلت خلاله بوضوح روح الأسرة الصحفية والإعلامية الواحدة. وقال الشايجي إننا نفتخر بما يؤكد عليه دائمًا سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء باعتبار الصحافة شريكًا في مسيرة التنمية والتطوير وبأن تكون مكونًا أساسيًا في فريق البحرين الذي يقوده سموه دائمًا إلى النجاح والتفوق بما يتناسب مع مكانة البحرين ودورها الريادي. وقال إن تفضل سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء برعاية حفل جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة سنويًا هو حدث هام وسعيد تترقبه الأسرة الصحفية في كل عام باستعدادات كبيرة ،فهو يوم مميز لصحافتنا الوطنية لما يمثله من حافز على مزيد من العطاء وبذل الجهد في تطوير العمل الصحفي والإعلامي خاصة في ظل التطورات الكبيرة التي يشهدها هذا المجال الحيوي. وأوضح أن جمعية الصحفيين البحرينية سوف تعكف خلال المرحلة القادمة على تنفيذ توجيهات سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تعزيز أداء الكوادر الوطنية في المؤسسات الإعلامية والصحفية و الارتقاء بالمعايير المهنية والكفاءة، شاكرًا لسموه وضع هذا الهدف من ضمن الأولويات الراسخة التي تحظى بكل الاهتمام، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة في كل دول العالم إلى جانب التطورات التكنولوجية التي تشهدها المهنة وضرورة التكيف معها من خلال إعداد كوادر صحفية وإعلامية تتميز بالكفاءة.


البلاد البحرينية
منذ ساعة واحدة
- البلاد البحرينية
قراءة في مقالين للشعلة( 2-2)
تناولنا يوم الخميس الماضي بالقراءة التحليلية مقال الأستاد عبد النبي الشعلة، رئيس مجلس إدارة صحيفة "البلاد"، بعنوان"نجمة داود ليست نجمته..وهكذا تخلينا عن النجمة السداسية"، واليوم نتناول مقاله الثاني " ثروتنا المنسية: التنوع الذي حولناه إلى نقمة"، والحق لئن ظل هذا الموضوع مطروقاً لسنوات طوال من قِبل الكثير من الكتّاب والمفكرين العرب، سواء في مؤلفاتهم أو في الندوات والمنتديات العامة، إلا أني أكاد أزعم بأن القليل من رؤساء تحرير صحافتنا العربية من يوليه الأهتمام في مقالاتهم، على الرغم مما تتبوأ به مقالات رؤساء التحرير من إهتمام ليس من قِبل قرائها فحسب، بل وتستحوذ في كثير الأحيان على اهتمام وكالات الأنباء العالمية وسائر وسائل الإعلام الجماهيرية العالمية، ومن هنا يمكننا فقط فهم أهمية مقال الأستاذ الشعلة. وإذ نوّه منبهاً بأن الله حبانا بسيفساء مدهشة من العرب والأمازيغ والأكراد والأرمن والشركس والسريان والبلوش، إلى جانب أتباع الديانات السماوية الثلاث ( الإسلام والمسيحية واليهودية) وغيرها من الديانات والأعراق والقوميات الأخرى، ناهيك عن غنى الإسلام بمدارس فقهية ومدارس متعددة، وفي كل مدرسة ثمة تنوع مذهبي ومرجعي، فإن هذه النعمة جعلناها نقمة وشقاء من الحروب والمنازعات المتصلة! لا بل بوسعنا أن نضيف إلى ما قاله الشعلة بأنها وصلت إلى درجة متناهية من الخطورة في بحر الثلاثة العقود الماضية.لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا على بساط البحث: من هو يا تُرى المتسبب في تخلخل نسيجنا الاجتماعي بين الفينة والأخرى في كل أقطارنا العربية المبتلاة بهذه الآفة لتتحول تلك النعمة فيها إلى "نقمة" بدلاً من أن تكون مصدر إثراء من التنوع تعود بالنفع عليها ؟ والحال فإن الغالبية العظمى من أقطارنا العربية من المحيط إلى الخليج تكاد تكون مبتلاة بتلك الآفة بدرجة أو أخرى ، إلا من رحم ربي . والسؤال الثاني الذي يستتبع ذلك السؤال: لماذا هذه الآفة البغيضة تظل هاجعة طوال فترات تاريخية ،تطول أو تنقص، ثم تخرج فجأة من جحورها لتفعل أفاعيلها؟ ومن هنا ترددت المقولة المأثورة" الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها؟ التي أختلف المسلمون عما إذا هي قول مأثور أو حديث منسوب للرسول( ص). إن نظرة فاحصة على تاريخ الأقطار العربية من ضحى الإسلام إلى يومنا هذا ستكشف لنا بأن هذا التاريخ لم يخلُ من نوم طويل أو قصير للفتنة،خلال المراحل التاريخية بتضاريسها السياسية المعقدةالتي مرت بها، وسيجد أحياناً أن الاستعمار والغزاة هم من يجيدون فن إيقاظها، وأحياناً أخرى يصل إبداع هؤلاء الأجانب في تحريك أدواتهم في الداخل من ذوي النفوذ الديني والسياسي والاجتماعي في إيقاظها. ومالم تتسلح مكونات النسيج الاجتماعي في أقطارنا العربية بأدنى قدر معقول من الوعي النوعي السياسي لتفادي وقوعها في شرك إيقاظ الفتنة ستظل هذه القضية تؤرق مجتمعات هذه الأقطار إلى أجل مسمى غير معلوم.