
«ذا غارديان» تكشف جرائم «إسرائيل» بحق الفلسطينيين في مواقع توزيع الغذاء بغزة
وأظهر التحقيق أن «أكثر من 2000 فلسطيني أصيبوا بطلقات نارية خلال 48 يومًا من التحقيق»، عبر رصد 30 مقطع فيديو، استعانت فيه ذا جارديان بخبراء في مجال الأدلة البصرية، والأسلحة، والبيانات الطبية، فضلاً عن مقابلات استمرت 50 يوما مع أعضاء منظمات دولية وجراحين من أهالي غزة و خارجها.
مقتل 1373 فلسطينياً منذ 27 مايو الماضي أثناء بحثهم عن الطعام
ونقلت الجريدة عن أطباء في مستشفى ناصر في خان يونس ومستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح أنهم عالجوا عددا غير مسبوق من جروح مصابين جراء إطلاق رصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع الغذاء.
وبحسب الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 1373 فلسطينياً منذ 27 مايو الماضي أثناء بحثهم عن الطعام، مع مقتل 859 شخصاً في محيط مواقع منظمة الإغاثة الإنسانية العالمية و514 شخصاً على طول طرق قوافل الغذاء.
وخلال المقاطع المصورة يسمع دوي إطلاق نار من مدافع رشاشة على مدى 11 يومًا على الأقل قرب مواقع توزيع الغذاء، فيما تشير إلى أن الطلقات إسرائيلية كما ظهر من أغلفة الرصاص التي استخرجت من أجساد المرضى، وأنماط إطلاق النار التي حللها خبراء الأسلحة.
استخدام نيران الأسلحة الصغيرة بهذا القدر قرب حشود من المدنيين
ويظهر أحد المقاطع فلسطينيا ويدعى إيهاب نور (حلاق يبلغ 23 عاماً) مختبئا من نيران المدافع الرشاشة خلف قطعة معدنية متشابكة، بينما يهرول مئات الفلسطينيين بعيداً حاملين حقائبهم التي كانوا يأملون جمع الطعام بها.
يقول نور: «تعرضت لإطلاق نار من قبل الجيش الاحتلال بالقرب من مراكز توزيع الأغذية في أكثر من 10 مناسبات.. وفي الأسبوع الماضي، تفاديت الرصاص مجددًا.. هكذا نحصل على الدقيق في غزة. نريد فقط أن نعيش وكفى».
كما تجمعت حشود كبيرة من الفلسطينيين في طوابير طويلة بالقرب من موقع الغذاء التابع لمؤسسة غزة الإنسانية في شمال رفح، حيث تعرضوا لإطلاق النار أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
يقول الفلسطيني محمد سليمان أبولبدة، البالغ 20 عامًا، وهو مُغطى بالضمادات ويشاهد أحد مقاطع الفيديو على هاتفه من سريره في المستشفى: «كان إطلاق النار علينا عشوائيًا. كنت أنتظر لمدة ساعتين في موقع التوزيع عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على الحشد. جثة الرجل الذي كان إلى جواري تحولت إلى أشلاء نقلت في كيس لجمع الدقيق».
وتعليقا على اللقطات التي تظهر طلقات نارية تتطاير على الرمال، يقول خبير الأسلحة البريطاني كريس كوب سميث، إن «هذا عمل متهور وغير مسؤول، ولا يوجد مبرر لاستخدام نيران الأسلحة الصغيرة بهذا القدر قرب حشود من المدنيين. إنه أمرٌ مُشينٌ للغاية».
ويعلق خبير الأسلحة الأميركي تريفور بول، قائلا: «حتى لو استخدمت هذه الطلقات كنوع من التحذير، فإن هذا نوع من الممارسات غير الآمنة. إن توجيهها على مقربة شديدة من الناس يُشكل خطرًا كبيرًا بالإصابة أو الوفاة. ويمكن للرصاص أن يرتد وقد تزداد هذه المخاطر مع قرب المسافة».
الرصاصات متوافقة مع ما تستخدمه قوات الاحتلال
وأجرى خبراء الأسلحة تحليلا لرصاصات استخرجت من أشخاص أصيبوا بالرصاص بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، إذ يقول الخبير الأميركي «اثنتان من هذه الرصاصات متوافقة مع عيار 7.62×51 ملم، وهو عيار يستخدمه الجيش الإسرائيلي، وهناك رصاصة من عيار 0.50 ملم، الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي...».
أما الجراح البريطاني نيك ماينارد فقد لاحظ أنه منذ افتتاح مواقع مستشفى غزة الأوروبي وجود إصابات بطلقات نارية، وقال إنه رأى تراكمًا لإصابات متشابهة تزامنت مع أيام توزيع الطعام ما بين ستة واثني عشر مريضًا يأتون بالإصابات نفسها، وهي عبارة عن طلقات نارية في الرقبة أو الرأس أو الذراعين.
ويضيف ماينارد وهو استشاري في مستشفى جامعة أكسفورد أن تراكم الإصابات المتشابهة في يوم واحد يشير إلى أن هذا النمط «يستهدف أجزاء معينة من الجسم، حيث استقبلنا في الليلة الماضية أربعة فتيان مراهقين، جميعهم أصيبوا بطلقات نارية في الخصيتين»، يشار إلى أن ماينارد يزور غزة منذ العام 2010، وقد أجرى ثلاث بعثات طبية إلى مستشفى ناصر في خان يونس منذ بداية الحرب.
المعنى نفسه عبر عنه الفلسطيني أمين خليفة (30 عامًا) قائلا «إنهم يطلقون النار علينا، نأتي لنحصل على طعامٍ ننجو به، ونعود ونحن غارقون في الدماء، نموت لأننا نحاول الحصول على الطعام»، وهو ما حصل فعلا، إذ أفادت عائلته بأنه قُتل بالرصاص في المنطقة نفسها بعد يومين أثناء محاولته جمع الطعام، وقد أكد تلك الوقائع شقيق خليفة حين تحدث للجارديان من مخيم للنازحين في دير البلح وسط قطاع غزة.
أما الفتى أحمد زيدان، الذي فقد والدته أثناء انتظارها للطعام، فيقول «أنصح الناس بعدم الذهاب إلى مواقع توزيع الطعام، اللعنة على هذه المساعدات.. إما أن نحصل عليها مع الحفاظ على كرامتنا، أو لا نريدها. لقد رحلت أمي». هكذا تحدث زيدان وهو يبكي خارج مستشفى ناصر أثناء انتظاره تسلم جثمانها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار ليبيا
منذ ثانية واحدة
- أخبار ليبيا
مديرية أمن سبها تصادر كميات من دمية لابوبو المنتشرة عالميًا
أعلنت مديرية أمن سبها، عن تنفيذ عملية إعدام لكميات من ألعاب 'لابوبو' بعد مصادرتها من عدد من المحال التجارية داخل المدينة، معتبرةً أن هذه الألعاب تمثل ظاهرة سلبية تخالف الآداب الاجتماعية والإسلامية. وجاء في بيان المديرية، المنشور عبر صفحتها الرسمية، أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهودها لحماية النسيج الأخلاقي للمجتمع، مشددة على أنها ستتخذ إجراءات قانونية صارمة بحق أي تاجر يقوم باستيراد أو إدخال هذه الألعاب إلى المدينة. وتُعرف دمية 'لابوبو' بأنها جزء من سلسلة 'ذا مانسترز' التي ابتكرها الفنان كاسينغ لونغ عام 2015، وتميزت بشكلها الغريب وعيونها الواسعة وأذنيها الطويلتين، وانتشرت عالميًا بعد تعاون مع شركة 'بوب مارت' الصينية، حيث تُباع في صناديق مغلقة تمنح المشتري عنصر المفاجأة.


عين ليبيا
منذ ثانية واحدة
- عين ليبيا
وزارة الداخلية تعلن فتح باب القبول بكلية «ضباط الشرطة»
أعلنت وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية، عن بدء قبول طلبات الالتحاق بكلية ضباط الشرطة للراغبين الحاصلين على شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2024/2025، وذلك ضمن استعداداتها للعام الدراسي 2025/2026. 📍 مكان التقديم: مديريات الأمن بالمناطق. ✅ شروط القبول: أن يكون المتقدم ليبي الجنسية، غير حاصل على جنسية أخرى، وألا يكون متزوجًا عند الالتحاق. الحصول على شهادة الثانوية العامة للعام الدراسي 2024/2025. ألا يقل العمر عن 18 سنة ولا يزيد على 25 سنة. اجتياز الكشف الطبي وإثبات اللياقة الصحية والنفسية. ألا يكون قد سبق عزله أو فصله من الخدمة بحكم قضائي أو قرار نهائي. التمتع بحسن السيرة والسلوك. ألا يكون قد سبق الحكم عليه في جناية أو جنحة مخلة بالشرف أو الأمانة، حتى إن رُدّ إليه اعتباره. ألا يكون قد فُصل من الكلية لأي سبب سابق. الالتزام بأي شروط إضافية يحددها وزير الداخلية. 📄 المستندات المطلوبة: شهادة الثانوية العامة الأصلية. شهادة ميلاد إلكترونية. شهادة إقامة. إثبات الوضع العائلي. شهادة الحالة الجنائية. عدد 8 صور شمسية حديثة. شهادة حسن السيرة والسلوك من الشؤون المحلية. طلب كتابي للالتحاق بالكلية. موافقة ولي الأمر. عدد 3 ملفات شخصية (أصل + نسختان).


الوسط
منذ 14 دقائق
- الوسط
مقتل 20 شخصًا في غرق قارب قبالة سواحل لامبيدوزا الإيطالية
قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 20 مهاجرًا على الأقل لقوا حتفهم بعد انقلاب قاربهم في البحر الأبيض المتوسط الأربعاء، فيما لا يزال عدد مماثل في عداد المفقودين. وذكرت تقارير أولية نشرتها وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» أن رجال الإنقاذ انتشلوا 20 جثة حتى الآن، ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة. ويُعتقد أن ما بين 70 و80 شخصًا تمكنوا من النجاة. وأعرب الناطق باسم المنظمة فيليبو أونغارو على وسائل التواصل الاجتماعي عن «حزن شديد لغرق قارب جديد قبالة سواحل لامبيدوزا حيث تُقدّم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين المساعدة للناجين». وأضاف «يبدو أنه عثر على 20 جثة، فيما هناك عدد مماثل في عداد المفقودين»، بحسب «فرانس برس». طريق وسط البحر الأبيض المتوسط ويعد طريق وسط البحر الأبيض المتوسط، أحد أخطر طرق الهجرة في العالم، ويسلكه المهاجرون الساعون إلى دخول الاتحاد الأوروبي هربا من الصراعات والفقر، انطلاقًا من سواحل تونس وليبيا. ومنذ بداية العام، وصل 29 ألفًا و738 مهاجرًا إلى الشواطئ الإيطالية، من بينهم 5 آلاف و146 قاصرًا غير مصحوبين بذويهم، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية في 27 يونيو. وتزيد هذه المحصلة عن تلك المسجلة في الفترة ذاتها من العام الماضي، ولكنها تُمثل نصف الرقم المسجل العام 2023، عندما تجاوز عدد الوافدين عبر البحر 60 ألف شخص في الأشهر الستة الأولى. وفي العام 2024، سجّلت المنظمة الدولية للهجرة ألفين و452 حالة وفاة في البحر الأبيض المتوسط أثناء محاولات للوصول إلى أوروبا، كما سجّل العام نفسه أعلى عدد وفيات على طرق الهجرة عالميا. وعند توليها السلطة في العام 2022، تعهدت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، زعيمة حزب «فراتيلي دي إيطاليا» اليميني المتطرف، بإنهاء توافد المهاجرين إلى الأراضي الإيطالية، وعملت حكومتها بشكل خاص على تشجيع توقيع الاتفاقات على مستوى الاتحاد الأوروبي مع بلدان المنشأ والعبور، بما في ذلك تونس.