
إليسا أحيت حفلاً غنائياً بمهرجان «أعياد بيروت»
وتميز الحفل بغناء إليسا «سألوني الناس» للفنانة فيروز، وكذلك أداء كارول سماحة وإليسا «ديو» غنائيا، بعنوان «خدني معك على درب بعيدة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأنباء
منذ 4 أيام
- الأنباء
كيف وظف زياد الرحباني فنه أداةً لمناهضة الظلم والفساد؟
ورغم الشهرة الفنية العربية والعالمية والسمعة اللامعة التي عاش والداه في كنفها، شق زياد طريقه الخاص في وقت مبكر من حياته مبدعا ليؤسس لنفسه أسلوبا خاصا به مزج بين العمق الفني والإبداع الموسيقي والفكاهة السوداء والتمرد والنقد السياسي الجريء. كان زياد الرحباني في سنوات شبابه شاعرا استثنائيا وظف موهبته لوضع كلمات أغاني بسيطة حولها إلى ألحان موسيقية حديثة وتمثيليات سياسية ناقدة لواقع لبناني مؤلم بأسلوب ساخر. وأصبح أسلوبه الجامع بين العمق والتهكم حالة استثنائية في المشهد الثقافي العربي. في ربيعه السابع عشر حقق زياد الملحن أول نجاح له عندما عهد إليه والده عاصي الرحباني بتلحين أغنية "سألوني الناس" التي أدتها فيروز. وأثارت رصانة اللحن إعجاب الجمهور بدرجة أن الأوساط الفنية لم تصدق أن مبدعها شاب يافع، بل أن والده عاصي نفسه فوجئ بموهبة ابنه. وكانت الأغنية "سألوني الناس" انطلاقة تعاون فني بين فيروز وابنها، وضعت لبنة مسيرة المطربة في مراحل لاحقة من مشوارها. بعد نجاح لحنه الأول دخل زياد عالم المسرح بلعب دور الشرطي في مسرحية "المحطّة"، ثم مسرحية "ميس الريم" التي لحن مقدمتها الموسيقية. وشملت المقطوعة إيقاعات حزينة تارة وهادئة تارة أخرى، خرجت عن النسق المحافظ لمدرسة الرحباني. وعندما اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، أصر زياد الرحباني على أن يعكس فنه الهموم اليومية للناس وسط عنف القتال. وقدم أعمالا مزجت بين الكوميديا السوداء والنقد السياسي اللاذع، وحول خشبة المسرح إلى مرآة تعكس بصدق انقسام المجتمع اللبناني وجروحه آنذاك. شكلت مسرحيات زياد الرحباني محطة مفصلية في تاريخ المسرح اللبناني والعربي عموما. فزياد هو من حمل مشعل القطيعة مع المسرح الغنائي التقليدي، لينتقل بالمشاهد إلى مسرح سياسي نقدي يعبر عن نبض شارع تتقاذفه التناقضات، ويؤثثه جيل ضائع في أتون الحرب وهو يبحث عن خلاص حقيقي. ويجمع النقاد على أن زياد الرحباني حطم القوالب الكلاسيكية، وقدم مسرحا سياسيا نابعا من الواقع، تناول الهوية والانقسام والفساد والمقاومة بجرأة غير معهودة. ترك زياد الرحباني وراءه إرثا موسيقيا غنيا ومسيرة فنية رائدة أثرت في الحياة الموسيقية والمسرحية للبنان. كان معروفا عنه حبه للاختلاف والتغيير في الموسيقى حتى أصبح يشار إليه بصفة "المتمرد". إلا أن الراحل كان يرفض نعته بتلك الصفة. وفي إحدى تصريحاته التلفزيونية قال: "دائما ما كان يقال عني أني شخصية متمردة، ولكن لم أكن أفعل شيئا مقصودا... كل ما يحدث أنني أتصرف بطبيعتي، لأخرج لحنا جيدا". رحل زياد لكن أعماله وألحانه ستبقى خالدة بعده بصوت فيروز، وهو الذي لحن أكثر من 15 أغنية بينها "أنا عندي حنين" و"عندي ثقة فيك" و"بعتلك" و"ضاق خلقي" و"سلملي عليه" و"وحدن" ، و"البوسطة" و"معرفتي فيك" وغيرها. يرى نقاد كثيرون أن زياد الرحباني كان فريدا في إنتاجاته الموسيقية، رفع سقف جودة اللحن ورصانته ومستوى التجديد فيه. وربط الفن باللحظة التاريخية في لبنان تحديدا ووسع من أفق الأغنية العربية عموما.


الأنباء
منذ 4 أيام
- الأنباء
الأم الحزينة في حضرة الغياب: أغنية فيروز الأخيرة مع زياد
AFP لم يكن محبّو فيروز يتمنّون أن يكون اللقاء المنتظر بها في مناسبة أليمة، كعزاء ابنها زياد الرحباني. توافد المئات إلى كنيسة رقاد السيّدة في بلدة المحيدثة - بكفيا الجبلية، في منطقة المتن (جبل لبنان)، يوم الإثنين، لتشييع الموسيقار الراحل عن 69 عاماً. في باحة الكنيسة، كنا نسمع الناس يتهامسون: "هل رأيتِ الستّ؟ هل فيروز هنا حقاً؟ سلّمتَ عليها؟ معقول سوف نراها؟" تقدّم المعزّون نحو فيروز كما لو أنهم في حالة انخطاف. كانت تجلس في ركن الصالة، يقتربون منها بصمت، ينحنون أمامها لثوانٍ، يُتمتِمون كلمات مواساة، ثم يمضون. بدت، بمنديلها الأسود المُسدل على شعرها، بوقارها وثباتها، كأنها نواة مجرّة تدور الكواكب حولها في صمت. الناس يقتربون منها كأنّهم مأخوذون بجاذبية لا تُقاوَم، تخضع لقوانين فيروزيّة خفيّة. في حضرة فيروز، وقف الجميع دون تمييز بين شخصيات عامّة ومواطنين، بين أصحاب سلطة وبسطاء؛ كلّهم سواء، ينتظرون لحظة الوقوف أمامها. لأعوام طويلة، اعتادت فيروز الغياب. اختارت الابتعاد عن الأضواء، ونادراً ما ظهرت في حفلات أو أصدرت أغنيات جديدة أو تحدّثت في مقابلات صحافية. لذلك، ترك وجودها، على مقربة من المئات ولساعات طويلة، محاطة بالكاميرات، أثراً عميقاً في نفوس الحاضرين. على وجوه الناس في باحة الكنيسة ارتسم شيء من عدم التصديق: عدم تصديق لرحيل زياد، الفنان الذي ترك أثراً عملاقاً في الموسيقى والمسرح العربي لأكثر من نصف قرن، وعدم تصديق لوجود والدته بينهم. لكنها كانت هناك، جالسة أمام نعش ابنها، لا كأيقونة، ولا كفنانة، ولا كمحبوبة جماهير، ولا حتى كفيروز، بل كأم زياد فقط، كصاحبة العزاء. وفي حضرة حزنها، وأمام نعش زياد، تكثّف الصمت. همس الناس همساً. لحظة وصولها إلى صالة العزاء صباح الإثنين، ارتبك الصحافيون تحت وقع المفاجأة، فحدث تدافع لبضع دقائق، وحاول بعضهم اقتحام خصوصيّة العائلة. لكن، ما إن جلست على كرسيها، سكن كل شيء. لم يعد أحد يرغب بإزعاجها، وعلت أصوات المرتّلين. البعيدة القريبة غياب فيروز وحضورها مسألتان لطالما أثارتا الجدل. بعضهم يلومها على "الاعتصام في برجها العاجي"، كما يُقال. وبعضهم يروّج لتكهّنات حول حالتها الصحية مع تقدّمها في العمر. وآخرون يدافعون عن حقّها في العزلة واحترام خصوصيّتها ورغبتها في حياة هادئة تشبهها، بعيدة عن الضجيج. لكنّ خيار الاحتجاب، في عيون محبّيها، يثير الشوق والغصّة معاً، لأن خفوت حضورها لا يتناسب مع حجم العاطفة الجارفة تجاهها. فمحبّة فيروز، في الوجدان العام، ليست مجرّد ذائقة فنية أو إعجاباً بسيدة صنعت مجداً غنائياً ومسرحياً فريداً، وكانت العمود الثالث في المدرسة الرحبانية مع رفيق دربها عاصي، وشقيقه منصور. محبّة فيروز جزء من هوية الناس، من طريقتهم في التعريف عن أنفسهم. مكانتها كأيقونة ورمز وإرث، ليست تفصيلاً في يوميات ملايين اللبنانيين والعرب، بل ظلٌّ طاغٍ. لكن هل تعني المسافة الغياب حقاً؟ صحيح أن فيروز معتصمة في بيتها، إلا أنها لم تخرج من قلوب الناس. فهي بعيدة قريبة، تغيب ولا تغيب، مثل نجمة كفرغار، كما في أغنيتها الشهيرة من فيلم "بنت الحارس" (1968). يرى كثيرون في ابتعادها حكمة، وقراراً مدروساً. فربما ترى أن الكلام لم يعد يضيف ولا ينقص، وأن مواقفها، باتت حملاً ثقيلاً. ففي السنوات الماضية، تعرّضت فيروز أحياناً لهجمات بسبب تصريحات لم تصدر عنها، بل نُسبت إليها. فالكلّ يريد لفيروز أن تشبهه، بينما ترى هي، أن من واجبها وحقّها الحفاظ على إرث يتجاوز المناكفات. الكبار يصلون إلى مرحلة ما بعد الحاجة للكلام. كان آخر ظهور علنيّ لفيروز في سبتمبر 2020، حين زارها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منزلها، وقلّدها وسام جوقة الشرف الفرنسي، أرفع وسام تمنحه الدولة الفرنسية. خرجت عن اللقاء يومها مجموعة صور نادرة لفيروز، لم يحظ بها محبّوها منذ زمن. جاءت الزيارة في خضمّ الانهيار المالي وأزمة المصارف وتفجير مرفأ بيروت، وكأنها تذكير بأن لبنان، رغم كل ما خسره، ما زال يملك فيروز. فيروز: ماذا تعني الأيقونات المعلقة على جدار بيتها؟ فيروز: المغنية اللبنانية والأخوان عاصي الرحباني ومنصور الرحباني في لقاء خاص مع راديو بي بي سي عام 1961 تكرّست هذه المكانة الأيقونية بمرور الزمن، إذ عايشت المغنية التسعينية مآسي أبناء بلدها كافة، على امتداد ما يقارب القرن، وتقاطعت مآسي الوطن مع مآسيها الشخصية، من الحرب الأهلية، إلى رحيل زوجها عاصي الرحباني عام 1986، ثم وفاة ابنتها ليال عام 1988. ومع جلوسها أمام نعش زياد، تجلّت لحظة لا تكثّف حزنها الخاص فقط، بل حزن وطن لم يعد يحتمل المزيد من الخسارات. ومع أنها صاحبة المصاب، إلا أن الناس، وهم يلتفّون حولها، بدا كأنهم يرغبون في التدثّر بمنديلها، لكي تعزّيهم هي، وتُطمئنهم أن ظلّها لا يزال بينهم. في وداع زياد، كانت "سيّدة الأصول"، تؤدّي واجبها، متقدّمة عائلة الرحباني، متعالية على خلافات طالما كُتب عنها، وعن معارك قضائية بين ورثة عاصي وورثة منصور كان لها وقع إعلاميّ سلبيّ على مدى سنوات. ورغم ثقل اللحظة، كانت الساعات التي قضتها بين الناس، نافذة إلى معرفة نادرة وثمينة. عرفنا أنها بصحة جيدة، رغم التعب والشيخوخة وخطواتها التي أثقلها الحداد. عرفنا أيضاً أنها محاطة بأيدٍ أمينة: فإلي يمينها جلست ابنتها ريما الرحباني، تراقب كلّ حركات والدتها، وإلى يسارها محاميها الشخصي فوزي مطران، الذي حرص على ألّا يبالغ أحد المعزّين بالانفعال أمامها. الأم الحزينة صور فيروز في جنازة ابنها تستحضر سلسلة من المشاهد القديمة، ارتبط فيها حضورها العام بارتداء الأسود، خصوصاً في تسجيلاتها لترانيم الجمعة العظيمة. على مدى العقود الثلاثة الماضية، تحوّل هذا الطقس إلى موعد ثابت، ينتظره الناس للحصول على إطلالة نادرة على "الستّ". كانت تظهر في تلك التسجيلات القليلة جاثية، تغطي رأسها بالمنديل الأسود، وترنّم. لهذا لم يكن غريباً أن يُشبِّبها كثيرون على مواقع التواصل، بـ"الأم الحزينة"، بعد انتشار صورها في العزاء، في استعارة من صورة مريم العذراء في صلوات الرثاء المسيحية. وإلى جانب صورة الأم المكلومة، برز نوع آخر من الحداد: حداد على علاقة فنية استثنائية جمعت فيروز بزياد. في تلك العلاقة، لم يكن زياد مجرّد امتداد لمدرسة الرحابنة، بل كان صوتاً خاصاً، اصطدم بإرث والده، وجادل صورة والدته، وغيرّ مسارها الفنّي. لم يتعامل زياد مع فيروز كرمز لا يمسّ، بل كمغنية يملك صوتها قابلية التعبير عن أبعاد لم تُلامسها من قبل. حرّكها من موقع الأيقونة، إلى امرأة تغنّي عن الخوف، عن الخيبة، عن الحبّ المتعثّر، عن هشاشتها، عن رغبتها بالانعتاق من صور الرومانسية التقليدية. ذلك التحوّل لم يكن صوتياً أو تقنياً أو موسيقياً فقط. في نظر كثيرين، كان لحظة إعادة تعريف لصوت فيروز. جعله أقرب، أكثر عرضة للانكسار، بدون أن يفقده هيبته. لم تكن تلك الأغاني مجرّد تجريب موسيقي. أعاد زياد رسم ملامح فيروز، ووسّع حدودها. وفي الوقت نفسه، رسّخ مكانته كملحّن مختلف، صاحب مشروع فني مستقل، في أعمال مثل "كيفك إنت"، و"بلا ولا شي"، و"كبيرة المزحة". هكذا، في حضورها المهيب أمام نعشه، بدت فيروز وكأنها تنهي مع زياد، أغنيتهما الأخيرة معاً.


الأنباء
منذ 6 أيام
- الأنباء
فيروز الحزينة.. صمتها ذروة الكلام «من غيرك أنا وحيدة»
بيروت - بولين فاضل في اليوم الثاني من التعازي برحيل زياد الرحباني وكما في اليوم الأول، حضرت السيدة فيروز، وظل صمتها ذروة الكلام وذروة الحزن وعنوانه «من غيرك أنا وحيدة». جلست «الست فيروز» في صالون كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة-بكفيا وبقربها الابنة ريما، جلست صامتة يختبئ وراء نظاراتها السوداء عالمها الخاص وحزنها الثقيل. جلست بعظمة هالتها، ووقورها يفرض نفسه تلقائيا على كل من مر أمامها من المعزين، تومئ برأسها مرات وكأنها ممتنة على فيض المحبة لزياد، وعلى مواساة المحبين في ذروة الحزن. فيروز الحزينة كانت تنظر ولا تنظر، تسمع ولا تسمع، وكأنها في اختلاء مع النفس، مع زيادها، مع حقيقة فراقه وما أقساها، ولو أنها محاطة بالناس وتريدهم ربما حولها، وهي التي كسرت عزلتها الاجتماعية من أجل زياد. واليوم الثاني من التعازي بدا وكأنه للرسميين أكثر، بعدما توافد في اليوم الذي سبقه «الشعب» الذي نسج معه زياد علاقة عصية على التكرار، هو الذي كان صوت الناس ومرآتهم و«فشة خلقهم». وفي باحة الكنيسة التي شاءت المصادفة أن تحتضن يوم 28 يوليو من العام 1974 عرضا من مسرحية «سهرية» لزياد الرحباني، كان البعض ممن عرف زياد عن كثب يرفض الحديث أمام الكاميرات، مقابل من تحدث لا فقط عن إبداعه وفكره ورؤيويته، وإنما أيضا عن زياد الاستثنائي الطيب الصادق والصديق الصدوق الذي مهما قيل عنه يبقى قليلا، وهو لو غادر بالجسد، فإن إرثه من الأغنيات والمسرحيات هو زاد الأجيال حتى المتعاقبة منها. وإذا كانت إحدى الأغنيات الرحبانية الفيروزية تقول «إذا نحنا تفرقنا بجمعنا حبك»، فإن زياد «الحالة الفريدة التي لن يكون لها مثيل» جعل الكل يجتمع على حبه، ويكفي أنه حقق في وداعه حلم كثيرين بأن يلمحوا فيروز، ولو أنهم لمحوا الأم الحزينة التي اختزلت حزن أمهات الدنيا على خسارة فلذات الأكباد.