
"كيف استدعى رئيس الوزراء المجري عاصفة إلى بلاده؟"
نغطّي في جولة الصحف اليوم عدداً من الموضوعات، منها قرار الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية الذي اتخذته المجر إثر استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ وأيضاً قرار نتنياهو سحْب اختيار إيلي شارفيت من رئاسة جهاز الأمن الداخلي الـ"شين بيت"؛ وأخيرا قرار الرئيس الأمريكي ترامب الخاص بالرسوم الجمركية الجديدة.
ونبدأ الجولة من مجلة سبيكتيتور البريطانية، التي نشرت مقالا بعنوان "هل المجر صائبة في قرار الانسحاب من الجنائية الدولية؟"، للكاتب أندرو تيتينبورن، أستاذ القانون بجامعة سوانسي البريطانية.
واستهل تيتينبورن بالقول إن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، عندّما وجّه دعوة إلى نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة بودابست، كان يعلم أنه "يستدعي عاصفة" إلى بلاده.
ورأى الكاتب أن أوربان لم يتجاهل قرار المحكمة الجنائية الدولية الخاص باعتقال نتنياهو -على خلفية مزاعم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حرب غزة الأخيرة- فحسب، وإنما اتّهم المحكمة بأنها "مسيسة" معلناً عزم بلاده الانسحاب منها بشكل تام.
ورجّح أستاذ القانون أن تنظر الجنائية الدولية إلى قرار المجر الانسحاب بشكل تام من المحكمة على أنه "هجوم شامل وسافر" على سيادة القانون.
ورأى تيتينبورن أن استقبال نتنياهو بالسجاة الحمراء بدلًا من القيود، من منطلق قانوني بحت، يضع المجر في موضع الخارق لنظام روما الأساسي - الذي تقوم عليه المحكمة الجنائية الدولية.
وأوضّح الكاتب أن الإعلان عن الانسحاب مستقبَلاً من المحكمة، لا يُخرج المجر من هذا المأزق القانوني.
لكن، بعيداً عن الموقف القانوني، رأى تيتينبورن أن موقف المجر "له مبرراته المعقولة، فضلاً عن أنه قائم على مبدأ".
وأوضح الكاتب أن "الحقيقة الكاملة وراء قرار الجنائية الدولية الخاص بتوقيف نتنياهو، قد لا يُكشَف عنه أبداً: لكن الغموض الشديد الذي اكتنف إجراءات اتخاذ المحكمة لهذا القرار يُعطي أوربان مبرراً أخلاقيا مقنعاً بعدم الامتثال لقرار الاعتقال"، بحسب صاحب المقال.
وساق تيتينبورن سبباً آخر وصفه بالـ "مُقنع" وراء اتخاذ أوربان صَفّ إسرائيل، وهذا السبب يتعلق بالسياسة المجرية؛ فـ"بودابست تسعى إلى التعامل مع إسرائيل كصديقة لا كدولة مارقة".
وختاماً، رأى كاتب المقال أن "المجر اختارت مغادرة المحكمة الجنائية الدولية بشكل تام من أجل تفادي تكرار هذا الموقف".
وننتقل إلى صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، التي نشرت مقالا بعنوان "حكومة نتنياهو، تبدو في أيامها الأخيرة، على غرار رئاسة نيكسون في 1974"، للكاتب أموتز عسائيل.
ورأى عسائيل أن الدليل على قُرب نهاية نتنياهو في رئاسة الحكومة، بدا واضحاً بجلاء في عملية "ظهور وإزاحة" إيلي شارفيت كمرشح لرئاسة جهاز الأمن الداخلي الـ"شين بيت".
واعتبر الكاتب أن هذه العملية التي استغرقت 24 ساعة توضّح "فقدان نتنياهو للاتصال بالواقع وبالأخلاق وبمصلحة الدولة"، على حدّ تعبيره.
ونوّه عسائيل إلى أن جهاز "الشين بيت، كما يعرف الجميع، كان لاعباً رئيسياً في الفشل" الذي شهدته إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، موضحا أن هذا الجهاز فشل في أداء المهام المنوطة به - من منْع وقوع عُنف فلسطيني ضد إسرائيل.
ورأى عسائيل أن الشين بيت، ربما كان بحاجة إلى "قيادة من خارجه وليس من داخله؛ قيادة تضخّ فكراً جديدا ورؤى جديدة في مؤسسة تعرّضت للإنهاك الشديد" على حدّ تعبيره.
وعلى ضوء ذلك تحديداً، بحسب الكاتب، كان اختيار إيلي شارفيت القائد السابق لسلاح البحرية؛ الذي جرى استدعاؤه ليحلّ محل رونين بار في رئاسة الشين بيت.
ولفت الكاتب إلى براعة أثبتها شارفيت أثناء خدمته بسلاح البحرية، مشيراً في الوقت ذاته إلى تجربة سابقة بتولّي قائد آخر من سلاح البحرية -هو عامي أيالون- رئاسة جهاز الشين بيت في 1995، ونجاح أيالون في تلك المهمة.
"وعليه، بدا أن اختيار شارفيت كان خطوة معقولة وحيادية، لكن ذلك كان في الصباح؛ لأنه مع قدوم المساء كان هذا القرار قد انهار، ومن أنقاضه خرج نتنياهو عارياً من الأخلاق" على حدّ تعبير الكاتب.
"لقد كان التراجُع عن قرار اختيار شارفيت، لا يتعلق بقدرات الأخير ولا بشخصيته ولا بسِجِلّه العَملي، وإنما جاء نتيجة ما كشفتْ عنه تحريات بأنه كان قد شارك في مظاهرات مناوئة لحكومة نتنياهو"، وفقاً لصاحب المقال.
ورأى الكاتب أن "التغييرات المفاجئة هي سلوك إداري سيء بشكل عام، لا سيما وإذا كان الأمر يتعلق بمنصب حساس كقيادة جهاز الأمن الداخلي، وخصوصاً في هذه الآونة".
وقال عسائيل: "نظراً لأن نتنياهو لم يقدّم توضيحاً لقرارَيه" بخصوص شارفيت، فإننا نرى من واجبنا أن نقدّم بالنيابة عنه هذا التوضيح: "إن القرارَين لا يعكسان شيئاً سوى الذُعر - ذُعر قائد سفينة تشارف الغرق وسط أمواج متلاطمة" على حدّ وصف صاحب المقال.
"تماما، كما فعل نيكسون من قبل، عندما أصدر قرارا بتسريح مستشار البيت الأبيض السابق جون دين من منصبه".
واختتم عسائيل بالقول لنتنياهو: "بيبي، لن يُجديك شيء من ذلك؛ لقد شارفت رحلتُك الغسق، ووقتُك ينفَد بوتيرة متسارعة".
نظام تجاري عالمي جديد
ونختتم جولتنا من صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، والتي نشرت مقالا بعنوان "تعريفات ترامب تستهدف إعادة ضبط التجارة العالمية – ودعم العمالة الأمريكية"، للباحث مارك ديبلاسيدو.
واستهل ديبلاسيدو بالقول إن الرئيس ترامب بدأ عهداً جديداً على صعيد السياسة التجارية الأمريكية يوم الثلاثاء، في خطوة تصحيحية بعد عقود من الممارسات التجارية غير العادلة التي أضرّت بالصناعة الأمريكية.
وقال الكاتب إن المدافعين عن نظام "التجارة الحُرة" القائم سيشيرون بأصابع الشكّ إلى زيادات قصيرة المدى ستشهدها الأسعار، وإلى تذبذبات في سوق الأسهم، وإلى اضطرابات في سلاسل الإمداد – وسيصورّون الأمر على أنه كارثيّ.
واتهم ديبلاسيدو هؤلاء بـ "تجاهُل التكاليف الباهظة" لنظام التجارة الحرة، قائلا إنه كان "علينا أن نقوم بتغيير جذري من أجل إنقاذ ثروة أمريكا وأمْنها الاقتصادي، ومن أجل إنقاذ الطبقة المتوسطة الأمريكية- وللحيلولة دون وقوع كارثة حقيقية وشيكة".
واستدرك الكاتب بالقول إن الكارثة يعايشها بالفعل الملايين من العُمال الأمريكيين وعائلاتهم، ممن خسروا وظائفهم ومكانتهم الاجتماعية لمصلحة العولمة، مشيراً إلى أن البضائع الأجنبية الرخيصة لم تعوّض هؤلاء عن خسائرهم.
ولفت ديبلاسيدو إلى أن العجز التجاري الأمريكي سجّل مستويات قياسية، من 28 مليار دولار في عام 1991 إلى 918 مليار دولار في 2024، بفضل التوقيع على اتفاق نافتا للتجارة الحرة في شمال أمريكا، واتفاقات منظمة التجارة العالمية.
"هذا يعني أن قيمة ما تستهلكه الولايات المتحدة تزيد على قيمة ما تنتجه بنحو تريليون دولار سنويا"، بحسب الكاتب.
وحذّر ديبلاسيدو من أن نظام التجارة الحرة "قوّض الأمن الاقتصادي الأمريكي وسمح للصين بالهيمنة على قطاع إنتاج التقنيات الحديثة".
ورأى الكاتب أن ذلك النظام كان "يخدم الأنظمة التي تكبح الأجور، ما يصنع سباقاً عالميا نحو القاع .. وقد أثمر ذلك النظام عن 40 عاما من الركود في الأجور الأمريكية، وعن تآكل في الطبقة المتوسطة، عن تدنّي في جودة الوظائف"، وفقاً لـديبلاسيدو.
والآن، في ظل نموذج ترامب التجاري الجديد، "أصبح هناك للشركات ما يحفزّها على البناء والتدريب والاستثمار في الولايات المتحدة، بأيدي عمالة وموارد أمريكية، بدلاً من مطاردة الأرباح خارج البلاد على حساب العمالة الأمريكية"، حسبما اختتم الكاتب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- ساحة التحرير
ورد المنطقة شارباً و غادرها منتشياً طرامب يطيل الرسن لنتنياهو!هاني عرفات
ورد المنطقة شارباً و غادرها منتشياً طرامب يطيل الرسن لنتنياهو هاني عرفات الرئيس الأميركي ، عندما ورد المنطقة… شارباً ، ليس هو عندما …إرتوى مغادراً. في طريقه إلى السعودية ، و من على متن اير فورس وان ، قال للصحفيين: سوف تسمعون أخباراً رائعة خلال زيارتي، نهاية هذا الأسبوع، و كان يقصد بذلك غزة. لكن جبل الاخبار الرائعة الذي جاء به طرامب ، خلص إلى مجرد شعور بالوضع الإنساني في غزة. هذا ليس كل شئ ، في طريق عودته ، عاد الرئيس الأميركي ليصرح: انتظروا أسبوعين أو ثلاثة لتسمعوا أخباراً مفرحة، والحديث هنا عن غزة مرةً أخرى. هي نفس التسويفات وحالة الانتظار لأسابيع وأشهر ، التي دأبت عليها الإدارة السابقة. في المفهوم السياسي ، هذا تمديد آخر لنتنياهو و ضوء أخضر لاستمرار القتل والتدمير ولاحقاً التهجير. ماذا يعني ذلك؟ هل الخلاف ما بين نتنياهو و طرامب كان كذبة أو افتراض خاطئ؟ منذ سنوات ، وأنا و غيري من الباحثين، نحاول تفكيك رموز العلاقة ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل، و كلما كنا نعتقد أننا نقترب من فهمها ، نجد أنفسنا أمام أسئلة أكبر من تلك التي حاولنا الإجابة عليها عند البدء. لكنني أكاد أزعم بأننا في السنوات الأخيرة، على عكس ما كان دارجاً لسنوات طويلة ، بدأنا نخرج من الكليشيهات و القوالب جاهزة ، و بدأنا نسير على طريق أقرب للواقع في فهم هذه العلاقة المركبة والمعقدة في آن. من البديهي أن طرامب و نتنياهو اختلفا في كيفية معالجة ملف الشرق الأوسط. الرئيس الأميركي ، كان يتمنى أن يأتي للمنطقة وقد هدأت المدافع، ليجلب السعودية و سوريا ولبنان ، و ربما السودان و ليبيا إلى حظيرة الاڤرايمز، خصوصاً وأن المحور المعارض للهيمنة الاميركية في المنطقة بعد التطورات الأخيرة في المنطقة، قد تم تحييده ، أو على الأقل تم إضعافه إلى درجة كبيرة، والفرصة باتت مهيأة لرسم ملامح المنطقة لعقود قادمة، الأمر الذي لم يكن متاحاً من قبل بهذا الشكل. نتنياهو حرم طرامب من هذا ( الإنجاز ) على الاقل مؤقتاً ، بسبب تعنته وإصراره على مواصلة العدوان ، الأمر الذي أدى إلى نوع من الجفاء بين الرجلين ، تبعته خطوات أميركية من جانب واحد كتعبير عن الاستياء ، لكن وهذا مهم ، العلاقة الأميركية الاسرائيلية لا تنهار عند أول خلاف ، ولهذا أسباب كثيرة منها حجم التغلغل العمودي والأفقي لأنصار إسرائيل في أميركا ، و منها ظروف النشأة لكلا البلدين ، و الدور الذي تلعبه قيادة الكنيسة ( الإنجيلية تحديداً ) ، ودور إسرائيل في الصناعات التكنولوجية، و المساهمة التي تقدمها أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، بالإضافة إلى الخلايا النائمة لها ( السيانيم أو المندوبين ) المزروعين في مفاصل حساسة من المجتمع ، وحتى العلاقات الخاصة التي نسجتها إسرائيل مع النخب الاميركية، من رجال أعمال أثرياء ، ومؤثرين إعلاميين … الخ . الحديث هنا عن طبقات متعددة من أدوات التحكم ، أو خطوط دفاع متعددة إن شئتم ، محصنة و مدعومة، وإذا ما تم اختراق أحد هذه الحصون ، تستنفر بقية الأذرع لتدارك الأمر. طبعاً هذا ليس كل شئ ، العامل الخارجي قد يلعب دوراً في التأثير، سلباً أو ايجاباً ، بمعنى لو كان هناك موقف اقليمي صلب و جاد لكان بالامكان دفع الادارة نحو توجه أقل دعماً لإسرائيل. وكان الرئيس الأميركي أتحفنا بلهجة أكثر صرامة ، من مجرد امنيات جوفاء. لكن زعماء هذه الدول لا يريدون ذلك ، وهكذا تمخضت الزيارة عن صفر انجاز لصالح غزة ، وحتى لا تظن الظنون فإن حكومات الدول الثلاث اسوأ من بعضها في هذا الخصوص، بغض النظر عن ماذا تقول وسائلهم الإعلامية. حتى الصفقات التي وقعوها ، ليست لخدمة بلدانهم ، إنما خدمة للاقتصاد الاميركي. هذا ليس ضرباً من الخيال، أنظروا كيف أثرت رسالة الأعضاء الثلاثين في مجلس الشيوخ ، لإدخال المساعدات إلى غزة ، كذلك الأمر بعد تهديد مجموعة من الدول الأوروبية بفرض عقوبات على إسرائيل، في حال عدم إدخال المساعدات. نعم إسرائيل قوية ، و لديها الكثير من النفوذ في أميركا وأوروبا، لكنها هشة إذا ما واجهت موقفاً صلباً و جاداً. تخيلوا معي لو أن أوروبا هددت بفرض عقوبات على إسرائيل قبل اشهر من الان ، لكانت الأمور ربما سارت في منحى آخر ،و لتم إنقاذ عشرات الآلاف من الضحايا. التغيير ممكن ، و ربما سوف يسير بوتائر أسرع مما نعتقد أيضاً ، لكن هذا يتطلب مقاربات جديدة ، و يتطلب الخروج من عباءة المسلمات و اليقينيات التي درجنا عليها. هذا ضروري لكسب عقول الجماهير ، التي تعمل ضد مصالحها الحقيقية حتى الان ، بسبب خيانة النخب أو تقاعسها عن القيام بدورها على أقل تقدير. 2025-05-21


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- ساحة التحرير
أرشيف كوهين وأمويو زمن الردة!ميخائيل عوض
أرشيف كوهين وأمويو زمن الردة! ميخائيل عوض ١ على تقاليده واستعراضاته البهلوانية فاخر نتنياهو وأشاد بأجهزته الأمنية، التي أعاد تكييفها وإخضاعها لمزاجه وسلطته المباشرة بعيداً عن المهنيَّة التي كانت تتصف بها. ملأ الدنيا زعيقاً وتفاخراً عندما أُعيد إلى إسرائيل رفات جندي قُتل وأسرت جثته في لبنان الـ١٩٨٢ ثم انفجر هوبرة وتفاخر، بإعلانه استعادة ممتلكات وأرشيف الجاسوس الشهير إيلي كوهين. هل صدَّقه أحد؟ هل رممت عراضاته وتفاخره بالإنجازات الخلبية، الثقة بأن لديه بعد ١٩ شهراً من حرب الإبادة والتدمير لغزة أجهزة أمن وجيش على درجة من الكفاءة والفاعلية؟ ٢ إليكم ما يكتبه كبار الجنرالات والموثوقين في إسرائيل عن خواء عراضات وبهلوانيات نتنياهو. إليكم الوقائع والحقائق المعاشة، فثُلَّة من أساطير غزة أَجهزوا على كل مقولات تفوق إسرائيل وقدرات جيشها السوبر ماني، وامكاناتها التجسسية والأمنية. بضعة رجال مؤمنين أشداء بضربة واحدة أسقطوا كل الأوهام والفبركات، التي نُسجت لستة وسبعين عاماً عن إسرائيل وتفوقها، وعبروا من السماء بطائرات شراعية بدائية وصُنعت في غزة، ومن فوق الأرض بدرجات نارية وسيارات دفع رباعي، وبعضهم ركضاً وحفاة، وسيطروا على خط الدفاع والمستوطنات، وأسروا ضباطاً قادة وجنرالات فافقدوا اسرائيل احساسها بالأمن والتفوق وأسقطوا وظيفتها عند من صنعها واستخدمها. ٧ الطوفان العجائبية في ٧ اكتوبر ٢٠٢٣ أسقطت كل الأكاذيب والترهات، ووضعت إسرائيل في أزمة بنيوية وكيانية وخطر وجودي، ومازالت الإقالات والتحقيقات جارية، وبظل حرب عاتية وصفها نتنياهو بحرب وجود، لم تفلح عنترياته ومحاولاته إعادة رسم صورة بطولية لأجهزته ولجيشه المنهك والمأزوم العاجز عن غزة؟؟ اجهزته وتقانته وجيشه لم تفلح باكتشاف الأنفاق، ولا استطاعت تقديم معلومات ذات قيمة عن كتائب القسام والفصائل التي حدَّثت سلاحها ورجالها وخططها ورممت بنيتها، وتؤلم الجيش وتسقط مقولات قوته وتهز عروش الأمن وأجهزته لا الإسرائيلية بل ومعها الأمريكية والأطلسية والعربية والإسلامية الانجلوسكسونية المجندَّة لخدمة إسرائيل. ٤ وفي اليمن ومع رجاله انهارت صورة القدرات والنفوذ الأمريكي والأطلسي، ومعهم كذبة إسرائيل وعجز الجميع من اختراق الصفوف، أو اكتشاف مكان القيادة والصواريخ والمسيرات ومصانعها، وأخفقوا بتركيب والتفاخر بعملية بيجرات تافهة، لولا ما حققته من خسائر في حزب الله ولأسباب لا تمت بصلة لقوة وقدرات إسرائيل لاستخبارية، ولو كان للمقاومة ورجالها بعض نباهة وتحسب لكانت نكتة الموسم. ٥ ولأن إسرائيل وقوتها وهيمنتها كذبة تنهار وتنكشف حقيقتها في أزقة غزة، ومع صليات صواريخ اليمن، وقد قامت واستمرت وهيمنت لأن لا أحد كان جاداً وساعياً لازالتها، ولم يضع أحد جاد مهمة تحرير فلسطين على جدول أعماله. فعندما كانت المقاومة في لبنان شابة ومتيقظة وهجومية، أذلتها لثلاثين سنة متصلة، وكسرت أهم عناصر قوتها الاستراتيجية التي كانت وهزمتها على الملأ. نتنياهو كصبي يلهوا بألعابه، ولو كانت تقليدية و second hand. لعجزه وجيشه وأمنه، ومعه الانجلو ساكسون وأدواتهم كلهم عن غزة واليمن، تجده فرحاً مغتبطاً بهدية قدمتها له هيئة تحرير الشام، ويقال عن دور محوري للأمن التركي المهيمن في سورية المغتصبة والجاري تتريكها، عبارة عن مقتنيات وأرشيف الجاسوس كوهين بعد ستين سنة. وسبق أن أقام الاعراس والليالي الملاح، عندما استعاد رفات أحد جنوده المفقودين بذات الطريقة وعبر ذات الأدوات. ٦ أخبرنا يا نتنياهو؛ أين البطولة، وأين الانجازات المحققة؟! فستون سنة كنتم عاجزون عن لَّمِ حرف واحد من إرثه، لأنه كان في سورية رجال وأمن ودولة لم تقبل الخيانة ولا التفريط، وأمنَّت وحمت وأطلقت عصر المقاومة وانتصاراتها، ومازالت حماس التي دُربت وجُهزت وأُعدت في معسكرات الجيش العربي السوري تقاتل ببسالة، وصواريخها كصواريخ حزب الله صناعة سورية، وقد أَقرَّ بها نتنياهو نفسه، وأعلنها السيد حسن نصرالله بلسانه. فواقعة الكورنيت وقاسم سليماني ما زلت حية في الذاكرة، ويومها كانت حماس خالد مشعل نصيراً وحامياً ومقاتلاً مع الجولاني وتحت إمرته!. ٨ 'المية تُكذب الغطاس' يا نتنياهو؛ فإن كانت لك أجهزة أمنية قادرة دُلَّنا على نفق في غزة أو على هدف نوعي في اليمن. أما أن يسلمك الجولاني والتركي رفات وأرشيف محفوظ ومحجوب عنك لستين سنة!. وأن تدمر معسكرات ومطارات خاوية من الرجال، فهذه عراضات تافهة وعضلات من كرتون لا يصدقها أحد. ٩ أما عن أُمويي هيئة تحرير الشام، وفصائل الإرهاب الأسود المصنفة من مجلس الأمن والإكثار من استخدام اللفظة والتعبير، في محاولة لشد عصب واستنفار أهل الشام لحصد تأييد لمن يسلم الأمانات ويهلل لقصف قصر الشعب، ويسليم قيادة الشام وأماناتها وأمنها لجماعة تركيا في سورية؟؟ فالتشبه بالأموية والاستنجاد بها ستكون كسيف حاد لقطع رقاب من خانوا سورية، وفرطوا بالشام، وعهروا الأموية وتاريخها وإنجازاتها الشواهد بشاميتها، فبقيادة أهل الشام حققوا فتوحات وقادوا امبراطورية مترامية الأطراف، وكانوا أُمناء على الشام التي استقبلتهم، وفتحت أبوابها على الرحب كأبناء عمومه يحملون الدين الجديد ويبشرون به. 10 الخلفاء الأمويون؛ أمهاتهم وسيداتهم وحراسهم وقضاتهم وخازني بيت مالهم كانوا من المسيحين أهل الشام، وبهم نهضت الأموية وسادت ووزعت قيم وإسلام على العالمين. أموية الشام ظلَّت الأساس بالعباسية والأيوبية والمملوكية والعثمانية وأخواتهم. الأموية الشامية سيدة قائدة مبشرة، لتحضير الأمم فهل تقبلكم الشام أردوغانيون بثياب عثمانية بالية؟! هل تقبلكم تنقلبون على إسلامها، وتقتلون علمائها وتبقرون بطون نسائها وتأكلون أكباد الأحياء ممن قالوا؛ اشهد ان لا إله إلا الله وان محمد رسول الله؟! تفرضون إخوانيتكم وإسلام الشيشان والأنغوش والتتار.. الذي أُعِدَّ بمختبرات السي آي إيه والمخابرات البريطانية ..! تزجون بالشباب بعمليات انتحارية طمعاً بغداء مع الرسول وتتعشون مع ترمب؟؟؟ وتستنجدون بالأموية؟؟ 11 الشام وتاريخها وعبقريتها وأمويتها وعباسيتها براء منكم، ولن تغفر لكم أفعالكم، ولا تقبل من يفرط بأمانتها ويطلق يد نتنياهو في بيئتها. الأمويون كانوا رواد الإسلام وحملته إلى أصقاع الدنيا، والعهدة الأموية مازالت في الشام شاهدة، والإسلام الأموي والشامي بريء من إسلام التتريك والشيشان والأوزبك حملة السواطير وقاطعي رقاب إخوتهم السنة ومن رجال الدين، وآكلي أكباد الأحياء. الكذبة مفضوحة، والأموية براء منكم ومن تصرفاتكم ومن دنانيركم المزمع طبعاتها. ١٢ هل جادت عبقرية من تزعمونه عبقريا منكم بما جاد به قلم سعيد عقل وغنتها فيروز؛ سائليني، حينَ عطّرْتُ السّلامْ،….. تقـفُ النجمةُ عَـن دورتِـها عنـدَ ثغـرينِ وينهارُ الظـلامْ ظمئَ الشَّرقُ فيا شـامُ اسكُبي واملأي الكأسَ لهُ حتّى الجَـمَامْ أهـلكِ التّاريـخُ من فُضْلَتِهم ذِكرُهم في عُروةِ الدَّهرِ وِسَـامْ أمَـويُّـونَ، فإنْ ضِقْـتِ بهم ألحقـوا الدُنيا بِبُسـتانِ هِشَـامْ أنا لسـتُ الغَـرْدَ الفَـرْدَ إذا قلتُ طاب الجرحُ في شجوِ الحمامْ أنا حَسْـبي أنّني مِن جَـبَـلٍ هـو بيـن الله والأرضِ كـلامْ قِمَمٌ كالشمسِ في قِسْمَتِها تَلِدُ النورَ وتُعْطِيهِ الأنامْ. ٢٠/٥/٢٠٢٥


الرأي العام
منذ 5 أيام
- الرأي العام
خضوع ترامب للإرادة اليمنية بتوقيع وقف إطلاق النار..وضع الكيان ورطة عسكرية
للكاتب عليان عليان بعد تمكن القوات المسلحة اليمنية من قصف مطار بن غوريون وتحقيق إصابة مباشرة للمنطقة الثالثة في المطار، اضطر المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى اختصار مفاوضاته مع المفاوض اليمني بوساطة عمانية، وأن يقدم تنازلاَ كبيراً بقبوله صفقة مؤداها أن تتوقف القوات المسلحة اليمنية عن قصف البوارج الأمريكية، مقابل وقف القصف الأمريكي للمدن اليمنية ، دون اشتراط توقف القوات اليمنية عن استهداف السفن المتوجهة إلى ميناء 'أم الرشراش – إيلات' ودون اشتراط أن تتوقف اليمن عن قصف الكيان الصهيوني دعماً للمقاومة في قطاع غزة. وهذا الاتفاق وقع كالصاعقة على رأس الحكومته اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو ، التي لم تكن بصورة المفاوضات الجارية في مسقط ، وجعلها تتخبط في تصريحاتها، ما دفع نتنياهو لأن يقول بعصبية سنستمر في قصف اليمن لوحدنا ، رداً على قصف اليمن للمنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية ، ولسان حال الإدارة الأمريكية يقول بوضوح لنتنياهو: 'عليك أن تقلع شوكك بيديك في البحر الأحمر، لأنه لا قبل لنا بالاستمرار في مواجهة اليمنيين ، الذين لا يكترثون لضرباتنا، بعد أن خاضوا حرب استنزاف حقيقية ضد بوارجنا الحربية وأوقعو فيهاا خسائر كبيرة'. كما أثار الاتفاق دهشة واستغراب كافة المراقبين العسكريين في العالم، لا سيما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كان قد توعد حركة أنصار الله في منتصف شهر مارس / آذار الماضي بتدميرها وصب نار جهنم عليها/ والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما الذي دفع الإدارة الأمريكية لتوقيع الاتفاق مع صنعاء؟ ولماذا وقعت الإدارة الأمريكية الاتفاق مع صنعاء؟ وفي التقدير الموضوعي ، ومن واقع قراءة كبريات الصحف الأمريكية والتسريبات التي حصلت عليها، فإن ترامب تغاضى عن تصريحاته العنترية، وقبل بشروط الإذعان التي فرضتها اليمن وهو ما يعود إلى : إدراك ترامب بأن الصواريخ اليمنية الباليستية وخاصةً الفرط صوتية بسرعة ( 16 ماخ) التي مسحت منظومة ثاد الاعتراضية الأمريكية ،وبقية منظومات الردع الصهيونية من حيتس إلى أروز إلى مقلاع داوود إلى القبة الحديدية، وأصابت مطار اللد ، قادرة على ضرب كافة القواعد الأمريكية في المنطقة، ما يؤدي إلى إحراج أكبر قوة عسكرية في العالم. اخسائر الكبيرة التي لحقت بالولايات المتحدة على صعيد القتلى والجرحى من قوات المارينز ، جراء استهداف القوات المسلحة اليمنية بشكل شيه يومي لحاملة الطائرات الأمريكية ' هاري ترومان' والقطع البحرية التابعة لها، بالصواريخ الباليستية والمجنحة وبعشرات الطائرات المسيرة. وقد كشف تقرير استقصائي لموقع'ذا إنترسبت' عن تكتّم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عدد القتلى والجرحى الأميركيين في الحرب على اليمن، وسط اتهامات بالتستر وخرق الدستور، وتزايد المطالبات بالمحاسبة داخل الكونغرس فشل طائرات التجسس الأمريكية في اختراق سماء اليمن والبقاء فيها ، بعد أن تمكنت المضادات اليمنية من إسقاط حوالي 17 طائرة مسيّرة أمريكية من طراز 'إم كيو-9' ريبر منذ بدء حملة القصف الأمريكية ،الى جنب الكلفة المالية للحرب على اليمن التي تجاوزت في في عهد ترامب (3) مليارات دولار في غضون أقل من شهرين ، ولذا فأن الأمريكي – كما قالت القيادة اليمنية – 'تدخّل وحشر نفسه في هذه الحرب، ودخل بها بإرادته وها هو يخرج منها اليوم بإرادتنا، ودخل بها دعمًا للكيان، والآن أبدى استعداده بوقف استهدافه المنشآت اليمنية، وعدم التدخل فيما يخص حماية السفن الإسرائيليية'.