logo
من الذين يستهدفون الأردن؟

من الذين يستهدفون الأردن؟

رؤيا نيوز١٠-٠٥-٢٠٢٥

كلما حدثت حملة إلكترونية ضد الأردن، بحثنا أولا عن الطرف المحتمل الذي يستهدفنا، ولم نقم بمراجعة جذرية لتعاطينا مع الأزمات التي يفرضها الآخرون علينا، ونكتفي فقط ببث المظلومية من الحملات التي تسيء إلى الأردن.
لدينا أمثلة كثيرة، أولها الحملات التي جرت تحت مسمى 'تصدير الخضار والفواكه إلى إسرائيل'، حيث تم شن حملة كبيرة جدا من خلال غرف انترنت في دول مختلفة، ليس هنا محل ذكرها، وهذه الحملات شوهت سمعة الأردن، وكان خلفها عدة أطراف وفقا لتحليلات كثيرين، بعضها عربي أراد تدمير سمعة الأردن، وربما الاحتلال الذي أراد رسم صورة سيئة للأردن واعتباره يقدم التسهيلات للاحتلال، وهي صورة ساهم مغردون إسرائيليون في تعزيزها، فيما يصدقهم البعض للأسف؟
ثانيها الحملات التي جرت بعد إسقاط الصواريخ الإيرانية التي عبرت الأجواء الأردنية، وتعرضنا إلى حملة غير مسبوقة، ولم نر مثلها في حياتنا، وكان الاتهام من جانبنا موجها لإيران وكيانات سورية تابعة، ومجموعات لبنانية وعراقية، وشهدنا آلاف الحسابات المزورة التي تحمل أسماء موريتانية وجزائرية ومصرية وفلسطينية، وغيرها في حرب تكاد تكون نووية اعلامية، وبقينا نتهم كل هذه الاطراف، وبقينا بذات الطريقة نبحث عن متهم لنحمله المسؤولية، دون تغيير جذري في طريقتنا، بل انصب كل همنا على تحييد الداخل الأردني، وكأن المطلوب أن يقنع الأردني أردنيا ثانيا بأن بلاده أسمى من كل هذه الحملات، فيما تم ترك سمعتنا تتضرر بين العرب الذين لا يعرفون عن كل حواراتنا الداخلية، وتم أيضا تجنب اتهام إسرائيل لأن الاستنتاج الأولي كان يتعلق بالمحور الإيراني وتوابعه، فيما نعرف أن إسرائيل تريد خلخلة الأردن داخليا، واشعال فتنة فيه، وصناعة انطباع أنه يحمي الاحتلال.
تكررت القصة ثالثا في لقاء الملك بالرئيس الأميركي، حيث انهمرت الحملات من حسابات حقيقية في السوشال ميديا، ولحقتها حسابات مزورة تدار من دول كثيرة، وكانت الاتهامات الموجهة لأطراف كثيرة، بكونها تقف وراء الحملات، التي زاد من حدتها دخول مواقع إلكترونية، وتم إنتاج مئات الفيديوهات ضد الأردن، والذي يحلل تلك الحملات يكتشف أن العملية ليست عادية، بل تديرها على الأغلب دول وأجهزة، لكونها بحاجة إلى إمكانات مالية، وللأسف لم يذكر أحد إسرائيل كمتّهم وكلنا يعرف أن المشروع الإسرائيلي يريد تحطيم بنية الدولة، تمهيدا لمشروع مقبل.
جاءت القصة الرابعة التي تتعلق بالمساعدات، والاتهام الجائر للأردن بكونه يحصل على مئات آلاف الدولارات مقابل الانزالات الجوية، والقوافل البرية، والكلام كذب، لأن الأردن الذي أقام عشرات المستشفيات الميدانية في غزة والضفة الغربية منذ 2007، وتقاسم مخزون القمح مع أهل الضفة الغربية، وعالج جرحى الانتفاضة الأولى والثانية، وأرسل أبناءه مخاطرا بحياتهم لإدارة المستشفيات والعمليات البرية والجوية، لا يسمسر على دماء الغزيين، ولا تقبل الدول والمنظمات المغيثة دفع مبالغ أصلا.
في هذه القصة اتهمنا جهات عديدة، عكس كل الأطراف التي اتهمناها سابقا، وتناسى بعضنا اتهام إسرائيل وتمددها الخارجي، وحساباتها ضد الأردن، وبقينا ننتقل من متهم الى متهم، إيران وإسرائيل وأميركا ودول عربية ووصلنا الى جهات أردنية ايضا، ولم نترك أحدا الا واتهمناه، فيما الاتهام في ملف المساعدات يجب ان يتركز على الاحتلال الذي يريد معاقبة الأردن على كونه تصدر ملف الإغاثة، وأصبح مركزا دوليا لجمع المساعدات، ومن أجل قطع الطريق عليه وإضعافه قبيل وقف الحرب داخل القطاع الذي سيليه حملات ضخمة للإغاثة، والهدف عرقلة تسييل المساعدات الدولية والأردنية الرسمية، والأردنية الشعبية، عبر حدوده، وهي قصة معقدة جدا، ومن السطحية أن يوظفها البعض في حسابات داخلية أردنية تتهم هذا الطرف أو ذاك، وتتناسى أصلا كل أنواع الحملات التي تعرضنا لها آخر سنة ونصف، وتناقض دوافع الجهات المتهمة أصلا، وعدم تجانسها في الأساس.
هكذا ظروف لا يجوز السماح بتحويلها إلى ملفات للمكاسرة الداخلية فهذه خفة سياسية، خصوصا، أن عدد الخصوم المحتملين في كل الأمثلة السابقة، أصبح بالعشرات ولا يجمعهم أي رابط فيما بينهم، فيما علينا أن نؤكد أن الأردن مستهدف، وأن الأردن سيبقى قادرا بفضل الله، ثم مؤسساته ووحدة شعبه على تجاوز كل هذه الحملات.
هذه حملات تقف خلفها دول وأجهزة، والرد يجب أن يكون بذات المستوى.



Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

'الضمان الاجتماعي': نضع إمكاناتنا وخبراتنا بخدمة الأشقاء الفلسطينيين
'الضمان الاجتماعي': نضع إمكاناتنا وخبراتنا بخدمة الأشقاء الفلسطينيين

timeمنذ 23 دقائق

'الضمان الاجتماعي': نضع إمكاناتنا وخبراتنا بخدمة الأشقاء الفلسطينيين

أكد مدير عام المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي بالوكالة، الدكتور جادالله الخلايلة، استعداد المؤسسة التام لوضع خبراتها وإمكاناتها لمساعدة الأشقاء الفلسطينيين في تطوير آليات التقاعد والضمان الاجتماعي، وتحسين منافعها وإجراءاتها. جاء ذلك خلال استقباله وفدًا رسميًا فلسطينيًا، برئاسة وزيرة العمل الفلسطينية إيناس العطاري، للاطلاع على تجربة المؤسسة في مجال الحماية الاجتماعية والتأمينات والبرامج المطبقة لديها. وقال في بيان صحفي، اليوم الخميس، إن 'الضمان الاجتماعي' تواصل خلال السنوات الماضية مع هيئة التقاعد الفلسطينية، واطلعها على تجاربه في هذا المجال، مؤكدًا استمرار المؤسسة في تعزيز الشراكة مع الأشقاء الفلسطينيين واستمراريتها، وتسخير الخبرات التأمينية والفنية أمامهم. وبيّن أن مؤسسة الضمان الاجتماعي واكبت التطورات على مستوى المنطقة والعالم، وخطت خطوات كبيرة في مجال التأمينات الاجتماعية والخدمات الإلكترونية التي توفرها للمؤمّن عليهم والمتقاعدين. بدورها، قالت العطاري إن العلاقات الأخوية والتاريخية بين فلسطين والأردن تمهّد لتعاون أكثر فاعلية في مجال الحماية الاجتماعية، وأعربت عن شكرها لما قدمته مؤسسة الضمان من دعم وتدريب ضمن اتفاقية الشراكة السابقة بين 'الضمان الاجتماعي' وهيئة التقاعد الفلسطينية، كما عبّرت عن تطلعها لاستمرار العمل بمذكرة التفاهم التي أُبرمت مع مؤسستي الضمان الاجتماعي الأردنية والفلسطينية، للاستفادة من تجربتها الثرية في مجال التأمينات الاجتماعية. وقالت: 'ما يهمّنا اليوم، بعد الاطلاع على تجربة مؤسسة الضمان الثرية، هو معرفة الموعد المناسب لإطلاق الضمان الاجتماعي الفلسطيني، والمراحل والعوامل المساعدة في تسويق هذا الإطلاق، بالإضافة إلى آليات التخطيط والتنفيذ والمتابعة'. من جهته، استعرض مدير مديرية الدراسات الاكتوارية بمؤسسة الضمان، أحمد عبيد، التطور التشريعي لعمل مؤسسة الضمان منذ النشأة، والتدرج في التوسع بمظلة الحماية الاجتماعية ومنافعها التأمينية، بالإضافة إلى الإحصائيات التأمينية، والخدمات الإلكترونية، والتحديات التي تواجه المؤسسة، وما تضمنته من حلول تم وضعها في خطتها الاستراتيجية القائمة حاليًا لمعالجتها. وضمّ الوفد المشارك، الذي يمثل أطراف العلاقة المعنيين بمنظومة الحماية الاجتماعية، كلًا من: الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، شاهر سعد، ورئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية، عبدو إدريس، وأمين سر الاتحاد العام لنقابات فلسطين، محمود حواشين، ومستشار الشؤون الفنية لوزير العمل، دانة إسماعيل.

الجامعة العربية ستضغط لوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات
الجامعة العربية ستضغط لوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات

البوابة

timeمنذ 2 ساعات

  • البوابة

الجامعة العربية ستضغط لوقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات

البوابة - قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن الجامعة مستمرة في دعم الشعب الفلسطيني بشكل كامل وبكل قوة في كافة الميادين والمحافل الدولية. وأضاف أبو الغيط أن الجامعة العربية ستضغط على المجتمع الدولي لوقف الحرب على غزة، وإدخال المساعدات ووقف الحصار المفروض على الفلسطينيين. كما شدد على أن "استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر يعتبر وصمة عار على جبين الإنسانية، وأن ما يحدث للشعب الفلسطيني مأساة إنسانية مروعة غير مقبولة". أيضا لفت إلى أن الجامعة لن تتقاعس عن دعوة المجتمع الدولي للتدخل، ووقف الحرب، ورفع الحصار، واحترام حقوق الشعب الفلسطيني في قيام دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، موضحا أن الأمة العربية تملك من الإرادة ما يمكنها من تجاوز الأزمات، وبناء مستقبل أفضل رغم كل هذه التهديدات، وفق تعبيره. المصدر: العربية

ديكتاتورية السلفادور صُنعت في إسرائيل
ديكتاتورية السلفادور صُنعت في إسرائيل

الغد

timeمنذ 2 ساعات

  • الغد

ديكتاتورية السلفادور صُنعت في إسرائيل

اضافة اعلان آلان ماكليود* - (مِنت برس نيوز) 16/5/2025ترجمة: علاء الدين أبو زينةقد يكون نجيب بقيلة من أصل فلسطيني، لكن الديكتاتورية التي بناها في السلفادور كانت إلى حد كبير من صنع إسرائيل. من تسليح قواته الأمنية، إلى تزويده بالأسلحة وأدوات المراقبة المتقدمة، يستعرض المقال التالي تأثير إسرائيل على الرجل الذي فتح سجنًا لمبعدي ترامب، والذي يُطلق على نفسه وصف "أروع ديكتاتور في العالم".* * *منذ صعود نجيب بقيلة** إلى سُدة الرئاسة في العام 2019، كانت الصادرات الإسرائيلية إلى السلفادور في تقدم سريع، بمعدل نمو سنوي يزيد على 21 في المائة. ويتكون هذا الارتفاع بشكل أساسي من الأسلحة. أصبحت قوات السلفادور مجهزة جيدًا بالمعدات الإسرائيلية. ويستخدم الجيش والشرطة بنادق "جليل" و"أراد 5" المصنوعة في إسرائيل، بالإضافة إلى رشاش "عوزي"، والعديد من المسدسات الإسرائيلية، ويتنقلون في مركبات مصفحة من طرازات "إيل ستورم" و"بلاسان يوغو" الإسرائيلية.تأتي بعض المعدات التي تستخدمها قوات السلفادور مجانًا، مقدّمة من مصادر إسرائيلية. وفي العام 2019، أعلنت "مؤسسة القدس"، وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية تبني مستوطنات غير شرعية على الأراضي الفلسطينية، أنها ستتبرع بمعدات بقيمة 3 ملايين دولار للشرطة والجيش السلفادوريين.لكنّ حكومة بقيلة تدفع في حالات أخرى مبالغ طائلة، وهو ما يعني أن تكون هذه العلاقة مربحة للغاية لقطاع الدفاع الإسرائيلي عالي التقنية.في العام 2020، دفعت الشرطة السلفادورية حوالي 3.4 مليون دولار مقابل استخدام ثلاثة منتجات تجسس إسرائيلية لمدة عام واحد. وتشمل هذه الأدوات برنامج "جيولوك" GEOLOC، الذي يعترض المكالمات والرسائل من الهواتف المستهدفة، و"تشابكات الويب" Web Tangles، الذي يستخدم حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لبناء ملفات عن الأشخاص، بما في ذلك استخدام صورهم لتقنية التعرف على الوجه. أما الأداة الثالثة "متعقّب حارس الموجات"، Wave Guard Tracer (المعروفة في بعض المناطق باسم "الحارس" Guardian)، فتتعقّب تحركات المستخدمين من خلال "نظام تحديد المواقع" GPS في هواتفهم.وربما يكون برنامج التجسس الأشهر هو "بيغاسوس"، الذي طورته مجموعة (إن. إس. أو)، وهي امتداد لـ"الوحدة 8200" التابعة للجيش الإسرائيلي. وقد أصبح هذا البرنامج محط الأنظار في العام 2022، عندما تبيّن أن حكومات قمعية كثيرة حول العالم استخدمته للتجسس على آلاف الشخصيات العامة، بمن فيهم ملوك ورؤساء وسياسيون ونشطاء وصحفيون. وكانت السلفادور من بين أكثر الدول التي تم اختراقها باستخدامه. وكشف تقرير صدر عن "مختبر المواطن" Citizen Lab أن إدارة بقيلة استخدمته لمراقبة العشرات من الشخصيات العامة المنتقدة للرئيس، بمن في ذلك 22 صحفيًا من وسيلة الإعلام المستقلة "إل فارو".دولة السجوناستخدم بقيلة هذه الأدوات والأسلحة الإسرائيلية لقمع المعارضة والاحتجاجات ضد حكمه. ومنذ العام 2022، حين أعلن حالة الاستثناء وعلّق الحقوق والحريات المدنية، قام بسجن ما لا يقل عن 85 ألف شخص، وهو رقم مذهل بالنسبة لدولة صغيرة. واليوم، يقبع حوالي 2 في المائة من السكان البالغين -إلى جانب أكثر من 3.000 طفل- خلف القضبان في سجون مكتظة وخطيرة.أشهر هذه السجون هو "مركز حبس الإرهاب" (CECOT)، الذي يصنف على أنه أكبر سجن في تاريخ العالم. وقد بُني لاستيعاب أكثر من 40 ألف شخص، وهو المركز الذي ترسل إليه إدارة ترامب المهاجرين الذين تقوم باعتقالهم وترحيلهم "وكالة الهجرة والجمارك الأميركية". وفي لقاء مع بقيلة في المكتب البيضاوي، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن المواطنين الأميركيين سيُرسلون هناك لاحقًا.تحتجز السلفادور عددًا من الأشخاص في السجون يفوق أي دولة أخرى بالنسبة لعدد السكان، والظروف في هذه السجون من بين الأسوأ في العالم. فالطعام قليل، والأضواء تبقى مضيئة 24 ساعة، وغالبًا ما تكون الزنزانات مكتظة بأكثر من 100 نزيل. والمحتجزون في مركز حبس الإرهاب ممنوعون تمامًا من التواصل مع العالم الخارجي، حتى مع عائلاتهم أو محاميهم.وغالبًا ما يكون أول خبر تسمعه عائلة سلفادورية عن قريبها المختفي هو نبأ وفاته في السجن. التعذيب أمر شائع. وكان قد تم فرض عقوبات أميركية على أوسيريس لونا، مدير نظام السجون في السلفادور، تم بسبب دوره في ارتكاب "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان".يبرر بقيلة الاعتقالات الجماعية بأنها خطوة ضرورية لكسر شوكة العصابات المنظمة وتجار المخدرات. ومع ذلك، فإن جزءًا كبيرًا من المحتجزين هم من خصومه السياسيين، بمن فيهم قادة نقابات وسياسيون ومدافعون عن حقوق الإنسان.وبسبب التهديد بالسجن أو العقاب، قامت "إل فارو"؛ المؤسسة الإعلامية الرائدة، بنقل عملياتها إلى كوستاريكا المجاورة.دعم صريح لإسرائيلوسط هذه الفوضى، قام بقيلة بطرد عشرات الآلاف من موظفي الخدمة العامة، وخفّض الضرائب على رجال الأعمال. كما غيّر سياسة السلفادور الخارجية من موقف تقدمي مناهض للإمبريالية إلى التحالف مع عدد من الحكومات اليمينية حول العالم، بما في ذلك إسرائيل.على الرغم من أنه ينحدر من عائلة فلسطينية بارزة هاجرت من القدس في أوائل القرن العشرين، حرص بقيلة طوال مسيرته السياسية على التعبير عن دعمه الصريح لإسرائيل، وثقافتها، وسياستها الخارجية. وفي العام 2015، عندما كان عمدة لمدينة سان سلفادور، اعتبرت السفارة الإسرائيلية أنه "شريك للتعاون".وفي شباط (فبراير) 2018، قام بزيارة إلى إسرائيل في رحلة نظمتها نائبة وزير الخارجية تسيبي هوتوفيلي ورئيس "المؤتمر اليهودي الأميركي" جاك روزن. وهناك، شارك في مؤتمر أمني حضره رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس رؤوفين ريفلين، وظهر علنًا عند حائط البراق (المبكى).في أعقاب هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر)، عبّر بقيلة عن دعمه لإسرائيل وإدانته لحركة حماس. وكتب: "بصفتي سلفادوريًا من أصول فلسطينية، أنا متأكد من أن أفضل ما يمكن أن يحدث للشعب الفلسطيني هو اختفاء 'حماس' تمامًا"، واصفًا إياها بـ"الوحوش الهمجية"، ومقارنًا إياها بعصابة (إم. إس-13)؛ إحدى أخطر العصابات في السلفادور.تضم السلفادور عددًا كبيرًا من السكان من أصل فلسطيني، يُقدّر بحوالي 100.000 نسمة. وعلى الرغم من ذلك، تبقى الدولة بعيدة عن أن تكون معقلًا لدعم النضالات المناهضة للاستعمار. وقد حقق الفلسطينيون في السلفادور نجاحًا كبيرًا، واندمجوا في أعلى مراتب المجتمع. وفي الواقع، بقيلة هو ثالث رئيس فلسطيني الأصل.تاريخيًا، انحازت الطبقة التجارية في أميركا اللاتينية إلى القوى المحافظة أو الرجعية، وابتعدت الجاليات الفلسطينية عن دعم حركات المقاومة في الشرق الأوسط. ويقول روبيرتو لوڤاتو، الكاتب السلفادوري الأميركي والأستاذ في جامعة نيفادا في لاس فيغاس، لموقع "مِنت برس": "ثقافة بقيلة ليست فلسطينية بقدر ما هي فاشية جديدة. تلك هي ثقافته. ولذلك سيتماشى مع الحكومات القمعية حول العالم".كما أن البلد يضم مجتمعًا إنجيليًا مسيحيًا كبيرًا ونشطًا، يُعتبر صعود إسرائيل بالنسبة له قضية محورية. وعلى الرغم من أن والده كان الإمام الأكثر شهرة في البلاد -والذي قال إن ابنه هو مسلم ملتزم- قدّم بقيلة نفسه كمحافظ مسيحي، ويؤمن أتباعه الإنجيليون بأنه الله اختاره لتخليص البلاد من عنف العصابات. ويقول عن نفسه: "أنا أؤمن بالله، وبالمسيح. أؤمن بكلمته، وأؤمن بكلمته المعلنة في الكتاب المقدس".حروب قذرة وسياسة قذرةلكن الروابط بين إسرائيل والسلفادور تسبق بقيلة بعقود. خلال السبعينيات والثمانينيات، كانت البلاد بؤرة ساخنة في "الحرب الباردة"، حيث قاتلت فرق الموت المدعومة من الولايات المتحدة متمردي "جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني" (FMLN). وقتلت الحكومة العسكرية حوالي 75.000 مدني في حرب قذرة ما تزال آثارها ماثلة في المنطقة حتى اليوم.كانت الوحشية شديدة وسيئة السمعة حتى أن الولايات المتحدة حاولت النأي بنفسها عنها. ودخلت إسرائيل لتملأ الفراغ، ولبّت 83 في المائة من احتياجات السلفادور العسكرية من العام 1975 إلى 1979، بما في ذلك قنابل النابالم. وفي المقابل، نقلت السلفادور سفارتها إلى القدس، مما أضفى شرعية على مطالبة إسرائيل بالمدينة.وقال لوفاتو، وهو عضو سابق في "جبهة فارابوندو للتحرير الوطني" لهذا الموقع، إن البلاد تحولت إلى "مختبر للقمع". وأضاف: "خلال الحرب الأهلية، نسّقت الحكومة الأميركية مجموعة من ممارسات التعذيب والقتل الجماعي. كان هناك مدرِّبون من تايوان وإسرائيل ودول أخرى يذهبون إلى السلفادور لتدريب الحكومة على ما تعلموه من وسائل القمع".ومن أبرز من تلقوا تدريبًا إسرائيليًا الرائد روبرتو دابويسون، وهو زعيم فرقة موت يمينية متطرفة يُعرف بأنه أمر باغتيال رئيس الأساقفة، أوسكار روميرو. وقد لُقب بـ"بوب النفّاث" بسبب شغفه باستخدام موقد اللحام على الأعضاء التناسلية لضحاياه، ويُقدّر بأن فرقته قتلت حوالي 30.000 شخص، الكثير منهم تحت التعذيب. وبذلك، لا مبالغة في القول بأن آلة القمع السلفادورية لطالما كانت مدعومة بالأموال، والتكنولوجيا، والمعرفة الإسرائيلية.لكن هذه ليست حالة معزولة. فقد زودت إسرائيل أنظمة قمعية حول العالم بالأسلحة والتدريب، ناشرة المهارات التي اكتسبتها في قمع الشعب الفلسطيني إلى العالم.في غواتيمالا، باعت إسرائيل طائرات وناقلات جنود مصفحة وبنادق للجيش، بل وبنت لهم مصنعًا محليًا للذخيرة. وقد شكر الجنرال إفراين ريوس مونت إسرائيل على مشاركتها في الانقلاب الذي أوصله إلى السلطة في العام 1982، وقال إن الانقلاب تم "بسلاسة لأن العديد من جنودنا تلقوا تدريبًا من الإسرائيليين".وعمل حوالي 300 مستشار إسرائيلي على تدريب قوات ريوس مونت لتصبح فرق موت في إبادة جماعية قتلت أكثر من 200.000 من شعب المايا. وفي دليل على عمق العلاقات بين الطرفين، بدأ رجال ريوس مونت يطلقون على السكان الأصليين اسم "الفلسطينيين" خلال هجماتهم.وتكررت القصة في كولومبيا أيضًا، حيث تلقت فرق الموت الأسوأ سمعة هناك تدريبًا على يد ضباط إسرائيليين مثل الجنرال رافائيل إيتان. وما تزال الشرطة والجيش الكولومبيان يستخدمان أسلحة إسرائيلية على نطاق واسع. وبلغ تطبيع النفوذ الإسرائيلي حداً أن الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس ظهر في إعلان تجاري لشركة المرتزقة الإسرائيلية "غلوبال سي. أس. تي" في العام 2011، وقال: "هؤلاء أشخاص لديهم خبرة كبيرة. كانوا يساعدوننا على العمل بشكل أفضل".كما دعمت إسرائيل الديكتاتوريات العسكرية في تشيلي والأرجنتين خلال السبعينيات والثمانينيات، حتى مع أن الأخيرة استهدفت أكثر من 1.000 يهودي في أكبر مجزرة لليهود منذ الهولوكوست.وفي نيكاراغوا، زودت إسرائيل ديكتاتورية سوموزا بالسلاح، وساعدتها على شن حرب قذرة. وفي رواندا، باعت إسرائيل أسلحة لحكومة الهوتو أثناء تنفيذها الإبادة الجماعية ضد جماعة التوتسي. واستخدمت القوات الصربية الأسلحة الإسرائيلية في الحرب الأهلية اليوغوسلافية في التسعينيات. كما ساعدت حكومات إسرائيل المتعاقبة في دعم نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وزودته بالسلاح وتبادلت معه المعلومات الاستخباراتية.بذلك، لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن تسعى إدارة بقيلة إلى إقامة علاقات وثيقة مع الحكومة الإسرائيلية. هذه الأسلحة والتقنيات، التي تم صقلها بتجربتها على الشعب الفلسطيني، تنتشر الآن عالميًا، وتساعد حكومة على بُعد آلاف الأميال في قمع الحريات المدنية. وعلى الرغم من أن بقيلة -وهو من أصل فلسطيني- هو مَن يحكم السلفادور فعليًا، من الواضح أن ديكتاتوريته تحمل نكهة إسرائيلية واضحة.*آلان ماكليود Alan MacLeod: كاتب أول في موقع MintPress News. بعد حصوله على درجة الدكتوراه في العام 2017، نشر كتابين: "أخبار سيئة من فنزويلا: عشرون عامًا من الأخبار الزائفة"؛ و"التضليل والدعاية في عصر المعلومات: ما نزال نصنّع القبول"، بالإضافة إلى عدد من المقالات الأكاديمية. كما أسهم بكتاباته في مواقع مثل "فير.أورغ"، و"الغارديان"، و"صالون"، و"ذا غرايزون"، ومجلة "جاكوبين"، و"كومُن دريمز".*ملاحظة المترجم: تتنوع تسميات عائلة الرئيس السلفادوري فلسطيني الأصل، فيُكتب اسمها أحيانًا "بوكيلي" على أساس الكتابة الإنجليزية Nayib Bukele، وأحيانًا تكتبه بعض المصادر "أبو كيلة" أو "بوكيلة"، وفي موسوعة ويكبيديا يُكتب "بقيلة" وأحيانًا "بقيلي". ولم يتسن التأكد من اسم العائلة الفلسطيني، ولذلك تم استخدام الاسم حسب ويكيبيديا "بقيلة" ولو أن هناك احتمالًا لأن يكون الاسم "بقيلي" أيضًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store