logo
حادثة كلوتزلي.. هدف لحظة الصافرة فجّر معركة ضد الحكم

حادثة كلوتزلي.. هدف لحظة الصافرة فجّر معركة ضد الحكم

الرياضية٠١-٠٣-٢٠٢٥

عندما تستشيط الأعصاب ويعْمي الغضب البصيرة تُنتهك الحصانات وتُجتاز الحدود وتُخترق كل الخطوط الحمراء، ووقتها يمكن رؤية لاعب مثل البرازيلي مارسيلو كارني، حارس مرمى فريق الجبلين الأول لكرة القدم، يتعدّى على الحكم ممدوح آل شهدان، فقط لاحتسابه هدفًا، وإن كان شرعيًا، لمصلحة المنافس «العدالة»، في دوري «يلو».
وفي كرة القدم، والرياضة عمومًا، اُصطلح على تسمية الحكام «قضاة الملاعب»، في تعبير مجازي يُترجم طبيعة عملهم، ويحيل إلى مسؤوليات مهنتهم، التي تقتضي منهم ضبط العدالة، وتوزيع الحقوق، وتوقيع العقوبات والجزاءات.
وطالما اتخذ القاضي قرارًا، فليس شرطًا اقتناع الجميع به، فالمعيار هو تطبيق القانون وفرض العدالة. وواقعة يلو ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها حالات مشابهة كثيرة. والآن تعود إلى الواجهة حالة شهيرة، شهدتها سويسرا قبل نحو 36 عامًا.
والمجني عليه آنذاك كان الحكم السويسري برونو كلوتزلي، الذي تعرَّض لاعتداءات، فور إطلاقه صافرة نهاية مباراة كرة قدم بين فريقي ويتينجن وسيون، ضمن منافسات بطولة دوري بلاده، في 7 أكتوبر 1989.
واندلعت شرارة الأحداث قبل تلك الصافرة بقليل، عندما سجَّل البوسني ميرساد بالييتش، ظهير أيسر سيون، هدف التقدم لفريقه «1ـ0» في الدقيقة 88، مودِعًا الكرة شباك منافسه الذي كان يعيش وضعًا متأزمًا على صعيد جدول الترتيب.
وبعد الهدف، لجأ لاعبو سيون إلى إضاعة الوقت، رغبة في الخروج بهذه النتيجة، دون مخاطرة فتح الملعب خلال الدقائق الأخيرة.
وقبل نهاية آخر الدقائق الثلاث المضافة وقتًا بدل ضائع، احتسبت للفريق ركلة حرة على بُعد أمتار قليلة من منطقة جزائه، ووقف جين باول بريجر، لاعب الوسط، لتنفيذها، وبدلًا من تسديدها مباشرة، تعمّد إهدار المزيد من الثواني أولًا، ثمّ ركل الكرة دون انتباه كافٍ، فاصطدمت بظهر سلفاتوري رومانو، مهاجم الخصم، وارتدّت عند قدمي مارتن رويدا، زميل الأخير، الذي تسلمها وراوغ حارس سيون، وصوّب في المرمى المشرّع أمامه.
في تلك اللحظة، كانت عينا الحكم مثبتتين على شاشة ساعته لمراقبة ركض أرقامها تنازليًا تلقاء نقطة الصفر الوشيكة، ففات عليه متابعة الكرة وهي تدخل المرمى، وأطلق صافرته الختامية مباشرةً، معلنًا انتهاء المباراة بفوز سيون 1ـ0.
وبمجرَّد سماع دويّ الصافرة، ثارت ثائرة لاعبي ويتينجن، وحاصروا كلوتزلي الذي بدا مذعورًا حيال ذلك الهجوم المباغت، وشدَّد 4 منهم الخناق عليه والشرر يتطاير من وجوههم، فألهمته الغريزة أن يفرّ راكضًا، فلاحقوه، وأشبعوه ضربًا، حتى بلغ النفق المؤدي إلى غرف تبديل الملابس، وهناك شقّ طريقه إلى كابينة الحكّام هربًا من الاعتداء.
وما كادت تسكن نفسه، حتى بدأ في تدوين تقريره عمَّا حدث، وكتب: «هاجمني اللاعب رقم 12 «مارتن فراي»، وركلني واثبًا بكلتا قدميه، ووجّه إليّ رقم 3 «أليكس جيرمان» لكمة في الكتف، وأخرى في المعدة، بينما قفز رقم 9 «ريتو باومجارتنر» نحو ظهري، وضربه بكلتا ركبتيه، كما ركلني رقم 6 «روجر كونديرت» من الخلف».
ولوسائل الإعلام قال: «كنت خائفًا للغاية، لو تعثّرت، لكنت انتهيت بالتأكيد في المستشفى. لم أرتكب أي أخطاء تقنية، لكن يجب عليّ الاعتراف بأن لحظة إطلاقي صافرة النهاية لم تكن مدروسة جيدًا من الناحية النفسية».
وعند مساءلة اللاعبين الأربعة، أنكروا في البداية اعتداءاتهم، لكن بعد مشاهدتهم مقاطع الفيديو التي وثقت ما بدر منهم، أبدوا تراجعًا في مواقفهم، وأظهروا مزيدًا من التبصُّر. وقال كونديرت، رابع المعتدين، معترفًا بذنبه: «المشاهد التي وقعت لا يُمكن تبريرها» كذلك أقرّ باومجارتنر أنه، والحكم، أخطآ سويًا.
واستنادًا إلى الفيديو، وتقرير الحكم، أدان الاتحاد السويسري اللاعبين الأربعة، وعاقبهم بحظر رياضي، وغرامات مالية مغلّطة، وشدّدت المحكمة الرياضية العقوبات. وبلغ حظر فراي 6 أشهر وزاد إلى ثمانية، فيما ارتفع إيقاف باومجارتنر من 7 إلى 9 أشهر، وأُبعد كونديرت 4 أشهر، وغُرم كل منهم 10 آلاف فرنك. أمَّا زميلهم جيرمان، الذي كان على وشك الانتقال إلى بوروسيا دورتموند الألماني، فكان الأكثر تضررًا، بإيقافه لمدة عام كامل، وتغريمه 20 ألفًا.
وبعد 7 أسابيع فقط من المباراة، أصيب كونديرت بتمزُّق في الرباط الصليبي لركبته اليمنى أثناء إحدى الحصص التدريبية، وعلى إثر ذلك قرَّر اعتزال كرة القدم. بدوره نفّس فراي عن غضبه في رسالة حادة وجّهها إلى رؤساء الرابطة وأنهى مسيرته فورًا هو الآخر. من جهته قضى جيرمان عام إيقافه، وعاد للعب مع الفريق، لكن صفقة انتقاله إلى دورتموند انهارت. كذلك عاد باومجارتنر من الإيقاف إلى الملاعب، وبعد نهاية عقده مع ويتينجن انضمّ إلى بازل، وظل في صفوفه حتى علق حذاءيه بعد 4 أعوام، ولاحقًا نال عضوية النادي ثم انتخب رئيسًا له في نوفمبر 2020.
أمّا الحكم كلوتزلي، فبعدما كان مرشحًا لنيل الشارة الدولية، دُمرت مسيرته عقب الحادثة، وأدمن القمار، وغرق في الديون، ولم يُكلَّف بقيادة أي مباراة أخرى. وبعد 9 أعوام أدين بالاختلاس من البنك الذي يزاول فيه وظيفته الأساسية، وُحكم عليه بالسجن المشروط لـ 18 شهرًا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الحزم يلحق بالعدالة إلى نهائي ملحق الصعود
الحزم يلحق بالعدالة إلى نهائي ملحق الصعود

الرياضية

timeمنذ 8 ساعات

  • الرياضية

الحزم يلحق بالعدالة إلى نهائي ملحق الصعود

لحق فريق الحزم الأول لكرة القدم بالعدالة إلى نهائي الملحق «بلاي أوف» المؤهِّل إلى دوري روشن السعودي، والذي يُنظَّم للمرة الأولى، وتتنافس فيه أربعة فرقٍ على خطف بطاقة الصعود الثالثة بعد نيوم والنجمة. وكسب الحزم فريق الطائي 1ـ0 في مواجهةٍ دراماتيكيةٍ، لا سيما في الوقت بدل الضائع، جمعت الفريقين على ملعب الأول في الرس، في ثاني مواجهات ملحق الصعود إلى «روشن». وعلى الرغم من إكماله المباراة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 20 بعد أن أشهر الحكم خالد الطريس البطاقة الحمراء في وجه الهولندي جوريان جاري إلا أن الحزم تمكَّن من تحقيق الانتصار عبر الفرنسي كريم يودا الذي سجل الهدف الوحيد عند الدقيقة 66. وكان الحزم الأكثر سيطرةً على الكرة، والأخطر على المرمى بفضل تحرُّكات البلجيكي زينهو جانو، ونواف الحبشي. ولم يستطع لاعبو الطائي استغلال النقص العددي طوال أكثر من 70 دقيقةً لإدراك التعادل، وأهدر لاعبه الكاميروني لياندر تاوامبا فرصةً محقَّقةً. وفي الوقت بدل الضائع، عاد الطريس إلى تقنية «var»، وعدَّل قراره بمنح إبراهيم النخلي، لاعب الطائي، بطاقةً صفراء، واستبدلها بالحمراء المباشرة. وكاد محمد الصيعري «البديل» أن يدرك التعادل من فرصتين متتاليتين، لكنَّ تسديدته الأولى مرَّت إلى جوار القائم، بينما تصدَّى إبراهيم زايد، حارس الحزم، للثانية، ليحافظ على تقدُّم فريقه حتى صافرة النهاية. ويستضيف الحزم نظيره العدالة، الخميس المقبل، في نهائي الملحق لمعرفة هوية الفريق صاحب بطاقة التأهل الثالثة إلى «روشن». وتأهلت فرق الحزم، والعدالة، والبكيرية، والطائي إلى «البلاي أوف» بحسمها المراكز الثالث والخامس والسادس على الترتيب في دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، بينما تأهل الطائي، صاحب المركز السابع، إلى الملحق بدلًا من الجبلين «الرابع» لعدم استيفاء الأخير معايير رخصة أندية دوري روشن السعودي.

«الترجيحية» تقود العدالة إلى نهائي الـ«بلاي أوف»
«الترجيحية» تقود العدالة إلى نهائي الـ«بلاي أوف»

الرياضية

timeمنذ 8 ساعات

  • الرياضية

«الترجيحية» تقود العدالة إلى نهائي الـ«بلاي أوف»

تأهل فريق العدالة الأول لكرة القدم إلى نهائي الملحق «بلاي أوف» المؤهل إلى دوري روشن السعودي، عقب فوزه على البكيرية بركلات الترجيح «5ـ4»، بعد مباراة ماراثونية انتهت في وقتها الأصلي وأشواطها الإضافية بالتعادل السلبي، الجمعة. وفي ركلات الترجيح سجل للعدالة آلان ليما، وراشد السالم، وأيمن الجحلي، وألساس، وفليب مالي تواليًا، بينما أهدر المولدوفي هنريكي لوفانور لاعب البكيرية ركلة الترجيح الخامسة بعد تصدي حاتم الجهني حارس مرمى العدالة. وعلى ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية في الأحساء، أخفق الفريقان في استغلال الفرص التي اتيحت لهما رغم قلتها طوال شوطي المباراة والأشواط الإضافية في مواجهة أدارها الحكم ماجد الشمراني. وينتظر العدالة في النهائي المقرر الخميس المقبل، الفائز من المواجهة الثانية في الملحق بين الحزم وضيفه الطائي، وفي حال صعود الثاني يلعب النهائي في أرض العدالة، أما في حال انتصار الحزم فتنظم مواجهة النهائي على ملعبه في الرس. وحجزت أندية الحزم، العدالة، البكيرية والطائي المراكز المؤهلة إلى «البلاي أوف» حيث تأهلت بحسمها للمراكز الثالث والخامس والسادس على الترتيب في دوري يلو لأندية الدرجة الأولى، بينما تأهل الطائي «صاحب المركز السابع» إلى الملحق بدلًا من الجبلين صاحب المركز الرابع لعدم استيفائه معايير رخصة أندية دوري روشن السعودي.

الحزم أمام الطائي.. والعدالة يتحدى البكيرية في صراع الحلم الكبير
الحزم أمام الطائي.. والعدالة يتحدى البكيرية في صراع الحلم الكبير

الرياضية

timeمنذ 17 ساعات

  • الرياضية

الحزم أمام الطائي.. والعدالة يتحدى البكيرية في صراع الحلم الكبير

تعود الإثارة مجددًا في دوري «يلو» لأندية الدرجة الأولى، الجمعة، بمنافسات الملحق «بلاي أوف» المؤهل إلى دوري روشن السعودي للمحترفين، والذي ينظم للمرة الأولى وتتنافس فيه 4 أندية على خطف الصعود الثالثة، بعد نيوم والنجمة. وحجزت أندية الحزم، العدالة، البكيرية والطائي المراكز المؤهلة إلى «البلاي أوف» حيث تأهلت بحسمها للمراكز الثالث والخامس والسادس على الترتيب، بينما تأهل الطائي «صاحب المركز السابع» إلى الملحق بدلًا من الجبلين صاحب المركز الرابع لعدم استيفائه معايير رخصة أندية دوري روشن المحترفين. ووفقًا لنظام «البلاي أوف» سيلتقي الحزم مع الطائي، فيما يواجه العدالة ضيفه البكيرية في نصف نهائي الملحق على ملعبي الناديين المذكورين أولًا، مساء الجمعة، على أن يلعب النهائي بملعب الفريق الأفضل ترتيبًا بين طرفي المباراة النهائية. وعلى ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية في الأحساء يستضيف العدالة نظيره البكيرية في نصف النهائي الأول مساء. وأنهى الفريقان مشوارهما في دوري يلو في المركزين الخامس والسادس وبنفس رصيد النقاط «58 نقطة» لكل منهما، بيد أن تفوق العدالة في المواجهات المباشرة منحه الأفضلية في الترتيب ليستضيف مواجهة نصف نهائي «البلاي أوف» على ملعبه. وكان العدالة فاز على البكيرية في الجولة الأولى من دوري يلو بهدفين نظيفين، وهي ذات النتيجة التي حسم بها لقاء العودة على ملعب البكيرية لحساب الجولة الـ 18. وعلى ملعبه في الرس يستقبل الحزم ضيفه الطائي، مساء الجمعة، في ثاني مباريات نصف نهائي البلاي أوف، حيث يملك الحزم فرصة للصعود إلى دوري الكبار، لاسيما وأنه حال فوزه سيخوض نهائي «البلاي أوف» على ملعبه باعتباره الأفضل ترتيبًا بين أندية الملحق. وكان الحزم حسم مباراة الدور الأول من دوري «يلو» أمام الطائي بالفوز خارج الديار 2-1 قبل أن يتعادلا في الدور الثاني على ملعب الحزم بهدف لكل منهما. اللافت أن الفريقين يسعيان للعودة سريعًا إلى دوري روشن للمحترفين حيث كانا بين أنديته في الموسم الماضي 2023-2024 قبل أن ينهيا الموسم المذكور في المركزين الأخيرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store