logo
خالد جلال يُبدع في افتتاح "القومي للمسرح": عرض مبهج يجمع بين السخرية والصدق

خالد جلال يُبدع في افتتاح "القومي للمسرح": عرض مبهج يجمع بين السخرية والصدق

الدستورمنذ 2 أيام
في ليلة احتفالية تنبض بالحب والوفاء لأب الفنون، استطاع المخرج الكبير خالد جلال أن ينسج افتتاحية استثنائية لفعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، جامعًا بين البهجة والدهشة والصدق الفني، في عرض مسرحي دام حوالي 20 دقيقة، قدّمه كمخرج وممثل في آنٍ واحد، ليُعيد إلى الأذهان سحر المسرح حين يُقدَّم من عشّاقه الحقيقيين.
عرض عن المسرح... من قلب كواليسه
لم يكن العرض تقليديًا أو احتفاليًا بمفهومه المعتاد، بل كان أقرب إلى "عرض داخل عرض"، حيث تدور فكرته حول "استعجال" رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، ومدير المهرجان عادل عبده، للمخرج خالد جلال لإنهاء العمل الخاص بالافتتاح، بينما يصرّ جلال على الاحتفاظ بأفكاره وتكتم تفاصيل المشروع رغم ضيق الوقت،
"قائلا للجميع في جملة تختزل بساطة الفكرة وعمقها: هو الافتتاح عبارة عن إيه؟ عن المسرح! وإن المسرح جميل والمسرح متالق..! والمسرح عظيم، والختام بيكون: ألف مبروك، والمسرح بيفرحنا!".. والجوايز حلوة.. وكده "
هذا الحوار البسيط والعفوي يعكس جوهر العرض الذي بدا كوميديًا ساخرًا، لكنه في العمق عرضٌ صادق عن عشق المسرح وتحديات صناعته، وقدّم بانوراما حية لما يدور خلف الكواليس من قلق وإصرار وتجريب لا ينتهي.
ضحك ودهشة: خط كوميدي مميز مع جمال عبد الناصر
من أبرز المحاور الكوميدية في العرض كان الخط الساخر الذي جمع خالد جلال بالفنان والإعلامي جمال عبد الناصر، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، حيث دار بينهما حوار طريف حول طلب عبد الناصر الكشف عن تفاصيل الافتتاح لنشرها إعلاميًا، بينما ظل جلال يرفض ذلك بإصرار ويُمعن في التكتم الشديد، وهو ما خلق مواقف مضحكة ومفارقات ذكية، أضفت خفة ظل وبهجة على العرض، وعبّرت بذكاء عن العلاقة بين الإعلام والعمل الفني في كواليس المهرجانات.
ومن أبرز المحاور الكوميدية في العرض كان الخط الساخر الذي جمع خالد جلال بالفنان والإعلامي جمال عبد الناصر، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، حيث دار بينهما حوار طريف حول طلب عبد الناصر الكشف عن تفاصيل الافتتاح لنشرها إعلاميًا، بينما ظل جلال يرفض ذلك بإصرار ويُمعن في التكتم الشديد، وهو ما خلق مواقف مضحكة ومفارقات ذكية، أضفت خفة ظل وبهجة على العرض، وعبّرت بذكاء عن العلاقة بين الإعلام والعمل الفني في كواليس المهرجانات.
كما أبدع الفنان عمرو عبد العزيز في خطٍّ كوميدي موازٍ، من خلال تقليده المحبب لعدد من عمالقة المسرح، حيث أعاد النجوم بصوته، مجسدًا بروح مرحة وحنين لزمن الفن الجميل سمير غانم وسناء جميل ويوسف داوود، فانتزع الضحكات وأضفى على العرض نكهة خاصة من النوستالجيا المحببة.
وفي مقابل هذا المسار الكوميدي، احتوى العرض أيضًا على خط درامي تراجيدي مؤثر، حمل بصمة قوية، حيث قدّمت الفنانة غادة طلعت مونولوجًا من أداء سميحة أيوب في مسرحية "سكة السلامة"، بينما قدّمت فاطمة محمد علي مونولوجًا آخر لسميحة أيوب من مسرحية "الوزير العاشق"، فأحيتا بصوتهما وأدائهما اللحظات الذهبية لأعمال شكلت وعي أجيال من عشّاق المسرح.
واختُتم هذا الجانب التعبيري بمونولوج "الكلمة"، الذي أدّاه ميدو عادل بمشاركة صوتية مميزة من الفنان محمد عبده، في لحظة مؤثرة مزجت بين الأداء الحي والقوة الشعرية للنص، مؤكدين أن الكلمة تظل روح المسرح، وسلاحه النبيل في مواجهة كل ما يعوق رسالته.
أبطال حقيقيون... بشخصياتهم الحقيقية
ما ميّز هذا العرض الاستثنائي أيضًا هو مشاركة عدد كبير من نجوم مركز الإبداع الفني، من خريجي دفعات مختلفة، والذين ظهروا بشخصياتهم الحقيقية، فاختفى الحاجز بين التمثيل والواقع، وبين النص والحياة.
وشارك في العرض كل من: ميدو عادل، عمرو عبد العزيز، مريم السكري، غادة طلعت، وحبيبة حاتم وفرح حاتم وإبراهيم طلبة، ونادين خالد ومي حسين وحبيبة زيتون وشيما بن عشا وأمنية السيد ونهي فريد وخالد رسلان وأحمد وهبة وسيف امين واشرف كابونجا و" كارف "، ونجم ستار اكاديمي وخريج مركز الابداع محمد سراج، والمخرج والإعلامي جمال عبد الناصر خريج الدفعة الولي (رئيس اللجنة الإعلامية)، إلى جانب علا فهمي (المخرج المنفذ للعرض)، ومناضل عنتر (مصمم الاستعراضات)، والمطربة فاطمة محمد علي، والنجم محمد عبده (عضو فريق واما)، وغيرهم من المبدعين الذين حملوا على عاتقهم روح الاحتفال.
ولم تقتصر المشاركة على الممثلين، بل انضم إلى الخشبة مهندس الديكور محمد الغرباوي، والشاعران محمد بهجت وعماد عبد المحسن، وهالة الزهوي مصممة الملابس، حيث ظهروا بأسمائهم وصفاتهم الحقيقية، في انصهارٍ غير مسبوق بين صنّاع العرض ومحتواه، ولحن كلمات بهجت " افتح ستاير مسارحنا " الملحن أحمد طارق يحيي.
الختام الكبير... "افتح ستاير مسارحنا"
وجاء الختام مبهرًا بحق، حيث قدّم الراقصون والممثلون عرضًا حركيًا وغنائيًا حمل في طيّاته رسالة أمل ورسالة مسرح، وانطلق بجملة افتتاحية شديدة التأثير " افتح ستاير مسارحنا " فهي جملة تحوّلت إلى صرخة فرح وحياة لكل المسرحيين الحالمين بعودة الروح إلى كل المسارح، بانفتاح الستائر، وإضاءة الخشبات، وإحياء الطقس المسرحي في كل ربوع مصر، ولقد عبّرت هذه الجملة الختامية عن جوهر رسالة العرض، لتكون ذروة مشاعر الفرح والانتماء في تلك الليلة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المهرجان القومى للمسرح يدعو رواده: «افتح ستاير مسارحنا»
المهرجان القومى للمسرح يدعو رواده: «افتح ستاير مسارحنا»

بوابة الأهرام

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة الأهرام

المهرجان القومى للمسرح يدعو رواده: «افتح ستاير مسارحنا»

«افتح ستاير مسارحنا.. وارسم ولون ملامحنا.. وكل مشهد مثلناه.. وعرفنا منه مين احنا».. حول هذه الكلمات البديعة التى كتبها الشاعر محمد بهجت، دار عرض افتتاح المهرجان القومى للمسرح بتوقيع المخرج المتألق دوما خالد جلال. والحقيقة أن أجمل ما فى هذا الافتتاح هى حالة الالتفاف الشديدة من قبل نجوم المسرح من كل المحافظات حول تلك الدورة التى شهدت قبل انطلاقها الرسمى انتشارا واسع المدى بين المحافظات بفضل دأب وإصرار رئيسه الممثل القدير محمد رياض، والتى أثبت بها أن المسرح للجميع فى كل مصر. فى إطار من الترقب والكوميديا والشجن والحنين، جاء العرض معبرا عن حالة التوتر التى تسبق افتتاح المهرجان، فقد كشف المخرج خالد جلال كواليس الاستعدادات باعتبارها الجانب الخفى الذى يتشوق الجمهور دوما لمعرفته، وصاغ منها عملا دراميا ممتعا، فعلى جانبى المسرح نشاهد عبر الشاشات اتصالات ملحة من رئيس المهرجان ومديره د.عادل عبده لملاحقة مخرج حفل الافتتاح، توتر يسود الجميع، إلحاح شديد للانتهاء من تفاصيل الحفل، الكل يلاحق خالد جلال، والذى بدوره يعيش حالة توتر أكبر بحثا عن فكرة للافتتاح بينما يواجه إيقاعا بطيئا فى أداء فريق عمله، يستدعى كل من يعرفهم من طلابه الممثلين، عمرو عبدالعزيز، ميدو عادل، محمد عبده، غادة طلعت، فاطمة محمد على وابنتيها حبيبة وفرح، بحثا عن الصيغة الأمثل لاستدعاء تاريخنا المسرحى بأداء أشهر أبطاله، فمن مونولوج «الكلمة نور وبعض الكلمات قبور» لعبدالرحمن الشرقاوى إلى مونولوج «أنا لم أخنك يا وليد» لولادة بين المستكفى لفاروق جويدة وبأداء سميحة أيوب فى الوزير العاشق، والتى بكى رحيلها الجميع من خلال العرض وغنوا «وكل إحساس يشفى قلوب.. يزرع أمل ويدارى عيوب.. فينك يا ست سميحة أيوب.. ياللى انتى صوتك يفرحنا.. افتح ستاير مسارحنا». اللافت فى العرض هو اكتشافنا أن خالد جلال المخرج الذى أثرى، ومازال يثرى الوسط الفنى بأنبغ الممثلين، قد حرمنا ــ فى رحلته الإخراجية والتدريبية ــ من خالد جلال الممثل، فهو كوميديان صارخ يفتقده الوسط الفنى بشدة، لديه قدرة مدهشة على التحكم فى إيقاع العرض وامتلاك مفاتيحه، بالتنقل بين مشاعر متنوعة بانفعالات سريعة ومختلفة ومؤثرة، ومنح من يقف أمامه شحنات دعم وتحفيز قادرة على تفجير الأداء المتدفق بسلاسة بالغة، والدليل أننا شاهدنا صناع العمل من غير الممثلين يمثلون ويقدمون مشاهد مرحة وخفيفة الظل، بما يخدم دراما العرض، ومنهم الشاعر عماد عبدالمحسن والشاعر محمد بهجت ومصمم ديكور العرض محمد الغرباوى، بأداء مرح وممتع بلا أى افتعال. وبالطبع فإن أحد أهم عناصر العرض هى الألحان الرشيقة المتدفقة التى ألفها أحمد طارق يحيى معبرة عن حالة الفرح بهذا العرس المسرحي، وبأن جملة «افتح ستاير مسارحنا» ليست فقط دعوة لنشر المسرح، ولكنها تأكيد على قدرة الكلمة فى صد الشعارات الزائفة، مثلما جاءت كلمات الأغنية «افتح ستاير للكلمة.. تطرح شموس فكر وحكمة.. دى الكلمة قادرة تصد الزيف.. وتقف تحارب مليون سيف.. والنور متغلبهوش ضلمة». لم يعكر صفو العرض سوى الصوت بالغ الرداءة، رغم أننا فى دار الأوبرا المصرية، وهو أمر غريب، فإلى متى ستظل مسارحنا تفتقد تقنيات الصوت الجيدة!

خالد جلال يتألق في افتتاح 'المهرجان القومي للمسرح المصري' بسخرية وصدق
خالد جلال يتألق في افتتاح 'المهرجان القومي للمسرح المصري' بسخرية وصدق

خبر صح

timeمنذ 2 أيام

  • خبر صح

خالد جلال يتألق في افتتاح 'المهرجان القومي للمسرح المصري' بسخرية وصدق

في ليلة مليئة بالحب والوفاء لفن المسرح، أبدع المخرج الكبير في تقديم افتتاحية مميزة للدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، حيث دمج بين الفرح والدهشة والصدق الفني في عرض مسرحي استمر حوالي 20 دقيقة، وقدّم نفسه كمخرج وممثل في آن واحد، ليعيد سحر المسرح إلى الأذهان من خلال عشاقه الحقيقيين. خالد جلال يتألق في افتتاح 'المهرجان القومي للمسرح المصري' بسخرية وصدق اقرأ كمان: حمو بيكا يقرر إزالة جميع أغانيه مع الراحل أحمد عامر من قناته على يوتيوب لم يكن العرض تقليديًا أو احتفاليًا بالطريقة المعتادة، بل كان أشبه بـ'عرض داخل عرض'، حيث تركزت فكرته حول 'استعجال' رئيس المهرجان الفنان محمد رياض ومدير المهرجان عادل عبده للمخرج خالد جلال لإنهاء العمل الخاص بالافتتاح، بينما كان جلال مُصِرًّا على الاحتفاظ بأفكاره وتفاصيل المشروع رغم ضيق الوقت، قائلًا للجميع في عبارة تلخص بساطة الفكرة وعمقها: الافتتاح عبارة عن إيه؟ عن المسرح! المسرح جميل ومتألق وعظيم، والختام يكون: ألف مبروك، والمسرح يفرحنا! والجوايز حلوة وكده هذا الحوار البسيط والعفوي يُعبر عن جوهر العرض الذي بدا كوميديًا ساخرًا، لكنه في العمق عرضٌ صادق عن عشق المسرح وتحديات صناعته، وقدّم بانوراما حية لما يدور خلف الكواليس من قلق وإصرار وتجريب لا ينتهي. خط كوميدي مميز من أبرز المحاور الكوميدية في العرض كان الخط الساخر الذي جمع خالد جلال بالفنان والإعلامي جمال عبد الناصر، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، حيث دار بينهما حوار طريف حول طلب عبد الناصر الكشف عن تفاصيل الافتتاح لنشرها إعلاميًا، بينما ظل جلال يرفض ذلك بإصرار ويُمعن في التكتم الشديد، مما خلق مواقف مضحكة ومفارقات ذكية، أضفت خفة ظل وبهجة على العرض، وعبّرت بذكاء عن العلاقة بين الإعلام والعمل الفني في كواليس المهرجانات. وأبدع الفنان عمرو عبد العزيز في خطٍّ كوميدي موازٍ، من خلال تقليده المحبب لعدد من عمالقة المسرح، حيث أعاد النجوم بصوته، مجسدًا بروح مرحة وحنين لزمن الفن الجميل سمير غانم وسناء جميل ويوسف داوود، فانتزع الضحكات وأضفى على العرض نكهة خاصة من النوستالجيا المحببة. وفي مقابل هذا المسار الكوميدي، احتوى العرض أيضًا على خط درامي تراجيدي مؤثر، حيث قدّمت الفنانة غادة طلعت مونولوجًا من أداء سميحة أيوب في مسرحية 'سكة السلامة'، بينما قدّمت فاطمة محمد علي مونولوجًا آخر لسميحة أيوب من مسرحية 'الوزير العاشق'، فأحيا بصوتهما وأدائهما اللحظات الذهبية لأعمال شكلت وعي أجيال من عشاق المسرح. واختُتم هذا الجانب التعبيري بمونولوج 'الكلمة'، الذي أدّاه ميدو عادل بمشاركة صوتية مميزة من الفنان محمد عبده، في لحظة مؤثرة مزجت بين الأداء الحي والقوة الشعرية للنص، مؤكدين أن الكلمة تظل روح المسرح وسلاحه النبيل في مواجهة كل ما يعوق رسالته. أبطال حقيقيون… بشخصياتهم الحقيقية ما ميّز هذا العرض الاستثنائي أيضًا هو مشاركة عدد كبير من نجوم مركز الإبداع الفني، من خريجي دفعات مختلفة، الذين ظهروا بشخصياتهم الحقيقية، فاختفى الحاجز بين التمثيل والواقع، وبين النص والحياة. وشارك في العرض كل من: ميدو عادل، عمرو عبد العزيز، مريم السكري، غادة طلعت، وحبيبة حاتم، وفرح حاتم، وإبراهيم طلبة، ونادين خالد، ومي حسين، وحبيبة زيتون، وشيما بن عشا، وأمنية السيد، ونهي فريد، وخالد رسلان، وأحمد وهبة، وسيف أمين، وأشرف كابونجا، و'كارف'، ونجم ستار أكاديمي وخريج مركز الإبداع محمد سراج، والمخرج والإعلامي جمال عبد الناصر خريج الدفعة الأولى (رئيس اللجنة الإعلامية)، إلى جانب علا فهمي (المخرج المنفذ للعرض)، ومناضل عنتر (مصمم الاستعراضات)، والمطربة فاطمة محمد علي، والنجم محمد عبده (عضو فريق واما)، وغيرهم من المبدعين الذين حملوا على عاتقهم روح الاحتفال ولم تقتصر المشاركة على الممثلين، بل انضم إلى الخشبة مهندس الديكور محمد الغرباوي، والشاعران محمد بهجت وعماد عبد المحسن، وهالة الزهوي مصممة الملابس، حيث ظهروا بأسمائهم وصفاتهم الحقيقية، في انصهارٍ غير مسبوق بين صنّاع العرض ومحتواه، ولحن كلمات بهجت 'افتح ستاير مسارحنا' الملحن أحمد طارق يحيى. مقال مقترح: أحمد السقا ينعي والدة هند صبري ويطلب الدعاء والفاتحة الختام وجاء الختام مبهراً بحق، حيث قدّم الراقصون والممثلون عرضًا حركيًا وغنائيًا حمل في طيّاته رسالة أمل ورسالة مسرح، وانطلق بجملة افتتاحية شديدة التأثير 'افتح ستاير مسارحنا'، فهي جملة تحوّلت إلى صرخة فرح وحياة لكل المسرحيين الحالمين بعودة الروح إلى كل المسارح، بانفتاح الستائر، وإضاءة الخشبات، وإحياء الطقس المسرحي في كل ربوع مصر، ولقد عبّرت هذه الجملة الختامية عن جوهر رسالة العرض، لتكون ذروة مشاعر الفرح والانتماء في تلك الليلة. بعيدًا عن الخطابة والرسميات، استطاع خالد جلال أن يصنع عرضًا يكرّم المسرح بطريقته الخاصة، عرضًا يضحك الجمهور ويُشعره بالفخر، ويُلخّص حالة من الوفاء العميق لهذا الفن العظيم، فقدّم بذكائه المعتاد مشاهدًا كوميدية مكثفة تتنقّل بسلاسة بين الواقع والخيال، وبين قلق اللحظة ومتعة الإنجاز، ليؤكد أن المسرح ما زال قادرًا على صناعة الدهشة والمتعة والاحتفال، حتى ولو كان الوقت ضيقًا والكواليس مشتعلة. تحية تقدير إنّ ما قدّمه خالد جلال في هذه الافتتاحية هو أكثر من مجرد عرض؛ هو رسالة حب للمسرح المصري، ودرسٌ في كيفية تحويل ضيق الزمن إلى مساحة للإبداع، وكيفية استثمار الطاقات الحقيقية لأبناء المسرح في صياغة مشهد فني متكامل، المسرح بيفرحنا… هكذا قال خالد جلال، وهكذا كان عرضه فعلًا.

خالد جلال يخرج افتتاح المهرجان القومي للمسرح.. ويقدم بانوراما حية لكواليس العروض وتجهيزاتها
خالد جلال يخرج افتتاح المهرجان القومي للمسرح.. ويقدم بانوراما حية لكواليس العروض وتجهيزاتها

مصرس

timeمنذ 2 أيام

  • مصرس

خالد جلال يخرج افتتاح المهرجان القومي للمسرح.. ويقدم بانوراما حية لكواليس العروض وتجهيزاتها

استطاع المخرج الكبير خالد جلال أن ينسج افتتاحية استثنائية لفعاليات الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري، جامعًا بين البهجة والدهشة والصدق الفني، في عرض مسرحي دام حوالي 20 دقيقة، قدّمه كمخرج وممثل في آنٍ واحد، ليُعيد إلى الأذهان سحر المسرح حين يُقدَّم من عشّاقه الحقيقيين. عرض عن المسرح.. من قلب كواليسهلم يكن العرض تقليديًا أو احتفاليًا بمفهومه المعتاد، بل كان أقرب إلى "عرض داخل عرض"، حيث تدور فكرته حول "استعجال" رئيس المهرجان الفنان محمد رياض، ومدير المهرجان عادل عبده، للمخرج خالد جلال لإنهاء العمل الخاص بالافتتاح، بينما يصرّ جلال على الاحتفاظ بأفكاره وتكتم على تفاصيل المشروع رغم ضيق الوقت، قائلًا للجميع في جملة تختزل بساطة الفكرة وعمقها: "هو الافتتاح عبارة عن إيه؟ عن المسرح! وإن المسرح جميل والمسرح متألق..! والمسرح عظيم، والختام بيكون: ألف مبروك، والمسرح بيفرحنا!.. والجوايز حلوة.. وكده".هذا الحوار البسيط والعفوي يعكس جوهر العرض الذي بدا كوميديًا ساخرًا، لكنه في العمق عرضٌ صادق عن عشق المسرح وتحديات صناعته، وقدّم بانوراما حية لما يدور خلف الكواليس من قلق وإصرار وتجريب لا ينتهي.ضحك ودهشة: خط كوميدي مميز مع جمال عبد الناصرمن أبرز المحاور الكوميدية في العرض كان الخط الساخر الذي جمع خالد جلال بالفنان والإعلامي جمال عبد الناصر، رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، حيث دار بينهما حوار طريف حول طلب عبد الناصر الكشف عن تفاصيل الافتتاح لنشرها إعلاميًا، بينما ظل جلال يرفض ذلك بإصرار ويُمعن في التكتم الشديد، وهو ما خلق مواقف مضحكة ومفارقات ذكية، أضفت خفة ظل وبهجة على العرض، وعبّرت بذكاء عن العلاقة بين الإعلام والعمل الفني في كواليس المهرجانات.كما أبدع الفنان عمرو عبد العزيز في خطٍّ كوميدي موازٍ، من خلال تقليده المحبب لعدد من عمالقة المسرح، حيث أعاد النجوم بصوته، مجسدًا بروح مرحة وحنين لزمن الفن الجميل سمير غانم وسناء جميل ويوسف داوود، فانتزع الضحكات وأضفى على العرض نكهة خاصة من النوستالجيا المحببة.وفي مقابل هذا المسار الكوميدي، احتوى العرض أيضًا على خط درامي تراجيدي مؤثر، حمل بصمة قوية، حيث قدّمت الفنانة غادة طلعت مونولوجًا من أداء سميحة أيوب في مسرحية "سكة السلامة"، بينما قدّمت فاطمة محمد علي مونولوجًا آخر لسميحة أيوب من مسرحية "الوزير العاشق"، فأحيتا بصوتهما وأدائهما اللحظات الذهبية لأعمال شكلت وعي أجيال من عشّاق المسرح.واختُتم هذا الجانب التعبيري بمونولوج "الكلمة"، الذي أدّاه ميدو عادل بمشاركة صوتية مميزة من الفنان محمد عبده، في لحظة مؤثرة مزجت بين الأداء الحي والقوة الشعرية للنص، مؤكدين أن الكلمة تظل روح المسرح، وسلاحه النبيل في مواجهة كل ما يعوق رسالته.أبطال حقيقيون... بشخصياتهم الحقيقيةويأتي من بين ما ميّز هذا العرض الاستثنائي أيضًا هو مشاركة عدد كبير من نجوم مركز الإبداع الفني، من خريجي دفعات مختلفة، والذين ظهروا بشخصياتهم الحقيقية، فاختفى الحاجز بين التمثيل والواقع، وبين النص والحياة.وشارك في العرض كل من: ميدو عادل، عمرو عبدالعزيز، مريم السكري، غادة طلعت، وحبيبة حاتم وفرح حاتم وإبراهيم طلبة، ونادين خالد ومي حسين وحبيبة زيتون وشيما بن عشا وأمنية السيد ونهي فريد وخالد رسلان وأحمد وهبة وسيف أمين وأشرف كابونجا و"كارف"، ونجم ستار أكاديمي وخريج مركز الإبداع محمد سراج، والمخرج والإعلامي جمال عبدالناصر خريج الدفعة الولي (رئيس اللجنة الإعلامية)، إلى جانب علا فهمي (المخرج المنفذ للعرض)، ومناضل عنتر (مصمم الاستعراضات)، والمطربة فاطمة محمد علي، والنجم محمد عبده (عضو فريق واما)، وغيرهم من المبدعين الذين حملوا على عاتقهم روح الاحتفال.فيما لم تقتصر المشاركة على الممثلين، بل انضم إلى الخشبة مهندس الديكور محمد الغرباوي، والشاعران محمد بهجت وعماد عبد المحسن، وهالة الزهوي مصممة الملابس، حيث ظهروا بأسمائهم وصفاتهم الحقيقية، في انصهارٍ غير مسبوق بين صنّاع العرض ومحتواه، ولحن كلمات بهجت "افتح ستاير مسارحنا" الملحن أحمد طارق يحيي.الختام الكبير... "افتح ستاير مسارحنا"وجاء الختام مبهرًا، إذ قدّم الراقصون والممثلون عرضًا حركيًا وغنائيًا حمل في طيّاته رسالة أمل ورسالة مسرح، وانطلق بجملة افتتاحية شديدة التأثير "افتح ستاير مسارحنا" فهي جملة تحوّلت إلى صرخة فرح وحياة لكل المسرحيين الحالمين بعودة الروح إلى كل المسارح، بانفتاح الستائر، وإضاءة الخشبات، وإحياء الطقس المسرحي في كل ربوع مصر، ولقد عبّرت هذه الجملة الختامية عن جوهر رسالة العرض، لتكون ذروة مشاعر الفرح والانتماء في تلك الليلة.عرض يكرّم المسرح ويفرح الجمهوراستطاع خالد جلال أن يصنع عرضًا يكرّم المسرح بطريقته الخاصة، عرضًا يضحك الجمهور ويُشعره بالفخر، ويُلخّص حالة من الوفاء العميق لهذا الفن العظيم، فقدّم بذكائه المعتاد مشاهدًا كوميدية مكثفة تتنقّل بسلاسة بين الواقع والخيال، وبين قلق اللحظة ومتعة الإنجاز، ليؤكد أن المسرح ما زال قادرًا على صناعة الدهشة والمتعة والاحتفال، حتى ولو كان الوقت ضيقًا والكواليس مشتعلة.تحية تقديرويعد ما قدّمه خالد جلال في هذه الافتتاحية، هو أكثر من مجرد عرض؛ بل إنه رسالة حب للمسرح المصري، ودرسٌ في كيفية تحويل ضيق الزمن إلى مساحة للإبداع، وكيفية استثمار الطاقات الحقيقية لأبناء المسرح في صياغة مشهد فني متكامل: "المسرح بيفرحنا.. هكذا قال خالد جلال، وهكذا كانت رسالة العرض".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store