logo
الانتخابات الألمانية.. عودة المحافظين وصعود اليمين وهزيمة مدوية للاشتراكيين

الانتخابات الألمانية.. عودة المحافظين وصعود اليمين وهزيمة مدوية للاشتراكيين

الجزيرة٢٤-٠٢-٢٠٢٥

برلين- حقق الاتحاد المسيحي نصرا كبيرا في الانتخابات التشريعية التي جرت، أمس الأحد، متقدما على حزب البديل من أجل ألمانيا"اليميني المتطرف" الذي حقق أفضل نتيجة له منذ تأسيسه قبل 12 عاما، وذلك وفق النتائج الأولية التي أعلنها التلفزيون الألماني بعد إغلاق صناديق الاقتراع.
وأظهرت النتائج خسارة كبيرة لحزب المستشار الحالي أولاف شولتس (الاشتراكي الديمقراطي) والذي خسر أكثر من 9 نقاط مقارنة بسباق 2021. وشارك بهذه الانتخابات التاريخية أكثر من 84% ممن يحق لهم الانتخاب في ألمانيا ، وهي أعلى نسبة منذ 1990، أي منذ انهيار جدار برلين.
وفاز الاتحاد المسيحي بزعامة فريدريش ميرتس (المستشار القادم) بأكثر من 28.5% من الأصوات، ليبدأ مشاوراته لتشكيل الحكومة القادمة، حسب ما أعلن في خطاب الفوز بالقول "نحن بحاجة لتشكيل حكومة مستقرة بأسرع وقت ممكن مع دعم أغلبية برلمانية، لأن العالم في الخارج لن ينتظرنا ولا ينتظر مشاورات حزبية طويلة الأمد لتشكيلها".
وأضاف ميرتس "يجب علينا الإسراع الآن في تشكيل حكومة قادرة على تلبية الاحتياجات الداخلية وعلى الحكم في ألمانيا، ويجب أن يكون لنا حضورنا في أوروبا ونؤخذ على محمل الجد في العالم".
واستبعد أي تحالف حكومي مع "اليمين المتطرف" معربا عن أمله في أن يتمكن من تشكيل الائتلاف القادم مع حزب واحد فقط وألا يضطر للاعتماد على ثالث، قائلا إن "الأمر لن يكون سهلا وسيزيد من تعقيد الأمور" وذلك خلال لقاء جمع قادة الأحزاب المتنافسة في "حلقة برلين" المخصصة لنقاش النتائج عبر محطتي "إيه آر دي" و"زي دي إف" بعد كل انتخابات.
ومن جهته، قال شولتس إنه يتحمل المسؤولية عن الهزيمة المدوية التي حظي بها حزبه بانتخابات البوندستاغ الـ21، مؤكدا أنه لن يشارك في الحكومة القادمة ولكنه سيحتفظ بمقعده في البرلمان، علما بأنها أسوأ نتيجة يحصل عليها الاشتراكيون منذ الوحدة الألمانية.
أما رئيس الحزب الديمقراطي الحر كريستيان ليندر فأعلن انسحابه من الساحة السياسية بعد النتائج المخيبة للآمال، قائلا "إذا غادر الحزب البوندستاغ، فمن الطبيعي أنني سأترك الحياة السياسية أيضا". وهذا ما تشير إليه القراءات الأولى لنتائج الانتخابات بأن الديمقراطي الحر لن يجتاز 5% التي يحتاجها أي حزب لدخول البرلمان.
مزاج التغيير
تقول كاميلا مولينبيرغ الباحثة الاجتماعية -للجزيرة نت- إن الائتلاف الحاكم السابق، والمعروف باسم "ائتلاف إشارة المرور" أصبح في عداد الماضي منذ السادس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وإن مزاج التغيير لدى المواطنين بدا واضحا.
وأوضحت "بدلا من إعادة تموضع الأحزاب الحاكمة (الاشتراكيون والأحرار والخضر) ترشح القادة الثلاثة مع الطاقم الذي لم يعد كثيرون يرغبون في رؤيته. فشولتس لم يكن مرغوبا حتى لدى شريحة واسعة في حزبه، إلا أنه اعتبر نفسه الأجدر في قيادة الحزب بالانتخابات، والأمر نفسه بالنسبة لليندر وروبرت هابيك مرشح حزب الخضر للمستشارية. ولذا جاءت النتيجة بمعاقبتهم من قبل الناخبين".
لم يقتصر التصويت على الأحزاب الثلاثة فقط، بل أيضا على أسلوب الحكم الذي اتبعه "ائتلاف إشارة المرور" فقد سئم المواطنون من الوزارات التي لم تقدم حلولا جذرية لحياتهم اليومية، بل أثقلتهم بالقرارات واللوائح الجديدة، ابتداء من قانون التدفئة إلى قضايا السكن والضمان الاجتماعي، وفق تصريح المراسل السياسي لؤي غبرة للجزيرة نت.
ويرى المراسل أن الحكومة نجحت بتحويل حماية المناخ إلى معركة داخلية بين أحزاب الائتلاف، وتركيز الضمان الاجتماعي على دعم العاطلين عن العمل بدلا من حل قضايا المستأجرين والمتقاعدين وأزمة الرواتب. ووفقا له "يتحمل شولتس مسؤولية السجل السيئ لهذا الائتلاف لأنه استمر بصفته مرشحا لمنصب المستشار ليُبقي وجه الحزب الاشتراكي في الحملة الانتخابية".
وتابع المراسل السياسي "من الصعب أن نتخيل الديناميكية التي كان بوريس بيستوريوس (وزير الدفاع من الحزب الاشتراكي والشخصية الأكثر حضورا لدى المواطنين الألمان) في مواجهة ميرتس غير المحبوب. وبما أن شولتس أصبح تاريخا الآن، يتعين على بيستوريوس إعادة تنظيم الحزب الاشتراكي، وقد يضطر إلى الجنوح نحو اليمين بعض الشيء".
ورغم تحقيق حزب البديل من أجل ألمانيا "الشعبوي" نجاحا تاريخيا بحصوله على أكثر من 20% من الأصوات فإنه سيبقى في المعارضة بعد تأكيد المستشار القادم ميرتس رفضه التحالف مع الحزب تحت أي ظرف. ولكن مع كل ذلك تمكن اليمينيون من مضاعفة نسبتهم في البرلمان مقارنة مع انتخابات 2021.
يُذكر أن انتخابات 2025 سجلت نسبة مشاركة تاريخية فاقت 83%، وهي النسبة الأكبر منذ سقوط جدار برلين وتوحيد الألمانيتين عام 1990. وتُرجعها الباحثة مولينبيرغ إلى "حالة الاستقطاب التي رافقت الدعاية الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الهجرة واللجوء، مما دفع المواطنين للمشاركة في التصويت للدفاع عن مواقفهم".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

80 عاما على الحرب العالمية الثانية.. احتفال بالتحرير يغيب عنه المحرِّرون
80 عاما على الحرب العالمية الثانية.. احتفال بالتحرير يغيب عنه المحرِّرون

الجزيرة

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

80 عاما على الحرب العالمية الثانية.. احتفال بالتحرير يغيب عنه المحرِّرون

برلين- احتفلت ألمانيا أمس الخميس بالذكرى 80 لنهاية الحرب العالمية الثانية ، وهو حدث تاريخي تحييه برلين والعديد من الدول الأوروبية باعتباره "يوم التحرير" وهزيمة النازية أمام الحلفاء (الاتحاد السوفياتي ، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا). وأعلنت هذا العام يوم الذكرى عطلة رسمية في العاصمة فقط. وشكل خطاب المستشار الألماني الأسبق ريتشارد فون فايتسكر عام 1985 لحظة مفصلية في تقييم هذا اليوم، عندما قال "إن 8 مايو/أيار هو يوم التحرير على يد الجيش السوفياتي، لأن الألمان لم يكونوا قادرين على تحرير أنفسهم بأنفسهم، بل احتاج التحرير إلى قوة خارجية جاءت من هذا الجيش وقوى التحالف الغربية". يقول إيفالد كونيغ الخبير في الشؤون الدولية، للجزيرة نت، إنه من الضروري التفريق بين جمهوريتي ألمانيا الغربية والشرقية، ففي الوقت الذي حاولت فيه ألمانيا الغربية معالجة آثار الحرب والاستفادة من الدروس، قامت الشرقية بمنع الفاشية وإعلان نفسها دولة معادية لها، لكنها بذلك أخفقت في معالجة آثار الحرب وهذا دليل واضح على صعود حزب البديل من أجل ألمانيا المعادي للأجانب في الولايات الشرقية. تحذير ألقى الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير خطابا أمام البوندستاغ (البرلمان) بمناسبة هذه الذكرى، وأكد أن "المعرفة التي نستخلصها من ماضينا تلزمنا نحن الألمان باتخاذ مواقف واضحة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، ومعاداة السامية، وحرب العدوان الروسية ضد أوكرانيا، وانتهاك أميركا للقيم. إن النظام والتعاون الدوليين، والالتزام بالديمقراطية والمصالحة الذي قدمه لنا ضحايا الحرب وأعداؤها السابقون كان لمصلحة الجميع وجلب السلام والازدهار بعد عام 1945". أما توم غولر، الصحفي المتخصص في السياسة الخارجية والأمنية، فقال للجزيرة نت إن الشعب الألماني يرى أن 8 مايو/أيار بمنزلة تحذير بأن مثل هذه الحرب لا ينبغي أن تندلع مرة أخرى. ويرى أن المهمة الآن تقع على عاتق الحكومة ببذل كل ما بوسعها -عسكريا ودبلوماسيا- لمنع وقوعها في أوروبا. ورغم مرور 8 عقود على نهاية الحرب العالمية الثانية، فإن العالم اليوم يعج بالنزاعات المسلحة بشكل غير مسبوق. ويقول الخبير كونيغ إن هذا الواقع يضع أوروبا أمام تحدّ جديد، خاصة مع الحرب الروسية على أوكرانيا، وعدم معرفة آلية التعامل الصحيحة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ويضيف "ولا نعلم إلى أين ستسير الأمور في سوريا، ولا كيف سينتهي الوضع في غزة في ظل السوداوية الحالية نتيجة السياسة التي تتبعها إسرائيل، وهناك أيضا مخاوف من اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان"، مشيرا إلى ضعف أوروبا في التأثير الفعلي على السياسة الخارجية في ظل الهيمنة الأميركية، وكذلك الغموض تجاه ردود الفعل المحتملة من الصين. جرائم الحلفاء لم يكن الثامن من مايو/أيار يوما للتحرير بالنسبة للنساء الألمانيات؛ فقد ظل موضوع الاغتصاب الجماعي لهن من قبل جنود القوى المنتصرة من المحرمات لفترة طويلة. وفقط قبل نحو 10 سنوات، وفي الذكرى 70 لنهاية الحرب، بدأت بعض الكتب في تناول موضوع العنف الجنسي ضد الأطفال والنساء الألمانيين. ورغم أن الحلفاء حرروا سجناء معسكرات الاعتقال وألمانيا من الاشتراكية الوطنية، فإنهم ارتكبوا أيضا جرائم بحق حوالي 900 ألف فتاة وامرأة. ومع اقتراب نهاية الحرب وفي الأسابيع التي تلت "التحرير"، أصبحت عمليات الاغتصاب شائعة في المدن الألمانية. ففي برلين وحدها، كان الخوف من الجنود الروس كبيرا لدرجة أن 3881 امرأة انتحرن في أبريل/نيسان 1945 فقط. ويؤكد الباحث غولر وقوع قرابة 100 ألف حالة اغتصاب على يد جنود "الجيش الأحمر" في برلين. من جهتها، دعت رئيسة البوندستاغ، يوليا كلوكنر، إلى إيلاء مزيد من الاهتمام لمعاناة النساء في الحروب. وقالت في كلمتها أمام البرلمان إن "النساء والفتيات اضطررن إلى تحمل قدر هائل من المعاناة والاعتداء الجنسي أثناء الحرب وبعدها، وهذا الأمر يتم التغاضي عنه في الغالب". وأضافت أن قمع معاناة النساء "ببساطة" في المجتمع الألماني بعد الحرب أدى إلى إطالة أمد معاناتهن، مطالبة بإعطائهن مساحة في الذاكرة الجماعية، والاعتراف بمعاناتهن و"بالقوة المذهلة" التي أظهرنها في النضال من أجل البقاء، وبمساهمتهن الحاسمة في إعادة الإعمار. آثار التقارب يرى بعض الخبراء أن التقارب الأميركي الروسي قد ينعكس إيجابا على القارة الأوروبية، لأن العداء الذي نشأ بين الولايات المتحدة وموسكو بعد الحرب العالمية الثانية جلب معه العديد من المخاطر على مدى عقود. وكانت ألمانيا من أكثر الدول تأثرا به، إذ انقسمت بين هذين المعسكرين. ويقول الصحفي الألماني غولر إن آثار معاناة الألمان من هذه المواجهة لا تزال محسوسة حتى اليوم، فبعد 35 عاما من إعادة التوحيد لا يزال الحديث عن الألمان الشرقيين والغربيين شائعا، وحتى التقسيم السياسي الناتج عن تشكيل الكتلة الروسية في وجه الولايات المتحدة ما زال قائما. ولذلك، لا يمكن لألمانيا إلا أن ترحب بالتقارب بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين. لكن الخبير إيفالد كونيغ يحذر من أن هذا التقارب قد يتغير فجأة، موضحا أن قرارات ترامب لا يمكن التنبؤ بها، فقد يمتدح الرئيس الروسي اليوم ويهاجمه في اليوم التالي. لذلك، ينظر الأوروبيون إلى هذا التقارب بريبة، ويأملون في الوقت نفسه ألا تتضرر العلاقات عبر حلف شمال الأطلسي (الناتو) أكثر. وبرأيه، يفرض هذا الوضع على أوروبا الاعتماد على قوتها الذاتية والتخلص من التبعية العسكرية للولايات المتحدة، خاصة في ظل الشكوك حول مستقبل حلف الناتو. احتفل البرلمان الأوروبي بالذكرى 80 لهزيمة النازية، مستبعدا سفيري روسيا وبيلاروسيا. وجاء هذا القرار بناء على توصية من وزارة الخارجية الألمانية التي بررت ذلك بالخوف من أن تستغل موسكو هذه المناسبة وتربطها بشكل مسيء بحربها ضد أوكرانيا، بحسب ما قالت الخارجية. لكن كونيغ انتقد القرار، مؤكدا ضرورة الإبقاء على القنوات الدبلوماسية خاصة في الأوقات الصعبة. وأضاف أن التطورات الأخيرة الناتجة عن الحرب الأوكرانية لا تشير إلى قرب عودة العلاقات بين برلين وموسكو. أما توم غولر فيرى أن التطورات السياسية الأخيرة في واشنطن أصابت ألمانيا "بألم بالغ"، وجعلتها غير قادرة على الاعتماد على دعم الولايات المتحدة، ولا على تصرفات بوتين غير المتوقعة. ويؤكد أن إعادة التفكير في العلاقات مع القوتين الكبيرتين قد بدأت بالفعل في برلين، وتناقَش مع شركاء الاتحاد الأوروبي.

انتخاب فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا
انتخاب فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا

الجزيرة

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • الجزيرة

انتخاب فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا

انتُخب الزعيم الألماني المحافظ فريدريش ميرتس مستشارا لألمانيا اليوم الثلاثاء في جولة ثانية من التصويت بعد أن مُني تحالفه الجديد مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي المنتمي إلى يسار الوسط بخسارة مفاجئة في الجولة الأولى. وأدى ميرتس اليمين مستشارا جديدا لألمانيا أمام رئيس البلاد فرانك فالتر شتاينماير. وأصبح رسميا المستشار العاشر لألمانيا، وذلك بعد أن سلمه شتاينماير في قصر بيليفو الرئاسي وثيقة تعيينه في هذا المنصب خلفا للمستشار المنتهية ولايته أولاف شولتس. يأتي ذلك بعد أن انتخب البرلمان الألماني في جولة تصويت ثانية ميرتس مستشارا للبلاد حيث حصل على تأييد 325 صوتا بزيادة بمقدار 9 أصوات عن العدد المطلوب (316 صوتا) لتحقيق الأغلبية المطلوبة. وكان ميرتس فشل في جولة التصويت الأولى بعدما عجز عن الحصول على الأغلبية المطلوبة بفارق 6 أصوات فقط إذ حصل على 310 أصوات. ويعد عدم حصول ميرتس على دعم البرلمان في الجولة الأولى سابقة في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية ومصدر إحراج لسياسي وعد بإنعاش النمو الاقتصادي في ظل اضطرابات عالمية. وفاز تحالف ميرتس المكون من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي في الانتخابات الاتحادية التي أجريت في فبراير/شباط الماضي، وتوصل إلى اتفاق لتشكيل ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي. يذكر أن طرفي الائتلاف الحاكم الذي سيقوده ميرتس يملكان معا 328 صوتا في البرلمان. وتوصل الائتلاف إلى خطة لإنعاش النمو تشمل خفض الضريبة على الشركات وأسعار الطاقة. كما وعد بدعم قوي لأوكرانيا وزيادة الإنفاق العسكري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store