
اليوم يشهد العالم كيف تتجدد دماء العزة!غيداء شمسان
اليوم يشهد العالم كيف تتجدد دماء العزة!
غيداء شمسان*
اليوم، يا أيها الوطن المفدى، غدًا يا أيتها الأمة الجريحة، غدًا يا أيها العالم الشاهد… ليس لنا إلا أن ننحني إجلالًا، ونطأطئ الرؤوس إكبارًا، ونذرف الدموع وفاءً، ونشعل القلوب غضبًا… فالخطب جلل، والمصاب عظيم، والفقد لا يعوض،اليوم، نودع قمرين أضاءا دروب عزنا، وأمينين حملا أمانة الوطن، وقادتين سطرا بدمائهما أروع ملاحم البطولة، وشهداء أرخصوا أرواحهم في سبيل الله ونصرة المستضعفين.
اليوم، ليس لنا إلا أن نودع السيد حسن نصر الله، ذلك القائد الملهم، والزعيم الفذ، والرمز الخالد، والجبل الأشم، والحصن المنيع، والسيف المسلط على رقاب الظالمين، والصوت الذي يزلزل عروش الطغاة. اليوم، نودعه، وقد ترك لنا إرثًا عظيمًا من العزة والكرامة، ودروسًا بليغة في الصمود والثبات، وقاعدة صلبة لمواجهة التحديات، ورسالة واضحة للأجيال القادمة: 'إن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرًا'.
اليوم، ليس لنا إلا أن نودع السيد هاشم صفي الدين، ذلك الأخ الرفيق، والساعد الأيمن، والجندي المجاهد، والعالم العامل، والمتواضع المتفاني، الذي كرس حياته في خدمة المقاومة، ونصرة المظلومين، وتحقيق العدل والمساواة،اليوم، نودعه، وقد ترك لنا مثالًا حيًا في الإخلاص والتفاني، والصدق والوفاء، والتضحية والفداء.
اليوم، يا أيها الشعب الأبي، يا أيها الوطن الجريح، لن نبكي، ولن ننتحب، ولن نيأس، ولن نستسلم… بل سنحول دموعنا إلى سيول من الغضب، وأحزاننا إلى براكين من الثأر، وفقدنا إلى قوة دافعة للمضي قدمًا في درب الجهاد، وتحقيق النصر،اليوم، سنجدد العهد والقسم، بأننا سنبقى على دربهما سائرين، ولوصاياهما ملتزمين، ولقضيتنا مخلصين، حتى يتحقق النصر، وتتحرر الأرض، وتعود الكرامة.
اليوم، ليس لنا إلا أن نرفع راية العزة، ونعلي صوت الحق، ونواجه الظلم والاستبداد، وندافع عن المستضعفين، ونقاوم الطغاة والمجرمين،اليوم سيشهد العالم كيف تتجدد دماء العزة، وكيف ينبت من كل قطرة دم شهيد، ألف مقاتل، وكيف تتجذر قيم المقاومة، وتترسخ في قلوب الأجيال،اليوم، سيشهد العالم أن لبنان، ستبقى رغم كل الجراح، منبعًا للعزة، ومئذنة للحرية، وحصنًا للمقاومة، وقاهرة للغزاة.
فالنصر قادم، والثأر آت، والحق سينتصر، والباطل سيندحر، وإلى جنات الخلد أيها القادة الأمناء، وإلى لقاء قريب في الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
اتحادكاتبات اليمن
2025-02-25
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 16 دقائق
- موقع كتابات
مستقبل حزب الله
في قلب العاصفة اللبنانية، ومع تصاعد رياح التحولات الإقليمية، يقف حزب الله أمام مفترق طرق تاريخي. لم تعد المسألة متعلقةً فقط بخطاب المقاومة، بل باتت مسألة بقاءٍ، وهويةٍ، وشرعيةٍ داخل بيتٍ يتصدّع من الداخل وتحيط به الشكوك من الخارج. في سبتمبر 2024، سقطت قامة الحزب الكبرى، حسن نصر الله، ثم تبعه اغتيال هاشم صفي الدين، الرجل الذي وُصف بالظلّ الثقيل لخليفة الأمين العام. ومع هذا الغياب القيادي المفاجئ، تفجّرت الخلافات، وبرزت الانقسامات التي كانت تختبئ طويلاً خلف خطاب الوحدة والانضباط. تَشظّى الحزب إلى جناحين متصارعين: الجناح الأول تمثّله شخصيات متجذّرة في العقل العسكري والأمني للحزب، وعلى رأسها 'الشبح' طلال حميّة، رجل الظلّ الذي قاد 'الوحدة 910' المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني. هذا الجناح يتمسّك بصلب العلاقة مع إيران، يرى في طهران ليست فقط الداعمة، بل المرجعية، والمصدر العقائدي والمالي والاستراتيجي. الجناح الثاني يقوده الشيخ نعيم قاسم، الرجل الذي ارتدى عباءة القيادة بعد نصر الله، لكنه لم يرث كاريزماه ولا صلابته. قاسم يدفع نحو براغماتيةٍ سياسية، ينادي بتقليص التورط الإقليمي، ويدعو لتقاربٍ محسوبٍ مع بعض الدول العربية، علّه يخفف عزلة الحزب ويُنعش بيئته المنهكة. بين هذين الجناحين، يقف وفيق صفا، رجل العلاقات المعقّدة، الذي يعرف كيف يدير الأمن والسياسة في آن. يحاول أن يوازن بين التوجهين، لكنه لا يملك بعدُ قوة الحسم. أما البيئة الحاضنة، فلم تعد كما كانت. فالدخان المتصاعد من حرب 2024 لم يُخمده وعدٌ بالمقاومة. الضاحية الجنوبية، صور، النبطية، والهرمل بدأت تُعبّر عن ضجرها. النسبة المتدنية في الانتخابات، الاحتجاجات التي خرجت من داخل المعاقل، والتذمّر من الخدمات والفساد… كلها رسائل واضحة: الصمت لم يعد ولاءً، والتذمّر لم يعد خيانةً. فأيّ مستقبلٍ ينتظر حزب الله؟ هل يعود إلى الداخل اللبناني، حزباً سياسياً له جمهور، ومكانٌ في البرلمان لا في الجبهات؟ أم يُعيد الاصطفاف مع محوره الإقليمي، ويُغلق أذنيه عن أصوات أهله؟ هل تتغلب لغة البندقية، أم لغة البراغماتية؟ وهل الحزب الذي اعتاد القيادة من فوق، قادرٌ على قبول صوتٍ من القاعدة؟ الجواب، كما هو الحال في لبنان، ليس قراراً استراتيجياً فقط… بل معركةُ بقاءٍ.


ساحة التحرير
منذ 2 ساعات
- ساحة التحرير
الجيش الإيراني: سنرد بحزم على أي تهديد أو عدوان!
الجيش الإيراني: سنرد بحزم على أي تهديد أو عدوان! الجيش الإيراني أكد استعداده إلى جانب القوات المسلحة الأخرى، للدفاع عن وحدة أراضي البلاد واستقلالها وأمنها أكد جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أن 'الجيش، إلى جانب القوات المسلحة الأخرى، مستعد للدفاع عن وحدة أراضي البلاد واستقلالها وأمنها، وسيرد بحزم على أي تهديد أو عدوان، ولن يسمح أبدًا بتحقيق الأعمال الشريرة لأعداء الجمهورية الإسلامية في إيران'. وأصدر الجيش الإيراني بيانًا اليوم السبت 24 أيار/مايو 2025، بمناسبة ذكرى ملحمة تحرير مدينة خرّمشهر التي تصادف (اليوم 24 أيار)، قال فيه: 'ذكرى ملحمة تحرير مدينة خرّمشهر، هي رمز الصمود والمقاومة وانتصار الدم على السيف. لقد كان هذا اليوم العظيم تذكيرًا بالمآثر الملحمية التي حققها محاربو الإسلام في عملية القدس وتجليًا للرسالة التاريخية للإمام الخميني (ره): 'الله حرر خرّمشهر''. ورأى البيان أن تحرير خرّمشهر كان 'نقطة تحوّل في تاريخ عصر الدفاع المقدس ودليلًا على أنه بالوحدة والإيمان والتوكل على الله يمكن هزيمة أي قوة. ولذلك أكد القائد العام للقوات المسلحة الإمام الخامنئي في توجيهاته الحكيمة على ضرورة الحفاظ على هذا الإنجاز العظيم وحمايته'. وأضاف البيان: 'لم يكن هذا النصر العظيم مجرد استعادة مدينة، بل كان رمزًا للشرف والحماسة وانتصار الحق على الباطل، ولقّن أعداء هذه البلاد درسًا لا يُنسى، لنفي فكرة غزو الأراضي الإيرانية'. وتابع: 'جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بناءً على أوامر قائد الثورة الإسلامية، وبالاعتماد على القوة الداخلية، ومع مراقبة التحركات عن كثب، سوف يرد بحزم على أي تهديد أو عدوان، وهو مستعد، إلى جانب القوات المسلحة الأخرى، للدفاع عن وحدة أراضي البلاد واستقلالها وأمنها، ولن يسمح أبدًا بتحقيق الأعمال الشريرة لأعداء الجمهورية الإسلامية'. وجدد الجيش الإيراني التزامه بمبادئ الإمام الخميني (ره) والشهداء الأبرار، ومؤكدًا عهده مع الشعب الإيراني بالدفاع عن البلاد 'حتى آخر قطرة من دمه ولن يدخر جهدًا من أجل كرامة وفخر إيران'. العميد خاموشي: حققنا الاكتفاء الذاتي في مجال تصنيع أجزاء المروحيات وللمناسبة، تحدث قائد طيران الجيش الإيراني العميد الطيار قاسم خاموشي في مؤتمر حول دور وأداء القوات الجوية في تحرير خرّمشهر، معلنًا أن القوات الجوية حققت 'الاكتفاء الذاتي في مجال جاهزية المروحيات وتدريب الطيارين ومهندسي الطيران، وكذلك في مجال تصنيع أجزاء المروحيات وأنظمة الصواريخ والمعدات'. وقال: 'نحن اليوم في وضع جيد وقيّم للغاية، وحيثما دعت الحاجة، وحيثما أصدرت القيادة والقائد العام الأوامر، فإن أفراد القوات الجوية سينفذون المهام الموكلة إليهم بكل قوتهم، كما في الماضي'. 2025-05-24


الزمان
منذ 5 ساعات
- الزمان
جورج أورويل .. وچاي وچذب العراقيين
يحدد جورج اورويل صفتين للمجتمعات الشموليه: الكذب والفصام عن الواقع. فالكذب في هذه المجتمعات عملية منظمة وليست تكتيكاً ويتطلب باستمرار اعادة كتابة الماضي لاحتواء الحاضر. فحاضرنا المزري هو نتاج مظلومية الماضي. ولان التاريخ لم ينصفنا بتنا غير قادرين على انصاف انفسنا. اما الفصام فهو يتجسد باقامة نظام فكري فصامي يعتمد على قوانين الفطرة السليمة ليمكن احتواء الفرد والتخفيف من معاناته النفسية وهو يرى يومياً التعارض بين قوانين العدالة التي يؤمن بها وتربى عليها،وبين الواقع غير العادل الذي يعيشه. لذا يلجأ للتبرير والانفصال عن الواقع. نحن واقعون تحت انياب المؤامرة….العدو يتربص بنا لذا علينا المحافظة على وحدتنا وعدم انتقاد قادتنا…كل ما فيه نحن من سوء هو نتاج المظلومية التاريخية…الله يمتحن صبرنا ويمحصّنا قبل ان نرى الخير الوارف،وغير ذلك من السرديات التاريخية والمؤدلجة والمصممة خصيصاً لنرضى بالواقع الاليم وندافع عن الظلم العميم دون ان تهتز ضمائرنا او تتأذى مشاعرنا. شخصية ازدواجية هذا ما يسميه اورويل التفكير المزدوج ويسميه الوردي و نجيب محفوظ الشخصية الازدواجية،في حين اسميته الدور الاجتماعي في كتابي (ثقافة التصلب:منظور جديد لفهم المجتمع العراقي). تهتم النظم الشمولية جميعها بتنشئة الفرد ليس فقط على حب القائد،او الرمز الديني او الدنيوي،وانما ايضاً تنميط دماغه وسلوكه ليعكس مجموعة المبادىء والمعايير والقيم التي تتناسب مع ما يريده الاخ الاكبر. وسواءً من خلال المدارس او الاعلام او المنابر او معسكرات الشبيبة والتجنيد فان المطلوب خلق أجيال من الروبوتات البشرية المنمطة التي تستخدم الايدلوجيا التي تمت برمجة عقولهم وسلوكهم بها لكي يبرروا هذا الكذب الذي يعيشوه ويمارسوه وهم يرون القائد واولاده واحفاده وزبانيته يركبون افره السيارات ويسكنون افخم القصور ليخاطبوهم من شرفاتها ويدعونهم للجهاد والدفاع عن الحق والفقراء والمظلومين!! انهم يريدون تصديق ان قائدهم،او ملهمهم،او شيخهم،او بابهم الى الله وطريقهم لجنات الخلد يعاني اكثر منهم فلا يجد مالاً ليزوج به ابنه المدلل،ولا ينام الا بعد ان يقوم الليل كله، ولا يأكل سوى كسرة خبز لتقيه الجوع، ولا يسافر بطائراته الخاصة الى منتجعات العالم الا ليسهر على حل مشاكل الشعب الفقير والامة المظلومة. لا طريق لحل هذا التنافر الفكري cognitive dissonance بين ما تربّوا عليه ويؤمنون به،وبين ما يرونه من سلوك قادتهم وسُراتهم والعالمين بدينهم ودنياهم الا بتكذيب ما يرون والانفصال عن الواقع الذي يعيشون. والادهى من ذلك ان هذا السلوك التبريري ثنائي القطب يجري استبطانه وتقليده من قبل افراد الشعب ذاته. آليات منهجية ففي النهار هم المبشِّرون(بكسر الشين) بالورع والجهاد والشرف والنزاهة،وفي الليل هم اهل الرقص والمجون،والسُكرِ والفنون،والفساد والجنون. انهم شعب الچاي والچذب،حيث يكذبون وهم يشربون السُكّر في شايهم،ويصدقون وهم يشربون السَكَرْ في مجلسهم. اعادة صياغة الماضي والعيش فيه،والكذب والتبرير والانفصال عن الواقع اليات دفاعية يتم تنظيمها على وفق آليات منهجية مستمرة في المجتمعات الشمولية لادامة التخدير وادمان التبرير. العقل في صيامٍ دائم،والخرافة والوهم هي الحق القائم.